لقاء المعيد/عبدالله عابد المشرف على مجلة اللجنة الثقافية بكلية التجارة

لقاء صحفي (أول) أجراه المعيد/عبدالله عابد المشرف في مجلة اللجنة الثقافية بكلية التجارة ـ (جامعة الرياض سابقًا) جامعة الملك سعود حاليًا مع الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم عميد كلية التجارة في عام 1394هـ.
يقول المعيد (عابد) مخاطبًا طلبة الكلية نبدأ معكم لقاءات ستكون متكررة ـ بإذن الله ـ طوال العام الدراسي نقدم فيه شخصية من الكلية. ومن الطبيعي أن نبدأ هذا الباب مع سعادة عميد الكلية الدكتور “محمد بن عبداللطيف الملحم”.طرحتُ عليه الفكرة، وكان إيجابيًا في ردِّه، ومتحمسًا للفكرة . وبدأت الإجابات تتدافع .. تترى .. ودون تردد.س : أين ولدتَ؟ وفي أي عام؟ اللقاء الصحفي الثاني مع عميد كلية التجارة الدكتر الملحم
الناشر: نشرة الطالب -العدد:23تاريخ النشر: 09/03/1394هـ
لقاء صحفي (ثاني) أجراه المعيد/عبدالله عابد المشرف على مجلة اللجنة الثقافية بكلية التجارة ـ (جامعة الرياض سابقًا) جامعة الملك سعود حاليًا مع الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم عميد كلية التجارة في عام 1394هـ. س : هل ترون سعادتكم أن عمل التوعية الإسلامية مقتصر على لجنة التوعية الإسلامية بالكلية أم أنه ينبغي على كل اللجان بمختلف نشاطاتها القيام بنصيبها فيه؟جـ : كلية التجارة ممثلة في عميدها وأساتذتها وطلابها وموظفيها يجب أن تهتم بالتوعية الإسلامية … إن وجودنا كعرب بدون إسلام لا يعني شيئًا ولا قيمة له .. وتاريخنا يتحدث عن هذه الحقيقة، ويؤكدها وهي أنه لم ولن يكون لهذه الأمة وزن ولا عزة ولا كرامة إلاَّ بالإسلام. ولن يصلح آخر هذه الأمة إلاَّ بما صلح به أولها. لذلك فإن التوعية الإسلامية لا تقتصر على لجنة أو جهة معينة، بل ينبغي على الجميع القيام كل بدوره في أداء هذا الواجب، وسيكون مفهوم التوعية ضيقًا جدًا لو اقتصرت على القيام به لجنة معينة.س : ما هو الدور الذي تلعبه كلية التجارة بتخصصاتها المختلفة والعلوم التي يتلقاها الطلاب فيها في تكوين شخصية الطالب المسلم الغيور على دينه المطلع على مختلف اتجاهات الفكر المعاصر؟جـ : إن كلية التجارة تنفرد من بين سائر كليات الجامعة بعنايتها بشؤون الحياة، فهي بحكم تخصصاتها المختلفة: الاقتصاد/والسياسة/والمحاسبة/ والإدارة تحاولُ أن تلبي احتياجات مجتمعنا المتطور فتصدِّر رجالاً يساهمون في خدمة هذه المملكة الفتية. ولا شك أن هذه الخدمة لن تكون منتجة ولا ذات جدوى إلاَّ إذا كانت متلائمة مع التكوين الاجتماعي الإسلامي الذي يبرز شخصية هذا المجتمع، فالمملكة بحكم وجود المقدسات الإسلامية على ترابها في مركز القيادة الدينية في منطقتها، ولا شك أنه حينما تعد الكلية شبابها ليساهموا في مراكزهم في تطوير هذا المجتمع يجب أن يكون هذا التطوير في نطاق الإطار الإسلامي العام الذي يحدد سير الحياة لهذا المجتمع.س : هل يتنظر في وقت قريب إيجاد فقرات داخل كل مادة يدرسها الطلاب في العلوم المختلفة في شكل مقارنة بين وجهة النظر الغربية الحديثة والبديل الإسلامي؟جـ : إن اتجاهات أو سياسة الكلية في دراسة الثقافة الإسلامية هو التركيز على الجوانب الثقافية الإسلامية ذات العلاقة بما يدرَّس للطالب في الكلية كمواد نابعة من الشريعة الإسلامية مثل نظام الحكم والإدارة في الإسلام والاقتصاد الإسلامي.س : من خلال تجربتكم الدراسية التي تعتبر مثلاً يحتذى به، هل يمكن لسعادتكم بمناسبة اقتراب موعد الامتحان النهائي وتزايد “المنفعة الحدية” أن تعطونا خطة عملية أو برنامج لاستغلال ساعات اليوم بما يحقق أفضل استيعاب ممكن وأحسن النتائج؟جـ : سبق أن سئِلت نفس السؤال في جريدة “البلاد” الصادرة يوم 6/3/1379هـ عندما كنت طالبًا في كلية الحقوق بجامعة القاهرة ـ ـ والجدير بالذكر أن سعادة العميد كان من الطلبة المتفوقين في دراستهم الجامعية وحتى الدراسات العليا ـ ـ وقد أحالنا سعادته على الجريدة المذكورة، وقد اخترنا من تلك المقابلة جواب السؤال الذي نحن بصدده، وكان نصه كالتالي: ـ ليست هناك طريقة مثلى تصلح ـ كقاعد عامة ـ لكل زمان ومكان، بل هناك طرق كثيرة تحدث عنها رجال علم النفس والاجتماع، ولهذا فالمذاكرة والاستذكار والتذكر تختلف من طالب إلى آخر، ويختلف بالنسبة للطالب نفسه من حالة إلى أخرى. وأنا بتجربتي الخاصة أنصح كل طالب أن يختار له الطريقة المثلى التي يراها مناسبة، والتي يكشفها بنفسه، ويجدها متجاوبة مع ميوله واستعداده حيث أن كل طالب أثناء مذاكراته يخضع لعوامل شتى نفسية واجتماعية يؤثر في الطريقة التي يختارها لمذاكرته. أمَّا إذا أردتَ أن أذكر لك الطريقة التي ناسبتني واتبعتها فأفادتني فهي طريقة القراءة الكلية، وبعدها مباشرة طريقة القراءة الجزئية مع شئ من التعديل. وأكرر مرة أخرى أن على كل طالب أن يذاكر بالطريقة التي تناسبه، وتتفق مع ميوله وأمزجته، وأن يترك عنه التقليد، ومحاكاة الآخرين إلاَّ إذا أحس أنه سيستفيد من التجارب التي استفاد منها الآخرون.س : ما هي الظروف التي جعلتك تتفوق في عامك الدراسي بكلية الحقوق حيث حصلتَ على الترتيب “الأول”؟جـ : ليس التفوق والأولية بالشيء الجديد بالنسبة لي، فقلد حصلتُ على “الأولية” في أغلب سني الدراسة بالمرحلة الإبتدائية والثانونية. أمَّا الظروف التي جعلتني أتفوق فبودي أن أؤكد لك أن هذه الظروف عادية، ولم تتوفر لي ظروف تميزني عن غيري من الطلاب، كما اعتقد أن كل ظروفنا نحن الطلاب بالقاهرة متساويةً ما دمنا مرتاحين من الناحية المادية والنفسية والصحية. أما الثقافة الخارجية والمعلومات العامة فهي مهمة، ويجب أن يحرص عليها الطالب، ولكنني لا أعتبرها ظروفًا يتميز بها طالب عن آخر، بل نوع من الدراسة يتلقاها الطالب من الحياة العامة. وبودي أن أنوه أنني في دراستي كنتُ أعتمدُ على الآتي:ـ1) أعتمد على الله ثم على نفسي،2) أحدِّث نفسي بالنجاح،أما العنصران الرئيسان اللذان يجب أن يتوفرا لدى الطالب لتحقيق النجاح فهما في نظري:1) عنصر الرغبة،2) عنصر التفرغ. س : ما هو الكتاب الإسلامي الذي قرأتموه، وأُعحبتُم به، وتنصحون الطلاب بقراءته؟جـ : هو كتاب “التشريع الجنائي الإسلامي” للشهيد الأستاذ عبدالقادر عودة”س : هل من الممكن أن يتفضل سعادتكم بتوجيه كلمة إلى أبنائكم الطلاب من خلال نشرة الطالب؟جـ : إن الطالب الجامعي يجب أن يحصل على أكبر قدر من المعرفة في هذه الفترة من حياته، وأن لا يكون الغرض من تواجده في الجامعة هو الحصول على المؤهل فقط لأن المؤهل أمنية ممكنة التحقيق، ولكن القدرة على التعرف على المعرفة والقدرة على الاستفادة منها تأتي بعد المؤهل. والعلم الحقيقي أيضًا يبدأ بعد المؤهل الجامعي، فمن الممكن أن يحصل الطالب على المؤهل الجامعي ثم يعمل في أي فرع من فروع العمل، ويكون هناك المحك: هل هو قادر على أن يكون على مستوى مسؤولية العمل أم لا؟س : طلبٌ أخيرٌ في ختام هذا اللقاء هو أن تتفضلوا بتخصيص يوم في الأسبوع حسب ظروفكم توجهون فيه كلمة إلى أبنائكم الطلاب بعد الصلاة في أي موضوع تختارونه؟جـ : هناك برامج لزيارة بعض المهتمين بشؤؤن التوعية الإسلامية سوف يزورون الكلية ومن بينهم فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن فريان. والحقيقة أن فكرة اللِّقاءات بين الأساتذة والطلاب في الكلية هي فكرة جيدة إلاَّ أنه تواجهنا في الوقت الحاضر بعض الصعوبات الناجمة عن عدم توفر قاعة تستوعب أعداد كبيرة من الطلاب. لذا فستقتصر اللِّقاءات في الوقت الحاضر على النطاق الضيق في شكل مجموعات. وقد أنشِئت لجنة لتنظيم الندوات والمحاضرات بالكلية من أهدافها تحقيق مثل هذا الاتصال، وتوثيق العلاقات بين الطلاب والأساتذة. وآخر لقاء للطلاب كان كما تعلمون في الندوة التي عقدت مؤخرًا لشرح نظام الامتحانات الجديد.
ا


اللقاء الصحفي الأول مع عميد كلية التجارة الدكتور الملحماللقاء الصحفي الأول مع عميد كلية التجارة الدكتور الملحم
الناشر: نشرة الطالب

-العدد:2

تاريخ النشر: 1394/1395هـ

حوار حول الشعر الحر (1): درس في الأعلام

درس في الأعلام: منشور في مجلة اليمامة، العدد 292 تاريخ 21/2/1394هـ 15/3/1974م
في صباح يوم السبت الموافق 10 محرم 1394هـ، وأنا في طريقي من كلية التجارة الى كلية الآداب لإلقاء دروس في القانون الدولي على طلبة السنة الثانية بقسم الاعلام، أطلعني الزميل الدكتور غازي القصيبي على خبر أوردته مجلة اليمامة في عددها الصادر في يوم الجمعة الموافق 9 محرم 1394هـ. ونص الخبر كالتالي:_ “عميد كلية التجارة” الدكتور محمد الملحم جدَّد هذه الأيام حملته الشديدة على”الشعر الحر” وأصحابه على الأصح، ويرى أن هذا النوع من الشعر تافه، ولا يمكن أن يلحق بغبار الشعر التقليدي.. ولكن الدكتور الملحم يخشى من الكتابة في الصحف حول هذا الموضوع خوفًا من هجوم شعراء الشعر الحر.. ونحن نرى أن هذا التبرير غير كاف.. ونأمل من الدكتور أن يجمع أطراف شجاعته ويكتب.. ومن ثم يتحقق إن كان سيستطيع أن يضيف أشياء جديدة تساهم في محاصرة موجة الشعر الحر العنثفة التي تجتاح الاوساط الأدبية في العالم العربي برمته.. فهل يرغب الدكتور الملحم في أن يفقد حب جيل كامل من الأدباء وبالتالي يقع تحت مطارق نقدهم؟؟ ليفعل إذن”.ولم أتمكن من التعقيب على هذا الخبر في حينه.. وأعادت مجلة “اليمامة” نفس الخبر، ولكن بإسلوب آخر، وفي مكان آخر من عددها الصادر في يوم الجمعة الموافق 16 محرم 1394. ولم أتمكن من التعقيب على نفس الخبر في حينه أيضا..وأعادت المجلة نفسها الخبر وتحت عنوان جديد في عددها الصادر في يوم الجمعة الموافق 14 صفر 1394..
واذا كان لابد من التعقيب فيسرني أن أؤكد أن الخبر صحيح، وإن كان قد كتب بأسلوب فيه شئ من الإثارة والمبالغة.. وهذا دأب الصحافة!ولعله من المفيد، لوضع هذا الخبر في إطاره الصحيح، أن أذكِّر بأنني حينما لفتُّ، ذات يوم، نظر أحد كتاب مجلة “اليمامة” البارزين، وهو من “الشعراء الاحرار”، عن رأيي فيما يسمى “بالشعر الحر”، وكان رأيا عابرًا وفي حديث عابر، كنتُ أهدف من ورائه المساهمة في حل “أزمة الورق” التي تعاني منها الصحف عن طريق توفير الأعمدة، التي تخصص لهذا الكلام المنثور، للأمور الأكثر أهمية..وبودي أن تعرف مجلة “اليمامة” أن الموضوع ليس موضوع الخشية من الكتابة في الصحف حول هذا الشعر خوفًا من هجوم شعرائه.. إن من حقي، وأعتقد أن مجلة اليمامة لا تنازع في وجود هذا الحق، أن يكون لي رأي فيما يعرض في السوق من غث وسمين، فأشتريه أو لا أشتريه. وإذا كانت مجلة “اليمامة” ترغب أن أكتب عن رأيي في هذا اللون من الكلام فآمل أن تهدي لي ما تعتقد هي بأنه أحسن ديوان أو ديوانين يتضمنان هذا اللون من الكلام.. عندئذ سأكتب عن رأيي في الوقت الذي أراه مناسبًا.وبودي أيضا أن تعرف مجلة “اليمامة” أنني توجَّهت في ذلك الصباح إلى كلية الآداب ونفسي وخواطري تحدثني عن مفهوم الإعلام ومحتواه ودوره، وبدلاً من أن أبدأ محاضرتي في “القانون الدولي” كالمعتاد رأيت من الأفضل وأنا أمام جيل من أجيال الإعلام في بلادي أن أتحدث معهم في بداية المحاضرة عن عملية الإعلام وعلاقتها بما يمكن أن أسميه “وليسمح لي الدكتور القصيبي إذا كان في هذه التسمية شئ من الانحراف الأكاديمي” بسياسة التحرش”. وهذه السياسة معروفة وليست بالأمر الجديد في حقل الإعلام وتتبناها جميع أجهزة الإعلام في كل بلد وعلىجميع المستويات .. ولكن لهذه السياسة قيود قانونية. ولكي تكون هذه السياسة منتجة وفعالة فيجب، وهنا موطن
الشرعية، أن يكون استخدامها بريئًا وتخدم الصالح العام.. وقد تنفع هذه السياسة في حمل الاخرين ـ وأنا واحد منهم ـ على المساهمة في عملية الإعلام المسموعة أو المقروءة أو المرئية، وقد لا تنفع. والأمر في تصوري مرهون بحسن استخدام تلك السياسة وللظروف!!وفي حديثي عن مفهوم الإعلام مع طلاب الإعلام سألتهم عما إذا كانوا قد درسوا “قيود النشر” بعد، فأجابوا بالنفي..وفي رأيي أنه لولا “قيود الشعر” وهي الوزن والقافية لم تكن للشعر قيمة، وأقصد بذلك الشعر الذي قال عنه “أبو هلال العسكري” بأنه “ديوان العرب، وخزانة حكمتها، ومستنبط آدابها، ومستودع علومها”.وترغب مجلة “اليمامة” أن أضيف أشياء جديدة أساهم بها في محاصرة موجة الشعر الحر العنيفة التي تجتاح الأوساط الأدبية في العالم العربي برمته.. وأعتقد أنه ليس هناك داعٍ لهذا العناء.. فهذا الكلام محاصر.. ويكفي أن أذكر في هذا الخصوص بأن الذين يحبون هذا اللون من الكلام ويدافعون عنه ويؤرقهم نقده هم “منتجوه” وحدهم.. وكل يغني على ليلاه!!وإنني لا أشارك مجلة “اليمامة” رأيها القائل أن من شأن التعرض لإنتاج “شعراء الشعر الحر” فقدان حب جيل كامل من الأدباء وبالتالي الوقوع تحت مطارق نقدهـم .. أنني آمل أن يكون هذا الجيل على مستوى المسؤولية.. ولولا محبتي لهما تعرضت لإنتاجه وهو إنتاج غزير ليس في الشعر فحسب إنما في مجالات أخرى .. والمثل يقول “صديقك من صدقَك لا من صدَّقك. إلاَّ إذا كانت مجلة “اليمامة” تعبر في رأيها عن ظاهرة مريضة تجتاح الأوساط الأدبية في العالم العربي برمته..”.

وأخيرًا بودي أن أطمئن مجلة “اليمامة” بأن مفعول موجة الشعر الحر التي “تجتاح الأوساط الأدبية في العالم العربي برمته” كما تدعي هي لا تختلف عن مفعول أية موجة من موجات البحر.. وتبدأ موجة البحر بعنف وتسير مع التيار بعنف وترتطم بصخور البحر “التقليدية” فتهزمها الصخور وتتلاشى وتزول ويتولد عنها زبد. ويقول الله في محكم كتابه “فأمَّا الزبد فيذهب جفاء، وأمَّا ما ينفع الناس فيمكثُ في الارض”.


الناشر: مجلة اليمامة

– العدد:292

تاريخ النشر: 15/03/1974م

والذكريات صدى السنين

خبر كالرَّعد .. كذكْرى أغنية ربيعية .. تمتد وتتجدد .. وتعيد إليك التفاؤل والإحساس بحلاوة الحياة .. وجمال الأشياء.لم أكن أصدق بأن أخبار الأمس .. يمكن أن تمنح اللذة والفرح لقارئٍ لم يرجُ شيئًا حتى من أخبار المستقبل .. القارئ يشعر بالملل حين يقرأ أخبار الساعة .. ولكن هذا الخبر يختلف .. فقد فرحتُ به كفرحي بصورةِ حبيبة .. بقصيدةٍ وجدتُها فجأةً غافيةً بين أوراقي .. حيث تتلاقى الذكرى بصداها .. فينشأ ما يُسمى بتداعي الصقور أن العودة الحميمة للحب .. أو صدى الذكريات الواعدة ..الذين قرؤُا هذه الخبر قبل حوالى خمسة عشر عامًا لا بد أن شعروا ما دغدغ عواطفهم .. وحين يقرؤنه الآن .. سيكتشفون روعة النبتة الغضة .. وقد أصبحت سنبلة .. روعة الزهرة وقد انعقدت ثمرًا حلوًا .. روعة الأمل وقد مَدَّ ذراعيه للشمس.الخبر نُشِرَ في جريدة المدينة العدد 785 بتاريخ 17 ذي القعدة 1378هـ .. ومصدره القاهرة .. أما كاتب الخبر .. فهو من أبرز صحفي المملكة الآن .. محمد علي حافظ ..ثلاثة طلاب سعوديين أوائل في جامعة القاهرة  القاهرة ـ من محمد علي حافظ خمسمائة طالب سعودي في القاهرة يتحدَّثون هذه الأيام عن قصة نجاح ثلاثة طلاب سعوديين ظَهَرَ من نتيجة الفصل الأول أنهم فازوا بالأولية في سنواتهم الدراسية التي يبلغ عدد الطلبة في كل منها ما لا يقل عن ألفي طالب.إن أولهم هو الطالب محسون محسن بهجت جلال بالسنة الثانية ـ تجارة القاهرة . ظهر من نتيجته أنه الأول على أكثر من ألفي طالب مصري . وكان محسون قد التحق بكلية الطب، ولكن الدراسة فيها لم ترقه فتحول لكلية التجارة حيث وجد فيها مجال التفوق الممتازوثاني هذا الثالوت هو غازي القصيبي . إنه أيضًا في السنة الثانية لكلية الحقوق في جامعة القاهرة، وظهر أنه الأول على ألفي طالب مصري .أمَّا محمد بن عبداللطيف آل ملحم فهو شاب هادئ من بعثة هذ العام .. التحق بكلية الحقوق، واستطاع أن يثبت من أول اختبار يدخله في الجامعة أنه من الطلبة الممتازين سنه أولى حقوق وعدد طلاب سنته الدراسية ألفي طالب. إن قصص النجاح التي يتحدث عنها الطلبة هنا لا تنتهي . إن هؤلاء الطلبة المتفوقين سيصبحون حديث الناس كلهم .. إن الحياة العملية ستستقبل هؤلاء الشبان الممتازين . إن بلادنا لتنظر إليهم وإلى زملائهم بعين الأمل الكبير” انتهى الخبر.ودارت الأيام ..فإذا بهؤلاء الفرسان الثلاثة يصبحون كما توقع لهم الأستاذ “محمد علي حافظ” .. يصبحون حديث الناس كلهم .. تنظر إليهم بلادهم بعين الأمل الكبير.ما أجمل هذه الصدف .. درسوا واجتمعوا معًا في القاهرة كطلاب زملاء .. فإذا بهم اليوم يجتمعون مرةً أخرى دكاترة زملاء في كلية التجارة الناهضة ليساهموا في نهضة هذا البلد، ونموه، وتطوره، وفي أرقى مجال .. مجال التعليم الجامعي ..وكصحفي .. أفرحنى الخبر حتى بعد 15 عامًا ..وكصحفي أدهشني توقعات الأستاذ “محمد حافظ” .. فأجدني الآن أتوقع لهؤلاء الفرسان مناصب أعلى .. تنتظرهم كوزراء في يوم قادم قريب .. أرجو أن تصدق توقعاتي لهم ولزملاءهم في الجامعة .. ذلك لأن عجلة التقدم في المملكة بحاجةٍ ماسةٍ إلى شباب أقوياء مسلحين بالعلم .. والتجربة .. والعزيمة الصادقة ..تحيةً لهؤلاء الشباب .. وتنهئةً لهم بالمناصب المنتظرة المتوقعة مقدمًا. في الهامشمُنًى إِنْ تَكُنْ حَقًا فَمِنْ أَجْمَلِ الْمُنَى ….. وَإِلاَّ فَقَدْ عِشْنَا بِهَا زَمَنًا رَغْدَا
المصدر : مجلة اليمامة، السنة السادسة، العدد 248، ص/7،التاريخ 10 ربيع الأول 1393هـ الموافق 13 أبريل 1973م،


والذكريات صدى السنينوالذكريات صدى السنين
الناشر: مجلة اليمامة

العدد:248

تاريخ النشر: 13/04/1973م

صور د. محمد بن عبداللطيف الملحم طالبا جامعة “Yale” في 1970م

صور معالي د. محمد الملحم أيام طلبه العلم من جامعة القاهرة 1960

 

 

أبناؤنا على مدرجات الجامعات في الخارج

مقابلاتٌ صحفية أجرتها جريدة “الخليج العربي” الصادرة في 5 شعبان 1381هـ الموافق 11 يناير 1962م مع طلاب يدرسون بجامعات “الجمهورية العربية المتحدة” تحت عنوان: “أبناؤنا على مدرجات الجامعات في الخارج، رجال الغد يتحدثون عن آمالهم في المستقبل” وهم: محمد بن عبداللطيف آل ملحم، ناصر بونهية، عبدالله العنقري، عبدالله الرميح، جمال فطاني، فهد البشر، عبدالله الصيخان، حمد القباع.
صدَّرت الجريدة مقابلاتها لهؤلاء الطلاب بمقدمة كتبها رئيس تحريرها الأستاذ/عبدالله بن أحمد الشباط، ونصه المقدمة كما يلي:عندما تستيقظ الأمم على صوت النفير يهز في أعماقها رغبة الحياة .. ويثير في نفسها نوازع الصعود .. فأنها تتطلع مع شمس خيوطها الأولى إلى شبابها .. إلى سواعدهم وعزائمهم .. ونحن اليوم إذ نقف على عتبة المستقبل المشرق الذي نتلمَّسه عن طريق شبابنا المثقف .. فإن علينا من جديد ضرورة العمل على إيجاد جيل من المثقفين الواعين .. المدركين تمامًا لحقيقة المرحلة الخطيرة التي تجتازها أمتهم. والحق أن حكومتنا السنية أدركت من أول وهلة ضرورة ذلك .. فما فَتِئَتْ الجامعات الكبرى في شتى أنحاء العالم تستقبل كل عام وفودًا جديدة من شبابنا .. طالبي العلم والمعرفة .. يفدون إليها .. تحدوهم عزائمهم في الارتشاف من منابع العلم والمعرفة والتَّزود بسلاح العلم لكي يخوضوا معركة بناء أوطانهم .. بثقةٍ في أنفسهم، وجدارةٍ في إمكانياتهم.وفي القاهرة وحدها يوجد أكثر من خمسمائة طالب .. عَرِفَتْ مدرجات الجامعات فيها فيهم المثابرة الصادقة والذكاء المتوقد. وقد برز منهم الطالب/محمد بن عبداللطيف آل ملحم الذي نال تقدير أساتذته وإعجاب زملائه.هؤلاء هم شبابنا .. عدة المستقبل وبناته .. وأملنا الكبير في غدنا السعيد. زرتُهم في بيوتهم، وجلستُ معهم على مكاتبهم المثقلة بالمجلدات ..وسهرتُ معهم الليالي الطويلة .. وهم يعملون دون هوادةٍ على تحقيق آمال أمتهم وأحلامها.وخرجتُ منهم ببعض التحقيقات التي سأدون منها بما يمكن أن يسمح به هذا العدد الخاص.قابلتُ الطالب محمد بن عبداللطيف آل ملحم .. الطالب بالليسانس بكلية الحقوق وسألته:س : يعرف القرَّاء عن طريق ما نُشِرَ عنك في صحفنا المحلية بأنك طالب متفوق في دراستك، ومن أوائل الطلبة بكلية الحقوق ـ جامعة القاهرة، فما هو سِرُّ ذلك؟جـ : ليس هناك سِرٌ، فكل طالب يمكن أن يوفق ويتفوق في دراسته إذا كان راغبًا في الدراسة التي اتجه إليها، ويهتم في الوقت نفسه بتنظيم وقته.س : يذكر البعض من الطلاب بأن الدراسة بكلية الحقوق مطولةٌ بالنسبة لمناهجها، وشاقة في استيعابها، فهل هذا صحيح؟جـ : أتفق معك على ما ذكرتَ إلى حدٍ مَّا، وذلك أن مناهج الدراسة بكلية الحقوق في تطورٍ وتغيرٍ مستمرٍ، وللدلالة على ذلك فهناك بعض المناهج حديثة العهد قد تقرر تدريسها ـ بالإضافة إلى المناهج التقليدية ـ كضرورة لمسايرة التقدم الاجتماعي والنمو الاقتصادي والصناعي الذي تعيشه معظم دول العالم الآن، وكنتيجة لأخذ دول العالم ببرامج التنمية والتخطيط. هذه البرامج لا يمكن أن يقر لها النجاح إلاَّ بعد إيجاد أنظمة تكون ضوابط لها، وتكون، في الوقت نفسه موضوعًا لدراسة علمية، نظرية وتطبيقية، من الضروري أن يدرسها كل طالب ينتسب إلى أي كلية من كليات الحقوق. وليست المطولات القانونية ـ التقليدية والحديثة ـ كمواد تدريسية إلاَّ ظاهرة منتشرة في معظم جامعات العالم التي بها هذا الفرع من الدراسات. أمَّا أن تلك المطولات شاقة في استيعابها فهو حكم صحيحٌ بالنسبة لطالب، وقد لا يكون صحيحًا بالنسبة لطالب آخر.س : ما مدى ملاءمة دراسة القانون لبلادنا التي تطبق الشريعة الإسلامية؟جـ : ليست المشكلة مشكلة ملاءمة أو تكيف. بل هي الحاجة إلى بعض الدراسات القانونية لبلادنا، وبكليات الحقوق بجامعات “القاهرة” و”عين شمس” و”الإسكندرية” تدرس الشريعة الإسلامية وفقًا لأحدث النظم التدريسية، ويتخرج الطالب منها وهو مُلِمٌ ـ في حدود متفاوتة ـ بالمبادئ الكلية والجزئية في الفقة الإسلامي، وذلك بالإضافة إلى العلوم القانونية في المال والسياسة والاقتصاد ـ التي تلبي حاجات المجتمع المتطور، وتوفق بين مطالبه ـ مع المقارنة ـ نسبيًا ـ في بعض منها بأحكام القانون الإسلامي. أمَّا أَنَّ بلادنا تطبق الشريعة الإسلامية فهو معروف للجميع، ومفخرة لكل عربي ومسلم. ومع ذلك فهناك أنظمة يمكن أن أسميها ـ بالأنظمة الإنمائية ـ لا يثور شك أن بلادنا في حاجةٍ إليها تدعيمًا للتقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي الذي بدأت ظواهره ـ منذ حين ـ تعم سائر أنحاء المملكة. ومن الجدير ذكره أن بلادنا أخذت فعلاً في سبيل إيجاد بعض من هذه الأنظمة المشار إليها، ومنها “توحيد القوانين البحرية وتنظيمها”. هذه القوانين التي تلبي حاجات مرفق الملاحة المتطورة والموانئ الكبيرة الموجودة في المملكة. ولا تزال الصحف المحلية تتحدث عن أعمال اللجنة المشكلة لتوحيد تلك القوانين. وكذلك الأمر بالنسبة لنظام الموظفين فلقد قرأت في الصحف بأنه قد وُضِعَ مشروع لتعديل النظام المذكور. وينعدم الشك في أن الموظف هو قاعدة الجهاز الإداري الأساسية، ويحتاج إلى توفي الضمانات له حتى يتجنب إغراء الوعد وشر الوعيد، وحتى يستطيع العمل في جوٍ نشطٍ وداخل إطار نظام متكامل. كما أن إنشاء وزارة للعمل والعمال والشؤون الاجتماعية خطوة تقدمية في سبيل الإصلاح لحقل العمل وشؤون المجتمع. وهذه الوزارة البكر ستعمل إنشاء الله على إعادة النظر في “نظام العمل والعمال” الحالي. هذا النظام الذي استنفذ أغراضه، وصار هزيلاً لا يقوى على الحركة أمام تطور أوضاع بلادنا في محيط العمل والعمال، وهي الأوضاع المحتاجة إلى نظام جديد يقرر للعامل وكذلك الفلاح ـ في حدود متفاوتة ـ مدى حقوقهما، ويحدد واجباتهما. وبما أن المملكة قد اهتمت بسياسة التطوير الشامل عن طريق إنشاء “المجلس الأعلى للتخطيط”، فإن على عاتق هذا المجلس مهمة الأخذ بأنظمة الإنماء لكي يؤدي الخدمات والمهمات المسندة إليه، وهي تطبيق وتنفيذ برامج التنمية والتخطيط في مجالات الزراعة والصناعة المرافق العامة. ولقد بدأ هذا المجلس فعلاً في تنفيذ بعض من برامجه، ونشرت صحفنا المحلية قسمًا منها، وبجانب ذلك أخذ المجلس في إقرار بعض “أنظمة الإنماء. وما مشروع نظام الشركات الذي تبناه هذا المجلس إلاَّ مثالاً رائعًا واستجابة موفقة لتنظيم الضوابط لتلك البرامج المخططة والتي ستعمل ـ إذا قُدِّرَ لها النجاح ـ على تطوير مناطق المملكة في ميادين شتى. إمَّا بالنسبة “لأنظمة الإنماء” فهي مرتبطة بتلك البرامج ـ بشكل طردي مركز ـ وسيقدر لها النجاح بقدر ما تتمشى ـ من حيث المبدأ ـ مع العرف السائد ببلادنا والتقاليد العربية والإسلامية التي فُطِرَ عليها مجتمعنا.س : المحاماة من فرص العمل المتاحة لكم، فهل تفضلونها؟جـ : المحاماة من الأعمال المهنية الحرة، وتقوم أساسًا على الاستعداد الشخصي والنشاط الذهني، وتتطلب كفاءة علمية قانونية. والمحاماة رسالة ومبدأ، والغرض الأساس منها تأكيد الحق، وإقرار العدالة بأيسر السبل، وإنصاف المظلوم. وللاعتبارات السابقة كان المحامون من رجال القانون، موظفين أو غير موظفين، يساعدون الخصوم عند التقاضي، ويوفِّرون للقاضي سواء أكان تجاريًا أو مدنيًا أو دوليًا وقتًا وجهدًا في تحضير الدعوى وتوضيح معالمها عن طريق مرافعاتهم. وتُنَظِّمُ قوانين المحاكم الشرعية وقوانين أصول المحاكمات نطاق المحاماة كرسالة وكمهنة. وتنتشر المحاماة ـ بواسطة مكاتبها ـ في المجتمعات التي تَتَعَدَّدُ مشاكل أفرادها. ورجل القانون هو محامي ـ بحكم تخصصه ـ سواء أكان داخل الوظيفة حيث يساعد الإدارة أو كان خارج الوظيفة إذ يقيم حلقة اتصال بينه وبين الأفراد في شأن قضيتهم. وللمحاماة الفضل في الاقتصاد في الوقت، وفي سرعة اتصال الحكم بالدعوى. ولقد بدأت تظهر مكاتب منتظمة للمحاماة في بلادنا. وهي موجودةٌ ـ من حيث الموضوع ـ منذ زمن بعيد.س : ما ذا تنوي عمله بعد تخرجك من الكلية؟جـ : الحديث عن المستقبل ـ إذا انعدم التوقع ـ نوع من الخيال. ورغبتُ متابعة دراستي المتخصصة إن أمكن، وإلاَّ فسوف أخدم بلدي بقدر جهدي.
المصدر: الخليج العربي: جريدة أسبوعية جامعة تصدر بالخبر ـ المنطقة الشرقية.عدد ممتاز، ص/47ـ49، لصاحبها عبدالله بن أحمد الشباطالخميس 5 شعبان 1381هـ الموافقث 11 يناير 1962م.


أبناؤنا على مدرجات الجامعات في الخارج رجال الغد يتحدثون عن آمالهم في المستقبل
الناشر: جريدة الخليج العربي

تاريخ النشر: 11/01/1962م

فنجان قهوة مقابلة صحفية مع الطالب محمد الملحم

شبابنا في الجامعة صفحة نصف شهرية بجريدة “قريش”يحررها الطالبان: أسامة السباعي ومحمد سعيد الخالدي.
مقابلة في جريدة “قريش”، العدد رقم 6، وتاريخ 7/جمادى الثاني/1379هـ الموافق 7 ديسمبر 1959م بعنوان:
فنجان قهوة مع المتوفقين الجامعيين بجامعات الجمهورية العربية المتحدة الطالب/محمد بن عبداللطيف آل ملحم : بكلية الحقوق ـ جامعة القاهرةاستهل المشرفان على الصفحة بمقدمة جاء فيها: استطاعت الصفحة أن تزور الأربعة الطلاب السعوديين المتفوقين بتقدير (جيد جدً) في منازلهم، وتشرب مع كل منهم فنجان قهوة .. تصاعد بخار القهوة حاملاً هذا التحقيق .. يسرنا أن ننشر في هذا العدد حديثًا دار مع اثنين منهم، وسننشر في العدد القادم ما دار مع الآخرين. إننا نهدي هذا التحقيق إلى شبابنا الجامعي متمنين لهم التوفيق والسداد وللمتفوقين مزيد النجاح.
دارت عجلة الحديث بين “قريش” وبين الطالب محمد بن عبدللطيف آل ملحم على النحو التالي: استرسلنا في الحديث مع الطالب محمد بن عبد اللطيف الملحم والحديث ذو شجون… تحدثنا عن القوانين والنظم العالمية وتناولنا في مقدمتها الشريعة الاسلامية وعلاقتها بالنظم الاخرى، وتمخض الحديث فولد السؤال الآتي:س ـ إننا نؤمن بأن الشريعة الاسلامية كاملة، فهل هناك اذا من أسباب تدعو الى دراسة الشرائع الاجنبية والقوانين الوضعية؟ج ـ الطالب بكلية الحقوق أو كلية الشريعة يدرس بجانب الشريعة الاسلامية الشرائع العالمية ليكون على علم بها، وليأخذ منها فكرة عامة، ولا ينافي الشريعة الإسلامية أو يقلل من أهميتها أن يدرس بجانبها قوانينًا وضعية مهما كان مصدرها. فالشريعة الإسلامية من حيث المبدأ .. شريعة عالمية تقوم على نظام قانوني متجانس، ويرفع من شأنها أن مصدرها سماوي يميزها عن التشريعات التى من وضع الانسان. أمَّا الفائدة الكبرى التي يجدها دارس التشريعات الأجنبية هو اطلاعه على تلك النزعات الهدامة التي أخذت تنال من الشريعة الاسلامية في الصميم، وتغذي هذه النَّزعات حركات التشريع ورواد الاستشراق أمثال المستشرق الالماني (فولدزهر) الذي يدعي ـ كذبًا وافتراء ـ بأن الفقهاء المسلمين أخذوا شريعتهم في البحث والقياس من الفقهاء الرومان، ويضيق المجال حينما نتحدث عن افتراءاتهم وادعاءاتهم، ولكن هذا يستلزم بالضرورة أن ندرس الشرائع الاجنبية لسببين أولهما حماية للشريعة الاسلامية والثاني العلم بهذه الشرائع.س ـ من أبواب العمل الحر بالنسبة “لخريجي كلية الحقوق” المحاماه، هذا النوع من العمل لايوجد في بلادنا، فهل سيوجد؟ج ـ من المعروف أن المحاماة كأي عمل حر لا يمكن أن يتوافر إلاَّ إذا توافرت الظروف التي تسمح بها، والمحاماة بمعناها الواسع نظام لا يوجد ببلادنا حيث قضاء المحاكم يسير على نظام معين، واطردت أحكامه وفقًا لإجراءات معينة، ويوم لا يجد خريج الحقوق والتربية من العمل إلاَّ باب المحاماة فمما لاشك فيه أنه عمل شريف. وأتذكر مثلاً أنه يوجد “بالاحساء” و”الهفوف” بالذات بعض أفراد اتخذوا من المحاماة الشرعية والتجارية مهنة لهم تخصصوا لها، ولقد كان لهم أثر في أنجاز كثير من القضايا والمحاماة وسيلة من الوسائل التي يلجأ اليها الناس في انهاء مشاكلهم وأقضيتهم أمام القضاء. وقد تنتشر المحاماة في المستقبل إذا رغب العمل بها طلاب هذا النوع من العمال.س ـ وما هي طريقتك في الاستذكار؟
ج ـ طريقتي التي استفدت منها هي طريقة القراءة الكلية، ثم القراءة الجزئية التفصيلية الموضوعية، وقد لا تفيد هذه الطريقة حيث لكل طالب طريقته. وأنا بدوري أنصح كل طالب أن يسلك الطريقة التي تتلاءم معه، وينال بواسطتها النجاح، وقد أعتقد أن طريقتي أفضل الطرق، وقد لايشاركني غيري في هذا الاعتقاد.وختاما للحديث “مع محامي المستقبل” طلبنا إليه أن يهدي إلى الزملاء العبرة التي استخلصها من هذه النتيحة المشرفة فكانت هي الجد والعمل والصبر إذ قال: ليست هناك عبرة استخلصتها أو اكتسبتها ويمكن أن تكون منطقيةً وصادقةً لأوجهها إلى زملائي فأنا معهم لا نزال في أول الطريق، ولا شك أنهم يشاركونني في رأيي أن النجاح يتطلب الجد والعمل والصبر.


الناشر: جريدة قريش

– العدد: 6تاريخ

النشر: 01/12/1959م

كلمة طلاب المدرسة لسعادة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ

كلمة باسم طلاب المدرسة الثانوية في الحفل الذي أقيم تكريما لسعادة وكيل وزارة المعارفالشيخ عبدالعزيز بن حسن آل الشيخكلمة باسم طلاب المدرسة الثانويةفي الحفل الذي أقيم تكريما لسعادة وكيل وزارة المعارفالشيخ عبدالعزيز بن حسن آل الشيخ
الناشر: كتاب من النشاط المدرسي ص64-66تاريخ النشر: 1375هـ
صاحب الفضيلة. حضرات السادةأهلاً بكم، ومرحبًا.يا صاحب السعادة.أهلاً بكم، في أعمالكم، أهلاً بكم وبمن معكم يا كتيبةَ العلم، ويا موجهي النهضة، وحاملي رسالة التعليم.إننا إذ نحتفل بكم ـ في زيارتكم هذه ـ لايدفعنا لذلك إلاَّ فضلكم الكبير الذي نحاول أن نكافئه وأعمالكم الجليلة التي نحاول قدر المستطاع أن نشكركم عليها.يا صاحب الفضيلة. إن المدرسة الثانوية ممثلةً في أبنائها الطلاب قد عقدت الآمال بعد الله عليكم، فأنتم محطَّ رجائها في تحقيق مطالبها وأهدافها في حقول التربية والتعليم، وإنها لِفيض أعمالكم تحي فيكم هذه الروح الطيبة، وهذا العزم الكبير في البناء والتشييد الذي تسهرون عليه متجشمين في سبيله الصعاب والمتاعب.حقا إنكم بذرتم للعلم حقوله وتريدون- إتماما لذلك- أن تتعهدوه بالرعاية والقيادة، وتمسكوا بزمام ركبه وتوجهوه حتى يصل إلي غايته ولا سيما هذه المدرسة التي كان لها نصيب من تلك البذرات، والتي كانت منذ أن توليتم مهام أعمالكم وهي باكورة إنتاجكم الجيد، وإبداع أعمالكم العظيمة، ولا أقول ذلك إلاَّ حقيقة، ففي عهدكم وجدت نشاطا ممهد السبل: في هذا النشاط قوةٌ، وفي قوته اندفاعٌ، وفي اندفاعه عملٌ وإنتاج.يا صاحب الفضيلة: إن العلم يكرم رجل العلم، وإن الأعمال تتحدث عن صاحبها، وبقدر الإنتاج تعرف شخصية المنتج، وإننا طلاب المدرسة أمام أعمالكم نكبر في شخصكم الجليل الوعود الصادقة والآمال الكبيرة التي ضربتموها لنا في العام الماضي، وفعلاً عزمتم على تحقيقها وحققتموها. لقد كنا نظن أن تلك الوعود خيالٌ للمستقبل وأفكارٌ للمستقبل ولكننا فوجئنا بها فوجدناها قد أصبحت في هذا العام حقائق اليوم. ولا شك أن هذا التجاوب الصادق، وتلك الاحساسات الكريمة التي تحدثنا عنها ـ نحن الطلاب ـ منذ عامنا الدراسي المنصرم، لا شك أن ذلك ينبئ عن خير جليل ظهر فيه أولاً الشعور المتبادل بين مرب مخلص وبين أبناء مطيعين، وظهر فيه ثانيًا الأعمال التي حققتها فضيلتكم يا صاحب الفضيلة.إن الوحدة الصحية التي فاجأتمونا بها في هذا العام لدليل صادق، وبرهان واضح على مدى الاهتمام الفذ والتشجيع الحار لهذه المدرسة بالذات. هذه المدرسة التي تحفظ لكم أعز الذكريات، وتسجل لفضيلتكم تقديرها العظيم. إن الصحة، وهي كما يقول المثل، تاجٌ على رؤوس الأصحاء لا يشعر بها إلاَّ المرضى، عندما كانت موضع عنايتكم لا زالت في هذا العام تؤدي رسالتها كاملة، وكان لهذا الأثر الجليل في مساعدة الطلاب، وتخفيف أعباء الأمراض والآلام عنهم مما جعلهم ينشدون العمل، ويسعون وراء الإصلاح محققين نشاطًا حيويًا ناطقًا في مختلف المرافق لم تشهده المدرسة في تاريخها، وإذا كانت الوحدة الصحية قوةً فعالةً، لا ننسى ما للنشاط الصحي الثقافي الذي أوليتموه عنايتكم الخاصة من مفعول كبير في توجيه الطلاب أنفسهم إلى العناية والنظافة بواسطة الرموز والإشارات والتصوير.يا صاحب الفضيلة. إن ما تقدم ذكره هو بعض من الأعمال الكثيرة التي تحققت في هذا العام لمدرستنا، والآن سأتحدث لفضيلتكم عن ثلاثة مطالب أرجو منكم أن تحققوها لنا. فأولها الكتب الدراسية التي لا تزال مشكلتنا المستمرة. المشكلة التي لاقينا منها المشاق. ولا يخفى على فضيلتكم ما للكتب من أثر فإنها تشجعنا على مواصلة الجهود في الدرس والمذاكرة والتحصيل. إن الكتب مشكلةٌ صعبةٌ بالنسبة لنا نحن الطلاب، وتأمينها سهل بالنسبة لكم. إننا في انتظارها بفارغ الصبر في مطلع عامنا الدراسي الجديد وإن أملنا وطيد في إجابة طلبنا.يا صاحب الفضيلة: إن تجهيز المعمل هو مطلبنا الثاني وهو لا يقل أهمية عن الكتب. ولقد شق طريقه، وبرهن على وجوده في شكله ومظهره فقط في هذا العام. أما مخبره فلاَ. وإنه يحتاج إلى مواد خام، وإلى وقود، وإن ذلك يعتبر بالنسبة له غذاءه اللازم الذي لا يستطيع أن يؤدي رسالته إلاَّ به، وإن إخواني طلاب المدرسة الثانوية ليرفعون إلى فضيلتكم شكواهم من المتاعب التي يلاقونها لعدم وجود معمل كامل في مظهره وجوهره يتمشى مع الدروس جنبًا إلى جنب في الدراسة العملية.يا صاحب الفضيلة: لأحدثنك بعد عن وسيلة تافهة وحتى الآن لم تأخذ مجراها الطبيعي. إنها المكافأة. إنها عرجاء. إنها مريضة. إنها تتعثر في طريقها. حقًا إنها وسيلة أمام الحياة وغاياتها، وإنني أرجو أن تأخذ طريقها حتى لا تصبح عند أصحابها غاية، ولكي لا تؤثر في مصيرهم ولاَ تعرقل هممهم، وما دامت المكافأة وسيلة، وهذا عملها في الحياة، فَلِمَ لا تكون وسيلةً حقًا حتى يدرج الطلاب ـ بناة المستقبل ـ إلى أهدافهم وغاياتهم؟يا صاحب الفضيلة: إن الطلاب يحسون بالفرح لأنهم وجدوا فيك الأب المخلص، مجيبًا لمطالبهم، ومحققًا لأهدافهم، وإن حديثهم اليوم أنهم لن يلاقوا متاعب، ولن يصادفـوا عقبات لأنهم قد أحسوا من قرارة نفوسهم أن قائدهم يقظٌ، و موجهُ ركبهم مخلص، ولذلك فمبدؤهم في حياتهم الدراسية “إن الرائد لا يكذب أهله”.يا صاحب الفضيلة: إن الطلاب في هذه المملكة يعبئون الجهود لنهضة، ويجمعون القوى لوثبة، فما تسرح بالطرف في كل ناحية إلاَّ وتجد فيها شبابًا ينبض بالقوة وهو جوهرها. ولا شك أن هذه الطلائع المتقدمة الباسمة ستكون باكورةً لإنتاج جبار، وتمهيدًا لأعمال عظيمة ونواةً صالحة لنهضةٍ علميةٍ شاملةً تمهد لما بعدها حتى تنشأ في وسطها جامعات تكون منهلاً عذبًا، وموردًا فياضًا تمثل هذه الجزيرة في ماضيها الحافل وتاريخها المجيد إن شاء الله.يا صاحب الفضيلة: مادامت المبادئ التي تسيرون عليها تتجاوب أصداؤها مع رغبات أبنائكم، فلا شك أن المستقبل يبشر بنهضةٍ قويةٍ أساسها الإسلام فكرةً وعقيدةً. نهضة تكتسح الخمول والكسل والجهل. نهضة ترفع راية الجزيرة العربية مجددة لها أيامها الإسلامية الخالدة. تلك الأيام التي كانت بسمةً في فم الزمان. نهضة تنبع حيث أشرقت شمس الهدى على عالم حيران يخبط في ديجور الضلالة والجهالة فبددتها وحطمت دعائم أفكارها العمياء مطهرة الإنسانية من أوهام الخرافة، ومخرجة زعماء وقادة أخذوا بالأمة العربية إلى مدارج المجد والخلود، فسجل لهم التاريخ صفحات مشرقة تقرأ على جبين الدهر. وأخيرا كل ذلك ليس ببعيد على ذي العزائم الصادقة.وإليك يا صاحب الفضيلة شكر إخواني الطلاب، وإليك دعاءهم الحار أن يحفظك الله في حلك وترحالك.
محمد بن عبداللطيف آل ملحمطالب ثالث كفاءة بثانوية الأحساء ـ نظام قديم، 1374هـ.
المصدر: كتاب من النشاط المدرسي-ص64-66المدرسة الثانوية بالأحساء، عام/1375هـ، دار مصر للطباعة.

صورة معاليه في المرحلة الثانوية – الرياض عام 1376هـ