نظرات في مشروع ديوان:”في ربوع الأحساء ومغانيها”

نظرات في مشروع ديوان:”في ربوع الأحساء ومغانيها”كلمة لا بد منهامكتوبة ومؤرخة في 1/محرم/1417هـ
1 ـــ تمهيد
استهدفتُ من الإسراع في نشرِ ديوان “في ربوع الأحساء ومغانيها” “لابن العم “الشاعر “محمد بن عبدالله بن حمد آل ملحم” تحقيق أمنية عزيزة لديه، ومن ثُمَّ الاستجابةُ لرغبةِ الكثيرِ من “محبِّيه” الذين ما فَتِـئُوا يُلِحُّونَ عليَّ كلما التقيتُ ببعضهم لأفعل “المستحيل” من أجل نشر شعره، لاسيَّما وأنه قد مضى على وفاته حينًا من الدهر.وكان شعرُ “ابن العم” مجهولاً لغير المحيطين به من “محبيه” الْخُلَّصِ في “الأحساء”، وأتوقعُ أن هؤلاء الأحباب يدركون أن نشر شعر “حبيبهم” لكثرته، وتنوع موضوعاته، وأغراضه يحتاج إلى جهد ووقت ومال.وتأكَّد لي ـ بعد التأمُّل الشخصي والتحري الخاص من قبل بعض “محبيه” ـ أن عزوف “شاعرنا” عن نشر شعره للكافة أثناء حياته يرجع إلى أسبابٍ عديدة منها:ـعدم رغبته في حبِّ الظهور،ولعلمه لِمَا سيعانيه “شخصيًا” من عملية النشر، لاسيَّما وأن ما كان يرغب نشره من شعر ـ وفقًا لمعاييره الشخصية والموضوعية ـ لم يكن قابلاً للنشر،وضيق ذات اليد، وهي ظاهرة “عادة” ما يعاني منها الكثير من الشعراء من أمثاله،ناهيك عن ضعف بصره الذي انتابه وهو في سنٍ مبكرةٍ من حياته،ولعل السبب الأخير ـ ناهيك عن السبب السابق عليه ـ هو الذي قد حال بينه وبين نشر شعره أثناء حياته.
2 ـــ كيف تسلمتُ تراث الشاعر
بعد أن توفَّى الله “ابن العم” سَلَّمَ لي ورثته كل ما خلَّفه من “تراثٍ” شعريٍ دوَّنه بخط اليد “بمعرفته” في عشرات “الدفاتر” ذات الشكل المدرسي. أمَّا كيف تسلمتُ هذا “التراث” فله قصة يحسن بي شخصيًا ذكرها لأهميتها وذلك للحقيقة والتاريخ ليس إِلاَّ.علمتُ بوفاة الشاعر وأنا في مدينة “الرِّياض” حيث أقيم.وكانت الوفاة في يوم الخميس “السابع” من شهر “ذي الحجة” عام 1408هـ.وفي اليوم التالي ـ أي يوم الجمعة ـ توجهتُ من مدينة “الرياض” عبْر الطريق البري إلى مدينة “الهفوف” ـ حاضرة “الأحساء” لتعزية ذويه وأسرتي وسائر محبيه وأصدقائه.وحال وصولي مدينة “الهفوف” عصر ذلك اليوم عزَّيتُ أخوةَ “المتوفَّى” وَمَنْ كان معهم مِنْ أفراد الأسرة وغيرهم.وشاءت إرادة الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يجلس بجاني (في بيت الأسرة الذي كان به العزاء) أحد إخوة “المتوفَّى”: وهو الأستاذ “عبدالعزيز بن عبدالله بن حمد آل ملحم”، وتحدثتُ مع الأستاذ “عبدالعزيز” باستفاضة عن مناقبِ أخيه (وَيَتَّصِفُ الأخ “عبدالعزيز” بدماثة الخلق، كما أنه محدث لبق، وذو عقل نير، ولسان حذق، وصاحب نكتة)، ومن خلال حديثي معه هَمَسَ في أُذُنِي قائلاً ما مؤداه: أن لأخيه ـ يرحمه الله ـ مكتبة خاصة بها أوراقه وكتبه، ورغب مِنِّي شخصيًا نظرًا لما يربطني بأخيه من علاقة حميمة أن أزورَ هذه المكتبة في أقرب فرصة بغرض التحفظ ـ إن أمكن ـ على ما بها من محتويات إذ وَصَلَ إلى علمه يوم وفاة “أخيه” أن “شخصًا” رغب زيارة المكتبة يوم الوفاة، وخشي الأخ “عبدالعزيز” أن يكون هذا “الشخص” مدفوعًا بحسن نية ممـن كانوا على عِلْمٍ ( أكثر من أخوة “المتوفَّى” وأولاده لأنهم قصر) بما بالمكتبة من “أوراق”، لاسِيَّما وأن “أخيه” يرحمه الله كان يستقبلُ بعض أصدقائه بمكتبته، كما كان يختلي بمكتبته مع أصدقاء له يساعـدونه ـ بِطَلَبٍ شخصيٍّ مِنهُ ـ في “كتابة” ما يَعِنُّ له من أفكار لرداءة خطه، أو في “إعادة” كتابة ما كتبه “هو” في “دفاتره” ـ بخط يده ـ من قبلهم، ومِنْ أصدقائه مَنْ هم ذَوُوْ علم وأدب ومعرفة بفنون الخط العربي، ومنهم مدرسون ومثقفون من “الأحساء” و”نجد” و”الحجاز” و”القصيم” و”البحرين” و”مصر” و”السودان” و”فلسطين” و”سوريا” و”العراق” و”عمان”. ومن ثم أردفَ “عبدالعزيز” قائلاً لي: أن هذا “الشخص” لم يزر المكتبة بعد، ويخشي الأخ “عبدالعزيز” أن يَتَمَكَّنَ هذا “الشخص” من زيارة المكتبة، ويكون من شأن زيارته الاستيلاء على ما بالمكتبة من “أوراق”، ومن ثم تعريضها للإهمال أو العبث أو الضَّياع أو السَّرقة. (1)وفي ختام حديثه ذكر الأخ “عبدالعزيز” لي ـ وهذا هو الْمُهِمُّ ـ أنه نظرًا لِضَعْفِ بصره فهو غير قادر على قراءة وتقويم ما بالمكتبة من أوراق، كما أن “أولاد” أخيه قُصرٌ، وأنه من منطلق محبته لـ “أخيه” رغب في التعبير لي عما يدور في خَلَدِهِ من شجون وهموم منذ أن حَلَّ “أخيه” ـ يرحمه الله ـ في مثواه المؤقت يوم أمس …ما هَمَسَ الأستاذُ “عبدالعزيز” بِهِ لي أثناء “العزاء” وإن كان قد هزَّني من الأعماق، بل وأثارَ شجوني ـ ناهيك عن علاقته بِمَا لَدَيَّ من اهتمامات أدبية ـ إلاَّ أنه كان محل شك لديَّ إذ كنتُ ـ في حقيقة الأمر ـ غير متأكدٍ “شخصيًا” من صحة ما أَدْلَى لِيَ به. وفَكَّرْتُ ـ وأنا أستقبلُ تعازي بعض أفراد الأسرة وغيرهم ـ في الأمر مليًا، ومن ثم عقدتُ العزمَ على اتخاذ ما من شأنه تنفيذ “رغبة” الأخ “عبدالعزيز” التي ـ بعد تداعي خواطري وتأمُّلاتي الفورية ـ سرعان ما تأكَّدتْ لِيَ مصداقيتها لأنها “رغبة” جاءت عفو الخاطر، وبدون تردد، وفي سلامة نية فـور لقائي به، هذا مع العلم أنني ـ رغم مرافقتي “لابن عمي” يرحمه الله ـ لم يسبق لي شخصيًا زيارة مكتبته، أو العلم بما بها من محتويات !!! وفي مغرب اليوم نفسه توجَّهتُ إلى بيت “المتوفَّى”، وكان يقع في حي “المزروعية” بغرب مدينة الهفوف القديمة، وكان معـي الأستاذ “عبدالعزيز” والأستاذ “خالد بن عبدالله بن ابراهيم آل ملحم” أحـد كبار موظفي جامعة الملك فيصل بـ “الهفوف” آنذاك.وعلى الفور قابلتُ والـدة “المتوفَّى” التي كانت فـي صبرٍ واحتسابٍ، وهي ـ أطال الله في عمرها وحفظها من كل سوء ـ في منْزلة “والدتي” يرحمها الله، وكان لها شأن تربوي في حياتي المبكرة، وقدَّمتُ لها تعازيَّ الشخصية لوفاة ابنها، ومن ثم عرضتُ عليها ـ على انفراد ـ رغبتي الشخصية في زيارة مكتبة ابنها في الوقت المناسب بغرض التحفظ على ما بها من “أوراق” حتى لا تكون عرضةً للضَّياع أو الإهمال أو العبث أو السرقة. لاقت هذه الرغبة الاستحسان من “الوالدة”، ولكنها رأت ـ مع ذلك ـ التشاور بشأنها مع “زوجة” ابنها ومن ثم “بناته”، واستحسن الجميع ما استهدفْتُهُ، ومن ثم منحتني “الوالدة” موافقة الأسرة بدخول المكتبة، والتصرف بمحتوياتها كما أرغبُ. وعلى الفور توجَّهنا ـ نحن الثلاثـة: عبدالعزيز وخالد وأنا ـ إلى المكتبة التي كانت تقع في غرفةٍ صغيرةٍ متواضعةٍ جدًا بسطح المنْزل، وقمنا بمسح محتوياتها في الفترة ما بين العشاءين وحتى أذآن الفجر الأول، وخلال هذا المسح جمعتُ كل ما خلَّفه “ابن العم” من “أوراق”، وكانت تتكوَّنُ من “أشعار” في “دفاتر” مدرسية مجلدة تجليدًا عاديًا وأخذتُها معي. أمَّا محتويات المكتبة من كتب أدبية ودينية وتربوية واجتماعية فلم تُمَسْ، وَبَقِيَتْ بمظانِّها في المكتبة لورثته.وبعد صلاة الفجر ـ أي في صبيحة يوم السبت ـ توجَّهتُ إلى “الرِّياض” عن طريق البَرِّ، ومعي كل ما خلَّفة الشَّاعر من “أوراق” مهمة.وحال وصولي لمدينة ـ “الرِّياض” توجَّهتُ لغرفة نومي حيث استسلمتُ ـ بعدَ تعبٍ وسهرٍ ومشقةِ سفرٍ ـ لنوم عميق، وفي المنام رأيتُ “ابـن العم” وكأنَّـه يتحدثُ معي ـ كما لو كنتُ معه حال اليقضة ـ بينما هـو جالسٌ على سريرِ نومٍ يشبه سرير نومي وهو يتصفحُ “دفترًا” ـ شبيهًا بـ “دفاتره” التي بها أشـعاره ـ على عجلٍ، وعلى وجهه علامات السرور والإبتهاج.لقد تأكَّد لي من هذه الرُّؤْيَا أن الْمَيِّتَ يَحُسُّ، كما تأكَّد لي أن “ابن العم” ـ كما رأيتُه في الحلم ـ قد عبَّر لي عن فرحته لَمَّا أَحَسَّ أن ما خلَّفه من “تراث” سيكون بيدٍ أمينة. ما رأيته في المنام جعلني أفكِّرُ ـ فيما بعد ـ في حقيقة ما رأيته ومغزاه !!!وسيطرتْ هذه الرؤيا على مشاعري لعدة أيام.وبعد شهر ونصف من هذه “الرؤيا” أَبَّـنْتُ شاعرنا في “كلمة رثاء” نشرتُها في صحيفةٍ “الجزيرة” تحت عنوان “ومات شاعرٌ موهوب”، وختمتُ هذه “الكلمة” بالعبارات التالية:ـ يرحمك الله يا أبا عبدالله ، وكما كنتُ محبًا لك أثناء حياتكَ، فإنه من حقِّكَ عليَّ أن أواصل محبَّتِي لكَ بعد وفاتكَ، وأرجو من الله أن يساعدنـي على احتضان “تـراثك”َ الذي خلَّفته وراءكَ، وهو “تراثٌ” سأتولاَّهُ ـ إنشاء الله ـ بما هو جديرٌ به من عناية وذلك لكي يقرأه أقاربك وأصدقاؤك ومحبوك ومن لا يعرفوكَ! (2)وزرتُ مكتبة “ابن العم” مرة أخرى ـ وكان معي الأخوة “عبدالعزيز وخالد” الَّذين كانا معي في الزيارة الأولى ـ للتأكُّد بنفسي من أنني قد أخذتُ معي كل ما خلَّفه “شاعرنا” ـ يرحمه الله ـ من “تراثٍ” شعريٍ وغيره، ولم أجدْ في هذه الزيارة ما يستحق الذكر.
3 ــ كيفية التصرف في تراث الشاعر
وعلى الفور من حيازتي لتراث “ابن العم” بدأتُ في تَأَمُّلِ ما به من “شعر” فوجدتُ أنه جديرٌ بأن يحتلَّ المكان اللائق به في مكتبتنا العربية، وهذا “التراث” هو ـ الآن ـ محل دراسة ومراجعة وتصنيف مِنْ قِبَلِي وَقِبَلِ بعض المختصين في اللغة والأدب، وستستغرقُ هذه “العمليات” بضعَ سنين.وبدلاً من الانتظار لاستكمال “عمليات” الدراسة والمراجعة والتصنيف حسب الموضوعات لكل ما تركه الشَّاعر من “أشعار” ـ وهـي عملياتٌ مكلفة ومضنيةٌ ـ رأيتُ من الأفضل إلقاء نظرة عامة على موضوعات هذه “الأشعار” وذلك بغرض إنجاز هدفين:ـ الأول، وكان التعريف بالشاعر في الأوساط الأدبية نظرًا لعدم معرفة هذه الأوساط به أو بشعره، وَتَحَقَّقَ هذا الهدف عن طريق ما قمتُ به من نشر أشعار له وكذلك نشر “دراسات” و”أبحاث” عن هذه الأشعار في وسائط الإعلام المختلفة. وكان الهدف الثاني الإسراع في نشر أول ديـوان “لشاعرنا” ـ يرحمه الله ـ تلبية لرغبة “محبيه” التي سبق التنويه عنها مع إرجاء نشر الدواوين الأخرى إلى فترات لاحقة..ولما وجدثُ “أشعاًرً” كثيرةً للشاعر عـن “الأحساء”، وعـن ربـوعها، ارتأيتُ ـ تلبيةً لهوىً جامحٍ في نفس شاعرنا أثناء حياته ـ أن يكون أولُ ديوان ينشرُ له عنوانه “في ربوع الأحساء ومغانيها”، و”الأحساءُ” ـ كما هو معروفٌ ـ مسقطُ رأس الشاعر، وقد هام في حبِّها كثيرًا، وتحدَّث ـ من خلال أشعاره ـ عن تاريخها، وأمجادها، وخيراتها، ومياهها، ونخيلها.
4 ـــ تأملات أولية عن الشاعر وشعره
والشاعر “محمد بن عبدالله آل ملحم” من طلبةِ العلم، وجعلت تعاليمُ الاسلام منه نموذجًـا للرجل المسلم في سمو الخلق، والزهد، والتعفف، وصفاء النَّفس، وعزة النفس، والدعوة إلى الجهاد في سبيل الله. ومن هذا المنطلق جَعَلَ “العقيدة الاسلامية” وهو يعبِّرُ عن آرائه ـ من خلال ما حبَّره من شعر حتى عن “الأحساء” ـ المرجع الحاكم.والشاعر “محمد بن عبدالله آل ملحم” شخصيةٌ متعددةُ المواهب، فهو:ـ وآعٍ لما يجري حوله من وقائعَ وأحداث، وتمكَّن من تأريخها شعرًا؛قادرٌ على تصوير بيئته بإسلوبٍ لم يسبقه إليه أحدٌ من معاصريه في مسقط رأسه؛غيرٌ ناسٍ نفسه إذ تحدَّثَ عن طفولته وشبابه وتعليمه وأسرته؛شاعرٌ مطبوعٌ، وطويلُ النفس.وكان الشاعر يرحمه الله:ـيفرطُ في مدح شعره؛ لا تجد في شعره القول الفاحش، ويمقت الهجاء إلاَّ ما ندر؛يستنكرُ الخداع والكذب، وما يدعو إلى الباطل، وكان من الدعاة في سبيل الله.
5 ــــ أمنية تحققت للشاعر اثناء حياته
وكانت أهمُّ أمنية للفقيد ـ يرحمه الله ـ في حياتـه هي الصلاة داخل “الكعبة المشرفة” بمكة المكرمة، والصلاة “بروضة الجنة” بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة، ومن ثم السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم داخل “الحجرة الشريفة”، ولقد تَمَكَّنْتُ من تحقيق هذه الأمنية “لشاعرنا” قبل سنتين من وفاته أي في جمادى الأولى عام 1406هـ، وكان ذلك أثناء زيارة فخامة الرئيس “عبده ضيوف” رئيس “جمهورية السنغال” “للمملكة العربية السعودية”.وسجَّل الشاعرُ لهذه المناسبة “ملحمة” ذات طابع قصصي من (169) تسعة وستين ومائة بيتً تحت عنوان “الرحلة المقدسة”، وفي “الملحمة” بلاغةٌ وتاريخٌ وآدابٌ، وقد شملني ـ يرحمه الله ـ بأبيات شعرٍ في “الملحمة” نفسها عبَّر فيها عن امتنانه من وفائي بما وعدتـُه به. وجاء في مطلع الملحمة :ـ (3)
شَوْقِي إِلَى تِلْكَ الرَّبُوعِ يَطولُ …… أَنَّى بِـهَا أَحْظَى وَكَيْفَ وُصُولُ!هَبَّتْ عَلَىجَـدِّيْ نُسَيْمَاتُ الرِّضَا…… فَتَحَقَّقَ الْمَطْلُـوبُ وَالْمَأْمُولُلَبَّىَ فُـؤَادِي عِنْدَمَا نَادَى الْهـَوَى…… سَيِّر حُمُولَكَ أَيُّـهَا الْمَوْصُولُقَرُبِ الْوِصَالُ وَحَـانَ أُبَّـانُ اللِّقَا…… مِمَّنْ تُحِـبُّ وَجَـاءَكَ التَّنْوِيلُفَشَدَدْتُ رَحْلِي فِي الرِّحَالِ مُسَارِعًا…… وَالشَّوْقُ رَكْبِي وَالْغَرَامُ دَلِيلُمِنْ بَعْدِ مَا وَدَّعْتُ وَآحَاتَ” الْحَسَا”…… وَمُرُوجَهَا الْفَيْحَاءَ وَهْيَ تَمِيلُوَمَطَارُ “خَالِدَ” يَزْدَهِي مِـنْ فَرْحَةٍ…… يَهْفُوْ “لِجِـدَّةَ” قَلْبُهُ مَتْبُولُيَا مَرْحَبًا بِالْبَيْتِ شَعْشَعَ نُـورُهُ…… وَزَهَا عَلَى أَرْكَانِهِ التَّنْزِيلُحَفَّتْ بِهِ الأَنْوَارُ زَائِـدَةَ السَّنَا…… وَسَمَتْ لَهُ الأَرْوَاحُ وَهْيَ خَجُولُطَافَتْ بِهِ الأَجْسَامُ وَهْيَ قَرِيرَةٌ…… وَالدَّمْعُ مِنْ فَوْقِ الْخُـدُودِ يَسِيلُوَإِلَيْهِ رَفْرَفَتِ الْقُلُوبُ بِعَيْنِهَا…… وَذُنُوبُهَا فَوْقَ الْمُتُونِ ثَقِيلُتَسْتِمْطِرُ الرَّحَمَاتِ مِنْ بَارِي الْوَرَى…… وَذُنُوبُهَا فَوْقَ الْمُتُونِ ثَقِيلُتَرْجُـوْ مِنَ الرَّحْمَنِ جَلَّ جَلاَلُهُ…… غُفْرَانُـهُ عَـلَّ الإِلَهُ يُنِيلُفَهُوَ الَّذِي يِمْحُوْ الذَّنُوبَ بِفَضْلِـهِ…… وَمِنَ الذُّنُوبِ الْمُوبِقَاتِ يُقِيلُفَيَعُودُ جَـْذلاَنًَا بِتَوْبَةِ ربَـِّهِ…… وَكِيَانُهُ مِنْ ذَنْبِهِ مَغْسُولُ
وجاءت الأبيات التي أثنى ـ ابن العم ـ فيها “عَلَـيَّ” (على إِثْرِ تحقيق أمنيته) تعبيرًا عن مشاعر وأحاسيس أَثَّرَتْ في نفسه تأتيرًا صَعُبَ عليه أخفاءها، كما جعلته في حالة ذهول تام إذ كان غير متأكد البتة أن “أمنيته” التي طلب مني أن أحققها له ـ وكانت في ذهنه مجرد “خيال” ـ ستتحوَّلُ إلى حقيقة. وهذه الأبيات ـ التي أثنى فيها عَلَيَّ ـ عبَّرت عن “موقف خاص” ذا طبيعة دينية للشاعر خَصَّنِي بِهِ “شخصيًا” أكثرُ منها تعبيرًا عن “ثناء” على “قريب” أي قريب!!يقول الشاعر في هذه “الملحمة” ما يلي:ـ
إِنِّي أُوَدِّعُ وَالْحَنِينُ يَشُدُّنِّي ….. وَالدَّمْعُ ذَلِكَ شَاهِدِي وَدَلِيلُوَأَقُولُ مِنْ قَلْبِي وَدَمْعِي دَافِقُ ….. يَا لَيْتَ أَيَّـامَ الْوِصَالِ تَطُولُمَرْحَى وَمَرْحَى “بِالْوَزِيرِ” وَمَرْحَبًا….. شِفْعًا وَوِتْـرًا وَالثَّنَاءُ يَطُولُأَسْدَى الْجَمِيلَ مُقَدَّمًا وِمُؤَخَّرًا ….. وَكَذَا الْجَمِيلُ عَلَى الدَّوَامِ جَمِيلُفَإِذَا رَدَدْتُ جَمِيلَهُ أَوْ بَعْضَهُ ….. بِالشِّعْرِ فَالشِّعْرُ الْجَمِيلُ جَمِيلُ وَعَدَ “الْوَزِيرُ” وَإِنَّهُ فِي وَعْدِهِ ….. لهَوَ الْوَفِيُّ الصَّادِقُ الْمَأْمُولُبَلْ تَوَّجَ الْمِيعَادَ “أَمْرًا” ثَانِيًا ….. إِنَّ الْكَرِيمَ نَوَالُهُ لَجَزِيلُلاَ غَرْوَ يَا “ابْنَ العَمِّ” أَنْتَ صَدِيقُنَا….. وَ”زَمِيلُنَا” نِعْمَ “الزَّمِيلُ نَقُولُ:زُرْنَا بِفَضْلِ اللهِ ثُمَّ بِفَضْلِكُمْ….. وَقَدِ اعْتَمَرْنَا وَالرَّجَـاءُ قُبُولُإِنِّي لِفِعْلِكُمُ الْجَمِيلُ لَشَاكِـرٌ ….. وَمُقَدِّرٌّ قـَدْ تَمَّ لِي الْمَأْمُولُ”حُلْمٌ” تَحَقَّقَ فِي الْحَقِيقَةِ لَمْ يَكُـنْ….. يَجَرِي “بِبَالِي” فِي الْكَرَى فَأَطُولُفَلَقَدْ حَظَيْنَا بِالدُّخُولِ “لِكَعْبَةٍ”….. فَلْيَهْنَنَا شَرَفٌ بِهَا وَدُخُولُوَلَقَدْ حَظِينَا بِالدُّخُولِ “لِحِجْرَةٍ” ….. فِيهَا “إِمَامُ” الْمُرْسَلِيِن نَزِيلُفَجَزَاكَ مَوْلاَيَ الْكَرِيمَ جَزَاءَهُ….. وَأَتَمَّ نُعْمَاهُ عَلَيكَ يُنِيـلُوَأَمَدَّ فيِ أَيَّامِ عُمْرِكَ فِي رِضًا….. وَلَكَمْ تَحَقَّقَ حُلْمُكُمْ وَالسَّولُوَأَرَاكَ فِي دُنْيَاكَ أَسْعَدَ مَا تَرَى….. وَلِمَنْ لِبَيْتِكَ يَنْتَـمِي وَيَؤُولُوَأَنَالَكَ الأُخْرَى وَلَـم يَكُ بَيْنَنَا….. رَبَّـي يُفَرِّقُ وَالإِلَهُ مُنِيلُتِلْكَ السَّعّادَةُ وَالْمُرَامُ جَمِيعُهُ ….. فَاللهُ يُكْرِمُنَا هُوَ الْمَسْئُولُبِالْمَقْعَدِ الصِّدْقِ الْمُكَرَّمُ فِي غَدٍ….. مَعَ مَنْ نُحِبُّ وَذَلِكَ الْمَأْمُولُوَعَلَى الْحَبِيبِ “مُحَمَّدٍ” بَاهِي السَّنَا….. مَا إِنْ لَهُ فِي الْعَالَمِينَ مَثِيلُصَلَّى عَلَيْهِ اللهُ سَلَّمَ دَائِـمَاً….. أَبَدًا وَبَارَكَ مَا قَرَى التَّنْزِيلُ
وأودُ ـ وأنا أضعُ هـذا الديوانَ بين يديْ القارئ ـ أن أهمسَ في أُذُنِهِ أنني بحكم قرابتي للشاعر فَكَّرْتُ في وزن مصداقية شهادتي لصالحه، وهي شهادةٌ قد تحتمل الجرح والتعديل. ورغبةً منَّي في تَجَنُّبِ “الْحَرَجِ” فلقد التزمتُ الاعتدال في تقويم شعر “ابن عمي” تاركاً أَمْرَ نَقْدِ هذا الشعر للقراء من محبِّي الشعر العربي، ومتذوقيه.وحينما عَهِدَ إليَّ “ورثة”ُ الشاعر بما خلَّفه من “تراث” أدبي سألتُ نفسي عن مدى مسئوليتي الأدبية أمام “الجيل” المعاصر ـ وبالأخص أمام “مُحِبِّي” الشاعر الخلص في “الأحساء” ـ وكذلك “الأجيال” القادمة فيما لو أهملتُ هذا “التراث” إمَّا لأسبابٍ ماديةٍ، أو لانشغالي ببعض الشئون العامة المناطة بي رسميًا ووظيفيًا، لاسيما وأن “التراثَ” الذي خلَّفه الشَّاعر يُشَكِّلُ في حدِّ ذاتهِ “موسوعةً” أدبيةً كبرى.وإذا استثنيتُ “الأحساءَ” مسقط رأس “الشاعر” التي حبَّر فيها الكثير من الأشعار، قد لا أكونُ مبالغًا إذا قلتُ بأن “شاعرنا” قد جنى على الحركة الأدبية في مسقط رأسه “الأحساء” لعدم نشره شعره أثناء حياته إذ هو شاعرٌ غير مقل، طويلُ النفس، وذُو شاعريةٍ متألقةٍ، وتمكَّنَ من تطويعِ الشعر في مجال تأريخ ما كان يدورُ في بيئته، وهي بيئةٌ كانت في حاجةٍ لتأريخ آدابِها، وعاداتِها، وتقاليدِها.وإنني إذ أقدمُ هذا الديوانَ للساحة الأدبية:ـ في “الأحساء” أولاً؛ وفي سائر مناطق “المملكة العربية السعودية” ثانيًا؛ وفي “العالم العربي” ثالثًا؛ فإنَّنِي أُنْجزُ ـ في حقيقة الأمر ـ وعدًا قطعته على نفسي حالما تسلمتُ “تراثَ” الشاعر بأن أبادر إلى نشره … وسيكونُ منهجُ الديوان ـ كما يستفادُ من عنوانه ـ محتويًا على:ـ قصائدَ في ربوعِ “الأحساءِ ومغانيها” و”مرثيات” في بعض رجالات “الأحساء”، و”مطارحات” شعرية مع بعض شعراء “الأحساء” المعاصرين له.كما سَتَتَخَلَّلُ هذا الديوان قصائدٌ ـ من باب التنويع ـ ولا علاقة لها بـ “الأحساء” البتة ومنها قصائد: مثل “رثاء الأندلس”، و”رحلة مقدسة”، و”مرثية الملك فيصل”، و”شعاع من الماضي”، و”المسجد الأقصى يناديك”، و”مرحبًا بالأم”، و”مرحبًا بالأب”، و”الجدال”، والرد على “مهيار الديلمي”، ورأي الشاعر في “القوانين الوضعية”، وموقف الشاعر من “الشعر الحر”، والترحيب بجلالة الملك “سعود”.وستخلل قصائد الديوان كذلك “مقتطفات” من “ملحمة الدر المكنون في شتى الفنون” التي جاءت في أكثر من “ثلاثة عشرألف بيت، وهذه “المقتطفات” ذات أغراض وموضوعات متنوعة. هذا مع العلم أن هذه الملحمة ستخضع لدراسات مستفيضة.كذلك سوف أُذَيِّلُ كل “مقطوعة” شعرية منشورة في هذا الديوان بما تمكَّنتُ من صيده من حكم، وأمثال، أثناء مطالعاتي لأشعار شاعرنا التي لم يتيسر مراجعتها بغرض نشرها حتى الآن. واستهدفتُ من تضمين ديوان في ربوع الأحساء ومغانيها قصائد ذات موضوعات مختلفة (بما فيها “ملحمة الاسلام”) عنصر التشويق والتويع كما سبق القول، وعدم قصر الديوان علـى أشعارٍ خاصةٍ بـ “الأحساء”، وربوعها فقط.وتبقى ملاحظة أخيرة ذات أهمية قصوى، وتتعلق هذه الملاحظة بمشكلة وآجهتني وأنا أُعِدُّ هذا الديوان، وفحوى هذه المشكلة هو أن الشاعر لم يشر في الكثير من أشعاره:ـإلى تاريخ تحبير كل قصيدة؛ أو إلى المدة التي قضاها في تحبيرها؛أو إلى مناسبة تحبيرها؛ أو إلى شرح ما غمض من معاني بعض أبياتها؛ أو إلى وضع هوامش تُذَيَّلُ بها أسماء بعض “الشخصيات” التي وردت في الكثير من هذه الأشعار يستوي في ذلك مَنْ كانوا من أصدقائه، أو مِمَّنْ أبلوا بلاءً حسنًا في سبيل الإسلام، ناهيك عن صعوبة قرآءة بعض الخطوط الرديئة التي كُتِبَتْ بها بعض أشعاره مما جعل “للتخمين” و”محاولة فهم” ما يقصدة الشاعر الأثر الكبير في معرفة مقاصد الشاعر، ودوافعه، من تحبير الكثير من هذه الأشعار.ورغبة في تذليل هذه الصعاب فسوف أشرحُ ما رأى أنه ضروري لتوضيحِ بعض الأمور الْمُعِينَةِ لِي فهم المراد من تحبير أية قصيدة شعرية، أو ما ورد في بعض أبياتها من معاني قد تخفى على القارئ، وسيكون الشرح إمَّا في صدر القصيدة أو في الهوامش المتعلقة بها، وباعتباري صاحب الشرح فسوف أرمز إلى إسمي بعبارة “الناشر” أمام أي شرح سوف أدونُه.وحال بيني وبين الإسراع في نشر الديوان آنذاك إنشغالي بأعمال رسمية متعلقة بأوضاع وأحداث الخليج ـ إيران، العراق، الكويت ـ استغرقت معظم أوقاتي، وبدلاً من الانتظار رأيت التمهيد بالتعريف بالديوان قبل نشره، وكذلك التعريف بالشاعر في الأوساط الأدبية المحلية والعربية نظرًا لعدم معرفة هذه الأوساط به أو بشعره، وَتَحَقَّقَ هذا الهدف عن طريق ما قمتُ به من نشر أشعارٍ له في الصحف المحلية، وكذلك نشر “دراسات” و”أبحاث” عن هذه الأشعار في وسائط الأعلام المختلفة.(4)وعلى سبيل المثال ـ مجرد مثال ـ قمتُ بنشر دراسةٍ أدبيةٍ من حلقتين تحت عنوان: قراءة في ديوان: في ربوع الأحساء ومغانيها” تحت الطبع .. بجريدة “اليوم”، العدد رقم 6553/، ص/11، وتاريخ 11/11/1411هـ الموافق 25/5/1991م، والعدد رقم 6554، ص/6، وتاريخ 27/11/1411هـ الموافق 10/6/1991م.وعلى إِثْرِ نشرِ الحلقتين سارع أديب من أدباء الأحساء هو الأستاذ “عبدالله بن ناصر بن علي العويد” بالتعليق عليهما بمقالة عنوانها: رحلة “ابن عويد” القلمية عبْر كتابات معالي الدكتور “ابن ملحم” الأدبية.. والأستاذ العويد مربي، ومطلعٌ، وذو قلمٍ رشيقٍ مرهف. يقول “ابن عويد” في رحلته:مقالتا أديبنا الكبير معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف آل ملحم في جريدة اليوم، صفحة اليوم الثقافي في العددين (6553/6554) بتاريخ 11و12/11/1411هـ أمستا حديث الناس في المجالس والمزارع … وبالذات في عاصمةِ الشعر والنخل “واحة الأحساء” كما يسميها الأديب عبدالعزيز الرفاعي عبْر مقالاته في (جريدة الجزيرة) بالرياض. لا أجامل إذا قلتُ: أن المقالتين صارتا مفاجأة للسَّادة القراء، لاسيما وأن أستاذنا “الملحم” لم نتعود أن نقرأ أدبياته إلاَّ في جهات أخرى غير مؤسسة اليوم، وبالذات في “المجلة العربية” عام 1410هـ إذ أَثْرَاهَا “وفقه الله” بعدة حلقات مهمة عن حياة شاعر الأحساء الراحل الشيخ محمد بن عبدالله الملحم المتوفى ليلة الجمعة 8/12/1408هـ (عليه رحمة الله) عندما تناول قصيدته النونية من بحر “المتقارب” البحر الذي يرغم القارئ والسامع على التراقص كما يتراقص السائق في شوارغ فارغة فاها المطبات، أليس كذلك؟! منها قوله:
فَيَا جَنَّةَ اللهِ فِي أَرْضِهِ ….. جَمَالِكِ فَوّقَ الذِي يِصِفُونِمِثَالِكِ عَزَّ بِكُلِّ الدُّنَا ….. فَمَا مِنْ جَمَالٍ يَرَى النَّاظِرُونْأَأَنْسَاكِ “أَحْسَاءُ” هَذَا مُحَالْ …… وَأَنْسَى جَمَالِكِ ذَاكَ الْفَتُونْأَأَنْسَـى (نَخِيلِكِ) بَيْنَ النَّخِــيلِ ….. وَأَنْسَى (عُيُونِـكِ) بَيْنَ الْعُـيُونْ
طبعًا : كلا.وهي ملحمة طويلة يندر نظمها في (الشعر الحديث) بلغت ثلاثة عشر ألف بيت عنوانها: “الدر المكنون في شتى الفنون”، وما الوصف إلاَّ غرض من أغراضها الكثيرة. يا لها من فصيدةٍ بلغ عدد أبياتها عداد النبق (الكنار) الذي تحتضنه إحدى شجر السدر الشامخة في نخل الأحساء.ويضيف الأستاذ “العويد” قائلاً:حقًا، كان لوفاء كاتبنا السخي عن ابن عمه ـ مكانة كبيرة، وصدى مؤثر فهو ـ شكر الله سعيه ـ كشف لنا عن شخصيةٍ يفتقر إلى معرفتها الكثير، فقلم معاليه أضحى مفتاحًا لكثير من الدارسين ممن يدرس (الآداب المنسية) كالأدب الأحسائي، وهو من أرقى الآداب وأسماها وأعرقها. … ويعجبني في كتابات معالي الدكتور “محمد” (أثابه الله) الدقة، والتركيز، والاختصار، واصطياد ما ينفع حتى أنه يرجع إلى أشياء من الصعب اقتنائها أو تذكرها كتنويهه في مقالته عن (رسالة الماجستير) المقدمة من الطالب/خالد بن سعود الحليبي/ المحاضر بجامعة الإمام ـ فرع الأحساء، فهي من الرسائل المتألقة التي خدمت (الأدب الأحسائي في القرن الماض) فهنيئًا لمعالي أستاذنا الفاضل “محمد” على هذا القلم الممشوق السَّيال عبر الصحف والمجلات والكتب المخطوطة. …ويختم الأستاذ الأديب “العويد” تعليقاته الواعية بقوله:أرجو من الله العلي القدير أن يوفق ويساعد معالي أديبنا “محمد بن عبداللطيف آل ملحم” في إخراج دواوين هذا الشاعر الفحل وما يتبعها من دراسات في غضون الأيام المقبلة، وأن يجمعنا بشاعرنا الفقيد في جنات النعيم .. وبالله التوفيق. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والله أعلم، وصلى الله على سبدنا محمد وآله وصحبه وسلم.كلمة الأستاذ “العويد” جامعةٌ شاملةٌ، وأقتطفتُ الكثيرَ منها لأنها عبرت أيما تعبير عن حقيقة ما عنيتُه من التعريف بالشاعر وكذلك بديوان: في ربوع الأحساء ومغانيهاوذلك على اعتبار أنّ هذا الديوان هو الديوان الأول الذي لا يزال تحت الطبع وذلك من ضمن دوواين أخرى كنتُ أعزمُ على نشرها تباعًا. لم أوفق في إصدار ديوان في ربوع الأحساء ومغانيها رغم الجهد الذي بذلته , والمال الذي أنفقته, والوقت الذي ضاع مني سدى. لقد حال بيني وبين إصدار الديوان ونشره “ثالوثٌُ بغيض” هو الجهل والظلم والطمع. والله المستعان. وصلى الله وسلم على سيدنا ورسولنا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين.
———هوامش:———(1) ولقد طلبت من الأخ “عبدالعزيز” أن لا يذكر اسم هذا الشخص لكائن من كان فيما بعد ما دام العلم وصلني، وقد تعهَّد الأخ “عبدالعزيز” لي رذلك. (2) راجع “ومات شاعر موهوب” في جريدة الجزيرة، ص/8، العدد رقم 5814 وتاريخ 17 محرم عام 1409هـ.(3) القصيدة منشورة بالكامل في مشروع ديوان “ربوع الأحساء ومغانيها”. (4) راجع قصيدة “مالي وللأحلام” في جريدة “الجزيرة”، ص/6، العدد رقم 5883 وتاريخ 27 ربيع الأول عام 1409هــ؛ وقصيدة “الجار” في جريدة “الجزيرة”، ص/11، العدد رقم 5924 وتاريخ 8 جمادى الأولى عام 1409هـ؛ وقصيدة “يقول لي” في جريدة “الجزيرة”، ص/10، العدد رقم 5949 وتاريخ 4 جمادى الثانية عام 1409هـ؛ وقصيدة “رحلة بين أفياء الوطن” في “المجلة العربية”، ص/30، العدد رقم 146 وتاريخ ربيع الأول عام 1410هـ؛ وملحمة “عين البحرية” المنشورة في اليوم “الثقافي” في جريدة “اليوم” في حلقات:ـ وكانت الحلقة الأولى مع مقدمة ِمنِّي عن “العين” في ص/8، العدد رقم 6169 وتاريخ 11 شوال عام 1410هـ؛ والحلقة الثانية في العدد رقم 6173 وتاريخ 13 شوال عام 1410هـ؛ والحلقة الثالثة في العدد رقم 6187 وتاريخ 15 شوال عام 1410هـ وأعيد نشر هذه الحلقة (لورود أخطاء في نشرها) في العدد رقم 6173 وتاريخ 29 شوال عام 1410هـ؛ والحلقة الرابعة في العدد رقم 6176 وتاريخ 18 شوال عام 1410هـ؛ والحلقة الخامسة في العدد رقم 6176 وتاريخ 20 شوال عام 1410هـ؛ والحلقة السادسة في العدد رقم 6180 وتاريخ 22 شوال عام 1410هـ؛ والحلقة السابعة في العدد رقم 6183 وتاريخ 25 شوال عام 1410هـ؛ وعلى إثر نشر هذه الحلقات علق عليها الأستاذ المربي “عثمان الصالح” في جريدة “اليوم” تحت عنوان “عبارات .. ملاحظات” في العدد رقم 6210 وتاريخ 23 ذي القعدة عام 1410هـ؛ وراجع “دراسة أدبية بعنوان “وقفة مع أطول محلمة شعرية” من “خمس” حلقات نشرتُها في “المجلة العربية”، الحلقة الأولى في العدد رقم 148 وتاريخ جمادى الأولى عام 1410هـ؛ والحلقة الثانية في العدد رقم 149 وتاريخ جمادى الأخرة عام 1410هـ؛ والحلقة الثالثة في العدد رقم 150 وتاريخ رجب عام 1410هـ؛ والحلقة الرابعة في العدد رقم 152 وتاريخ رمضان عام 1410هـ؛ والحلقة الخامسة والأخيرة في العدد رقم 153 وتاريخ شوال عام 1410هـ؛ وراجع المحاضرة التي ألقيتُها في “نادي مكة الثقافي” مساء يوم الثلاثا 27/5/1415هـ؛ بعنوان “لمحات من الحركة التعليمية في مقاطعة الأحساء”، وقد نَشَرَتْهَا مجلة “الفيصل” في ثلاث حلقات، وفي الحلقة الثالثة المنشورة في المجلة، العدد رقم 219 وتاريخ رمضان عام 1415هـ قصيدة “هجر وربع القوت” لشاعرنا التي ختمتتُ بها محاضرتي، وراجع قصيدة “رثاء الأندلس” (التي ألقيتها في “ندوة الأندلس” التي نظمتها مكتبة الملك “عبدالعزير” بالرياض مساء السبت 15/5/عام 1414هـ) المنشورة في “ملحق الأربعاء الأدبي” لصحيفة “المدينة”، ص/10 ـ 11 الصادرة في 4 جمادى الأخرة عام 1414هـ؛ كذلك راجع قصيدة “رثاء الأندلس” في جريدة “اليوم”، ص/23، العدد رقم 7449 وتاريخ 22 جمادى الأولى عام 1414هـ؛ وَنُشِرَتْ القصيدة نفسها في مجلة “المهل” مع مقدمة لي بعنوان “إضاءة” في الصفحات من 47 إلى 53، العدد رقم 511 وتاريخ رجب عام 1414هـ؛ ص/47، وراجع “بساتين هجر” في جريدة “اليوم”، ص/7، العدد رقم 6962 وتاريخ 7 محرم عام 1413هـ؛ وقصيدة “الأحساء” في جريدة “اليوم”، ص/6، العدد رقم 6570 وتاريخ 28 ذي القعدة عام 1411هـ؛ وقصيدة “تنوع الصناعات في الأحساء” في جريدة “اليوم”، ص/6، العدد رقم 6578 وتاريخ 7 ذي الحجة عام 1411هـ؛ وقصيدة “القدس السليب” في جريدة “اليوم”/ ص/6، العدد رقم 6584 وتاريخ 13 ذي الحجة عام 1411هــ؛ وقصيدة “حدائق البحرية” في جريدة “اليوم”، ص/6، العدد رقم 6591 وتاريخ 20 ذي الحجة عام 1411هـ؛ وقصيدة “الوصايا الخمس” في جريدة “اليوم”، ص/6، العدد رقم 6605 وتاريخ 5 محرم عام 1412هـ؛ وقصيدة “ملكة الحسن” في جريدة “اليوم”، ص/6، العدد رقم 6612 وتاريخ 12 محرم عام 1412هـ؛ وقصيدة “عتاب مهذب” في جريدة “اليوم”، ص/6، العدد رقم 6632 وتاريخ 2 صفر عام 1412هـ؛ وقصيدة “أيها العاذل” في جريدة “اليوم”، ص/6، العدد رقم 6639 وتاريخ 9 صفر عام 1991هــ؛ وقصيدة “نشيد المسلمين” في جريدة “اليوم” في جريدة “اليوم”، ص/6، العدد رقم 6646 وتاريخ 16 صفر عام 1412هـ؛ وقصيدة “يا ليالي” في جريدة “اليوم”، ص/6، العدد رقم 6667 وتاريخ 8 ربيع الأول عام 1412هـ؛ وقصيدة “نصيحة” في جريدة “اليوم”، ص/6، العدد رقم 6653 وتاريخ 23 صفر عام 1412هـ؛ وقصيدة “بلقيس” في جريدة “اليوم”، ص/6، العدد رقم 6660 وتاريخ 1 ربيع الأول عام 1412هـ؛ وراجع سلسلة مقالات “عيون الأحساء” المنشورة في جريدة “اليوم” التي كانت “في حقيقة الأمر” شرحاً لقصائد الشعر التي حبرها “شاعرنا” عن هذه العيون، وكانت المقالة الأولى بعنوان “عين الجوهرية” في العدد رقم 6612 وتاريخ 12 محرم عام 1412هـ؛ والمقالة الثانية بعنوان “عين الحقل” في العدد رقم 6619 وتاريخ 19 محرم عام 1412هـ؛ والمقالة الثالثة بعنوان “عين نجم” في العدد رقم 6626 وتاريخ 26 محرم عام 1412هـ؛ والمقالة الرابعة “عين البحير” في العدد رقم 6633 وتاريخ 3 صفر 1412هـ، والمقالة الخامسة “أم سبعة” في العدد رقم 6640 وتاريخ 10 صفر 1412هـ؛ والمقالة السادسة “عين الخدود” في العدد رقم 6647 وتاريخ 17 صفر عام 1412هـ؛ والمقالة السابعة “لغز النهرين” في العدد رقم 6654 وتاريخ 24 صفر عام 1412هـ، والمقالة الثامنة “عيون الأحساء المغمورة” في العدد رقم 6661 وتاريخ 2 ربيع الأول عام 1412هـ؛ والمقالة التاسعة “الأحساء هي عيونها” في العدد رقم 6669 وتاريخ 10 ربيع الأول عام 1412هـ؛ وراجع قصيدة “أسماء” في مجلة “الشبل”، ص/37، العددين 33/34 وتاريخ غرة شوال عام 1409هـ؛ وقصيدة “عبدالله” في مجلة “الشبل”، ص/33، العددين 35 و36، وتاريخ 15 شوال عام 1409هـ؛ وَعَقَّبَ على ما نشرتُه عن “شاعرنا” أدباء ومنهم:ـ الأستاذ “عبدالرحمن بن عوض الحربي” الذي أذاع في برنامجه الأسبوعي “شاعر من بلادي” في إذاعة الرياض” مساء يوم الخميس 24 جمادى الأولى عام 1411هـ حلقة عن “شاعرنا” دامت لنصف ساعة، وذكر لي الأستاذ “الحربي في رسالة شخصية أن مادة البرنامج عن “شاعرنا” ستنشر في مؤلف سوف يطبعه تحت عنوان “شعراء من بلادي”؛ والأستاذ الدكتور “علي بن عبدالعزيز العبدالقادر” الذي نشر مقالة بعنوان “الوطن في شعر .. محمد بن عبدالله آل ملحم” في جريدة “اليوم”، ص/8، العدد رقم 5857 وتاريخ 25 ذي القعدة عام 1409هـ، والأستاذ “عبدالله العويد” الذي ألقى محاضرة في “دولة الأمارات العربية” نَشَرَتْ جريدة “اليوم” مقتطفات منها في ص/6، العدد رقم 6830 وتاريخ 23 شعبان عام 1412هـ


الناشر: لم تنشر

تاريخ النشر: 01/01/1417هــ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.