حوار حول الشعر الحر (4): الدكتور الملحم ناقدا أدبيا

عميد كلية التجارة الدكتور الملحم، يصر دائمًا على مهاجمة الشعر الحديث.. وهذا من حقه ـ بطبيعة الحال ـ لأن صراع القديم والجديد ليس مستحدثًا على الأدب العربي منه والعالمي. ولكن الذي ليس من حقه هو أ يهاجمه لأ جديد فقط.الدكتور كتب مقالاً في الزميلة “اليمامة” فهم منه القارئ أنه قد ذهب من كلية “التجارة” إلى كلية “الآداب” ليلقي هناك محاضرةً، وأن الدكتور يكره الشعر الحديث. ولو اكتفي الدكتور بهذا لقلنا أن سعادته ساهم في توفير الورق وأدوات الطباعة الأخرى.. لكنه طلب مطلبًا غريبًا.. أن يعطى ديوانان من الشعر الحديث حيث سيدرسهما ويكتب عنهما دراسة نقدية (عندما يتوفر لديه الوقت).. عجيب!!!هل يعني هذ أن الدكتور لم يقرأ بعد أي نموذج من الشعر الحديث؟ وإذا كان قد قرأ فهل يعنى هذا أن النماذج التي اختارها الدكتور لم تشبع نهمه في البحث (العلمي) الذي هو رائده؟يخيل إليَّ أن الإجابة مختلفة عن مضمون هذين السؤالين، وتتركز في أن هناك اختلافًا في مفهومه للشعر الحديث عن المفهوم الذي يعرفه الذين يمارسون كتابة هذا الشعر كتابةً جيدةً. وإذا كان الدكتور يطلب ديوانين من الشعر الحديث ليدرسهما فانني مستعدٌ لإهدائه أيضًا عشرة دواوين من الشعر التقليدي ليقول لنا رأيه فيها.في اعتقادي أن الشعر الجيد يظل كذلك مهما كان الاطار الذي وضع فيه، وأن الشعر التافه يظل كذلك حتى لو كان عموديًا من النوع الذي يفضله الدكتور ـ ومعارضًا لامرئ القيس نفسه.هل يريدني الدكتور أن أستشهد له بنماذج من الأمسية الشعرية التي نظمتها الجامعة أخيرًا أم يكتفي هو بإعادة النظر في موقفه على ضوء دراسة جادة مستوحاة من دراساته وروح البحث العلمي التي يعلمها لطلابه في “الآداب” و”التجارة”.


الناشر: جريدة الجزيرة

– العدد:857

تاريخ النشر: 26/2/1394 هـ
الدكتور الملحم ناقدا أدبيا..! تعليق منشور في آفاق أدبية بجريدة الجزيرة، العدد رقم 857، 26/2/1394 هـ بقلم إسماعيل كتكت.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.