ومتى أجد البديل!

ما أقرب الدنيا من الآخرة!!”الخدين” أقرب إلى القلب من القريب والصديق والرفيق.وأنت يا “أبا عبدالعزيز” الخل “الخدين”، “الخدين”.كلما أكون “بالأحساء” تعلم أسرتك أنني سأكون معك لأني أرتاح نفسياً أن تكون معي. وحينما تطأ قدمي “حي السلمانية” “بالأحساء” كنت أهاتف أسرتك الكريمة للسؤال عنك، وبمجرد سماع الأسرة الكريمة لصوتي تبادر بتحيتي قبل السؤال عَنْ مَنْ هُو على الهاتف.. تعلم الأسرة أنني أسأل عن “الحبيب”.يا أبا عبدالعزيز:ـ قبل وفاتك بثمان ساعات كنت معي ممتطياً سيارتي ذاهبين “لمهرجان هجر الثقافي الثاني”، وبالمهرجان كنت أيها “الفقيد” في الصدارة ــ لأنك تحب الصدارة ـ وبجانبك مدير شرطة محافظة الأحساء ” اللواء “عبدالله بن صالح السهيل” وسعادة الأستاذ “محمد القاسم” مدير مكتب سمو الأمير بدر محافظ الأحساء، والأخ الصديق الأديب “عبدالله الأحمد المغلوث”. وكنا نتبادل أطراف الحديث حول العرضة النجدية وغيرها وكنت “يا “أبا عبدالعزيز” متألقاً في الحديث كعادتك للغاية. وأتذكرُ وأنت تمتطي سيارتي للذهاب للمهرجان ومعنا بالسيارة الأستاذ الأديب “خالد بن عبدالله آل ملحم” مدير مكتب “وزارة الخدمة المدنية” بالأحساء، وابن أخي الأستاذ المدرس “عبدالله بن ناصر آل ملحم” أنكَ قلتَ لي أنَّكَ تحس بتعب، ولكنكَ قررتَ مرافقتنا. قاومتَ ما كنتَ تحسُّ به ممتطياً سيارتي، وبداخل السيارة حدَّثتني عن بعض الأمور، وذهبنا للمهرجان. ولما وصل سمو المحافظ للمهرجان بادرتَ كعادتك تحيي المحافظ. وبعد الحفل ودعتك أمام منزلك وكان ذلك حوالي الساعة العاشرة مساءاً رغم دعوتك لنا بدخول منزلك. وفي الصباح المبكر فوجئت بخبر وفاتك.وهكذا يا “أبا عبدالعزيز” كان قضاء الله وقدره.يا “أبا عبدالعزيز”:ـ بعد ثمان ساعات توفاك الله بعد مرافقتي لك. اعلم يا “أبا عبدالعزيز” أنني أحببتك وأنت تعلم أنني أحبك في الله حتى فارقت الحياة. أما وفاتك فلكل أجل كتاب. حينما أكون بالأحساء كنت أسعد بلقياك.ودعني أتحدث عن مآثرك.كنت تحب أسرتك “آل ملحم” مضحياً بالغالي والنفيس في سبيلها قبل العناية بأسرتك الصغيرة.كنت كريماً في خلقك.وكنت غنياً في نفسك ، والغنى غنى النفس، أما الكرم فمن طباعك، ومحبة كبار القوم من خصالك.يا “أبا عبدالعزيز”:ـ إذا كان للشهامة تاج فأنت تاجها.يا “أبا عبدالعزيز”:ـ وإذا كان للشهامة بيت فأنت رب البيت.يا “أبا عبدالعزيز”:ـ سأفتقد بعد فراقك ذلك الحديث من القلب إلى القلب الذي عودتني عليه.يا “أبا عبدالعزيز”:ـ أنا بعد فراقك في حالة ذهول. وأنا أعرف أن من أعز أصدقائك أخي “الحبيب” صديق الجميع الأستاذ “عبدالله بن ابراهيم الراشد”. ماذا أقول له لو هاتفني!! أنا أعلم أنه يحبك!يا “أبا عبدالعزيز” ستعلم أسرتك الكبيرة “آل ملحم” في سائر محافظات المنطقة الشرقية وفي الرياض وعيون الجواء وفي الكويت أنها فقدت أعز أبنائها.رحم الله الخل “الخدين” ابن العم الحميم “محمد بن عبدالعزيز الناصر آل ملحم”، وألهم أهله وأبناءه وبناته وحفدته الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.


الناشر: جريدة اليوم

– العدد: 10002

تاريخ النشر: 02/11/2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.