رأي في كتاب : للقاضي اليحي

شَعْبِي انْتَبِهْ مِنْ سَائِرِ الْغَفَلاَتِ ….. وَأَفِقْ فَيَوْمُكَ مُشْرِقُ الصَّفَحَاتِوَلَّى الظَّلاَمُ وَأَدْبَرَتْ أَيَّامُهُ ….. وَبَدَا الضِّيَاءُ فَمَرْحَباً بِالآتِي قُمْ وَانْطَلِقْ بِعَزِيمَةٍ جَبَّارَةٍ ….. فِي مَوْكِبٍ لِلْعِلْمِ ذِي جَنَبَاتِ يَا شَعْبُ قُمْ نَحْوَ الْحَيَاةِ بِهِمَّةٍ ….. قَعْسَاءَ تَسْبِقُ سَائِرَ الْهِمَّاتِ وَاعْدُدْ لِنَيْلِ الْمَكْرُمَاتِ مَوَاقِفاً ….. وَاعْمُرْ بِهَا مُسْتَقْبَلاً لِحَيَاةِ وَدَعِ التَّأَخُّرَ وَالتَّقَهْقُرَ بَلْ وَكُنْ ….. يَوْمَ الْقُدُومِ مُبَاعِدَ الْخُطُوَاتِ وَاْنَهَضْ وَلاَ تَرْضَ الْهُبُوطَ فَتَنْطَويِ ….. بِالذُّلِّ فِي غَسَقٍ مِنَ الْحَسَرَاتِوَاسْتَوْفِ فِي طُرُقِ النَّجَاحِ أَبَرَّهَا ….. بِتَأَمُّلٍ وَتَدَبُّرٍ وَثَبَاتِ وَانْهَجْ وِكُنْ مَهْمَا اسْتَطَعْتَ مُبَادِراً ….. نَحْــوَ الْعُـلاَ مُتًمَيِّزاً بِسمَاتِ
إلتقيتُ بمحبِّر هذه الأبيات حينما كنت شاباً يافعاً. وهو يتذكر هذا اللقاء. والتقيتُ به مرة أخرى حينما كان في “كلية الشريعة” بالرياض وكنتُ وقتها بمدرسة الرياض الثانوية طالباً، وكان اللقاء في عام 1377هـ.ومن يلتقي به كانوا يقولون لي حينما ألتقي بهم: أنه دائماً يذكرني بخير.وشاءت إرادة الله أن لا التقي به خلال عقود من الزمن مع أن جل وقته قد قضاه بأرض “هجر”. ولقد كنت مقصراً في حق نفسي إذ لم أزره ولو فعلتُ لتزودت من فضله وعلمه. وكانت حياة “شيخنا” حافلة بالنشاط، وفعل الخير، وإقامة العدل بين الناس.وزرتُه منذ حين في منزله العامر فاستقبلني مرحباً، وكان ترحيباً استعدت به شبابي، كما ذكَّرني بأمور فيها طرافة، والذكر للإنسان، كما يقول الشاعر، “عمر ثاني”. وكان مجلسه وقت زيارتي له عامراً برجال الأدب والقضاء. ولدى مغادرتي لمنزله أهداني “تحفة”، وستكون “الأثر” بعده، إنها مصباح مضئ كله نور، وما أروع هذا النور. وعنوان “التحفة” “القطوف الندية من حقول العلوم الشرعية والأدبية”، وهي إسم على مسمى.ولدى تأمل هذه “التحفة” قلت لنفسي: يحبني هذا الرجل كثيراً وأنا أحبه كذلك، وفي هذا الشأن تذكرتُ مقولة الخليفة “علي بن أبي طالب” كرم الله وجهه: “إذا أحببتم الرجل من غير خير سبق منه إليكم فارجوه”. أهداني “تحفته”، إنها أثر جليل فيه علم وتبصرة وهداية، وهو خير ما ألفه هذا الرجل الفاضل في حياته، وهو لا يزال بحمد الله على قيد الحياة، غير شاحٍ بعلمه، أو ضان بنصائحه. يقول مقدمُ “التحفة” الشيخ “عبدالله بن حواس الحواس” عن “شيخنا”:ـكانت حياة الشيخ حافلة بالعلم والعمل والسعي في الدعوة إلى الله عز وجل والتعليم والنصح للعامة والخاصة، وكان الشيخ أحياناً يحتفظ ببعض المقالات والفتاوى والأشعار في دفاتر وقصاصات من الورق. ولقد ظل الشيخ زمناً طويلاً لا يُخرجُ من هذه الدرر شيئاً، ولكن بإشارة بعض المحبين لفضيلته وبعد محاولات إرتأى الشيخ إخراج ما أنتجه في هذه السنين وكأنه كان يرى أن ما عنده شئ قليل ولا يؤبه به كعادته في إخفاء نفسه وعدم إظهار العمل الصالح، ومن يعرف سيرة الشيخ لا يستغرب ذلك لشدة تواضعه حفظه الله تعالى، وليعلم القارئ في هذا الكتاب أن ما يراه في هذه السطور لا يساوي شيئاً بالنسبة لما عند الشيخ من علم وحفظ وفهم، وأن العلماء الجهابذة على قسمين: قسم يُعرفُ تبحره وسعة علمه من كتبه ومؤلفاته، والقسم الثاني لا يعرف علمه من كتبه حيث لم يتيسر له أن يؤلف في شتى العلوم فلا يعرفه إلا تلامذته والمعاصرون له، وصاحب هذا الكتاب من القسم الثاني” أهـ.وتضمنت هذه “التحفة” أمهات المسائل في عقيدة التوحيد وفي أركان الاسلام، ناهيك عما اشتملت عليه من فوائد وقلائد عن أخلاق الإسلام وآدابه.ولما تأملت أمهات المسائل هذه وجدتها تُذَكِّرُ بالعقيدة السلفية في موضوعية وتجرد وبلغة مبسطة من السهل الممتنع.وإلى جانب ما ذكرتُ وهو قليل، كشفت هذه “التحفة” لي عن أن صاحبها شاعر متوقد الذهن، وهو في شعره ينهج منهج السلف الصالح، ومنهج حماة التراث الاسلامي مع تطرق خفيف لبعض فنون الشعر العربي الفصيح “كالمطارحات الشعرية” وغيرها. و”المطارحات الشعرية ” من فنون الشعر الجميلة التي تحث على الترابط والتآخي وتوثيق عرى الود والوئام، كما أنها، دون غيرها من فنون الشعر، أقدر على تسجيل الذكريات العطرة بين الأحباب والخلان بما فيها تمجيد، أو على الأصح، تأريخ مواطن التجمع والأنس والمسرات.وعلى سبيل المثال، وفي التحفة كثير، لقد أعجبتني “مطارحة شعرية” بين “شيخنا” والمربي الأديب الشيخ “عثمان بن ناصر الصالح” بدأها الشيخ “عثمان” بقصيدة اشتياق حبرها وأرسلها “لشيخنا” ومن أبياتها:ــ
عَرَفْتُ وَمَنْ عَرَفْتُ فَلَيْسَ وَحْياً ….. وَلَكِـــــنْ ذَا لَعَمْرُ اللهِ لُقْيَاإِلىَ “عَبدِالْعَزِيزِ” الشَّهْمِ سِرْنَا ….. عَلَى شَوْقٍ إِلَى الشَّيْخِ “ابْنِ يَحْىَ” نُلَبِّي دَعْوَةً كَرُمَتْ عَلَيْنَا ….. إِلَى “الأَحْسَاءِ” وَاحَاتٍ وَأَفْيَاء فَأَوَّلُ مَنْبَعٍ لِلْخَيْرِ كَانَتْ ….. وَمَا زَالَتْ بِها تَنْمُو وَتَحْيَا وَفِي “هَجَرٍ” سَلاَئِلُ مِنْ كِرَامٍ …..كَأَنَّهُمُوا غَدَاةَ الْجُودِ طَيَّا دَعَونَا فِي بُيُوتِهُمُوا فَكَانُوا ….. بِنَيْلِهُمُوا إِذَا اتَّخَذُوهُ زَيَّا وَلْو أَنَّـا أَطَعْــنَا لَوْ بَقِيـنَا ….. لَكُنَّا فِـي نَوَادِيهِمْ سِنِـيَّاوَلاَ تَنْسَوْا “بِعَاصِمَةٍ” إِخَاءٌ ….. “رِيَاَضِكُـمُ” بِكُــمْ أَضْحَى غَنِيَّاوَ”عَاصِمَةُ الْبِلاَدِ” لَنَا جَمِيعاً ….. لَنَا دِرْعٌ نَصُــــدُّ بِهَا الْكَمِيَّاهُنَا نُجَبَاءُ فِي “هَجْرٍ” تَبَارَوْا ….. تَعَالَوْا فَاعْرِفُوهُمْ يَا بَنِيَّاتَــرَوْا فِيهَـا عَنَاصِرَ طَيِّبَاتٍ ….. وَقَوْمـاً فِـي “الْحَسَا” شَعْبًا رَضِيَّا
وحبَّر “شيخنا” قصيدة جوابية من أبياتها:ــ
أَيَا شَيْخَ الْمَكَارِمِ َوالسَّجَايَا ….. وَيَا شَيْخَ الْفَضَائِلَ وَالْمَزَايَا وَيَا شَيْخَ الْقَرِيضِ وَكُلِّ نَثْرٍ ….. حَوَى مَا يُسْتَطَابُ مِنَ الْحَكَايَا أَتَتْنِي غَادَةٌ مِنْكُمْ تَهَادَى ….. كَأَحْسَنِ مَا تَكُونُ مِنَ الصَّبَايَا أَتَتْ فِي دِلِّهَا تَمْشِي الْهُوَيْنَا ….. فَوَافَقَ حُسْنُهَا مِنِّي هَوَايَا لَقَدْ أَتْحَفَتْنَا “عُثْمَانُ” شِعْراً ….. وَوَصْلاً بِالزِّيَارَةِ وَالتَّحَايَا فَحَلَّ الْبِشْرُ فِي “الأَحْسا” بِهَجْرٍ ….. بِلاَدُ الْجُودِ مِدْهَالِ النَّضَايَا بِـلاَدُ الْعِلْــمِ وَالإِحْسَانِ دَوْماً ….. بِلاَدُ الْمَجْدِ عُنْوَانُ الشَّذَايَــا
وفي “التحفة” الكثير مما لا يتسع المقام لذكره من عظات وعبر وأدبيات إسلامية. ولقد أورد “شيخنا” “بالتحفة” قليلاً من محفوظاته الشعرية، وهي محفوظات تتضمن ـ بحق ـ فوائد وحكم وطرائف ومنها بيتان من الشعر أوردهما “شيخنا”، وياليتني كنت أعرفهما منذ زمن بعيد إذن لاعتذرتُ عن نوع من “الإعارة” مع أن “الاعارة للشئ” في حد ذاتها من الأفعال الحميدة. ولكن ما مضى فات، وَمَنْ مِنَّا [ممن يحرص على اقتناء الكتاب والمحافظة عليه] لم يندم على هذا النوع من الاعارة. والمثل العامي يقول:ـ”إذا وقعت يا فصيح فلا تصيح”. والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين. والبيتان هما:ـ
أَلاَ يَا مُسْتَعِيَر الْكُتْبِ أَقْصِرْ ….. فَإِنَّ إِعَارِتِي لِلْكُتْبِ عَارُ فَمَحْبُوبِي مِــنَ الدُّنْيَا كِتَابِـي….. وَهَــلْ أَبْصَرْتَ مَحْبُوباً يُعَارُ
وتوقفتُ كذلك عند بيتين من محفوظات “شيخنا” وفيهما طرافة وهما:ــ
فَصَاحَةُ “حَسَّانٍ” وَخَطُّ “ابْنِ مُقْلَةٍ” ….. وَحِكْمَةُ “لُقْمَانٍ” وَزُهْدُ “ابْنِ أَدْهَمِ”إِذَا اجْتَمَعَتْ فِي الْمَرْأِ وَالْمَرْأُ مُفْلِسٌ ….. وَنُــودِي عَلَيْهَ لاَ يُبَاعُ بِدِرْهَـمِ
إن كل ما بهذه “التحفة” من قطوف تعبرُ عن عقل ناضج، وذهن صافٍ، وحضور واع، وتكشفُ عن شخصية متأثرة بالبيئة التي عاشت فيها وهي بيئة علم وملتقى حضارات.وصاحب هذه “التحفة” هو العالم والأديب والقاضي رئيس محاكم “محافظة الأحساء” السابق الشيخ “عبدالعزيز بن يحى اليحى” متعه الله بالصحة والعافية.لقد جمع فيها ما عنَّ له من قواعد شرعية وعلوم أدبية، وفي الجانب الأدبي منها عكس ما درج كتاب التراث عليه من محبة التراث والحرص عليه وحفظه بعد صيده، وهو عمل جليل وفعل محمود. والشيخ “آل يحى” كأنه فيما فعل يردد قول الشاعر:ـ
الْعِلْمُ صيْدٌ وَالْكِتَابَـةُ قَيْدُهُ ….. قَيِّدْ صُيُودَكَ بِالْحبَال الْوَاِثَقةْفَمِنَ الْحَمَاقَةِ أَنْ تَصِيدَ غَزَالَةً ….. وَتَسِيبَهَا بَيْنَ الْخَلاَئِقِ طَالِقَـةْ
ولأن “شيخنا” قد طلبَ في خاتمة “التحفة” أن من رأى خطأ أو سبق قلم أن ينبهه عليه فأود ، إتماماً للفائدة، التنبيه على أمور لعلها تجد لها مكاناً في الطبعة الثانية من “التحفة”. من هذه الأمور أنه لم يُذكر “بالتحفة” البلدة التي ولد بها الشيخ، وعبارة أن “أكل لحم الابل دون بقية أجزائه” من نواقض الوضوء تحتاج إلى إيضاح لما شاب العبارة من لبس إذ بالمثال يتضح المقال، ووردت “بالتحفة” آيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية بها عبارات يصعب فهمها إن لم تشرح بهوامش الصفحات التي وردت بها، كذلك من المهم أن يُحددُ المذهبُ الذي اعتمد عليه الشيح فيما يتعلق بفقه الطهارة والصلاة وغيرها، وكذلك لو أمكن تشكيل “اللآلئ المنظومة في إعتقاد أهل السنة والجماعة” حتى تسهل قراءتها وتفهم معانيها، كذلك أرى ضرورة الترقيم واستعمال النقط والفواصل بين الجمل ليزول اللبس ويتضح المعنى، وحبَّذا لو وُضِعَ فهرس “للأعلام” و”المصطلحات الشرعية المهمة” حتى يسهل الرجوع إلى محتويات “التحفة”.
—————هوامش—————
(1) لمزيد من التفاصيل عن “المطارحات الشعرية” لدى “شعراء الأحساء” راجع كتاب “كانت أشبه الجامعة: قصة التعليم في مقاطعة الأحساء في عهد الملك عبدالعزيز، دراسة في علم التاريخ الاجتماعي، ص/ 365 وما بعدها، ط/1419هــ، إصدار دارة الدكتور آل ملحم للنشر والتوزيع، الرياض.


الناشر: جريدة اليوم

– العدد:9724

تاريخ النشر: 29/01/2000م

رئيس دارة الدكتور آل ملحمللتحكيم والاستشارات القانونيةد/محمد بن عبداللطيف آل ملحم

Myres Smith McDougal EulogyMyres

الناشر: Appreciations of an Extraordinary Man, p. 72-73. Yale law school, Yale Universityتاريخ النشر: 1999
In memory of my professor Myres Smith McDougal of Yale Law Schoolwho passed away on May 7, 1998 I wrote the following eulogy.*
Myres Smith McDougal ByMohamed Almulhim, ’65 LL.M., ’70 J.S.DMinister of State of the Kingdom of Saudi Arabia

As a world class institution,Yale Law School is the host to many first-class scholars and educators.However, Myres Smith McDougal, a pioneering, ground-breaking leader oflegal scholarship, had a major share in this institution’s renown beyond American borders. Without Myres Smith McDougal, this institution would not be the same. Mac is a popular name, and Myres Smith McDougal liked and loved very much that hiscolleagues and students should call him “Mac” whenever they desired to speak to him.As a human being, Mac was friendly, considerate, gentle, and appreciative.He had a great sense of humor and a good heart; he loved his students,foreign and national alike, and was extremely eager to help them with all the meansavailable to him. As an academician, Mac was a great, omni-competent teacher in his classroom.He dispersed knowledge tirelessly, and did not mind repeating his thoughts andexplanations in getting his ideas across, and more than occasionally using hishumor as a means of persuasion in holding his students’ attention.As an American, Mac was a deep scholar in the eyes of all non-Americans who knew him well.Mac, in fact, symbolized the true image of America in his dignified, courtly demeanor,in his openness, loyalty, honesty, and warm feelings. He was, to say the least,larger than life.When he joined the Yale Law School faculty and became the chairman of the Graduate program,Mac strived from the very beginning to make Yale Law School available to potentialapplicants world wide. He encouraged foreign students, regardless of their nationalities,race, religion, color, or loyalties, to attend Yale Law School. Most of such studentsafter studying went on to become leaders, judges, and law teachers in their respectivecountries, having been endowed with Yale values and excellence.Mac’s accomplishments are too numerous to outline here, but his legal imprint is mostvisible in the legacy of the cherished establishment known as: The new Haven School ofJurisprudence.” His inclusive-exclusive precise eight values namely, power, well-being,wealth, skill, respect, enlightenment, affection, and rectitude, have been engraved inthe memories of his devoted students.Based upon these values, Mac was the first among his associates to initiate,make and strongly advocate through his writings, the International Law of Human Dignity.Mac’s devoted students, including me, will never forget the question “What does the terminternational law of human dignity mean?” Mac defined the term al follows: “By aninternational law of human dignity, I mean the processes of authoritative decision ofa world public order in which values are shaped and shared more by persuasion than coercion,and which seeks to promote the greatest production and widest possible sharing, without discrimination irrelevant to merit, of all values among all human beings.”The notion of “international law of human dignity” had evolved and developed in Mac’s mind,legally and politically so to speak, as a result of the aftermath of the Second World War.However, Mac, after six decades was more than happy to witness in his lifetime that hisgenuine thoughts, taught within Yale Law School classrooms about the law of human dignity,had been already materialized through the total collapse of the Soviet Union.Even though Mac is no longer living among us to advise and teach, his legacy carries onnot only in his small island which is Yale Law School, but in all places around the worldwhere Mac’s ideals are being advocated and enhanced.On a personal level, I would like to show my sincere gratitude to my beloved teacher MyresSmith McDougal, for exposing me to deep scholarship and in widening my horizon to legalknowledge and proper methods of research.As devoted friends from Saudi Arabia, my wife Naeemah Alqadhi and I feel his lossand are grieved by his absence.

*Myres Smith McDougal, Appreciations of an Extraordinary Man, p. 72-73. Yale law school,Yale University, 1999.

رأي في كتاب : لمع الشهاب

تفضَّل معالي الدكتور محمد الملحم وزير الدولة، وعضو مجلس الوزراء بقراءة كتاب “لمع الشهاب”، وكانت له وجهة نظر وملاحظات على الكتاب، فأرسل مشكورًا إلى المجلة بوجهة نظره، والمجلة إذ تشكر معاليه على ثقته بدارة الملك عبد العزيز، واهتمامه بكل ما ينشر عنها تضع وجهة نظره في المكان اللائق بها من الاجلال والتقدير فتنشرها بنصها، ثم تعقب عليها.
كتاب لمع الشهاب
قرأت بمزيدٍ من الاهتمام كتاب ( لمع الشهاب) في سيرة الشيخ / محمد ابن عبد الوهاب وهو كتابٌ ممتعٌ وجديرٌ بالقراءة.يتناول الكتاب سيرة الشيخ / محمد بن عبد الوهاب ضمن إطار حقبة هامة من الزمن في تاريخ الجزيرة العربية، وهي حقبةٌ رغم كل الذي كتب عنها، إلاَّ أن الكثير من أحداثها لا تزال في ذمة التاريخ.. وتحتاج إلى جهد مكثف للكشف عنها.لقد بذل محقق كتاب (لمع الشهاب) جهدًا في تصحيح ما وقع فيه مؤلف الكتاب من أغلاط، وبالأخص تلك التي تتعلق بسيرة مجدد الدعوة السلفية،
وإن كان لي بعض العتاب على المحقق فهو يتعلق بالأسلوب الذي استعمله في تفنيد مزاعم المؤلف. وهو أسلوب لا يتفق والأساليب التي اعتاد عليها محققو كتب التاريخ، فمثلاً كان من المفروض أن يبدأ المحقق في مقدمات الكتاب بالحديث عن مؤلف الكتاب وكشف نواياه السيئة، ثم ينتقل في عرض تحقيقاته حيثما وردت في ثنايا الكتاب مفتتحًا إيَّاها بعبارات منها “والصواب هو كذا وكذا، والصحة هي كذا وكذا”.الكتاب في عمومه وثيقةٌ تاريخيةٌ هامةٌ لحقبة من الزمن في تاريخ البلاد السعودية، ولعله لهذا السبب كان هذا الكتاب رغم ما فيه من تشويه للحقائق محل عناية دارة الملك عبد العزيز. وهي الدارة التي أُنشئِت بغرض الاهتمام بتراث وتاريخ الجزيرة العربية بصفةٍ عامةٍ، وبتراث وتاريخ المملكة العربية السعودية بصفةٍ خاصةٍ، وفي تصوري أن كل ما صدر عن هذه الدارة، وما سيصدرُ سيكون محل حجية مطلقة لدى محبي البحث والمعرفة سواء في داخل المملكة العربية السعودية أو خارجها.من هذا المنطلق لقد عنَّت لي أثناء قراءتي لهذا الكتاب ملاحظات منها:أولا: تم التركيز في تحقيق هذا الكتاب على تصحيح معظم الأخطاء التي وقع فيها مؤلف الكتاب بخصوص سيرة مجدد الدعوة السلفية الشيخ/ محمد بن عبد الوهاب، وهو تركيزٌ كشف عن مواطن الخطأ حيثما كانت فاجتثها من أصولها.ثانيا: لم يتعرض محقق الكتاب للوقائع والأحداث والمعلومات التي أشار إليها مؤلف الكتاب إلاَّ عرضًا، وهي وقائعٌ وأحداثٌ ومعلوماتٌ ذات طابع تاريخي واجتماعي وجغرافي مهم. ولقد نوه المحقق عن ذلك في مقدمته.
والسؤال الذي يتبادر إلى ذهن القارئ لاسيما وأن الكتاب من مطبوعات الداره هو معرفة عما إذا كانت هذه الوقائع والأحداث والمعلومات صحيحة؟ وهل من الممكن أن يعتمد الباحث عن تاريخ هذه الحقبة على كل المعلومات التي أوردها المؤلف على أساس أنها حقائق مسلم بها ولا غبار عليها، ليس في الكتاب بعد تحقيقه أي إجابة على مثل هذا التساؤل.ثالثا: لا ينم الكتاب عن أي جهد بذلته الداره رغم إمكانياتها نحو التعرف على شخصية المؤلف، وهل هو فعلاً مجهول الهوية؟ كان من المفروض، إشباعا لرغبة القارئ، أن يتضمن الكتاب وفي مقدماته تحقيقًا مطولاً عن الغرض من وضع الكتاب، وتقويمًا موضوعيًا عن ذات مؤلفه ونحلته، وعن كيفية إيداع مخطوطته في دار المتحف البريطاني بلندن، وتحديد هوية المستشرقين الذين اعتمدوا على هذا الكتاب قبل تحقيقه.رابعا: تضمَّن الكتاب في نهايته فهارس ممتازة ولم يشر بالكتاب عما إذا كانت من صنع المؤلف أو المحقق رغم ما تدل عليه أنها من صنع المحقق.خامسا: ولي كلمة أخيرةٌ وهي أن إصدار الكتاب في شكله الحالي غير ملائم لأسباب منها : أن أصل الكتاب جعل متنًا وتصحيح الأخطاء جعلت هامشًا، والقارئ في كثير من الأحيان سيقرأ المتن ولن يكترث بمراجعة الهوامش. ولهذا ربما لا يحقق الكتاب الغاية من إصداره.. لذلك فإنني أقترح أن يعاد إصـدار الكتاب موثـقًا في جزئين، الجزء الأول ويتضمن إعادة كتابة الكتاب بعد تحقيقه بنفس أسلوب المؤلف ما أمكن من قبل متخصصين في الدعوة السلفية وفي تاريخ البلاد السعودية، ويتضمن الجزء الثاني نفس متن الكتاب قبل تحقيقه، وبهذه الطريقة ستسهل على القارئ مهمة المقارنة ليس بالنسبة للأخطاء التي وقع فيها المؤلف بشأن سيرة الشيخ/ محمد بن عبد الوهاب فحسب، بل وبالنسبة للأخطاء التي وقع فيها المؤلف بالنسبة للأحداث التي عاصرها صاحب السيرة، وكذلك بالنسبة للمعلومات التي أوردها المؤلف عن أقاليم وقبائل الجزيرة العربية.كل الذي أخشاه إذا لم يتم شئ من هذا هو أن لا يحقق الكتاب الغرض من إصداره، وينشر الأخطاء التي يتضمنها، وأن يعتمد عليه الباحثون في تراث وتاريخ البلاد السعودية على أساس أن كل ما ورد فيه من معلومات صحيحة.د. محمد عبد اللطيف الملحم
مجلة الدارةربيع أول 1397هـفبراير 1977 م
التعقيب
لقد تفضَّل صاحب المعالي الدكتور محمد الملحم وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء بإبداء بعض الملاحظات على طريقة نشر كتاب (لمع الشهاب في سيرة
محمد بن عبد الوهاب) التي قامت دارة الملك عبدالعزيز بطبعه، وحققه فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ، ونحن نتقبَّل وجهة نظر معاليه بكل التقدير والاعتبار، ونود أن نحيي في معاليه اهتمامه بما تنشره الدارة، ولنا بعد هذا مجرد وقفة مع ملاحظات معاليه:1. بالنسبة للملاحظة الثانية: فإن مؤلف الكتاب قد أتى ببعض الوقائع والأحداث التاريخية الصحيحة وخلطها بكثير من الشوائب والأباطيل ليوهم القارئ بصحة جميع ما بين دفتي الكتاب، وفضيلة المحقق تعرض للوقائع التاريخية الباطلة وفنَّدها، وأثبت بطلانها ثم سكت عن الوقائع الصحيحة، وهذا منهجٌ علمي سليم في مجال تحقيق المخطوطات.2. وبالنسبة للملاحظة الثالثة فإن المحقق أشار إلى جواز أن يكون اسم ناسخ الكتاب هو نفسه اسم كاتبه ومؤلفه، وذلك بقوله في المقدمة (.. ومن الجائز أن يكون الكاتب هو المؤلف). ولقد نشرت مجلة الدارة في العدد الثاني للسنة الثانية بتاريخ رجب 1396هـ مقالةً عن الكتاب ظهر فيه أن الناسخ هو المؤلف وذلك عن طريق الاستقراء والاستنتاج لما ورد في الكتاب من دلائل وشواهد تدل على هذا، وفيها تقييم دقيق للكتاب. وعن الجهود التي بذلتها الدارة رغم إمكاناتها كما يشير معاليه، فإن الدارة قد بذلت بعض الإجراءات لتظهر هذه الطبعة المحققة بصورة علمية سليمة، فحصلت على صورة للمخطوطـة الوحيدة للكتاب من المتحف البريطاني، وتم مطابقـتها على النسخة المطبوعة في بيروت، واتضح أن طبعة بيروت كان بها الكثير من العبارات والجمل الساقطة فأثبتنا كل ذلك.وما أبداه معاليه من أن يتضمن الكتاب في مقدماته تحقيقًا مطولاً عن الغرض من وضع الكتاب..الخ، فقد أوضحت المقدمتان ما يكفي لشرح الغرض من نشر الكتاب وليس (وضعه) لأن الذي وضعه هو مؤلفه. أما عن هوية المستشرقين الذين اعتمدوا على هذا الكتاب قبل تحقيقه، فان الأمر يكاد يكون شائعًا وشاملاً بين أولئك الذين كتبوا عن الدعوة، وعن تاريخ الدولة، حتى أن عددًا من الكتاب والمؤرخين العرب اعتمدوا عليه، ونقلوا عنه دون تحري الصدق في الوقائع والأحداث، وهذا أحد الأسباب الجوهرية لنشر الكتاب محققا.3. أما بالنسبة للفهارس، وهل هي من عمل المؤلف أو المحقق؟ فالأمر واضح أنها وضعت بعد التحقيق، وأنها جزء متمم لعملية التحقيق إذ أن الكتب المصنفة في تلك الفترة وما قبلها لا تحمل هذه الفهارس المنوعة.4 . أما بالنسبة لاقتراح معاليه إعادة إصدار الكتاب موثقا في جزءين ـ أحدهما يتضمن إعادة كتابة الكتاب بعد تحقيقه بنفس أسلوب المؤلف ما أمكن، وثانيهما يتضمن نفس متن الكتاب قبل تحقيقه ليطلع القارئ على مدى خطأ المؤلف بالمقارنة بين الجزءين، فإنه يخشى في هذه الحالة أن يقع في يد القارئ الجزء الثاني فقط فيظن أن كل ما ورد به صحيح وسليم، فنكون بذلك قد قدَّمنا للقارئ عملاً مشوهًا ومبتورًا. وفضلاً عن ذلك فإنه قد جرى العرف بين محققي المخطوطات أن يترك أسلوب المؤلف كما هو دون أدنى تدخل، مهما يكن غرضه أو هدفه أو الغاية التي يرمي اليها وينشدها، وتلك أمانة علمية وضعوها على عاتقهم، ونهجوا عند تحقيقهم للمخطوطات طريقتين: أ ـ بعضهم ترك عبارات المؤلف وألفاظه وأخطاءه كما هي في الاصل وعلقوا عليها في الهامش بما يفيد الصواب ويوضح الرأي السليم أو الرأي المخالف. الخب ـ وبعضهم تدخل في نفس الاصل، وعدل في عبارات المؤلف بالزيادة أو النقصان لتصحيح الخطأ، واستقامة الأسلوب، لكن كل ذلك يضعه بين قوسين، ثم يعلق على ذلك في الهامش بما يوضح مدى تدخله، كمًا وكيفًا، ليكون القارئ على بينة من كل ذلك، وكلا الفريقين يوضح طريقته في التحقيق، والمنهج الذي سلكه وذلك عندما يهم بكتابة مقدمة التحقيق.وأما القول بأن القارئ في كثير من الأحيان سيقرأ المتن ولن يكترث بمراجعة الهوامش! فالأمر لا يمكن تصوره في شأن قارئ يبحث عن معرفة الحقيقة، وخاصةً في الكتب المحققة.. ثم إنه اصطلاح علمي، اتفق عليه المحققون وتعارف عليه القراء، وأصبح معمولاً به في مجالات البحث العلمي والهيئات والدوائر العلمية والجامعات.. ثم إن القارئ الذي لم يكترث بالهوامش، ويقرأ المتن فقط، هو قارئ عابر لا ينبغي أن يقام له وزن، لأن هدفنا هو القارئ الذي يبحث عن المعرفة الحقيقية الصادقة، ومن هذا النوع من القراء المتخصصين ممن وقعت المخطوطة في أيديهم قبل تحقيقها، وكانوا هدفا لتضليل المؤلف في بعض الوقائع.ولعلنا نذكر أن المؤلفات قديما كانت تشتمل على متن، وشرح للمتن ثم حاشية لهذا الشرح، ثم تعليق أحيانًا على تلك الحاشية، ومع ذلك فإن القارئ كان يقرأها جميعها لأنه يريد أن يستوعب الموضوع كله.وبعد، فإن أي عمل مهما بلغت درجة إتقانه ومهما بذل فيه لا يصل إلى درجة الكمال ـ فالكمال لله وحده ـ وإذا كان هناك بعض قصور فإنا نَعِدُ بتلافي ذلك في الطبعة الثانية بمشيئة الله تعالى مع تقديرنا الكبير لاهتمام معاليه وتجاوبه وفقه الله.


الناشر: مجلة الدارة

تاريخ النشر: فبراير/1999 م

كتاب كانت أشبه بالجامعة

كتاب : كانت أشبه بالجامعة تاريخ الاصدار : 1419هـ الموافق 1999موصف الكتاب : قصة التعليم في مقاطعة الأحساء في عهد الملك عبد العزيز (دراسة في علم التاريخ الاجتماعي

متوفر في :

1- الدار الوطنية الجديدة للنشر والتوزيع, الدمام – الأحساء

2-مكتبة جرير

3-مكتبة التعاون الثقافي , الأحساء

كتاب كانت أشبه بالجامعة لمعالي د. محمد عبداللطيف الملحم

تعليقات على كتاب كانت أشبه بالجامعة لمعالي الدكتور محمد الملحم

د. الملحم و( كانت أشبه بالجامعة )،معالي الدكتور/ عبدالعزيز الخويطر

أهداني معالي الزميل الاخ الاستاذ الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم كتابين من كتبه، وكل واحد منهما قيم ومفيد، ولكني سوف اكشف عن بهجتي بصفة خاصة بكتاب معاليه:
كانت أشبه بالجامعة، قصة التعليم في مقاطعة الأحساء في عهد الملك عبدالعزيز، دراسة في علم التاريخ الاجتماعي ,واهداؤه هذه النسخة لي لفتة اخوية اقدرها، فالتعليم هاجس كل فرد، وتاريخ التعليم هاجس يخايلني دائما، واسعد كثيرا عندما اجد ابن احدى المناطق يهتم بتاريخالتعليم في بلادنا في هذا القرن، لما في معرفة ماضي التعليم من مجال للمقارنة بحال التعليم في وقتنا الحاضر، وهذا يظهر القفزة الرائعة التي قفزناها،وبذرتها خطوة رائدة من مؤسس هذا الكيان، الذي أدرك قيمة الاصلاح ببصيرته التي حباه الله بنفاذها، وبحكمته التي أكمل الله جوانبها، فرأى في العلم مفتاحأبواب التقدم بإذن الله,وليس اقدر على الحديث في تاريخ التعليم في منطقة ما من ابناء المنطقة انفسهم، لأنهم عاشوا حوادثها، او سمعوا عن قرب، وبتكرار عنها ممن عاشوها وعاصروها،وهم خير من يرسم الصورة لمعرفتهم بالمجتمع، واثر التعليم فيه,ومكة المكرمة والمدينة المنورة كانتا بحرميهما الشريفين مصدر اشعاع علمي، ولم يكن يقترب منهما في ذلك في بلادنا الا الأحساء، التي انتشرت فيها الكتاتيب،ومؤسسات العلم، بل وتعددت فيها اسر العلماء النافعين، ومراكز علم قام على ازدهارها اناس من أهل الخير اقاموا لها الاربطة، وتكفلوا بالمال الذي ينعشها،فاصبحت بهذا مقصد أهل العلم من البلدان المجاورة، فنتج عن هذا التفاتة حانية من أهل الأحساء الى هؤلاء الوافدين ، وبالله,, سبحانه وتعالى, ثم بهؤلاءالوافدين انتقل العلم وحبه الى بلدان متعطشة, وكان من جواذب طلب العلم فيها مرور الحجاج بها جيئة او ذهابا، فان بعضهم يقيم حتى يرتوي من العلم، ويعود الىاهله مزودا بالعلم في عقله وفكره وفي حقائب يعود بها الى بلاده ملأى كتبا ودفاتر,ومن أبرز الذين اجتذبهم اليها ما بها من علم الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – اذ كانت الاحساء احدى محطات رحله,,،***،** لم يكتب عن تلك الأزمنة المضيئة ما يوفيها حقها، فما كتب قليل لا يشفي الغليل، ولمس جوانب محدودة، وهناك عتب على مثقفي الأحساء فهم اقرب الى اللوم منغيرهم، لأن جميع امكانات المساهمة متوافرة لهم: علم ومعرفة، وقرب من المراجع بشرية وغير بشرية لو كتب عن كل اسرة علم ما قامت به، وما اثرت به لجاء سيلجارف، و؛رأينا بحرا مليئا بالدرر واللآلىء، علوم الادب والدين حقول خصبة للكتابة، وجاء وقت لو قيل ان كل طالب علم في الأحساء فقيه وأديب وشاعر لما كان فيهذا مغالاة,،***،* في أهل الأحساء سماحة ودماثة خلق، ورزانة عقل، هذبهم الدين، ومسحهم الادب بمسحة بهجة تجدها في احدهم من اول لقاء، واول لقاء لي مع احدهم كان في القلعةفي مكة المكرمة في المرحلة الثانوية عندما جاء الطلاب المتخرجون من الابتدائية في الاحساء الى مكة للالتحاق بمدرسة تحضير البعثات، المدرسة الثانوية الوحيدة في المملكة، والتي كانت تصب جميع المدارس الابتدائية فيها، واول شخص تعرفت عليه معالي الاخ الاستاذ حسن مشاري ومن يعرفه يؤمن بأنه خير رسول للأحساء، وخير من يمثل ابناءها، ويعطي صورة حسنة عنهم، رغم صغر سنه فقد كانت الرزانة سمته، والبشاشة لا تفارق وجهه، ان تحدث فبهدوء، ويوفي الموضوع حقه بعقل ومنطق، حمامة سلام بين اخوانه في القسم الداخلي,محيط العلم الذي كان يظلل الأحساء حباه الله بمحيط طبيعة جميلة: خضرة وماء، وتداخل العلم مع هذا المحيط بطريق طبعي، ويتمثل هذا في ابتداع اقدم عليهالعلماء المدرسون من طلابهم اذ جعلوا يوم الثلاثاء مثل يوم الجمعة يوم اجازة وعطلة، حتى يتسنى لهم ان يخرجوا مع طلابهم للحدائق والبساتين والعيون،يتمتعون، ويتذاكرون العلم، ويتناشدون الشعر، ويزيلون الكلفة بينهم وبين تلاميذهم، أليس هذا آتيا إلا من نتاج الأنفس الزكية,،***،** ولي دالة على أسرة آل مبارك المباركة، وهي اسرة عريقة، لم أر فردا من افرادها إلا والخير ملء إهابه، بهذه الدالة اتوجه اليهم بتدوين نتاج فكر آبائهمالادبي، نثرا او شعرا، ونتاج فكر غيرهم، إن استطاعوا، وهم بهذا يبرئون ذمتهم، ويشبعون رغبة المحيط الثقافي في بلادنا، ويكونون قدوة لغيرهم، ولهم اجر مناقتدى بهم، وشكرنا الضافي، وإن كان هناك ما هو مدون ومحفوظ فليشيعوه,الأحساء كان اسمه نغمة جميلة ترن في آذاننا ونحن صغار، فكنا نتصوره، كما هو فعلا، سلة غذاء، كان اهل نجد يلجؤون اليه للارتزاق والتجارة، اعداد غير قليلةمن اهل نجد ذهبت الى الأحساء وارتوت وعادت، المراسلات بين هؤلاء الناس لو جمعت ودرست لملأت مجلدات، ولرسمت صورا جميلة، وصادقة لحياة كانت قائمة، كلهانشاط وكفاح، تمثل صورا هي مصدر فخر واعتزاز، واهمية الأحساء السياسية حينئذ لم تأت من فراغ، كما يقال، وإنما اتت من حالة الأحساء الخصبة، وموقعها المهم،ومن توفر الاسباب فيها لأن تكون بؤرة علم، ومركز التقاء ، ومهوى افئدة لمن سبق ان عاش فيها، او عمل بها,كانت القوافل تترى بين الأحساء ونجد، فبجانب خيراتها، كان ميناؤها العقير مصدر خير لما يأتي من العراق وإيران والهند، وما وراء ذلك، وكان الطريق بينالعقير والأحساء عامرا، وكانت الأحساء بدورها تدفع الى نجد بالخير العميم الى وقت قريب، وشاء الله سبحانه وتعالى ان يبقى لهذه المنطقة اهميتها بخروجالبترول فيها وبقربها,،***،* أشهد ان معالي الاخ الاستاذ الدكتور محمد الملحم قد قام بما يشكر عليه عندما كتب كتابه عن التعليم في مقاطعة الأحساء، وهو ابن الأحساء، وابن التعليمفيها وفي غيرها، وخير من يقدم على مثل هذا العمل، فقد عاصره وعاصر من عاصر الفترة السابقة، فهو مرجع ثقة، وبذلك، وبعلمه وبكفايته، فهو قانوني بالتأهيل،وهو أديب عرفه قراء المجلة العربية، عندما أدى واجبا اسريا بمتابعة نشر أدب أحد اقاربه الشعراء البارزين,وكتابه هذا عن التعليم في الأحساء سوف يكون مرجعا مهما في هذا الجانب، فقد جعل المدرسة الابتدائية التي انشئت في الأحساء عام 1356ه محورا لحديثه، ووفاهاحقها من التعريف والوصف، فألم بكل أمر حولها، من بنائها القديم، وبنائها الحديث في عام 1360ه، الى مديرها وادارتها، الى زوارها، الى الرحلات المدرسية، الىالاناشيد، الى مجلتها ومكتبة الطالب، الى نظام التدريس، الى نشاط المدرسين، الى رموز المدرسة، الى حفلات التخرج، الى ما قيل عنها من قبل الرجال البارزين,ولم تأت هذه المعلومات سردا جافا بل جاءت وفي ثناياها تضيء شمعات باهرة عن التعليم عموما، وعن المجتمع وما هو عليه,كتاب الدكتور محمد الملحم روضة من الرياض المزهرة سوف يجد من يتنزه فيه متعة، وسيعرف جزءا من بلده، غاليا وعزيزا، معرفة تجعله يشعر بالعزة والفخر، ويعرفالفضل لأناس مضوا الى ربهم واناس لا يزالون يؤدون واجبهم,شكرا للدكتور محمد الملحم فقد انست بكتابه، واستفدت مما فيه، وسوف يجد غيري انه وثيقة لا غنى عنها لمن اراد ان يعرف عن التعليم في الأحساء خصوصا وفي المملكة عموما

تعليق : الشيخ محمد بن عبدالله بن عبداللطيف المبارك     البريد : لايوجد التاريخ : 11/11/1419
الكاتب: الشيخ محمد بن عبدالله بن عبداللطيف المبارك الناشر: جريدة اليوم – العدد:9388 تاريخ النشر: 27/02/1999م الرابط:

بسم الله الرحمن الرحيم
اطلعت على كتاب (كانت أشبه بالجامعة) قصة التعليم لمعالي الدكتور محمد بن عبداللطيف آل ملحم، وسارع قلمي يخط مشاعري بهذه الأبيات، ومن ثم نشرتُها بعنوان “حوى ثروة ثرة ضائعة” في جريدة اليوم، العدد رقم 9388 وتاريخ 11 ذو القعدة عام 1419هـ الموافق 27 فبراير عام 1999م.
قَرَأْتُ لأَشْبَهَ بِالْجَامِعَهْ ….. لِمَدْرَسَةٍ هَيَّأَتْ جَامِعَهْ لِمَدْرَسَةٍ كَانَ مَجْمُوعُهَا ….. نَوَاةً لِجَامِعَةٍ جَامِعَهْ فَهَا نَحْنُ فِي “هَجْرِ” نَحْظَى بِأَنْ ….. أَقَامَ بِهَا “الْفَيْصَلُ” الْجَامِعَهْ “مُحَمَّدُ” يَا ابْنَ الأُولَى أَنْشَؤُوْا ….. صُرُوحًا ِلأمْجَادِنَا سَاطِعَهْ وَيَا “ابْنَ مُلْحِمَ” شُكْرًا عَلَى ….. أَيَادِيكُمُ الْبَرَّةِ الْوَاسِعَهْ كِتَابُكَ هَذَا كِتَابٌ نَفِيسٌ ….. حَوَى ثَرْوَةً ثَرَّةً ضَائِعَهْ كِتَابٌ يَوَثِّقُ تَارِيَخَنَا ….. أَسَالِيبَهُ حُلْوَةٌ رَائِعَهْ وَيَنْسَابُ لِلْقَارِئِ الْمُستَنِيرِ ….. بِأَلْفَاظِهِ السَّهْلَةِ الْمَانِعَهْ حَوَى حِقْبَةً كَادَ فِيهَا الزَّمَانُ ….. لِيَسْتُرَ أَخْبَارَهَا النَّاصِعَهْ وَأَنْتَ بِحَقٍ كَشَفْتَ الْقِنَاعَ ….. وَأَبْرَزْتَهَا دُرَّةً بَارِعَهْ تَحَدَّثْتَ كَيْفَ يَكُونُ الرِّجَالُ ….. أَشَادُوا وَأَنْفُسُهُمْ وَادِعَهْ جَزَاكَ الإِلَـهُ بِخَيْرِ الْجَـزَاءِ ….. لَقَـوْلِكَ: (أَشْبَـهُ بِالْجَامِعَـهْ)

تعليق : محمد عادل سليمان     البريد : لايوجد التاريخ : 01/29/1421
الكاتب: محمد عادل سليمان الناشر: جريدة اليوم – العدد:9753 تاريخ النشر: 05/04/2000م الرابط:
كانت أشبه بالجامعةقصة التعليم في مقاطعة الأحساء بقلم محمد عادل سليمان
ينقلني معالي الدكتور ” محمد عبداللطيف آل ملحم ” على هفهفة حرفه الموفق من آنيّةِ اللحظة إلى ورائية الزمن ، ومن سعفات النخيل وعيون الأحساء إلى حقول الخصب والخضرة وأشجار البرتقال والمانجو على ضفاف النيل عندما كنت طالباً صغيراً في المدرسة الإبتدائية الحبيبة بقريتنا الشاعرة المرائي في ريف مصر. فالزمن آسِرُ المعاصرة بيني وبين معالي الدكتور ” آل ملحم ” .. تكاد الأنفاس تتواصل .. تهدج في ” الهفوف ” فتتواشج في رئة مصر .. إذ ليس بيني وبين الدكتور ” الملحم ” أكثر من أربع سنوات عشتها قبله ، ومن هنا فنحن معاصران معاً وإن يكن بيننا امتداد المسافة بالرمل والبحر ..!! . وكأن الساحة العربية – في أولى مراحل التعليم – تخطو بخطا واحــدة .. المناهج .. والأساتذة .. والتلاميذ .وأذكر أن مدرستي الإبتدائية في مصر كانت تعتز ، وكنا نبتهج بمكتبتهـا العامرة التي كانت تزخر بالكتب ، والمجلدات ، والمراجع ، والموسوعات العلمية ، والدوريات الأسبوعية والشهرية .. وكانت تزدان بكتب ” الرافعي ، والعقاد ، وطه حسين ، والمنفلوطي ، وسيد قطب ، وأحمد أمين ، والزيات ، وبغيرها من المراجع والموسوعات الأدبية والإسلامية ، مما يربو على ألف بين كتاب وموسوعة دون مبالغة ولا تهويل ، وأتذكر أنني وكثير من زملائي التلاميذ آنذاك قرأنا في المرحلة الإبتدائية ما كان وقتها يناسبنا ويشدنا إليه .وكم كان أساتذة الدكتور ” آل ملحم ” .. كان أساتذتنا موسوعيين .. كأنما كل واحد منهم تخصص في كل العلوم ، ولهذا كنا نلجأ إليهم في توضيح بعض العبارات ، أو الرموز المبهمة في كثير من قراءاتنا وكانت مدرستنا كذلك ” أشبه بالجامعة ” .وكـم أجدني ذاهـلاً في كتاب الأستاذ الدكتور ” محمد عبداللطيف آل ملحم ” – سفره الحاشد ” كانت أشبه بالجامعة ” – .. ذاهلاً من روعة الأداء ، وبراعة التصوير ، واكتناز الذاكرة بذكريات الماضي ، وذاهلاً بين الدقة والتفصيل معا من جهة ، والوفاء والحب معا من جهة أخرى !! .إن كتاب ” كانت أشبه بالجامعة ” الذي ألَّفه ، وجمع أطرافه ، ولملم حواشيه الدكتور ” الملحم ” ليس كتابا للتسلية أو الترفيه أو التحلية ، ولكنه سفر راصد للحدث والحركة معا .. يوقظ الحسّ المتحفز ، ويلامس الشعور الذائق ، ويدفئ الوجدان المقرور ، ويداعب العاطفة الرقيقة .إن معالي الدكتور ” محمد عبداللطيف آل ملحم ” كَتَبَ سفره بريشة الأديب المتذوق ، ورقة الشاعر المصور ، ووعي الحضور الذاكر ، ودقة الأمين الموثق ، ولم يترك حدثا ، أو يهمل حركة ، بل قدم ذلك في تفصيل وإحاطة بالغين ..!! . وهو – في ذلك كله مدفوع بعاملين : أحدهما : الوفاء .. والآخر : الحب ..الوفاء لمدرسته الأولى في ” الهفوف ” ، ولأساتذته الذين أسهموا في هذه المدرسة الرائدة بناءاً ، وتعليماً ، وعوناً مادياً ومعنويا . والحب للهفوف .. مدينة وأحياء وفرقان ، وبخاصة حي ” النعاثل ” الذي ولد فيه ، وفرقان الهفوف ، وبخاصة ” فريق آل ملحم ” . والحب للأحساء : المرابع ، والأماكن ، والعيون ، والنخيل ، والشجر . وإذا كنا نعيش الآن في عصر همجي التنكـر والجفاء ، والأنانية والأثرة .. يتنكر فيه المرء لأخيه ، والإنسان للإنسان .. يغمطه أشياءه ، بل ويغتصب حقه ، فإن معالي الأستاذ الدكتور ” محمد عبداللطيف آل ملحم ” يترفع إلى ذروة الوفاء والحب ونكران الذات ، وإعطاء كل ذي حق حقه .. إذ لم يترك مناسبة إلاَّ وذكر فيها إسم إبن عمه الشاعر المرحوم .. ” محمد بن عبدالله بن حمد آل ملحم ” .. بل كأنك تظن أنه يستدعي الحدث ليسجل قصيدة لأبن عمه شاعر الأحساء يرحمه الله .. أليس ذلك روح الوفاء ؟!!.والحقيقة .. أن ذلك كله ليس مثار العجب .. بل مثار العجب أن إنساناً مّا – مهما تكن طاقته الإبداعية من رقيّ ، ومهما تكن خزائنه الفكريه من إمتلاء ، ومهما يكن رصده الواعي من الدقه ، ومهما يكن سرده الحاكي من إسهاب – لا يستطيع أن يكتب عن مدرسته الإبتدائيه أكثر من سطور قد تمل صفحة ، وربما لا تتجاوز صفحتين على أكثر تقدير ..!! .لكن .. أن يكتب معالي الأستاذ الدكتور ” محمد عبداللطيف آ ل ملحم” ويسجل عن مدرسته الإبتدائية أكثر من ستمائة صفحة من القطع الكبير فهنا العجب والدهشة والإغراب .. لأنه – في نظري – يعد عملاً معجزاً ، وخارقا لطاقات الأدباء بكل المقاييس !! .ومما يثير التأمل ، ويلفت القارئ هذا التوثيق المتثبت في كل قضايا الكتاب ؛ فهو لا يذكر إلا عن مصدر ثقة ، ولا يسجل إلا ماكان مأذونا له به في نقل وتسجيل .وهنا .. أذكر – للحق والتاريخ – أن معالي الدكتور ” محمد عبداللطيف آ ل ملحم ” قد طلب مني رقم هاتف المنزل الخاص بالدكتورة ” عائشة عبدالـرحمن ” بنت الشاطئ؛ فأمليت عليه الرقم ، وتحدث معها ذلك المساء وكنت موجوداً معه في بيته آنذاك، وطلب منها أن تأذن له ؛ – فأذنت له – بنقل بعض الفقرات من كتابها ” أرض المعجزات ” الذي تحدثت فيه عن زيارتها للأحساء مع زوجها الأستاذ المرحوم ” أمين الخولي ” وبعض أساتذة كلية الآداب في مصر .. تحدثت في كتابها ” أرض المعجزات ” عن زيارتها ” للأحساء ” ، وربوعها ، ولمدينة ” الهفوف ” ، و” القطيف ” ، ومدرسة الأحساء الإبتدائية بالهفوف ، تلك التي وصفها الدكتور ” آل ملحم ” بأنها .. ” كانت أشبه بالجامعة ” . والعجيب .. أن الدكتور ” آل ملحم ” لم يقنع بهذا الحديث الهاتفي الذي أذنت من خلاله الدكتورة ” بنت الشاطئ ” بنقل مايشاء من كتبها ، فسلمني الدكتور “آل ملحم ” رسالته هذه إلى الدكتورة ” بنت الشاطئ ” ، وسلمتها إليها في مكتبها في مبنى صحيفة الأهرام ، وفي مكتبها كتبت هي – بخطها أمامي – إلى معالي الأستاذ الدكتور ” محمد بن عبداللطيف آل ملحم ” رسالة رقيقة تأذن له فيها بنقل مايشاء من أي كتاب من كتبها .. هذه هي الذمة الأدبية ، والأمانة العلمية ، والتوثيق المجرد الفائق الدقيق .. !! .غير أن القارئ لكتاب ” كانت أشبه بالجامعة ” قـد يرى – للقراءة الأولى – أن في الكتاب تكراراً كثيراً ، وأن فيه دخولاً كثيرة ماكان ينبغي أن تكون ، وأن فيه سرداً ” حكواتيا ” وإطالة في استخدام الشعر وإثبات القصيدة كلها على كثرة الشعر وازدحامه في الكتاب .لكن .. لو أننا دخلنا إلى الكتاب من حالة الكاتب ووفائه وحبه ، لعلمنا أن الكتاب ذكريات الحب والجمال للأحساء مساحة ، وللهفوف مدينة .. وكم يحب الكاتب دائما أن يذكر تفاصيل الأشياء عمن يحب ..لهذا .. فأنا شديد الحرص على الوشائج الكريمة التي تؤلف بيني وبين هذا الرجل الكريم أخي الفاضل معالي الأستاذ الدكتور ” محمد عبداللطيف آل ملحم ” في أخوة وصداقة ،ووفاء وحب.ـــــــــــــــــــــ *محمد عادل سليمان عضو اتحاد الكتاب في مصروعضو نادي المدينة المنورة الأدبيومستشار شيخ الأزهر سابقا

تعليق : الأستاذ الشاعر الأديب سعد بن عبدالرحمن البراهيم     البريد : لايوجد التاريخ : 12/05/1419
الكاتب: الأستاذ الشاعر الأديب سعد بن عبدالرحمن البراهيم الناشر: جريدة الجزيرة – العدد:9671 تاريخ النشر: 22/03/1999م الرابط:

ولم يتمالك الأستاذ الشاعر الأديب “سعد بن عبدالرحمن البراهيم” خريج مدرسة الهفوف الابتدائية الأولى بعد قراءته لكتاب (كانت أشبه بالجامعة) إلاَّ أن يثنيَ لا على الكتاب فحسب، وإنما على معالي الأستاذ الدكتور “عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر” الذي أثنى فيه على “الأحساء” وأهلها عند تقويم معاليه للكتاب. كان ثناؤه في قصيدةٍ بعنوان “ومع أشبه بالجامعة” نَشَرَهَا بجريدة “الجزيرة، العدد رقم 9671 وتاريخ الأثنين 5 من ذي الحجة عام 1419هـ الموافق 22/مارس/عام 1999م. ومن أبيات قصيدة:ـ
أَقِيلِي عِثَارِي رَبَّةَ الْخَزِّ وَالْوَرْدِ ….. إِذَا لَمْ أَجِدْ عَوْنًا أَقولُ الَّذِي عِنْدِيوَطُوْفِي بِيَ الدُّنْيَا جَمَالاً وَبَهْجَةً ….. وَدَاوِي هِيَامِي فَالْمَدَى شَاهِدٌ وَجْدِيفَمَنْ ذَاقَ طَعْمَ الشَّهْدِ مِنْ تَغْرِكِ انْحَنَى ….. خُشُوعًا لَهُ قَلْبٌ يَعِبُّ مِنَ الشَّهْدِتَنَاهَتْ لَكِ الأَبْصَارُ حُسْنًا وَمُتْعَةً ….. فَيَا وَيْحَ مَنْ لاَ يُبْصِرُ الْحُسْنَ فِي الْقَدِّوَمَنْ يُثْنِ جِيدَ الْوُدِّ عَمَّا تُرِينَنَا ….. فَهَذَا وَأَيْمُ اللهِ نَاءٍ عَنِ الرُّشْدِإِذَا هَبَّتِ الأَنْسَامُ بِالْعِطْرِ وَالنَّدَى ….. نَقُولُ نَفَحْتِ الْعِطْرَ مَعْ هَبَّةِ البُرْدِوَإِنْ شَاغَلَ السُّمَّارُ فِي اللَّيلِ مُؤْنِسٌ …. لأَنْتِ مَجَالُ اَلأُنْسِ فِي بَهْجَتِ السَّهْدِحَنَانًا بِنَا يَا خُودُ يَكْفِي صَبَابَةً …. فَمَا كَانَ فِي الْوِجْدَانِ أَعْصَى عَلَى الْعَدِّفَمَا طَرِفَتْ عَيْنٌ تَزَهَّتْ بِنَظْرَةٍ ….. إِلَى مَرْجِكِ الْفَيْنَانِ وَالسَّلْسَلِ الْفَرْدِكَأَنِّي بِهَا أَصْفَتْكَ وُدًا أَحُسُّهُ …. عَلَى بَاسِقَاتِ النَّخْلِ مِنْ أَنْدَرِ الْوُدِّأَلاَ يَا رُبَي “الأَحْسَاءِ” يَا مُجْتلَى الرُّؤَى … وَمَرْقَى غَطَارِيفٍ تَخَطَّوْا إِلَى الْمَجْدِأََعِِيرِِى بَيَانِي مُكْنَةً مِنْ فَصَاحَةٍ ….. فَأَخْشَى إِذَا بَيَّنْتُ عِنَ فَضْلِهِمْ أَكْـدِي لأنِّى وَجَدْتُ السِّفْرَ وَفًّي فِعَالَهُـمْ ….. بِمَا هُمْ لَهْ أَهْلٌ فَمَا ذَا عَسَى أُبْدِيرِجَالٌ إِذَا مَا انْشَقَّ صُبْحٌ عَنِ الْوَفَا ….. وَجَدْتُ لَهُمْ صُبْحًا يَدُومُ بِلاَ فَقْدِوَإِذْ مَا قَرَأْتُ الشِّعْرَ فِي الْكُتْبٍ تَلْقَهُ….. مُضِيئًا عَلَى “الأَحْسَاءِ” كَالْبَدْرِ فِي وَقْدِفَهَذَا كِتَابٌ “ِلابْنِ مُلْحِمَ” نَاشِرٌ…. بِهِ ذَلِكَ الدُّكْتُورُ أَشْيَا مِنَ الْمَجْدِفَأنْبَا عَنِ التَّعْلِيمِ فِي سَالِفٍ مَضَى ….. وَوَفَّي عَنِ العُلاَّمِ مَا كَانَ مِنْ جُهْدِفَفِي “دَارةِ الْهُفُّوفِ” مَرْفَى انْتِهَاضِه …. كَمَا الْجَامَعاتُ اسْتَرْسَلَ الْعِلْمُ فِي جِدِّوَجَالَ بِنَا “اِبْنُ الْخَويْطِرِ” جَوْلَةً ….. فَطَافَ بِنَا “الأَحْسَاءَ” فِي مَوْكِبِ الْحَمْدِنَعَمْ يَا “مَعَالِي الشَّيْخِ” يَا مَنْ بِهِ زَهَتْ ….. صُرُوحٌ مِنَ التَّعْلِيمِ لِلأَمْسِ وَالْبَعْدِتُثَنِّي بِخَيْرٍ لِلَّذِي قَالَ آنِفًا ….. وَأَسْرَدْتَ مَا يَزْهُو بِهِ الطِّرْسُ فِي السَّرْدِأَبَنْتُمْ عَنِ الرُّوادِ وَالسَّادَةِ الأُولَى ….. بَنُوا نَهْضَةَ التَّعْلِيمِ فِي سَالِفِ الْعَهْدِفَكَانَ انْبِهَارًا نَرْفَعُ الرَّأْسَ عِنْدَهُ ….. وَكَانَ افْتِخَارًا وَاصَلَ الْبَعْدَ بِالْبُعْدِوَكَمْ مِنْ رُبَاطٍ فِي “الْحَسَا” قَامَ نَاشِرًا ….. صُنُوفًا مِنَ التَّعْلِيمِ لِلْمُقْتَدِي تَهْدِيتَمَشُّوا بِهَا “آلَ الْمُبَارَكَ” مِثْلَمَا ….. مَشُوا “آلَ مُلاَّ” وَ”الْعُمَيرُ” بِلاَ حَدِّوُرُوْدًا لَهَا الطُّلاَّب مِنْ كُلِّ بَلْدَةٍ ….. فَكَانَتْ لَهُمْ إِذَّ ذَاكَ مِنْ أَفْضَلِ الْوِرْدِذَكَرْتُمْ كَثِيرًا فَاسْتَطَبْنَا لِذِكْرِهِ ….. وَفَاءً وَقَلَّ الْيَوْمَ مَنْ بِالْوَفَا يُهْدِيسِوَى فَاضِلٍ قَدْ قَالَ يَا مَوْطِنَ الْهَنَا ….. فَفِِي عَطَاءَاتِي نَامِي عَلَى زِنْدِيأَلاَ يَا “هُجَيْرَ” الْعِلْمِ وَالْحِلْمِ وَالْوَفَا ….. فَأَنْتْ بِمَا تَبْغِينَ فَوْقَ الَّـذِي عِنْدِيعَدِينِي أُمَنِّي بِالْوِصَالِ تَلَهُفِّي ….. فَهَذَا بَرِيقَ الشَّوْقِ مُسْتَرْسِلُ الْوَقْدِكَفَى الْحَرفُ تَثْتِيتًا وَيَكْفِي تَغَاضِيًا ….. عَنِ الْمنْهِل الْفَيَّاضِ وَالْخَيْرِذ وَالسَّعْدِ
تعليق : معاذ بن عبد الله آل الشيخ مبارك     البريد : لايوجد التاريخ : 11/11/1419
الكاتب: معاذ بن عبد الله آل الشيخ مبارك الناشر: جريدة الجزيرة – العدد:9646 تاريخ النشر: 27/02/1999م الرابط: http://archive.al-jazirah.com.sa/1999jaz/feb/27/rv2.htm

تحية وفاء للدكتور الخويطرلا يعرف الفضل إلا ذووه
قرأت بمزيد من الغبطة والسرور مقالا في جريدة الجزيرة عدد يوم السبت 1419/9/23ه ماسطره قلممعالي الاستاذ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر يتحدث فيه عن كتاب معالي الدكتور محمدبن عبداللطيف الملحم (كانت اشبه بالجامعة) وهو يحكي عن قصة التعليم في منطقة الاحساء معتبرامعاليه هذا الكتاب مرجعا هاما ووثيقة لا غنى عنها لمن اراد ان يعرف شيئا عن تاريخ التعليم فيالاحساء بخاصة والتعليم في المملكة بعامة مؤكداً معاليه انه بحق مرجع مهم جدير بالاقتناء,كما تحدث الدكتور الخويطر مشكورا عن مكانة الاحساء العلمية فذكر فضل علماء اهلها وانتشارالمؤسسات التعليمية فيها حيث تدرس في مدارسها جميع العلوم الشرعية وتعقد المنتديات الادبيةوالمسامرات الشعرية والتي كانت مجالس اهلها مكانا تناقش فيهاالامور الاجتماعية والذي لايزالقائما إلى وقتنا الحاضر والحمد لله,وقد أضاف معالي الدكتور الخويطر بأن الله أكرم الاحساءبثروة زراعية الى جانب الثروة العلمية والبترولية مثنيا معاليه بنبرة شريفة صادقة علىالاحساء وأهلها, وهذا يدل على وفاء معاليه المعهود للاحساء وأهلها، وهو يعكس بهذا خلقهالفاضل وأدبه الرفيع وانسانيته النبيلة وهذا من صميم معدنه وأصله الكريم وان الشيء من معدنهلا يستغرب, وإذا كان لا يعرف الفضل لاهل الفضل إلا ذووه فإن اشادة معالي الدكتور الخويطربالمساهمة الطيبة المباركة التي اثرى بها معالي الدكتور محمد الملحم مكتبتنا العربية تعتبربحق اضافة رائعة في هذا المجال,لا يسع أهالي الاحساء اداء شكرها فالحمد لله اولا وآخرا ثم الشكر لمعالي الدكتور محمد الملحملكتابه القيم والمفيد والشكر لمعالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر لكلمته الوافية الوفية من رجلهو رمز الوفاء,معاذ بن عبدالله آل الشيخ مباركجامعة الملك فيصل بالاحساء

تعليق : عبدالله أحمد الشباط     البريد : لايوجد التاريخ : 11/25/1425
الكاتب: عبدالله أحمد الشباط الناشر: جريدة اليوم – العدد:11674 تاريخ النشر: 01/06/2005م الرابط: http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=11674&P=4

مدرسة الهفوف الاولى التي كتب عنها الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم كتابا عنوانه (كانت اشبه بالجامعة) وهو كتاب يتناول منه المؤلف بداية التعليم النظامي بالاحساء في العهد السعودي منذ افتتاح اول مدرسة (المدرسة الاميرية) عام 1356هـ واضطلاع محمد بن علي النحاس ـ رحمه الله ـ بادارتها وجهوده في انشاء المبنى الحالي الواقع في وسط مدينة الهفوف.وقد تناول ايضا تلك المناهج الدراسية والانشطة المنهجية واللامنهجية في تلك المدرسة باسلوب ينم عنه الاعجاب والتقدير لتلك الفترة الذهبية من عمر التعليم النظامي وهي فترة تستحق ان يؤلف عنها العديد من الكتب منذ بدأت الدراسة في عام 1361هـ ولما كان مبنى المدرسة الموجود حاليا والذي مضى على انشائه ما يقرب من ثلثي قرن قد اخذت منه عوامل الرطوبة والحرارة ما جعله معرضا للانهيار فتنادى بعض طلاب تلك المدرسة على صفحات جريدة (اليوم) وغيرها بضرورة ترميم هذا المبنى ليكون معلما تاريخيا سياحيا ورمزا من رموز النهضة التعليمية الحديثة فقامت ادارة التراث مشكورة بعمل الدراسات والبدء بترميم المبنى حيث اوحت تلك المبادرة الى بعض خريجي تلك المدرسة بفكرة الدعوة الى لقاء يلتقي فيه خريجو المدرسة من عام 1366هـ الى عام 1378هـ وقد نفذ اللقاء الاول عام 1424هـ وبعد ذلك رغب الاستاذ سعد بن عبدالعزيز الحسين ان يستضيف اللقاء الثاني لعام 1425هـ فكان ذلك اللقاء (الذي لم اسعد بحضوره) وفي هذا العام حمل راية المبادرة الاخ الاستاذ عبدالعزيز سليمان العفالق فدعا تلك الزمرة من الخريجين الى اللقاء الثالث الذي جمع غالبية الخريجين بعد فراق طال امده، فكان ذلك اللقاء يوم الخميس 1426/4/9هـ في فندق الاحساء انتركونتننتال فالتقى الاطباء والمهندسون ورجال الاعمال ورجال الصحافة والمعلمون من خريجي تلك المدرسة الذين نالوا الشهادة الابتدائية التي كانت تعتبر وساما لا نزال نفخر به في حياتنا العملية والاجتماعية فثالت الذكريات وترددت في جنبات القاعة عبارات العتاب بين الاحباب بعدم التواصل والوعود الجميلة التي نرجو الله ان يعين الجميع على الوفاء بها.وقد تحدث الدكتور محمد عبداللطيف الملحم عن تلك المدرسة التي كانت حقلا وارفا لغراس العلم نماه الاخلاص ورعاه حب التعلم والتعليم فكانت منطلقا لتلك النهضة وقد اقترح ان يتكرر هذا اللقاء سنويا على الا يعتمد على جهد فردي وان يشارك الجميع في تحمل مسؤوليات الاعداد لذلك اللقاء وما يتطلبه من النفقات والتنسيق والاعداد بواسطة لجنة من خريجي تلك المدرسة على اساس اشتراك سنوي بدفعة المشارك سنويا وهذه فكرة رائدة وجيدة لضمان دوام تكرار هذا اللقاء الذي يترقبه الجميع.ومما زاد الاعجاب مبادرة الاخ عبدالله سعد الراشد بالتبرع لاستكمال ترميم المدرسة بمبلغ 600 الف ريال مع تبني اللقاء الرابع في العام 1427هـ علاوة على ما تبرع به سابقا وهو مليون ريال ثم تبعه عمران محمد العمران فتبرع بمبلغ 500 الف ريال وكذلك الدكتور عبدالرحمن المشاري الحسين بمبلغ 500 الف ريال وتتالت التبرعات من بعض الحضور مما يجسد ذلك التلاحم بين خريجي تلك المدرسة من ابناء الاحساء الذين يرجون لتلك الشعلة دوام الاضاءة، وان تظل رمزا يرون فيه صورة من صور ذلك الماضي الجميل وان يعود بذكرياتهم الى تلك الحقيقة من حياتهم وما نزخر به من طموح وامنيات عذاب.
تعليق : خليل الفزيع     البريد : لايوجد التاريخ : 01/01/1420
أفكار صحفية : كانت أشبه بالجامعة
هذا هو عنوان حلقات كتبها في جريدة “اليوم” معالي الدكتور محمد بن عبد اللطيف بن محمد الملحم عن مدرسة الأحساء الابتدائية التي افتتحت في عام 1356 هـ. لكن هذا العنوان اصبح أكثر شمولا فإذا به يصبح عنوانا لكتاب قيم هو (كانت أشبه بالجامعة: قصة التعليم في مقاطعة الاحساء في عهد الملك عبدالعزيز- دراسة في علم التاريخ الاجتماعي) وهذا السفر التاريخي الذي جاء في (550) صفحة صدر مؤخرا عن دارة الدكتور محمد آل ملحم للنشر والتوزيع وفيه رصد شامل لتاريخ التعليم في مقاطعة الاحساء منذ بداياته الاولى التي زامنت بدايةالتعليم المبكرة في الحجاز وسبقته في مناطق اخرى، وهذا في مجال التعليم النظامي، اما التعليم التقليدي في الكتاتيب فهو موجود منذ القدم، وكانت الاحساء سباقة في هذا المجال على مستوى الجزيرة العربية، يوم كانت معظم اجزائها تغط في نوم عميق من الجهل والتخلف، الى ان قيض الله لها الملك عبد العزيز- طيب الله ثراه،- لينقذها من جهلها وتخلفها و ويوحد اجزاءها ويلم شتات قبائلها تحت راية التوحيد.وهذا الكتاب الجديد زاخر بالمعلومات الموثقة عن التعليم في الاحساء في عهد الملك عبدالعزيز-رحمه الله- وقد ضم اربعة فصول اشتملت على العديد من المباحث ففي الفصل الاول تحدث عن وضع المدرسة من الناحية التأسيسية ابتداء من المحاولات الفردية لبدء التعليم الحديث من الاحساء ومحاولة الحكومة (الأولى) انشاء مدرسة ابتدائية ثم محاولتها الثانية التي تكللت بالنجاح بافتتاح المدرسة عام 1360 هـ. وفي الفصل الثاني تحدث المؤلف عن وضع المدرسة من الناحية الثقافية بما في ذلك زوار المدرسة ومنهم الدكتورة عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطئ) التي سجلت انطباعاتها عن زيارتها للمدرسة وللمنطقة وللمملكة في كتابها (ارض المعجزات) وتحدث ايضا عن مجلس المعارف بالأحساء والرحلات والاناشيد المدرسية وبساتين هجر ونشاطات ثقافية اخرى متعددة الوجوه.وفي الفصل الثالث وضع المدرسة من الناحية التدريسية ومنه النظام الاساسي للتدريس وماتفرع عن المدرسة الام من مدارس ونشاط المدرسين والمتعاونين مع المدرسة وحفلات التخرج.وفي الفصل الرابع وضع المدرسة من الناحية التاريخية وتعليقات بعض الادباء والكتاب ومنهم عادل الذكر الله وعبدالله الشباط ويوسف ابو سعد ومحمد المبارك وحمد الجاسر وعبدالعزيز الدوسري.وقد اشتملت قائمة المراجع على عشرات الكتب والدوريات التي تدل على حجم الجهد الذي بذله الدكتور محمد بن عبد اللطيف بن محمد آل ملحم لاخراج هذا الكتاب الذي يسد ثغرة كبيرة في المكتبة في المكتبة العربية عن الحياة التعليمية بصفة خاصة والثقافية بصفة عامة في هذا الجزء من عالمنا العربي والاسلامي. انه جهد يستحق الاشادة لانه وبكل المقاييس عمل متميز ومرجع هام لكل الباحثين في مجاله. 1/ رمضان 1419 هـ
تعليق : عادل الذكرالله     البريد : لايوجد التاريخ : 08/28/1419
الكاتب: عادل الذكرالله الناشر: جريدة اليوم – العدد:9315 تاريخ النشر: 27/08/1419هـ الرابط:

الاحساء/ عادل الذكر الله
د. الملحم يصدر كتابا عن التعليم في الأحساء
أصدر معالي الدكتور محمد بن عبد اللطيف الملحم وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء السابق كتاره (كانت أشبه بالجامعة) وهو يدور حول قصة التعليم في مقاطعة الاحساء في عهد الملك عبدالعزيز وتعد دراسة في علم التاريخ الاجتماعي.وتناول الكاتب مدرسة الهفوف الاولى وتاريخ افتتاحها ومبناها وتحديد موقعها ونواة تأسيس المدرسة ورجالات المدرسة والباعث للحديث عن المدرسة ودورها في العملية التعليمية في (مقاطعة) الاحساء في عهد الملك عبدالعزيز وموقف من كتبوا عن حركة التعليم في المملكة العربية السعودية بصفة عامة.وفي “مقاطعة” الأحساء بالذات من هذه المدرسة تجدر الاشارة الى ان معالي الدكتور الملحم قد كتب سلسلة وقعت في 19 حلقة بدأ نشرها بجريدة “اليوم” من يوم الثلاثاء 22/ 8 / 1412 هـ وحتى 29/ 12 / 1412 تحت عنوان (كانت أشبه بالجامعة).

تعليق : جعفر عمران     البريد : لايوجد التاريخ : 07/14/1421
الكاتب: جعفر عمران الناشر: جريدة اليوم – العدد:10010 تاريخ النشر: 10/11/2000م الرابط:

تعليم الأحساء في تلفزيون الكويت
تحويل كتاب الملحم الى مسلسل تلفزيوني
تسلم معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم عشر حلقات تلفزيونية من فريق تلفزيوني كويتي يترأسه الممثل السعودي المعروف ابراهيم الحربي الذي ينوي تمثيل قصة التعليم في الأحساء في عهد الملك عبدالعزيز، ذكر ذلك لـ (فنون) معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم، وقال إن المسلسل التلفزيوني يتكون من 30 حلقة والنص الأصلي للمسلسل كتاب (كانت أشبه بالجامعة) الذي صدر في العام 1419هـ والذي يرصد ويؤرخ بدايات التعليم في الأحساء وسيقوم الفريق التلفزيوني بزيارة الى الأحساء للتعرف على الأماكن والحارات التي يمكن أن يتم فيها تصوير بعض المشاهد التلفزيونية وزيارة جمعية الثقافة والفنون بالأحساء لاختيار عدد من الممثلين للتمثيل في المسلسل، ويذكر بأن السيناريو من اعداد الدكتورة الكاتبة اقبال الأحمد وخالد البراهيم .يذكر أن معالي الدكتور تم تكريمه في مهرجان هجر الثقافي لجمعية الثقافة والفنون بالأحساء تحت رعاية صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الأحساء .14 شعبان 1421هـ
تعليق : نايف رشدان     البريد : لايوجد التاريخ : 11/13/1419
الكاتب: نايف رشدان الناشر: جريدة الرياض – العدد:11150 تاريخ النشر: 03/01/1999م الرابط:

قضية التعليم بمقاطعة الأحساء في عهد الملك عبدالعزيزدراسة في علم التأريخ الاجتماعيبقلم نايف رشدان
أصدر الأستاذ د.محمد بن عبداللطيف الملحم … أحد رجال التعليم والفكر بمنطقة الاحساء كتابًا تأريخيًا علميًا عن قصة التعليم في مقاطعة الاحساء في عهد الملك عبدالعزيز وذلك تحت عنوان “كانت أشبه بالجامعة”، وهو كتاب توثيقي يخدم المكتبة التأريخية والتعليمية، ويوثق لمرحلة مهمة في منطقة الاحساء، وقد صدَّر المؤلف كتابه باهداء قال فيه: إلى أبنائي وبناتي وحفدتي: هذا الكتاب هو أحسن هدية أقدمها لكم، وهو يعبر عن “فكرة” ظلت في مكنون نفسي منذ أن تخرجت في عام 1371 هـ في مدرسة الاحساء الابتدائية التي أسسها بناة عظام في عهد جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. وهذه الفكرة هي الكتابة عن أمجاد هذه المدرسة. وكم أنا فخور أن أجد تلك الفكرة التي كانت في ذهني قبل عام 1371 هـ وبعده هي الآن حقيقة محفوظة بين دفتي كتاب موثق في عام 1419 هـ الموافق عام 1999 م.وقال المؤلف في تمهيده للكتاب: يضع هذا التمهيد تصورًا فنيًا واجتماعيًا وثقافيًا لعبارة كانت “أشبه بالجامعة” وتعني هذه العبارة ـ حيثما وردت في ثنايا هذا الكتاب ـ صرحًا علميًا عظيمًا هو مدرسة الحساء الابتدائية التي افتتحت في عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـ يرحمه الله ـ في عام 1356 هـ في مقر مؤقت هو مبنى “الحميدية” الكائن آنذاك في الجهة الجنوبية الشرقية من سوق مدينة الهفوف القديمة عاصمة” مقاطعة الأحساء”.
ولاستيعاب هذا التصور ومايمثله من موضوعية وشمولية وعظمة، ونواة تأسيس المدرسة، ورجالات المدرسة، والباعث للحديث عن هذه المدرسة، وعن دورها في العملية التعليمية في … وموقف من كتبوا عن حركة التعليم في المملكة بصفة عامة وفي مقاطعة الأحساء بالذات من هذه المدرسة، فقد قسم المؤلف كتابه إلى فصول، وكل فصل فيه إلى عدة مباحث على النحو التالي:الفصل الأول: (وضع المدرسة من الناحية التأسيسية).المبحث الأول: تحدث عن المحاولات الفردية التي قامت بجهود كبيرة عديدة لبدء التعليم الحديث في منطقة الأحساء.المبحث الثاني: تحدث عن الجهود والمحاولات التي قامت بها الحكومة (الاولى لانشاء مدرسة ابتدائية في المنطقة.المبحث الثالث: الجهود التي قامت بها ادارات المالية في المنطقة لنشر التعليم وخدمة العملية التعليمية.المبحث الرابع: الجهود التي قامت بها الحكومة (الثانية) ومحاولاتها انشاء مدرسة ابتدائية في المنطقة.المبحث الخامس: حديث عن افتتاح المدرسة الابتدائية عام 1360هـ لأول مرة في المنطقة.المبحث السادس: حديث وصفي يتناول مبنى المدرسة ملامحها وقسماتها وخدماتها.المبحث السابع: يتحدث فيه عن أول مدير لها وهو الشيخ النماس، مستعرضا الجهود وأسباب تخليه عن المدرسة فيما بعد.المبحث الثامن: وهو حديث ذاتي وكأنه يتناول جزءا من السيرة الذاتية للمؤلف وهو الجانب المتصل بعلاقته الأولى بالمدرسة وتأريخ التحاقه بها.

المبحث التاسع: تناول فيه جانبا اجتماعيا يمس حياة أهل المنطقة وعلاقتهم بالعلم وقد وضع هذا المبحث تحت عنوان “مجتمع الاحساء النموذجي”.الفصل الثاني: (وضع المدرسة من الناحية الثقافية) . وقد قسمت إلى عدة مباحث بعد أن مهد لها.المبحث الأول: وفيه حديث عن زوار مدرسة الاحساء الابتدائية. المبحث الثاني: وفيه حديث عن أرض المنجزات أو كما وصفها المؤلف ومدرسة الاحساء الابتدائية. المبحث الثالث: وهو يتناول الجانب الاداري في التعليم بالاحساء حيث يتحدث عن مجلس المعارف هناك. المبحث الرابع: وصف موجز عن الرحلات المدرسية التي كان طلاب المنطقة يقومون بها. المبحث الخامس: عن القدرات الطلابية في المدرسة وما أسهمت به الاذاعة المدرسية والحفلات من تطوير للمواهب وعلى أخصها الأناشيد المدرسية. المبحث السادس: وهو جانب وصفي للطبيعة الخلابة في المنطقة حيث يصف المؤلف بساتين هجر بجاذبيتها و سحرها. المبحث السابع: وفيه حديث عن مجلة “النواة الأسبوعية” كأول اصدار منظم في تعليم المنطقة. المبحث الثامن: وفيه يتناول المؤلف المكتبة المدرسية كأبرز مظهر من مظاهر التثقيف في المنطقة وهي من أهم المؤثرات في حياة الطالب الثقافية والفكرية. المبحث التاسع: وفيه حديث عن مكتبة التعاون الثقافية في المنطقة كأول مكتبة جماعية. المبحث العاشر: ويتناول فيه الحديث عن مخطوط الجوهر الفريد في الانشاء المفيد. المبحث الحادي عشر: عن النادي الأسبوعي الذي انشأه الطلبة والمعلمون في المنطقة.
المبحث الثاني عشر: يتحدث عن مظهر من مظاهر الأدب والثقافة في تلك المنطقة تحت عنوان “المطارحات الشعرية”.المبحث الثالث عشر: وهو حديث خاص عن الجانب الإسلامي والمعرفي والديني والتعليمي من خلال الحديث عن “جامع الإمام فيصل بن تركي بالهفوف”.الفصل الثالث: (وضع المدرسة من الناحية التدريسية): ويتناول بالتمهيد الحديث عن الجوانب الفنية والادارية والتنظيمية في مباحث سبعة كلها دارت حول المدرسة “الأم” وما تفرع عنها من مدارس وعن نشاط المدرسين وعن المتعاونين وعن رموز المدرسة، وحفلات التخرج فيها، ثم ختمها المؤلف بتوجيه المقترحات وحديث ختم به الفصل.الفصل الرابع: (وضع المدرسة من الناحية التأريخية): وخصه بحديث تأريخي توثيقي عن المدرسة وفيه عرض لكتابات مجموعة من المثقفين والمهتمين بالحركة التعليمية بالمنطقة، (مثل) عادل الذكر الله وعبدالله الشباط ويوسف أبو سعد ومحمد المبارك وحمد الجاسر وعبدالعزيز الدوسري. ثم ختم المؤلف كتابه بالفهارس التي وضعها في صفحات مطولة وخصصها عن الأعلام والقبائل والأسر ومقاطعات الاحساء وخارج مقاطعة الأحساء وتعريف بالمؤلف. والكتاب يعد من أهم الكتب التعريفية التي توثق للجوانب التعليمية. 16/ 8/ 1419هـ

تعليق : يوسف بن محمد العتيق     البريد : لايوجد التاريخ : 05/12/1426
الكاتب: يوسف بن محمد العتيق الناشر: جريدة الجزيرة – العدد:11952 تاريخ النشر: 19/06/2005م الرابط: http://archive.al-jazirah.com.sa/2005jaz/jun/19/wo2.htm

كانت أشبه بالجامعة وثائقياً وشفهياً!
تعتمد الكثير من الدراسات التاريخية على ركائز مهمة تأتي في طليعتها الوثائق التاريخية لأن الوثيقة التاريخية تمتاز عن غيرها من مصادر المعلومة لدى المؤرخين أنها حينما كتبت لم يدر بخلد كاتبها أنها ستصبح فيما بعد مصدراً للمؤرخين، بل حين كتبت كان كل ما يدور في ذهن الكاتب والشارح إجراءات إدارة معينة لكنها فيما بعد أصبحت مصدراً مهماً للمؤرخين. ومن المصادر المهمة لدى المؤرخين وبالأخص في تاريخنا الحديث الذي قد تكون المعلومات شحيحة فيه وبخاصة قبل عهد الاستقرار الأمني والاقتصادي الزاهر هو الرواية الشفهية التي يتناقلها الخلف عن السلف، وإن كان الباحث في تاريخنا الحديث يعرف أهمية الوثيقة ولا يختلف في أهميتها إلا ان الرواية الشفهية لم تحظ بالإجماع الذي تحظى به الوثيقة التاريخية، ومع هذا وذاك فإن الرواية الشفهية تبقى مصدراً مهماً في ظل غياب المعلومة التاريخية المكتوبة في جوانب متعددة.وأزعم أن الدراسات التي توفق للتفاعل مع هذه المصادر وتوفق بينها ليست بالكثيرة في تاريخنا الحديث فقليلة هي الدراسات التي تأتي بالوثيقة والرواية وتجمعهما في قالب واحد دون اضطراب أو ارتباك في المعلومة.فالتوفيق في هذه المعادلة الصعبة قد لا يكون متاحاً لكل أحد، أقول هذا الكلام وبين يديَّ دراسة أحسب أنها وفقت كثيراً في التوثيق التاريخي عن طريق الجمع بين المصادر المكتوبة سواء كانت مراجع أو وثائق وكذا الرجوع المنضبط إلى الرواية الشفهية أو ما مرَّ به المؤلف من مشاهدات تخدم بحثه.. هذه الدراسة هي ما قدمته أنامل الدكتور محمد بن عبد اللطيف الملحم عن تجربة التعليم في الأحساء من واقع التعليم النظامي في بداياته ومن خلال مدرسة الأحساء الابتدائية التي كانت إطلالتها في عهد المؤسس الكبير الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل طيب الله ثراه.هذه الدراسة الكبيرة في مضمونها وحجمها كم بودي لو عممت تجربتها على الكثير ممن يرغب في توثيق تاريخ قلاع العلم والمعرفة في وطننا الغالي لأن الكتابة في هذا المجال لا يمكن خروجها إلا بشكل علمي ومنضبط يعتمد في أساه على التوثيق العلمي لكل مرحلة وجزئية وهذا ما حرص الملحم على تقديمه في عمله هذا.

الكاتب: معالي الدكتور/ عبدالعزيز الخويطر
جريدة الجزيرة
– العدد:9599
تاريخ النشر: 09/01/1999م
الرابط: http://archive.al-jazirah.com.sa/1999jazhd/jan/9/P11.html

تعليقات حول كتاب هزار الأحساء لمعالي الدكتور محمد آل ملحم

أفكار صحفية عبدالله ابوشبيب
بفرح شديد تلقيت هدية كريمة من معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم ، في كتابه الجديد (هذا الأحساء وبلبلها الغريد: حماد الراوية الثاني عبدالله بن فهد ابو شبيب، والكتاب من خلال ترجمة لهذا العلم الهجري المعروف يلقي اضواء كاشفة على زوايا من الحياة الأدبية في الأحساء منذ بداية القرن الرابع عشر الهجري عند مولده .
وهذا الكتاب يؤرخ لتلك الفترة ان لم يكن بالتفاصيل لأن هذا ليس هدف الكتاب ، فهو غني باللمحات الذكية عن واقع الحياة في الأحساء في تلك الفترة ، وعندما يذكر عبدالله ابو شبيب تتداعى الى الذاكرة صور شتى من المواقف النبيلة التي عرف بها الرجل ، ليس في روايته للشعر الفصيح والنبطي فقط ، ولكن في حياته العامة التي منحت أطايبها أهالي الأحساء وما جاورها من الأقاليم , وقد قدر لي أن أعرف الرجل عن قرب أثناء دراستي بالمعهد العلمي بالأحساء حيث كان يعمل مراقباً بهذا المعهد الذي شهدت أروقته بروز عدد كبير من نجوم الثقافة في الأحساء .ومع كل ما قدمه ابوشبيب أو قام به من أعمال جليلة ، فقد طغت على ذلك صفة الراوية لكثرة ما يحفظ من أشعار، وما يروي من محفوظاته، حتى تعلق بسماعه خاصة القوم وعامتهم لما يتمتع به من ذاكرة قوية وصوت رخيم وانشاد لا يدانيه فيه أحد . وقد عرفت الأحساء عددا من شداة الشعر معظمهم من حفظة الشعر النبطي ، لذلك لم يصل الى مكانته واحد منهم ، لأنه تميز عنهم بعلمه وثقافته وشغفه بأمهات القصائد من عيون الشعر العربي الفصيح.وهذا الكتاب (الوثائقي) يمثل جهداً مضنيا ًبذله المؤلف لجمع مادته وتبويبها والعناية بتوثيقها ، مما دعاه الى الرجوع الى عشرات الكتب والدوريات ، مستثمراً في الوقت نفسه , معلوماته الشخصية بالرجل ، حيث عاش في نفس الحي الذي نشأ فيه الراوية (ابوشبيب) ومن من سكان النعاثل لم يعرف الرجل ؟ بل مَن مِن سكان الأحساء وقراها من لم يعرفه إن لم يكن عن قرب ، فقد سمع عنه ، اذ طبقت شهرته الآفاق ، وعطرت روايته للشعر المجالس .وانتشت بإنشاده الأفئدة والقلوب فلم يشأ أن يفارق الأحساء بل ظل هذارها وبلبلها الغريد الى أن لبى نداء الرفيق الأعلى ، فرثاه شعراء الأحساء ، كما لم يرثوا غيره . الكتاب تزيد صفحاته على 280 صفحة من القطع المتوسط ، وهو من منشورات (دارة الدكتور آل ملحم للنشر والتوزيع) وهو مرجع لاغنى عنه للدارسين والباحثين والمهتمين بتاريخ الثقافة في الأحساء ولعل لنا عودة الى هذا الكتاب الزاخر بكل ما هو مفيد للقارئ .
تعليق : عماد العباد     البريد : لايوجد التاريخ : 12/09/1420
الكاتب: عماد العباد الناشر: جريدة الرياض – العدد:11587 تاريخ النشر: 15/03/2000م الرابط:
صدر عن دارة الدكتور آل ملحم للنشر والتوزيع كتاب بعنوان “هزار الأحساء وبلبلها الغريد ..حماد الراوية الثاني” من تأليف الدكتور محمد بن عبد اللطيف آل ملحم. يقع الكتاب في 280 صفحة من القطع الكبير، ويتحدث فيه مؤلفه عن “عبد الله بن فهد أبو شبيب” الملقب بحماد الراوية الثاني خلفا لحماد الراوية الأول المخضرم الذي عاصر الدولتين الأموية والعباسية.

تعليق : محمد صالح النعيم     البريد : لايوجد التاريخ : 06/07/1421
الكاتب: محمد صالح النعيم الناشر: جريدة اليوم – العدد:9825 تاريخ النشر: 09/05/2000م الرابط:

بلبل الأحساء (أبوشبيب)
يعجز اللسان عن الإفصاح والبيان! ويظل حائرًا، ومحاولاً إيجاد التعبير الذي يليق بمقام معالي “الدكتور محمد بن عبداللطيف آل ملحم” الذي أتحف الأحساء والمكتبة العربية بذخيرة أدبية سيجد فيها القارئ (في رأيي) ضالته التي كان ينشدها منذ سنوات طويلة، ذلك أن الكتاب قد تحدَّث عما كان عليه الآباء بالأمس من نشاط أدبي وعملي، وكم تمنيتُ أن يعود ذلك النشاط من جديد كي يتواصل دون انقطاع في الليالي التي تحلو فيها مجالسة الأدباء والمثقفين والشعراء. والكتاب الذي يحمل عنوان (هزار الأحساء وبلبلها الغريد) وجدته عنوانًا ذا نغمةٍ موسيقيةٍ طالما تردَّدت على الألسن، ونحن حينما ننطق بتلك الكلمات (هزار، والبلبل، والغريد) نجدُها تذكرنا بالأحساء، وما فيها من مسطحات خضراء ذات بهجة، والأحساء بكثرة عيونها وبلابلها وأطيارها ترى لها أصداء فيما كان حماد الراوية الثاني يشنف به آذان أصدقائه وخلاَّنه من أشعار عذبه. وهذا ما يدعو للفخر والإعتزاز نظرًا لما وجده من محاسن طبيعية في واحتهم الخلابة، فلاشك أني وجدت في (هزار الأحساء) رسمًا دقيقًا لوصف ما كان عليه الآباء والأجداد في الماضي، وهم يتنقلون هنا وهناك مع عدد من الشعراء أو مع حماد الراوية الثاني الشيخ (عبدالله بن فهد أبوشبيب) في منتدياتهم ليطرب مسامعهم بصوته الشادي كالبلبل الغريد بين الأغصان متنقلا بهم من قصيدة إلى أخرى منتقاة من جميل القصيد نبطي وفصيح، وللتذوق بما تستهويه أنفسهم من حكم أو طرف أو قصائد تشعر المستمعين بارتياح وهم يتغنون بأبياتهم حينما يرددون معه، كيف لا؟ وهم في واحة بمحاسنها تلهب الأحاسيس المرهفة. نعم فقد كانت هذه أحوالهم في أمسياتهم ومسامراتهم ومجالساتهم الأدبية التي تدعونا إلى التباهي بها بكل فخر
واعتزاز حينما يأتي الحديث أمام اخوان لنا من الضيوف العرب مدرسين وغيرهم، وكم كنتُ في شغف وشوق حين قرأت عنوان الكتاب وهو متوج باسم الأحساء، وهو عنوان يليق بمكانة الأحساء وأدبائها وعلمائها، مما شدني بشكل متواصل لتصفحه وكأنه عقد فريد، أو حديقة غناء تشد عشاقها بنهم وشغف لقطف ورودها وزهورها، وذلك بتنوع قصائدها، وكم سرني بكل اعتزاز أن مؤلفه من أبناء الأحساء البررة الذين إذا كتبوا وفوا بتوثيق دقيق، وذلك فيما يكتبه لتمكنه من إيجاد المعلومة الصحيحة بكل ثقة واقتدار مما يعكس ثقة القارئ فيه. وإني على ثقة أن القارئ الذي يميل إلى الأدب العربي بأصالته وبلاغة ألفاظه وصدق عباراته.. يكون قد اقتنى جوهرة ثمينة مليئة بتنوع ذخائرها كحديقة غناء يقطف من ثمارها ذخائر ذات تنوع فريد.. وهي ذخائر تمثل العصور الإسلامية كلها.

تعليق : عبد الله بن أحمد شباط     البريد : لايوجد التاريخ : 12/13/1420
الكاتب: عبد الله بن أحمد شباط الناشر: جريدة اليوم – العدد:9774 تاريخ النشر: 13/12/1420هـ الرابط:

أيام وليالي: أبوشبيب.

“عبدالله بن فهد أبوشبيب” شخصية أدبية معروفة لدى كل من يهتم بالشعر العامي والفصيح من وجهاء الأحساء وأعيانها وروادها من رجال العلم والأدب. وبفضل أدبه الجم وتواضعه مع ما متعه الله به من حافظة جيدة. كان محل الرعاية والإهتمام والتقدير من الجميع، وعندما توفي ظل ذكره يتردد على ألسنة محبيه وصدى صوته يرن في تلك المنتديات العذبة المناهل، المجالس الخاصة بين الأشجار والأنهار. وحرصًا من الدكتور “محمد بن عبداللطيف آلملحم” على تخليد ذكره وإقرار فضله وضع كتابًا رشيقًا في مادته وأسلوبه عنوانه (هزار الأحساء الغريد) عبدالله أبو شبيب حماد الراوية الثاني. تحدث فيه عن حياة هذا العلم، ومحفوظاته، وعلاقته بمن حوله، فورد الكثير من المقطوعات الشعرية التي كان يصدح بها ذلك الغريد. .إن هذا الكتاب مليء بالذكريات، والشخصيات، والقصائد الجميلة، والمواقف الطريفة التي تشد القراء لمعاودة القراءة مرات.. ومرات، ولقد أحسن الدكتور “محمد ال ملحم” عندما اجتهد في جمع هذا التراث الأدبي الذي يعتبر جـزءًا مما حتويه الأحساء من منابع أدبية وينابيع فكرية وصلت اشعاعاتها إلى خارج حدود الوطن. إنني لن أستطيع في هذه الوقفة القصيرة أن أقدم دراسةً عن هذا الكتاب القيم. لكنني وددت الإشارة إليه والإشادة به هذا هو هزار الأحساء وبلبلها الغريد.. أو حماد الراوية الثاني . أو صداح القوافي أو راوية الأحساء. إنه عبدالله بن فهد أبو شبيب ـ يرحمه الله ـ
فشكرًا للدكتور على هديته القيمة، شكرًا له على ما دبَّجه يراعه عن هذا الرجل الذي سيظل في الذاكرة.

تعليق : سمير عبد الرحمن الضامر     البريد : لايوجد التاريخ : 06/02/1422
الكاتب: سمير عبد الرحمن الضامر الناشر: جريدة اليوم – العدد:10294 تاريخ النشر: 21/08/2001م الرابط:

 

الثقافة الشفاهية .. إلى متى؟ بقلم سمير عبد الرحمن الضامرمنشورة في جريدة اليوم، العدد رقم 10294 وتاريخ 2/6/1422 الموافق 21 أغسطس 2001م
لم تكد عيناي تبصران كتاب”هزار الأحساء وبلبلها الغريد” في بداية صدوره (1420هـ-2000م) حتى أخذته وبالرغم من مشاغل السفر التي كانت تتناوشني إلاَّ أنني جعلت هذا الكتاب من ضمن محتويات حقيبتي بل الأثير منها.بكل صدق وصراحة فقد كان هذا الكتاب عبقًا أحسائيًا يظل يغمرني بعبيره طوال فترة الغربة حتى أني كلما اشتقت تناولت الكتاب وجعلته ملء السمع والبصر.كنت أظن أن الكتاب قد أدى قيمته بالنسبة لي، لأني جعلته رفيق سفري فحسب. ولكن وبعد العودة بدأت أتأمل فيه بصورة واعية غير التي كانت تدغدغ مشاعري وتصلني بانتماء كبير لبلد ذات تاريخ وحضارة.مازلت أذكر أنني كنت أتابع هذا الكتاب إبان نشره مسلسلاً في صحيفة (اليوم) لكن لأمور وعوائق لم أستطع المتابعة فانقطعت سلسلة الكتاب مني إلى أن وجدته ماثلاً أمام عيني في كتاب أنيق فاخر. بهذا الجهد القيم فقد قدم الدكتور: محمد بن عبد اللطيف الملحم عملاً مشكورًا ليقوم بوضع أولى اللبنات التوثيقية لمشروع ثقافي ظل ردحًا من الزمن في إطار الثقافة الشفاهية في المجتمع الأحسائي من خلال فئة جيلية من خاصة هذا المجتمع ولا أظن أن الجيل الجديد ذو سابق معرفة بالكم الهائل من التراث الشفاهي الثقافي في الأحساء لأنه ومع ازدياد مشاغل الحياة والانفتاح العالمي الجديد يكاد يتوغل الانفصال بين عدة أجيال في المنطقة سوى ماكانت ذاكرتنا تحتفظ به من حكايات وقصص وأشعار سمعناها من الأجداد
في زمن الطفولة والتي كنا نظن أنها لمجرد التسلية والتفكه فحسب. والدكتور الملحم من خلال عمله التوثيقي هذا وإخراجه لصورة المثقف الأحسائي قبل سبعين سنة تقريبا والذي يتمثل في شخصية “عبدالله بن فهد أبوشبيب” (1317هـ-1403هـ) يعزز لدينا ـ نحن الجيل الجديد ـ المقولة التي كنا نتلقاها ولا نزال نرددها وهي أن الأحساء بقدر ما تحتضن من ثروات ونخيل فإنها تحتفظ بكم هائل من الثقافة والأدب ورموزهما وأذكر أنني وبعض زملائي ـ كذلك ـ نستغرب وتثار بينا العديد من الأسئلة عن هذا المجهول الذي نسمع عنه ولا نراه بل ظللنْا لا نستطيع توجيه أصابع الاتهام إلى أسرار ومخفيات هذا التراث! وهذا مما يجعل الجيل الجديد يكاد يقطع صلته بتراثه في المنطقة عمدا ومن تلقاء نفسه لعدة أسباب:
1. أصبح الجيل الجديد يدرك بكل ألم ومعاناة أن الشفاهية تحتقر عقله وحماسه لأنها ليست بالمستوى الذي ينهض به أدباء المنطقة بكتابته وتوثيقه.
2. أصبح الجيل الجديد لا يروق له الكلام (الماضوي) الذي يدغدغ المشاعر والعواطف لأنه يدرك أن التراث إذا لم يكن حاضرًا وماثلاً بين يديه وله تأثير في حياته المعاصرة لينطلق به نحو المستقبل وإلاَّ فلا خير فيه أو بصورة أدق في وجوده أصلا.وليس في كلامي هذا أي انتقاص من “الشفاهية والتلقي” بل هو منهج من المناهج المعتبرة التي ظلت وفي أمة العرب خاصة تحمل آدابها وفكرها جيلاً بعد جيل لكن الذي أودُّ التأكيد عليه أننا في زمن ـ ولله الحمد ـ لا تنقصنا فيه أي كتابات ومطابع..إلخ بل إذا ظلت مجمل ثقافتنا على الألسن وفي الصدور فإنها تموت بموت أصحابها وتتغير عن مسارها الصحيح مع كثرة الرواية وعدم الدقة في تأديتها.

ولا يخفي عليك ـ عزيزة القارئ ـ ما تقوم به المؤسسات العربية والعالمية بمحاولة تقييد آدابها الشفاهية وتوثيقها علميًا وفنيا وفكريا لتساهم في دعم جوانب المعرفة والفنون كالمسرح والسينما والرواية والقصة والثقافة الحديثة … إلخ وبذل كل المدخرات والطاقات في ذلك لأنها هي الثروة لاسيما في ظروف الصراع مع الآخر العالمي في ظل النظام الدولي الجديد. إضافة إلى ما نسمعه من (الحوادث العلمية) والجناية على التراث! ولا أدري إذا كنت مغاليًا بهذا القول وإلاَّ فماذا تسمي ـ أخي القارئ ـ حكر المخطوط والأثر العلمي والأدبي في ملك الخواص من الناس وجعلها من مآثرهم وممتلكاتهم التي يحلو لهم الحديث عنها فقط دون أن يطلع عليها أي باحث إلاَّ بالعنت والصعوبة وبالواسطة في أحايين كثيرة وتبلغ الطامة أوجها إذا علم أن هذا الأثر الذي يفتخر به ممتلكوه يقبع في عشش بالية وقد يؤول أمرها فيما بعد إلى سلة المهملات لأنها تمثل عبئًا على صاحبها لأنها (قراطيس ما تسوى) على حد التعبير.أبرأ إلى الله أن يكون ما مرَّ ذكره تجنيًا أو مبالغةً على أحد فليس هذا من شأني بل إن الوقائع تشهد والألسن تتحدث بأعظم من ذلك ولو أرنا أن نؤلف فيه كتابًا من تلك القصص لبلغنا فيه شأوًا كبيرا. لقد أطلتُ في الإفصاح عن هذا الخاطر لكن عزائي في ذلك هو الخوف على علوم وشخصيات أن تندثر بأيدي الجهلاء والسفهاء.أعود فأقول إنني فرحت كثيرًا لكتاب الدكتور الملحم فقد خفف وطأة ليست باليسيرة على الغيورين للعلم والثقافة ومصدر الفرح لأن الطريق بدأ ولا بد أن تستعد الأقلام التي في الظل لكي تخرج لنا من كنوزنا الثقافية قبل أن يحين الندم ولو عمل كل مثقف ـ أحسائي ـ جهده في الكتابة عن شخصيات الثقافة ـ في الأحساء ـ ممن مضوا ورحلوا كما فعل الدكتور الملحم مع “أبي شبيب” لاجتمع لدينا كما هائلاً من الدراسات

والكتب ولعرفنا الصورة الثقافية والأحسائية على حقيقتها بل وربما يغير مجرى الثقافة والأدب الحالي عن ما نراه حاليًا من ركود وهبوط إلى حد بائس ومؤلم.إن الواجب ملقى على عاتق مثقفينا الكبار لينقلوا للجيل الجديد في الأحساء صورة قدر المستطاع لمثقفينا في الجيل الماضي، وأن يبادروا لإخراج كتب ومقالات أخرى في نفس هذا الخط لشخصيات مغمورة في الثقافة الأحسائية كان لها أثرها وتأثيرها في ذلك الوقت.
إن كتاب الدكتور الملحم “هزار الأحساء وبلبلها الغريد” بالصورة التي هو عليها من ذكر القصائد التي كان يحفظها هذا الراوي وينشدها في المحافل تعطينا صورةً لذائقته الأدبية ولسعة ثقافته ومحفوظاته بنوعيها الفصيح والعامي والتي تعتبر من أروع ما حمله لنا الأدب العربي قاطبة، بل إني أعتبره أول كتاب في (السيرة الغيرية) في مؤلفات الأحساء لأنه حاول أن يستقصي ويدقق ويعرض لشخصية “أبي شبيب” من خلال ذكر قصصه ومآثره وثقافته وأصدقائه وأعماله وأسفاره بشكل فيه من البسط والاعتماد على أكثر من راوية ومعاصر لشخصية “أبي شبيب” وَخَرَجَ هذا الكتاب عن المنهج التقليدي للتراجم التي تترجم للشخصية بشكل نقاط عامة في حياته دون تسليط الضوء عليها واستكناه ثقافتها ومعارفها وإلى هنا أقف لأتساءل لماذا يخرج هذا الكتاب اليوم بعد مرور أكثر من عشرين عامًا على وفاة “أبي شبيب”؟ وما الذي جنيناه من عدم معرفتنا بمثل هذه الشخصيات طوال هذه الأعوام؟ سؤال أطرحه لمثقفينا الكبار الذين أقول لهم: إن الثقافة الأحسائية التي هي جزء من ثقافة المملكة والعالم العربي والإسلامي استعادت شيئًا من شتاتها ووعيها بهذا الكتاب القيم لكننا على أمل أن نرى جهودًا أخرى في قابل الأيام فيها كثير من التكاتف والمؤازرة لإظهار الوجه الحقيقي للثقافة.فشكرا للدكتور محمد بن عبد اللطيف الملحم عمله هذا وشكرًا للجهود التي ستأتي بإذن الله تعالى.

الكاتب: خليل الفزيع
الناشر: جريدة اليوم
– العدد:9318
تاريخ النشر: 18/12/1998م

 نظرات في مشروع ديوان:”في ربوع الأحساء ومغانيها”

نظرات في مشروع ديوان:”في ربوع الأحساء ومغانيها”كلمة لا بد منهامكتوبة ومؤرخة في 1/محرم/1417هـ
1 ـــ تمهيد
استهدفتُ من الإسراع في نشرِ ديوان “في ربوع الأحساء ومغانيها” “لابن العم “الشاعر “محمد بن عبدالله بن حمد آل ملحم” تحقيق أمنية عزيزة لديه، ومن ثُمَّ الاستجابةُ لرغبةِ الكثيرِ من “محبِّيه” الذين ما فَتِـئُوا يُلِحُّونَ عليَّ كلما التقيتُ ببعضهم لأفعل “المستحيل” من أجل نشر شعره، لاسيَّما وأنه قد مضى على وفاته حينًا من الدهر.وكان شعرُ “ابن العم” مجهولاً لغير المحيطين به من “محبيه” الْخُلَّصِ في “الأحساء”، وأتوقعُ أن هؤلاء الأحباب يدركون أن نشر شعر “حبيبهم” لكثرته، وتنوع موضوعاته، وأغراضه يحتاج إلى جهد ووقت ومال.وتأكَّد لي ـ بعد التأمُّل الشخصي والتحري الخاص من قبل بعض “محبيه” ـ أن عزوف “شاعرنا” عن نشر شعره للكافة أثناء حياته يرجع إلى أسبابٍ عديدة منها:ـعدم رغبته في حبِّ الظهور،ولعلمه لِمَا سيعانيه “شخصيًا” من عملية النشر، لاسيَّما وأن ما كان يرغب نشره من شعر ـ وفقًا لمعاييره الشخصية والموضوعية ـ لم يكن قابلاً للنشر،وضيق ذات اليد، وهي ظاهرة “عادة” ما يعاني منها الكثير من الشعراء من أمثاله،ناهيك عن ضعف بصره الذي انتابه وهو في سنٍ مبكرةٍ من حياته،ولعل السبب الأخير ـ ناهيك عن السبب السابق عليه ـ هو الذي قد حال بينه وبين نشر شعره أثناء حياته.
2 ـــ كيف تسلمتُ تراث الشاعر
بعد أن توفَّى الله “ابن العم” سَلَّمَ لي ورثته كل ما خلَّفه من “تراثٍ” شعريٍ دوَّنه بخط اليد “بمعرفته” في عشرات “الدفاتر” ذات الشكل المدرسي. أمَّا كيف تسلمتُ هذا “التراث” فله قصة يحسن بي شخصيًا ذكرها لأهميتها وذلك للحقيقة والتاريخ ليس إِلاَّ.علمتُ بوفاة الشاعر وأنا في مدينة “الرِّياض” حيث أقيم.وكانت الوفاة في يوم الخميس “السابع” من شهر “ذي الحجة” عام 1408هـ.وفي اليوم التالي ـ أي يوم الجمعة ـ توجهتُ من مدينة “الرياض” عبْر الطريق البري إلى مدينة “الهفوف” ـ حاضرة “الأحساء” لتعزية ذويه وأسرتي وسائر محبيه وأصدقائه.وحال وصولي مدينة “الهفوف” عصر ذلك اليوم عزَّيتُ أخوةَ “المتوفَّى” وَمَنْ كان معهم مِنْ أفراد الأسرة وغيرهم.وشاءت إرادة الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يجلس بجاني (في بيت الأسرة الذي كان به العزاء) أحد إخوة “المتوفَّى”: وهو الأستاذ “عبدالعزيز بن عبدالله بن حمد آل ملحم”، وتحدثتُ مع الأستاذ “عبدالعزيز” باستفاضة عن مناقبِ أخيه (وَيَتَّصِفُ الأخ “عبدالعزيز” بدماثة الخلق، كما أنه محدث لبق، وذو عقل نير، ولسان حذق، وصاحب نكتة)، ومن خلال حديثي معه هَمَسَ في أُذُنِي قائلاً ما مؤداه: أن لأخيه ـ يرحمه الله ـ مكتبة خاصة بها أوراقه وكتبه، ورغب مِنِّي شخصيًا نظرًا لما يربطني بأخيه من علاقة حميمة أن أزورَ هذه المكتبة في أقرب فرصة بغرض التحفظ ـ إن أمكن ـ على ما بها من محتويات إذ وَصَلَ إلى علمه يوم وفاة “أخيه” أن “شخصًا” رغب زيارة المكتبة يوم الوفاة، وخشي الأخ “عبدالعزيز” أن يكون هذا “الشخص” مدفوعًا بحسن نية ممـن كانوا على عِلْمٍ ( أكثر من أخوة “المتوفَّى” وأولاده لأنهم قصر) بما بالمكتبة من “أوراق”، لاسِيَّما وأن “أخيه” يرحمه الله كان يستقبلُ بعض أصدقائه بمكتبته، كما كان يختلي بمكتبته مع أصدقاء له يساعـدونه ـ بِطَلَبٍ شخصيٍّ مِنهُ ـ في “كتابة” ما يَعِنُّ له من أفكار لرداءة خطه، أو في “إعادة” كتابة ما كتبه “هو” في “دفاتره” ـ بخط يده ـ من قبلهم، ومِنْ أصدقائه مَنْ هم ذَوُوْ علم وأدب ومعرفة بفنون الخط العربي، ومنهم مدرسون ومثقفون من “الأحساء” و”نجد” و”الحجاز” و”القصيم” و”البحرين” و”مصر” و”السودان” و”فلسطين” و”سوريا” و”العراق” و”عمان”. ومن ثم أردفَ “عبدالعزيز” قائلاً لي: أن هذا “الشخص” لم يزر المكتبة بعد، ويخشي الأخ “عبدالعزيز” أن يَتَمَكَّنَ هذا “الشخص” من زيارة المكتبة، ويكون من شأن زيارته الاستيلاء على ما بالمكتبة من “أوراق”، ومن ثم تعريضها للإهمال أو العبث أو الضَّياع أو السَّرقة. (1)وفي ختام حديثه ذكر الأخ “عبدالعزيز” لي ـ وهذا هو الْمُهِمُّ ـ أنه نظرًا لِضَعْفِ بصره فهو غير قادر على قراءة وتقويم ما بالمكتبة من أوراق، كما أن “أولاد” أخيه قُصرٌ، وأنه من منطلق محبته لـ “أخيه” رغب في التعبير لي عما يدور في خَلَدِهِ من شجون وهموم منذ أن حَلَّ “أخيه” ـ يرحمه الله ـ في مثواه المؤقت يوم أمس …ما هَمَسَ الأستاذُ “عبدالعزيز” بِهِ لي أثناء “العزاء” وإن كان قد هزَّني من الأعماق، بل وأثارَ شجوني ـ ناهيك عن علاقته بِمَا لَدَيَّ من اهتمامات أدبية ـ إلاَّ أنه كان محل شك لديَّ إذ كنتُ ـ في حقيقة الأمر ـ غير متأكدٍ “شخصيًا” من صحة ما أَدْلَى لِيَ به. وفَكَّرْتُ ـ وأنا أستقبلُ تعازي بعض أفراد الأسرة وغيرهم ـ في الأمر مليًا، ومن ثم عقدتُ العزمَ على اتخاذ ما من شأنه تنفيذ “رغبة” الأخ “عبدالعزيز” التي ـ بعد تداعي خواطري وتأمُّلاتي الفورية ـ سرعان ما تأكَّدتْ لِيَ مصداقيتها لأنها “رغبة” جاءت عفو الخاطر، وبدون تردد، وفي سلامة نية فـور لقائي به، هذا مع العلم أنني ـ رغم مرافقتي “لابن عمي” يرحمه الله ـ لم يسبق لي شخصيًا زيارة مكتبته، أو العلم بما بها من محتويات !!! وفي مغرب اليوم نفسه توجَّهتُ إلى بيت “المتوفَّى”، وكان يقع في حي “المزروعية” بغرب مدينة الهفوف القديمة، وكان معـي الأستاذ “عبدالعزيز” والأستاذ “خالد بن عبدالله بن ابراهيم آل ملحم” أحـد كبار موظفي جامعة الملك فيصل بـ “الهفوف” آنذاك.وعلى الفور قابلتُ والـدة “المتوفَّى” التي كانت فـي صبرٍ واحتسابٍ، وهي ـ أطال الله في عمرها وحفظها من كل سوء ـ في منْزلة “والدتي” يرحمها الله، وكان لها شأن تربوي في حياتي المبكرة، وقدَّمتُ لها تعازيَّ الشخصية لوفاة ابنها، ومن ثم عرضتُ عليها ـ على انفراد ـ رغبتي الشخصية في زيارة مكتبة ابنها في الوقت المناسب بغرض التحفظ على ما بها من “أوراق” حتى لا تكون عرضةً للضَّياع أو الإهمال أو العبث أو السرقة. لاقت هذه الرغبة الاستحسان من “الوالدة”، ولكنها رأت ـ مع ذلك ـ التشاور بشأنها مع “زوجة” ابنها ومن ثم “بناته”، واستحسن الجميع ما استهدفْتُهُ، ومن ثم منحتني “الوالدة” موافقة الأسرة بدخول المكتبة، والتصرف بمحتوياتها كما أرغبُ. وعلى الفور توجَّهنا ـ نحن الثلاثـة: عبدالعزيز وخالد وأنا ـ إلى المكتبة التي كانت تقع في غرفةٍ صغيرةٍ متواضعةٍ جدًا بسطح المنْزل، وقمنا بمسح محتوياتها في الفترة ما بين العشاءين وحتى أذآن الفجر الأول، وخلال هذا المسح جمعتُ كل ما خلَّفه “ابن العم” من “أوراق”، وكانت تتكوَّنُ من “أشعار” في “دفاتر” مدرسية مجلدة تجليدًا عاديًا وأخذتُها معي. أمَّا محتويات المكتبة من كتب أدبية ودينية وتربوية واجتماعية فلم تُمَسْ، وَبَقِيَتْ بمظانِّها في المكتبة لورثته.وبعد صلاة الفجر ـ أي في صبيحة يوم السبت ـ توجَّهتُ إلى “الرِّياض” عن طريق البَرِّ، ومعي كل ما خلَّفة الشَّاعر من “أوراق” مهمة.وحال وصولي لمدينة ـ “الرِّياض” توجَّهتُ لغرفة نومي حيث استسلمتُ ـ بعدَ تعبٍ وسهرٍ ومشقةِ سفرٍ ـ لنوم عميق، وفي المنام رأيتُ “ابـن العم” وكأنَّـه يتحدثُ معي ـ كما لو كنتُ معه حال اليقضة ـ بينما هـو جالسٌ على سريرِ نومٍ يشبه سرير نومي وهو يتصفحُ “دفترًا” ـ شبيهًا بـ “دفاتره” التي بها أشـعاره ـ على عجلٍ، وعلى وجهه علامات السرور والإبتهاج.لقد تأكَّد لي من هذه الرُّؤْيَا أن الْمَيِّتَ يَحُسُّ، كما تأكَّد لي أن “ابن العم” ـ كما رأيتُه في الحلم ـ قد عبَّر لي عن فرحته لَمَّا أَحَسَّ أن ما خلَّفه من “تراث” سيكون بيدٍ أمينة. ما رأيته في المنام جعلني أفكِّرُ ـ فيما بعد ـ في حقيقة ما رأيته ومغزاه !!!وسيطرتْ هذه الرؤيا على مشاعري لعدة أيام.وبعد شهر ونصف من هذه “الرؤيا” أَبَّـنْتُ شاعرنا في “كلمة رثاء” نشرتُها في صحيفةٍ “الجزيرة” تحت عنوان “ومات شاعرٌ موهوب”، وختمتُ هذه “الكلمة” بالعبارات التالية:ـ يرحمك الله يا أبا عبدالله ، وكما كنتُ محبًا لك أثناء حياتكَ، فإنه من حقِّكَ عليَّ أن أواصل محبَّتِي لكَ بعد وفاتكَ، وأرجو من الله أن يساعدنـي على احتضان “تـراثك”َ الذي خلَّفته وراءكَ، وهو “تراثٌ” سأتولاَّهُ ـ إنشاء الله ـ بما هو جديرٌ به من عناية وذلك لكي يقرأه أقاربك وأصدقاؤك ومحبوك ومن لا يعرفوكَ! (2)وزرتُ مكتبة “ابن العم” مرة أخرى ـ وكان معي الأخوة “عبدالعزيز وخالد” الَّذين كانا معي في الزيارة الأولى ـ للتأكُّد بنفسي من أنني قد أخذتُ معي كل ما خلَّفه “شاعرنا” ـ يرحمه الله ـ من “تراثٍ” شعريٍ وغيره، ولم أجدْ في هذه الزيارة ما يستحق الذكر.
3 ــ كيفية التصرف في تراث الشاعر
وعلى الفور من حيازتي لتراث “ابن العم” بدأتُ في تَأَمُّلِ ما به من “شعر” فوجدتُ أنه جديرٌ بأن يحتلَّ المكان اللائق به في مكتبتنا العربية، وهذا “التراث” هو ـ الآن ـ محل دراسة ومراجعة وتصنيف مِنْ قِبَلِي وَقِبَلِ بعض المختصين في اللغة والأدب، وستستغرقُ هذه “العمليات” بضعَ سنين.وبدلاً من الانتظار لاستكمال “عمليات” الدراسة والمراجعة والتصنيف حسب الموضوعات لكل ما تركه الشَّاعر من “أشعار” ـ وهـي عملياتٌ مكلفة ومضنيةٌ ـ رأيتُ من الأفضل إلقاء نظرة عامة على موضوعات هذه “الأشعار” وذلك بغرض إنجاز هدفين:ـ الأول، وكان التعريف بالشاعر في الأوساط الأدبية نظرًا لعدم معرفة هذه الأوساط به أو بشعره، وَتَحَقَّقَ هذا الهدف عن طريق ما قمتُ به من نشر أشعار له وكذلك نشر “دراسات” و”أبحاث” عن هذه الأشعار في وسائط الإعلام المختلفة. وكان الهدف الثاني الإسراع في نشر أول ديـوان “لشاعرنا” ـ يرحمه الله ـ تلبية لرغبة “محبيه” التي سبق التنويه عنها مع إرجاء نشر الدواوين الأخرى إلى فترات لاحقة..ولما وجدثُ “أشعاًرً” كثيرةً للشاعر عـن “الأحساء”، وعـن ربـوعها، ارتأيتُ ـ تلبيةً لهوىً جامحٍ في نفس شاعرنا أثناء حياته ـ أن يكون أولُ ديوان ينشرُ له عنوانه “في ربوع الأحساء ومغانيها”، و”الأحساءُ” ـ كما هو معروفٌ ـ مسقطُ رأس الشاعر، وقد هام في حبِّها كثيرًا، وتحدَّث ـ من خلال أشعاره ـ عن تاريخها، وأمجادها، وخيراتها، ومياهها، ونخيلها.
4 ـــ تأملات أولية عن الشاعر وشعره
والشاعر “محمد بن عبدالله آل ملحم” من طلبةِ العلم، وجعلت تعاليمُ الاسلام منه نموذجًـا للرجل المسلم في سمو الخلق، والزهد، والتعفف، وصفاء النَّفس، وعزة النفس، والدعوة إلى الجهاد في سبيل الله. ومن هذا المنطلق جَعَلَ “العقيدة الاسلامية” وهو يعبِّرُ عن آرائه ـ من خلال ما حبَّره من شعر حتى عن “الأحساء” ـ المرجع الحاكم.والشاعر “محمد بن عبدالله آل ملحم” شخصيةٌ متعددةُ المواهب، فهو:ـ وآعٍ لما يجري حوله من وقائعَ وأحداث، وتمكَّن من تأريخها شعرًا؛قادرٌ على تصوير بيئته بإسلوبٍ لم يسبقه إليه أحدٌ من معاصريه في مسقط رأسه؛غيرٌ ناسٍ نفسه إذ تحدَّثَ عن طفولته وشبابه وتعليمه وأسرته؛شاعرٌ مطبوعٌ، وطويلُ النفس.وكان الشاعر يرحمه الله:ـيفرطُ في مدح شعره؛ لا تجد في شعره القول الفاحش، ويمقت الهجاء إلاَّ ما ندر؛يستنكرُ الخداع والكذب، وما يدعو إلى الباطل، وكان من الدعاة في سبيل الله.
5 ــــ أمنية تحققت للشاعر اثناء حياته
وكانت أهمُّ أمنية للفقيد ـ يرحمه الله ـ في حياتـه هي الصلاة داخل “الكعبة المشرفة” بمكة المكرمة، والصلاة “بروضة الجنة” بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة، ومن ثم السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم داخل “الحجرة الشريفة”، ولقد تَمَكَّنْتُ من تحقيق هذه الأمنية “لشاعرنا” قبل سنتين من وفاته أي في جمادى الأولى عام 1406هـ، وكان ذلك أثناء زيارة فخامة الرئيس “عبده ضيوف” رئيس “جمهورية السنغال” “للمملكة العربية السعودية”.وسجَّل الشاعرُ لهذه المناسبة “ملحمة” ذات طابع قصصي من (169) تسعة وستين ومائة بيتً تحت عنوان “الرحلة المقدسة”، وفي “الملحمة” بلاغةٌ وتاريخٌ وآدابٌ، وقد شملني ـ يرحمه الله ـ بأبيات شعرٍ في “الملحمة” نفسها عبَّر فيها عن امتنانه من وفائي بما وعدتـُه به. وجاء في مطلع الملحمة :ـ (3)
شَوْقِي إِلَى تِلْكَ الرَّبُوعِ يَطولُ …… أَنَّى بِـهَا أَحْظَى وَكَيْفَ وُصُولُ!هَبَّتْ عَلَىجَـدِّيْ نُسَيْمَاتُ الرِّضَا…… فَتَحَقَّقَ الْمَطْلُـوبُ وَالْمَأْمُولُلَبَّىَ فُـؤَادِي عِنْدَمَا نَادَى الْهـَوَى…… سَيِّر حُمُولَكَ أَيُّـهَا الْمَوْصُولُقَرُبِ الْوِصَالُ وَحَـانَ أُبَّـانُ اللِّقَا…… مِمَّنْ تُحِـبُّ وَجَـاءَكَ التَّنْوِيلُفَشَدَدْتُ رَحْلِي فِي الرِّحَالِ مُسَارِعًا…… وَالشَّوْقُ رَكْبِي وَالْغَرَامُ دَلِيلُمِنْ بَعْدِ مَا وَدَّعْتُ وَآحَاتَ” الْحَسَا”…… وَمُرُوجَهَا الْفَيْحَاءَ وَهْيَ تَمِيلُوَمَطَارُ “خَالِدَ” يَزْدَهِي مِـنْ فَرْحَةٍ…… يَهْفُوْ “لِجِـدَّةَ” قَلْبُهُ مَتْبُولُيَا مَرْحَبًا بِالْبَيْتِ شَعْشَعَ نُـورُهُ…… وَزَهَا عَلَى أَرْكَانِهِ التَّنْزِيلُحَفَّتْ بِهِ الأَنْوَارُ زَائِـدَةَ السَّنَا…… وَسَمَتْ لَهُ الأَرْوَاحُ وَهْيَ خَجُولُطَافَتْ بِهِ الأَجْسَامُ وَهْيَ قَرِيرَةٌ…… وَالدَّمْعُ مِنْ فَوْقِ الْخُـدُودِ يَسِيلُوَإِلَيْهِ رَفْرَفَتِ الْقُلُوبُ بِعَيْنِهَا…… وَذُنُوبُهَا فَوْقَ الْمُتُونِ ثَقِيلُتَسْتِمْطِرُ الرَّحَمَاتِ مِنْ بَارِي الْوَرَى…… وَذُنُوبُهَا فَوْقَ الْمُتُونِ ثَقِيلُتَرْجُـوْ مِنَ الرَّحْمَنِ جَلَّ جَلاَلُهُ…… غُفْرَانُـهُ عَـلَّ الإِلَهُ يُنِيلُفَهُوَ الَّذِي يِمْحُوْ الذَّنُوبَ بِفَضْلِـهِ…… وَمِنَ الذُّنُوبِ الْمُوبِقَاتِ يُقِيلُفَيَعُودُ جَـْذلاَنًَا بِتَوْبَةِ ربَـِّهِ…… وَكِيَانُهُ مِنْ ذَنْبِهِ مَغْسُولُ
وجاءت الأبيات التي أثنى ـ ابن العم ـ فيها “عَلَـيَّ” (على إِثْرِ تحقيق أمنيته) تعبيرًا عن مشاعر وأحاسيس أَثَّرَتْ في نفسه تأتيرًا صَعُبَ عليه أخفاءها، كما جعلته في حالة ذهول تام إذ كان غير متأكد البتة أن “أمنيته” التي طلب مني أن أحققها له ـ وكانت في ذهنه مجرد “خيال” ـ ستتحوَّلُ إلى حقيقة. وهذه الأبيات ـ التي أثنى فيها عَلَيَّ ـ عبَّرت عن “موقف خاص” ذا طبيعة دينية للشاعر خَصَّنِي بِهِ “شخصيًا” أكثرُ منها تعبيرًا عن “ثناء” على “قريب” أي قريب!!يقول الشاعر في هذه “الملحمة” ما يلي:ـ
إِنِّي أُوَدِّعُ وَالْحَنِينُ يَشُدُّنِّي ….. وَالدَّمْعُ ذَلِكَ شَاهِدِي وَدَلِيلُوَأَقُولُ مِنْ قَلْبِي وَدَمْعِي دَافِقُ ….. يَا لَيْتَ أَيَّـامَ الْوِصَالِ تَطُولُمَرْحَى وَمَرْحَى “بِالْوَزِيرِ” وَمَرْحَبًا….. شِفْعًا وَوِتْـرًا وَالثَّنَاءُ يَطُولُأَسْدَى الْجَمِيلَ مُقَدَّمًا وِمُؤَخَّرًا ….. وَكَذَا الْجَمِيلُ عَلَى الدَّوَامِ جَمِيلُفَإِذَا رَدَدْتُ جَمِيلَهُ أَوْ بَعْضَهُ ….. بِالشِّعْرِ فَالشِّعْرُ الْجَمِيلُ جَمِيلُ وَعَدَ “الْوَزِيرُ” وَإِنَّهُ فِي وَعْدِهِ ….. لهَوَ الْوَفِيُّ الصَّادِقُ الْمَأْمُولُبَلْ تَوَّجَ الْمِيعَادَ “أَمْرًا” ثَانِيًا ….. إِنَّ الْكَرِيمَ نَوَالُهُ لَجَزِيلُلاَ غَرْوَ يَا “ابْنَ العَمِّ” أَنْتَ صَدِيقُنَا….. وَ”زَمِيلُنَا” نِعْمَ “الزَّمِيلُ نَقُولُ:زُرْنَا بِفَضْلِ اللهِ ثُمَّ بِفَضْلِكُمْ….. وَقَدِ اعْتَمَرْنَا وَالرَّجَـاءُ قُبُولُإِنِّي لِفِعْلِكُمُ الْجَمِيلُ لَشَاكِـرٌ ….. وَمُقَدِّرٌّ قـَدْ تَمَّ لِي الْمَأْمُولُ”حُلْمٌ” تَحَقَّقَ فِي الْحَقِيقَةِ لَمْ يَكُـنْ….. يَجَرِي “بِبَالِي” فِي الْكَرَى فَأَطُولُفَلَقَدْ حَظَيْنَا بِالدُّخُولِ “لِكَعْبَةٍ”….. فَلْيَهْنَنَا شَرَفٌ بِهَا وَدُخُولُوَلَقَدْ حَظِينَا بِالدُّخُولِ “لِحِجْرَةٍ” ….. فِيهَا “إِمَامُ” الْمُرْسَلِيِن نَزِيلُفَجَزَاكَ مَوْلاَيَ الْكَرِيمَ جَزَاءَهُ….. وَأَتَمَّ نُعْمَاهُ عَلَيكَ يُنِيـلُوَأَمَدَّ فيِ أَيَّامِ عُمْرِكَ فِي رِضًا….. وَلَكَمْ تَحَقَّقَ حُلْمُكُمْ وَالسَّولُوَأَرَاكَ فِي دُنْيَاكَ أَسْعَدَ مَا تَرَى….. وَلِمَنْ لِبَيْتِكَ يَنْتَـمِي وَيَؤُولُوَأَنَالَكَ الأُخْرَى وَلَـم يَكُ بَيْنَنَا….. رَبَّـي يُفَرِّقُ وَالإِلَهُ مُنِيلُتِلْكَ السَّعّادَةُ وَالْمُرَامُ جَمِيعُهُ ….. فَاللهُ يُكْرِمُنَا هُوَ الْمَسْئُولُبِالْمَقْعَدِ الصِّدْقِ الْمُكَرَّمُ فِي غَدٍ….. مَعَ مَنْ نُحِبُّ وَذَلِكَ الْمَأْمُولُوَعَلَى الْحَبِيبِ “مُحَمَّدٍ” بَاهِي السَّنَا….. مَا إِنْ لَهُ فِي الْعَالَمِينَ مَثِيلُصَلَّى عَلَيْهِ اللهُ سَلَّمَ دَائِـمَاً….. أَبَدًا وَبَارَكَ مَا قَرَى التَّنْزِيلُ
وأودُ ـ وأنا أضعُ هـذا الديوانَ بين يديْ القارئ ـ أن أهمسَ في أُذُنِهِ أنني بحكم قرابتي للشاعر فَكَّرْتُ في وزن مصداقية شهادتي لصالحه، وهي شهادةٌ قد تحتمل الجرح والتعديل. ورغبةً منَّي في تَجَنُّبِ “الْحَرَجِ” فلقد التزمتُ الاعتدال في تقويم شعر “ابن عمي” تاركاً أَمْرَ نَقْدِ هذا الشعر للقراء من محبِّي الشعر العربي، ومتذوقيه.وحينما عَهِدَ إليَّ “ورثة”ُ الشاعر بما خلَّفه من “تراث” أدبي سألتُ نفسي عن مدى مسئوليتي الأدبية أمام “الجيل” المعاصر ـ وبالأخص أمام “مُحِبِّي” الشاعر الخلص في “الأحساء” ـ وكذلك “الأجيال” القادمة فيما لو أهملتُ هذا “التراث” إمَّا لأسبابٍ ماديةٍ، أو لانشغالي ببعض الشئون العامة المناطة بي رسميًا ووظيفيًا، لاسيما وأن “التراثَ” الذي خلَّفه الشَّاعر يُشَكِّلُ في حدِّ ذاتهِ “موسوعةً” أدبيةً كبرى.وإذا استثنيتُ “الأحساءَ” مسقط رأس “الشاعر” التي حبَّر فيها الكثير من الأشعار، قد لا أكونُ مبالغًا إذا قلتُ بأن “شاعرنا” قد جنى على الحركة الأدبية في مسقط رأسه “الأحساء” لعدم نشره شعره أثناء حياته إذ هو شاعرٌ غير مقل، طويلُ النفس، وذُو شاعريةٍ متألقةٍ، وتمكَّنَ من تطويعِ الشعر في مجال تأريخ ما كان يدورُ في بيئته، وهي بيئةٌ كانت في حاجةٍ لتأريخ آدابِها، وعاداتِها، وتقاليدِها.وإنني إذ أقدمُ هذا الديوانَ للساحة الأدبية:ـ في “الأحساء” أولاً؛ وفي سائر مناطق “المملكة العربية السعودية” ثانيًا؛ وفي “العالم العربي” ثالثًا؛ فإنَّنِي أُنْجزُ ـ في حقيقة الأمر ـ وعدًا قطعته على نفسي حالما تسلمتُ “تراثَ” الشاعر بأن أبادر إلى نشره … وسيكونُ منهجُ الديوان ـ كما يستفادُ من عنوانه ـ محتويًا على:ـ قصائدَ في ربوعِ “الأحساءِ ومغانيها” و”مرثيات” في بعض رجالات “الأحساء”، و”مطارحات” شعرية مع بعض شعراء “الأحساء” المعاصرين له.كما سَتَتَخَلَّلُ هذا الديوان قصائدٌ ـ من باب التنويع ـ ولا علاقة لها بـ “الأحساء” البتة ومنها قصائد: مثل “رثاء الأندلس”، و”رحلة مقدسة”، و”مرثية الملك فيصل”، و”شعاع من الماضي”، و”المسجد الأقصى يناديك”، و”مرحبًا بالأم”، و”مرحبًا بالأب”، و”الجدال”، والرد على “مهيار الديلمي”، ورأي الشاعر في “القوانين الوضعية”، وموقف الشاعر من “الشعر الحر”، والترحيب بجلالة الملك “سعود”.وستخلل قصائد الديوان كذلك “مقتطفات” من “ملحمة الدر المكنون في شتى الفنون” التي جاءت في أكثر من “ثلاثة عشرألف بيت، وهذه “المقتطفات” ذات أغراض وموضوعات متنوعة. هذا مع العلم أن هذه الملحمة ستخضع لدراسات مستفيضة.كذلك سوف أُذَيِّلُ كل “مقطوعة” شعرية منشورة في هذا الديوان بما تمكَّنتُ من صيده من حكم، وأمثال، أثناء مطالعاتي لأشعار شاعرنا التي لم يتيسر مراجعتها بغرض نشرها حتى الآن. واستهدفتُ من تضمين ديوان في ربوع الأحساء ومغانيها قصائد ذات موضوعات مختلفة (بما فيها “ملحمة الاسلام”) عنصر التشويق والتويع كما سبق القول، وعدم قصر الديوان علـى أشعارٍ خاصةٍ بـ “الأحساء”، وربوعها فقط.وتبقى ملاحظة أخيرة ذات أهمية قصوى، وتتعلق هذه الملاحظة بمشكلة وآجهتني وأنا أُعِدُّ هذا الديوان، وفحوى هذه المشكلة هو أن الشاعر لم يشر في الكثير من أشعاره:ـإلى تاريخ تحبير كل قصيدة؛ أو إلى المدة التي قضاها في تحبيرها؛أو إلى مناسبة تحبيرها؛ أو إلى شرح ما غمض من معاني بعض أبياتها؛ أو إلى وضع هوامش تُذَيَّلُ بها أسماء بعض “الشخصيات” التي وردت في الكثير من هذه الأشعار يستوي في ذلك مَنْ كانوا من أصدقائه، أو مِمَّنْ أبلوا بلاءً حسنًا في سبيل الإسلام، ناهيك عن صعوبة قرآءة بعض الخطوط الرديئة التي كُتِبَتْ بها بعض أشعاره مما جعل “للتخمين” و”محاولة فهم” ما يقصدة الشاعر الأثر الكبير في معرفة مقاصد الشاعر، ودوافعه، من تحبير الكثير من هذه الأشعار.ورغبة في تذليل هذه الصعاب فسوف أشرحُ ما رأى أنه ضروري لتوضيحِ بعض الأمور الْمُعِينَةِ لِي فهم المراد من تحبير أية قصيدة شعرية، أو ما ورد في بعض أبياتها من معاني قد تخفى على القارئ، وسيكون الشرح إمَّا في صدر القصيدة أو في الهوامش المتعلقة بها، وباعتباري صاحب الشرح فسوف أرمز إلى إسمي بعبارة “الناشر” أمام أي شرح سوف أدونُه.وحال بيني وبين الإسراع في نشر الديوان آنذاك إنشغالي بأعمال رسمية متعلقة بأوضاع وأحداث الخليج ـ إيران، العراق، الكويت ـ استغرقت معظم أوقاتي، وبدلاً من الانتظار رأيت التمهيد بالتعريف بالديوان قبل نشره، وكذلك التعريف بالشاعر في الأوساط الأدبية المحلية والعربية نظرًا لعدم معرفة هذه الأوساط به أو بشعره، وَتَحَقَّقَ هذا الهدف عن طريق ما قمتُ به من نشر أشعارٍ له في الصحف المحلية، وكذلك نشر “دراسات” و”أبحاث” عن هذه الأشعار في وسائط الأعلام المختلفة.(4)وعلى سبيل المثال ـ مجرد مثال ـ قمتُ بنشر دراسةٍ أدبيةٍ من حلقتين تحت عنوان: قراءة في ديوان: في ربوع الأحساء ومغانيها” تحت الطبع .. بجريدة “اليوم”، العدد رقم 6553/، ص/11، وتاريخ 11/11/1411هـ الموافق 25/5/1991م، والعدد رقم 6554، ص/6، وتاريخ 27/11/1411هـ الموافق 10/6/1991م.وعلى إِثْرِ نشرِ الحلقتين سارع أديب من أدباء الأحساء هو الأستاذ “عبدالله بن ناصر بن علي العويد” بالتعليق عليهما بمقالة عنوانها: رحلة “ابن عويد” القلمية عبْر كتابات معالي الدكتور “ابن ملحم” الأدبية.. والأستاذ العويد مربي، ومطلعٌ، وذو قلمٍ رشيقٍ مرهف. يقول “ابن عويد” في رحلته:مقالتا أديبنا الكبير معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف آل ملحم في جريدة اليوم، صفحة اليوم الثقافي في العددين (6553/6554) بتاريخ 11و12/11/1411هـ أمستا حديث الناس في المجالس والمزارع … وبالذات في عاصمةِ الشعر والنخل “واحة الأحساء” كما يسميها الأديب عبدالعزيز الرفاعي عبْر مقالاته في (جريدة الجزيرة) بالرياض. لا أجامل إذا قلتُ: أن المقالتين صارتا مفاجأة للسَّادة القراء، لاسيما وأن أستاذنا “الملحم” لم نتعود أن نقرأ أدبياته إلاَّ في جهات أخرى غير مؤسسة اليوم، وبالذات في “المجلة العربية” عام 1410هـ إذ أَثْرَاهَا “وفقه الله” بعدة حلقات مهمة عن حياة شاعر الأحساء الراحل الشيخ محمد بن عبدالله الملحم المتوفى ليلة الجمعة 8/12/1408هـ (عليه رحمة الله) عندما تناول قصيدته النونية من بحر “المتقارب” البحر الذي يرغم القارئ والسامع على التراقص كما يتراقص السائق في شوارغ فارغة فاها المطبات، أليس كذلك؟! منها قوله:
فَيَا جَنَّةَ اللهِ فِي أَرْضِهِ ….. جَمَالِكِ فَوّقَ الذِي يِصِفُونِمِثَالِكِ عَزَّ بِكُلِّ الدُّنَا ….. فَمَا مِنْ جَمَالٍ يَرَى النَّاظِرُونْأَأَنْسَاكِ “أَحْسَاءُ” هَذَا مُحَالْ …… وَأَنْسَى جَمَالِكِ ذَاكَ الْفَتُونْأَأَنْسَـى (نَخِيلِكِ) بَيْنَ النَّخِــيلِ ….. وَأَنْسَى (عُيُونِـكِ) بَيْنَ الْعُـيُونْ
طبعًا : كلا.وهي ملحمة طويلة يندر نظمها في (الشعر الحديث) بلغت ثلاثة عشر ألف بيت عنوانها: “الدر المكنون في شتى الفنون”، وما الوصف إلاَّ غرض من أغراضها الكثيرة. يا لها من فصيدةٍ بلغ عدد أبياتها عداد النبق (الكنار) الذي تحتضنه إحدى شجر السدر الشامخة في نخل الأحساء.ويضيف الأستاذ “العويد” قائلاً:حقًا، كان لوفاء كاتبنا السخي عن ابن عمه ـ مكانة كبيرة، وصدى مؤثر فهو ـ شكر الله سعيه ـ كشف لنا عن شخصيةٍ يفتقر إلى معرفتها الكثير، فقلم معاليه أضحى مفتاحًا لكثير من الدارسين ممن يدرس (الآداب المنسية) كالأدب الأحسائي، وهو من أرقى الآداب وأسماها وأعرقها. … ويعجبني في كتابات معالي الدكتور “محمد” (أثابه الله) الدقة، والتركيز، والاختصار، واصطياد ما ينفع حتى أنه يرجع إلى أشياء من الصعب اقتنائها أو تذكرها كتنويهه في مقالته عن (رسالة الماجستير) المقدمة من الطالب/خالد بن سعود الحليبي/ المحاضر بجامعة الإمام ـ فرع الأحساء، فهي من الرسائل المتألقة التي خدمت (الأدب الأحسائي في القرن الماض) فهنيئًا لمعالي أستاذنا الفاضل “محمد” على هذا القلم الممشوق السَّيال عبر الصحف والمجلات والكتب المخطوطة. …ويختم الأستاذ الأديب “العويد” تعليقاته الواعية بقوله:أرجو من الله العلي القدير أن يوفق ويساعد معالي أديبنا “محمد بن عبداللطيف آل ملحم” في إخراج دواوين هذا الشاعر الفحل وما يتبعها من دراسات في غضون الأيام المقبلة، وأن يجمعنا بشاعرنا الفقيد في جنات النعيم .. وبالله التوفيق. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والله أعلم، وصلى الله على سبدنا محمد وآله وصحبه وسلم.كلمة الأستاذ “العويد” جامعةٌ شاملةٌ، وأقتطفتُ الكثيرَ منها لأنها عبرت أيما تعبير عن حقيقة ما عنيتُه من التعريف بالشاعر وكذلك بديوان: في ربوع الأحساء ومغانيهاوذلك على اعتبار أنّ هذا الديوان هو الديوان الأول الذي لا يزال تحت الطبع وذلك من ضمن دوواين أخرى كنتُ أعزمُ على نشرها تباعًا. لم أوفق في إصدار ديوان في ربوع الأحساء ومغانيها رغم الجهد الذي بذلته , والمال الذي أنفقته, والوقت الذي ضاع مني سدى. لقد حال بيني وبين إصدار الديوان ونشره “ثالوثٌُ بغيض” هو الجهل والظلم والطمع. والله المستعان. وصلى الله وسلم على سيدنا ورسولنا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين.
———هوامش:———(1) ولقد طلبت من الأخ “عبدالعزيز” أن لا يذكر اسم هذا الشخص لكائن من كان فيما بعد ما دام العلم وصلني، وقد تعهَّد الأخ “عبدالعزيز” لي رذلك. (2) راجع “ومات شاعر موهوب” في جريدة الجزيرة، ص/8، العدد رقم 5814 وتاريخ 17 محرم عام 1409هـ.(3) القصيدة منشورة بالكامل في مشروع ديوان “ربوع الأحساء ومغانيها”. (4) راجع قصيدة “مالي وللأحلام” في جريدة “الجزيرة”، ص/6، العدد رقم 5883 وتاريخ 27 ربيع الأول عام 1409هــ؛ وقصيدة “الجار” في جريدة “الجزيرة”، ص/11، العدد رقم 5924 وتاريخ 8 جمادى الأولى عام 1409هـ؛ وقصيدة “يقول لي” في جريدة “الجزيرة”، ص/10، العدد رقم 5949 وتاريخ 4 جمادى الثانية عام 1409هـ؛ وقصيدة “رحلة بين أفياء الوطن” في “المجلة العربية”، ص/30، العدد رقم 146 وتاريخ ربيع الأول عام 1410هـ؛ وملحمة “عين البحرية” المنشورة في اليوم “الثقافي” في جريدة “اليوم” في حلقات:ـ وكانت الحلقة الأولى مع مقدمة ِمنِّي عن “العين” في ص/8، العدد رقم 6169 وتاريخ 11 شوال عام 1410هـ؛ والحلقة الثانية في العدد رقم 6173 وتاريخ 13 شوال عام 1410هـ؛ والحلقة الثالثة في العدد رقم 6187 وتاريخ 15 شوال عام 1410هـ وأعيد نشر هذه الحلقة (لورود أخطاء في نشرها) في العدد رقم 6173 وتاريخ 29 شوال عام 1410هـ؛ والحلقة الرابعة في العدد رقم 6176 وتاريخ 18 شوال عام 1410هـ؛ والحلقة الخامسة في العدد رقم 6176 وتاريخ 20 شوال عام 1410هـ؛ والحلقة السادسة في العدد رقم 6180 وتاريخ 22 شوال عام 1410هـ؛ والحلقة السابعة في العدد رقم 6183 وتاريخ 25 شوال عام 1410هـ؛ وعلى إثر نشر هذه الحلقات علق عليها الأستاذ المربي “عثمان الصالح” في جريدة “اليوم” تحت عنوان “عبارات .. ملاحظات” في العدد رقم 6210 وتاريخ 23 ذي القعدة عام 1410هـ؛ وراجع “دراسة أدبية بعنوان “وقفة مع أطول محلمة شعرية” من “خمس” حلقات نشرتُها في “المجلة العربية”، الحلقة الأولى في العدد رقم 148 وتاريخ جمادى الأولى عام 1410هـ؛ والحلقة الثانية في العدد رقم 149 وتاريخ جمادى الأخرة عام 1410هـ؛ والحلقة الثالثة في العدد رقم 150 وتاريخ رجب عام 1410هـ؛ والحلقة الرابعة في العدد رقم 152 وتاريخ رمضان عام 1410هـ؛ والحلقة الخامسة والأخيرة في العدد رقم 153 وتاريخ شوال عام 1410هـ؛ وراجع المحاضرة التي ألقيتُها في “نادي مكة الثقافي” مساء يوم الثلاثا 27/5/1415هـ؛ بعنوان “لمحات من الحركة التعليمية في مقاطعة الأحساء”، وقد نَشَرَتْهَا مجلة “الفيصل” في ثلاث حلقات، وفي الحلقة الثالثة المنشورة في المجلة، العدد رقم 219 وتاريخ رمضان عام 1415هـ قصيدة “هجر وربع القوت” لشاعرنا التي ختمتتُ بها محاضرتي، وراجع قصيدة “رثاء الأندلس” (التي ألقيتها في “ندوة الأندلس” التي نظمتها مكتبة الملك “عبدالعزير” بالرياض مساء السبت 15/5/عام 1414هـ) المنشورة في “ملحق الأربعاء الأدبي” لصحيفة “المدينة”، ص/10 ـ 11 الصادرة في 4 جمادى الأخرة عام 1414هـ؛ كذلك راجع قصيدة “رثاء الأندلس” في جريدة “اليوم”، ص/23، العدد رقم 7449 وتاريخ 22 جمادى الأولى عام 1414هـ؛ وَنُشِرَتْ القصيدة نفسها في مجلة “المهل” مع مقدمة لي بعنوان “إضاءة” في الصفحات من 47 إلى 53، العدد رقم 511 وتاريخ رجب عام 1414هـ؛ ص/47، وراجع “بساتين هجر” في جريدة “اليوم”، ص/7، العدد رقم 6962 وتاريخ 7 محرم عام 1413هـ؛ وقصيدة “الأحساء” في جريدة “اليوم”، ص/6، العدد رقم 6570 وتاريخ 28 ذي القعدة عام 1411هـ؛ وقصيدة “تنوع الصناعات في الأحساء” في جريدة “اليوم”، ص/6، العدد رقم 6578 وتاريخ 7 ذي الحجة عام 1411هـ؛ وقصيدة “القدس السليب” في جريدة “اليوم”/ ص/6، العدد رقم 6584 وتاريخ 13 ذي الحجة عام 1411هــ؛ وقصيدة “حدائق البحرية” في جريدة “اليوم”، ص/6، العدد رقم 6591 وتاريخ 20 ذي الحجة عام 1411هـ؛ وقصيدة “الوصايا الخمس” في جريدة “اليوم”، ص/6، العدد رقم 6605 وتاريخ 5 محرم عام 1412هـ؛ وقصيدة “ملكة الحسن” في جريدة “اليوم”، ص/6، العدد رقم 6612 وتاريخ 12 محرم عام 1412هـ؛ وقصيدة “عتاب مهذب” في جريدة “اليوم”، ص/6، العدد رقم 6632 وتاريخ 2 صفر عام 1412هـ؛ وقصيدة “أيها العاذل” في جريدة “اليوم”، ص/6، العدد رقم 6639 وتاريخ 9 صفر عام 1991هــ؛ وقصيدة “نشيد المسلمين” في جريدة “اليوم” في جريدة “اليوم”، ص/6، العدد رقم 6646 وتاريخ 16 صفر عام 1412هـ؛ وقصيدة “يا ليالي” في جريدة “اليوم”، ص/6، العدد رقم 6667 وتاريخ 8 ربيع الأول عام 1412هـ؛ وقصيدة “نصيحة” في جريدة “اليوم”، ص/6، العدد رقم 6653 وتاريخ 23 صفر عام 1412هـ؛ وقصيدة “بلقيس” في جريدة “اليوم”، ص/6، العدد رقم 6660 وتاريخ 1 ربيع الأول عام 1412هـ؛ وراجع سلسلة مقالات “عيون الأحساء” المنشورة في جريدة “اليوم” التي كانت “في حقيقة الأمر” شرحاً لقصائد الشعر التي حبرها “شاعرنا” عن هذه العيون، وكانت المقالة الأولى بعنوان “عين الجوهرية” في العدد رقم 6612 وتاريخ 12 محرم عام 1412هـ؛ والمقالة الثانية بعنوان “عين الحقل” في العدد رقم 6619 وتاريخ 19 محرم عام 1412هـ؛ والمقالة الثالثة بعنوان “عين نجم” في العدد رقم 6626 وتاريخ 26 محرم عام 1412هـ؛ والمقالة الرابعة “عين البحير” في العدد رقم 6633 وتاريخ 3 صفر 1412هـ، والمقالة الخامسة “أم سبعة” في العدد رقم 6640 وتاريخ 10 صفر 1412هـ؛ والمقالة السادسة “عين الخدود” في العدد رقم 6647 وتاريخ 17 صفر عام 1412هـ؛ والمقالة السابعة “لغز النهرين” في العدد رقم 6654 وتاريخ 24 صفر عام 1412هـ، والمقالة الثامنة “عيون الأحساء المغمورة” في العدد رقم 6661 وتاريخ 2 ربيع الأول عام 1412هـ؛ والمقالة التاسعة “الأحساء هي عيونها” في العدد رقم 6669 وتاريخ 10 ربيع الأول عام 1412هـ؛ وراجع قصيدة “أسماء” في مجلة “الشبل”، ص/37، العددين 33/34 وتاريخ غرة شوال عام 1409هـ؛ وقصيدة “عبدالله” في مجلة “الشبل”، ص/33، العددين 35 و36، وتاريخ 15 شوال عام 1409هـ؛ وَعَقَّبَ على ما نشرتُه عن “شاعرنا” أدباء ومنهم:ـ الأستاذ “عبدالرحمن بن عوض الحربي” الذي أذاع في برنامجه الأسبوعي “شاعر من بلادي” في إذاعة الرياض” مساء يوم الخميس 24 جمادى الأولى عام 1411هـ حلقة عن “شاعرنا” دامت لنصف ساعة، وذكر لي الأستاذ “الحربي في رسالة شخصية أن مادة البرنامج عن “شاعرنا” ستنشر في مؤلف سوف يطبعه تحت عنوان “شعراء من بلادي”؛ والأستاذ الدكتور “علي بن عبدالعزيز العبدالقادر” الذي نشر مقالة بعنوان “الوطن في شعر .. محمد بن عبدالله آل ملحم” في جريدة “اليوم”، ص/8، العدد رقم 5857 وتاريخ 25 ذي القعدة عام 1409هـ، والأستاذ “عبدالله العويد” الذي ألقى محاضرة في “دولة الأمارات العربية” نَشَرَتْ جريدة “اليوم” مقتطفات منها في ص/6، العدد رقم 6830 وتاريخ 23 شعبان عام 1412هـ


الناشر: لم تنشر

تاريخ النشر: 01/01/1417هــ

تهنئة شعرية بقلم الشيخ أحمد الخطيب

—————-
تهنئة الشيخ
:—————-

بسم الله الرحمن الرحيم بمناسبة الدعوة المقامة من المحب في الله معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف آل ملحم والذي كان سابقا يشغل وظيفة وزير الدولة فأجبنا دعوته في مسكنه الجديد في منطقة السلمانية في ليلة الجمعة السابعة من شهر شوال عام 1417هــ، ولذا أحببت تقديم حروف متواضعة تهنئة وتبريك له فأقول:ــ
أَمُحَمَّدٌ: شَيَّدتَ قَصْرَاً عَالِياً ….. فَاهْنأْ بِهَذَا الْقَصْرِ يابْنُ الْمُلْحِمِإِنِّي أُبَارِكُ يَا “مُحِبُ” لإِنَّكُمْ ….. نُلْتُمْ عَطَاءً مِنْ كَرِيمٍ مُنْعِمِ وَاللهَ أَسْأَلُ أَنْ تَكُونُــو قُــدْوَةً ….. لِلْخَيرِ وَالْعَمَلِ الْجَلِيلِ الْقَيِّمِ وَكَذاكَ أَرْجُو أَنْ يَكُونَ مَقَرُّكُمْ ….. بِالْخَيرِ مَعْمُورَاً بِذِكْرٍ دَائِمِأَمُحَمَّدٌ: مَاذَا أَقُول ِلأُسْرَةٍ ….. السَّعْدُ فِيهَا زَاهِياً فِي مَغْنَمِهِيَ اُسْرَةٌ بَيْنَ الْقَبَائِلِ مَعْلَمٌ ….. مَشْهُورَةٌ وَإِلَى “مُطَيْرٍ”ٍ تَنْتَمِي أَكْرِمْ بِهَا مِنْ أُسْرَةٍ مَرْمُوقَــةٍ ….. يَا “وَزِيرُ” وَعِزُّهَا فيِ الأَدْوَمِ هَذَا وَسَامِحْ فيِ قَبُولِ تَحِيَّتِي ….. جَاءَتْ كَعَـذْرَاءٍ تَــزِينُ بِمَبْسَمِ وَخِتَامُ قَوْلِي بِالصَّلاَةِ عَلَــى النَّبِي ….. الصَّادِقُ الْمَصْدُوقِ صَفْوَةُ آدَمِ

————————————الرد على الشيخ أحمد الخطيب :————————————كان الشيخ “أحمد بن الشيخ عبدالله الخطيب” من ضمن المدعوين لمأدبة “الوكيرة” التي أعددتها بمناسبة سكناي بيتي الجديد بحي السلمانية بالهفوف في الأحساء. ولقد أرسل لي أبياتاً شعرية يهنئني فيها بالمسكن الجديد في رسالة مؤرخة في 7/10/1417هــ. والأبيات التالية مما جادت به القريحة وهي جواب على رسالته الرقيقة.
يَا ابْنَ الْخَطِيبِ لأَنْتَ إِبْنُ الأَكْرَمِ ….. أَنْتَ الأَرِيبُ وَأَنْتَ إِبْنُ الْمُلْهَمِهُـوَ ذَاكَ “عَبْدُاللهِ” شَيْخٌ فَاضِلُ ….. يُعْزَى إِلَى “آلِ الْخَطِيبِ” الأَنْجُمِبَرٌ تَقِيٌ عَالِمٌ بَلَغَ النُهَى ….. ذُو هِمَّةٍ كَالطَّوْدِ أَوْ كَالضَّيْغَمِ يَا فَرْحَتِي لَمَّا رّأَيْتُكَ “أَحْمَداً” ….. وَالْقَلْبُ مَمْلُوءٌ بِحُبٍ مُفْعَمٍ فِي قَصْرِنَا تَمْشِي الْهُوَيْنَا زَائِراً ….. يَا مَرْحَبَاً بَالزَّائِرِ الْمُتَبَسِّمِ الُقَصْرُ أَضْحَـ فِي هَنَا وَسَعَادَةٍ ….. لَمَّا دَخَلْتَ مُهَنِّئاً فِي الْمَقْدَمِ وَالْقَصْرُ يَزْهُـو يَا “مُحِبُ” وَإِنَّنِي ….. لَمَّا أَرَاكَ بِهِ أُرَدِّدُ مِنْ فَمِي أَهْلاً بِكُمْ يَا “ابْنَ الْخَطِيبِ” وَإِنَّ لِي ….. فِي حُبِّكُمْ فِي اللهِ أَسْمَى مَغْنَمِأَنَا جَارُكُمْ فِي بُقْعَةٍ مَيْمُونَةٍ ….. اَلْخَيْرُ فِيهَا مِنْ وَلِيٍّ مُنْعِمِ أَهْدَيْتُمُ شِعْراً قَلاَئِدُ تُجْتَلَى ….. فِي مَرْبَعٍ فِي مَحْفَلٍ فِي مَوْسِمِ قَدْ سَرَّنِي فِيهِ كَرِيمُ مَقُولِكُمْ ….. مِثْلَ الْعَـرُوسٍ أُهْـدِيَتْ لِمُتَيَّمِ

المقالة | تهنئة شعرية
الكاتب: الشيخ أحمد الخطيب
تاريخ النشر: 07/10/1417 هـ
الناشر :

فقيد الأحساءخليفه بن عبدالله بن عبدالمحسن آل ملحم 

كان “فقيد الأحساء” من رجالات “محافظة الأحساء” المرموقين.كان له دور بارز في “العملية التعليمية” الأساسية في “مقاطعة الأحساء”.وكان له دور حيوي في إدارة دفة الشئون البلدية في “الأحساء”.وكانت له صلات واسعة مع معظم الأسر بمدن “الأحساء” وقراها، وهي صلات توطدت مع مر السنين.وفوق ذلك كله كانت له، ومن قَبْلِهِ لوالده، صداقة خاصة مع أسرة “آل جلوي آل سعود” الكريمة في “الأحساء”، وبسبب هذه الصداقة كانت لا تفوته أية مناسبة رسمية “بأمارة الأحساء” إذ كان من ضمن مستقبلي زوار “الأحساء” ممن تستقبلهم الإمارة، كما كان لا يترك أية فرصة أو مناسبة تَمُرًّ وهو في “إمارة الأحساء” إلاَّ ويتحدث لما هو في صالح “الأحساء”، وكان يقول لمن يقابله من المسئولين الزائرين “للأحساء”: إننا لا نطلب منكم وأنتم في “الأحساء” إلاَّ ما تطلبه النخلة من مالكهـــا. إنها تقول له : “زرني ولا تعمرني”.وفقيد الأحساء هو “خليفه بن عبدالله بن عبدالمحسن آل ملحم”. ولد الشيخ “خليفة” في “الأحساء” عام 1343هــ، وتعلم القرآن الكريم عند الشيخ “عبدالله بن فهد أبوشبيب”، وأكمل ختم القرآن الكريم عند المطوع “ابن عديل”.ودخل “خليفة” “مدرسة النجاح” التي أسسها الشيخ “حمد بن محمد النعيم” في عام 1343هــ، وتعلم بها مبادئ الخط والكتابة والحساب.ومن ثم أرسله والده إلى “محمية البحرين” آنذاك حيث التحق “بمدرسة الهداية الخليفية”، وبقي في المدرسة ثلاث سنوات، وكان من زملائه بهذه المدرسة “خليفه بن عبدالرحمن القصيبي”، و”فهد بن محمد العجاجي”، و”ابراهيم كانو”، وأنجال “عبدالرحمن الزياني”.تدرَّب الشيخ “خليفة” “بمدرسة الهداية الخليفية” على إلقاء الخطب، وبعد تخرجه منها عاد إلى “الأحساء” حيث التحق “بمدرسة النجاح” لمؤسسها الشيخ “النعيم” مرة أخرى [بعد انتقالها إلى حي القرن بجنوب مدينة الهفوف القديمة] التي كانت آنذاك تمول من قبل أسرة “القصيبي”، وكان من بين زملائه بالمدرسة أخوه “عبدالمحسن” متعه الله بالصحة، و”سعد الحواس”، و”أحمد بن حمد القصيبي”، وكان مـن بين المدرسين بالمدرسة “الشيخ “عبدالله بن عبداللطيف العمير”.وحينما كان الشيخ “خليفه” طالبًا “بمدرسة النجاح” ألقى قصيدة “للسموءل” أمام جلالة الملك “عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود” يرحمه الله الذي كان في زيارة للمدرسة عام 1348هــ.ونال إلقاؤه للقصيدة الاستحسان من لدن جلالته. ومن أبيات هذه القصيدة:ــإِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَدْنُسْ مِنَ اللُّؤْمِ عِرْضَهُ ….. فَكُلُّ رِدَاءٍ يَرْتَدِيهِ جَمِيلُوَإِنْ هُوَ لَمْ يَحْمِلْ عَلَى النَّفْسِ ضَيْمَهَا ….. فَلَيْسَ إِلَـى حُسْنِ الثَّنَاءِ سَبِيلُإِذَا سَيِّدٌ مِنَّا خَلاَ قَامَ سَيِّدٌ ….. قَؤُؤلٌ لِمَا قَالَ الْكِرَامُِ فَعُولُسَلِي إِنْ جَهِلْتِ النَّاسَ عّنَّا وَعَنْهُـمُ ….. فَلَيْسَ سَـوَاءٌ عَالِـمٌ وَجَهُـولُ
وكان الشيخ “خليفة” من الرعيل الأُوَلْ الذين التحقوا بوظائف حكومية إذ شغل وظيفة “أمين مستودع الرياض للأرزاق بمالية الأحساء”، وكانت مهمة هذا المستودع ترحيل الأرزاق والبضائع والبترول والغاز إلى “الرياض”. ومن ثم انتقل الشيخ “خليفة” بإدارة “مالية الأحساء” إلى “قسم المحاسبة” ومكث بها مدة من الزمن، ومن ثم انتقل إلى “الجبيل” في فرع ماليتها الذي افتتح آنذاك، وأصبح مديرًا لهذا الفرع بعد ذلك. وبعد حين تقلد إدارة “مالية القطيف” خلال الحرب العالمية الثانية، وبعدها انتقل إلى وظيفة “مندوب الرئيس العام لشئون الماليات والجمارك والتموين” بالدمام. ولأسباب عائلية من بينها وفاة زوجته الأولى [أم عبدالله] تأثرت صحته؛ وقرر الاستقرار بمسقط رأسه “الأحساء” حيث طلب منه سمو الأمير “سعود بن عبدالله بن جلوي آل سعود”، و”بإلحاح”، أن يتقلد رئاسة “بلدية الأحساء” فوافق، وكان ذلك في نهاية عام 1367هــ، وأجرى أثناء رئاسته للبلدية إصلاحات متواضعة في مدينة “الهفوف” وقراها وذلك في ضوء الإمكانيات المتاحة آنذاك.كذلك كان الشيخ “خليفة” عضواً في اللجنة التي شكلها سمو الأمير “سعود بن جلوي”، وهي اللجنة المكلفة بتقديم المساعدات والإعانات للطلاب الفقراء لكي يواصلوا دراستهم في كل من “مدرسة الأحساء الابتدائية”، و”مدرسة الأحساء الثانوية” التي تأسست في بداية عام 1376هــ، وأسهم الشيخ “خليفة” في تأسيس “بلدية الدمام” بعد انتقال مقر “إمارة الأحساء” إلى “الدمام في عام 1373هــ.وأسهم الشيخ “خليفة” اِسهامًا فعالاً في تأسيس “شركة كهرباء الأحساء”، ومن ثم عُيِّنَ مديراً لها لمدة خمسة عشر عامًا. والشيخ “خليفة” شاعر مقل، وله قصائد في الشعر النبطي، وهو متحدث لبق، فصيح اللسان، ذو ثقافة عامة، ولديه قدرة عجيبة على الإقناع.وكان من أصدقائه [إلى جانب أقاربه] كل من [مع الاحتفاظ بألقابهم] محمد بن إبراهيم بن جندان” و”عبدالعزيز بن منصور التركي”، و”سليمان بن محمد بالغنيم”، و”عبدالله بن فهد أبوشبيب”، و”محمد بن إبراهيم المبارك”، و”أحمد بن علي المبارك”، و”عبدالعزيز البراك”، و”عبدالله بن شهيل”، و”إبراهيم الحملي”، و”عبدالرحمن الماجد”، و”عبدالله بن عمر الناصر الفوزان”.وللفقيد عشرة أولاد وخمس بنات، وتزوج من أربع نساء ثلاثة منهن من أسرة “آل البوعينين” المشهورة “بالجبيل” نسباً وعراقة. ولا تزال واحدة منهن [أم عبدالرحمن] على قيد الحياة متعها الله بالصحة والعافية.وكان الشيخ “خليفة” عميد أسرة “آل ملحم” في “محافظة الأحساء” التي تنتمي إلى “العقفان،” أحد أفخاذ “الجغاوين”، و”الجغاوين” أحد قسمي “العبيات والقسم الآخر “العونه”، و”العبيات” من “واصل” من “بريه” من قبيلة “مطير”.وسئل الشيخ “خليفة” ذات مرة عن تصوراته حول تطور ونمو “المملكة العربية السعودية” فقال للسائل:ـ”إن الشباب لا يعرفون ما مرت به البلاد منذ إنشائها في عهد جلالة الملك “عبدالعزيز” يرحمه الله. لذلك يعتبر عمرها قصيرًا إذا ما قورن بنموها العظيم. ولو قارنتَ ما يجري عندنا بما يجري عند غيرنا الذين سبقونا بسنوات لوجدتَ أوضاعنا أفضل وذلك على الرغم من اتساع رقعة المملكة، وتعدد متطلبات مدنها وقراها وهجرها … ومن ثم استطرد الشيخ “خليفة” قائلاً:ـ انظر إلى التعليم مثلاً كيف قفز لدينا. قبل ثلاثين عامًا لم يكن لدينا سوى عدد قليل من المدارس الابتدائية, والآن المدارس منتشرة بمختلف المراحل التعليمية والتعليم العالي للبنين والبنات، والكل بعد التخرج يتسابقون في البناء والتشيد والتنمية، وأنا أودّ أن أرى مدن “الأحساء” من أزهى المدن، وهذا لا يتم بين ليلة وضحاها.رحم الله الشيخ “خليفة آل ملحم” وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وأبناءه وبناته وحفدته الصبر والسلوان. “إنا لله وإنا إليه راجعون”.


الناشر: جريدة اليوم

– العدد:8569

تاريخ النشر: 30/11/1996م

 ميناء العقير أول ميناء سعودي في عهد الملك عبدالعزيز 

كنتُ على متن إحدى طائرات “الخطوط الجوية العربية السعودية” المتجهة من لندن إلى الرياض مساء يوم الجمعة الموافق 21 من شهر محرم الحرام عام 1417هــ، وكان الطيران بحق ممتعاً ومريحاً للغاية، وتناولتُ أثناء الطيران بعض المجلات والصحف لقراءتها بما في ذلك مجلة “أهلاً وسهلاً” العدد 6 ــ محرم /صفر 1417هــ التي تصدرها “السعودية” كل شهرين. ولدى تصفحي للمجلة وقع نظري على مقالة ذات طابع تاريخي تحت عنوان “تاريخ المواصلات: المواصلات البحرية في المملكة ومراحل تطورها في عهد الملك عبدالعزيز” بقلم الدكتور “محمد بن عبدالله السلمان”.وقرأت المقالة التي استهلها الكاتب بقوله:”كان عهد البلاد السعودية بالمواصلات البحرية قديما ومنذ مئات السنين وذلك نتيجة لوقوع المملكة العربية السعودية على جهتين من البحار، فمن الجهة الشرقية تطل على الخليج العربي، وبالغرب تطل على البحر الأحمر بساحله الطويل، فنشأت لذلك العديد من المواني التي استخدمت لغرض النقل البحري. والساحل الشرقي للمملكة يتألف مــن شاطئ أكثره رملي وتقع عليه عـدة موانئ منها: القطيف والجبيل ورأس تنورة وكذلك الدمام والخبر، أما الساحل الغربي للمملكة فهو أكثر استقامة من الساحل الشرقي وأطول منه، غير أن فيه بعض الشعاب المرجانية التي قد تعيق سير الملاحة وتهددها، ومع ذلك فإن موانئ هذا الساحل كثيرة: مثل جيزان والقنفذة والليث ورابغ وأملج وينبع والوجه لكن ميناء جدة يعتبر أهم تلك الموانئ على الاطلاق”.وبعد الانتهاء من قراءة المقالة وجدتُ أنها غير شاملة للموضوع الذي تَطَرَّقَتْ إليه، وبها بعض القصور إذا ما قورنت بعنوانها الشامل “المواصلات البحرية في المملكة ومراحل تطورها في عهد الملك عبدالعزيز”.أغفل الكاتب حتى الإشارة ــ مجرد الإشارة ــ إلى أول ميناء سعودي على الإطلاق في عهد الملك “عبدالعزيز” أَلاَ وهو “ميناء العقير” ذو الصيت المعروف والشهرة التاريخية. ويقع ميناء العقير على ضفاف “الخليج العربي” الغربية. ولميناء العقير تاريخ يعرفه “ياقوت الحموي” و”الأزهري” و”الصاغاتي” والكثير من جغرافي العرب ومؤرخيها منذ العهد الجاهلي وحتى عصورنا الحديثة. وبالعقير كساحل آثار مطمورة تشهد على عظمة ماضيه وإن كان لم يكشف النقاب عنها بعد. وبه ميناء كانت له أهمية بالغة على مر العصور لكل من الأحساء ونجد. إذ هو منذ القدم ثغرهما، وعن طريقه كانت البضائع والخدمات تنقل إليهما من البلدان العربية الواقعة بشرق جزيرة العرب وبلدان “فارس” و”الهند” و”سرنديب” و”سومطرة”. وتكفي الإشارة إلى ما أورده علامة الجزيرة الشيخ “حمد الجاسر” من وصف “ابن الزجاج” في رسالة له إلى ديوان “الخلافة العباسية” من أن “العقير”: دهليز “الأحساء”، ومصب الخيرات منه إليها، وكثرة الإنتفاعات التي جل الإعتماد عليها”. ومنذ استرداد جلالة الملك “عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود” “الأحساء” في عام 1331 هـ وحتى بدايات السبعينيات من القرن الهجري الماضي كان ميناء “العقير” هو الثغر المهم إن لم يكن “الوحيد” من حيث الأهمية “للمملكة العربية السعودية” على شواطئها الشرقية. وعاصر هذا الميناء أمجاداً إذ على ضفافه في العهد السعودي حط الرواد الأوائل الباحثون عن البترول رحالهم فيه. واتخذ اسمه (أي اسم ميناء العقير) مسمى لإتفاقية سعودية بريطانية شهيرة لصالح المملكة وُقِّعَتْ على ضفافه في بداية الأربعينيات من القرن الهجري الماضي. وبالأمس كان ميناء العقير هو بوابة الأحساء ونجد البحرية. وفي هذا الخصوص يروي الأستاذ المربي “عثمان الصالح” أن للملك “عبدالعزيز” رحمه الله ــ بعد استرداده الأحساء ــ عن ميناء “العقير” مقولة مشهورة هي: “الآن عرفتُ أن لي دولة وملكا، وقد ملكتُ منفذاً بحرياً على العالم”. ويضيف الأستاذ “الصالح” بأن ميناء “العقير” هو ميناء المنطقة الوسطى (أي منطقتي نجد والقصيم).وللبحر، كما يعلم أهل الأحساء، سمارُهُ، ونواخذتُه، وشعراؤُه، وصيادُوا سمكه. يقول أديب الأحساء الأستاذ “عبدالله الشباط” عن أسماك “العقير” ما مؤداه أنها تعتبر من أجود الأنواع .. فطعمها لذيذ ونكهتها طيبة .. ويعود سبب ذلك إلى زيادة الملوحة في مياه البحر ونظافة المراعي البحرية لبعد الساحل عن المناطق السكنية وخلوه من التلوث.. ومن أشهر أسماك هذه المنطقة (ولا يزال القول للأستاذ الشباط) الكنعد والتونة والحاقول والدويلمي والهامور.والعقير اليوم أرض سياحية بكر. وهو بالنسبة لأهالي الأحساء من أهم المنتجعات السياحية، والكثير منهم، لا سيما ساكني القرى القريبة منه، يرتادونه ــ رغم بساطته ــ في المناسبات وأيام الأنس والمسرات.وتغنَّي السمار بالعقير، وضفافه الجميلة، وبحره الهاديء، وهوائه اللطيف، ونسيمه العليل، ولياليه المقمرة. وفي قصيدة طويلة بعنوان “منظر رائع” يقول الشاعر “محمد بن عبدالله بن حمد آل ملحم” في مطلعها:
بَيْنَ عَيْنَيَّ رُوَاً ….. مُسْتَمِرٌ وَضِيَاءوَدُنَاً عَائِمَةٌ ….. فِي شُمُوعٍ وَسَنَاوَعَلَى الشَّطِّ بَدَتْ ….. صُوَرٌ تَسْبِي النُّهَاجَلَّ مَنْ أَبْدَعَهَا …… تَمْلأُ النَّفْسَ هَنَا
وكان الشاعر “آل ملحم” يقصد بـ “منظر رائع” منظر شواطىء ورمال “العقير” الجميلة حيث يقول عنها:
يَا لَيَالِي وَصْلُنَا ….. فِي “الْعُقَيْرِ” وَالصَّفَاأَتْحِفِينَا مَرَّةً ….. بَلْ مِرَارَاً بِاللِّقَاإِنَّ فِيكَ سَلْوَةٌ ….. مِنْ ضَنَانَا وَالْعَنَانَتَلاَقَى عُصْبَةٌ ….. فِي شَواطِيكِ مَعَاحَيِّ يَا شِعْرُ مَعِي ….. شَطَّهُ وَالْمَلْعَبَاوَرِمَالاً عِنْدَهُ ….. مَائِسَاتٍ طَرَبَاحَيِّ يَا شِعْرُ مَعِي …… فِي “الْعُقَيْرِ” سَلَفَاهَذِهِ آثَارُهُمْ …… بَيْنَ عَيْنِي تُجْتَلَىيَا “عُقَيْرَ” الأَمْسِ فِي ….. خَلَدِي مِنْكَ سُدَىلَمْ أَزَلْ أَذْكُرُهُ …… لَكَ وَالذِّكْرَى كَفَىمَرْحَباً يَا شَاطِئاً ….. ضَمَّ أَلْوَانَ الْهَنَاحَسْبُكَ الْفَخْرُ بِأَنْ ….. قَالَ فِيكَ الْقُدُمَاكُلَّ قَوْلٍ طَيِّبٍ ….. وَتَغَنَّى الشُّعَرَا
وعن العقير وتاريخه كميناء قال الشاعر:
يـَـا “عُقَيْراً” لَــمْ يَـــزَلْ ….. فِيـــهِ آثَــارُ الْبِنَـــاقَائِمَاتٌ لَمْ تَزَلْ ….. شَاهِدَاتٌ لِلْعُلاَكُنْتَ دَوْماً لَمْ تَزَلْ ….. أَقْدَمُ الْبَحْرِ هُنَاهَمْزَةُ الْوَصْلِ الَّتِي ….. وَصَلَتْنَا الأَزْمُنَا
وعن الغوص وصيد اللؤلؤ بالعقير يقول الشاعر:
يَا زَمَانَ الْغَوْصِ فِي ….. لُجَج الْبَحْرِ مَضَىذَاكُمُ عَهْدٌ لَهُ ….. صِيتُ مَجْدٍ قَدَ جَرَىهَلْ تَرَى أَزْمَانُهُ ….. رَاجِعَاتٍ هَلْ تَرَى؟أَيُّهَا الْبَحْرُ الَّذِي ….. بِهِ غَاصَتْ أَهْلُنَاوَاجْتَلُوْا مَحَّاَرَهُ …… كَالْعَذَارَى فِي السَّنَامِنْهُ صَادُوا لُؤْلُؤاً ….. قَدْ كَفَاهُمْ مُؤَنَا
ومن المأمول أن تمتد يد الإصلاح الحكومية إلى العقير كمنتجع وإلى مينائه ذي الأهمية التاريخية، وفي هذا الخصوص حبر شيخ الشباب صديقي الأديب “محمد بن الشيخ عبدالله المبارك” إمام جامع الإمام “فيصل بن تركي” بحي “النعاثل بمدينة “الهفوف” حاضرة “محافظة لأحساء” قصيدة جميلة من أبياتها:ــ
إِنَّ الْعُقَيْرَ جَمِيلَةٌ ….. مَيْنَاؤُهَا عَبْرَ الأَثَرْفَمَتَى يُعَادُ بِنَاؤُهُ ….. وَمَتَى سَيُعْلَنُ ذَا الْخَبَرْ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــوزير الدولة وعضو مجلس الوزراء السابق، ورئيس دارة الدكتور آل ملحم للمحاماة والتحكيم والإستشارت القانونية
09/1996م03/1417م

الناشر: مجلة أهلاً وسهلاً

,السنة:20,

العدد:9

تاريخ النشر: 09/1996م