مهرجان هجر الثاني وتكريم معالي الدكتور الملحم فيه

أيام وليال عبد الله بن أحمد الشباط هجر والمهرجان
بادرةٌ طيبةٌ ومثريةٌ للعمق الثقافي بالاحساء أن تتبنى الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، إقامة مهرجان سنوي يتم من خلاله تعريف المواطنين والمقيمين بتراث هذه البلاد وما يحتويه ماضيها من ثقافات متعددة في كل ميدان من ميادين الحياة المختلفة ابتداء من عام 1420هـ حيث أقامت مهرجانها الأول مواكبًا للاحتفال بمرور 100 عام على تأسيس المملكة العربية السعودية، وفي هذا العام 1421 هـ أقامت مهرجانها الثاني مواكبا للاحتفال بالرياض عاصمة للثقافة العربية.

ولا شك في أن هذا المهرجان الذي شرفت بأن أكون أحد ضيوفه قد أسهم في تنشيط ذاكرتي وحباني مكرمة الالتقاء بالعديد من رجال الثقافة والأدب والادارة وفي مقدمتهم صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن عبدالله بن جلوي محافظ الأحساء الذي أسعدني الالتقاء بسموه لأول مرة.لقد قامت الجمعية مشكورةً بتكريم شخصي الضعيف مع كوكبة من رجال الفكر والفن ممن أعتزُ بصداقة بعضهم، ويشرفني التعرف على بعضهم، ناهيك عن اللقاءات الجانبية التي حظيت بها من بعض تلك الوجوه النيرة التي تسهم بشكل أو بآخر في تثبيت ونشر الثقافة والأدب في هذا الجزء من وطننا الحبيب.ولقد كانت الكلمات الترحيبية التي نطق بها مسؤولو الجمعية غنية عن كل تعليق، أمَّا كلمة معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم التي القاها نيابةً عن المحتفى بهم فقد كانت إطلالة مشرقة على ماضي هذه البلاد البعيد والقريب، جمعت بين سلاسة النثر وحلاوة الشعر الذي تغنَّى به قائلوه غزلاً في هجر وربوعها بأنهارها ونخيلها وأفيائها الظليلة وينابيعها، وما تدره من مياه عذبة تروى بها تلك الجنان الوارفة الظلال الحاملة للعطاء في غير مَنٍ ولا أذى مما أثلج الصدور، وكأنها وقفة مع الإبداع المتغنى بمحاسن هجر النابعة بين ضفافي البحر والصحراء كقطعة من جنان الخلد اختار الله لها هذه البقعة المباركة.

وكم أثلجت صدري وصدور الضيوف تلك الإبداعات الفنية التي رسمتها أنامل الفنانين كلوحات معبرة عن مواقف وحالات تحكي عن الماضي والحاضر، والتي شارك في نقشها ثمانية من فناني الاحساء لتعطي تصورا عما تزخر به هذه البلاد من ذخائر فنية مخزونة ومواهب ظاهرة تشهد لمبدعيها بالتفوق.أما الفنون الشعبية وفي مقدمتها فرقة سيالة الشعبية بالطرف ومتحف الاستاذ عبد الله الذرمان والمحنط طاهر مبارك العركاء فإنها لا تقل شأنًا عن إبداعات الرسامين فإن كان أولئك رسموا بالريشة فإن هؤلاء قدموا إبداعاتهم بنماذج حية من واقع الحياة المعاصرة مع لفتة إلى الماضي الذي نفتخر ونعتز بالإنتساب إليه ولا يفوتني في هذا المقام التنويه بجهود الفنان ياسر البقشي الذي صمم (الديكورات) لتلك المعارض والساحات الفنية.ولا شك في أن التقاء الحرف الشعبية مع الصناعات الحديثة أوجد نوعًا من التمازج الحضاري عن طريق ربط الحاضر بالماضي لأن من ليس له قديم لا جديد له كما في المثل.ولا يفوتني في هذه العجالة أن أزجي الشكر والتقدير لسعادة رئيس مجلس ادارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الأستاذ محمد بن أحمد الشدي ولسعادة الأستاذ عبد الرحمن المريخي نائب رئيس فرع الجمعية بالاحساء ولسعادة عمر العبيدي مستشار الفرع، ولكل من ساهم في إحياء هذا المهرجان المتميز. وإلى اللقاء.

المصدر : جريدة اليوم، العدد رقم 10002، ص/7
وتاريخ 6/8/1421 هـ الموافق 2/11/2000 مالكاتب: عبد الله بن أحمد الشباط
الناشر: جريدة اليوم – العدد:10002
تاريخ النشر: 02/11/2000 م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.