ندوة القضاء والأنظمة العدلية

بمناسبة انعقاد “ندوة القضاء والأنظمة العدلية” التي افتتح فعالياتها صاحب السمو الملكي الأمير “سلطان بن عبدالعزيز” النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والمفتش العام في شهر صفر عام 1425هـ الموافق أبريل عام 2004هـ توجَّه مندوب مجلة الدعوة بأسئلة ذات علاقة بهذه الندوة لمعالي الدكتور “محمد بن عبداللطيف آلملحم” الذي أجاب عليها. ومعظم الأسئلة والأجوية قد تم نشرها بصفحة 8، من النشرة اليومية (العدد الثالث) الصادرة من قبل إدارة الإعلام والنشر بوزارة العدل بتاريخ الثلاثاء 16 صفر 1425هـ الموافق 6 أبريل 2004م.. والنص الكامل للأسئلة والأجوبة كما يلي:

السؤال الأول كيف تنظرون إلى صدور الأنظمة العدلية الجديدة؟وماذا أضافت لعلمكم في هذه المجال؟
صدرت الأنظمة العدلية الجديدة [نظام المرافعات الشرعية ونظام الإجراءات الجزائية ونظام المحاماة]في وقتها المناسب. ولو صدرت هذه الأنظمة في الوقت الذي صَدَرَ فيه “تنظيم الأعمال الإدارية في الدوائر الشرعية” في عام 1391هـ كبديل عنه لكانت ترفًا أو ثوبًا فضفافًا أو حبرًا على ورق. ولو تأخَّر صدور هذه الأنظمة عن هذا الوقت المناسب لكانت الفرصة سانحةً، كما كانت في الماضي، للأعداء قبل الأصدقاء لمواصلة اتهام العملية القضائية بأنها في ظلمات بعضها فوق بعض. وجاء صدور هذه الأنظمة في هذا الوقت متمشيًا مع توجهات الدولة بالأخذ بأسباب الحياة الحديثة، وهي أسباب من شأنها إعلاء كلمة الله، وإنزال حكمه بين الناس. وهي أنظمة رأى خادم الحرمين الشرفين أن يتوج بها عهدة لتأخذ مكانها في منظمومة “نظام الحكم الأساسي” و”نظام مجلس الشورى” و”نظام المقاطعات”.وباختصار يعتبر صدور هذه الأنظمة نقلة نوعية في العملية القضائية من شأنها نقل أوضاع المحاكم ببلادنا من عهدٍ إلى عهدٍ، وهو عهدٌ نأمل أن يكون رجالها في مستوى التحديات التي أتت بها بهذه الأنظمة. أما السؤال عما أضافته لعلمي هذه الأنظمة فإنه من المفيد التنويه عن حقيقتين:ـالأولى: أن علمي بمضامين هذه الأنظمة يعود إلى ما قبل ثلاثة وأربعين عامًا أي حينما كنتُ في مقاعد الدرس في بدايات الثمانينيات من القرن الهجري الماضي. كنتُ أسهر الليالي لدراسة هذه الأنظمة حينما كنت طالبًا بكلية حقوق جامعة القاهرة. وكان بطلا هذه الأنظمة أستاذين من أساطين القانون في عالمنا العربـي. كان الأول الأستاذ الدكتور (محمود محمود مصطفى) أستاذ قانون الإجراءات الجنائية وعميد كلية الحقوق آنذاك. وكان الثانِي الأستاذ الدكتور (رمزي سيف) الرائد الأول في علم قانون المرافعات المدنية ووكيل الكلية آتذاك. ويتذكر زملائي ممن كانو معي من أبناء بلادي في مدرج العميد (بدر) كيف كان هذان الأستاذان، وفي طوعهما مفاتيح أو مقاليد اللغة العربية، يشنفان مسامع طلبتهم وهما يفككان طلاسم ومضامين قانونـي الإجراءات والمرافعات. كان الطلبة في صمتٍ، بل وكأنما على رؤوسهم الطير، يستوعبون طلاسم ومضامين أعقد مادتين من بين المواد القانونية على الإطلاق. وهما بالفعل كانا كذلك في قاعات المحاكم. ويدرك ذلك من مارسوهما في قاعات المحاكم، يستوي في ذلك الجالسون في منصات الحكم أو الواقفون أمامهم أو المدعون والمدعى عليهم أو المتهمون وأهل توجيه الاتهام، ناهيك عن كتبة المحاكم وهو عدة فئات. وقاعدتا مقولة أن العدل أساس الملك هما قانونا [أو نظاما] المرافعات والإجراءات إذا تم تطبيقهما على نحو موضوعي ومجرد من مظنة الهوى الجامح أو الطيش البين.والحقيقة الثانية. هي أنني شاركتُ في مناقشة “نظام المرافعات الشرعية” وهو في مراحله النهائية بمعية صاحب الفضيلة معالي الشيخ “محمد بن ابراهيم بن جبير” حينما كان “وزيرًا للعدل”، وبتكليف من “اللجنة العامة لمجلس الوزراء”. وصدر بمشروع هذه النظام مرسوم ملكي إلاَّ أن النظام ألغيَ فيما بعد بمرسوم ملكي آخر. ومن ثم أُعِيدَ النظر في مشروع النظام بعد عشر سنوات تقريبًا من إلغائه، ودُرِسَ من قبل مجلس الشورى آنذاك، ومن حسن الصدف أن مناقشة المشروع تمت في عهد صاحب الفضيلة معالي الشيخ “محمد بن جببر” رئيس مجلس الشورى. وأتذكرُ أنني زرتُ فضيلته بالمجلس، وأطلعني على محضر إقرار المجلس لمشروع النظام قائلاً لي: أن المجلس لم يجر إلاَّ تعديلات طفيفة علية. وكان وهو يحدثني في منتهى السعادة. وصدر بمشروع النظام مرسوم ملكي. وللحقيقة والتاريخ من المهم التنويه عن الجهود المكثفة التي بذلها معالي الشيخ “ابن جبير” يرحمه الله في جعل هذا النظام يرى النور. وهي جهود تجد خلفيتها في ما اكتسبه من خبرة حينما كان رئيسًا “لديوان المظالم” ذلك أن خبرته بالديوان جعلته يحث الخطى من أجل إنجاز هذا النظام.
السؤال الثانـيهل هناك ثمة صعوبات في تطبيق نظام المحاماة عمليًا؟ وما هي أبرز المقترحات لتفاديها؟
أبدًا، أبدًا، لا توجد أية صعوبات في تطبيق نظام المحاماة. الصعوبات توجد في تطبيق نظامي[أي قانونِي]الإجراءات والمرافعات. ونظام المحاماة[وقد شاركتُ في دراسته حينما كان معروضًا على اللجنة الوطنية للمحامين التابعة لمجلس الغرف التجارية قبل صدوره]هو نظام أهم أغراضه[إن لم يكن الغرض الوحيد]وهو الاعتراف، من الناحية القانونية، بالمحامي في ساحات المحاكم. أمَّا أحكام النظام فهي تتناول أحوال المحامي بعد أن تم الإعتراف بمهمته النبيلة التي سيقوم بأدائها. والمحامي، كما سبق أن ذكرتُ في أحد المناسبات، هو ذلك الذي يعتبر نفسه قاضيًا مع نفسه أي مع ضميره وذلك قبل أن يكون مرتبطًا للدفاع عن موكله. والمحامي باعتباره “حالف قسم” يجب أن يكون أمينًا مع موكله. ومن مقتضيات هذه الأمانة أن يتأمل بتجرد قضية موكله، ومن ثم يصدر الحكم لصالح موكله أو ضده وذلك قبل أن يرفع قضيته للجهة المختصة. والقيد الوحيد على موكله هو أن يكون أمينًا كذلك مع وكيله. ومن مقتضيات هذه الإمانة أَلاًّ يُخفيَ أية واقعة مهما كانت تافهة في نظره على وكيله وذلك تمشيًا مع مقولة لفيلسوف يونانِي حكيم “أنبئني بالوقائع أخبرك بحكم القانون”. هذا هو وضع نظام المحاماة ووضع المخاطبين به. أما الصعوبات المتساءل عنها فهي تكمن في كيفية تعايش المحامي[وبالأحرى القاضي]مع نظامي [أي قانونِي]المرافعات والإجراءات. وهنا المحك. وكما سبق أن ذكرتُ لا توجد صعوبات عملية يمكن التنوية عنها في تطبيق نظام المحاماة.
السؤل الثالث ما هي الآثار المتوخاة على المستوى المحلي والدوليمن جراء إصدار الأنظمة العدلية الجديدة؟
من الصعب التكهن بالآثار المتوخاة. هذه الآثار إمَّا أن تكون سلبيةً أو تكون إيجابيةً. والمدار هو على التطبيق إذ هو بيت القصيد. والمؤمل، إن شاء الله، أن تكون الآثار إيجابية. ومناط الحكم على إيجابية أو سلبية هذه الآثار تكمن في نمط الأحكام التي ستصدر والتي سوف تنشر للكافة. هل ستكشف هذه الأحكام بعد نشرها عن جوهر القواعد الشرعية مصاغة في قوالب مؤصلة تتمشى دون المساس بجوهرها مع ما أفرزته أحوال الحضارة المعارة من حيث ضبط القاعدة القانونية وتحديد معالمها وإنزال حكمها على القضية المعروضة وفقًا لنظامي [أي قانونِي]الإجراءات أو المرافعات دون إفراط أو تفريط أم لا؟ وإن من شأن نشر الأحكام هو الحكم عليها من قبل المحلل المنصف على العملية القضائية من حيث قربها من العدل أو بعدها عنه. وللإجتهاد، إذا لم يتعد على القواعد القطعية، دور كبير في تكوين العملية القضائية.
السؤال الرابعهل ترون أن مخرَّجات كليات الشريعة والقانونفي جامعاتنا مؤهلة للتعامل مع الأنظمة الجديدة؟
من الصعب أن تكون الإجابة في الوقت الحالي إيجابية. الأمر يحتاج إلى وقت. ربما، وأقول ربما، يكون طلاب كليات الشريعة والقانون الحاليون بعد عشر سنوات من صدور هذه الأنظمة مؤهلون. وأنا لست متشائمًا فيما ذكرته، وإن كان مصدر التشاؤم هو هذه الإزدواجية التي ذُكِرَتْ في السؤال عن مخرَّجات من طبيعة شرعية يقابلها مخرجات من طبيعة قانونية. ما لم تحسم هذه الإزدواجية فكأننا سنواجه ما يسمى بصدام الحضارات. الموضوع واحد والحوار مطلوب ولكن المسميات ذات الطيبعة الشكلية ألقت بِظِلِّهَا فسببت المتاهات في هذه الكليات ووضعتها على مفترق الطرق! وذكرتُ في أحد المناسبات أنني رغم التأمل والبحث لم أتبين الحكمة بين مسمَّيي”القانون “و”النظام” وما ترتب عليه من مسميات في الحياة العملية والحياة الوظيفية ومنها: “قاضي شرعي”، و”مستشار قانونـي”، و”مستشار شرعي”، و”مستشار نظامي”، و”باحث قانونـي”، و”باحث شرعي” وخريج “كلية قانون”، وخريج “كلية شريعة”. لم أتمكن بعد البحث الجاد من التعرف على أصل أو مصدر هذه المسميات الدخيلة التي باعدت الشقة وأثرت على صفاء ونقاء الشريعة الإسلامية.. القرآن الكريم هو قانون الله في أرضه للإنس والجن. وتسمع أنت أيها الساؤل، وأسمع أنا، ما يقوله ولاة الأمر أو بأسمهم، وهم الحارسون على إقامة شرع الله في أرضنا، في المنتديات الدينية والسياسية بأن دستورنا” هو القرآن الكريم. لذا ما هـو الفرق بين “الدستور” والقانونو”النظام” إذا عُلِمَ بأن جهابذة القانون يعتبرون “الدستور” أَبَ القوانين. آمل أن يأتي اليوم الذي نجد فيه مسمًى واحدًا لكل الخريجين المخاطبين بقول الله سبحانه وتعال:ـ “إن الله يأمركم أن يؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل”. “القاضي الشرعي”، و”المستشار القانونِيي”، و”المستشار النظامي”، و”الباحث الشرعي”، و”الباحث القانونـي” و”الباحث النظامي”. الكل سواسية في حكم الأية الكريمة. كل في موقعه مخول بأمر من “ولي الأمر” أن يحكم بين الناس بالعدل.
السؤال الخامسكيف نعمق مستوى الوعي لدى المواطن العاديبحقوقه وواجباته القانونية والنظامية داخل المحكمة؟
هـذا سؤال أجدُ صعوبة في الإجابة عليه. ومع ذلك فهناك مـؤشرات لعلهاتؤدي إلى إيجاد، مجرد إيجاد، وعي لدى المواطن العادي بأن هناك حقوق وواجبات يجب أن يلتزم بها داخل المحكمة. إيجاد الوعي مسألة مهمة. أمَّا تعميق هذا الوعي فمسألة أخرى. إيجاد هذا الوعي يبدأ في البيت، وفي المدرسة، وفي العلاقات الاجتماعية. دعني أسألك: هل المواطن العادي يعلم بأن هناك “نظام حكم أساسي” نُصَّ فيه على حقوقه وواجباته؟ إذا بَدَأَ الطالب يتعلم بأن هناك “نظام حكم أساسي” في المدرسة الإبندائية فربما تسهل الإجابة على هذه السؤال الصعب. الأمور تبدأ من الصفر. وهكذا. المواطن العادي لَمْ وَلَنْ يتعمق مستوى الوعي لديه بمجرد صدور أنظمة متطورة تضاهي ما لدى أمم أخرى. والمسألة، إن شاء الله، مسألة وقت، وتحتاج إلى صبرٍ وجلدٍ.

السؤال السادسألا ترون ضرورة تدريس الأنظمة والقوانين المحلية والدولية للمتخصصين في الشريعة والقانون بجامعاتنا؟
ويطرح السائل في السؤال نفسه ـ مرةً أخرى ـ التفرقة بين المتخصصين في الشريعة والمتخصصين في القانون. وهي تفرقةٌ، كما سبق أن ذكرتٌ يجب النظر فيها. ومن المعروف أن الضرورة تقدر بقدرها. وهي ضرورةٌ نسبية بالنسبة للمتخصصين في كل من “الشريعة” و”القانون” بجامعاتنا. هذه الفئة [وأعني بها المتخصصين في الشريعة أوالقانون]سوف تقدر هذه الضرورة لدرجة أنها لا تحتاج إلى العودة إلى مقاعد الدرس لتدرس هذه الأنظمة. إنها بقدر ما حَصُلَتْ عليه من علم قادرة على تفهم أغراض ومضامين هذه الأنظمة من تلقاء نفسها مع مرور الوقت ومع الممارسة الدؤوبة. أمَّا الضرورة في حدودها القصوى في تدريس هذه الأنظمة فتجد موطنها في مناهج التعليم بالكليات ذات العلاقة بحيث يعطى تدريس هذه الأنظمة أولية من طبيعة إلزامية في هذه المناهج. وهضم هذه الأنظمة بغرض تطبيقها لا يمكن أن تتم بين يوم وليلة. ومن أجل تطبيق هذه الأنظمة فالأمر، من وجهة نظري، يحتاج إلى تعاقب أجيال.

السؤال السابعكيف تنظرون لقرار مجلس التعليم العالي الصادر مؤخرًاحول تدريس أنظمة وقوانين الدول الأخرى فيمرحلة الدراسات العليا بكليات الشريعة؟
القرار سليمٌ ولكنه يحتاج إلى نظرة، وموقعهُ في مرحلة واحدة من مراحل التدريس غير سليم، وإن كان من الأفضل البدأ بتنفيذه في المرحلة الجامعية مع حسن الاختيار، ومن أجل المقارنه فحسب.
السؤال الثامنما أثر عقد ندوة الأنظمة العدلية في تمتين أوصر العلاقةبين المهتمين بالعمل القضائي سواء كانواقضاة أو أساتذة شريعة أو مستشارين قانونيين؟
هذا سؤال مهم. ومهما حاولت شرح أثر عقد ندوة الأنظمة فلن أُوفيَ هذا السؤال حقه. إن عقد هذه الندوة في حد ذاتها مهمة للغاية إذ هي تجمع أبناء مهنة واحدة ـ ـ القاضي والمحامي والمستشار والأستاذ الجامعي ـ ـ والهدف الأساس من تجمعهم هو البحث عن كيفية تحقيق العدل. لا أقول العدال المطلق، ولكن أقول العدال النسبي. إن تبادل الرأي والمشورة في هذا الشأن من شأنه إزالة العقبات وتمهيد الطرق من أجل أداء المهمة الجليلة التي نوَّهت عنها أَلاَ وهي تحقيق العدل بين الناس. والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم:ـ إن الله يأمر بالعدل. قد يوجد نص معوق في إجراء مَّا في أي من الأنظمة الثلاثة، ليناقش في مثل هذه الندوة، فإذا اقتضت المصلحة تعديله فليعدل، وإذا اقتضت المصلحة تفسيره فليفسر، وإذا اقتضت المصلحة إلغائه أو أيجاد بديل له فليلغى أو يبدل. المشاركة في الرأي من أجل بحث قاعدة مَّا في أي من اللأنظمة الثلاثة مهم خصوصًا إذا أقرت هذه القاعدة فإنه يجب أن يضمن لها الاستقرار والثبات والاستمرار والاحترام لأنها تخاطب إمَّا الكافة أو فئة مخصوصة من البشر. وتبادل الرأي والمشورة ضرورية كذلك، وذلك حتى لا تتعرض القاعدة على أساس فردي للهوى الجامح أو الطيش البين من حيث التفسير أو التعديل أو الإلغاء..


الناشر: مجلة الدعوة

– العدد:3 ص9

تاريخ النشر: 06/04/2004م

واجهة ومواجهة :كتاب القصيبي غير موثق

* لو حيل بيني وبين القسم لتحدثت,.* رأيت الإعلام بعينين ثم أغمضت واحدة,,!* تمنيت لو لم أؤدّ هذه الأمور,.*إعداد وحوار:إبراهيم عبدالرحمن التركي** أما الواجهة: فأستاذ/ عميد/ وزير/ محامي,.** وأما المواجهة: فتقليب أوراق ، واستشراف آفاق ,,!* * *** ابتدأ بصمت ,.** وانتهى بهدوء** ولم يحركه الضجيج* * *** واحد وعشرون عاما وهو وزير** ولو سألت لما عرفه الكثير* * *** سعى للظهور ثم تراجع** وعاد الى الظل واقتنع,,!* * *** شرح في سطر ما احتاج الى صفحات ,.** وأجيب بشعر يحلُّ المعاناة* * *** يودّ أن يقول** ويختفي خلف القسم* * *** قارىء متابع,.* وكاتب ملتزم,.* ومؤلف يسعى للتعويض* وعاشق إذاعة بعدما انفضَّ السامر,.* * *** اختلف فانقطع,.** واعترض فامتنع** وفلسف المجاملة***معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف آل ملحموزير الدولة السابقفي الواجهة ومع المواجهةهدوء*جئت الى الوزارة بهدوء وغادرتها كذلك بهدوء رغم انك أمضيت فيها واحدا وعشرين عاما,, وزير دون شهرة أو أضواء أو تصريحات,, هل هو وضع عادي بالنسبة لك يا معالي الدكتور,,؟- حتى أكون معك صادقا دعني أخبرك ان الوضع لم يكن عاديا بالنسبة لي في السنوات الأولى من تشكيل الوزارة, كانت رغبتي أن أكون في مركز الضوء حتى ولو في أبسط الأمور، والسبب واضح وهو أن القرين بالمقارن يقتدي , كان البعض من رفاقي من الجامعة ممن دخلوا الوزارة معي ملء السمع والبصر بمجرد تسلمهم لوزاراتهم,, ولم تتحقق هذه الرغبة بطبيعة الحال لي لأن العمل الذي كنت أزاوله لم يسمح بذلك, كنت أمارس عملي في صمت.سبب* لماذا تحديدا؟- لم يكن عملي من طبيعة تنفيذية لجهة ما أو لمنطقة ما أو لجمهور ما , كان عملي وأنا وزير طيلة السنوات الاحدى والعشرين سنة الماضية مثل عمل الجندي المجهول , وأنت تعرف يا ابراهيم مدى ما تكنه الأمم والشعوب لجنديها المجهول .وبعد* بالتأكيد,,! ثم ماذا,,؟- مع مرور السنين أدركت ان للاعلام الى جانب ايجابياته، بريقا وأضواء ووهجا، وانني كنت على خطأ فيما كنت أرغبه أو أتوق اليه في السنوات الأولى من تشكيل الوزارة، وان الوضع العادي بعيدا عن الشهرة والأضواء أو التصريحات كان أفضل بالنسبة لي, وبالفعل كان, وكان هذا من توفيق الله لي, وكنا في الوزارة السابقة ثلاثة وزراء دولة ثم أصبحنا اثنين وبعد ذلك أصبحنا ثلاثة، ثم عدنا اثنين حتى اعادة تشكيل الوزارة في عام 1416ه, وفي الوزارة الحالية يوجد ثمانية وزراء دولة يمارسون أعمالا مهمة من طبيعة الأعمال التي كنت أمارسها مع مراعاة التخصص وذلك دون ضجيج او تصريحات أو أضواء محرقة.أين أنت,,؟* أين أنت الآن,,؟أنا في منزلي بالرياض مع أسرتي الصغيرة، ومع صفوة من الأصدقاء ألتقي بهم بين الحين والآخر,, وكذلك أتوجه للأحساء لأقضي هناك أوقاتا ممتعة مع الأقارب ومع ثلة من الخلان في منتجع جميل.مرحلة* ماهي أبرز خطوط مرحلة الوزارة من حيث: الانجازات، الاضافات، وان شئت الاخفاقات او الاشكالات؟لم أفهم السؤال على اطلاقه, فان كنت تسأل عن مرحلة الوزارة بصيغة الجمع ، فالوزارة من الناحية الدستورية متضامنة، وتعمل كمجموعة لدرجة انه لا يستطيع أي وزير مهما كان شأنه أو اغتراره بنفسه ان يدعي أنه قام بعمل ما وحده وبمفرده, ولو ادعى ذلك فمعناه أنه مجموعة وزراء في وزير , والوزارة باعتبارها متضامنة لها انجازات واضافات واخفاقات واشكالات, وهذه ظاهرة صحية, والوزارة التي كنت عضوا بها، لها ما لها، وعليها ما عليها, ولو اتسع المقام، وحيل بيني وبين ما أقسمت عليه، لتحدثت عما سألتني عنه, وان كنت تسأل عما قمت به باعتباري وزيرا في الوزارة السابقة.الطرف الأخر* وهذا أيضا دكتور,,؟- شاركت في الكثير شأني شأن بقية الوزراء الآخرين؟نماذج* مثل ماذا,,؟- أفتخر من بين أمور أخرى، انني شرفت بعضوية اللجنة العليا لوضع النظام الأساسي للحكم ونظام مجلس الشورى ونظام المقاطعات التي دام عملها حوالي اثنتي عشرة سنة، وكان لي شرف المشاركة في وضع البنية الدستورية لكل من نظام الحكم الأساسي ونظام مجلس الشورى ، وهما النظامان اللذان بالاضافة الى نظام المقاطعات قد خضعت لتأمل وبحث ودراسة من قبل صفوة من رجال فكر ورأي حتى تم تتويج هذه الأنظمة بأوامر ملكية كريمة وضعتها موضع التنفيذ.مداعبة شعريةومن باب المداعبة التي لا تخلو فيما أتوقعه ان شاء الله من حسن النية بعث لي صديق وزير ذو شاعرية متألقة بخمسة أبيات وفيها يرمز الى أمور تتعلق بعملي في اللجنة العليا المشار اليها أعلاه، وأعمال تتعلق بوزارته كان لي منها موقف هو شخصيا يعلمه:اذا قال ابن ملحم فاسمعوهفان العلم يزخر فوق فيهفسبحان الذي أعطاه علمايعزُّ على المفكر والفقيهلقد تاهت به الأحساء طراوأصبح فخر كل بني أبيهأبو القانون ، معدنه، ويفتيبآداب,, ويسحر سامعيهومن عجب يحب الصمت حينافيمنع علمه من عاشقيهمجلس التعاونكذلك كان لي شرف المشاركة في اللجنة التي وضعت نظام مجلس التعاون الخليجي وفي هذا الخصوص بعث لي معالي الوزير الصديق نفسه مداعباً بثلاثة أبيات شعرية أخرى ذكرني فيها كذلك بنظام الحكم الأساسي :تكتكت يا صاح نظام الخليجفجاء مدروساً بشكل بهيجفيا أبا الدستور أبدعت فيمزج القوانين بديع المزيججيفرسون انت فلا غرواناصبحت ذا اسم كنفح الأريجمن هو؟* أبا عبدالعزيز من هو الوزير الشاعر الذي كتب الأبيات؟أرغب عدم الكشف عن اسمه.كيف؟* كيف ترى نظام مجلس التعاون الذي شاركت في اعداده اليوم؟نظام منسجم مع حقائق الأوضاع المعاصرة في منطقة الخليج.تأخير* أليس النظام مسؤولاً عن بعض التأخير في القرارات مثل اشتراط الاجماع ؟أبداً,, النظام ليس مسؤولاً,, وقاعدة الاجتماع هي سر وجود المجلس واستمراره، وهذه القاعدة محورية من الناحية القانونية لمبدأ السيادة وقاعدة الاجماع في تعبير متكافئ، تماثل قانون النقض المعروف في المنظمة الأممية, على أية حال أنا أعد الآن مقالة قصيرة من حلقتين بعنوان تأملات قانونية في مبدأ السيادة ولم أقرر بعد عما اذا كنت سأنشرها في جريدة اليوم أو جريدة الجزيرة .كما كنت* لو عدت كما كنت في يوم تعيينك عام 1395ه هل ستتغير أمور في حياتك؟حتى أكون أمينا معك في اجابتي أقول نعم، نعم, هناك أمور وأمور, هناك أمور أديتها وأتمنى الآن لو لم أقم بأدائها، وهناك أمور أهملتها وأتمنى الآن لو قمت بأدائها, وهناك رجال ظننت أنهم أصدقاء وتبين لي العكس، وهناك من قاطعتهم وتبين لي أنني على خطأ بالنسبة لهم, والانسان معرض للخطأ والصواب وخاضع أحيانا لتأثيرات الهوى الجامح, وكلما تبين لي أنني على خطأ أسارع بقدر ما أستطيع الى تصحيحه.مَن* أستاذ الجامعة أو الوزير أيهما أنت؟أستاذ الجامعة, والظروف التي كنت فيها في عام 1395ه تختلف عن الظروف التي أنا فيها الآن, وهذا لا يعني أنني لم أكن مرتاحا حينما عينت وزيرا, على العكس كان لي خلال الاحدى والعشرين سنة الماضية شرف الخدمة العامة, أما الآن فأنا أحاول اللحاق بما فاتني من ركب كأستاذ جامعة .مؤلفات* كيف,,؟صدر لي كتاب بعنوان كانت أشبه بالجامعة في عام 1419ه، وصدر لي كتاب آخر بعنوان هزار الأحساء وبلبلها الغريد في هذا العام عام 1420ه ، وسيصدر لي كتاب جديد بعنوان بترول الشرق الأوسط: قانون الثروة الناضبة في عام 1421ه ان شاء الله, والبقية، ان شاء الله في الطريق.و,د أم د, ع* يركض الداليون خلف وهج المناصب الرسمية,, دون ان يلتفتوا الى أبحاثهم ومعاملهم وطلابهم، أيهما نحتاج أكثر: وزراء بدرجة الدكتوراة، أم دكاترة بدرجة علماء,,؟هذا توجه خاطىء, لماذا يركضون؟ على أي حال اليك ما يلي: كنت استاذ جامعة وعميد كلية، والظروف التي كنت فيها في عام 1395ه، كما ذكرت سابقا، تختلف عن الظروف الآن، وأنا مع زملاء لي بالجامعة دخلنا الوزارة آنذاك لأن هناك حاجة ماسة الى ذلك، وسمت مجلة أمريكية لعلها مجلة TIME الوزارة التي كنت فيها بوزارة الدكاترة , كانت هناك ندوة في المؤهلين في عام 1395ه، أما الآن فتوجد وفرة في المؤهلين, نحن في حاجة لا الى وزراء بدرجة الدكتوراة ، ولا الى دكاترة بدرجة علماء .مسميات* أبا عبدالعزيز لماذا,,؟المسميات لا تكفي, نحن بحاجة للمواطن المنتج الذي يحتاج الياباني في قريته اليابانية إلى إنتاجه، وكذلك المواطن الأمريكي الذي يعيش في كوخ مغطى بالثلوج في أصقاع ولاية ألاسكا , هذا المواطن المنتج جدير ان يكون وزيرا لأن ولي الأمر سيرحب به، بل وسيمكنه، وجدير أن يكون هذا المواطن المنتج كذلك عالما لأن المواطن الياباني أو الأمريكي سيسعى للحصول على انتاجه.أحاديثوما دام الشيء بالشيء يذكر أود أن أشير الى أحاديث خاصة حول بعض الأمور العامة بيني وبين معالي الأخ الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ وزير التعليم العالي السابق يرحمه الله في بدايات عام 1407ه في أروقة مجلس الوزراء وخارجه، ومن هذه الأمور ما احتوى عليه سؤالك, وفاجأني معاليه بما يخص موضوع سؤالك مدبجا في مقالة نشرها في المجلة العربية , يقول في مقالته : من الظواهر المؤدية للقلق في الكثير من الدول النامية ظاهرة إهمال الطبقة المتخصصة في مجال تخصصها، وانشغالها بغيره، ومهما كانت مبررات هذا التصرف أو دوافعه، فهو يؤدي فيما يؤديه الى اعاقة الأمم عن الوصول الى أهدافها، وايجاد الكثير من الارباك لما تخططه من طموحات وبرامج، لأن المتعين على كل متخصص ان يتعمق فيما يتعلق بعمله، وينمي ما حصل عليه بالممارسة الواعية، ومتابعة التطورات التي تفرضها الانطلاقة التي لا تقف لمسيرة البحث العلمي حتى يتمكن من نقل خبراته واستخدامها فيما يعود بالخير على وطنه، والنهوض بمجتمعه, أما ان يهمل تخصصه، ويشغل بغيره نفسه، فهو الضياع,, وهي الكارثة التي تحفر بصماتها الباهتة على مسيرة الأمم، وتباعد بينها وبين الوصول الى ما تهدف اليه وتريده، والمدهش في هذا الجنوح ان أصحابه يفقدون مع الأيام صلتهم بما علموا,, وبما هم مطالبون به، ثم هم أبعد الناس عن الابداع فيما دفعوا بأنفسهم اليه, ومن ثم يطرح معاليه السؤال التالي: والسؤال الذي يبرز من هذه المعاناة التي تعيشها الكثير من المجتمعات المعاصرة,, هل من حق مواطن أريد منه التعمق في أحد فروع المعرفة، التحول عما هو موجه اليه والانشغال عنه بغيره,,؟متابعة* واضح انك متابع لكتابات الشيخ حسن,,؟كلمات معاليه يرحمه الله هادفة وصادرة من القلب، ولي بعض العتب على الأخ الصديق الأديب حمد القاضي رئيس تحرير المجلة العربية لتأخره كثيرا في نشر مقالات معالي الشيخ حسن في كتاب لتعم الفائدة منها.برنامج* كنت أحد المشاركين ببرنامج دراسات الأنظمة في معهد الادارة ,, هل حقق البرنامج ما توقعته منه حين درست أول دفعاته,,؟لقد درست أولى دفعات هذا البرنامج, ومن ثم انقطعت علاقتي به لأنه كان لي موقف من هذا البرنامج يتعلق باسلوب ادارته، واختيار منسوبيه، وبالغرض منه.موقف* ماهو موقفك من برنامج الأنظمة؟ وعلام كان الخلاف؟سوف تقرأ، ان شاء الله، عنه في كتابي حياة في كلية التجارة .قانون* ماهي رؤيتك لبرنامج القانون يسمونه الأنظمة بكلية العلوم الادارية؟شاركت في وضع برنامج القانون حينما كنت عميدا لكلية التجارة, ولولا دعم وحكمة كل من صاحب السمو الأمير مساعد بن عبدالرحمن وزير المالية الأسبق يرحمه الله ومعالي فضيلة الشيخ الجليل محمد بن ابراهيم بن جبير رئيس مجلس الشورى حاليا لما أنشىء هذا البرنامج, وبدأ برنامج القانون في الفترة التي تركت فيها الكلية وزيرا وعضوا بمجلس الوزراء, لذا يصعب علي وقتها وكذلك الآن الحكم على هذا البرنامج.كلمات,,!* بمناسبة الأنظمة والقانون ,, لماذا يرهقنا التلاعب بالكلمات؟وأنا معك في تساؤلك, اذ رغم البحث والتأمل لم تتبين لي الحكمة من هذه التفرقة, ولم أتمكن رغم البحث الجاد من التعرف على اسم مبتدعها في بلادنا, والقرآن الكريم هو قانون الله في أرضه للانس والجن, وتسمع أنت كما أسمع انا ما يقوله ولاة الأمر أو على ألسنتهم في المنتديات الدينية والسياسية بأن دستورنا هو القرآن الكريم , لذا انا أطرح عليك السؤال نفسه في صيغة أخرى وهو: ماهو الفرق بين الدستور و القانون ؟ ولكي أسهل الاجابة عليك اعلم حفظك الله ان جهابذة القانون يعتبرون الدستور أبا القوانين , لماذا لا تسمى الأشياء بأسمائها,؟عودة* ألم تفكر بالعودة الى مقعدك أو قاعتك بكلية العلوم الادارية التي تحتاج الى أمثالك، خصوصا مع تزايد خريجي الشهادات لا الأساتذة ؟هذا موضوع الحديث فيه وحوله يطول, وسبق ان اقترحت على كل من الزميل الأخ الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري معالي وزير التعليم العالي حينما التقيت به في رحاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في 19/2/1418ه والأخ الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد الفيصل مدير جامعة الملك سعود حينما التقيت به في مناسبة بقصر الحكم بالرياض ادراج أسماء من درسوا بكلية التجارة من وزراء سابقين وحاليين وكذلك من كان لهم شأن في الحياة العامة ممن درسوا بالكلية تحت مسمى أساتذة شرف بدليل الكلية.دعم* والهدف,,؟في هذا الاقتراح دعم معنوي لمكانة الكلية العلمية على مر الزمن حتى بالنسبة لمن يفكر بالدخول فيها من الأجيال الصاعدة، واقامة نوع من الرابطة العلمية بين من تركوا الكلية وكان لهم شرف التدريس فيها اذ لعل البعض منهم تحدثه نفسه في يوم ما بمعاودة التدريس فيها,, أو على الأقل القاء محاضرة بها, وهذا الاقتراح لا ينصرف الى كلية العلوم الادارية التي كم أتمنى لو أعيد مسماها القديم كلية التجارة بل ينصرف كذلك الى الكليات الاخرى بجامعة الملك سعود نفسها, بل وأكثر من ذلك أتمنى ان تتبنى الجامعات الأخرى الاقتراح نفسه.غيابولإتمام الفائدة أود أن أذكر لك أخي ابراهيم أن الأخ العزيز معالي الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الفدا أحد بناة جامعة الملك سعود ومديرها الأول كان بين الفينة والأخرى يلح علي أن أدرس بكليتي، وكنت أجيبه بأن الالتزام بالتدريس مهمة، وأنا في الوزارة، يصعب علي القيام بها ذلك ان من متطلبات هذه المهمة احترامي للطالب الذي يجلس في مقعده منتظرا استاذه وكنت أسأل نفسي لو تجاوبت مع رغبة معالي الدكتور الفدا آنذاك: ماهو شعور هذا الطالب لو غاب هذا الأستاذ عن المحاضرة حتى ولو كان وزيرا .* هل فكرت كذلك بفتح مكتب للمحاماة والاستشارات القانونية قبل أو أثناء الوزارة؟لا يسمح القانون، وأنا في الجامعة، وقبل دخولي الوزارة، وخلال الوزارة، ان يفتح الوزير مكتبا لحكمة في ذلك أرى انها صائبة.
الآن* وبعد الوزارة؟,.افتتحت الآن مكتبا تحت مسمى دارة الدكتور آل ملحم للتحكيم والاستشارات القانونية بمدينة الرياض, والدارة مختصة في الامور التي يرمز لها عنوانها.لقب* لماذا أضفت لقب الدكتور الى اسم دارتك ؟ ألا ترى أنه طويل؟ ويتناقض مع ما قلته عن الألقاب؟سؤالك يا أستاذ ابراهيم وجيه وفي محله, ولكن لو عرفت سبب اختيار هذا المسمى فستكون في جانبي مؤيدا, الضرورة فرضت علي اختيار المسمى بغرض التمييز, أنا انتمي الى أسرة تعد بالآلاف وأعرف على الأقل أكثر من مائتين 200 قريب باسم محمد آل ملحم ، منهم حملة دكتوراة وحملة ماجستير وموظفون كبار في وزارات وشركات ومنهم رجال اعمال وتجار ومزارعون, وهناك ممن يحملون الاسم الاول محمد ويعدون الآن للدكتوراة, أما حملة لقب الدكتوراة من الأسرة الذين اسمهم الأول غير محمد فهم من الكثرة بحيث يصعب علي تعدادهم, لهذا السبب اخترت الاسم محل الاستفسار كاسم للدارة ، وسجلته في وزارة التجارة كمسمى معترف به ومتمتعا بالحماية القانونية.صدق* هل المحاماة مربحة لمن هو صادق/ امين اذا لم يقبل أية قضية الا بعد ايمانه بعدالتها؟نعم المحاماة مربحة, والمحامي الصادق هو الذي يعتبر نفسه قاضيا مع نفسه أي مع ضميره وذلك قبل ان يكون مرتبطا للدفاع عن موكله, والمحامي باعتباره حالف قسم يجب ان يكون أمينا مع موكله, ومن مقتضيات هذه الأمانة ان يتأمل بتجرد قضية موكله ومن ثم يصدر الحكم لصالح موكله او ضده وذلك قبل ان يرفع قضيته للجهة المختصة، والقيد الوحيد على موكله هو ان يكون أمينا كذلك مع وكيله ، ومن مقتضيات هذه الأمانة ألا يخفي أية واقعة مهما كانت في نظره تافهة على وكيله تمشيا مع مقولة لفيلسوف يوناني حكيم واليونانيون رجال فلسفة وأدب أنبئني بالوقائع أخبرك بحكم القانون .توثيق* وماذا عن كتابة تجربتك الادارية خصوصا,, ألا تفكر بتوثيقها كما فعل ابن بلدك: غازي القصيبي ؟ومن قال إن كتاب حياة في الادارة موثق,,؟ وأنا أعدّ الآن كتابا تحت مسمى حياة في كلية التجارة ,,.لماذا؟* لماذا كتاب القصيبي غير موثق؟ ما رأيك فيه؟اجابتي السابقة تكفي, وهي اجابة جامعة شاملة مانعة, وانا على يقين ان الذين سيدركون معانيها هم من القلة.تاريخ* وماذا عن كتاباتك الاخرى، وقد قرأنا لك في تاريخ الأحساء الثقافي وتحديدا ما يختص بالمناحي العلمية والتي شهد الكثيرون على تميزها وتوثيقها ودقتها؟لعلك تقصد كتابي كانت أشبه الجامعة , والحمد لله، وكما يقال في الأمثال ألسنة الخلق أقلام الحق.محاضرة* محمد بن عبداللطيف آل ملحم أحد المفاوضين المعروفين خلال بعض القضايا الحدودية ونحوها,, ماهي مهارات المفاوض الجيد؟ ما الذي تتطلبه مثل هذه المهارات من مواصفات في شخص القائم بها,, بمعنى هل هي الشهادة والتأهيل أم الخبرة والتجربة والدراية,,؟ ومتى يكون التفاوض سريا ومتى يكون علنيا,,؟ هل المفاوض دبلوماسي دائما,,؟هذه أسئلة تحتاج الى محاضرة أو بحث في كلية حقوق أو في قسم القانون بكلية التجارة آسف، أعني كلية العلوم الادارية ,, ولكن اليك اجابتي وفي اختصار شديد,, التفاوض موهبة, واذا توفر لهذه الموهبة قدر من العلم والصبر وكذا فهم لمداخل ومخارج لغة التفاوض فالمفاوض حكيم, والتفاوض يكون سريا اذا كان الشأن المتفاوض من أجله يمس أو ربما يمس آخرين, ويكون علنيا اذا كان التفاوض حول شأن تنحصر أبعاده على طرفي التفاوض على نحو شامل ومطلق, أما دبلوماسية التفاوض فلا شأن لها بالقانون البتة، وتنحصر في الحالة التي يكون فيها المفاوض مخولا ان يساوم، والا فلا دبلوماسية ولا يحزنون.نجاح* وماهي أنجح قضية تفاوضية أدرتها أو شاركت فيها؟ان كل ما يتعلق بعملي بالوزارة ينطوي تحت سقف القسم ، ولهذا فالقسم يحول بيني وبين البوح به.فشل* وماهي القضية التي لم تنجح فيها,,؟ هل هي تحت القسم كذلك,,؟نعم كما في الاجابة السابقة.أجواء ونقاء* من يكتب التاريخ معالي الدكتور,,؟الرجل المعاصر الذي يملك الوثائق متنفسا في أجواء نقية حينما يكتب، وتتوفر فيه الحيدة، والبعد عن الهوى الجامح,.قراءات* ما الذي تقرؤه هذه الأيام؟حوار مع المالكي لابن منيع.خمسة* وماهي أبرز خمسة كتب أثرت في تكوينك الفكري,,؟هي:1 تفسير القرآن الكريم لابن كثير.2 كليلة ودمنة لابن المقفع.3 العواصم من القواصم لابن العربي.4 مبادىء القانون للأستاذ الدكتور عبدالفتاح عبدالباقي.5 النظام الدولي العام للكرامة الانسانية للأستاذ الدكتور مايرس سمث مكدوجل .ندم* ماهو الكتاب، الكتب التي ندمت على قراءتها,,؟ليس هناك كتاب بعينه قرأته وندمت على قراءته, الكتاب اذا كان موثقا أحرص على قراءته ولو على فترات, والكتاب غير الموثق لا أقتنيه حتى ولو أهدي لي، بل أضرب به عرض الحائط كما يقول المثل, أما الكتاب الجديد الجديد جدا في موضوعه فهذا أحرص على قراءته مرة ومرتين، ومن ثم احتفظ به لأعود اليه.غضب* متى تغضب؟اذا وجد سبب يدعو للغضب أغضب، فأنا انسان.نوم* كم ساعة تنام,,؟أنام حوالي ست أو سبع ساعات في الأحوال العادية, أما اذا كان هناك ما يشغل بالي، أو لو كنت أفكر في أمر ما، فانني أستعين بالقراءة حتى يداعب النوم أجفاني, والله اعلم متى يأتي النوم, وأنا لا استطيع النوم في السيارة أو الطيارة، واعتدت حينما أسافر ان آخذ معي من الكتب ما أبدد به الوقت.فضائيات* هل تشاهد الفضائيات,, وماهي أبرز محطة تستوقفك؟أنا من هواة الاستماع للراديو فقط.1/2* بصراحة,, هل تشاهد القناة الأولى والثانية,,؟فقط أخبار القناة الاولى,,؟إذاعة* هل تستمع الى الاذاعات السعودية؟نعم وبالأخص اذاعة الرياض.مركزية* ما رأيك في:* المركزية الادارية,,؟مهمة في البيئة الجاهلة وضارة في البيئة الواعية.تفويض* التفويض الاداري,,؟مهم في حالة الانسجام بين المفوّض والمفوَّض,,؟ ودعني أروي لك ما يلي:حينما تقلدت عمادة كلية التجارة عن طريق الانتخابات بالأغلبية في عام 1393ه وجدت ان عميد الكلية الأسبق يرحمه الله كان يفوض صلاحياته للوكيل في صفحات، وكان منها ان يقوم الوكيل بفض ظروف المعاملات التي ترد للكلية وتدبيسها، ومن ثم يسلمها للعميد دون قراءتها, ولأن وكيل الكلية في عهدي أستاذ الادارة العامة المتميز الأستاذ الوديع الدكتور اسامة عبدالرحمن عثمان فلقد فوضته كل صلاحيات الكلية في سطر واحد في رسالة بعثتها اليه على النحو التالي:أفوضك كل صلاحيات الكلية ما عدا ماهو من اختصاص العميد .حكايةوأتذكر ان ادارة الجامعة نقلت للكلية موظفا من كلية أخرى، وكان من اختصاص الوكيل بحكم الصلاحيات المناطة به ترتيب وضعه بالكلية, وكان هذا الموظف غير منتج، وكثير النوم، وشغل وقت الوكيل بكثرة طلباته ومن أهمها رغبته في الحصول على ترقية واجازات، بعث الوكيل لي ملفه وبه تعقيب منه مؤداه: انا مستعد لممارسة الصلاحيات التي خولتني بها ما عدا الصلاحية التي تتعلق بهذا الموظف فهي من اختصاص العميد وختم تعقيبه بالبيت التالي:ونائم يومه نوم ويقظتهنوم ويشكو من الارهاق والتعبفيتامين واو* الواسطة,,؟مهمة في رفع مظلمة أو خدمة مستحق لا يصل.رشوة* الرشوة؟جريمة شانها شأن جرائم المال الأخرى مثل خيانة الأمانة والاختلاس والنصب, وتشكل هذه الجرائم موضوعات قانون العقوبات الخاص, أن تزول الرشوة من الوجود من رابع المستحيلات كما يقول المثل العامي، ولكن مكافحتها من الأهمية بمكان وذلك للحفاظ على المال العام باعتباره من الضرورات الخمس المعروفة.مجاملة* ماذا عن المجاملة,,؟لها مفهومان, ولا أدري أيهما تقصد؟ كلا المفهومين اثنان كما تراهما هناك من المجاملة ما هو متعارف عليه بين أفراد المجتمع من استخدامها بغرض اشاعة الود وهي مظهر من مظاهر الاخلاق التي تقوي الصلة بين الناس, ولا بأس من ممارستها.القانونيةوللمجاملة في القانون الدولي مفهوم آخر وتعني قواعد سلوك وملاءمة ومراعاة ذات اهمية في الحياة القانونية الدولية، وتلعب المجاملة دورا أصيلا في تنمية واستقرار العلاقات التي تنشأ في النطاق الدولي، وهي على انواع وضروب شتى، وتوجد متناثرة في أكثر من موضوع من موضوعات القانون الدولي كالاعتراف بالدول والامتيازات والحصانات الشخصية للمبعوثين الدبلوماسيين والقنصليين وقواعد التحية البحرية، واعفاء المبعوثين الدبلوماسيين من دفع الضرائب والرسوم في الدول المعتمدين فيها.شلة* كيل تنظر الى الشللية الثقافية,,؟الشللية الثقافية نوع من التجمع المتقوقع المنطوي على نفسه بين أدعياء ثقافة يتفقون فيما بينهم سرا على احتكار الكتابة ويمنعون الغير من اختراق شلليتهم , وهم في سلوكياتهم يتمثلون فيما يبثونه من أفكار قول الشاعر:اذا قالت حذام فصدقوهافان القول ما قالت حذاموتمارس الشللية الثقافية على نطاق واسع في بعض وسائط الاعلام، وهي صورة من صور التخلف.حداثة وتقليد* ورؤيتك لمعارك الحداثة و التقليد ؟هذه المعارك ظاهرة صحية من شأنها صقل العقل وتفعيله، ومحاربة ظاهرة ليس في الامكان أحسن مما كان , وقد نشأت هذه الظاهرة منذ عقود لمحاربة الجمود في العمل الثقافي والفكري, وبدون شك لهذه المعارك ايجابيات وسلبيات, وهي عمل مفيد اذا تناولت الثابت والمتغير، فأكدت الثابت لانه يعبر عن أصالة الأمة ومقومات وجودها، وتناولت المتغير معيدة تقويمه لكي تنفض الامة عنها غبار الجمود والتخلف، وتعمل على مواكبة المستجدات في العصر الذي تعيشه.قناع* والبطالة المقنعة,,؟للبطالة المقنعة صور متعددة، ومن أبرز صورها كثرة الموظفين في الموقع الواحد مع قلة العمل، وهي في مجملها نوع من التخلف والمعوق الرئيس للنمو الاقتصادي والاجتماعي.عولمة* ما ذا عن العولمة ,,؟العولمة حلقة من مسلسل حلقات الغزو اليهودي والمسيحي لمواصلة الهيمنة على نحو كلي وشامل, وبدأت أول حلقة من المسلسل بعد بانتكاسة الحضارة الاسلامية في بدايات النصف الثاني من القرن الرابع الهجري والتي تم على اثرها وضع العقل العربي المسلم في قمقم لكي يستمتع باجازة الى حين, وتتابعت مسميات حلقات المسلسل من حروب صليبية ، واستعمار عسكري ، واستعمار ثقافي ، واستعمار تجاري وحرب باردة ، وحداثة ، واستقطاب كلي سمي بالنظام العالمي الجديد ، والذي تحول بين ليلة وضحاها الى ما يسمى فجأة بالعولمة باعتبارها الحلقة غير الاخيرة في الأيام المعاصرة, والغريب في الأمر ان العالم غير اليهودي المسيحي قد سارع ومن ضمنه بطبيعة الحال العالم العربي الاسلامي ممسكا بالقلم والحبر والقرطاس ليبحث في معنى هذا المصطلح, وانقسم كتاب هذا العالم على أنفسهم حول مصطلح العولمة ما بين منظر، ومحلل، ومؤرخ، ومتفلسف، ومتفرج، ومدافع، ومحذر، ومهدد، ومبشر، وخائف، ومتفائل، ومتشائم، هكذا كما لو كانوا امام اكتشاف جديد أو كانوا من هلعهم وكأن يوم القيامة آت غدا.ضياعوقدانتهت جهود هؤلاء الكتاب الى محصلة واحدة وهي تضييع الوقت والجهد والمال, هل جاءوا بالبديل لحلقة العولمة التي من الممكن ان تسمى بالاستعمار التقني الجديد ، أم كرسوا مفهوم الهيمنة المستمرة لمنتج هذا المسلسل.سعادة* هل أنت سعيد؟أنا ولله الحمد سعيد، بل ومرتاح البال, وأشعر بهذه السعادة اكثر في الصباح.تقاعد* ما رأيك بالتقاعد؟عبارة لم أفهم معناها, الانسان ينتقل من موقع الى موقع آخر, أنا الآن رئيس دارة الدكتور آل ملحم للنشر والتوزيع ، ورئيس دارة الدكتور آل ملحم للتحكيم والاستشارات القانونية ، ورجل اعمال ، وكاتب .تجار* لماذا يتجه كبار المسؤولين لفتح مكاتب أو شركات بعد تقاعدهم؟أعتقد ان هذه ظاهرة صحية، وتوجه سليم, كبار المسؤولين في الغرب وبالذات في الولايات المتحدة الأمريكية بعد تركهم لمناصبهم أو بعد ما تتركهم المناصب يعودون الى أماكنهم بالجامعات اذا كانوا أصلا من أساتذتها، او يعودون الى مكاتبهم الاستشارية، أو ينشئون مكاتب لأول مرة, والأسماء المعروفة كثيرة ومنهم الدكتور هنري كيسنجر،, والسيد جميس بيكر، والسيد جميس اكنز، والسيد يوجين راستو, وعندنا ما فعله، على سبيل المثال، معالي الاستاذ الشيخ محمد العلي أبا الخيل وزير المالية الأسبق حينما أنشأ مركز النشر الاقتصادي الذي كان نواته المجلة الاقتصادية السعودية وهي مجلة متخصصة أنيقة وكذا مكتب للاستشارات المالية هو عين الصواب, وكذا ما فعله معالي الاستاذ الشيخ احمد زكي يماني وزير البترول والثروة المعدنية الأسبق حينما انشأ مكتب لندن للاستشارات البترولية هذه، كما سبق ان ذكرت، مؤشرات ايجابية تزيل عن الاذهان المدلولات السلبية لمفهوم التقاعد.خصومات* ماذا عن خصامك مع أي من الوزراء على صفحات الجزيرة ؟ هل لنا في ذكرياتك عن بعضهم؟هذه ملفات مقفولة.عبادة* متى يتوظف جميع الخريجين بجدارة,,؟يتوظف الخريجون اذا اقتنعوا بان العمل عبادة في أي موقع لا سيما اذا كان يدر عليهم الرزق الحلال سواء أكان هذا الموقع في مرفق عام أو مرفق خاص.امتياز* ومتى يستحقون تقدير ممتاز,,؟سؤال غريب, من رابع المستحيلات ان يحصل الكل على هذا التقدير, التفاوت مطلوب حتى في التقدير، والا ستضطرب نواميس الكون، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: ورفعنا بعضكم فوق بعض درجات ليتخذ بعضكم بعضا سخريا .مخرجات* ماهي مشكلة مخرجات التعليم العام من حيث المستوى وكذا التعليم العالي,,؟المشكلة ليست مشكلة المستوى, المشكلة تزول اذا تجاوبت مخرجات التعليم العام وكذا العالي مع حاجة السوق في مرفقيه العام والخاص والا ستظل الحاجة للعمالة الوافدة ضرورية.تحديات* هل طلابنا على مستوى تحديات الألفية الثالثة,,؟نعم سيكونون، ان شاء الله كذلك وجوابي يعني طلاب العالم العربي الاسلامي ،, فيما لو أخذ في الاعتبار غربلة المناهج بغرض اخراج العقل العربي المسلم من القمقم ليرى النور من جديد، وجعل هذه المناهج تنطلق من فلسفة تعويد الطلاب منذ الصغر على طرح السؤال، وحث الطلاب في جميع مراحل الدراسة على طرح السؤال، وحثهم على طرح الاجابة أية اجابة في أجواء علمية تسخر فيها الأدوات اللازمة الحاثة على طرح السؤال.مقالوتعجبني مقالات وآراء طرحها في هذا الخصوص عالم الرياضيات الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن القويز في بعض المجلات يقول الدكتور القويز: هناك بلاشك ثوابت تحكم حياتنا وسلوكنا أساسها الدين والأخلاق, وهي التي تعطي للحياة معنى وهدفا, ولكننا نريد ان نقدمها بالشكل الصحيح وبالاسلوب المناسب, وهناك، من ناحية أخرى، رغبة في مواكبة ركب الحضارة الانسانية وقطف ثمارها، لاسيما مبتكراتها التقنية, فنحن على سبيل المثال نريد ان نقود السيارة، وان نسافر بالطائرة، وان نتخاطب بالهاتف الجوال او بالبريد الالكتروني، وان نتطبب في أحدث المراكز الطبية، وان نستعين بالحاسبات في تشغيل منشآتنا المدنية والعسكرية، وهذه كلها أمور لا يمكن شراؤها بالمال فقط، اذ تتطلب استثمارا في الاعداد العلمي لشبابنا من خلال المناهج الدراسية في المدارس والجامعات، ولا سيما مناهج الرياضيات والعلوم، والا بقينا في وضع تبعية دائمة,, ومع ذلك فالملاحظ ان نصيب الرياضيات والعلوم في التعليم العام في تراجع مستمر.خبرة* لاشك انك خلال الاحدى والعشرين سنة الماضية قد خالطت وتعاملت مع وزراء وشاركتهم هموم العمل، من هم الوزراء من غير الأمراء الذين استفدت من خبراتهم؟ وهل في امكانك وضع قائمة بأسماء البعض منهم؟أكن لكل اخواني الوزراء الذين زاملتهم طيلة الاحدى والعشرين سنة الماضية كل تقدير واحترام, ولو قررت وضع قائمة بأسماء بعضهم فسيكون معالي الأخ السياسي المخضرم محمد ابراهيم مسعود على رأس هذه القائمة, فهذا الرجل سياسي محنك ذو نظرة ثاقبة وحكيم مجرب استفدت كثيرا من آرائه من خلال احاديث جرت بيننا حول العمل وغيره, وكان اول لقاء به في اجتماع عمل في ليلة سهرنا فيها حتى مطلع الفجر في وزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة، وكان وقتها وكيلا لوزارة الخارجية وكنت وقتها عميدا لكلية التجارة , وشاء الله سبحانه وتعالى ان يتجدد ذلك اللقاء في الوزارة ويدوم طيلة الاحدى والعشرين سنة المشار اليها, ولا أزال على اتصال به، متعه الله بالصحة والعافية.يقظة* متى يستيقظ العالم العربي,,؟سؤال غريب؟ وهل هو نائم,,؟ أود ان أسألك أنت لتجيبني عما اذا كان لهذا العالم مساهمة مالية ومشاركة تقنية فيما يسمى بالقرية الكونية الصغيرة التي كونها الغرب.جواب* السؤال اجابة يا دكتور,,؟بالتأكيد.انترنت* ماهو موقعك المفضل على الانترنت ؟موقعي المفضل هو مع الكتاب.أنا* من أنت يا معالي الدكتور,,؟أنا طالب علم، وكل يوم يمر علي أجد أنه يثري فكري، ويوفر لي القناعة بأنني لم أحصل من العلم والخبرة الا على القليل.أخيرا* هل بقي شيء,,؟نعم, لم تسألني حتى الآن السؤال المهم,,؟ لذا دعني أسألك أنت عما اذا كانت الأمة العربية وهي قلب الأمة الاسلامية قد فهمت معنى كلمة اقرأ في سورة العلق, يقول الله سبحانه في كتابه الكريم: اقرأ باسم ربك الذي خلق, خلق الانسان من علق, اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الانسان ما لم يعلم , يبقى لحوارنا في واجهة ومواجهة حلاوة وطعم,, لو فهمنا معنى كلمة اقرأ كما أراد الله سبحانه وتعالى منا باعتبارنا مسلمين ان نفهمها, لو فهمنا معناها الكلي الشامل لكان لنا شأن في القرية الكونية مشاركين في تكوينها وفي تطويرها لا مجرد مستهلكين لها,, لكننا، وكما قيل عنا، أمة لا تقرأ ,, ولأننا كذلك، فأنت على حق لما سألتني سؤالك الخطير: متى يستيقظ العالم العربي,,؟* الشكر لك,, وانتظر المواجهة القادمة معك؟ولك,, وحين تشاء.


الناشر: جريدة الجزيرة

– العدد: 10047تاريخ

النشر: 01/04/2000م

الرابط للمصدر

دنيا الطلبة : أضواء على شبابنا المتفوقين في الجامعات

قام بالمقابلة “عبدالغني قستي”.
دنيا الطلبة:أضواء على شبابنا المتفوقين في الجامعات الطالب: محمد عبد اللطيف الملحم- كلية الحقوق- جامعة القاهرة
س ـ ما هي الظروف التي جعلتك تتفوق في عامك الدراسي بكلية الحقوق حيث حصلت على الترتيب “الأول”؟ج ـ ليس التفوق بالشئ الجديد بالنسبة لي فلقد حصلتُ علي “الاولية” في أغلب سني الدراسة بالمرحلة الابتدائية والثانوية. أما الظروف التي جعلتني أتفوق فبودي أن أؤكد لك أن هذه الظروف عاديةً ولم تتوفر لي ظروف تميزني عن غيري من الطلاب، كما أعتقد أن كل ظروفنا نحن الطلاب بالقاهرة متساوية مادمنا مرتاحين من الناحية المادية والنفسية والصحية. أما الثقافة الخارجية والمعلومات العامة فهي مهمةٌ، ويجب أن يحرص عليها الطالب ولكنني لا أعتبرها “ظروفا” يتميز بها طالب عن آخر بل هي نوع من الدراسة يتلقاها الطالب من الحياة العامة وبودي أن أنوه أنني في دراستي : (1) كنت أعتمد على الله ثم على نفسي. و(2) كنت أحدث نفسي بالنجاح. أما العنصران الرئيسيان اللذان يجب أن يتوفرا لدى الطالب ليحقق له النجاح فهما في نظري: 1 ـ عنصر الرغبة. 2 ـ عنصر التفرغ.س ـ ماهي الطريقة المثلى التي اتخذتها في مذاكرتك والتي يمكن أن يستفيد منها الآخرون؟ج ـ ليست هناك طريقة مثلى تصلح كقاعدة عامة لكل زمان ومكان، بل هناك طرق كثيرة تحدث عنها رجال علم النفس والاجتماع، ولهذا فالمذاكرة والاستذكار والتذكر تختلف من طالب إلى آخر، بل وتختلف بالنسبة للطالب نفسه من حالة إلى أخرى. وأنا ـ بتجربتي الخاصة ـ أنصح كل طالب أن يختار له الطريقة المثلى التي يراها تناسبه والتي يكشفها بنفسه ويجدها متجاوبةً مع ميوله واستعداده حيث أن كل طالب أثناء مذاكرته يخضع لعوامل شبه نفسية واجتماعية تؤثر في الطريقة التي يختارها لمذاكرته. أما إذا أردت أن أذكر لك الطريقة التي ناسبتني واتبعتها فأفادتني فهي طريقة ـ القراءة الكلية ـ وبعدها مباشرة طريقة ـ القراءة الجزئية ـ مع شيء من التعديل. وأكرر مرة أخرى بأنه على كل طالب أن يذاكر بالطريقة التي تناسبه وتتفق مع ميوله وأمزجته، وأن يترك عنه التقليد، ومحاكاة الآخرين إلاَّ إذا أحس أنه سيستفيد من التجارب التي استفاد منها الآخرون.س ـ ما الأعمال التي ترغب الاشتغال بها وهل ستواصل دراستك بعد الجامعة؟ج ـ حينما التحقت بالمدرسة الثانوية بالاحساء كنت أتمنى أن أواصل دراستي الجامعية والآن وأنا في المرحلة الجامعية أتمنى أن أنهي تعليمي الجامعي لأواصل دراستي العالية. أمَّا العمل الذي أرغب الاشتغال به ـ في بلادي ـ فلا يمكن أن أتكهن به بل يهمني ـ من حيث المبدأ ـ أن أخدم بلادي في حقل تخصصي وأن أجند نفسي لهذه الخدمة.س- ما هي المشاريع التي أعددتها لخدمة الوطن اذا رجعت اليه؟ج- كل طالب ينهي دراسته بالخارج ويعود الى وطنه تجول بخاطره شتى الأفكار والمشاريع، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الفرد الواحد مهما كان لا يستطيع أن يحقق بنفسه مشروعًا ما أو عملاً مَّا ونحن في عصر سئم الفردية
ومقتها. والمشاريع لا بد لها من العمل الجماعي المنظم، وكل ما أريده وأتمناه لبلادي هو أن أراها بلادًا ناميةً.. بلادا منتجة مصدرة.س ـ نرى بعض الجامعيين السعوديين ـ بعد تخرجهم ـ لايعملون على الاندماج في المجتمع الذي يعيشون فيه ولا يحلون مشكلاته.. فما رأيك؟ج ـ أثيرت حول إخواننا الجامعيين القدامى والجدد كثير من المناقشات وتعلقت هذه المناقشات بنشاطهم وما يجب أن يحققوه لمجتمعهم ،بل وعن ظاهرة انعزالهم وترفعهم، والحق أن الطالب الجامعي قبل تخرجه وبعد تخرحه يجد نفسه ملزم بحكم معيشته في مجتمعه أن يندمج مع هذا المجتمع، وأن يناقش مشاكله والآمه، ونحن إذا أردنا أن نتحدث عن اخواننا الجامعيين العاملين فيجب أن يكون حديثنا ـ موضوعيًا وعمليًا ـ فلا ينبغي أن نكيل لهم مر النقد ـ وهم منه براء ـ دون أن نبحث عن أسباب تقصيرهم وعن مواطن الضعف في نشاطهم، والنقد إذا وجهناه فيجب أن يكون نقدًا بناءًا فإذا اتبعنا مثل هذا الاسلوب فإننا لن ننقدهم إذا كانوا يستحقون الثناء. يجب أن توافقني ـ يا أستاذ ـ من حيث المبدأ أن هناك عاملين رئيسيين هما السبب في عدم الاندماج بين بعض شبابنا الجامعي ومجتمعنا وهما: أولا ـ العادات والتقاليد. ثانيا ـ الوظيفة ومسؤوليتها. أما التقاليد والعادات في حد ذاتها فهي تراث أدبي مقدس يجب أن يتوفر له الاجلال والاحترام وما هي إلاَّ الروح العامة التي يتميز بها كل مجتمع. والذي حدث أن هذه التقاليد والعادات التي نعيشها توفر لها الاحترام إلى درجة أننا جمدناها والمفروض ـ حتما ـ أن تتطور حتى تتجاوب مع مقتضيات الزمن، ولاشك أنها اذا جمدت في شكل معين وطبيعة واحدة فان ظاهرة العزلة ستنشأ وستزداد، والحل الذي أراه وأفضله لعلاج مثل هذه الظاهرة أن يعمل الجامعيون على تطوير هذه العادات والتقاليد بادئين بأنفسهم ثم يدخلون في علاقات ايجابية مع مجتمعنا، والجامعيون هم المسؤولون بحكم المركز الاجتماعي الذي يشغلون في المجتمع عن علاج مثل هذه الظاهرة ولا داعي للتفاصيل. أما الوظيفة فلنا معها حديث قصير وهي من عوامل عدم الاندماج فنحن لا ننسى أن شبابنا الجامعي المتخرج مثقل الكاهل بأعباء الوظيفة التي ملكت وقته وفراغه حتى باعدت بينه وبين مجتمعه، وأنا لا أعني بهذا أنني أضع المبررات لهم، أو أكون بجانبهم، أو أدعي أنهم أدوا واجبهم فلا تحاسبهم الصحافة على انعزالهم، إنما أعني أنه يجب عليهم رغم التقاليد التي تقف في وجههم ورغم مسؤوليتهم عن الواجب الوظيفي المناط بهم أن لايتركوا أنفسهم ضحية التقاليد الجامدة، ولا يستسلموا للوظيفة فيتركوها تبتلعهم وتبتلع انتاجهم بل يجب عليهم أن يحاولوا القضاء على ما يدعى ضدهم بالعمل الذي يبرهن على وجودهم وأثرهم. وما دمنا بصدد الوظيفة فيجب أن لاننسى أن إخواننا الجامعيين القدامى والجدد في مجموعهم قد قدَّموا من خلال عملهم الوظيفي جهودًا طيبةً يشكرون عليها في خدمة بلادنا في كثير من المرافق والميادين فتحيةً لهم أينما كانوا.


الناشر: جريدة البلاد

تاريخ النشر: 06/03/1379هـ

اللقاء الصحفي الأول مع عميد كلية التجارة

اللقاء الصحفي الأول مع عميد كلية التجارة الدكتور الملحم
الناشر: نشرة الطالب

-العدد:2

تاريخ النشر: 1394/1395هـ

لقاء صحفي (أول) أجراه المعيد/عبدالله عابد المشرف في مجلة اللجنة الثقافية بكلية التجارة ـ (جامعة الرياض سابقًا) جامعة الملك سعود حاليًا مع الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم عميد كلية التجارة في عام 1394هـ.

يقول المعيد (عابد) مخاطبًا طلبة الكلية نبدأ معكم لقاءات ستكون متكررة ـ بإذن الله ـ طوال العام الدراسي نقدم فيه شخصية من الكلية.
ومن الطبيعي أن نبدأ هذا الباب مع سعادة عميد الكلية الدكتور “محمد بن عبداللطيف الملحم”.
طرحتُ عليه الفكرة، وكان إيجابيًا في ردِّه، ومتحمسًا للفكرة . وبدأت الإجابات تتدافع .. تترى .. ودون تردد.
س : أين ولدتَ؟ وفي أي عام؟
جـ : ولدتُ في الأحساء ـ الهفوف ـ في عام 1357هـ،
س : هل أنت متزوج؟ وكم عدد الأولاد؟
جـ : متزوج …. ولدي بنت إسمها “إيمان” وعمرها ثلاث سنوات ونصف، وابن وإسمه “عبدالعزيز” وعمره ثلاثة شهور ونصف.
س : بالمناسبة، ما هو رأيك في الزواج المبكر، وخاصة بالنسبة للطلبة؟
جـ : الوقت المناسب للزواج هو بعد الحصول على الشهادة الجامعية، وهو وقت مبكر. ولقد تزوجت بعد حصولي على شهادة “الماجستير في القانون”، وربما كان ذلك وقتًا مبكرًا أيضًا.
س : ما رأيك في الشعر الحر؟
جـ : لقد التزمتُ أن لا أتحدث عن هذا اللون من الكلام. ويمكن الرجوع في هذا الشأن إلى ما نشرتُه في الملحق الأدبي بجريدة الرياض، العدد رقم 2806 وتاريخ 4 شعبان 1394هـ تحت عنوان “حوار حول الشعر الحر”.
س : هل حاولتَ نشر قصائد شعرية؟
جـ : لقد حبَّرت بعض القصائد في الشعر العربي منذ كنات طالبًا في مدرسة الهفوف الثانوية.
س : لماذا لا تطالب الكلية بزيادة مكافآت الطلبة، خاصةً أن مستوى المعيشة ارتفع ارتفاعًا كبيرًا في الآونة الأخيرة؟
جـ : الكلية تطالب بزيادة مكافآت الطلبة، وإعادة مكافأة طلبة السنة الأولى، والأمر راجعٌ للجامعة باعتبار أن هذا الموضوع يهم جميع الكليات.
س : ما السبب في تأخر صرف المكافآت؟
جـ : كثرة عدد الطلاب.
س : لماذا لا يُحَسَّنْ وضع البوفيه، وجعله على شكل جمعية تكون تحت إشراف أحد أعضاء هيئة التدريس؟
جـ : سيحسَّن وضع البوفيه، والإصلاحات في طريقها إليه. ولقد تم رصد مبلغ (700) ريال في ميزانية الكلية لشؤون البوفيه. وفكرة الجمعية فكرة رائعة. وقد يتم إنشاؤها.
س : لماذا اخترت حقل القانون في دراستك مع أنك كنت أحد خريجي الثانونية / قسم علمي؟
جـ : لقد اخترت قسم القانون لأنني خريجي الثانوية ـ قسم أدبي.
س : على أي أساس تقوِّم الكلية صلاحية الطالب المتخرج لأن يكون معيدًا فيها؟ هل على أساس الدرجات؟ أم أنَّ هناك عوامل أخرى؟
جـ : بالإضافة إلى عامل الدرجات، فإن هناك عدد من الاعتبارات الأخرى كالمشاركة في النشاطات المختلفة، وشخصية الطالب، وطريقة التدريس، ورغبته في ذلك.
س : إذا قدِّرت لك سفرة إلى دول شرق آسيا، فأي الدول تفضل؟ ولماذا؟
جـ : الولايات المتحدة الأمريكية، والسبب أنني كل ما سافرتُ شرقًا سأصل إلى الدولة المذكورة أعني “الولايات المتحدة الأمريكية”.
س : لو كنت تنوي السفر، فما هي الأشياء التي تحب أن تأخذها معك في سفرك؟
جـ : ثيابي!!
س : هل هناك برنامج لرحلات داخلية وخارجية على مستوى الكلية؟ أو على مستوى الجامعة تقوم بها الكلية؟ أسوة بجامعة الملك عبدالعزيز؟
ج : من الممكن القيام بالرحلات الداخلية. أما بالنسبة للرحلات الخارجية فلا يتم القيام بها إلاَّ بعد استئذان وموافقة الجامعة عليها؟
س : ما هي العلاقة التي يجب أن تقام بين عضو هيئة التدريس وطلبته؟
جـ : مثل العلاقة بين الأب وابنه، فيها القسوة وفيها العطف.
س : هل تؤثر العلاقة الشخصية بين عضو هيئة التدريس والطالب على نجاح أو رسوب الطالب؟
جـ : لا أعتقد ذلك.
س : ما هي مرايا وعيوب الدكتور محمد الملحم؟
جـ : العنف في محاربة الإنحرافات الأكاديمية، وأخذ الأمور بهدوء في حالة الغضب.
س : ما هي الشخصية التي أثرت في حياتك؟
جـ : خالي “محمد بن حمد النعيم” الذي توفَّاه الله منذ أسبوعين.
س : كلمة تحب أن توجهها لزملائك أعضاء هيئة التدريس؟
جـ : أكن لهم كلَّ وُدٍ، وأنا “الأول” بين متساويين.
س : كلمة توجيهية لأبنائك الطلبة؟
جـ : الإلتزام بما ورد بدليل الكلية، وبالأخص المواد من 86 إلى 96.

المصدر: نشرة الطالب: نشرة نصف شهرية تصدرها اللجنة الثقافية بكلية التجارة ـ جامعة الرياض، العدد الثاني، السنة الثالثة، العام الجامعي 1394/1395هـ

لقاء المعيد/عبدالله عابد المشرف على مجلة اللجنة الثقافية بكلية التجارة

لقاء صحفي (أول) أجراه المعيد/عبدالله عابد المشرف في مجلة اللجنة الثقافية بكلية التجارة ـ (جامعة الرياض سابقًا) جامعة الملك سعود حاليًا مع الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم عميد كلية التجارة في عام 1394هـ.
يقول المعيد (عابد) مخاطبًا طلبة الكلية نبدأ معكم لقاءات ستكون متكررة ـ بإذن الله ـ طوال العام الدراسي نقدم فيه شخصية من الكلية. ومن الطبيعي أن نبدأ هذا الباب مع سعادة عميد الكلية الدكتور “محمد بن عبداللطيف الملحم”.طرحتُ عليه الفكرة، وكان إيجابيًا في ردِّه، ومتحمسًا للفكرة . وبدأت الإجابات تتدافع .. تترى .. ودون تردد.س : أين ولدتَ؟ وفي أي عام؟ اللقاء الصحفي الثاني مع عميد كلية التجارة الدكتر الملحم
الناشر: نشرة الطالب -العدد:23تاريخ النشر: 09/03/1394هـ
لقاء صحفي (ثاني) أجراه المعيد/عبدالله عابد المشرف على مجلة اللجنة الثقافية بكلية التجارة ـ (جامعة الرياض سابقًا) جامعة الملك سعود حاليًا مع الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم عميد كلية التجارة في عام 1394هـ. س : هل ترون سعادتكم أن عمل التوعية الإسلامية مقتصر على لجنة التوعية الإسلامية بالكلية أم أنه ينبغي على كل اللجان بمختلف نشاطاتها القيام بنصيبها فيه؟جـ : كلية التجارة ممثلة في عميدها وأساتذتها وطلابها وموظفيها يجب أن تهتم بالتوعية الإسلامية … إن وجودنا كعرب بدون إسلام لا يعني شيئًا ولا قيمة له .. وتاريخنا يتحدث عن هذه الحقيقة، ويؤكدها وهي أنه لم ولن يكون لهذه الأمة وزن ولا عزة ولا كرامة إلاَّ بالإسلام. ولن يصلح آخر هذه الأمة إلاَّ بما صلح به أولها. لذلك فإن التوعية الإسلامية لا تقتصر على لجنة أو جهة معينة، بل ينبغي على الجميع القيام كل بدوره في أداء هذا الواجب، وسيكون مفهوم التوعية ضيقًا جدًا لو اقتصرت على القيام به لجنة معينة.س : ما هو الدور الذي تلعبه كلية التجارة بتخصصاتها المختلفة والعلوم التي يتلقاها الطلاب فيها في تكوين شخصية الطالب المسلم الغيور على دينه المطلع على مختلف اتجاهات الفكر المعاصر؟جـ : إن كلية التجارة تنفرد من بين سائر كليات الجامعة بعنايتها بشؤون الحياة، فهي بحكم تخصصاتها المختلفة: الاقتصاد/والسياسة/والمحاسبة/ والإدارة تحاولُ أن تلبي احتياجات مجتمعنا المتطور فتصدِّر رجالاً يساهمون في خدمة هذه المملكة الفتية. ولا شك أن هذه الخدمة لن تكون منتجة ولا ذات جدوى إلاَّ إذا كانت متلائمة مع التكوين الاجتماعي الإسلامي الذي يبرز شخصية هذا المجتمع، فالمملكة بحكم وجود المقدسات الإسلامية على ترابها في مركز القيادة الدينية في منطقتها، ولا شك أنه حينما تعد الكلية شبابها ليساهموا في مراكزهم في تطوير هذا المجتمع يجب أن يكون هذا التطوير في نطاق الإطار الإسلامي العام الذي يحدد سير الحياة لهذا المجتمع.س : هل يتنظر في وقت قريب إيجاد فقرات داخل كل مادة يدرسها الطلاب في العلوم المختلفة في شكل مقارنة بين وجهة النظر الغربية الحديثة والبديل الإسلامي؟جـ : إن اتجاهات أو سياسة الكلية في دراسة الثقافة الإسلامية هو التركيز على الجوانب الثقافية الإسلامية ذات العلاقة بما يدرَّس للطالب في الكلية كمواد نابعة من الشريعة الإسلامية مثل نظام الحكم والإدارة في الإسلام والاقتصاد الإسلامي.س : من خلال تجربتكم الدراسية التي تعتبر مثلاً يحتذى به، هل يمكن لسعادتكم بمناسبة اقتراب موعد الامتحان النهائي وتزايد “المنفعة الحدية” أن تعطونا خطة عملية أو برنامج لاستغلال ساعات اليوم بما يحقق أفضل استيعاب ممكن وأحسن النتائج؟جـ : سبق أن سئِلت نفس السؤال في جريدة “البلاد” الصادرة يوم 6/3/1379هـ عندما كنت طالبًا في كلية الحقوق بجامعة القاهرة ـ ـ والجدير بالذكر أن سعادة العميد كان من الطلبة المتفوقين في دراستهم الجامعية وحتى الدراسات العليا ـ ـ وقد أحالنا سعادته على الجريدة المذكورة، وقد اخترنا من تلك المقابلة جواب السؤال الذي نحن بصدده، وكان نصه كالتالي: ـ ليست هناك طريقة مثلى تصلح ـ كقاعد عامة ـ لكل زمان ومكان، بل هناك طرق كثيرة تحدث عنها رجال علم النفس والاجتماع، ولهذا فالمذاكرة والاستذكار والتذكر تختلف من طالب إلى آخر، ويختلف بالنسبة للطالب نفسه من حالة إلى أخرى. وأنا بتجربتي الخاصة أنصح كل طالب أن يختار له الطريقة المثلى التي يراها مناسبة، والتي يكشفها بنفسه، ويجدها متجاوبة مع ميوله واستعداده حيث أن كل طالب أثناء مذاكراته يخضع لعوامل شتى نفسية واجتماعية يؤثر في الطريقة التي يختارها لمذاكرته. أمَّا إذا أردتَ أن أذكر لك الطريقة التي ناسبتني واتبعتها فأفادتني فهي طريقة القراءة الكلية، وبعدها مباشرة طريقة القراءة الجزئية مع شئ من التعديل. وأكرر مرة أخرى أن على كل طالب أن يذاكر بالطريقة التي تناسبه، وتتفق مع ميوله وأمزجته، وأن يترك عنه التقليد، ومحاكاة الآخرين إلاَّ إذا أحس أنه سيستفيد من التجارب التي استفاد منها الآخرون.س : ما هي الظروف التي جعلتك تتفوق في عامك الدراسي بكلية الحقوق حيث حصلتَ على الترتيب “الأول”؟جـ : ليس التفوق والأولية بالشيء الجديد بالنسبة لي، فقلد حصلتُ على “الأولية” في أغلب سني الدراسة بالمرحلة الإبتدائية والثانونية. أمَّا الظروف التي جعلتني أتفوق فبودي أن أؤكد لك أن هذه الظروف عادية، ولم تتوفر لي ظروف تميزني عن غيري من الطلاب، كما اعتقد أن كل ظروفنا نحن الطلاب بالقاهرة متساويةً ما دمنا مرتاحين من الناحية المادية والنفسية والصحية. أما الثقافة الخارجية والمعلومات العامة فهي مهمة، ويجب أن يحرص عليها الطالب، ولكنني لا أعتبرها ظروفًا يتميز بها طالب عن آخر، بل نوع من الدراسة يتلقاها الطالب من الحياة العامة. وبودي أن أنوه أنني في دراستي كنتُ أعتمدُ على الآتي:ـ1) أعتمد على الله ثم على نفسي،2) أحدِّث نفسي بالنجاح،أما العنصران الرئيسان اللذان يجب أن يتوفرا لدى الطالب لتحقيق النجاح فهما في نظري:1) عنصر الرغبة،2) عنصر التفرغ. س : ما هو الكتاب الإسلامي الذي قرأتموه، وأُعحبتُم به، وتنصحون الطلاب بقراءته؟جـ : هو كتاب “التشريع الجنائي الإسلامي” للشهيد الأستاذ عبدالقادر عودة”س : هل من الممكن أن يتفضل سعادتكم بتوجيه كلمة إلى أبنائكم الطلاب من خلال نشرة الطالب؟جـ : إن الطالب الجامعي يجب أن يحصل على أكبر قدر من المعرفة في هذه الفترة من حياته، وأن لا يكون الغرض من تواجده في الجامعة هو الحصول على المؤهل فقط لأن المؤهل أمنية ممكنة التحقيق، ولكن القدرة على التعرف على المعرفة والقدرة على الاستفادة منها تأتي بعد المؤهل. والعلم الحقيقي أيضًا يبدأ بعد المؤهل الجامعي، فمن الممكن أن يحصل الطالب على المؤهل الجامعي ثم يعمل في أي فرع من فروع العمل، ويكون هناك المحك: هل هو قادر على أن يكون على مستوى مسؤولية العمل أم لا؟س : طلبٌ أخيرٌ في ختام هذا اللقاء هو أن تتفضلوا بتخصيص يوم في الأسبوع حسب ظروفكم توجهون فيه كلمة إلى أبنائكم الطلاب بعد الصلاة في أي موضوع تختارونه؟جـ : هناك برامج لزيارة بعض المهتمين بشؤؤن التوعية الإسلامية سوف يزورون الكلية ومن بينهم فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن فريان. والحقيقة أن فكرة اللِّقاءات بين الأساتذة والطلاب في الكلية هي فكرة جيدة إلاَّ أنه تواجهنا في الوقت الحاضر بعض الصعوبات الناجمة عن عدم توفر قاعة تستوعب أعداد كبيرة من الطلاب. لذا فستقتصر اللِّقاءات في الوقت الحاضر على النطاق الضيق في شكل مجموعات. وقد أنشِئت لجنة لتنظيم الندوات والمحاضرات بالكلية من أهدافها تحقيق مثل هذا الاتصال، وتوثيق العلاقات بين الطلاب والأساتذة. وآخر لقاء للطلاب كان كما تعلمون في الندوة التي عقدت مؤخرًا لشرح نظام الامتحانات الجديد.
ا


اللقاء الصحفي الأول مع عميد كلية التجارة الدكتور الملحماللقاء الصحفي الأول مع عميد كلية التجارة الدكتور الملحم
الناشر: نشرة الطالب

-العدد:2

تاريخ النشر: 1394/1395هـ

أبناؤنا على مدرجات الجامعات في الخارج

مقابلاتٌ صحفية أجرتها جريدة “الخليج العربي” الصادرة في 5 شعبان 1381هـ الموافق 11 يناير 1962م مع طلاب يدرسون بجامعات “الجمهورية العربية المتحدة” تحت عنوان: “أبناؤنا على مدرجات الجامعات في الخارج، رجال الغد يتحدثون عن آمالهم في المستقبل” وهم: محمد بن عبداللطيف آل ملحم، ناصر بونهية، عبدالله العنقري، عبدالله الرميح، جمال فطاني، فهد البشر، عبدالله الصيخان، حمد القباع.
صدَّرت الجريدة مقابلاتها لهؤلاء الطلاب بمقدمة كتبها رئيس تحريرها الأستاذ/عبدالله بن أحمد الشباط، ونصه المقدمة كما يلي:عندما تستيقظ الأمم على صوت النفير يهز في أعماقها رغبة الحياة .. ويثير في نفسها نوازع الصعود .. فأنها تتطلع مع شمس خيوطها الأولى إلى شبابها .. إلى سواعدهم وعزائمهم .. ونحن اليوم إذ نقف على عتبة المستقبل المشرق الذي نتلمَّسه عن طريق شبابنا المثقف .. فإن علينا من جديد ضرورة العمل على إيجاد جيل من المثقفين الواعين .. المدركين تمامًا لحقيقة المرحلة الخطيرة التي تجتازها أمتهم. والحق أن حكومتنا السنية أدركت من أول وهلة ضرورة ذلك .. فما فَتِئَتْ الجامعات الكبرى في شتى أنحاء العالم تستقبل كل عام وفودًا جديدة من شبابنا .. طالبي العلم والمعرفة .. يفدون إليها .. تحدوهم عزائمهم في الارتشاف من منابع العلم والمعرفة والتَّزود بسلاح العلم لكي يخوضوا معركة بناء أوطانهم .. بثقةٍ في أنفسهم، وجدارةٍ في إمكانياتهم.وفي القاهرة وحدها يوجد أكثر من خمسمائة طالب .. عَرِفَتْ مدرجات الجامعات فيها فيهم المثابرة الصادقة والذكاء المتوقد. وقد برز منهم الطالب/محمد بن عبداللطيف آل ملحم الذي نال تقدير أساتذته وإعجاب زملائه.هؤلاء هم شبابنا .. عدة المستقبل وبناته .. وأملنا الكبير في غدنا السعيد. زرتُهم في بيوتهم، وجلستُ معهم على مكاتبهم المثقلة بالمجلدات ..وسهرتُ معهم الليالي الطويلة .. وهم يعملون دون هوادةٍ على تحقيق آمال أمتهم وأحلامها.وخرجتُ منهم ببعض التحقيقات التي سأدون منها بما يمكن أن يسمح به هذا العدد الخاص.قابلتُ الطالب محمد بن عبداللطيف آل ملحم .. الطالب بالليسانس بكلية الحقوق وسألته:س : يعرف القرَّاء عن طريق ما نُشِرَ عنك في صحفنا المحلية بأنك طالب متفوق في دراستك، ومن أوائل الطلبة بكلية الحقوق ـ جامعة القاهرة، فما هو سِرُّ ذلك؟جـ : ليس هناك سِرٌ، فكل طالب يمكن أن يوفق ويتفوق في دراسته إذا كان راغبًا في الدراسة التي اتجه إليها، ويهتم في الوقت نفسه بتنظيم وقته.س : يذكر البعض من الطلاب بأن الدراسة بكلية الحقوق مطولةٌ بالنسبة لمناهجها، وشاقة في استيعابها، فهل هذا صحيح؟جـ : أتفق معك على ما ذكرتَ إلى حدٍ مَّا، وذلك أن مناهج الدراسة بكلية الحقوق في تطورٍ وتغيرٍ مستمرٍ، وللدلالة على ذلك فهناك بعض المناهج حديثة العهد قد تقرر تدريسها ـ بالإضافة إلى المناهج التقليدية ـ كضرورة لمسايرة التقدم الاجتماعي والنمو الاقتصادي والصناعي الذي تعيشه معظم دول العالم الآن، وكنتيجة لأخذ دول العالم ببرامج التنمية والتخطيط. هذه البرامج لا يمكن أن يقر لها النجاح إلاَّ بعد إيجاد أنظمة تكون ضوابط لها، وتكون، في الوقت نفسه موضوعًا لدراسة علمية، نظرية وتطبيقية، من الضروري أن يدرسها كل طالب ينتسب إلى أي كلية من كليات الحقوق. وليست المطولات القانونية ـ التقليدية والحديثة ـ كمواد تدريسية إلاَّ ظاهرة منتشرة في معظم جامعات العالم التي بها هذا الفرع من الدراسات. أمَّا أن تلك المطولات شاقة في استيعابها فهو حكم صحيحٌ بالنسبة لطالب، وقد لا يكون صحيحًا بالنسبة لطالب آخر.س : ما مدى ملاءمة دراسة القانون لبلادنا التي تطبق الشريعة الإسلامية؟جـ : ليست المشكلة مشكلة ملاءمة أو تكيف. بل هي الحاجة إلى بعض الدراسات القانونية لبلادنا، وبكليات الحقوق بجامعات “القاهرة” و”عين شمس” و”الإسكندرية” تدرس الشريعة الإسلامية وفقًا لأحدث النظم التدريسية، ويتخرج الطالب منها وهو مُلِمٌ ـ في حدود متفاوتة ـ بالمبادئ الكلية والجزئية في الفقة الإسلامي، وذلك بالإضافة إلى العلوم القانونية في المال والسياسة والاقتصاد ـ التي تلبي حاجات المجتمع المتطور، وتوفق بين مطالبه ـ مع المقارنة ـ نسبيًا ـ في بعض منها بأحكام القانون الإسلامي. أمَّا أَنَّ بلادنا تطبق الشريعة الإسلامية فهو معروف للجميع، ومفخرة لكل عربي ومسلم. ومع ذلك فهناك أنظمة يمكن أن أسميها ـ بالأنظمة الإنمائية ـ لا يثور شك أن بلادنا في حاجةٍ إليها تدعيمًا للتقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي الذي بدأت ظواهره ـ منذ حين ـ تعم سائر أنحاء المملكة. ومن الجدير ذكره أن بلادنا أخذت فعلاً في سبيل إيجاد بعض من هذه الأنظمة المشار إليها، ومنها “توحيد القوانين البحرية وتنظيمها”. هذه القوانين التي تلبي حاجات مرفق الملاحة المتطورة والموانئ الكبيرة الموجودة في المملكة. ولا تزال الصحف المحلية تتحدث عن أعمال اللجنة المشكلة لتوحيد تلك القوانين. وكذلك الأمر بالنسبة لنظام الموظفين فلقد قرأت في الصحف بأنه قد وُضِعَ مشروع لتعديل النظام المذكور. وينعدم الشك في أن الموظف هو قاعدة الجهاز الإداري الأساسية، ويحتاج إلى توفي الضمانات له حتى يتجنب إغراء الوعد وشر الوعيد، وحتى يستطيع العمل في جوٍ نشطٍ وداخل إطار نظام متكامل. كما أن إنشاء وزارة للعمل والعمال والشؤون الاجتماعية خطوة تقدمية في سبيل الإصلاح لحقل العمل وشؤون المجتمع. وهذه الوزارة البكر ستعمل إنشاء الله على إعادة النظر في “نظام العمل والعمال” الحالي. هذا النظام الذي استنفذ أغراضه، وصار هزيلاً لا يقوى على الحركة أمام تطور أوضاع بلادنا في محيط العمل والعمال، وهي الأوضاع المحتاجة إلى نظام جديد يقرر للعامل وكذلك الفلاح ـ في حدود متفاوتة ـ مدى حقوقهما، ويحدد واجباتهما. وبما أن المملكة قد اهتمت بسياسة التطوير الشامل عن طريق إنشاء “المجلس الأعلى للتخطيط”، فإن على عاتق هذا المجلس مهمة الأخذ بأنظمة الإنماء لكي يؤدي الخدمات والمهمات المسندة إليه، وهي تطبيق وتنفيذ برامج التنمية والتخطيط في مجالات الزراعة والصناعة المرافق العامة. ولقد بدأ هذا المجلس فعلاً في تنفيذ بعض من برامجه، ونشرت صحفنا المحلية قسمًا منها، وبجانب ذلك أخذ المجلس في إقرار بعض “أنظمة الإنماء. وما مشروع نظام الشركات الذي تبناه هذا المجلس إلاَّ مثالاً رائعًا واستجابة موفقة لتنظيم الضوابط لتلك البرامج المخططة والتي ستعمل ـ إذا قُدِّرَ لها النجاح ـ على تطوير مناطق المملكة في ميادين شتى. إمَّا بالنسبة “لأنظمة الإنماء” فهي مرتبطة بتلك البرامج ـ بشكل طردي مركز ـ وسيقدر لها النجاح بقدر ما تتمشى ـ من حيث المبدأ ـ مع العرف السائد ببلادنا والتقاليد العربية والإسلامية التي فُطِرَ عليها مجتمعنا.س : المحاماة من فرص العمل المتاحة لكم، فهل تفضلونها؟جـ : المحاماة من الأعمال المهنية الحرة، وتقوم أساسًا على الاستعداد الشخصي والنشاط الذهني، وتتطلب كفاءة علمية قانونية. والمحاماة رسالة ومبدأ، والغرض الأساس منها تأكيد الحق، وإقرار العدالة بأيسر السبل، وإنصاف المظلوم. وللاعتبارات السابقة كان المحامون من رجال القانون، موظفين أو غير موظفين، يساعدون الخصوم عند التقاضي، ويوفِّرون للقاضي سواء أكان تجاريًا أو مدنيًا أو دوليًا وقتًا وجهدًا في تحضير الدعوى وتوضيح معالمها عن طريق مرافعاتهم. وتُنَظِّمُ قوانين المحاكم الشرعية وقوانين أصول المحاكمات نطاق المحاماة كرسالة وكمهنة. وتنتشر المحاماة ـ بواسطة مكاتبها ـ في المجتمعات التي تَتَعَدَّدُ مشاكل أفرادها. ورجل القانون هو محامي ـ بحكم تخصصه ـ سواء أكان داخل الوظيفة حيث يساعد الإدارة أو كان خارج الوظيفة إذ يقيم حلقة اتصال بينه وبين الأفراد في شأن قضيتهم. وللمحاماة الفضل في الاقتصاد في الوقت، وفي سرعة اتصال الحكم بالدعوى. ولقد بدأت تظهر مكاتب منتظمة للمحاماة في بلادنا. وهي موجودةٌ ـ من حيث الموضوع ـ منذ زمن بعيد.س : ما ذا تنوي عمله بعد تخرجك من الكلية؟جـ : الحديث عن المستقبل ـ إذا انعدم التوقع ـ نوع من الخيال. ورغبتُ متابعة دراستي المتخصصة إن أمكن، وإلاَّ فسوف أخدم بلدي بقدر جهدي.
المصدر: الخليج العربي: جريدة أسبوعية جامعة تصدر بالخبر ـ المنطقة الشرقية.عدد ممتاز، ص/47ـ49، لصاحبها عبدالله بن أحمد الشباطالخميس 5 شعبان 1381هـ الموافقث 11 يناير 1962م.


أبناؤنا على مدرجات الجامعات في الخارج رجال الغد يتحدثون عن آمالهم في المستقبل
الناشر: جريدة الخليج العربي

تاريخ النشر: 11/01/1962م

فنجان قهوة مقابلة صحفية مع الطالب محمد الملحم

شبابنا في الجامعة صفحة نصف شهرية بجريدة “قريش”يحررها الطالبان: أسامة السباعي ومحمد سعيد الخالدي.
مقابلة في جريدة “قريش”، العدد رقم 6، وتاريخ 7/جمادى الثاني/1379هـ الموافق 7 ديسمبر 1959م بعنوان:
فنجان قهوة مع المتوفقين الجامعيين بجامعات الجمهورية العربية المتحدة الطالب/محمد بن عبداللطيف آل ملحم : بكلية الحقوق ـ جامعة القاهرةاستهل المشرفان على الصفحة بمقدمة جاء فيها: استطاعت الصفحة أن تزور الأربعة الطلاب السعوديين المتفوقين بتقدير (جيد جدً) في منازلهم، وتشرب مع كل منهم فنجان قهوة .. تصاعد بخار القهوة حاملاً هذا التحقيق .. يسرنا أن ننشر في هذا العدد حديثًا دار مع اثنين منهم، وسننشر في العدد القادم ما دار مع الآخرين. إننا نهدي هذا التحقيق إلى شبابنا الجامعي متمنين لهم التوفيق والسداد وللمتفوقين مزيد النجاح.
دارت عجلة الحديث بين “قريش” وبين الطالب محمد بن عبدللطيف آل ملحم على النحو التالي: استرسلنا في الحديث مع الطالب محمد بن عبد اللطيف الملحم والحديث ذو شجون… تحدثنا عن القوانين والنظم العالمية وتناولنا في مقدمتها الشريعة الاسلامية وعلاقتها بالنظم الاخرى، وتمخض الحديث فولد السؤال الآتي:س ـ إننا نؤمن بأن الشريعة الاسلامية كاملة، فهل هناك اذا من أسباب تدعو الى دراسة الشرائع الاجنبية والقوانين الوضعية؟ج ـ الطالب بكلية الحقوق أو كلية الشريعة يدرس بجانب الشريعة الاسلامية الشرائع العالمية ليكون على علم بها، وليأخذ منها فكرة عامة، ولا ينافي الشريعة الإسلامية أو يقلل من أهميتها أن يدرس بجانبها قوانينًا وضعية مهما كان مصدرها. فالشريعة الإسلامية من حيث المبدأ .. شريعة عالمية تقوم على نظام قانوني متجانس، ويرفع من شأنها أن مصدرها سماوي يميزها عن التشريعات التى من وضع الانسان. أمَّا الفائدة الكبرى التي يجدها دارس التشريعات الأجنبية هو اطلاعه على تلك النزعات الهدامة التي أخذت تنال من الشريعة الاسلامية في الصميم، وتغذي هذه النَّزعات حركات التشريع ورواد الاستشراق أمثال المستشرق الالماني (فولدزهر) الذي يدعي ـ كذبًا وافتراء ـ بأن الفقهاء المسلمين أخذوا شريعتهم في البحث والقياس من الفقهاء الرومان، ويضيق المجال حينما نتحدث عن افتراءاتهم وادعاءاتهم، ولكن هذا يستلزم بالضرورة أن ندرس الشرائع الاجنبية لسببين أولهما حماية للشريعة الاسلامية والثاني العلم بهذه الشرائع.س ـ من أبواب العمل الحر بالنسبة “لخريجي كلية الحقوق” المحاماه، هذا النوع من العمل لايوجد في بلادنا، فهل سيوجد؟ج ـ من المعروف أن المحاماة كأي عمل حر لا يمكن أن يتوافر إلاَّ إذا توافرت الظروف التي تسمح بها، والمحاماة بمعناها الواسع نظام لا يوجد ببلادنا حيث قضاء المحاكم يسير على نظام معين، واطردت أحكامه وفقًا لإجراءات معينة، ويوم لا يجد خريج الحقوق والتربية من العمل إلاَّ باب المحاماة فمما لاشك فيه أنه عمل شريف. وأتذكر مثلاً أنه يوجد “بالاحساء” و”الهفوف” بالذات بعض أفراد اتخذوا من المحاماة الشرعية والتجارية مهنة لهم تخصصوا لها، ولقد كان لهم أثر في أنجاز كثير من القضايا والمحاماة وسيلة من الوسائل التي يلجأ اليها الناس في انهاء مشاكلهم وأقضيتهم أمام القضاء. وقد تنتشر المحاماة في المستقبل إذا رغب العمل بها طلاب هذا النوع من العمال.س ـ وما هي طريقتك في الاستذكار؟
ج ـ طريقتي التي استفدت منها هي طريقة القراءة الكلية، ثم القراءة الجزئية التفصيلية الموضوعية، وقد لا تفيد هذه الطريقة حيث لكل طالب طريقته. وأنا بدوري أنصح كل طالب أن يسلك الطريقة التي تتلاءم معه، وينال بواسطتها النجاح، وقد أعتقد أن طريقتي أفضل الطرق، وقد لايشاركني غيري في هذا الاعتقاد.وختاما للحديث “مع محامي المستقبل” طلبنا إليه أن يهدي إلى الزملاء العبرة التي استخلصها من هذه النتيحة المشرفة فكانت هي الجد والعمل والصبر إذ قال: ليست هناك عبرة استخلصتها أو اكتسبتها ويمكن أن تكون منطقيةً وصادقةً لأوجهها إلى زملائي فأنا معهم لا نزال في أول الطريق، ولا شك أنهم يشاركونني في رأيي أن النجاح يتطلب الجد والعمل والصبر.


الناشر: جريدة قريش

– العدد: 6تاريخ

النشر: 01/12/1959م