معركة أدبية بين وزيرين

سبق أن أهداني الزميل الصديق “غازي القصيبي” ديوانه المسمى “أبيات غزل”. اطَّلعت على الديوان، وبعد قرائتي له أرسلت له “رسالةً أدبيةً” بصفةٍ شخصيةٍ إلاَّ أن الرسالة سُرِّبَتْ إلى جريدة “الجزيرة: نشرت الجزيرة في العدد رقم 1535 وتاريخ 28/6/1396هـ الموافق 26/6/1976م مقتطفات من الرسالة ببنوط عريضة قبل نشرها كاملة جاء فيها:
الجزيرة تتبنى أول معركة أدبية بين وزيرين سعوديين
الملحم ينتقد القصيبي ويقول عن ديوانه الأخير بأنه يحتوي على كلماتٍ غريبةٍ على لغة الضاد. لو كان عمر بن أبي ربيعة حيًا لحكم بإدانة كلمات الديوان..!! أتساءل لماذا تجمع في ديوانك بين النقيضين؟ ولماذا تبني باليد اليمنى وتهدم باليد الأخرى؟ هل تتذكركم كنا نتجادل حول ما يسمى بالشعر الحر وهو الشعر الذي حكم عليه محبو اللغة العربية يالإعدام؟ بقدر الإعجاب الذي أكنه “لأبيات غزل” بقدر الفتور الذي قابلت به “كلمات غزل”! أتمنى أن تقوم بتفريغ خيالك الواسع في أبيات عمودية تستطيع “يارا” أن تحفظها عن ظهر قلب. لماذا تفرض على الطفلة “يارا” أن تحمل كلامك في صحائف فترويه كلما كانت تلك الصحائف بين يديها، وتنساه في كل مرة تفقد فيه تلك الصحائف؟
رسالة أدبية:أخي غازيتحية طيبة وبعد:- لقد ورد في الأثر: لا شئ أسبق الى الاسماع وأوقع في القلوب وأبقى على الايام والليال من مثل سائر وشعر نادر موزون مقفى.ضم ديوانك “كلمات غزل” من بينها: هكذا قد خلقت، في المساء، الصيف. كما ضم نفس الديوان “أبيات غزل” من بينها: اضحكي، من قبل، مغرورة. في “كلمات غزل” معاني القليل منها مقبول. وفي “أبيات غزل” معاني معظمها رائع. والفرق واضح بين “الكلمات” و “الأبيات”. وتنم “الابيات” عن حب برئ، وحيوية متجددة، وخواطر فياضة.أحسن “أبيات غزل” في الديوان “مغرورة”. وهذه “الأبيات” سلسة اللفظ، جيدة السبك، متلائمة النسج، دالة في التصوير، غاية في المعنى. وتقرأ أبيات “مغرورة” كالتالي:
حَبِيبَتِي أَمِيرَةٌ فِي النِّسَاءِ …. تُومِضُ فِي نَاظِرِهَا الْكِبْرِيَاءجَادَ لَها الْحُسْنُ بِمَا تَشْتَهِي ….. وَأَعْطَتْ فِي دَهْرِهَا مَا تَشَاءيَقُولُ عَنْهَا النَّاسُ مَغْرُورَةً ….. وَيِلِي مِنَ النَّاسِ، مِنَ الأَغْبَيَاءمَا قيمَةُ الْحُسْنِ إِذَا لَمْ يَكُنْ ….. فَوْقَ حُدُودِ الْوَهْمِ، فَوْقَ الرَّجَاءوَهَلْ عَشِقْنَا الْبَدْرَ لَوْ أَنّـَهُ ….. خَرَّ إِلَى الأَرْضَ وَعَافَ السَّمَاء
وأردأ “كلمات غزل” في الديوان هي “الصيف” وهي كلماتٌ ليس فيها من الغزل شئ، كلُّها جمل مكررة، لا معنى لها، ولعلها وردت في الديوان من باب الخطأ، وتقرأ كلمات “الصيف” كالتالي:مر بنا الخريف والشتاءلم نحس بالخريف والشتاءكنا نعيش للربيعوعندما جاء الربيعمر علينا مسرعا ولم يقفلم يبق إلاَّ الصيففهل يضيع الصيفورحم الله “عمر بن أبي ربيعة”. كان أمير الغزل وشاعره ورائده. ويا ترى ماذا سيكون حكمه لو كان حيًّا بيننا ليقرأ ” أبيات غزل” وبالاخص “مغرورة”، و”كلمات غزل” وبالأخص “الصيف”. إني واثق أنه سيصدر حكم براءة على الأبيات وحكم إدانة على الكلمات.يحتوي ديوانك على “أبيات غزل ” تستحق أن يشاد بها، كما يحتوي ديوانك على “كلمات غزل” وهي كلمات، في الشكل الذي كتبت فيه، غريبة على لغة الضاد. وإنني لأتساءل لماذا تجمع في ديوانك بين النقيضين. بين السمين والغث، بين الجيد والردئ؟ لماذا تبني باليد اليمنى وتهدم باليد اليسرى!!هل تتذكَّر كم كنا نتجادل حول ما يسمى بالشعر الحر؟ وهو الشعر الذي حكم عليه محبو اللغة العربية بالاعدام. إانني أتمنى أن تقوم بتفريغ ما يزخر به خيالك الواسع في أبيات عمودية تستطيع (ابنتك) “يارا” أن تحفطها عن ظهر قلب فترددها حينما ترغب. لماذ تفرض على “يارا” أن تحمل بين يديها كلامك المرسل حينما ترى أن هناك ضرورة لروايته؟ أو حينما يطلب منها أن ترويه سواء في المدرسة أو في حديقة المنزل؟ لماذا تفرض عليها حمل كلامك في صحائف فترويه كلما كانت تلك الصحائف بين يديها، وتنساه في كل مرة تفقد فيها تلك الصحائف وتضيع منها.دع الفتاة الصغيرة تضم شعرك في قلبها، في ذاكرتها، (بدلا من) أن “تضمه بين يديها” كما تطلب منها في “اهداء” الديوان لها. دع “يارا” وهي طفلة وبعد أن تشب عن الطوق تروي شعرك من قلبها، من ذاكرتها! دعها تقول: “أبي أحب مرارًا ” “وقال شعرًا جميلا”.وفي الختام بودي الافادة انني تلقيت ببالغ السرور هديتك.، وبقدر الاعجاب الذي أكنه “لأبيات غزل” بقدر الفتور الذي قابلت به “كلمات غزل” وإلى ديوان جديد كله أبيات.ولكم تحياتي.أخوكمد. محمد عبد اللطيف الملحم
وعلَّقت “الجزيرة” على الرسالة بقولها:قراء الجزيرة سيطالبون بالتأكيد بوجهة نظر الدكتور القصيبي في هذا الكلام لأن الرسالة بعد نشرها لم تعد خاصةً، ولم تعد أفكارها ملكًا للوزيرين فقط ..!وبالفعل رد القصبيبي على الملحم برسالة: ونشرت الجزيرة في العدد رقم 1536 بتاريخ 29/6/1396هـ 27/6/1976م مقتطفات من الرسالة ببنوط عريضة قبل نشرها كاملة جاء فيها:أعتقد أن الشاعر متى رضي أن ينشر على الناس شعره لم يجز له أن يجزع إن قوبل شعره باستهجان واستنكار. عزائي في بعض مقطوعات الديوان أن قارئا مَّا في مكان مَّا سيعجب بها. سلام على الجزيرة التي تحاول عبثا أن تجعل من هذه المحاورة معركة مجلجلة ..! سهولة الحفظ لا يجب أن تكون المعيار الوحيد للشعر الحر..!! وفي تراثنا الشعري قصائد لا تستحق أن نطلق عليها كلمة شعر رغم استقامة أوزانها ووحدة قوافيها ..وقبل نشر الرسالة أوردت جريدة الجزيرة الملاحظات التالية:.. على عجل كتب معالي الدكتور الشاعر غازي القصيبي تعقيبه على زميله معالي الدكتور محمد الملحم، وفي التعقيب تلمس الروح الشفافة للفنان القصيبي من خلال الكلمات التي انتقاها لتكون ردًا ساخرًا وتقييمًا موضوعيًا لما كتبه أمس زميله الدكتور الملحم .. !!.. وكما كان حوار الملحم جادًا وصريحًا وموضوعيًا فقد حاول القصيبي بموضوعه أن يداعبه ويعطي نوعًا من الإعتدال في موقفه من نوعي الشعر خلاف الراي المتطرف الذي اتسم به موقف الدكتور الملحم من الشعر الحر !!.. لقد أردنا عبثُا كما يحلو للقصيبي أن نوفر للناس معركةً مجلجلة، ونعتقد في “الجزيرة” أننا قد نجحنا واستطعنا رغم كل مشاغل الوزيرين أن نقدمم بقليمهما معركة أدبية لن تنسى ..!!
رسالة الدكتور غازي:أخي الدكتور محمد: أشكرك أجزل الشكر على رسالتك المتضمنة رأيك في “أبيات غزل”، أشكرك على ما تضمنته الرسالة من اطراء، وأشكرك – أكثر- على ما تضمنته من نقد. ذلك أنني أؤمن أن الاطراء نادرًا ما ينفع، أن نفع على الاطلاق، وأؤمن أن النقد، نادرًا ما يضر، إن ضر على الاطلاق.وبعد هذا كله فإنني أعتقد أن الشاعر متى ما رضي أن ينشر على الناس شعره لم يجز له أن يجزع إن قوبل شعره باستهجان أو استنكار فقد اختار- طائعًا- أن يعرض بضاعته على الناس: يعجب بها البعض ولا يعجب بها آخرون: سنة الحياة منذ أن كانت الحياة.وإذا كان البعض يرى أن من الممكن أن يتحول نقد الشعر إلى عملية موضوعية دقيقة فإنني أرى أنه عملية عفوية انطباعية يبقى الحكم الأول والأخير فيها للذوق: إن أجمعت الأذواق على أن شاعرًا مَّا شاعر جيد كان له نصيب من الخلود وإن أجمعت على أنه سيء لقي ما يستحقه من إهمال ما لم تتداركه أذواق جديدة في جيل جديد فترفعه إلى مصاف النابهين. إن رأيك في الشعر الحر معروف ورأيي فيه أيضا معروف. إن جاز لي أن ألخصه هنا قلت أن الشعر شعر يستوي المقفى والحر والعبرة بالنوعية ولا أظنك تختلف معي في أن في تراثنا الشعري “أطنانًا” من القصائد لا تستحق أن نطلق عليها كلمة شعر رغم استقامة أوزانها ووحدة قوافيها. ولا أظنك تختلف معي أن سهولة الحفظ لا يجب أن تكون المعيار الوحيد للشعر الجيد.إن في هذا الديوان الصغير حوالى خمسين مقطوعة: رضيت منها بعضها ولم ترض عن البعض الآخر. وقد تفضل آخرون فأخبروني أنهم اعجبوا بقسم منها ولم يعجبهم القسم الآخر. ولم تكن الآراء متفقة فقد أعجب البعض ما لم يعجب الآخرين. حسب هذا الديوان الصغير اذن أن أمتع بعض القراء ببعض مقطوعاته: أما المقطوعات الأخرى فلعل عزاءها أن قارئا مَّا في مكان ما سيعجب بها. ولعل عزاءها ـ إن لم يحدث ذلك ـ أنها نفست عن قائلها بعض ما يعتلج في صدره يوم قالها.سلام عليك، وعلى كل عشاق الشعر، من كل نوع! وسلام على الجزيرة التي تحاول ـ عبثًا ـ أن تجعل من هذه المحاورة معركة مجلجلة!
أخوك غازي القصيبي
ولقد أثارت هذه المعركة شجون الأخ الصديق أبوعبدالرحمن بن عقيل الظاهري حيث انبرى بقلمه معلقًا في جريدة الجزيرة العدد 1539 وتاريخ 3/8/1396هـ الموافق 30 يونية 1976م تحت عنوان: هوامش صحفية. قال:
لقد انبريتُ لديوان: “أبيات غزل” للدكتورغازي القصيبي، ولمسته لمسًا غير رفيق كرد فعلٍ لمجاملات الأدباء في بلادي.وعلَّلت مجاملاتهم بأربعة أمور! وتنكرتُ لعواطفي الجياشة نحو معالي الدكتور حرصًا على تحكيم القيم الجمالية، والقواعد النقدية!وفرحتُ بنقد الدكتور محمد الملحم لناحيةٍ واحدةٍ وهي أنه لا مجاملة فيه! ولكن أحكامه النقدية لا تتفق مع المسلم به من مقاييس الجمال والنقد! ومن هذه الزاوية انطلق القلم الظَّاهري لمناقضة الوزيرين.يرى الملحم أن أحلى قصائد الديوان “مغرورة” وهي جيدة بلا ريب. ولكن أحلى قصيدة في الديوان قوله:
طَوَيْتُ بِصَدْرِيَ عِبْءَ الْوُجُودِ ….. فَيُوشِكُ خَطْوِيَ أَنْ يَعْثُرَاكَأَنِّيَ خُلِقْتُ لِمَسْحِ الدُّمُوعِ ….. وَجِئْتُ لأَحْمِلَ هَمَّ الُوَرَىأَحِسُّ بِأَنَّ ابْتِسَامِي حَرَامْ ….. إِذَا مَا الْتَقَيْتُ بِدَمْعٍ جَرَىوَإِنْ سَهَرَتْ مُقْلَـةٌ فِي الظَّلاَمِ ….. رَأَيْتُ الْمُـرُوءَةَ أَنْ أَسْهَـرَا
لقوة بنائها الفني، وصدق عاطفتها. ويقول الكتور (الملحم) في حكم آخر: “سلسة اللفظ، جيدة السبك، متلائمة النسج، دقة في التصوير، غاية في المعنى!” قال أبو عبد الرحمن: هذا الكلام من الأحكام المهجورة اليوم في معيار النقد الحديث كقولهم:”تجري كالماء رقة!!” لا تدل عن تشخيص معيار أو استلماح ذوق. وقد سخر الدكاترة زكي بهذه الاساليب في كتابه: الموازنة بين الشعراء.وأمَّا قصيدة الصيف فأجزم أن الدكتور غازي لو جمع مختارات من شعره: سيستبعدها .. فليست تنقصه حاسة الذوق وهو أديب غض الثقافة مطبوع الاحساس!. وعمر بن أبي ربيعة- عفا الله عنه- ليس بيننا، ولا ينسب لساكت قول! ولو كان حيًّا لما كان قوله حكما في حضارتنا وأدبنا إلاَّ على مذهب من يقول: ما ترك الأول للآخر شيئا!والواقع: أن الاول كأنه لم يقل شيئا لكثرة ما ترك!! وإلى الآن ـ يا معالي الدكتور الملحم ـ فلسنا ندري ماذا تريد أن يقول عمر! ومرة ثالثة: فأهل اللغة لم يحكموا على الشعر الحر بالإعدام، وإنما حكموا على الكلفة واللحن سواء أكان ذلك في شعر حر أم في شعر عمودي! وأحكام الشعر الحر لا تستمد من أهل اللغة .. وإنما تستمد من معايير الجمال التي تلتقي فيها الفنون الجميلة من شعر وتصوير وموسيقى ورقص..ألخ. والشعر الحر موزون مقفى ولكن بصورة أخرى ولعل الدكتور لم يفرق بين الشعر الحر وبين الشعر المرسل.إن الشعر الحر ـ وهو شعر التفعيلة ـ يقاس بسلالم الموسيقى وأبعادها! وهو يكمل ما يعجز عنه الشعر العمودي .. والعكس أيضا صحيح. فهما توأمان. ولقد تكفَّلت ببيان الأوهام حول الشعر الحر ببحث لي ألقِي في مؤتمر الأدباء وطبعته جامعة الملك عبد العزيز.المخلصأبوعبدالرحمن بن عقيل الظاهريسيرة شعريةد. غازي عبد الرحمن القصيبي1408 هـ- 1988 ممطبوعات تهامة
ولقد كان مسك الختام في هذه المعركة الأدبية إعتراف غازي بخطئه في نشر ديوان “أبيات غزل”. يقول الصديق غازي في كتابه “سيرة شعرية”، الطبعة الثانية لعام 1408هـ الموافق 1988م صفحات 91 ـ 96 ما يلي: في سنة (1976م ـ (1396هـ طبعتُ ديوان أبيات غزل. ولا بد لي من أن أعترف اعترافًا واضحًا أنني ارتكبتُ خطأً كبيرًا بطباعة هذا الديوان، وأن أقول أني لو استقبلتُ من أمري ما استدبرت لما طبعته على الاطلاق.لقد كانت الفكرة التي دفعتني إلى طبع الديوان معقولةً ومنطقيةً، في رأي على الأقل. لقد رأيت أن يضم الديوان نوعين من القطع: المقطوعات القصيرة التي لا يمكن تصنيفها كقصائد والتي لم أتمكن لذلك من نشرها في الدواوين السابقة، ومقتطفات قصيرة من قصائد أطول لم تنشر من قبل إمَّا لأن القصيدة الكاملة غير صالحة للنشر أو غير قابلة للنشر، وهذا هو الجزء الأكبر من الديوان. ولقد حرصتُ على تسمية المجموعة أبيات غزل ليكون العنوان بمثابة انذار للقارئ بأنه لن يعثر على قصائد متكاملة بل مجرد أبيات متناثرة. وكان في ظني أن القارئ سيقبل على قراءة المجموعة وهو مدرك كل الادراك ما يحتويه وبدون توقعات كبيرة.كانت هذه هي النظرية. غير أن الأمور لم تجر على هذا النحو في الواقع. من ناحية، أدى اختيار قطع صغيرة من قصائد إلى الاخلال بالوحدة العضوية للقصيدة. وإذا كنت لم أتبين ذلك، باعتباري أعرف الأصل الكامل، فإن القارئ الذي لم يقرأ سوى أبيات ثلاثة أو أربعة لم يستطع أن يتبين المقصود من القطعة. من ناحية ثانية، أدَّى الجمع بين قطع كُتبَت في فترات زمنية مختلفة إلى وجود تباين واضح في المستوى لاحظه القراء. ومن ناحية ثالثة، جاء “أبيات غزل” بعد “معركة بلا راية” فتوقع القُراء ديوانًا ذا مستوى مماثل أو مقارب . وغني عن الذكر أن خيبة أملهم كانت كبيرة وهم يرون قطعا صغيرة لا يربط بينها رابط ولا توجد منها قطعة واحدة يمكن أن تسمى قصيدة.وعندما أمعن النظر في الأمر اليوم أجد أنني كنت على خطأ بين وكان القُراء على حق واضح … هناك كلمة أخيرة. لقد كان أبيات غزل أولَّ ديوان أنشره بعد تكليفي بأعباء الوزارة. والمفترض في الناس، أو معظمهم أو بعضهم، أن يجاملوا، على نحو أو آخر، من يتولى مثل هذا المنصب. والكتَََََََََاب بشرٌ يسري عليهم ما يسري على الآخرين. كان المفروض، إن أن تكون الكتابات التي عالجت أبيات غزل مليئة بالمجاملة متضمنة الكثير من التقريظ. غير أنني أشهد شهادةً مخلصةً أن كل من تناولوا الديوان بالبحث، بدون أي استثناء تقريبًا، قالوا آراءهم صريحة دون مواربة. إن أحدًا من الذين كتبوا عن الديوان لم يزعم أنه عظيم أو رائع. ولئن كنتُ قد أخطأت في نشر الكتاب فالقرَّاء والنقاد لم يخطئوا في تحليله. وأحمد الله أن كلمة الحق تقال، ولو كانت على حسابي.


الناشر: جريدة الجزيرة

تاريخ النشر: 26/06/1976م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.