هجريات

المركز الثقافي الاحسائي
بقلم سمير بن عبد الرحمن الضامن
منذ أن زفَّ إليَّ أستاذنا الدكتور “محمد بن عبداللطيف الملحم” فكرة إنشاء مركز ثقافي أحسائي، وجعل مقره المدرسة الأولى بالهفوف، ومن ثم عزَّز ذلك الزيارة الميمونة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان آل سعود، والأسئلة تتصارع في مخيلتي مع كثير من الآمال، والطموحات لفكرة هذا المركز الوليد في هذه الواحة المعطاءة.ولعلَّ أبرز هذه الأسئلة الحاحًا هو: كيف سيستقبل المجتمع الأحسائي بجميع فئاته هذا المركز كفكرة قبل أن يكون واقعًا فاعلاً في الحياة الثقافية، لا سيما وأن هذا المركز يأتي بإذن الله ليتجاوزً كل طموحات وآمال الثقافة في هذا البلد، وبدلاً من الأمل الذي يحدو رجالاته، ومثقفيه بإنشاء ناد أدبي أصبح أكثر إشراقًا وعطاءًا ونضجًا لأن المركز الثقافي في التصور المعرفي والعلمي أكثر شمولية، وأعمق في جوانب الأطروحات والخدمات من ناد أدبي يقتصر على جوانب الإبداع القولية من شعر ونثر.ولا غرابة في أن تحظى هذه الواحة الوادعة بمثل هذا المركز الثقافي، لأن الثقافة تشكل جزءًا مهما من أجزاء النهضة التنموية في بلادنا الحبيبة، وولاة الأمر ـ حفطهم الله ـ على قدر كبير من الوعي بأهمية وأهداف هذه المراكز، وتفاعلاتها المتعددة، والواسعة في ظل الإنفتاح المعرفي والثقافي على الحضارات واللغات، وأن العمل المؤسساتي المنظم والمدروس من رجال الثقافة المخلصين والغيورين من أقوى الرسائل التي تدفع بالنهضة الحضارية والثقافية في المملكة العربية السعودية حرسها الله.ولو تأملنا العديد من الجهود الفردية ذات الإمكانات المحدودة، والعطاء المتقطع لوجدنا أنها لا توازي بقليل أو كثير الجهد الذي تقوم به الأعمال المؤسساتية المنظمة والمدعومة، وليس في هذا تقليل من شأن العمل الفردي، بل كل عمل فردي يصب في النهاية إلى تكوين مجموعة من الصور والرؤى ذات أهداف، تخدم الصالح الثقافي العام لهذه البلاد.وبما أن هذا المركز لا يزال فكرة لم تتضح الصورة التي سيكون عليها بإذن الله تعالى، فسأتيح لنفسي طرح العديد من الأسئلة التي تهم ثقافة هذه البلاد، والتي من المفترض أن يقوم بها مثل هذا المركز:هل سيكون هذا المركز من الوسائل المعينة على لَمِّ شتات الأدباء والمثقفين وكسر حدة الإختلافات والتوجهات لإبراز صورة وخطة ثقافية شاملة تنهض بالبلاد وثقافتها؟هل سيفعل المركز مشروع الثقافة الشفاهية في الأحساء، ويعمد إلى سبل تدوينها، وتوثيقها، ومسح المناطق، والقرى، وزيارة الرواة والشعراء، وتسجيل ذلك عبر الأشرطة الصوتية، والمرئية؟هل سيحطى المخطط والوثائق والمستندات التاريخية بالحفظ والإحصاء، وتدوين أماكن وجودها، وعمل فهارس لها، والتعاون مع ممثليها؟
إذا أتينا إلى أساتذة الجامعات، ومحاضريها، ومعيديها سيحرك المركز الثقافي ركودهم وعزلتهم عن المجتمع الثقافي، ويحفزهم لتقديم أوراق عمل، وندوات، وبحوث تهتم بالشأن الثقافي، والاجتماعي، والحضاري لوجه المملكة العربية السعودية عامة والأحساء خاصة؟هل سيقدم المركز مراجعات لأبرز التحولات الثقافية، والفكرية في القرن المنصرم، ومناقشة أدبيات النهضة، والحداثة، والفكر الإسلامي، وعوامل الإخفاق والتطور، وماذا جنى العالم الاسلامي من الآخر الغربي، وكيف سيتعامل معه حاليًا من خلال القرية الكونية الواحدة؟هل سيقوم المركز بعمل دورات وحلقات دراسية في مناهج الأدب والنقد والتحليل الإبتكاري والإبداعي للفئات المثقفة وذلك عن طريق الاستفادة من أهل الإختصاص والخبرة؟هل سيقوم المركز بعمل تكريم للشخصيات التي كان لها دور في حركة الفكر والثقافة في الأحساء أمثال الشيخ: أحمد بن على المبارك، ومحمد بن صالح النعيم، وعبد الله بن أحمد المغلوث وغيرهم؟ هل سيقوم المركز بعمل تكريم لكتاب) كانت اشبه بالجامعة) ولمؤلفه الدكتور محمد بن عبد اللطيف الملحم لأن كتابه كان النواة الأولى لهذه الفكرة المباركة؟لو استرسلت كثيرًا في طرح مثل هذه الأسئلة لما اتسعت الصفحات ولكن لا أود كذلك التغافل عن بعض الأمور التي تعين على إنجاح هذا المركز والتي منها:الإطلاع على تجارب المراكز الثقافية في المملكة وفي البلاد المحيطة خليجًا وعربيًا. المركز الثقافي لا بُدَّ وأن يضم كمًا هائلاً من العقول والطاقات والمبدعين في مختلف الجنسيات والمشارب. دعم مشروع (القراءة الثانية) للإبداع والفكر والحضارة والتراث والتاريخ والمجتمع، والخروج من بوتقة الدراسات ذات القراءات التقليدية، وتطوير مناهج البحث في ذلك. ومما يضمن النجاح كذلك، درجات الوعي لدى المثقف في الأدب والثقافة والتراث والمعرفة الموسوعية وأسلوب توظيف هذه المقدرات، وهذا واضحٌ ومشاهد في البلدان المجاورة. وهنا يكمن السؤال: هل المثقف الأحسائي جديرٌ بهذا الوعي الكبير والحاد للثقافة، وتوظيفها في الحياة كل الحياة؟

بقلم سمير بن عبد الرحمن الضامنالمصدر: جريدة اليوم، العدد رقم 10403، ص/5،اليوم 23/9/1422هـ الموافق 8/12/2001م

المقالة | هجريات
الكاتب: سمير بن عبد الرحمن الضامن
الناشر: جريدة اليوم
العدد:10403
تاريخ النشر: 08/12/2001 م

ما قاله آل اسماعيل ردا على قصيدة (وتكفي قصيدة واحدة) لمعالي د.محمد الملحم

الدكتور محمد آل ملحم …. بين الظبية والمها تعليقات على مقصورة ابن دريدبقلم محمد بن عبدالرجمن آل اسماعيل.

قرأتُ ما كتبه الدكتور “محمد بن عبداللطيف آل ملحم” عن مقصورة (ابن دريد) تحت عنوان (من أوراقي المبعثرة : لمحات عابرة) في جريدة “اليوم” يوم الخميس 14/11/1421هـ والتي مطلعها يبدأ بقوله:
يَـا ظَبْيَةً أَشْبَهَ شَيْءٍ بِالْمَهَـا ….. تَرْعَى الْخُزَامَى بَيْنَ أَشْجَارِ النَّقَا
وهي قصيدةٌ عصماءُ تضمنت أمثالاً وحكمًا ومواعظ. من أجل ذلك اعتنى بها العلماء، والمربون، وأهل الأدب، وقرَّروا حفظها في المدارس والمعاهد الأزهرية، وفي المعاهد العلمية في المملكة،. وحفظها مشائخنا ومشائخ مشائخنا. وقد كانت مقررةً علينا في المعهد العلمي، وحفظناها وأنسنا بها، وهي كما رأيت شَرَحَهَا عددٌ ليس بالقليل من فحول العلماء والأدباء، وقد ذكر المحقق منهم خمسة وأربعين شارحًا. من هؤلاء الشُّراح العالم العلامة “محمد بن خليل الأحسائي” القاضى المتوفى سنة 1044هـ، وترجمته في خلاصة المحبي، وإسم شرحه ( الوسيلة الأحمدية في شرح المقصورة الدرديرية) في مكتبة “سوهاج” تحت رقم 268، وهي كما قال شارحها “ابن هشام” رحمه الله (فإنني لما رأيت كثيرًا من أهل الأدب الناسلين إليه من كل صوب من أدباء زماننا، والمنتحلين هذه الصناعة في أواننا قد صَرَفُوا إلى مقصورة “أبي بكر بن دريد” رحمه الله عنايتهم، واهتمامهم، وجعلوها أمامَهم في اللغة وأمامهم لسهولة ألفاظها، ونبل أغراضها، وثقة منشئها، واستفادة قارئها، واشتمالها على نحو الثلث من المقصور، واحتوائها على جزء من اللغة كبير، ولما ضمَّنها من المثل السائر، والخبر النادر، والمواعظ الحسنة، والحكم البالغة البينة، وقد عارضه فيها جماعةٌ من الشعراء فما شقوا غباره، ولا بلغوا مضماره، وهو رحمه الله عند أهل الآداب والراسخين في هذا الباب أشعر العلماء وأعلم الشعراء ألخ …فمن الحكم:
إِنَّ الْجَدِيدَيْنِ إِذَا مَا اسْتَوْلَيَا …. عَلَى جَدِيـدٍ أَدْنَيَاهُ لِلْبَلَـى
والجديدان: الليل والنهار.
مَا كُنْتُ أَدْرِي والزَّمَانُ مُوَلَّعٌ …… لِشَتٍ مَلْمُومٍ وَتَنْكِيثِ قُوَى هَلْ أَنَا بِدْعٌ مِنْ عَرَانِينَ عُـلاَ …… جَارَ عَلَيهِمْ حَرْفُ دَهْرٍ وَاعْتَدَىوَصَوْنُ عَرْضِ الْمَرْءِ أَنْ يَبْذُلَ مَا ….. ضُنَّ بِهِ مِمَّا حَوَاهُ وانْتَصَى. وَالنَّاسُ كَالنَّبْتِ فَمِنْهُ رَائِقٌ …… غَضٌّ نَضِيرٌ عُودُهُ مُرُّ الْجَنَىوَالشَّيْخُ إِنْ قَوَّمْتَهُ مِنْ زَيْغِهِ …… فَيَسْتَوي مَا انْعاجَ مِنْهُ وانْحَنَىكَذَلِكَ الغُصْنُ يَسِيرٌ عَطْفُهُ …… لَدْنًا شَدِيدٌ غَمْزُهُ إذَا عَسَاوَمَنْ ظَلَمَ النَّاسَ تحَاشُو ظُلْمَهُ …… وَعَزَّ فِيهِمْ جَانِبَاهُ، وَاحْتَمَىوَالنَّاسُ كُلاً إِنْ فَحَصْتَ عَنْهُمُ …… جَمِيعَ أَقْطارِ الْبِلاَدِ وَالْقُرَىعَبيدُ ذِي الْمَالِِ وَإِنْ لَمْ يَطْمَعُوا …… مِنْ غمْرِهِ في جُرْعَةٍ تُشْفِي الصَّدَىلاَ يَنْفَعُ اللُّبُّ بِلاَ جِدٍّ، وَلاَ …… يَحُطُّكَ الْجَهْلُ إِذَا الْجَدُّ عَلاَمَنْ عَارَضَ الأَطْمَاعَ بِالْيَأَسِ رَنَتْ …… إِلَيْهِ عَيْنُ الْعِزّ مِنْ حَيْثُ رَنَامَنْ لَمْ يَقِفْ عِنْدَ انْتِهَاءِ قَدْرِهِ …… تَقَاصَرَتْ عَنْهُ فُسَيْحَاتِ الْخُطَىمَنْ ضَيَّعَ الْحَزْمَ جَنَى لِنَفْسِهِ …… نَدَامَةً أَلْذَعَ مِنْ سَفْعِ الذَّكَاوَالنَّاسُ أَلْفٌ مِنْهُمُ كَوَاحِدٍ …… وَواحِدٌ كَالأَلْفِ إِنْ أَمْرٌ عَنَاوَلِلْفَتَى مِنْ مَالِهِ مَا قَدَّمَتْ …… يَدَاهُ قَبْلَ مَوْتِهِ لاَ مَا اقْتَنَىوَاللَّوْمُ لِلْحُرِّ مُقِيمٌ رَادِعٌ …… وَالْعَبْدُ لاَ تَرْدَعُهُ إِلاَّ الْعَصَاوَآفةُ الْعَقْلِ الْهَوَى فَمَنْ عَلاَ …… عَلَى هَوَاهُ عَقْلُهُ فَقَدْ نَجَاعَوِّلْ عَلَى الصَّبْرِ الْجَمِيلِ إِنَّهُ …… أَمْتَعُ مَا لاَذَ بِهِ أُولُو الْحِجَافَالدَّهْرُ يَكْبُو بِالْفَتَى وَتَارَةً …… يُنْهِضُهُ مِنْ عَثْرَةٍ إِذَا كَبَالاَ تَعْجَبَنْ مِنْ هَالِكٍ كَيْفَ هَوَى …… بَلْ فَاعْجَبَنْ مِنْ سَالِمٍ كَيْفَ نَجَامِنْ كُلِّ مَا نَالَ الْفَتَى قَدْ نِلْتُهُ …… وَالْمَرْءُ يَبْقَى بَعْدَهُ حُسْنُ الثَّنَافَإِنْ أَمُتْ فَقَـدْ تَنَاهَـتْ لَذَّتِـي …… وَكُلُّ شَيءٍ بَلَـغَ الْحَـدَّ انْتَهَى
وهي كما ترى مليئة بالحكم، فالذي يقرأها بتأنٍ وتمعنٍ وتأملٍ يخرج بثروةٍ لغويةٍ تمكِّنه من فهم أي نصٍ يمر به. كما نظم الطغرائي “لامية العجم” و”الحريري” أنشأ مقاماته هذه كلها حكم وعبر، وكذلك تكون ثروة لغوية وبلاغية لدى طالب العلم. فالأدب كتبوه لأغراضٍ شريفةٍ ساميةٍ، وليس الأدب للأدب كما روَّج له من رَوَّجَ.
المصدر: جريدة اليوم، العدد رقم 10148، وتاريخ 3 محرم 1422هـ.

المقالة | من أوراقي المبعثرة وتكفي قصيدة واحدة المقالة | من أوراقي المبعثرة وتكفي قصيدة واحدة
الكاتب: محمد بن عبدالرجمن آل اسماعيل
الناشر: جريدة اليوم
– العدد:10148
تاريخ النشر: 03/01/1422هـ 27/3/2001م

مهرجان هجر الثاني وتكريم معالي الدكتور الملحم فيه

أيام وليال عبد الله بن أحمد الشباط هجر والمهرجان
بادرةٌ طيبةٌ ومثريةٌ للعمق الثقافي بالاحساء أن تتبنى الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، إقامة مهرجان سنوي يتم من خلاله تعريف المواطنين والمقيمين بتراث هذه البلاد وما يحتويه ماضيها من ثقافات متعددة في كل ميدان من ميادين الحياة المختلفة ابتداء من عام 1420هـ حيث أقامت مهرجانها الأول مواكبًا للاحتفال بمرور 100 عام على تأسيس المملكة العربية السعودية، وفي هذا العام 1421 هـ أقامت مهرجانها الثاني مواكبا للاحتفال بالرياض عاصمة للثقافة العربية.

ولا شك في أن هذا المهرجان الذي شرفت بأن أكون أحد ضيوفه قد أسهم في تنشيط ذاكرتي وحباني مكرمة الالتقاء بالعديد من رجال الثقافة والأدب والادارة وفي مقدمتهم صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن عبدالله بن جلوي محافظ الأحساء الذي أسعدني الالتقاء بسموه لأول مرة.لقد قامت الجمعية مشكورةً بتكريم شخصي الضعيف مع كوكبة من رجال الفكر والفن ممن أعتزُ بصداقة بعضهم، ويشرفني التعرف على بعضهم، ناهيك عن اللقاءات الجانبية التي حظيت بها من بعض تلك الوجوه النيرة التي تسهم بشكل أو بآخر في تثبيت ونشر الثقافة والأدب في هذا الجزء من وطننا الحبيب.ولقد كانت الكلمات الترحيبية التي نطق بها مسؤولو الجمعية غنية عن كل تعليق، أمَّا كلمة معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم التي القاها نيابةً عن المحتفى بهم فقد كانت إطلالة مشرقة على ماضي هذه البلاد البعيد والقريب، جمعت بين سلاسة النثر وحلاوة الشعر الذي تغنَّى به قائلوه غزلاً في هجر وربوعها بأنهارها ونخيلها وأفيائها الظليلة وينابيعها، وما تدره من مياه عذبة تروى بها تلك الجنان الوارفة الظلال الحاملة للعطاء في غير مَنٍ ولا أذى مما أثلج الصدور، وكأنها وقفة مع الإبداع المتغنى بمحاسن هجر النابعة بين ضفافي البحر والصحراء كقطعة من جنان الخلد اختار الله لها هذه البقعة المباركة.

وكم أثلجت صدري وصدور الضيوف تلك الإبداعات الفنية التي رسمتها أنامل الفنانين كلوحات معبرة عن مواقف وحالات تحكي عن الماضي والحاضر، والتي شارك في نقشها ثمانية من فناني الاحساء لتعطي تصورا عما تزخر به هذه البلاد من ذخائر فنية مخزونة ومواهب ظاهرة تشهد لمبدعيها بالتفوق.أما الفنون الشعبية وفي مقدمتها فرقة سيالة الشعبية بالطرف ومتحف الاستاذ عبد الله الذرمان والمحنط طاهر مبارك العركاء فإنها لا تقل شأنًا عن إبداعات الرسامين فإن كان أولئك رسموا بالريشة فإن هؤلاء قدموا إبداعاتهم بنماذج حية من واقع الحياة المعاصرة مع لفتة إلى الماضي الذي نفتخر ونعتز بالإنتساب إليه ولا يفوتني في هذا المقام التنويه بجهود الفنان ياسر البقشي الذي صمم (الديكورات) لتلك المعارض والساحات الفنية.ولا شك في أن التقاء الحرف الشعبية مع الصناعات الحديثة أوجد نوعًا من التمازج الحضاري عن طريق ربط الحاضر بالماضي لأن من ليس له قديم لا جديد له كما في المثل.ولا يفوتني في هذه العجالة أن أزجي الشكر والتقدير لسعادة رئيس مجلس ادارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الأستاذ محمد بن أحمد الشدي ولسعادة الأستاذ عبد الرحمن المريخي نائب رئيس فرع الجمعية بالاحساء ولسعادة عمر العبيدي مستشار الفرع، ولكل من ساهم في إحياء هذا المهرجان المتميز. وإلى اللقاء.

المصدر : جريدة اليوم، العدد رقم 10002، ص/7
وتاريخ 6/8/1421 هـ الموافق 2/11/2000 مالكاتب: عبد الله بن أحمد الشباط
الناشر: جريدة اليوم – العدد:10002
تاريخ النشر: 02/11/2000 م

الأحساء تحضر مثقفيها لتكريم الرواد

يتضمن فعاليات ثقافية وفنية وتراثية متنوعة وثلاث مسرحيات، كما يتضمن تكريم رواد الثقافة والادب والفن في الاحساء وهم الشيخ عبدالله الملا والشيخ جواد الرمضان والاستاذ عبدالله الشباط والدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم والفنان التشكيلي أحمد المغلوث والفنان التشكيلي عبدالحميد البقشي.

وقد تقدم مدير الجمعية بالشكر والامتنان للرئيس العام لرعاية الشباب صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن فهد ونائبه صاحب السمو الملكي الامير نواف بن فيصل على رعايتهما لرواد الثقافة والادب والفن في المملكة حيث يمثل هذا التكريم الاهتمام المتواصل للثقافة والمثقفين لجميع فئات المجتمع كذلك أثنى على المتابعة المستمرة واليومية للترتيبات والاستعدادات لمهرجان هجر الثقافي من قبل رئيس مجلس الادارة لجمعية الثقافة والفنون محمد بن أحمد الشدي و قال المريخي: فرع الاحساء يفخر ويتشرف بتكريم هذه الأسماء ذات التاريخ الحافل والانجازات الرائعة التي قدمتها لوطنها وقد أعدت اللجنة الإعلامية كتيبًا يحكي تاريخ وانجازات المكرمين سيوزع يوم افتتاح المهرجان.الشيخ “عبد الله الملا”، وهو أول رئيس للمجلس البلدي، وقد حقق المجلس أثناء فترة رئاسته عددًا من الانجازات والمشاريع … سافر إلى الهند حيث تلقى تعليمه الأول والثانوي، ثم التحق بجامعة دار العلوم بمدينة (ديوبند) لدراسة علم النحو والصرف والفقه والحديث والتفسير وعلوم البلاغة، ويعتبر من أوائل من حصل على شهادة جامعية في المملكة، وأوائل المدرسين الوطنيين في مدرسة الهفوف الأولى التي تأسست عام 1358 هـ.

يعد الشيخ عبد الله اول من أسس مكتبة في الاحساء عام 1367 هـ هي مكتبة التعاون الثقافي.أما الشيخ “جواد بن حسين الرمضان” فهو عضو مجلس الادارة في النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية. صدر له عام 1419 هـ كتاب (مطلع البدرين في تراجم علماء وأدباء الأحساء والقطيف والبحرين). أقبل على اقتناء الكتب وخصوصا كتب التراث بحثًا عن المخطوطات النادرة فحصل على مجموعة نفيسة منها لديه عدد من الكتب.أما “عبد الله الشباط” فقد عمل سكرتيرًا للمجلس البلدي بالدمام خلال عام 1373هـ 1953 م أصدر مجلة الخليج العربي بالأحساء في عام 1376هـ. ألقى عددًا من المحاضرات في “نادي القصيم الأدبي، النادي الثقافي، بمكة المكرمة، النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية، والجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالاحساء والدمام وله عدة مؤلفات تصل إلى 18 مؤلفًا في الأدب والتاريخ والشعر، ومن أشهر كتبه أدباء وأديبات من الخليج العربي ـ صفحات من تاريخ الأحساء ـ هجر واحة الشعر والنخيل ـ أدباء من الخليج.والدكتور “محمد بن عبداللطيف الملحم” حصل على الدكتوراة في علم القانون بجامعة ييل Yaleالأمريكية، ثم عين أستاذًا مساعدًا بقسم القانون بكلية التجارة في جامعة الرياض ـ جامعة الملك سعود ـ كما تقلد عمادة كلية التجارة في الجامعة نفسها وفي عام 1395هـ أُختير ليكون وزير دولة وعضو مجلس الوزراء في حكومة جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ، وظل في المنصب حتى عام 1416هـ. نال وشاح الملك عبدالعزيز من الدرجة الثانية، وفي عام 1419هـ صدر له كتاب (كانت أشبه باجامعة)، وفي العام 1421هـ كتاب هزار الأحساء وبلبها الغريد ـ (حماد الراوية الثاني).والفنان التشكيلي “أحمد المغلوث” حاصل على بكالوريوس تاريخ دراسات خاصة في التكنيك اللوني والتصميم. شارك في أول معرض جماعي لفناني المملكة عام 1398هـ بالرياض، كما شارك في أول معرض للحرفيين، وأقام عدة معارض شخصية، وشارك في العديد من المعارض الدولية خارج المملكة: الكويت والسويد والجزائر والأمارات وعمان وفرنسا والعراق.

توجد بعض لوحاته في المتاحف في بعض الدول الاوروبية والعربية. قدم الرسم الكاريكاتوري للعديد من الصحف والمجلات. قام بتصميم العديد من شعارات كبرى الشركات بالمملكة والخليج.أما “عبد الحميد البقشي” فهو من الفنانين البارزين في المملكة، وقد شارك في المعارض الاولى لجمعية الثقافة والفنون بالاحساء وله مشاركات في معارض الرئاسة العامة لرعاية الشباب. أبتعث إلى أمريكا في الفترة 1400ـ1405 هـ لدراسة الفن التشكيلي في جامعة أفاين بكاليفورنيا التي فيها نال عددًا من جوائز المقتنيات والمعارض التي أقامتها رعاية الشباب.

الكاتب: جريدة اليوم الثقافية
الناشر: جريدة اليوم الثقافية- العدد:9992
تاريخ النشر: 23/10/2000م

أدباء وأديبات من الخليج العربي (1)

أدباء وأديبات من الخليج العربي (1)الدكتور محمد بن عبداللطيف آل ملحم بقلم عبدالله بن أحمد الشباط
تربطني بمعالي الدكتور “محمد بن عبداللطيف آل ملحم” صداقة مواطنة تمتد إلى ما قبل ثلاثين عامًا تحدَّثت عن بعض من ملامحها في كتاب (هجر واحة الشعر والنخيل) .. ولقد شغلَته الوظيفة عن استغلال مواهبه الأدبية وتكريس ذكرياته ومحفوظاته في كتبٍ يطالعها الجميع، ويستفيد منها عامة القراء .. فأنت إذ تقرأ للدكتور “آل ملحم” تَحِسُّ أنك أمام طاقة أدبية تنشر عبيرها على الماضي والحاضر .. وإن كانت في غالبيتها لا تعدو نطاق المحلية مع جنوح إلى الالتزام بذلك المسلك القانوني الذي استنفذ الكثير من سنوات دراسته.

وقبل الولوج إلى عالمه الأدبي أجد من اللاَّئق أن أقدمَ للقراء تعريفًا مختصرًا بهذا الأديب.فهو من مواليد الأحساء عام 1357هـ، وبعد أن قرأ القرآن الكريم التحق بالمدرسة الإبتدائية حيث نال شهادتها عام 1371هـ.تابع دراسته حتى نال الشهادة الثانوية عام 1377هـ من المدرسة الثانوية بالرياض ـ أما اللِّيسانس في الحقوق فقد نالها من كلية الحقوق بجامعة القاهرة، ثم واصل دراسته حتى حصل على الدكتوراه من جامعة ييل Yale في “الولايات المتحدة الأمريكية”، ثم تقلَّب في الوظائف الحكومية والمراكز الهامة بالدولة حتى تم ترشيحه وزير دولة بمجلس الوزراء من عام 1395هـ إلى عام 1416هـ حيث تفرَّغ للعمل الخاص.

وقد صدرت له عدة كتب باللغتين العربية والإنجليزية، وكان في طليعة كتبه باللغة العربية كتاب (كانت أشبه بالجامعة) عن بداية التعليم النظامي بالأحساء في العهد السعودي .. وهو كتاب امتزج فيه التاريخ بالذكريات الخاصة في أسلوب سلس ممتع حاز على تقريظ العديد من رجال الفكر والأدب الذين شَهِدُوا بما لهذا الأديب من مقدرة على استنهاض الذكريات العذبة، وما تخلَّلها من شخصيات كان لها الفضل في إذكاء الروح الأدبية لدى أبناء الجيل الذي دارت حلقات الكتاب حوله، إلى جانب ما تميز به من التوثيق والحرص على ترسيخ المسميات التي كادت أن تنمحيَ من الذاكرة، وكان من بين من اثنوا على هذا الكتاب ـ الوثيقة ـ معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر .. الذي كتب عن الأحساء كتابة هي الثناء والتقدير لدور الأحساء الرائد، وأسرها العلمية، وعلمائها الذين كان لهم الفضل في حمل شعلة الثقافة إلى أنحاء العالم الإسلامي حيث كانت مدارسهم وأربطتهم ملتقى لطلاب العلم من “فارس”، و”الصومال”، و”موريتانيا”، و”إمارات الخليج العربي” آنذاك.ثم أتبع ذلك الكتاب بكتابٍ عنوانُه (حماد الراوية الثاني عبدالله بن فهد بوشبيب) الذي جاء في فصله الثاني ما أوضحه المؤلف:(سأطلق على (أبوشبيب) أكثر من اسم في هذا الكتاب:”تارة سأسميه باسمه الحقيقي ـ عبدالله بن فهد بوشبيب ـ واختصارًا “أبوشبيب”،وتارة سأسميه “حماد الراوية الثاني” ـ وهو الاسم الأكثر استخدامًا في هذا الكتاب،وتارة سأسميه “راوية الأحساء”،وتارة سأسميه “هزار الأحساء وبلبلها الغريد”،وتارة سأسميه “شادي الأحساء”،وتارة أخرى سأسميه “صداح القوافي”).من هو هذا الذي حظيَ من المؤلف بهذه التسميات التي تتنافسُ في التقدير؟ولد حماد الراوية الثاني في التاسع من شهر شعبان عام 1317هـ بالهفوف ـ درس القرآن الكريم، وتعلق بحفظ الشعر، وقراءة كتب الأدب، وكان طيلة حياته زينة المجالس يشدو فيها بعذب الأشعار، ومختار الأدب إلى أن توفيَ بمسقط رأسه في السادس من شهر رمضان عام 1403هـ.كان رحمه الله راوية للشعر العامي والفصيح، يمتاز بذاكرةٍ لا يتخللها الخلط أو التداخل، ولقد أحسن أديبنا الكبير “محمد آل ملحم” في رصدِ حياة هذا الراوية ومجالسه ومحفوظاته.ويمتاز هذا الكتاب أنه يقدم تعريفات لكل الشعراء الذين شدا ذلك الهزار بأشعارهم، كما يقدم تعريفات لكل الأشخاص الذين التقى بهم وأنشدهم، وعندما مات رثاه كثير من الأدباء وفي مقدمتهم “الشيخ الأديب عبدالله بن محمد بن خميس”، والدكتور “محمد آل ملحم” ـ مؤلف الكتاب، والشاعر “محمد بن عبدالله آل ملحم”، والشاعر “سعد بن عبدالرحمن البراهيم”.وأنا هنا لن أمضي الوقت في الحديث عن أثر واحد من آثار هذا الأديب حيث أن للدكتور “آل ملحم” الكثير من الإسهامات الأدبية حيث ذكر الدكتور أن له حوالى تسعة كتب تحت الطبع، إلى جانب البحوث والمقالات في المجلات والصحف المحلية.ويمتاز أسلوب الدكتور “محمد آل ملحم” بالشفافية والبساطة المباشرة خصوصًا عندما يتعلق الحديث بمن يكن لهم الود كحديثه عن ابن عمه الشاعر “محمد بن عبدالله آل ملحم” عندما اختطفه المنون فكتب مؤبنًا لينساب حديثه من القلب إلى القلب:”فجعتُ ـ كما فُجِعَ غيري من الأقارب والأصدقاء والمحبين بالأحساء ـ بفراق شاعر موهوب، وخفَّف من هول الفاجعة في نفسي قول الله تعالى: (وما كان لنفس أن تموت إلاَّ بإذن الله كتابًا مؤجلاَ).عَزَّ عليَّ ـ كما عزَّ على أسرته الصغيرة وأقاربه وأصدقائه ومحبيه ـ هذا الفراق ـ ولكنها إرادة الله، ولا راد لقضائه وقدره، قال الله تعالى [كل نفس ذائقة الموت].. وقال سبحانه وتعالى [ولن يؤخر الله نفسًا إذا جاء أجلها].في ظهر يوم الخميس الموافق السابع عشر من شهر ذي الحجة عام 1408هـ انتقل إلى رحمة الله الشيخ الأديب الشاعر/ “محمد بن عبدالله بن حمد [العمر خطأ] آل ملحم” قريبي ورفيق صباي وصديقي.تغمد الله الفقيد برحمته، وأسكنه فسيح جناته، وألهم الله أسرته وأقاربه وأصدقائه ومحبيه الصبر والإحتساب والسلوان . إنا لله وإنا إليه راجعون.

عشتُ مع الفقيد بحكم القربى منذ الصغر في “فريق آل ملحم” بالنعاثل بمدينة الهفوف حاضرة الأحساء، وتعلمتُ مع الفقيد قراءة القرآن الكريم في الكتاتيب عند الشيخ/ ثابت، ومن ثم دخلتُ معه المدرسة الابتدائية بالهفوف، ولم يكمل الفقيد الدراسة الإبتدائية حيث أدخله والده ـ رحمه الله ـ في المعهد العلمي بالأحساء بعد افتتاحه علم 1374هـ، وبعد تخرجه من المعهد التحق بكلية الشريعة بالرياض، وعلى إثر تخرجه من الكلية عمل بمهنة التدريس بمدينة الخبر، ومن ثم بالهفوف حاضرة الأحساء حتى وافاه الأجل المحتوم”.والدكتور “آل ملحم” عندما يتحدث عن أصدقائه تحس في حديثة تلك الحميمية المتفجرة الناطقة بكل معاني الود والوفاء.وبين يدي مقطوعة من ذكرياته يتحدَّث فيها عن زميله في المرحلة الجامعية عندما كان في القاهرة، وكان زميله الدكتور “حمود البدر” أمين عام مجلس الشورى يدرس الصحافة بجامعة القاهرة، ويتقاسم معه السكن: “مضى على صداقتنا أكثر من ستة وثلاثين عامًا .. تعرَّفَ بعضنا على بعض بمدينة الرياض في صيف عام 1378هـ. كان رفيق الدرب وقتها طالبًا في المرحلة النهائية بالمعهد العلمي السعودي بمكة المكرمة في عام 1378هـ، وكنت وقتها طالبًا في المرحلة النهائية بمدرسة الرياض الثانوية حينما كان مقرها بيت “ابن جبر” في 1378هـ .. قرَّرت الحكومة في ذلك العام، بعد نجاحنا، أن نواصل الدراسة بمصر، فاتفقنا على السفر سويةً.في مصر التحق صاحبي بقسم الصحافة بكلية الآداب، جامعة القاهرة، أمَّا أنا فقد التحقت بكلية الحقوق في الجامعة نفسها.وقرَّرنا أن نسكن معًا .. وكانت رغبتنا الجامحة أن نجاور الجامعة، وأن نذهب إليها مشيًا على الأقدام. وبصعوبةٍ بالغةٍ تحقق أملنا حيث وجدنا السكن المريح في شقة بشارع الخطيب بحي الدقي بالجيزة. وكما هو معروف تحتاج الدراسة في الغربة إلى استقرار نفسي، وإلى رفيق درب تشاطره ويشاطرك أحوال المسرة والألم .. كنا نتفق وكنا نختلف .. وهذه ظاهرة صحية. وكان من شأن اتفاقنا على بعض الأمور واختلافنا على أمور أخرى تقوية أواصر الصداقة بيننا.لعب الاستقرار النفسي والرفقة القائمة على التفاهم والمحبة والتسامح دورًا هامًا في نجاحنا الدراسي.

كان صاحبي هاويًا للصحافة، متعلقًا بها، كانت في روحه ودمه حتى قبل أن يلتحق بقسم الصحافة. وحينما كان طالبًا بالقسم كان يراسل بعض صحفنا السعودية من القاهرة لغاية في نفسه تمكَّن من تحقيقها بسهولة. وكنتُ أتصورُ أن ما يرغب في تحقيقه عن طريق مهنة المتاعب معجزة في حد ذاتها، وهي غاية نجح في الوصول إليها، وحينما أمسك بناصيتها وجد فيها خيرًا وبركة.كان رفيقي يحدد وقت المذاكرة، كما يعرف وقت الراحة، وكان صاحب رأي، وكان يحاور ولكن في أناة وصبر بأدب جم، وكان يستمع للرأي الآخر وحتى إن لم يقبله، فهو يحترمه”. هذا هو أديبنا الكبير الدكتور “محمد بن عبداللطيف آل ملحم” في تعريفٍ قصدتُ به تقديمه كوجهٍ بارزٍ من وجوه الفكرِ في “منطقة الخليج العربي”.
بقلم عبدالله بن أحمد الشباط. المصدر: المنهل: مجلة العرب الأدبية، العدد (569)، ص/74 ـ77، المجلد (61)، العام 66، رجب 1421هـ،أكتوبر 2000م.

المقالة: أدباء وأديبات من الخليج العربي (1) أدباء وأديبات من الخليج العربي (1)
الكاتب: عبدالله بن أحمد الشباط
الناشر: مجلة المنهل ,
العدد:659تاريخ
النشر: أكتوبر 2000م

تهنئة شعرية بقلم الشيخ أحمد الخطيب

—————-
تهنئة الشيخ
:—————-

بسم الله الرحمن الرحيم بمناسبة الدعوة المقامة من المحب في الله معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف آل ملحم والذي كان سابقا يشغل وظيفة وزير الدولة فأجبنا دعوته في مسكنه الجديد في منطقة السلمانية في ليلة الجمعة السابعة من شهر شوال عام 1417هــ، ولذا أحببت تقديم حروف متواضعة تهنئة وتبريك له فأقول:ــ
أَمُحَمَّدٌ: شَيَّدتَ قَصْرَاً عَالِياً ….. فَاهْنأْ بِهَذَا الْقَصْرِ يابْنُ الْمُلْحِمِإِنِّي أُبَارِكُ يَا “مُحِبُ” لإِنَّكُمْ ….. نُلْتُمْ عَطَاءً مِنْ كَرِيمٍ مُنْعِمِ وَاللهَ أَسْأَلُ أَنْ تَكُونُــو قُــدْوَةً ….. لِلْخَيرِ وَالْعَمَلِ الْجَلِيلِ الْقَيِّمِ وَكَذاكَ أَرْجُو أَنْ يَكُونَ مَقَرُّكُمْ ….. بِالْخَيرِ مَعْمُورَاً بِذِكْرٍ دَائِمِأَمُحَمَّدٌ: مَاذَا أَقُول ِلأُسْرَةٍ ….. السَّعْدُ فِيهَا زَاهِياً فِي مَغْنَمِهِيَ اُسْرَةٌ بَيْنَ الْقَبَائِلِ مَعْلَمٌ ….. مَشْهُورَةٌ وَإِلَى “مُطَيْرٍ”ٍ تَنْتَمِي أَكْرِمْ بِهَا مِنْ أُسْرَةٍ مَرْمُوقَــةٍ ….. يَا “وَزِيرُ” وَعِزُّهَا فيِ الأَدْوَمِ هَذَا وَسَامِحْ فيِ قَبُولِ تَحِيَّتِي ….. جَاءَتْ كَعَـذْرَاءٍ تَــزِينُ بِمَبْسَمِ وَخِتَامُ قَوْلِي بِالصَّلاَةِ عَلَــى النَّبِي ….. الصَّادِقُ الْمَصْدُوقِ صَفْوَةُ آدَمِ

————————————الرد على الشيخ أحمد الخطيب :————————————كان الشيخ “أحمد بن الشيخ عبدالله الخطيب” من ضمن المدعوين لمأدبة “الوكيرة” التي أعددتها بمناسبة سكناي بيتي الجديد بحي السلمانية بالهفوف في الأحساء. ولقد أرسل لي أبياتاً شعرية يهنئني فيها بالمسكن الجديد في رسالة مؤرخة في 7/10/1417هــ. والأبيات التالية مما جادت به القريحة وهي جواب على رسالته الرقيقة.
يَا ابْنَ الْخَطِيبِ لأَنْتَ إِبْنُ الأَكْرَمِ ….. أَنْتَ الأَرِيبُ وَأَنْتَ إِبْنُ الْمُلْهَمِهُـوَ ذَاكَ “عَبْدُاللهِ” شَيْخٌ فَاضِلُ ….. يُعْزَى إِلَى “آلِ الْخَطِيبِ” الأَنْجُمِبَرٌ تَقِيٌ عَالِمٌ بَلَغَ النُهَى ….. ذُو هِمَّةٍ كَالطَّوْدِ أَوْ كَالضَّيْغَمِ يَا فَرْحَتِي لَمَّا رّأَيْتُكَ “أَحْمَداً” ….. وَالْقَلْبُ مَمْلُوءٌ بِحُبٍ مُفْعَمٍ فِي قَصْرِنَا تَمْشِي الْهُوَيْنَا زَائِراً ….. يَا مَرْحَبَاً بَالزَّائِرِ الْمُتَبَسِّمِ الُقَصْرُ أَضْحَـ فِي هَنَا وَسَعَادَةٍ ….. لَمَّا دَخَلْتَ مُهَنِّئاً فِي الْمَقْدَمِ وَالْقَصْرُ يَزْهُـو يَا “مُحِبُ” وَإِنَّنِي ….. لَمَّا أَرَاكَ بِهِ أُرَدِّدُ مِنْ فَمِي أَهْلاً بِكُمْ يَا “ابْنَ الْخَطِيبِ” وَإِنَّ لِي ….. فِي حُبِّكُمْ فِي اللهِ أَسْمَى مَغْنَمِأَنَا جَارُكُمْ فِي بُقْعَةٍ مَيْمُونَةٍ ….. اَلْخَيْرُ فِيهَا مِنْ وَلِيٍّ مُنْعِمِ أَهْدَيْتُمُ شِعْراً قَلاَئِدُ تُجْتَلَى ….. فِي مَرْبَعٍ فِي مَحْفَلٍ فِي مَوْسِمِ قَدْ سَرَّنِي فِيهِ كَرِيمُ مَقُولِكُمْ ….. مِثْلَ الْعَـرُوسٍ أُهْـدِيَتْ لِمُتَيَّمِ

المقالة | تهنئة شعرية
الكاتب: الشيخ أحمد الخطيب
تاريخ النشر: 07/10/1417 هـ
الناشر :

تعليق على مقالة ضربة معلم

تعليقات على مقالة ضربة معلم
هذا النوع من الطرح .. لماذا نفتقده؟
بقلم الأستاذ محمد بن عبدالله الوعيل

عندما تستوقفنا في الآداب العالمية الكتابات الذَّاتية كالاعترافات أو أن يكتب الأديب عن نفسه أو يضع بطلاً لرواية تحكي قصة حياته .. فإننا نجد زخمًا من المعلومات الخاصة عن هذا الأديب أو الشاعر. أيضًا هناك في العالم وخصوصًا الغربي من نجدهم يكتبون عن أديب أو شاعر التصقوا به أو صاحبوه في مرحلة من حياته. مثل هذا الطرح لا نجده “رائجًا” في عالمنا العربي وخصوصًا المملكة لأن الأديب أو الشاعر نادرًا ما يحب أن يتحدث عن نفسه أو أن يتحدث الآخرون عنه .. وقد يجد العاملون بالصحافة الكثير من المشقة عندما يرغبون في تقديم دراسة عن أديب أو شاعر سعودي .. ولذلك استوقفني ما كتبه ذات مرة الدكتور محمد الملحم والذي نادرًا ما يكتب رغم ريادته في الكتابات الأدبية الرصينة .. وقد يكون عزوفه عن الكتابة الكثيفة بسبب مشاغل المنصب الذي يشغله .. ولكن تبقى هذه اللماحية والعمق الذي يتناول به الموضوعات التي يتطرق إليها .. أقول استوقفني ما كتبه الدكتور محمد الملحم عن الدكتور حمود البدر عن طفولته وعن حياته الدراسية عند تعيينه أمينًا عامًا لمجلس الشورى، وهي وظيفة عامة جعلت “الملحم” يلامس شيئًا من حياة البدر عندما كان طالبًا في “القاهرة” والتي اتسمت بالمداعبة الأدبية التي تشد القارئ.
هذا النوع من الطرح أجزم أن صحافتنا في غياب عنه بينما ذلك يدخل في حيز الأدب عندما يرتقي الكاتب بعيدًا عن النواحي الشخصية ليلمس الجوانب التي تهم القارئ.
ولعلني أيضًا أطرح للنقاش أهمية وجود مثل هذا النوع من الأدب لأنه يدخل في باب التأريخ للأدب باعتبار أن الشخصية الأدبية أو الشعرية دائمًا ما تكون محصلة “إنسان” .. ويتعلق الإنتاج الأدبي أو الشعري بذلك الإنسان .. فالكثيرون يعرفون الانفصال بين الشخص وما يكتب وهو فيما بعد ـ أي هذا النوع من أدب السيرة ـ يتحول إلى “طرح مثالي” يمكن أن يحتذى من قبل الشباب والقراء.وإذا كان الدكتور الملحم قد جعلنا بما كتبه عن الدكتور حمود البدر نتذكر هذا اللون من كتاباته الأدبية في السنوات الماضية عن النفط والتعليم .. وله باع في الشعر .. فإن السؤال الذي يثار هو .. هل “كرسي الوظيفة” عامل من عوامل الإقلال في الإنتاج الأدبي، وإنه وإن كان لدينا في الأدب العربي نماذج قليلة من “الحديث الذاتي” أو “السيرة” الذاتية كما فعل طه حسين في “الأيام”، والعقاد في أحد كتبه حيث سرد الكثير عن حياته وآخرون .. ولم يقف المنصب الذي احتله طه حسين كوزير للمعارف ـ له آثاره البعيدة على التعليم في مصر ـ لم يقف المنصب دون النتاج الأدبي لطه حسين.هذه المداخلات جعلتني أتوقف عند أكثر من فكرة إعلامية في هذا الإطار في كتاب الدكتور عبدالرحمن الشبيلي “نحو إعلام أفضل” حيث لم يشغله المنصب عن صيانة أفكاره وتجاربه العلمية والإعلامية في هذا المؤلف والتي كان أروعها هذه القفزات التاريخية التي صاحبت البدايات في الإذاعة والتلفزيون.وهناك نماذج أخرى ولو أنها قليلة إلا أنا تمزج عملية التجربة الذاتيه بالتجربة العامة خصوصًا إذا كان الكاتب قد عايش التجربة .. لأن الكتابة في مثل هذا اللَّون تصبح مصدرًا للتاريخ.

المصدر: جريدة اليوم، العدد رقم 7793،وتاريخ 18/8/1414هـ الموافق 29/1/1994م.
———ملاحظة:———راجع مقالة ضربة معلم لمعالي الدكتور محمد آل ملحم في المقالات الأدبية

المقالة | تعليق على مقالة ضربة معلم
الكاتب: الأستاذ محمد بن عبدالله الوعيل
الناشر: جريدة اليوم، العدد :7793
تاريخ النشر: 29/1/1994م
الرابط:

شخصيات رائدة من الأحساء

الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم*

* اسمه وولادته:هو الأديب والدبلوماسي معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف بن محمد آل ملحم
ولد بمدينة الهفوف ( حي النعاثل ) عام 1375هـ
* نسبه:يعود نسب أسرته إلى قبيلة مطير .

* حياته العلمية:بدأت سيرته العلمية منذ عام 1364 هـ حيث اتجه إلى الكتاتيب التي كان لها دور بارز في إثراء عقول الناشئة بالعلم الديني والكتابة .وفي عام 1371 هـ حصل على الابتدائية من مدرسة الاحساء الابتدائية بالهفوف .
واستمر تحصيله العلمي متنقل بين البحرين والمملكة العربية السعودية حيث تعلم اللغة الانجليزية ثم تدرج حتى حصل على شهادة البكالوريوس من الولايات المتحدة الأمريكية ثم الدكتوراه من نفس الدولة
وفي عام 1395 هـ اختير ليكون وزير دولة وعضو مجلس الوزراء في حكومة جلالة الملك خالد حتى عام 1416 هـ ثم تفرغ لأعماله الخاصة بعد التقاعد.

****المصدر :
كتاب شخصيات رائدة من الأحساء

المقالة | شخصيات رائدة من الأحساء
الكاتب: كتاب شخصيات رائدة من الأحساء
تاريخ النشر:
الرابط: http://www.ansab-online.com/phpBB2/showt