ومتى أجد البديل!

ما أقرب الدنيا من الآخرة!!”الخدين” أقرب إلى القلب من القريب والصديق والرفيق.وأنت يا “أبا عبدالعزيز” الخل “الخدين”، “الخدين”.كلما أكون “بالأحساء” تعلم أسرتك أنني سأكون معك لأني أرتاح نفسياً أن تكون معي. وحينما تطأ قدمي “حي السلمانية” “بالأحساء” كنت أهاتف أسرتك الكريمة للسؤال عنك، وبمجرد سماع الأسرة الكريمة لصوتي تبادر بتحيتي قبل السؤال عَنْ مَنْ هُو على الهاتف.. تعلم الأسرة أنني أسأل عن “الحبيب”.يا أبا عبدالعزيز:ـ قبل وفاتك بثمان ساعات كنت معي ممتطياً سيارتي ذاهبين “لمهرجان هجر الثقافي الثاني”، وبالمهرجان كنت أيها “الفقيد” في الصدارة ــ لأنك تحب الصدارة ـ وبجانبك مدير شرطة محافظة الأحساء ” اللواء “عبدالله بن صالح السهيل” وسعادة الأستاذ “محمد القاسم” مدير مكتب سمو الأمير بدر محافظ الأحساء، والأخ الصديق الأديب “عبدالله الأحمد المغلوث”. وكنا نتبادل أطراف الحديث حول العرضة النجدية وغيرها وكنت “يا “أبا عبدالعزيز” متألقاً في الحديث كعادتك للغاية. وأتذكرُ وأنت تمتطي سيارتي للذهاب للمهرجان ومعنا بالسيارة الأستاذ الأديب “خالد بن عبدالله آل ملحم” مدير مكتب “وزارة الخدمة المدنية” بالأحساء، وابن أخي الأستاذ المدرس “عبدالله بن ناصر آل ملحم” أنكَ قلتَ لي أنَّكَ تحس بتعب، ولكنكَ قررتَ مرافقتنا. قاومتَ ما كنتَ تحسُّ به ممتطياً سيارتي، وبداخل السيارة حدَّثتني عن بعض الأمور، وذهبنا للمهرجان. ولما وصل سمو المحافظ للمهرجان بادرتَ كعادتك تحيي المحافظ. وبعد الحفل ودعتك أمام منزلك وكان ذلك حوالي الساعة العاشرة مساءاً رغم دعوتك لنا بدخول منزلك. وفي الصباح المبكر فوجئت بخبر وفاتك.وهكذا يا “أبا عبدالعزيز” كان قضاء الله وقدره.يا “أبا عبدالعزيز”:ـ بعد ثمان ساعات توفاك الله بعد مرافقتي لك. اعلم يا “أبا عبدالعزيز” أنني أحببتك وأنت تعلم أنني أحبك في الله حتى فارقت الحياة. أما وفاتك فلكل أجل كتاب. حينما أكون بالأحساء كنت أسعد بلقياك.ودعني أتحدث عن مآثرك.كنت تحب أسرتك “آل ملحم” مضحياً بالغالي والنفيس في سبيلها قبل العناية بأسرتك الصغيرة.كنت كريماً في خلقك.وكنت غنياً في نفسك ، والغنى غنى النفس، أما الكرم فمن طباعك، ومحبة كبار القوم من خصالك.يا “أبا عبدالعزيز”:ـ إذا كان للشهامة تاج فأنت تاجها.يا “أبا عبدالعزيز”:ـ وإذا كان للشهامة بيت فأنت رب البيت.يا “أبا عبدالعزيز”:ـ سأفتقد بعد فراقك ذلك الحديث من القلب إلى القلب الذي عودتني عليه.يا “أبا عبدالعزيز”:ـ أنا بعد فراقك في حالة ذهول. وأنا أعرف أن من أعز أصدقائك أخي “الحبيب” صديق الجميع الأستاذ “عبدالله بن ابراهيم الراشد”. ماذا أقول له لو هاتفني!! أنا أعلم أنه يحبك!يا “أبا عبدالعزيز” ستعلم أسرتك الكبيرة “آل ملحم” في سائر محافظات المنطقة الشرقية وفي الرياض وعيون الجواء وفي الكويت أنها فقدت أعز أبنائها.رحم الله الخل “الخدين” ابن العم الحميم “محمد بن عبدالعزيز الناصر آل ملحم”، وألهم أهله وأبناءه وبناته وحفدته الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.


الناشر: جريدة اليوم

– العدد: 10002

تاريخ النشر: 02/11/2000

الرد على مهيار (3)

من أوراقي المبعثرة الرد على مهيار 3 ـ 3بقلم معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف آل ملحم*
وكان “مهيار” يتفاخرُ وينافحُ في قصيدته عن قوميته، ولكن هذه المنافحة والتفاخر من أجل ماذا؟ هل هو من أجل قوميةٍ بائدةٍ مجردةٍ من القيم والأخلاق الإسلامية؟ لماذا لا يكون التفاخر بالدين الجديد الذي جاء به القرآن الكريم، وهو الدين الذي يدعو إلى نبذ شركيات الماضي، والتمسك بالأخوة الإسلامية، وبالتقوى والدعوة إلى الله. هل يلزم تذكِير “مهيار” بزلزال “الإسلام” الذي اجتثَّ “إيوان كسرى” من جذوره، وهو يعلمه علم اليقين؟ هل يلزم تذكِير “مهيار” بعقيدة التوحيد التي قضت على كل ألوان الشرك وعبادة الأوثان والطغيان ، وجمعت منسوبي الإسلام في نسبٍ واحدٍ مهما اختلفت جنسياتهم وقومياتهم، وتبلور هذا النسب في قيام أمة واحدة تلتوي بلواء “الإسلام”، وتتفيَّأُ في ظلاله عير القرون في محبةٍ وأخوةٍ لا نظير لهما.يقول الشاعر:ـ
لَيْسَ يَا “مِهْيَارُ” فَخْرًا لِلْفَتَى ….. فِي مَيَادِينِ الْعُلَى وَالرُّتَبِ غَيْرَ تَقْوَى اللهِ بُرْهَانُ الرِّضَى ….. وَدَلِيلُ النُّجْحِ فِي الْمَطْلَبِوَالْفَخَارُ الْحَقُّ بِالدِّينِ الذِي ….. يُوصِلُ الْمَرْءَ لِمَا لَمْ يِخّرُبِ أَيْنَ “كِسْرَاكُمُ” عَلَى إَيوَانِهِ ….. وَبِسَاطٌ نَسْجُهُ مِنْ ذَهَبِ وَكُنُوزِ الدُّرِّ فِي بَهْجَتِهَا ….. تَبْهَرُ الْعَيْنَ بِمَرْأًى عَجَبِ وَسَنَاءُ التَّاجِ فِي رَوْعَتِهِ ….. سَاطِعًا مِثْلَ سَنَاءِ اللَّهَبِمَزَّقَّ اللهُ “بِسَعْدٍ” مُلْكَهُ ….. وَبِجَيْشِ الْمُتَّقِينِ النُّجُبِ وَكَذَا الْعُقْبَى لأَرْبَابِ التُّقَى ….. فَالْتَزِمْهَا تَظْفَــرَنْ بِالْغَلَبِ
ويختم الشاعر “آل ملحم” قصيدتَه موجهًا النُّصح “لمهيار” [ومهيار ميت] ولكن النصح، في حقيقة الأمر، موجةٌ إلى كل من سَيَسْرِ على شاكلة “مهيار”: بأن الإسلام ينبذ العصب الأعمى، والتفاخر بالقوميات المجردة من أخلاقيات الإسلام وتسامحه. كما يذكِّر الشاعر بأخلاق الإسلام النبيلة التي جمعت ولم تفرق دونما نظر لعنصرٍ أو جنسٍ ما دام الكل يدين بدين الإسلام. وهو الدين الذي يدعو لعبادة إلهٍ واحد، والتمسك بكتابٍ واحد، والتوجه إلى قبلةٍ واحدة، والإيمان برسل خاتمهم “محمد” صلى الله عليه وعليهم وسلم. يقول الشاعر:ـ
لاَ تُثِرْهَا نَعْرَةً بَالِيَةً ….. دَرَسَتْ آثَارُهَا فِي التُّرَبِ وَلْنِدَعْهَا إِنَّهَا مُنْتِنَةٌ ….. قَدْ نَهَى عَنْهَا الْفَتَى “الْمُطَّلِبي” إِنَّنَا بِالدِّينِ صِرْنا إِخْوَةٌ ….. وَكَفَانَا دِينُنَا مِنْ نَسَبِ عَزَّنَا اللهُ بِهِ أَجْمَعََُا ….. وَتَسَاوَيْنَا بِهِ فِي الْحَسَبِ فَإِذَا “سَلْمَانُ” مِنْ بَيْتِ “النَّبِي ….. وَ”صَهَيْبٌ” وَ”بِلاَلٌ” “يَثْرُبِي” أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ أُمَّتُنَا ….. وَ”إِلَهٌ” وَاحِدٌ ثُمَّ “نَبِي” قُبْلَةٌ وَاحِدَةٌ قُبْلَتُنَا ….. ثَمَّ ذِكْرٌ وَاحِدٌ فَلْنُجِبِ: دَعْـوَةُ الْحَـقِّ إِذَا نُودِي بِهَا ….. وَلْنُجِدَّ السَّيْرَ فَـي الْمُطَّلَبِ
وَوَرَدَ تساؤلُ في “دراسة” أدبية تناولت قصيدة “أُعْجِبَتْ ِبي” فحواها عمَّا إذا كان “مهيار” قد أخلص للإسلام؟ فكان الجواب نعم. ذلك أن ديوانه قد تحدَّث بصفةٍ خاصةٍ عن حبه العميق للأهل البيت، ثم إن شعره يوضح اعتقاده الحار في الإسلام عن اقتناع، ورغبته بأن يدخل قومه في الإسلام، وكان الدليل ذلك تحبيره الأبيات التالية:ـ
وَبَلِّغْ أَخَا صُحْبَتِي عَنْ أَخِيكَ ….. عَشِيرَتَهُ نَائِيًا أَوْ قَرِيبَاتَبَدَّلْتُ مِنْ نَارِكُمْ رَبَّهَا ….. وَخُبْثَ مَوَاقِدِهَا الْخُلَدُ طِيبَا نَصَحْتُكُمُ لَوْ وَجَدْتُ الْمُصِيخُ ….. وَنَادَيْتُكُم لَوْ دَعَوْتُ الْمُجِيبَا أَفِيقُوا فَقَدْ وَعَدَ اللهُ فِي ….. ضَلاَلَةِ مِثْلِكُمُ أَنْ يَتُوبَا وَإِلاَّ هَلِــمُّوا أُبَاهِيكُــمُ ….. فَمَنْ قَامَ وَالْفَخْرُ قَامَ الْمُصِيبَا
وفي مقدمة “دراسة” أخرى عن شعره “مهيار” ورد ما يلي:ـ وشعر “مهيار” في محتواه يمثِّل ظاهرةً خاصةً في كونه صورة ناضجة لقصيدة التشيع، وتطورها في تاريخها الطويل، ولقصيدة الشعوبية في آخر مراحلها في العصر العباسي. وهو بعد ذلك النموذج الواضح للتلمذة الشعرية وتطورها في الشعر العربي.وبمقدمة الدراسة نفسها تقويم موضوعي “لمهيار” من حيث معتقده، تقول الدراسة”:ـولم يقدر لشاعر أن تتضارب حوله الآراء كما قدر “لمهيار الديلمي”، فقد ظلت أصابيع الاتِّهام تشير إليه مثيرةً الشكوك حول إسلامه وتشيعه، كما أشير إليه بالبنان من قبل آخرين وجدوا فيه مثالاً صادقاً للإيمان والثبات على الدين والمذهب. ولم يقف هذا التناقض عند حدود تاريخ الشاعر الشخصي، وفكره ومعتقده، وإنما امتد إلى الجوانب الفنية، وشمل شعره. فهناك من النقاد القدامى ومؤرخي الأدب من أنكر “مهيار” أشد الإنكار، وفضَّل أن لا يشير إليه، وأن لا يضعه مع أدباء العصر. وهناك أيضًا من نظر في شعر “مهيار” نظرة فاحصٍ مدققٍ ليستشهد به، ويبررعيوبه ونواقصه.ولم يكن هذا التناقض في الرأي عند عصرٍ بعينه، فما زالت الآراء المحدثة تتناول “مهيار” مختلفة حوله بين الإعجاب الواسع والإشارة الصريحة إلى الفراغ الفني الفكري في شعره.
*رئيس دارة الدكتورآل ملحم  للتحكيم والاستشارات القانونية.


الرد على مهيار (3)
الناشر: جريدة اليوم

– العدد:9837

تاريخ النشر: 21/05/2000م

من أوراقي المبعثرة وعن النخلة أم البترول مرة أخرى 2 ـ 4

وتحدث السيد “تويتشل” باستفاضة عن الامكانيات المالية المتوقعة من “البترول” في “مقاطعة الأحساء”، كما تناول من وجهة نظره ما تم من مغامرات ومحادثات وملابسات انتهت بفوز شركة أمريكية ـ كان له دور فيها ـ بامتياز البحث عن البترول في البلاد السعودية. وهو امتياز تحقق له النجاح والبقاء المستمر إلى حين.وعن الماء والآبار يقول المؤلف: إن ما يعنينا من حالة الري في البلاد العربية السعودية أننا تجاه حقيقة واقعة، وهي أن “منطقة الأحساء” تتمتع بأعظم إمكانيات الري. وتوجد هنالك احتمالات بانبثاق آبار ارتوازية في منبسط الأرض يمتد إلى مسافة تبلغ فوق [مائة] 100 ميل مربع غربي الخليج [الفارسي] بموازاة ساحله. ويقول السيد “تويتشل”: وإن ما يحمل على هذا الاعتقاد هو تلك الآبار التي قامت شركة الزيت العربية الأمريكية بحفرها في مراكز أعمالها في “الخبر” و”بقيق” و”الجبيل” و”أبوحدرية” إلى الشمال والجنوب من “الظهران”، وما قامت بحفره كذلك الحكومة العربية السعودية في مواقع عديدة في “حوية” إلى الغرب من “بقيق” وفي “الهفوف”.وبالإضافة إلى ما يجري ـ والقول للسيد “تويتشل” ـ بهمة ونشاط من تحسينات للحصول على الماء، يوجد هنالك ينابيع عظيمة تتدفق بالماء العذب الزلال بكميات هائلة في واحات “الأحساء” و”القطيف” و”صفوة” و”تاروت”، وأعظم نبع جار في “الهفوف” وهو نبع “عين حقل” ويعطي (22500) جالون في الدقيقة الواحدة، ولا يزال جارياً متدفقاً، ويُرى أثره في في أراض كثيرة حيث عاش جماعات من الناس آلاف السنين وخلفوا وراءهم الحدائق والبساتين التي يستثمرها أبناؤهم جيلاً بعد جيل. وقد قُدِّرَ ما تعطي كل من الثلاث العيون الأخرى في واحة “الأحساء” بحوالي (20000) جالون في الدقيقة الواحدة، كما قدر ما تعطيه خمسة ينابيع أخرى بـ (800) إلى (4000) جالون في الدقيقة. وواحات “الهفوف” التي تعتبر أوسع الواحات في البلاد العربية السعودية ذات ارتفاع معدله (500) قدم، وقد قدر مهندسو شركة الزيت بأن مقدار تلك المساحة ـ التي تنمو فيها أكثر من مليوني “نخلة ” يبلغ حوالي (25000) فدان.ومن مليوني “النخلة” كانت “الزراعة” من اهتمامات السيد “تويتشل” وذلك من خلال تحريه وبحثه عن مصادر المياه. يقول السيد “تويتشل” عن الزراعة والمياه في “منطقة الأحساء”: أن هذه البلدة حتى قبل اكتشاف البترول فيها كانت تعتبر ذات أهمية في البلاد العربية السعودية، وعلى الأخص الواحات الشاسعة المعروفة في “الهفوف” التي تجري فيها سبعة ينابيع مياه هائلة، ويوجد فيها أكثر من ميليوني نخل، وهذه تعطي أعظم منتوج من تمر “الخلاص” الغالي الثمن.وعن التمور يقول السيد “تويتشل”: والتمر هو المنتوج الزراعي الرئيس في البلاد، وأصنافه لا عَدَّ لها … كما ذكر أن تمور المملكة متنوعة، ولكن ما يرسل للخارج، أو وراء البحار، حسب تعبير المؤلف، إنما هو من الصنف الصغير الحجم الحلو الغالي السعر وهو ما يدعى “بالخلاص”، ويُغَلُّ في “منطقة الأحساء” الذائعة الصيت.وفي موقع آخر من كتابه يقول السيد “تويتشل”: ويعدُّ الأرز من المنتوجات الهامة في واحات “الأحساء”، وكمية المياه المتدفقة من الينابيع السبعة العظيمة تجعل في الإمكان القيام بعملية غمر الماء اللازم لحقول الأرز، ومعظم الأرز غير المقشور يوجد في بساتين النخيل الواسعة الأطراف، ويستهلك محلياً.ويظل كتاب “الزراعة الحديثة بالمملكة العربية السعودية” من أهم الكتب الوثائقية في خصوص الموضوع الذي يتطرق إليه. كما وجدتُ أنه كتاب قد تحدث باستفاضة وشمولية عن أوضاع الزراعة بالمملكة، وكذا عن “النخلة”، ومؤلف الكتاب هو السيد “حسين محمد بدوي” الخبير الزراعي المصري وعضو “البعثة الزراعية المصرية” التي قدمت “للملكة العربية السعودية” للنظر في دراسة الأوضاع الزراعية في المملكة بموجب الأمر الملكي الصادر في 36/8/1362هـ. وتتكون البعثة المصرية من فريقين: فريق “وزارة الزراعة” وهم: الأستاذ “عمر بك خليل” رئيساً، وعضوية كل من:الأستاذ “حسين دويدار”، و”حسين بدوي”، و”إبراهيم سجيني”. أما فريق “وزارة الأشغال” فهم: الأستاذ “محمد بك عمر” رئيساً، وعضوية كل من:”صلاح الدين فطين” عضواً و”عبداللطيف فتوح” عضواً.وتضمَّن الأمر الملكي الموجه أصله لمعالي وزير المالية الفقرات التالية”: “بما أننا لم نأمر باحضار البعثة الزراعية إلا لتنظيم المزارع على الطريقة الفنية للوصول إلى أحسن الأصناف الممكنة، ولأجل تسهيل مهمة البعثة والحصول على النتيجة التي جاءت البعثة من أجلها نأمر بما يأتي. وأهم ما جاء في الأمر ما يلي:ـ (1) يقوم بالأعمال الزراعية في “الخرج” المهندسون الفنيون فيكون أحدهم “للسيح” و”سميح”، و”المحمدي”، “والآخر “لخفس”، والثالث لقسم البساتين والخضار والفواكه والأشجار. (2) تعطى السلطة الكاملة للمهندسين المذكورين في المراقبة والإشراف على الأعمال الزراعية، وفي طلب فصل المزارعين الذين لا يقومون بوجباتهم، ولا يمتثلون للتعليمات التي تعطى لهم بدقة. (3) يقوم مدير مصلحة الخرج بإنجاز اللوازم والطلبات من بذور وعمال ومحروقات وغيرها في أوقاتها اللازمة بحيث لا يحدث من جرائها أدنى تعطيل. (4) المسئولية في أعمال الزراعة الفنية على المهندسين الزراعيين، والمسئولية في تأميم الطلبات على إدارة الخرج فإن حصل قصور من أحد الجانبين يكون مسئولاً.وكانت مهمة رؤساء الفريقين لمدة ستة أشهر، ومهمة أعضاء الفريقين لمدة سنتين مبتدئة من 12 ذي القعدة عام 1361هـ. وخلال السنتين الأولى قامت “البعثة الزراعية المصرية” بأداء مهمتها المناطة بها في “الخرج” و”خفس دغرة”، وتقدمت بتقرير عن حالة المواشي “بالخرج” تضمَّن اقتراحات طالبت البعثة من المسؤولين بتنفيذها. وبعد أن انتهت مدة البعثة مددت مهمتها لمدة سنتين أخريتين للعمل بمنطقتي “الأحساء” و”القطيف”.وبموجب هذا التمديد قامت البعثة بأعمال تستحق الإشادة والذكر. وتضمَّن الكتاب معلومات مهمة عن هاتين المنطقتين تحتل الجزء الأكبر من محنويات الكتاب. وعن هاتين المنطقتين ورد بكتاب “وزارة الزراعة والمياه” المئوي معلومات من طبيعة توثيقية منها: وتتفوق واحة “الأحساء” على غيرها من مناطق المملكة في انتاج التمور بكميات وافرة ونوعيات عالية الجودة وكذلك الأرز الحساوي، كما أن واحتي “الهفوف” و”القطيف” تعدان من أهم مراكز انتاج الفاكهة خاصة الرمان والموالح والخوخ والتين والموز والخضار”.

ــــــــــــــ

الناشر: جريدة اليوم

– العدد:9802

تاريخ النشر: 19/04/2000م

*رئيس دارة الدكتور آل ملحم للتحكيم والاستشارات القانونية

الرد على مهيار (2)

الرد على مهيار 2 ـ 3بقلم معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف آل ملحم*
وللرد على “مهيار” من منطلقاتٍ إسلاميةٍ بحتةٍ ترتكز على مبدء نبذ القومية والعنصرية رفع الشاعر “آل ملحم” شعار “الإسلام” وشعار “الأخوة الإسلامية”.يقول:ـ
لَكَ يَا “مِهْيَارُ” فِي الشِّعْرِ يَدٌ ….. وَلَنَا أَيْدٍ لَهَا لَمْ تُغْلَبِ لاَ تُفَاخِرْ “أُمَّةَ الضَّادِ” التِي ….. خَصَّهَا اللهُ بِذِكْرٍ عَرَبِي وَحَبَاهَا مِنْ لَدُنْهِ “الْمُصْطَفَى” ….. وَكَفَى الْعُرْبَ النَّبِيَّ الْيَعْرُبِي فَسَمُوا “بِالْمُصْطَفَى” فِي مَشْرِقٍ ….. وَسَمُوا “بِالْمُصْطَفَى” فِي مَغْرِبِ قَدْ أَضَاءَ الْكَوْنَ مِنْ أَنْوًارِهِ ….. وَانْجَلَتْ عَنَّا غُيُوبِ الْكُرَبِ لاَ تُفَاخَرْنـَـا فَإِنَّــا أُمَّــةٌ ….. شَمْسُهَا مِنْذُ بَــدَتْ لَمْ تَغْرُبِ
كما أخذ الشاعر “آل ملحم” يذكِّر “مهيار” بأثر الإسلام في “فارس”. يقول له:ـ
لاَ تُفَاخِرْ “أُمَّةَ الضَّادِ” التِي ….. خَصَّهَا اللهُ بِذِكْرٍ طَيِّبِ كُنْتُمُ مِنْ قَبْلَهُ فِي مِحْنَةٍ ….. وَالْوَرَى كُلُّهٍمْ فِي نُوَبِ تَعْبُدُونَ النَّارَ وَيْحَكُمُ ….. وَتَجُودنَ لَهَا بِالْقُرَبِ كَمْ شُعُوبٍ حَارَبَتْنَا فَانْتَهَتْ ….. وَاسْتَحَالَتْ فِي سَحِيقِ التُّرَبِ قَدْ مَضَتْ “فُارِسُ” وَ”الرُّومِ” مَعًا ….. وَكَذَا دَيَلَكُمُ عَنْ َكَثبِلاَ تُفَاخِرْ “أُمَّةَ الضَّادِ” التِي ….. خَصَّهَا اللهُ بِذِكْرٍ طَيِّبِ كُنْتُمُ مِنْ قَبْلَهُ فِي مِحْنَةٍ ….. وَالْوَرَى كُلُّهٍمْ فِي نُوَبِ تَعْبُدُونَ النَّارَ وَيْحَكُمُ ….. وَتَجُودنَ لَهَا بِالْقُرَبِ كَمْ شُعُوبٍ حَارَبَتْنَا فَانْتَهَتْ ….. وَاسْتَحَالَتْ فِي سَحِيقِ التُّرَبِ قَدْ مَضَتْ “فُارِسُ” وَ”الرُّومِ” مَعًا ….. وَكَذَا دَيَلَكُمُ عَــنْ َكَثبِ
وفي دَرْسٍ كلهُ أدبٌ جمٌّ أخذ الشاعر “آل ملحم” يحدث “مهيار” عن الإسلام ورسالته، وعن أثره في بناء أمة مسلمة متماسكة ذات بنيان مرصوص لدرجة أصبح لهذه الأمة في هذا الكون، بفضل الإسلام هذا الدين الخالد، الكلمة النافذة والذكر الحسن. يقول الشاعر:ـ
وَابْتَدَأْنَا كُلُّنَا تَارَيْخَنَا …… “أُمَّةَ الإِسْلاَمِ” مِنْ هَذَا “النَّبَي” قِصَّةُ الْمَجْدِ لَنَا قَدْ بَدَأَتْ …… بِظُهُورِ الدِّينِ فَافْهَمْ يَا “غَبِي” إِنَّهُ مَنْسِبُنَا أَجْمَعِنَا …… حَسْبُنُا ذَلِكُمْ مِنْ نَسَبِ حَيْثُ نُلْنَا ذُرْوَةَ الْمَجْـدِ هُنَا …… وَغَـدًا نَبْلُغُ أَعْلَـى الرُتَبِ
ومن ثم وجَّه الشاعر خطابه إلى “مهيار” يذكِّره ولعل الذكرى تنفع المؤمنين، بما يجب عليه أن يتفاخر به، وتمكن شاعرنا أن يستخدم أبياتًا من قصيدة “مهيار” لما فيه صالحه وصالح كل مسلم. والبيتان هما:ـ
“وَبِهِ اسْتَوْلُوا عَلَى الدَّهْرِ فَتًى” ….. “وَمَشُوا فَوْقَ رُؤُسِ الْحُقثبِ” “عَمَّمُوا بَالشَّمْسِ هَامَاتُهُـمُ” ….. وَبَنُوا أَبْيَاتُهُــمْ فِي الشُّهُبِ
يقول الشاعر “آل ملحم” في خطابه:ـ
لاَ تُفَاخِرْ بِتُرَاثٍ مَيِّتٍ ….. لَمْ يُقِمْ بُنْيَانُهُ هَدْيِ نَبِي وَافْتَخِرْ بِالدِّينِ لَوْلاَهُ لَمَا ….. بَلَغَ الإِنْسَانُ أَقْصَى مَأْرَبِ ذَلِكَ الدِّينُ الذِي سَادُوا بِهِ ….. مِـنْ أَقَاصِي الشَّرْقِ حَتَّى الْمَغْرِبِ”وَبِهِ اسْتَوْلُوا عَلَى الدَّهْرِ فَتًى” ….. “وَمَشُوا فَوْقَ رُؤُسِ الْحُقُبِ” “عَمَّمُوا بِالشَّمْسِ هَامَاتُهُـمُ” ….. وَبَنُوا أَبْيَاتُهُــــمْ فِي الشُّهُبِفَهَنِيئًا لَهُمُ فِي غَِدِِهِــمْ ….. بِنَعِيمٍ دَائِــمٍ مُرْتَقِــــبِ
كما أخذ الشاعر يوضح “لمهيار” ما جاء الإسلام به من حقائق مع اقتباس جميل لأبيات من قصيدة “مهيار” في غير ما خُصِّصَتْ له أصلاً فيقول:ـ
لاَ تُفَاخِرْ بِجُدُودٍ سَلَفُوا ….. لَيْسَ فِيهُمْ “مُسْلِمٌ” أَوْ “يَعْرُبِي” أَيْنَ يَا “مِهْيَارُ” آبَاؤُكُمُ ….. مِنْ نَبِيٍ “قُرَشْيٍ” “عَرَبِي”وَكَفَانِي شَرَفًا أَنِِّّيَ مَنْ ….. جَدُّهُ “عَدْنَانَ” مَنْ “مِثْلَ أَبِ”أَيْنَ يَا “مِهْيَارُ” إِيوَانُكُمُ ….. إِنْ تَنَازَلْنَا لِعَرْضِ النَّسَبِ وَنَسَبنَا إِرَمًا نِدًا لَهُ ….. هَلْ تُرَابٌ يَسْتَوِي مَعْ ذَهَبِ أَتَقُولُونَ فَخَارًا بَعْدَ ذَا ….. لِفَتَاةِ “الْعُرْبِ” عَبْرَ الْحُقُبِ “أُعْجِبَتْ بِي بَيْنَ نَادِي قَوْمِهَا” ….. “أُمَّ سَعْدٍ فَمَضَتْ تسْأَلُ بِي” يَا تُرَى هَلْ بَعْدَ هَذَا فِي الدُّنَا ….. “رُومُهَا أَوْ “فُرْسُهَا” فِي مَنْصَبِ مَنْ يُدَانِينَا عَلَى طُولِ الْمَدَى ….. فَلِتَسْلَمْ مُذْعِنًا “لِلْيُعَرُبِـــي”


الناشر: جريدة اليوم

– العدد: 9830

تاريخ النشر: 14/05/2000

*رئيس دارة الدكتورآل ملحم للتحكيم والاستشارات القانونية.

الرد على مهيار 1

من أوراقي المبعثرة الرد على مهيار 1 ـ 3بقلم معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف آل ملحم*
وُلِدَتْ قصيدة “أعجبت بي” في بغداد عاصمة الخليفة “المعتصم” التي كان وقتها تحت “الحكم البويهي” ذي النَّزعات الفكرية المتصارعة. وتتكوَّن هذه القصيدة من “تسعة” أبيات محبرة على بحر “الرمل” ذي الموسيقى الرشيقة الخفيفة المنسابة كما يقول أحد النقاد العرب. وتقرأ الأبيات التسعة كما يلي:ـ
أُعْجِبَتْ بِي بَيْنَ نَادِي قَوْمِهَا …… “أُمٌّ سَعْدٍ” فَمَضَتْ تَسْأَلُ بِي سَرَّهَا مَا عَلِمَتْ مِنْ خُلُقِي …… فَأَرَادَتْ عِلْمَهَا مِنْ حَسَبِي لاَ تَخَافِي نَسَبًا يُخْفُضُنِي …… أَنَا مَنْ يُرْضِيكَ عِنْدَ النَّسَبِ قَوْمِيَ اسْتَوْلُوا عَلَى الدَّهْرِ فَتًى …… وَمَشُوا فَوْقَ رُؤُوسِ الْحُقُبِ عَمَّمُوا بِالشَّمْسِ هَامَاتُهُمُ …… وَبَنُوا أَبْيَاتَهُمْ فِي الشُّهُبِ وَأَبِي “كْسْرَى” عَلَى إِيَوَانِهِ …… أَيْنَ فِي النَّاسِ أَبٌُّ مِثْلَ أَبِي سَوْرَةُ الْمُلْكِ الْقُدَامَى وَعَلَى …… شَرَفِ الإْسِلاَمِ لِي وَالأَدَبِ قَدْ قَبَسْتُ الْمَجْدَ مِنْ خَيْرِ أَبٍ …… وَقَبَسْتُ الدِّينَ مِنْ خَيْرِ نَبِي وَضَمَمْتُ الْفَخْرَ مِنْ أَطْرَافِــهِ …… سُؤْدَدَ الْفُرْسِ وَدِينَ الُعَــرَبِ
ومنذ أن تَمَّ تحبير هذه القصيدة وهي ذاتٍ تألقٍ متناهٍ في عالم التجربة الشعرية،والقصيدة من روائع الشعر العربي، وقد نالت ما تستحقه من شهرة، وهي من نتاجٍ فارسيٍ في شكل عربي، وكان الغرض منها التعبير بوضوحٍ عن تفوق “فارس” أصلاً ومحتدًا وباسم الإسلام، وضد كل ما هو عربي أصلاً ومحتدَا.والقصيدة معلم شامخ، وتدل على عظمة الفخر باعتباره أحد فنون التجربة الشعرية العربية، كما أنها أهم رمز ممثل لروح الفلسفة الشعوبية التي نشأت وترعرعت في ظل التسامح الإسلامي وأخلاقياته النبيلة.وتَمَّ تحبير القصيدة تحت سمع وبصر خليفة “بغداد” الذي لم يحوك ساكنًا لأنه كان حبيس القفص الشهير. وكانت القصيدة في حد ذاتها أهم رسالة إعلامية عبرت في عقر دار العربي عن عظمة الفرس، والتذكير بأمجادهم، كما يتخيلها “مهيار”..وقائل القصيدة رجل فارسي مجوسي حديث عهد بالإسلام. ولتمجيد الفرس استخدم “مهيار” سلاح من أمضى الأسلحة عند العرب أَلاَ وهو الشعر عندما رغب في التعبير عن آرائه.وَفَعَلَ “مهيار” ما فعل لإدراكه أنه يعيش في عصر كانت السيادة فيه “للفرس”، كما كانت القصيدة نذير انتكاسات تلت عصر “المعتصم”.وكان “مهيار” نسيج عصره، وهو عصر اختلط فيه الحابل بالنابل وذلك في ظل ضعف عربي، وسيطرة خليط من أجناس غير عربية، ومذاهب متعددة، وأفكار متباينة.وقيل عن “مهيار” في التراث العربي أنه له مذاقٌ خاصٌ في الشعر، مبغضٌ “للعرب”، فخورٌ “بكسراويته”، ومحبٌ “للآل البيت”.تسامح الإسلام جعل “مهيار” يقول ما قال، وهو تسامح تبدو مصداقيته في قول “الرسول” صلة الله عليه وسلم في خطبة الوداع “ليس لعربي فضل على عجمي إلاَّ بالتقوى”.ولم أعثر، وهذا مبلغ علمي، على اسم شاعر تصدى “لمهيار” غير الشاعر”محمد بن عبدالله بن حمد آل ملحم” الذي حبَّر قصيدة من بحر “الرمل”، وهو البحر نفسه الذي استخدمه “مهيار” في قصيدته. وهي قصيدةٌ، كما سنرى، تستحِق الذكر والإشاده.وتحدث الشاعر “آل ملحم” عن كيفية عثوره على قصيدة “أعجبت بي” في أبياتٍ قدَّم بها قصيدته قائلاً:
بَيَنَمَا كُنْتُ بِظِلّ مُعْجِبٍ ….. مِنْ ظِلاَلِ الأَدَبِ الْمُعْشَوْشِبِ وَأَنَا فِيهِ أُسَلِّي خَاطِرِي ….. مُسْتَريِحاً فِي رِيَاضِ الْكُتُبِ إِذْ بَدَتْ لِي قِطْعَةٌ شِعْرِيَّةٍ ….. لِفَتًى لاَحَ كَمِثْلِ الْكَوْكَبِ فَاخِرًا فِيهَا بِقَوْمِيَّتِهِ ….. يَتَبَاهَى مُظْهِرًا لِلْحَسَبِ يُرْسِلُ الشِّعْرَ كَمَا نَعْهَدُهُ ….. لَيْسَ بِالْمَصْنوعِ وَالْمُكَتسِبِ سَاحِرُ الإِيقَاعِ فِي نَغْمَتِهِ ….. نَفَثَاتُ الْحُبِّ فِي قَلْبِ صَبِي غَيْرَ أَنَّ الْمَرْأَ مَهْمَا يَعْتَلِي ….. لَيْسَ يَخْلُو أَبَدًا مِنْ ثُلَبِ وَلأَنَّا لَمْ نَجِدْ مَنْ يَنْبَرِي ….. قَدْ أَخَذْنَا قَوْسَنَا فِي اللَّعِبِ فَاسْمَعُوا آرَاءَنَا نَعْرُضَـهَا ….. دُرَرًا مِْن نَوْعِـهَا لَمْ تُجْلَبِ
وهكذا، وفي أدب جم، بدأ “آل ملحم” قصيدته التي وإن لم تخلو من مدح لشاعرية مهيار، ومن أنه شاعر مطبوع، إلاَّ أن استنكرتْ عليه التعصب لقوميته.يقول “مهيار”:
أُعْجِبَتْ بِي بَيْنَ نَادِي قَوْمَهَا ….. “أُمٌّ سَعْدٍ” فَمَضَتْ تَسْأَلُ بِي
مَنْ هي “أم سعد”؟ هل هي محبوبةٌ أم زوجهُ؟لقد سار “مهيار” على ما سار عليه الشعراء العرب منذ العهد الجاهلي وحتى عصر “مهيار” على اتخاذ اسم محبوبة لمناجاتها في أشعاره مثل “سلمى” و”بثينة” و”ليلبى” و”عنيزة”. ولكن “أم سعد” في مفهوم “مهيار” هي “العروبة المسلمة” وقوم “أم سعد” هم “الأمة العربية” قاطبةً. ولأن “العروبة” وقتها كانت في حالة ضعف واستكانة أخذت “أم سعد” تسأل “مهيار” مَنْ أنت؟ مَنْ أنت؟ وتمكن “مهيار” من التغلغل في أعماق “أم سعد” ليكشف عن سِرِّ سؤالها بكل وضوح. قال “مهيار”:
سَرَّهَا مَا عَلِمَتْ مِنْ خُلُقِـي ….. فَأَرَادَتْ عِلْمَــهَا بِحَسَبِي
وهنا أراد “مهيار” بجلاءٍ تبيانَ أخلاق “الفرس”، وأنه لولا علم “أم سعد” عن حسن أخلاقي باعتباري فارسيًا” لما كان لديها ما يبرر السؤال عن حسبي ونسبي.وللرد على “مهيار” من مطلقاتٍ إسلاميةٍ بحتةٍ ترتكز على نبذ “القومية” و”العنصرية” رفع الشاعر شعار “الإسلام”، وشعار “الأخوة الإسلامية”.يقول الشاعر “آل ملحم”:
لَكَ يَا “مِهْيَارُ” فِي الشِّعْرِ يَدٌ ….. وَلَنَا أَيْدٍ لَهَا لَمْ تُغْلَبِ لاَ تُفَاخِرْ “أُمَّةَ الضَّادِ” التِي ….. خَصَّهَا اللهُ بِذِكْرٍ عَرَبِي وَحَبَاهَا مِنْ لَدُنْهِ “الْمُصْطَفَى” ….. وَكَفَى الْعُرْبَ النَّبِيَّ الْيَعْرُبِي فَسَمُوا “بِالْمُصْطَفَى” فِي مَشْرِقٍ ….. وَسَمُوا “بِالْمُصْطَفَى” فِي مَغْرِبِ قَدْ أَضَاءَ الْكَوْنَ مِنْ أَنْوًارِهِ ….. وَانْجَلَتْ عَنَّا غُيُوبِ الْكُرَبِ لاَ تُفَاخَرْنـَـا فَإِنَّــا أُمَّــةٌ ….. شَمْسُهَا مِنْذُ بَــدَتْ لَمْ تَغْرُبِ
كما أخذ الشاعر “آل ملحم” يذكِّر “مهيار” بزلزال “الإسلام” الذي اجْتَثَّ “إيوان كسرى” من جذوره، كما قضى على كل ألوان الشرك والطغيان جامعًا منسوبيه مهما اختلفت جنسياتهم وقومياتهم في أمة واحدة تلتوي بلواء “الإسلام” وتتفيأُ في ظلاله في محبةٍ وأخوةٍ لاَ نظير لهما.يقول الشاعر “آل ملحم” مخاطباً “مهيار”:
لاَ تُفَاخِرْ “أُمَّةَ الضَّادِ” التِي ….. خَصَّهَا اللهُ بِذِكْرٍ طَيِّبِ كُنْتُمُ مِنْ قَبْلَهُ فِي مِحْنَةٍ ….. وَالْوَرَى كُلُّهٍمْ فِي نُوَبِ تَعْبُدُونَ النَّارَ وَيْحَكُمُ ….. وَتَجُودنَ لَهَا بِالْقُرَبِ كَمْ شُعُوبٍ حَارَبَتْنَا فَانْتَهَتْ ….. وَاسْتَحَالَتْ فِي سَحِيقِ التُّرَبِ قَدْ مَضَتْ “فُارِسُ” وَ”الرُّومِ” مَعًا ….. وَكَذَا دَيَلَكُمُ عَــنْ َكَثبِ


الناشر: جريدة اليوم

– العدد: 9823

تاريخ النشر: 07/05/2000م

رئيس دارة الدكتورآل ملحم للتحكيم والاستشارات القانونية

 من أوراقي المبعثرة وعن النخلة أم البترول مرة أخرى 4 ـ 4 

 

وأفرد السيد “حسين محمد بدوي” في كتابه “الزراعة الحديثة بالمملكة العربية السعودية” بحثاً خاصاً عن التمور بالمملكة. ومما قاله في هذا الشأن أن المملكة تعد من الممالك الأولى بعد “العراق” في الأهمية بأشجار “النخيل” حيث يبلغ ما فيها ما ينوف عن عشرة ملايين من الغريس المزروع في أنحائها، وأن العناية بها يجب أن تكون من الدرجة الأول ذلك أن جزيرة العرب تعتبر تاريخياً أصلاً لهذا المحصول، وتزرع بكثرة بكل الممالك المسكونة بجزيرة العرب خصوصاً الصحراوية ذات الجو الجاف. ويحبذ “المؤلف” لو وجهت دول الشرق نظرة لهذا المحصول الذي يعتبر الغذاء الأساسي للشعب علاوة على ما فيه من غذاء وقوة للأبدان، ذلك أنه ثبت أن الوحدة منه تحتوي على كمية من الحرارة تعادل ضعف الكمية الموجودة في وحدة من اللحم.ووزعت “البعثة الزراعية المصرية” منشوراً على كبار المزارعين بمنطقتي “الأحساء” و”القطيف”. ومما جاء في المنشور الذي يحمل رقم (1) وتاريخه 11/3/1364هـ ما يلي: لاحظنا بمنطقتي “الأحساء” و”القطيف” أصنافاً جيدةً من التمور مثل “الخلاص” و “الرزيز”، ورغم ذلك فأغلبية النخيل الموجود “مجهل” مزروع حيثما اتفق، وأن أغلب المزارع الحديثة تزرع على مسافات ضيقة، وجميعه أو الأغلبية منه يجف ولا ينجح، وذلك يرجع لأسباب عدَّدها المؤلف، ولا يتسع المقام لذكرها هنا..وتحدث المؤلف عن “النخلة” فوصفها، وتناول عالمها وذلك من حيث تكوينها، وغرسها، وأوان غرسها، وإسلوب ريها، والأراضي التي توافق زراعة النخيل، وما ينتابها من أمراض، وركز على مرض سمَّاه “مرض المجنونة”. وقد عرفت “البعثة الزراعية الأمريكية” هذا المرض كما يلي ـ”إن أعراض هذا المرض المسمى بهذا الاسم هي النمو بشكل أوراق منتصبة ومندفعة إلى أعلى ذات قمة مسطحة. وكلما استفحل أمره أخذ الموت يدبًّ إلى السعف الخارجي، في حين أن السعف الداخلي يبرز إلى الخارج على هيئة تدل على أنه قد ضغط فأصبح في أشكال ممسوخة مشوهة. الفسائل الكبيرة المعاد غرسها، وأشجار النخيل الصغيرة معرضة لهذا البلاء أكثر من تعرض الفسائل المتوسطة الحجم أو أشجار النخيل المتقدمة في السن له. وهذا البلاء لا يسببه المرض بل إنما ينجم عن إيقاف جميع النمو ــ لهذا السبب أو ذاك ــ مدة من الوقت تسمح للألياف الموصلة إلى قواعد السعف أن يكتمل نموها فتتصلب. وهذا التصلب المبكر للألياف يؤدي إلى اختناق السعف الخارجي من جراء بروز السعف الجديد ضارباً إلى أعلى في الوسط. ومع أن طريقة الإحراق وهي الطريقة الشائعة الاستعمال في المعالجة من شأنها أن توهن الألياف فتؤدي بذلك إلى شفائها شفاءً واضحاً إلاَّ أن هناك طريقة للمعالجة أكبر كفاية، وهي قطع الألياف بأزميل من تحت أشد قواعد السعف انخفاضاً، وتمديد القطع إلى أعلى لمسافة بين 16 و 20 بوصة”. انتهى. ويرى “المؤلف” أن مرض “المجنونة” المعروف في “منطقة الأحساء” يعرف في “مصر” باسم “مرض “اللفحة السوداء”، وهو مرض يصيب السعف، ويكون واضحاً كما هو مشاهد في “الأحساء” في السعف الطري الجديد، ويُرَى على امتداد جانب السعفة في مساحات كبيرة أو صغيرة غير منتظمة أو متصلة لونها أسمر ضارب إلى السواد . وقد لاحظ “المؤلف” كذلك أن السعف في بعض الأحيان خشناً أو مضرساً، كما أن السعف الذي يبزغ حديثاً يبدو في بعض الأحيان ملتوياً مشوهاً. وعدَّد “المؤلف” أسماء التمور الممتازة في “المملكة العربية السعودية” مما لا يتسع المقام لذكرها هنا إلاَّ أنه في خصوص تمور “الأحساء” و”القطيف” و”نجد” فقد ذكر ما يلي:ـ تمور الأحساء أربعة أصناف:ــ ـ الأصناف الممتازة ذات المحصول وسط الموسم وهي:ـ رزيز، خلاص، شيشي، شبيبي، برحي.ـ ـ أصناف محصولها وسط الموسم أيضاً خلاف الأولى وهي: الغرَّا، خنيزي، حاتمي، دعالج، وصيلي.ـ ـ الأصناف ذات المحصول المبكر: طيار، ومجناز، كابسي.ـ ـ أصناف يتأخر محصولها إلى آخر العام وهي: شهل، تناجيب، أم رحيم، خصاب.أما تمور “القطيف” فهي: مواجي بكيرة، غرَّا، خنيزي، خصيب رزيزي، خصيب عصفور.وأشهر التمور “بنجد” هي:ـ ـ ـ الأصناف الجيدة التي تنضج مبكرة هي: المقفزي، الدحيني، القطار الأبيض، القطار الأسود، المسكاني، أنبوت سيف، الخلاص.ـ ـ الأصناف الجيدة التي تنضج في الوقت الوسط، وتدخر عند أهل نجد قوتاً لهم وهي: الخضري، الصقعي، السلج، السكري.ـ ـ الأصياف الجيدة التي تنضج متأخرة، وهي تؤكل عادة في أخر أيام الثمرة وهي: الخصاب، الذاوي، الحقاقي، المنيفي.كما وضع المؤلف قوائم طويلة بالنخيل المعمور وغير المعمور في “منطقة القطيف”. ومسك الختام للمقالة ذات الحلقتين بعنوان “أيهما أهم النخلة أم البترول” “مقتطفات” من مقالة قصيرة أعجبتني كثيراً للكاتب “فالح الشراخ” نشرها بجريدة “الرياض”، العدد رقم (11578) وتاريخ 29 ذو القعدة عام 1420هـ تحت عنوان “النخلة … رمز العطاء وشموخ في قوافي الشعراء”.يقول الأستاذ “الشراخ” في مقالته المعبرة:ـالنخلة هذه الشجرة الجميلة والتي أصبحت رمزاً من رموز العطاء والشموخ.كان لها مكان عظيم في ثنايا القوافي. والبعض الآخر تغزل بجمالها وأوصافها، فظلالها وارفة، وثمارها زاد الضيف والمسافر، وسعفها وجريدها رزق للعاملين في مجال الْحِصِرْ وأعمال السعف، وجذعها أسقف لمباني، وهي من الأشجار النظيفة فأوراقها لا تسقط، وكل ما فيها مفيد بما في ذلك ليفها. يقول الشاعر “غالب بن منصور”:ـيا زينها لاَ نظفوها من الليف مثل الهنوف اللي تهنصر تهنصاروالعشق بين النخلة وإنسان الجزيرة العربية [ولايزال القول للأستاذ الشراخ] عشق أزلي تأكدت روابطه المتينة من خلال عنايته بها وزراعتها في كل مكان يتوفرفيه الماء. [والماء بيت القصيد، وهنا يتوقف قلمي؟].
ــــــــــــــ  * رئيس دارة الدكتور آل ملحم للتحكيم والاستشارات


الناشر: جريدة اليوم

– العدد:9816

تاريخ النشر: 30/04/2000م

من أوراقي المبعثرة وعن النخلة أم البترول مرة أخرى 3 ـ 4 

من ضمن ما ورد “بكتاب الزراعة الحديثة بالمملكة العربية السعودية” مجموعة تقارير كانت تعدها “البعثة الزراعية المصرية” بين الحين والآخر عن منطقتي “الأحساء” و”القطيف”. ولن أتناول من هذه التقارير إلا كل ما له علاقة “بالنخلة” باعتبارها رمز الزراعة. وقبل الحديث عن “النخلة” تلزم الاشارة إلى بعض الأمور التي في ذكرها فائدة لمن لا يعرفون عن عالم الزراعة من أمثالي إلا القليل.أدخلت “البعثة الزراعية المصرية” أصناف تمور المملكة بجميع أنواعها بكمية أوسع إلى المملكة المصرية. وكان هذا في مقابل ما أرسلته الحكومة المصرية من مواد زراعية للملكة مثل الحبوب، والبذور، والخضروات، وأشجار، وموالح، وفواكه. وورد بالكتاب أن “المملكة العربية السعودية” تعتبر الرابعة من بلاد العالم في محصول النخيل ….. وأن بها أصناف جيدة كثيرة تربو على (150) صنفاً من أحسن أصناف التمور في العالم. كما أن الأصناف الممتازة من التمور قد أدخلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق البعثة الزراعية الأمريكية لزراعتها بأمريكا. وكرر المؤلف السيد “بدري محمد حسين” في أكثر من مكان بالكتاب أن أحسن أنواع التمور “بالأحساء” هي “الخلاص”، و”الرزيز”، و”الشيشي”.ونبَّه المؤلف المسؤولين عن الزراعة في المملكة من الإكثار من زراعة “الخلاص”، و”الرزيز”، و”الشيشي” بالجهات المجاورة “لمنطقة الأحساء”. وَعَنَى المؤلف بهذه الجهات “القطيف” و”الدمام” و”الخبر” و”الخرج” مما يعني أن هذه الجهات المذكورة لا تعرف هذه الأصناف من التمور من قبل. كما أفاد المؤلف أن كلا من “البعثة الزراعية المصرية” و”البعثة الزراعية الأمريكية” تقوم من جهتها بالإكثار من زراعة “الخلاص”، و”الرزيز”، و”الشيشي” في الجهات المذكورة. كما ينقل المؤلف من تقرير لأحد أعضاء “البعثة الزراعية المصرية” أن من أسباب اهتمام الحكومة بالزراعة هو رغبتها بانهاض البلاد زراعياً حتى لا يتعرض الأهالي للجوع في وقت الحرب العالمية التي قد لا تصل إليهم بسببها أقوات ومؤن من الخارج فتصبح الحياة عسيرة وأي عسر.وبالكتاب مقارنة بين زراعة الفاكهة بكل من المملكة وبمصر. وبخصوص هذه المقارنة يذكر المؤلف أن نهضة الفاكهة بالمملكة العربية السعودية شبيهة بنهضتها في مصر أيام “إسماعيل باشا” حيث تقدمت زراعة البساتين تقدماً سريعا،ً وأتت أحسن الثمرات. وعزا المؤلف ذلك إلى جهود من أتى بهم “إسماعيل باشا” من مهرة البستانيين الفرنسيين والإيطاليين الذين عملوا على إدخال كثير من الأشجار والفواكه المختلفة وعملوا على توسيعها وتعميمها.وذكر المؤلف معلومة لم أكن أعرفها من قبل [ولعل غيري يعرفها] وهي أنه في عهد “محمد علي باشا” كانت الصين تصدر برتقالاً من نوع خاص إلى “فرنسا”. ولأن بين فرنسا ومصر تواصل ثقافي في العهد الخديوي كان من وسائله تبادل البعثات الثقافية. ومن باب المصادفة كان أحد طلبة البعثة المصرية التي أرسلها “محمد علي باشا” إلى “فرنسا” طالب أسمه “يوسف أفندي” لتعلم الزراعة عناك . أدخل هذا الطالب بعد عودته إلى “مصر”هذا النوع من البرتقال وزرعه بها، فعرف هذا البرتقال باسم هذا الطالب مصر وفي المملكة وسائر البلدان العربية.وذكر المؤلف أن جلالة الملك “عبدالعزيز” أمر بإحضار أستاذ من قسم البساتين المصرية لتعليم أهل “المدينة المنورة” تعبئة التمور في العلب والصناديق بعد تهيئتها لذلك حسب الأصول الفنية حتى أنهم وصلوا إلى حشو التمور قبل التعبئة باللوز (ناتج الطائف). وترتب على هذا قيام جلالة الملك “عبدالعزيز” بتوزيع هدايا كثيرة منها لجلالة الملك “فاروق الأول” ملك مصر، وجلالة الامام “يحيى” ملك اليمن، وغيرهما من الأمراء والضيوف.وانتقد المؤلف ما أَلِفَ عليه الأهالي في خصوص زراعة الأشجار وتجهيز المشاتل حيث وجدهم على غير علم بزراعتها وتجهيزها، إذ في منطقة “القطيف” و”الدمام” و”الأحساء” لا تجد بستاناً قائماً على زراعة فنية، أو مشتل مجهز بأدواته، ومنظم بمغروساته، إنما تجد أشجار النخيل وبداخلها ما يتيسر من زراعته حيثما اتفق من موالح وخوخ ورمان وعنب وتين كل شجرة بمفردها، وكلها داخل أشجار النخيل. وهذه الظاهرة كما شاهدتها بنفسي لا تزال موجودة حتى الآن.ويصف المؤلف “الحديقة” بأنها “كل أرض أحيطت بسور أو حائط أو سياج مانع يحيط بها وأعدت لزراعة الفاكهة أو الخضروات أو الأزهار. كما يتحدث عن نوع الأرض الموافقة للحديقة، وخدمتها، وأساليب الزراعة بها. وتحدث المؤلف بلغة زراعية مبسطة عن “المشتل” من حيث التكوين، وما يزرع به، وكذا عن “البستان” بإسهاب من حيث إنشائه، وشكله، وما يغرس به، وكيفية تسميده، وريه. ولا يتردد المؤلف من انتقاد الأساليب الزراعية المستعملة في مزارع “الأحساء” و”القطيف” و”الدمام”. ففي هذا الخصوص يقول: ومما يؤسف له كما شاهدنا بمزارع “الدمام” و”الأحساء” و”القطيف” الاهتمام بالمحصولات الداخلية وعدم الالتفات للأشجار بتاتا، بل ويستغلون الأرض بمحصولات مجهدة غير ملتفتين لمصلحة الأشجار من جهة الري والخدمة والغذاء الذي تطلبه أشجار الفاكهة. كذلك لا يهتم الزراع بتسميد الأشجار إلا متى بدأت في الإثمار فيضيع الوقت الذي كانت فيه الأشجار في أشد الحاجة لتربيتها وتقويتها، وتصير هزيلة ذات ساق رفيعة لا تقوى على حمل فروع الشجرة بما عليها من ثمار، وتكون معرضة للكسر إذا هبت رياح أو كثر حملها، ولا يعوض ذلك زيادة التسميد في المستقبل لأن المهم هو تقوية الجسم قبل الإثمار ، ويتحمل أصحابها خسائر فادحة كانوا في غنى عنها لو أنهم اهتموا بتربية الأشجار وهي صغيرة.وركز المؤلف على زراعة “الموالح” في “الأحساء” و”القطيف”. وفي هذا الخصوص يقول: الأنواع الجاري زراعتها محلياً “بالمملكة العربية السعودية” تشمل الليمون والبنزهير والترنج والليمون الحلو، وتوجد بعض أشجار معدودة من البرتقال الحلو “بالأحساء” و”القطيف” ولكنها مظللة جداً بأشجار النخيل وهذا يجعلها لا تنتج نتاجاً حسناً وينقطع الاثمار حيث لا تصلها الشمس وقد أرشدنا كثيراً من كبار المزارعين بضرورة إزالتها إذا وصلت إلى هذا الحد.وتضمن الكتاب بحث عام عن الخضروات من حيث تربتها، وتسميدها، وريها، والآفات التي يتعرض لها، وأساليب مقاومتها، كذلك تحدث المؤلف بتوسع عن زراعة كل من العنب البطيخ (الحبحب) والشمام، والقرع، والخيار، والباذنجان، والفلفل، والطماطم، البطاطس، والكرنب، والقرنبيط، والخس، والسلق، والسبانخ، والجزر، والبنجر، والشلغم، والفجل، والملوخية، والباميا، والبطاطا، واللوبيا” والفاصوليا، والبسلة، وبالكتاب تقرير عام عن أملاك الدولة بمنطقة القطيف وكذلك عن أحوال مياهها.

ــــــــــــــــــ

الناشر: جريدة اليوم

– العدد:9809

تاريخ النشر: 23/04/2000م

*رئيس دارة الدكتورآل ملحم للتحكيم والاستشارات القانونية

 من أوراقي المبعثرة وعن النخلة أم البترول مرة أخرى 1 ـ 4 

 

في أوراقي تكملة لمقالتي ذات الحلقتين التي عنوانها: أيهما أهم النخلة أم البترول؟ والمنشورة في جريدة “اليوم” في العدد رقم 9746 وتاريخ/14 ذوالقعدة/1420هـ والعدد رقم 9753 وتاريخ 21/ذوالقعدة/1420هـ. وتتناول هذه التكملة الحديث عن “النخلة” سيدة الأشجار، ويتعرض هذا الحديث للارتباط الوثيق بين اكتشاف البترول وتدفقه في “مقاطعة الأحساء” كما كانت تسمى وقت اكتشافه وتدفقه وبين اهتمام جلالة الملك “عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود” يرحمه الله بالزراعة وأهلها في شتى أنحاء المملكة. وفي هذا الشأن يتحدث كتاب “وزارة الزراعة والمياه” المئوي “تحد وإنجاز عبر مائة عام” عن حقائق منها أن الدلائل تشير إلى الاهتمام بأمور الزراع والزراعة في بداية تأسيس “المملكة العربية السعودية”، وأن هذا الاهتمام كان يسير جنباً إلى جنب مع بقية التوجهات المبكرة الرامية إلى بناء المرافق العامة والأساسية. وتجلَّى هذا الاهتمام في متابعة جلالة الملك “عبدالعزيز” يرحمه الله الشخصية لأحوال الزراع والزراعة، واستفساره عن الأمطار والسيول وخاصة في الجهات التي كانت تتعرض للجفاف، كما كان يهتم بعمليات مكافحة الآفات الزراعية وكان أخطرها الجراد، وكانت توجيهات جلالته تقضي بتقديم كل ما من شأنه توفير التسهيلات والمساعدات المفيدة للزراع وذلك قبل أن يحين الوقت المناسب لإنشاء جهاز يختص بإدارة شئون الزراعة في هذه البلاد.وما ذكره كتاب “وزارة الزراعة” المئوي تؤكده حقائق منها سياسة الانفتاح التي تبناها الملك “عبدالعزيز” في المجال الزراعي حيث فتح أبواب المملكة لبعثات وخبراء عرب وغير عرب للبحث وإجراء الدراسات الأولية للإمكانات الزراعية والمائية في شتى أنحاء المملكة. ومن هذه البعثات: “البعثة الزراعية الأمريكية”، و”فريق الري الأمريكي”، و”فريق المهندسين الأمريكي”، و”البعثة الفنية الزراعية العراقية”، و”البعثة الزراعية السورية”، و”بعثة المساحة الجيلوجية الأمريكية”، و”البعثة الفنية الزراعية المصرية”. ومن هؤلاء الخبراء السيد “كارل تويتشل” المكلف بالبحث عن مصادر المياه في الجزئين الغربي والأوسط من المملكة. وبين يدي كتابان: الأول من إعداد السيد “كارل تويتشل” تحت عنوان “المملكة العربية السعودية”: مصادر المياه في المملكة العربية السعودية” ترجمة الأستاذ “شكيب الأموي”، والثاني من تأليف السيد ” حسين محمد بدوي” بعنوان “كتاب الزراعة الحديثة بالمملكة العربية السعودية”. وصدر الكتابان منذ نصف قرن تقريباً. ولم يصل إلى علمي عما إذا كانت بقية البعثات الزراعية الأخرى قد نشرت تقاريرها في مطبوعات متداولة.وقبل أن أتناول ما تعرض له الكتابان بخصوص “النخلة” لعله من المهم إعطاء فكرة عامة عن الكتابين، وعن مؤلفيها، ولماذا ألَّفا هذين الكتابين؟من الحقائق المسلم بها أن البحث عن الماء كان الشغل الشاغل للكل في بدايات تأسيس المملكة العربية السعودية. والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: “وجعلنا من الماء كل شئ حي”. ولا تزال هذه الحقيقة ماثلة أمام أعيننا حتى أيامنا المعاصرة رغم ما حبا الله به هذه الديار من نعم لا تعد ولا تحصى.ومن أجل البحث عن الماء دعت الحكومة السعودية السيد “شارلس ر. كرين” [وهو سياسي أمريكي مخضرم ذو صلات قوية بالإمام يحيي إمام اليمن] لزيارة المملكة ومساعدتها في البحث عن كمات كافية من الماء وعلى الأخص إذا أمكن اكتشاف آبار ارتوازية جارية في الحجاز ونجد. فما كان من السيد “كرين” إلا استدعاء السيد “كارل تويتشل” الذي كان “باليمن” وكلفه بالبحث عن مصادر المياه في مناطق محددة من المملكة فانتهى به الأمر إلى وضع دراسات ضمَّنها كتاباً يحمل العنوان المذكور سلفا. وتضمن الكتاب معلومات قيمة عن الحقبة التي عايشها بالمملكة حيث تطرق لنواحي الحياة العامة السياسية والاجتماعية. يتحدث السيد “تويتشل عن مهمته قائلاً: وفي 30 مارس سنة 1931 تلقيت برقية من المستر “كرين” يسألني فيها أن أغادر إلى “جدة” بأسرع وقت ممكن لفحص الأراضي بحثاً عن الماء وعلى الأخص في مناطق طرق الحج … فوصلت جدة … وقد قطعت حوالي (1500) ميل في “الحجاز” فلم أجد دلائل جيولوجية تبعث على الأمل في تدفق آبار إرتوازية، فقدمت تقريراً على إثر ذلك لا يبشر بالخير عن وجود مياه. وبما أن إمكانيات العثور على الماء أصبحت قليلةً جداً فقد صرفت النظر عن القيام بمشروعات كبيرة في البلاد. ومن ثم أردف السيد “تويتشل” قائلاً: ونظراً لهذه الحالة فقد سئلت عما إذا كان باستطاعتي التفتيش عن موارد أخرى لزيادة الدخل زيادة محسوسة بعد أن أصبح من المفهوم أن تقاريري لا تبشر بأمل في زيادة تنتج عن مشروعات ري أو زراعة في “الحجاز”.وفي موقع آخر من الكتاب يتحدث المؤلف عن موقف نبيل للملك “عبدالعزيز” يرحمه الله يعترف فيه عن أسفه في أمل لم يتحقق. فيقول:ـ طلب إلي جلالة الملك … أن أسعى للقائه … وأعرب الملك عن شكره للمستر “كرين” الذي كان السبب في إرسالي وتقديمي هذه الخدمات التي قمت بها في “الحجاز”، وأعرب عن ارتياحه للعناية الفائقة التي بذلنها في عمل التقارير؛ كما أعرب [جلالته] عن أسفه لانهيار آماله في الآبار الارتوازية وإمدادات المياه العظيمة التي كان يرجوها للبلاد.وفي هذه التقارير كان السيد “تويتشل” يبدي لستعدادة عن البحث عن المعادن ذلك أنه وجد ـ من خلاله بحثه عن “الماء” ـ آمال واعدة عن إمكانيات معدنية هائلة من طبيعة سائلة وصلدة.وباعتباره ذا خبرة في شئون التعدين أفاد في تقاريرة الأولية أن إمكانيات التعدين في المملكة واعدة لوجود مستنقعات زيتية جافة قديمة العهد وفي وجود مناجم قديمة كذلك.وفي سياق حديثه عن المعادن والتعدين ذكر السيد “توتشل” حادثة ذات دلالة ملخصها أنه عاد إلى “اليمن”، وبعد اتمامه مهمة هناك غادر إلى موطنه أمريكا متوقفاً في طريقه في “جدة”، وتصادف حينئذ أن وجد بحاثة “تركي” كتلتين من تبر الذهب قرب “الطائف”، فرغب الملك “عبدالعزيز” منه أن يذهب ليشاهد الموقع لتقرير عما إذا كان ذهباً أصلباً حقيقيا، فأفاد أنه ذهب إلا أن جيلوجية وطوبوغرافية الأرض كانت لا تبشر إلا ببصيص من الأمل بتشغيل أية أدوات على نطاق تجاري واسع بحيث تدر في ذات الوقت ربحاً وافراً. وعن المعادن والتعدين في “مقاطعة الأحساء” يقول المؤلف”: طلب الملك “عبدالعزيز” مني أن أذهب عبر البلاد العربية لإفادته عن حتمالات موارد الماء والزيت في “مقاطعة الأحساء” بمحاذاة الخليج [الفارسي]، ومع أن ذلك يعني قطع ألف (1000) ميل في رحلة عبر أرض صعبة المسالك لم يطرقها أي أمريكي قبلي أبدا، فقبلت الدعوة في الحال.وكانت هذه الدعوة فتحاً للسيد “تويتشل” الذي استخدم مهاراته وخبراته في علم التعدين لتكون منطلقه في مجالي “البترول” و”النخلة” رمز الرزاعة.وقد تبنى السيد “تويتشل” خلال بحثه عن الزيت والماء سياسة [ارتقب وانتظر]، وشرح المقصود منها قائلاً: فطلب مني ابن سعود أن أرتب أمر استقدام جيولوجيين للزيت وحافرين للآبار فأوصيت بالتريث حتى تظهر نتيجة البئر الأولى في البحرين [إذ كانت تُجْرَى استكشافات أولية هناك] وذلك قبل الإقدام على عمل أي شئ يتعلق بالزيت في “الأحساء” ذلك أن الحقيقة الواقعة هي أن أعمال الاستكشاف والحفر باهظة التكاليف، وأنه إذا لم يدر بئر “البحرين” كميات تجارية كافية فقد يكون الأمر كذلك في “الحسا”، وأنه لو كانت بئر البحرين ناجحة بكمياتها فيكون معقولاً وجود كميات زيت تجارية أكثر في “الأحساء” وذلك لاتساع مساحتها وامتداد رقعتها.

ـــــــــــــــ

من أوراقي المبعثرة وعن النخلة أم البترول مرة أخرى 1 ـ 4 من أوراقي المبعثرة وعن النخلة
الناشر: جريدة اليوم

– العدد:9795

تاريخ النشر: 09/04/2000م

*رئيس دارة الدكتور آل ملحم للتحكيم والاستشارات القانونية

من أوراقي المبعثرة – تأملات في الرحلة المقدسة (4)

استقبلت “المدينة المنورة” “محمد بن عبدالله” صلى الله عليه وسلم حينما قدم إليها مهاجراً بالبشر والسرور والترحاب. ومن “المدينة المنورة” انطلق الرسول صلى الله عليه وسلم ينشر رسالة الله سبحانه وتعالى الخالدة المبنية على عقيدة التوحيد بعزم وتصميم.و”المدينة المنورة” بعد “مكة المكرمة” هي المهبط الثاني للوحي، وفيها اكتملت تعاليم الدين الاسلامي. وعلى تراب “المدينة المنورة” رَسَمَ الرسول صلى الله عليه وسلم معالم أول دولة في تاريخ الاسلام.وفي رحاب “المسجد النبوي الشريف” تأسست “جامعة الاسلام” الأول. إذ فيها فسرت وشرحت تعاليم الاسلام، كما كانت مربط الدعاة، تعد الرجال خير إعداد، وتهيئ الأبطال لنشر رسالة الاسلام. وعاصرت “المدينة المنورة” أثناء حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وبعده انتصارات الاسلام الكبرى في الجزيرة العربية وخارج حدودها. وضم تراب هذه المدينة جسده الطاهر عليه أفضل الصلاة وأجمل التسليم. وواصل الخلفاء الراشدون ” وصحبهم رضوان الله عليهم من “المدينة المنورة” [من بعده] حمل لواء رسالة الاسلام إلى البشرية كافة دونما كلل أو وهن.وفي كلمات شاعرية تحدث الشاعر “محمد بن عبدالله آل ملحم” على لسان “المدينة المنورة” وهي تتباهى بأن تربتها تضم “جسد” الرسول صلى الله عليه وسلم. عن هذه المباهاة المفعمة بالانفعالات الوجدانية الخيرة قال:ـ
سُبْحَانَكَ اللَّهُّمَ يَا بَارِي الْوَرَى ….. يَا مَنْ لَهُ كُلُّ “الأَنَامِ” تَــؤُولُإِنَّ الْجَمَالَ طِبِيعَةٌ خَلاَّبَةٌ ….. فَربُوعُُ”طَيْبَةَ” تَزْدَهِي وَتَقُولُ:هَلْ مِثْلُ “حُسْنِي” فِي الْبِلادِ جِمِيِعِهَا ….. و”بتُرْبَتِي” خَيُرُ الأَنَــامِ نَزيِلُ”حُسْنِـي” تَكَامَلَ وَالْجَمَالُ جَمِيعُهُ ….. فَأَنَا “الْفَضِيلُ” وَغَيْرِيَ الْمَفْضُولُأَنَا خَيْرُ أَرْضِ اللهِ “بالْهَاديِ” الذِي ….. كُلُّ الأَنَامِ تُحِبُّهُ وَتَمِيلُتَرْجُو شَفَاعَتَهُ التِي هُوَ أَهْلُهَا ….. فِي مَوْقِفٍ عِنْدَ “الْجَلِيلِ” جَلِيلُفَيُجِيبُهُمْ إِنِّــي لَهَا إِنِّـي لَهَـا ….. وَكَفَاهُ ذَاكَ الْمَوْقِـفُ الْمَشْمُـولُ
ولدى توديع الشاعر “للمدينة المنورة” رَسَمَ في لوحة مثيرة وجذابة ملامح محبوبته والعلاقة التي تربطه بها. ومن يتأمل أسرار هذه العلاقة ينبهر من نقائها وطهرها وصفائها. علاقة حب معدنها الإيمان, وجوهرها الشوق والحنين إلى موطن الرسالة، موطن عقيدة التوحيد الخالصة. يقول الشاعر:ـ
يَا “طَيْبَةَ” الزَّهْرَا: وَدَاعَاً طَيِّبَاً ….. وَلِقُاؤُنَا فِي عَاجِلٍ مَأْمُولُمَا مِنْكِ أَشْبَعُ يَا هَوَى قَلْبِي وَإِنْ ….. فِيكِ أَظَلُّ الْعُمْرَ فَهْوَ قَلِيلُيَا مَنْظَرَ الْحُسْنِ الْبَدِيـــعِ شَجَيْتَنِي ….. فَالقَلْبُ عِنْدَكَ إِنْ رَحَلْتُ نَزِيـــلُ
وواصل الشاعر تأملاته مودعاً، وكان يأمل أن لا يكون الوداع الأخير، أما عواطفه الجياشة، ومشاعره النبيلة، وتربيته المشبعة بالإيمان الصادق فهي تفيض بالثناء والشكر لله سبحانه وتعالى الذي حقَّق حلمه، ومن ثم عَلَى مَنْ عَمِلَ عَلَى تحقيق أمنيته، متبعاً ذلك بالصلاة على سول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ثم صحابته والمسلمين جميعاً في تسلسل مرتب أنهاه بالبيت الذي بدأ به قصيدته كعادة بعض الشعراء من ذوي الأحاسيس المرهفة المولعين بحب الله سبحانه وتعالى وحب خير خلقه “محمد بن عبدالله” صلى الله عليه وسلم:ـ
إِنِّي أُوَدِّعُ وَالْحَنِينُ يَشُدُّنِي ….. وَالدَّمْعُ ذَلِكَ شَاهِدِي وَدَلِيلُوَأَقُولُ مِنْ قَلْبِي وَدَمْعِي دَافِــقٌ ….. يَا لَيْتَ أَيَّامَ الْوِصِالِ تَطُـولُمَرْحَى ومَرْحَى “ِللوَزيِر” وَمَرْحَباً ….. شِفْعَاً وَوِتْرَاً والثَّناءُ يَطُولُأَسْدَى الْجَمِيلَ مُقَدَّماً وُمُؤَخَّـراً ….. وَكَذا الْجَمِيلُ عَلَى الدَّوامِ جَمِيلُوَعَدَ “الْوَزِيرُ” وَإِنَّهُ فِي وَعْدِهِ ….. لَهُوَ الوَفِّيُّ الصَّادِقُ الْمَأْمُولُزُرْنَــا بِفَضْلِ اللهِ ثُـــمَّ بِفَضْلِكُمْ ….. وَقَـدِ اعْتَمَرْنَــا وَالرَّجَــاءُ قَبُولُحُلْمٌ تَحَقَّقَ فِي الْحَقِيقَةِ لَمْ يَكُـنْ ….. يَجْرِي بِبَالِي فِـي الْكَـرَى فَأَطُـولُفَلَقَدْ حَظَيْنَا بِالدِّخُولِ “لِكَعْبَةٍ” ….. فَليْهَنَنَا شَرَفٌ بِهَا وَدُخُولُوَلَقَدْ حَظَيْنَا بِالدُّخُولِ “لِحُجَـــرَةٍ” ….. فِيهَا “إِمَامُ” المُرْسَلِينَ نَزِيلُفَجَزَاكَ مَـوْلاَيَ الْكَرِيمَ جَـــزَاءَ هُ ….. وَأَتَـــمَّ نَعُمَـــاهُ عَلَيكَ يُنِيـلُوَأَرَاكَ فِي دُنْياكَ أَسْعَدَ مَا تَرَى ….. وَلِمَنْ لِبَيْتِكَ يَنْتمِي وَيَؤُولُوَأَنَالَكَ الأْخُرَى وَلَمْ يَكُ بَيْنَنَا ….. رَبِّي يُفَرِّقُ واِلالَهُ مُنِيلُوَعَلَى الْحَبِيبِ “مُحَمَّدٍ” بَاهِي السَّنَا ….. مَـا إِنْ لَهُ فِي الْعَالَمِينَ مَثِيـلُصَلَّى عَلَيهِ اللهُ سَلَّمَ دَائِمَاً ….. أَبَداً وَبَارَكَ مَا قُرِى التَّنْزِيـلُوَ”الآلِ” خَيْرِ الآلِ فِي كُلِّ الوَرَى ….. وَكَفَاهُمُ التَّقْرِيِبُ وَالتَّنْفِيلُوَالصَّحْبُ خَيْرُ الصَّحْبِ فِي كُلِّ الدُّنَا ….. بِصُدُورِهِمْ قَدْ أَشْرَقَ التَّأْوِيـلُوَالْمُسْلِمِينَ جَمِيعُهُمْ مَا أنْ شـدا ….. طَيْرٌ وَزَانِ بِصْوتِــــــهِ التَّهْلِيلُوَغَدَا يُرَدِّدُ عَاشِقٌ فِي لَهْفَةٍ ….. وَالدَّمْعُ فَوْقَ خُدُودِهِ مَسْيُولُشَوْقِيْ إِلى تِلكَ الرُّبـوعِ يَطُـولُ ….. أَنَّيِّ بِهَــا أَحْظَى وَكيْفَ وُصُـولُ!
وهكذا كان الشاعر على طريقته المعتادة في تحبير الشعر يحب التطويل، ولكنه تطويل ذو خواطر جياشة ترتكز على فكر متميز، وثقافة واسعة مصادرها تراث الاسلام وآدابه.
وقلت عن الشاعر في أحد “كتبي” (1) :ـإن الشاعر “آل ملحم” شخصية متعددة المواهب، فهو:ـ واع لما يجري حوله من وقائع وأحداث، وتمكن من تأريخها شعراً، وهو شاعر مطبوع وكثير النفس، عازفاً عن الاغراءات، ولا تجد في شعره القول الفاحش، ويمقت الهجاء إلاَّ عند الحاجة، ويستنكر الخداع وما يدعو إلى الباطل، وكان من الدعاة في سبيل الله رحمه الله تعالى.

—————هوامش:—————
(1) راجع د. آل ملحم، “هزار الأحساء وبلبلها الغريد”، ط/عام 1420هـ الموافق عام 2000م، إصدار “دارة الدكتور آل ملحم للنشر والتوزيع”، الرياض.

من أوراقي المبعثرة – تأملات في الرحلة المقدسة (4)من أوراقي المبعثرة – تأملات في الرحلة المقدسة (4)
الناشر: جريدة اليوم

– العدد: 9788

تاريخ النشر: 02/04/2000م

واجهة ومواجهة :كتاب القصيبي غير موثق

* لو حيل بيني وبين القسم لتحدثت,.* رأيت الإعلام بعينين ثم أغمضت واحدة,,!* تمنيت لو لم أؤدّ هذه الأمور,.*إعداد وحوار:إبراهيم عبدالرحمن التركي** أما الواجهة: فأستاذ/ عميد/ وزير/ محامي,.** وأما المواجهة: فتقليب أوراق ، واستشراف آفاق ,,!* * *** ابتدأ بصمت ,.** وانتهى بهدوء** ولم يحركه الضجيج* * *** واحد وعشرون عاما وهو وزير** ولو سألت لما عرفه الكثير* * *** سعى للظهور ثم تراجع** وعاد الى الظل واقتنع,,!* * *** شرح في سطر ما احتاج الى صفحات ,.** وأجيب بشعر يحلُّ المعاناة* * *** يودّ أن يقول** ويختفي خلف القسم* * *** قارىء متابع,.* وكاتب ملتزم,.* ومؤلف يسعى للتعويض* وعاشق إذاعة بعدما انفضَّ السامر,.* * *** اختلف فانقطع,.** واعترض فامتنع** وفلسف المجاملة***معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف آل ملحموزير الدولة السابقفي الواجهة ومع المواجهةهدوء*جئت الى الوزارة بهدوء وغادرتها كذلك بهدوء رغم انك أمضيت فيها واحدا وعشرين عاما,, وزير دون شهرة أو أضواء أو تصريحات,, هل هو وضع عادي بالنسبة لك يا معالي الدكتور,,؟- حتى أكون معك صادقا دعني أخبرك ان الوضع لم يكن عاديا بالنسبة لي في السنوات الأولى من تشكيل الوزارة, كانت رغبتي أن أكون في مركز الضوء حتى ولو في أبسط الأمور، والسبب واضح وهو أن القرين بالمقارن يقتدي , كان البعض من رفاقي من الجامعة ممن دخلوا الوزارة معي ملء السمع والبصر بمجرد تسلمهم لوزاراتهم,, ولم تتحقق هذه الرغبة بطبيعة الحال لي لأن العمل الذي كنت أزاوله لم يسمح بذلك, كنت أمارس عملي في صمت.سبب* لماذا تحديدا؟- لم يكن عملي من طبيعة تنفيذية لجهة ما أو لمنطقة ما أو لجمهور ما , كان عملي وأنا وزير طيلة السنوات الاحدى والعشرين سنة الماضية مثل عمل الجندي المجهول , وأنت تعرف يا ابراهيم مدى ما تكنه الأمم والشعوب لجنديها المجهول .وبعد* بالتأكيد,,! ثم ماذا,,؟- مع مرور السنين أدركت ان للاعلام الى جانب ايجابياته، بريقا وأضواء ووهجا، وانني كنت على خطأ فيما كنت أرغبه أو أتوق اليه في السنوات الأولى من تشكيل الوزارة، وان الوضع العادي بعيدا عن الشهرة والأضواء أو التصريحات كان أفضل بالنسبة لي, وبالفعل كان, وكان هذا من توفيق الله لي, وكنا في الوزارة السابقة ثلاثة وزراء دولة ثم أصبحنا اثنين وبعد ذلك أصبحنا ثلاثة، ثم عدنا اثنين حتى اعادة تشكيل الوزارة في عام 1416ه, وفي الوزارة الحالية يوجد ثمانية وزراء دولة يمارسون أعمالا مهمة من طبيعة الأعمال التي كنت أمارسها مع مراعاة التخصص وذلك دون ضجيج او تصريحات أو أضواء محرقة.أين أنت,,؟* أين أنت الآن,,؟أنا في منزلي بالرياض مع أسرتي الصغيرة، ومع صفوة من الأصدقاء ألتقي بهم بين الحين والآخر,, وكذلك أتوجه للأحساء لأقضي هناك أوقاتا ممتعة مع الأقارب ومع ثلة من الخلان في منتجع جميل.مرحلة* ماهي أبرز خطوط مرحلة الوزارة من حيث: الانجازات، الاضافات، وان شئت الاخفاقات او الاشكالات؟لم أفهم السؤال على اطلاقه, فان كنت تسأل عن مرحلة الوزارة بصيغة الجمع ، فالوزارة من الناحية الدستورية متضامنة، وتعمل كمجموعة لدرجة انه لا يستطيع أي وزير مهما كان شأنه أو اغتراره بنفسه ان يدعي أنه قام بعمل ما وحده وبمفرده, ولو ادعى ذلك فمعناه أنه مجموعة وزراء في وزير , والوزارة باعتبارها متضامنة لها انجازات واضافات واخفاقات واشكالات, وهذه ظاهرة صحية, والوزارة التي كنت عضوا بها، لها ما لها، وعليها ما عليها, ولو اتسع المقام، وحيل بيني وبين ما أقسمت عليه، لتحدثت عما سألتني عنه, وان كنت تسأل عما قمت به باعتباري وزيرا في الوزارة السابقة.الطرف الأخر* وهذا أيضا دكتور,,؟- شاركت في الكثير شأني شأن بقية الوزراء الآخرين؟نماذج* مثل ماذا,,؟- أفتخر من بين أمور أخرى، انني شرفت بعضوية اللجنة العليا لوضع النظام الأساسي للحكم ونظام مجلس الشورى ونظام المقاطعات التي دام عملها حوالي اثنتي عشرة سنة، وكان لي شرف المشاركة في وضع البنية الدستورية لكل من نظام الحكم الأساسي ونظام مجلس الشورى ، وهما النظامان اللذان بالاضافة الى نظام المقاطعات قد خضعت لتأمل وبحث ودراسة من قبل صفوة من رجال فكر ورأي حتى تم تتويج هذه الأنظمة بأوامر ملكية كريمة وضعتها موضع التنفيذ.مداعبة شعريةومن باب المداعبة التي لا تخلو فيما أتوقعه ان شاء الله من حسن النية بعث لي صديق وزير ذو شاعرية متألقة بخمسة أبيات وفيها يرمز الى أمور تتعلق بعملي في اللجنة العليا المشار اليها أعلاه، وأعمال تتعلق بوزارته كان لي منها موقف هو شخصيا يعلمه:اذا قال ابن ملحم فاسمعوهفان العلم يزخر فوق فيهفسبحان الذي أعطاه علمايعزُّ على المفكر والفقيهلقد تاهت به الأحساء طراوأصبح فخر كل بني أبيهأبو القانون ، معدنه، ويفتيبآداب,, ويسحر سامعيهومن عجب يحب الصمت حينافيمنع علمه من عاشقيهمجلس التعاونكذلك كان لي شرف المشاركة في اللجنة التي وضعت نظام مجلس التعاون الخليجي وفي هذا الخصوص بعث لي معالي الوزير الصديق نفسه مداعباً بثلاثة أبيات شعرية أخرى ذكرني فيها كذلك بنظام الحكم الأساسي :تكتكت يا صاح نظام الخليجفجاء مدروساً بشكل بهيجفيا أبا الدستور أبدعت فيمزج القوانين بديع المزيججيفرسون انت فلا غرواناصبحت ذا اسم كنفح الأريجمن هو؟* أبا عبدالعزيز من هو الوزير الشاعر الذي كتب الأبيات؟أرغب عدم الكشف عن اسمه.كيف؟* كيف ترى نظام مجلس التعاون الذي شاركت في اعداده اليوم؟نظام منسجم مع حقائق الأوضاع المعاصرة في منطقة الخليج.تأخير* أليس النظام مسؤولاً عن بعض التأخير في القرارات مثل اشتراط الاجماع ؟أبداً,, النظام ليس مسؤولاً,, وقاعدة الاجتماع هي سر وجود المجلس واستمراره، وهذه القاعدة محورية من الناحية القانونية لمبدأ السيادة وقاعدة الاجماع في تعبير متكافئ، تماثل قانون النقض المعروف في المنظمة الأممية, على أية حال أنا أعد الآن مقالة قصيرة من حلقتين بعنوان تأملات قانونية في مبدأ السيادة ولم أقرر بعد عما اذا كنت سأنشرها في جريدة اليوم أو جريدة الجزيرة .كما كنت* لو عدت كما كنت في يوم تعيينك عام 1395ه هل ستتغير أمور في حياتك؟حتى أكون أمينا معك في اجابتي أقول نعم، نعم, هناك أمور وأمور, هناك أمور أديتها وأتمنى الآن لو لم أقم بأدائها، وهناك أمور أهملتها وأتمنى الآن لو قمت بأدائها, وهناك رجال ظننت أنهم أصدقاء وتبين لي العكس، وهناك من قاطعتهم وتبين لي أنني على خطأ بالنسبة لهم, والانسان معرض للخطأ والصواب وخاضع أحيانا لتأثيرات الهوى الجامح, وكلما تبين لي أنني على خطأ أسارع بقدر ما أستطيع الى تصحيحه.مَن* أستاذ الجامعة أو الوزير أيهما أنت؟أستاذ الجامعة, والظروف التي كنت فيها في عام 1395ه تختلف عن الظروف التي أنا فيها الآن, وهذا لا يعني أنني لم أكن مرتاحا حينما عينت وزيرا, على العكس كان لي خلال الاحدى والعشرين سنة الماضية شرف الخدمة العامة, أما الآن فأنا أحاول اللحاق بما فاتني من ركب كأستاذ جامعة .مؤلفات* كيف,,؟صدر لي كتاب بعنوان كانت أشبه بالجامعة في عام 1419ه، وصدر لي كتاب آخر بعنوان هزار الأحساء وبلبلها الغريد في هذا العام عام 1420ه ، وسيصدر لي كتاب جديد بعنوان بترول الشرق الأوسط: قانون الثروة الناضبة في عام 1421ه ان شاء الله, والبقية، ان شاء الله في الطريق.و,د أم د, ع* يركض الداليون خلف وهج المناصب الرسمية,, دون ان يلتفتوا الى أبحاثهم ومعاملهم وطلابهم، أيهما نحتاج أكثر: وزراء بدرجة الدكتوراة، أم دكاترة بدرجة علماء,,؟هذا توجه خاطىء, لماذا يركضون؟ على أي حال اليك ما يلي: كنت استاذ جامعة وعميد كلية، والظروف التي كنت فيها في عام 1395ه، كما ذكرت سابقا، تختلف عن الظروف الآن، وأنا مع زملاء لي بالجامعة دخلنا الوزارة آنذاك لأن هناك حاجة ماسة الى ذلك، وسمت مجلة أمريكية لعلها مجلة TIME الوزارة التي كنت فيها بوزارة الدكاترة , كانت هناك ندوة في المؤهلين في عام 1395ه، أما الآن فتوجد وفرة في المؤهلين, نحن في حاجة لا الى وزراء بدرجة الدكتوراة ، ولا الى دكاترة بدرجة علماء .مسميات* أبا عبدالعزيز لماذا,,؟المسميات لا تكفي, نحن بحاجة للمواطن المنتج الذي يحتاج الياباني في قريته اليابانية إلى إنتاجه، وكذلك المواطن الأمريكي الذي يعيش في كوخ مغطى بالثلوج في أصقاع ولاية ألاسكا , هذا المواطن المنتج جدير ان يكون وزيرا لأن ولي الأمر سيرحب به، بل وسيمكنه، وجدير أن يكون هذا المواطن المنتج كذلك عالما لأن المواطن الياباني أو الأمريكي سيسعى للحصول على انتاجه.أحاديثوما دام الشيء بالشيء يذكر أود أن أشير الى أحاديث خاصة حول بعض الأمور العامة بيني وبين معالي الأخ الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ وزير التعليم العالي السابق يرحمه الله في بدايات عام 1407ه في أروقة مجلس الوزراء وخارجه، ومن هذه الأمور ما احتوى عليه سؤالك, وفاجأني معاليه بما يخص موضوع سؤالك مدبجا في مقالة نشرها في المجلة العربية , يقول في مقالته : من الظواهر المؤدية للقلق في الكثير من الدول النامية ظاهرة إهمال الطبقة المتخصصة في مجال تخصصها، وانشغالها بغيره، ومهما كانت مبررات هذا التصرف أو دوافعه، فهو يؤدي فيما يؤديه الى اعاقة الأمم عن الوصول الى أهدافها، وايجاد الكثير من الارباك لما تخططه من طموحات وبرامج، لأن المتعين على كل متخصص ان يتعمق فيما يتعلق بعمله، وينمي ما حصل عليه بالممارسة الواعية، ومتابعة التطورات التي تفرضها الانطلاقة التي لا تقف لمسيرة البحث العلمي حتى يتمكن من نقل خبراته واستخدامها فيما يعود بالخير على وطنه، والنهوض بمجتمعه, أما ان يهمل تخصصه، ويشغل بغيره نفسه، فهو الضياع,, وهي الكارثة التي تحفر بصماتها الباهتة على مسيرة الأمم، وتباعد بينها وبين الوصول الى ما تهدف اليه وتريده، والمدهش في هذا الجنوح ان أصحابه يفقدون مع الأيام صلتهم بما علموا,, وبما هم مطالبون به، ثم هم أبعد الناس عن الابداع فيما دفعوا بأنفسهم اليه, ومن ثم يطرح معاليه السؤال التالي: والسؤال الذي يبرز من هذه المعاناة التي تعيشها الكثير من المجتمعات المعاصرة,, هل من حق مواطن أريد منه التعمق في أحد فروع المعرفة، التحول عما هو موجه اليه والانشغال عنه بغيره,,؟متابعة* واضح انك متابع لكتابات الشيخ حسن,,؟كلمات معاليه يرحمه الله هادفة وصادرة من القلب، ولي بعض العتب على الأخ الصديق الأديب حمد القاضي رئيس تحرير المجلة العربية لتأخره كثيرا في نشر مقالات معالي الشيخ حسن في كتاب لتعم الفائدة منها.برنامج* كنت أحد المشاركين ببرنامج دراسات الأنظمة في معهد الادارة ,, هل حقق البرنامج ما توقعته منه حين درست أول دفعاته,,؟لقد درست أولى دفعات هذا البرنامج, ومن ثم انقطعت علاقتي به لأنه كان لي موقف من هذا البرنامج يتعلق باسلوب ادارته، واختيار منسوبيه، وبالغرض منه.موقف* ماهو موقفك من برنامج الأنظمة؟ وعلام كان الخلاف؟سوف تقرأ، ان شاء الله، عنه في كتابي حياة في كلية التجارة .قانون* ماهي رؤيتك لبرنامج القانون يسمونه الأنظمة بكلية العلوم الادارية؟شاركت في وضع برنامج القانون حينما كنت عميدا لكلية التجارة, ولولا دعم وحكمة كل من صاحب السمو الأمير مساعد بن عبدالرحمن وزير المالية الأسبق يرحمه الله ومعالي فضيلة الشيخ الجليل محمد بن ابراهيم بن جبير رئيس مجلس الشورى حاليا لما أنشىء هذا البرنامج, وبدأ برنامج القانون في الفترة التي تركت فيها الكلية وزيرا وعضوا بمجلس الوزراء, لذا يصعب علي وقتها وكذلك الآن الحكم على هذا البرنامج.كلمات,,!* بمناسبة الأنظمة والقانون ,, لماذا يرهقنا التلاعب بالكلمات؟وأنا معك في تساؤلك, اذ رغم البحث والتأمل لم تتبين لي الحكمة من هذه التفرقة, ولم أتمكن رغم البحث الجاد من التعرف على اسم مبتدعها في بلادنا, والقرآن الكريم هو قانون الله في أرضه للانس والجن, وتسمع أنت كما أسمع انا ما يقوله ولاة الأمر أو على ألسنتهم في المنتديات الدينية والسياسية بأن دستورنا هو القرآن الكريم , لذا انا أطرح عليك السؤال نفسه في صيغة أخرى وهو: ماهو الفرق بين الدستور و القانون ؟ ولكي أسهل الاجابة عليك اعلم حفظك الله ان جهابذة القانون يعتبرون الدستور أبا القوانين , لماذا لا تسمى الأشياء بأسمائها,؟عودة* ألم تفكر بالعودة الى مقعدك أو قاعتك بكلية العلوم الادارية التي تحتاج الى أمثالك، خصوصا مع تزايد خريجي الشهادات لا الأساتذة ؟هذا موضوع الحديث فيه وحوله يطول, وسبق ان اقترحت على كل من الزميل الأخ الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري معالي وزير التعليم العالي حينما التقيت به في رحاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في 19/2/1418ه والأخ الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد الفيصل مدير جامعة الملك سعود حينما التقيت به في مناسبة بقصر الحكم بالرياض ادراج أسماء من درسوا بكلية التجارة من وزراء سابقين وحاليين وكذلك من كان لهم شأن في الحياة العامة ممن درسوا بالكلية تحت مسمى أساتذة شرف بدليل الكلية.دعم* والهدف,,؟في هذا الاقتراح دعم معنوي لمكانة الكلية العلمية على مر الزمن حتى بالنسبة لمن يفكر بالدخول فيها من الأجيال الصاعدة، واقامة نوع من الرابطة العلمية بين من تركوا الكلية وكان لهم شرف التدريس فيها اذ لعل البعض منهم تحدثه نفسه في يوم ما بمعاودة التدريس فيها,, أو على الأقل القاء محاضرة بها, وهذا الاقتراح لا ينصرف الى كلية العلوم الادارية التي كم أتمنى لو أعيد مسماها القديم كلية التجارة بل ينصرف كذلك الى الكليات الاخرى بجامعة الملك سعود نفسها, بل وأكثر من ذلك أتمنى ان تتبنى الجامعات الأخرى الاقتراح نفسه.غيابولإتمام الفائدة أود أن أذكر لك أخي ابراهيم أن الأخ العزيز معالي الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الفدا أحد بناة جامعة الملك سعود ومديرها الأول كان بين الفينة والأخرى يلح علي أن أدرس بكليتي، وكنت أجيبه بأن الالتزام بالتدريس مهمة، وأنا في الوزارة، يصعب علي القيام بها ذلك ان من متطلبات هذه المهمة احترامي للطالب الذي يجلس في مقعده منتظرا استاذه وكنت أسأل نفسي لو تجاوبت مع رغبة معالي الدكتور الفدا آنذاك: ماهو شعور هذا الطالب لو غاب هذا الأستاذ عن المحاضرة حتى ولو كان وزيرا .* هل فكرت كذلك بفتح مكتب للمحاماة والاستشارات القانونية قبل أو أثناء الوزارة؟لا يسمح القانون، وأنا في الجامعة، وقبل دخولي الوزارة، وخلال الوزارة، ان يفتح الوزير مكتبا لحكمة في ذلك أرى انها صائبة.
الآن* وبعد الوزارة؟,.افتتحت الآن مكتبا تحت مسمى دارة الدكتور آل ملحم للتحكيم والاستشارات القانونية بمدينة الرياض, والدارة مختصة في الامور التي يرمز لها عنوانها.لقب* لماذا أضفت لقب الدكتور الى اسم دارتك ؟ ألا ترى أنه طويل؟ ويتناقض مع ما قلته عن الألقاب؟سؤالك يا أستاذ ابراهيم وجيه وفي محله, ولكن لو عرفت سبب اختيار هذا المسمى فستكون في جانبي مؤيدا, الضرورة فرضت علي اختيار المسمى بغرض التمييز, أنا انتمي الى أسرة تعد بالآلاف وأعرف على الأقل أكثر من مائتين 200 قريب باسم محمد آل ملحم ، منهم حملة دكتوراة وحملة ماجستير وموظفون كبار في وزارات وشركات ومنهم رجال اعمال وتجار ومزارعون, وهناك ممن يحملون الاسم الاول محمد ويعدون الآن للدكتوراة, أما حملة لقب الدكتوراة من الأسرة الذين اسمهم الأول غير محمد فهم من الكثرة بحيث يصعب علي تعدادهم, لهذا السبب اخترت الاسم محل الاستفسار كاسم للدارة ، وسجلته في وزارة التجارة كمسمى معترف به ومتمتعا بالحماية القانونية.صدق* هل المحاماة مربحة لمن هو صادق/ امين اذا لم يقبل أية قضية الا بعد ايمانه بعدالتها؟نعم المحاماة مربحة, والمحامي الصادق هو الذي يعتبر نفسه قاضيا مع نفسه أي مع ضميره وذلك قبل ان يكون مرتبطا للدفاع عن موكله, والمحامي باعتباره حالف قسم يجب ان يكون أمينا مع موكله, ومن مقتضيات هذه الأمانة ان يتأمل بتجرد قضية موكله ومن ثم يصدر الحكم لصالح موكله او ضده وذلك قبل ان يرفع قضيته للجهة المختصة، والقيد الوحيد على موكله هو ان يكون أمينا كذلك مع وكيله ، ومن مقتضيات هذه الأمانة ألا يخفي أية واقعة مهما كانت في نظره تافهة على وكيله تمشيا مع مقولة لفيلسوف يوناني حكيم واليونانيون رجال فلسفة وأدب أنبئني بالوقائع أخبرك بحكم القانون .توثيق* وماذا عن كتابة تجربتك الادارية خصوصا,, ألا تفكر بتوثيقها كما فعل ابن بلدك: غازي القصيبي ؟ومن قال إن كتاب حياة في الادارة موثق,,؟ وأنا أعدّ الآن كتابا تحت مسمى حياة في كلية التجارة ,,.لماذا؟* لماذا كتاب القصيبي غير موثق؟ ما رأيك فيه؟اجابتي السابقة تكفي, وهي اجابة جامعة شاملة مانعة, وانا على يقين ان الذين سيدركون معانيها هم من القلة.تاريخ* وماذا عن كتاباتك الاخرى، وقد قرأنا لك في تاريخ الأحساء الثقافي وتحديدا ما يختص بالمناحي العلمية والتي شهد الكثيرون على تميزها وتوثيقها ودقتها؟لعلك تقصد كتابي كانت أشبه الجامعة , والحمد لله، وكما يقال في الأمثال ألسنة الخلق أقلام الحق.محاضرة* محمد بن عبداللطيف آل ملحم أحد المفاوضين المعروفين خلال بعض القضايا الحدودية ونحوها,, ماهي مهارات المفاوض الجيد؟ ما الذي تتطلبه مثل هذه المهارات من مواصفات في شخص القائم بها,, بمعنى هل هي الشهادة والتأهيل أم الخبرة والتجربة والدراية,,؟ ومتى يكون التفاوض سريا ومتى يكون علنيا,,؟ هل المفاوض دبلوماسي دائما,,؟هذه أسئلة تحتاج الى محاضرة أو بحث في كلية حقوق أو في قسم القانون بكلية التجارة آسف، أعني كلية العلوم الادارية ,, ولكن اليك اجابتي وفي اختصار شديد,, التفاوض موهبة, واذا توفر لهذه الموهبة قدر من العلم والصبر وكذا فهم لمداخل ومخارج لغة التفاوض فالمفاوض حكيم, والتفاوض يكون سريا اذا كان الشأن المتفاوض من أجله يمس أو ربما يمس آخرين, ويكون علنيا اذا كان التفاوض حول شأن تنحصر أبعاده على طرفي التفاوض على نحو شامل ومطلق, أما دبلوماسية التفاوض فلا شأن لها بالقانون البتة، وتنحصر في الحالة التي يكون فيها المفاوض مخولا ان يساوم، والا فلا دبلوماسية ولا يحزنون.نجاح* وماهي أنجح قضية تفاوضية أدرتها أو شاركت فيها؟ان كل ما يتعلق بعملي بالوزارة ينطوي تحت سقف القسم ، ولهذا فالقسم يحول بيني وبين البوح به.فشل* وماهي القضية التي لم تنجح فيها,,؟ هل هي تحت القسم كذلك,,؟نعم كما في الاجابة السابقة.أجواء ونقاء* من يكتب التاريخ معالي الدكتور,,؟الرجل المعاصر الذي يملك الوثائق متنفسا في أجواء نقية حينما يكتب، وتتوفر فيه الحيدة، والبعد عن الهوى الجامح,.قراءات* ما الذي تقرؤه هذه الأيام؟حوار مع المالكي لابن منيع.خمسة* وماهي أبرز خمسة كتب أثرت في تكوينك الفكري,,؟هي:1 تفسير القرآن الكريم لابن كثير.2 كليلة ودمنة لابن المقفع.3 العواصم من القواصم لابن العربي.4 مبادىء القانون للأستاذ الدكتور عبدالفتاح عبدالباقي.5 النظام الدولي العام للكرامة الانسانية للأستاذ الدكتور مايرس سمث مكدوجل .ندم* ماهو الكتاب، الكتب التي ندمت على قراءتها,,؟ليس هناك كتاب بعينه قرأته وندمت على قراءته, الكتاب اذا كان موثقا أحرص على قراءته ولو على فترات, والكتاب غير الموثق لا أقتنيه حتى ولو أهدي لي، بل أضرب به عرض الحائط كما يقول المثل, أما الكتاب الجديد الجديد جدا في موضوعه فهذا أحرص على قراءته مرة ومرتين، ومن ثم احتفظ به لأعود اليه.غضب* متى تغضب؟اذا وجد سبب يدعو للغضب أغضب، فأنا انسان.نوم* كم ساعة تنام,,؟أنام حوالي ست أو سبع ساعات في الأحوال العادية, أما اذا كان هناك ما يشغل بالي، أو لو كنت أفكر في أمر ما، فانني أستعين بالقراءة حتى يداعب النوم أجفاني, والله اعلم متى يأتي النوم, وأنا لا استطيع النوم في السيارة أو الطيارة، واعتدت حينما أسافر ان آخذ معي من الكتب ما أبدد به الوقت.فضائيات* هل تشاهد الفضائيات,, وماهي أبرز محطة تستوقفك؟أنا من هواة الاستماع للراديو فقط.1/2* بصراحة,, هل تشاهد القناة الأولى والثانية,,؟فقط أخبار القناة الاولى,,؟إذاعة* هل تستمع الى الاذاعات السعودية؟نعم وبالأخص اذاعة الرياض.مركزية* ما رأيك في:* المركزية الادارية,,؟مهمة في البيئة الجاهلة وضارة في البيئة الواعية.تفويض* التفويض الاداري,,؟مهم في حالة الانسجام بين المفوّض والمفوَّض,,؟ ودعني أروي لك ما يلي:حينما تقلدت عمادة كلية التجارة عن طريق الانتخابات بالأغلبية في عام 1393ه وجدت ان عميد الكلية الأسبق يرحمه الله كان يفوض صلاحياته للوكيل في صفحات، وكان منها ان يقوم الوكيل بفض ظروف المعاملات التي ترد للكلية وتدبيسها، ومن ثم يسلمها للعميد دون قراءتها, ولأن وكيل الكلية في عهدي أستاذ الادارة العامة المتميز الأستاذ الوديع الدكتور اسامة عبدالرحمن عثمان فلقد فوضته كل صلاحيات الكلية في سطر واحد في رسالة بعثتها اليه على النحو التالي:أفوضك كل صلاحيات الكلية ما عدا ماهو من اختصاص العميد .حكايةوأتذكر ان ادارة الجامعة نقلت للكلية موظفا من كلية أخرى، وكان من اختصاص الوكيل بحكم الصلاحيات المناطة به ترتيب وضعه بالكلية, وكان هذا الموظف غير منتج، وكثير النوم، وشغل وقت الوكيل بكثرة طلباته ومن أهمها رغبته في الحصول على ترقية واجازات، بعث الوكيل لي ملفه وبه تعقيب منه مؤداه: انا مستعد لممارسة الصلاحيات التي خولتني بها ما عدا الصلاحية التي تتعلق بهذا الموظف فهي من اختصاص العميد وختم تعقيبه بالبيت التالي:ونائم يومه نوم ويقظتهنوم ويشكو من الارهاق والتعبفيتامين واو* الواسطة,,؟مهمة في رفع مظلمة أو خدمة مستحق لا يصل.رشوة* الرشوة؟جريمة شانها شأن جرائم المال الأخرى مثل خيانة الأمانة والاختلاس والنصب, وتشكل هذه الجرائم موضوعات قانون العقوبات الخاص, أن تزول الرشوة من الوجود من رابع المستحيلات كما يقول المثل العامي، ولكن مكافحتها من الأهمية بمكان وذلك للحفاظ على المال العام باعتباره من الضرورات الخمس المعروفة.مجاملة* ماذا عن المجاملة,,؟لها مفهومان, ولا أدري أيهما تقصد؟ كلا المفهومين اثنان كما تراهما هناك من المجاملة ما هو متعارف عليه بين أفراد المجتمع من استخدامها بغرض اشاعة الود وهي مظهر من مظاهر الاخلاق التي تقوي الصلة بين الناس, ولا بأس من ممارستها.القانونيةوللمجاملة في القانون الدولي مفهوم آخر وتعني قواعد سلوك وملاءمة ومراعاة ذات اهمية في الحياة القانونية الدولية، وتلعب المجاملة دورا أصيلا في تنمية واستقرار العلاقات التي تنشأ في النطاق الدولي، وهي على انواع وضروب شتى، وتوجد متناثرة في أكثر من موضوع من موضوعات القانون الدولي كالاعتراف بالدول والامتيازات والحصانات الشخصية للمبعوثين الدبلوماسيين والقنصليين وقواعد التحية البحرية، واعفاء المبعوثين الدبلوماسيين من دفع الضرائب والرسوم في الدول المعتمدين فيها.شلة* كيل تنظر الى الشللية الثقافية,,؟الشللية الثقافية نوع من التجمع المتقوقع المنطوي على نفسه بين أدعياء ثقافة يتفقون فيما بينهم سرا على احتكار الكتابة ويمنعون الغير من اختراق شلليتهم , وهم في سلوكياتهم يتمثلون فيما يبثونه من أفكار قول الشاعر:اذا قالت حذام فصدقوهافان القول ما قالت حذاموتمارس الشللية الثقافية على نطاق واسع في بعض وسائط الاعلام، وهي صورة من صور التخلف.حداثة وتقليد* ورؤيتك لمعارك الحداثة و التقليد ؟هذه المعارك ظاهرة صحية من شأنها صقل العقل وتفعيله، ومحاربة ظاهرة ليس في الامكان أحسن مما كان , وقد نشأت هذه الظاهرة منذ عقود لمحاربة الجمود في العمل الثقافي والفكري, وبدون شك لهذه المعارك ايجابيات وسلبيات, وهي عمل مفيد اذا تناولت الثابت والمتغير، فأكدت الثابت لانه يعبر عن أصالة الأمة ومقومات وجودها، وتناولت المتغير معيدة تقويمه لكي تنفض الامة عنها غبار الجمود والتخلف، وتعمل على مواكبة المستجدات في العصر الذي تعيشه.قناع* والبطالة المقنعة,,؟للبطالة المقنعة صور متعددة، ومن أبرز صورها كثرة الموظفين في الموقع الواحد مع قلة العمل، وهي في مجملها نوع من التخلف والمعوق الرئيس للنمو الاقتصادي والاجتماعي.عولمة* ما ذا عن العولمة ,,؟العولمة حلقة من مسلسل حلقات الغزو اليهودي والمسيحي لمواصلة الهيمنة على نحو كلي وشامل, وبدأت أول حلقة من المسلسل بعد بانتكاسة الحضارة الاسلامية في بدايات النصف الثاني من القرن الرابع الهجري والتي تم على اثرها وضع العقل العربي المسلم في قمقم لكي يستمتع باجازة الى حين, وتتابعت مسميات حلقات المسلسل من حروب صليبية ، واستعمار عسكري ، واستعمار ثقافي ، واستعمار تجاري وحرب باردة ، وحداثة ، واستقطاب كلي سمي بالنظام العالمي الجديد ، والذي تحول بين ليلة وضحاها الى ما يسمى فجأة بالعولمة باعتبارها الحلقة غير الاخيرة في الأيام المعاصرة, والغريب في الأمر ان العالم غير اليهودي المسيحي قد سارع ومن ضمنه بطبيعة الحال العالم العربي الاسلامي ممسكا بالقلم والحبر والقرطاس ليبحث في معنى هذا المصطلح, وانقسم كتاب هذا العالم على أنفسهم حول مصطلح العولمة ما بين منظر، ومحلل، ومؤرخ، ومتفلسف، ومتفرج، ومدافع، ومحذر، ومهدد، ومبشر، وخائف، ومتفائل، ومتشائم، هكذا كما لو كانوا امام اكتشاف جديد أو كانوا من هلعهم وكأن يوم القيامة آت غدا.ضياعوقدانتهت جهود هؤلاء الكتاب الى محصلة واحدة وهي تضييع الوقت والجهد والمال, هل جاءوا بالبديل لحلقة العولمة التي من الممكن ان تسمى بالاستعمار التقني الجديد ، أم كرسوا مفهوم الهيمنة المستمرة لمنتج هذا المسلسل.سعادة* هل أنت سعيد؟أنا ولله الحمد سعيد، بل ومرتاح البال, وأشعر بهذه السعادة اكثر في الصباح.تقاعد* ما رأيك بالتقاعد؟عبارة لم أفهم معناها, الانسان ينتقل من موقع الى موقع آخر, أنا الآن رئيس دارة الدكتور آل ملحم للنشر والتوزيع ، ورئيس دارة الدكتور آل ملحم للتحكيم والاستشارات القانونية ، ورجل اعمال ، وكاتب .تجار* لماذا يتجه كبار المسؤولين لفتح مكاتب أو شركات بعد تقاعدهم؟أعتقد ان هذه ظاهرة صحية، وتوجه سليم, كبار المسؤولين في الغرب وبالذات في الولايات المتحدة الأمريكية بعد تركهم لمناصبهم أو بعد ما تتركهم المناصب يعودون الى أماكنهم بالجامعات اذا كانوا أصلا من أساتذتها، او يعودون الى مكاتبهم الاستشارية، أو ينشئون مكاتب لأول مرة, والأسماء المعروفة كثيرة ومنهم الدكتور هنري كيسنجر،, والسيد جميس بيكر، والسيد جميس اكنز، والسيد يوجين راستو, وعندنا ما فعله، على سبيل المثال، معالي الاستاذ الشيخ محمد العلي أبا الخيل وزير المالية الأسبق حينما أنشأ مركز النشر الاقتصادي الذي كان نواته المجلة الاقتصادية السعودية وهي مجلة متخصصة أنيقة وكذا مكتب للاستشارات المالية هو عين الصواب, وكذا ما فعله معالي الاستاذ الشيخ احمد زكي يماني وزير البترول والثروة المعدنية الأسبق حينما انشأ مكتب لندن للاستشارات البترولية هذه، كما سبق ان ذكرت، مؤشرات ايجابية تزيل عن الاذهان المدلولات السلبية لمفهوم التقاعد.خصومات* ماذا عن خصامك مع أي من الوزراء على صفحات الجزيرة ؟ هل لنا في ذكرياتك عن بعضهم؟هذه ملفات مقفولة.عبادة* متى يتوظف جميع الخريجين بجدارة,,؟يتوظف الخريجون اذا اقتنعوا بان العمل عبادة في أي موقع لا سيما اذا كان يدر عليهم الرزق الحلال سواء أكان هذا الموقع في مرفق عام أو مرفق خاص.امتياز* ومتى يستحقون تقدير ممتاز,,؟سؤال غريب, من رابع المستحيلات ان يحصل الكل على هذا التقدير, التفاوت مطلوب حتى في التقدير، والا ستضطرب نواميس الكون، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: ورفعنا بعضكم فوق بعض درجات ليتخذ بعضكم بعضا سخريا .مخرجات* ماهي مشكلة مخرجات التعليم العام من حيث المستوى وكذا التعليم العالي,,؟المشكلة ليست مشكلة المستوى, المشكلة تزول اذا تجاوبت مخرجات التعليم العام وكذا العالي مع حاجة السوق في مرفقيه العام والخاص والا ستظل الحاجة للعمالة الوافدة ضرورية.تحديات* هل طلابنا على مستوى تحديات الألفية الثالثة,,؟نعم سيكونون، ان شاء الله كذلك وجوابي يعني طلاب العالم العربي الاسلامي ،, فيما لو أخذ في الاعتبار غربلة المناهج بغرض اخراج العقل العربي المسلم من القمقم ليرى النور من جديد، وجعل هذه المناهج تنطلق من فلسفة تعويد الطلاب منذ الصغر على طرح السؤال، وحث الطلاب في جميع مراحل الدراسة على طرح السؤال، وحثهم على طرح الاجابة أية اجابة في أجواء علمية تسخر فيها الأدوات اللازمة الحاثة على طرح السؤال.مقالوتعجبني مقالات وآراء طرحها في هذا الخصوص عالم الرياضيات الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن القويز في بعض المجلات يقول الدكتور القويز: هناك بلاشك ثوابت تحكم حياتنا وسلوكنا أساسها الدين والأخلاق, وهي التي تعطي للحياة معنى وهدفا, ولكننا نريد ان نقدمها بالشكل الصحيح وبالاسلوب المناسب, وهناك، من ناحية أخرى، رغبة في مواكبة ركب الحضارة الانسانية وقطف ثمارها، لاسيما مبتكراتها التقنية, فنحن على سبيل المثال نريد ان نقود السيارة، وان نسافر بالطائرة، وان نتخاطب بالهاتف الجوال او بالبريد الالكتروني، وان نتطبب في أحدث المراكز الطبية، وان نستعين بالحاسبات في تشغيل منشآتنا المدنية والعسكرية، وهذه كلها أمور لا يمكن شراؤها بالمال فقط، اذ تتطلب استثمارا في الاعداد العلمي لشبابنا من خلال المناهج الدراسية في المدارس والجامعات، ولا سيما مناهج الرياضيات والعلوم، والا بقينا في وضع تبعية دائمة,, ومع ذلك فالملاحظ ان نصيب الرياضيات والعلوم في التعليم العام في تراجع مستمر.خبرة* لاشك انك خلال الاحدى والعشرين سنة الماضية قد خالطت وتعاملت مع وزراء وشاركتهم هموم العمل، من هم الوزراء من غير الأمراء الذين استفدت من خبراتهم؟ وهل في امكانك وضع قائمة بأسماء البعض منهم؟أكن لكل اخواني الوزراء الذين زاملتهم طيلة الاحدى والعشرين سنة الماضية كل تقدير واحترام, ولو قررت وضع قائمة بأسماء بعضهم فسيكون معالي الأخ السياسي المخضرم محمد ابراهيم مسعود على رأس هذه القائمة, فهذا الرجل سياسي محنك ذو نظرة ثاقبة وحكيم مجرب استفدت كثيرا من آرائه من خلال احاديث جرت بيننا حول العمل وغيره, وكان اول لقاء به في اجتماع عمل في ليلة سهرنا فيها حتى مطلع الفجر في وزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة، وكان وقتها وكيلا لوزارة الخارجية وكنت وقتها عميدا لكلية التجارة , وشاء الله سبحانه وتعالى ان يتجدد ذلك اللقاء في الوزارة ويدوم طيلة الاحدى والعشرين سنة المشار اليها, ولا أزال على اتصال به، متعه الله بالصحة والعافية.يقظة* متى يستيقظ العالم العربي,,؟سؤال غريب؟ وهل هو نائم,,؟ أود ان أسألك أنت لتجيبني عما اذا كان لهذا العالم مساهمة مالية ومشاركة تقنية فيما يسمى بالقرية الكونية الصغيرة التي كونها الغرب.جواب* السؤال اجابة يا دكتور,,؟بالتأكيد.انترنت* ماهو موقعك المفضل على الانترنت ؟موقعي المفضل هو مع الكتاب.أنا* من أنت يا معالي الدكتور,,؟أنا طالب علم، وكل يوم يمر علي أجد أنه يثري فكري، ويوفر لي القناعة بأنني لم أحصل من العلم والخبرة الا على القليل.أخيرا* هل بقي شيء,,؟نعم, لم تسألني حتى الآن السؤال المهم,,؟ لذا دعني أسألك أنت عما اذا كانت الأمة العربية وهي قلب الأمة الاسلامية قد فهمت معنى كلمة اقرأ في سورة العلق, يقول الله سبحانه في كتابه الكريم: اقرأ باسم ربك الذي خلق, خلق الانسان من علق, اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الانسان ما لم يعلم , يبقى لحوارنا في واجهة ومواجهة حلاوة وطعم,, لو فهمنا معنى كلمة اقرأ كما أراد الله سبحانه وتعالى منا باعتبارنا مسلمين ان نفهمها, لو فهمنا معناها الكلي الشامل لكان لنا شأن في القرية الكونية مشاركين في تكوينها وفي تطويرها لا مجرد مستهلكين لها,, لكننا، وكما قيل عنا، أمة لا تقرأ ,, ولأننا كذلك، فأنت على حق لما سألتني سؤالك الخطير: متى يستيقظ العالم العربي,,؟* الشكر لك,, وانتظر المواجهة القادمة معك؟ولك,, وحين تشاء.


الناشر: جريدة الجزيرة

– العدد: 10047تاريخ

النشر: 01/04/2000م

الرابط للمصدر