السكرتير العام السويدي ورئيس البنك المركزي السويدي في ضيافة الدكتور محمد الملحم

 

الناشر: جريدة الإقتصادية

– العدد:5613تاريخ

النشر: 22/2/2009 م

الرابط: http://www.aleqt.com/2009/02/22/article_198380.html

رئيس “المركزي السويدي” يقلب أفكاره عن الأزمة العالمية على ظهور الإبل في رماح
جوهان جورنانديت ود. محمد الهوشان ود. سعد بن غنيم في المخيم.رامي العتيبي من رماحلو غافلت أي محافظ بنك مركزي حول العالم هذه الأيام وسألته فيم يفكر، فلن يتردد وستدور إجابته في فلك الأزمة المالية العالمية بالقطع، بالنظر إلى ما تشكله من هاجس ليس على أذهان المسؤولين بل على عامة سكان المعمورة.
لكن يبدو أن رئيس البنك المركزي السويدي وجد في صحراء رماح بيئة مناسبة لتقليب أفكاره في الأزمة بعيدا عن مؤشرات البورصات وخسائر البنوك الإسكندنافية.

الضيفان يتحدثان مع الدكتور محمد آل ملحم وزير الدولة عضو مجلس الوزراء سابقا.
الخميس الماضي، اصطحب الدكتور محمد بن عبد اللطيف آل ملحم وزير الدولة عضو مجلس الوزراء سابقاً، جوهان جيرناندت رئيس مجلس معهد التحكيم السويدي ورئيس مجلس البنك المركزي السويدي، وأولف فرانك السكرتير العام لمعهد التحكيم السويدي، في رحلة برية لزيارة مخيم الشيخ سعد بن غنيم رئيس فرع التحكيم التجاري لمنطقة الخليج في الرياض، حيث يقع المخيم في منطقة رماح (180 كيلومترا شمال شرق الرياض).
لم يكن وجود جيرناندت ورئيس مجلس البنك المركزي السويدي، وأولف فرانك واطلاعهما عن قرب على شكل الحياة القديمة في المملكة المرتبطة بالإبل والصحراء والغذاء المختلف عادياً بالنسبة لمن عاش جل حياته في المنطقة الإسكندنافية التي يغطيها الثلج 11 شهراً في العام، وبدرجات حرارة 25 تحت الصفر في معظم أيام السنة، فإحساسهما بدفء الشمس والمنظر الربيعي الخلاب خلق جواً من المتعة لدى المحكمين الدوليين أثناء لقائهما مع عدد من المحكمين والقضاة والمحامين السعوديين.
انطلقنا يوم الخميس صباحاً من الرياض باتجاه منطقة رماح، وما إن وطئت إحدى السيارات أرض الرمال في رماح حتى غاصت الإطارات، الأمر الذي دفعنا للتوقف لدفع العربة، وقد أصرا على المشاركة في الدفع نظراً لخبرتهما الواسعة في ذات المجال ولكن مع التكتلات الثلجية التي تغطي شوارع بلادهم معظم شهور العام “حسب ما ذكرا”، فوصلنا إلى المخيم الربيعي قبيل صلاة الظهر، ومن ثم بدأت مجريات الرحلة التي تفاوتت بين التراجيديا تارة، والكوميديا تارة أخرى.

جوهان جورنانديت و أولف فرانك السكرتير العام لمعهد استكهولم للتحكيم.
أصر جوهان جيرناندت رئيس مجلس معهد التحكيم السويدي ورئيس مجلس البنك المركزي السويدي على أن يركب على ظهر الذلول، كونه يرى الأمر مجرد مغامرةً تستحق عناء خوضها، وما إن ركب على ظهر الذلول حتى هرب بالضيف ذي الحجم الاقتصادي الثقيل إلى مسافات وصلت إلى عدة كيلومترات، حتى أن الحضور عجزوا عن إيقافه نظراً لسرعته العالية، وبدأنا نرقب الموقف التراجيدي خوفاً عليه من السقوط، ولكن فوجئنا جميعاً بأن لديه قدرة عالية على التشبث بالحبل وعنق الذلول محاولاً تهدئته، وما هي إلا دقائق معدودة حتى هدأ الجمل الهائج واضطر للوقوف، لعلمه أن الضيف أقوى منه، ولا سيما وأن دولته تعول عليه الشيء الكثير في إدارة دفة اقتصادهم الذي ما زال بعيداً عن آثار الأزمة العالمية. وبسؤالنا له عن كيفية تهدئته الجمل، ضحك وقال إنه شغوف بركوب الخيل منذ صغره، والأمر لم يختلف كثيراً عن ركوب الجمل وغن طالت المسافة عن الأرض.
عاد الضيفان إلى المجلس والضحكة تملأ محياهما، حيث إن رفيقه بدأ بمساومته بإخبار الزملاء في السويد عن القصة التي لن ينساها جوهان ما حيي، وبعدها جلس الضيفان على مائدة غداء دسم مع نخبة من المثقفين والمفكرين السعوديين، تخللتها أحاديث عن الفروقات الثقافية بين الأوروبيين والعرب من ناحية الأكل والعادات الأخرى. وانقضت فترة العصر في التجول في البراري الربيعية والصيد، ومن ثم حلب الإبل لشرب حليبها، ومن ثم أتت فترة المغرب، وأسعرت النار، وجلس الجميع في حلقة واحدة يتحدثون عن قضايا التحكيم والمشكلات التي تواجه التجارة وغير ذلك من الأحاديث ذات العلاقة، وكان للأزمة المالية العالمية حصتها من الحديث.

*لمشاهدة الصور إرجع إلى الرابط أعلاه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.