د. الملحم: تكريم بالإكراه في نادي الأحساء الأدبي
الكاتب: اليوم – الدمام
الناشر: جريدوة اليوم – العدد 14980
تاريخ النشر: 20 يونيو 2014
رابط المقال في جريدة اليوم
اليوم-الدمام
هاتفني الأخ الكريم الدكتور ظافر بن عبدالله الشهري، رئيس نادي الأحساء الأدبي، وأنا في الرياض في 24 جمادى الأولى قائلا لي: إن مجلس إدارة النادي يرغب تكريمكم في حفل «مهرجان جواثى الرابع»، وإن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، قد سر لذلك وبارك هذا التكريم.
هذا ما بلّغني به الأخ ظافر
تم هذا الترتيب دون علمي أو دون التنسيق معي، وفي اليوم التالي وصلتني دعوة من رئيس النادي عن طريق بريد النادي الإلكتروني بتاريخ 25 جمادى الاولى 1435هـ.
قبلت الدعوة لورود اسم سمو أمير المنطقة بها، ولمباركة سموه لها، هذا مع العلم أنه لم تسبق لي معرفة بالداعي، ولم أجتمع به إطلاقا، ناهيك أنني لا معرفة لي بملابسات الدعوة، ولا عمن وراءها، ولا بالمهرجان، ولا تفاصيله، وبالإضافة إلى ذلك، فأنا لم يسبق لي حضور أية مناسبة لهذا «النادي» إطلاقا.
أما “النادي” فلدي علم عن أخباره من أصدقاء لي بمحافظة الأحساء، منذ تأسيسية في عام 1428هــ وحتى تاريخه.
أرسلت للداعي بتاريخ 27 جمادى الأولى 1435هـ على بريد النادي الإلكتروني رسالة بقبول الدعوة، وطلبت من الداعي أن ينقل تحياتي للأخوة والأخوات أعضاء “مجلس إدارة النادي”، وبالمناسبة لم تسبق لي معرفة بأعضاء المجلس، ولكن بعد الاستفسار عن أسمائهم (بعد إقامة الحفل بيوم)، وجدت أنني التقيت بواحد من الأعضاء هو: الأستاذ الأديب «محمد طاهر حسين الجلواح» في إحدى المناسبات، و”ربما” لم يكن الأستاذ “الجلواح” وقتها عضوا “بمجلس إدارة النادي”، وليطمئن قلبي، ولكي أكون على بصيرة عن هذا الحفل ومضامينه، أضفت العبارة التالية في قبولي لدعوة الداعي نصها كالتالي: (وسوف ألتقي بكم، إن شاء الله، خلال الأيام القليلة القادمة)، وكان غرضي من ذلك هو: (1) التعرف على رئيس النادي شخصيا لعدم معرفتي به، (2) لكي أكون على معرفةٍ تامة بحفل المهرجان، وبأسماء المكرمين فيه، (3) لأن للتكريم أصول متعارف عليها، (4) لأن عندي بعض الأمور التي ربما تهم رئيس النادي نفسه عن “النادي” الذي يرأسه، وأوراق أخرى متعلقة بمركز مماثل تقريبا لما يقوم به “النادي الأدبي” من مهام أحببت أن أطلعه عليها، وهو “المركز الثقافي الأحسائي” المقام بمقر مدرسة الأحساء الابتدائية، وهي المدرسة التي وسمتُها بأنها كانت “أشبه بالجامعة” و”المركز الثقافي الأحسائي” لم يُفعل نشاطه بعد، وهو المركز الثقافي الذي يعود الفضل في إنشائه لصاحب السمو الملكي الأمير “سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز” رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ورئيس مؤسسة التراث، تم كل ما ذكرته من ترتيبات وأنا في الرياض.
وفي الرياض هاتفت رئيس النادي وأخبرته أنني أرغب أن التقي به قبل موعد حفل المهرجان لأهميته عندي، ولأن راعي الحفل داعم رئيس لمثل هذا المهرجان، ويسارع، سموه كعادته، إلى تكريم أهل العلم فيه، كما أن الحفل سيحضرهُ وزير تربطني به علاقة زمالة منذ أن كنا أعضاء هيئة تدريس بجامعة الملك سعود في التسعينيات من القرن الهجري الماضي.
وفي مساء الخميس الموافق 3 جمادى الآخرة 1435هـ (وقبل موعد الحفل بخمسة أيام)، اتفقت مع رئيس النادي (بواسطة شخص عزيز عندي هو الدكتور “نبيل المحيش” أستاذ الأدب المساعد بجامعة الإمام) أن التقي به (أي رئيس النادي) في منزلي بمحافظة الإحساء مساء السبت الموافق 5 جمادى الآخرة، وأكدت لرئيس النادي هاتفيا في اليوم السابق على الموعد وهو يوم الجمعة عن أن موعد اللقاء ثابت، وأخبرته في مهاتفه يوم الجمعة أنني سوف أطلعه على أمور في ملف عندي عند اللقاء به، قد تهمه باعتباره رئيسا للنادي مع استعدادي بدعمه شخصيا، وطلبت منه أن يُحضِر معه بعض الأوراق المتعلقة بالمهرجان للتعرف على هوية المهرجان ومضامينه فوافق. وفي الموعد المتفق عليه (مساء السبت) أخلف رئيس النادي الموعد، ولم يحضر، والأدهى والأمر أنه بلغ “الطرف الثالث الوسيط” عدم رغبته للحضور بمنزلي، ولم يتفضل حفظه الله، أو يكلف نفسه، مشقة مهاتفتي شخصيا ليعتذر لي مباشرة، هذا مع العلم أن عنده رقم تلفوني.
علمت من الأخ الدكتور “نبيل” الطرف الوسيط عن طريق الهاتف بعدم رغبة رئيس النادي في الحضور !! والأخ “نبيل” هو الذي سيصحبه للحضور للمنزل لو وفّى بوعده.
استغربت من هذا التصرف !!
وتساءلت: كيف أحضر تكريما شخصيا لي في “بيت” لا أعرف “ربه” معرفة شخصية؟!! ولأن موعد الحفل قد أَزف (وإن كان قد بقي على موعده ثلاثة أيام تقريبا) قلت لنفسي : لاتَ حينَ مناص.
وفي الساعة الواحدة والنصف من صباح يوم الأحد الموافق 6 جمادى الآخرة، بعثت لرئيس النادي رسالة على بريد النادي الإلكتروني -مرتين- اعتذرت فيها، وعلى مضض، عن الحضور أي قبل موعد الحفل بيومين، وبعد إقامة الحفل في الساعة السابعة والنصف من مساء الثلاثاء 8 جمادى الآخرة، فوجئت وأنا اتمشى في كورنيش مدينة الدمام الجميل قبل منتصف الليل بنصف ساعة تقريبا على بريدي الإلكتروني من شخص أعزة بصورة “الدرع” المعد لي في الحفل، والمقدم فيه بعد المناداة باسمي، وتحت صورة “الدرع” المرسل لي بالبريد تعليق لطيف رقيق رامز من المرسل هو: شكلك لم تحضر!!، أجبت المرسل في الحال: عدم حضوري وراؤه لغز!!.
والسؤال الذي يطرح نفسه عندي وقتها هو أن الأمر أصبح في العلن، لما ثبت عندي ممن حضر الحفل أن اسمي أُقحم في برنامج الحفل، ونودي باسمي الشخصي الرسمي علنا كأول المكرمين أمام الحضور في الحفل، وهناك من الحضور، كما علمت فيما بعد، من تساءل عن سبب عدم حضوري.
ولأن الأمر لم يصبح بعد ذلك خاصا جدا، أو ذا خصوصية خاصة بيني وبين رئيس النادي رأيت اتخاذ «ما ليس منه بد كضرورة ملحة»، وهو الكشف عن سر اللغز لمن تفضل فأرسل صورة “الدرع” عن طريق بريدي الإلكتروني لي، وكتب تحتها شكلك لم تحضر!! وتساءلت وقتها : هل هكذا يا سعد تورد الإبل؟!!
وهو تساؤل يرمز “لعتاب” لرئيس “نادي أدبي” يمثل من موقعه الرسمي فيه كافة الإخوة: مثقفي وأدباء محافظة الإحساء، ناهيك عن كافة الأخوات: مثقفات وأديبات المحافظة.
والله المستعان.