ورحل رمز

ودعت مدرسة الاحساء الابتدائية التاريخية التي كانت (اشبه بالجامعة) احد رموزها او احد بنائها الكبار الذي توفاه الله في الثاني من شهر ربيع الاول عام 1427هـ، ودعت المدرسة، في حقيقة الامر، رجلا شارك مع كوكبة من رفاقه واساتذته في وضع البذور التربوية الاساسية ببلاد (هجر).عرفت هذا الرجل الرمز عن قرب لانني من احد طلبته في (مدرسة الاحساء الابتدائية). كان هذا الرجل ذا طلعة بهية وقامة شامخة، وكان طلق اللسان، ومحدثا لبقا يأسر مستمعيه اذا تكلم بل ويشدهم اليه، كان وقورا، مهابا، بشوشا، وكان ذا بصر لماح، كنت الاحظ ذلك فيه رغم صغر سني طالبا في المدرسة التي تخرج فيها. اما طلبة المدرسة، وانا منهم، فكانوا يحترمونه، بل يهابونه وينفذون توجيهاته، كان يبتسم لهم في حالة الرضا، وكان يتجهم بوجهه امامهم عند اللزوم. كان قويا ولكنه لا يعرف القسوة، وكان متواضعا ولكن دون ضعف. يستعمل العصا للتأديب عند اللزوم، كان طموحا ومدركا لما يريد ان يحققه، كان حليما عند الغضب، كان انيقا في لباسه، وكان يستعمل احيانا معطفا اخضر فوق ثوبه، وتميز به آنذاك بين سائر المدرسين.احب الاحساء واهلها حبا جما منذ ان غادر حوطة سدير مسقط رأسه شابا في مقتبل عمره، وكيف لا؟ وقد عاش فيها ورضع العلم على ترابها.النبل والشهامةتجمعت في شخصه صفات النبل والشهامة والكرم، انه الاب المعلم عبدالمحسن بن حمد المنقور.دخل مدرسة الاحساء الابتدائية المؤسسة في عام 1356هـ في عام 1358هـ وتخرج فيها في عام 1362، لم يبرح الاحساء بعد تخرجه، واحب ان يبقى بها ليؤدي ضريبة الوفاء لمدرسة تلقى العلم بها لانها كانت تحتاج اليه والى بعض من رفاقه الذين تخرجوا فيها ومنهم: محمد بن عبدالعزيز الجيبان. احب ان يتفرغ وعن قناعة تامة، لانبل مهمة، واشرف غاية، واحسن مهنة الا وهي تعليم طلبة في عمر الزهور رآهم يتدافعون بمناكبهم للدخول في مدرسة تخرج فيها هو نفسه. وكان بعد تخرجه في مدرسته، وكذا زملاء له تخرجوا بعده بسنتين منهم عبدالله بن محمد بونهية وعبدالله بن عبدالرحمن الباز بمثابة عملات نادرة وقتها. حصل بعد تخرجه مباشرة على وظيفتين (كاتب) بمعتمدية المعارف و(وكيل مدرس) في المدرسة التي تخرج فيها، وكنت انا وقتها طالبا في السنوات الاولى بها، وتدرج في سلك التدريس من وكيل مدرس الى معاون لمدير المدرسة في عام 1368هـ وبعد سنة تقريبا عين مديرا للمدرسة وكان ذلك في رجب من عام 1369 بينما كنت في السنة الخامسة بالمدرسة، وبتعينيه مديرا كان (رابع) رجل تعليم يتولى قيادة مدرسته بعد ثلاثة رجال كبار سبقوه تاركين انفسهم بصمات في مسيرة العملية التعليمية والتربوية الحديثة في الاحساء وكانوا على التوالي محمد علي النحاس وعبدالله عبدالعزيز الخيال وعبدالعزيز منصور التركي وكان وكيل المدرسة في عهد المنقور عبدالله بن محمد بونهية.خيرة المدرسينوكانت هيئة التدريس تتكون من خيرة المدرسين آنذاك. منهم من درس استاذنا المنقور حينما كان طالبا، ومنهم من ظل في المدرسة يدرس بعد تخرجه فيها، ومن استمروا يواصلون التدريس تحت ادارة المنقور ومن هؤلاء المدرسين عبدالله بن عبدالرحمن الملا وحمد الجاسر وعبدالرحمن القاضي وعبداللطيف بودي وعبدالله بن عبدالرحمن المبارك وعثمان المعارك وعبدالله بن محمد بونهية وعبدالله بن عبدالرحمن الباز وعبداللطيف بن عبدالعزيز المبارك وعبدالله بن علي المبارك ومحمد بن عبدالعزيز الجيبان وحمد العمر ومحمد بن عبدالهادي العبدالهادي وابراهيم الحسيني وعبدالله بن عبدالرحمن بونهية وناصر بن محمد بونهية وراشد الحسين ومحمد بن عبدالرحمن الطويل النعيم.وتخرجت في المدرسة نفسها في عام 1370هـ، ودخلت السنة الاولى في المدرسة الثانوية ـ نظام قديم ـ في عام 1371هـ وكان مقرها الطابق العلوي بمدرسة الاحساء الابتدائية.وظل المنقور مديرا للمدرسة الابتدائية بعد تخرجي فيها. وعلمت وقتها انه سافر الى لبنان لمرض الم به لتلقي العلاج هناك. وبعد عودته الى ربوع الوطن اي في عام 1373هـ عين مديرا للمدرسة الثانوية وانا طالب في السنة الثالثة بها (شهادة الكفاءة).لعل في العرض المبسط السابق ما يشفع لي ان اتحدث عن هذا المعلم والاداري حديث الواثق من نفسه وهو حديث شذي عبق لايزال يتردد صداه في ذاكرتي بعد حين واخر.كان المنقور مدرسا ومن ثم كان مديرا.مهام كثيرة القيت على عاتقه في مدرسة كانت وقتها تكتظ بالطلبة الذين سجلوا فيها من كل حدب وصوب من الاحساء ومن خارجها.يعتبر المنقور بسبب جهوده التي بذلها في نشر التعليم في الاحساء من ابنائها البررة. احب الاحساء كما لو كانت مسقط رأسه واحب اهلها وعاش بينهم وهو في ريعان شبابه وكأنه واحد منهم. لن ينسى اهل الاحساء فضله، ناهيك عن ابنائهم الذين تلقوا العلم على يديه، هؤلاء الابناء كانوا (وانا منهم) يكنون له اخلص اطياف الود. وكان المنقور بين الابناء وابائهم موضع تقدير اينما حل وانتقل. ولكن لماذا هذا الود؟ انه رد فعل جميل من جيلين في (الاحساء) مثمنين ما قدمه المنقور في نشر التعليم فيها. رد جميل على الاقل من جيل سبقني وجيل معاصر لي ممن عاش في بلاده هجر. جيلان يتذكران كيف كانت احوال بلدتهم من الناحية العلمية والتعليمية بصفة عامة. احوال كانت الامية ضاربة اطنابها فيها، وكان الذين يعرفون القراءة والكتابة فيها قلة، وكانوا محصورين الا ما ندر في ائمة المساجد ومشايخ الوعظ والارشاد. وكان اهلها يمارسون الزراعة ويباشرون التجارة المحدودة، ويمتهنون الحرف اليدوية. وفي احوال كهذه كيف يمكن ان يثمن اهل هذه البلاد ما قام به عمالقة (مدرسة ابتدائية) من بينهم المنقور من اعمال جليلة في ميدان التربية والتعليم.قفزات رائعةشهدت المدرسة في عهد ادارة الاستاذ المنقور وفي عهد رفاق له قفزات رائعة سواء من حيث التنظيم او التجهيز المتواضع او تعويد الطلاب على الدرس والتحصيل والتحصيل حسب الامكانيات المتاحة آنذاك، كما بذل جهودا جمة مع المسؤولين في سبيل تذليل كل الصعوبات التي واجهت المدرسة ومنها شح المال، وضيق ذات اليد، وكان يحدوه في عمله الاخلاص، والرغبة في نشر التعليم بين طلبة ذوي حيوية مبكرة تضج بها نفوسهم ناهيك عن الوفاء منه لمدرسة سبق ان رضع العلم فيها.كانت التبرعات الرمزية من دفاتر واقلام وقرطاسية تنهال على المدرسة من اباء طلاب المدرسة ومن ذوي اليسار في الاحساء المحبين للعلم والحاثين على نشره في بلدهم (هجر) التي كانت موطن حضارات منذ العهد الجاهلي.ولان المدرسة كانت في عهد المنقور وعهد رفاقه مشهد ملذات، وموطن ذكريات، ومنتدى سمار، ومسارح افكار، ومصدر اشعاع، وبالنظر لما شهدته المدرسة من فعاليات فقد استحقت ان تسمى (كانت اشبه بالجامعة) وان أؤلف كتابا وثائقيا عن فعالياتها يحمل الاسم المشار اليه.اين طلاب اليوم في محافظة الاحساء من طلاب الامس؟لماذا لا يتذكر طلاب اليوم مع ماهم فيه من رفاهية وتدليل وسعة في العيش، كيف كانت احوال ابائهم واجدادهم طلاب الامس. وهل صحيح ان الحاجة ام الاختراع؟ما سبق ذكره من اعمال جليلة قام بها استاذنا المنقور ورفاقه اذا لم توثق اي اذا لم تؤيدها وثائق قد لا تكفي لاعطاء تصور حقيقي كامل عما كان المنقور يمارسه من نشاط حيوي داخل مدرسته. لم تكن مدرسته في عهده مدرسة عادية، كانت (المدرسة الام) وتفرعت عنها مدارس بداخلها اي بداخل مبناها المتواضع في مظهره، الشامخ في معناه. وبتعبير اخر متكافئ، ترتب على الدور الذي لعبته المدرسة في الحياة التعليمية بالاحساء ان تمدد نشاطها ليشمل اوجه تعليم اخرى وجد المسؤولون عن التعليم في الاحساء بما فيهم مدير المدرسة ان حاجة اهالي الاحساء اليها ماسة. انشئت ثلاث مدارس ليلية فرعية بداخلها لتغطية اوجه التعليم التي كانت الاحساء في حاجة ماسة لها.كانت المدرسة الاولى (مدرسة مكافحة الامية) وتأسست هذه المدرسة في عام 1367هـ وانا طالب في السنة الثالثة (بالمدرسة الام) تحت اسم (مدرسة تعليم العوام) الا ان التسمية تعدلت في عام 1370هـ لتصبح (مدرسة مكافحة الامية) اتخذت المدرسة الجديدة من مبنى مدرسة الاحساء الابتدائية مقرا لها، وانخرط كبار السن ومن لا يستطيعون الالتحاق بالمدرسة الابتدائية بالنهار ـ لانشغالهم بأمور المعيشة ـ بهذه المدرسة وتعتبر مدرسة مكافحة الامية اول مدرسة حكومية تؤسس على مستوى المملكة العربية السعودية فيما عدا منطقة الحجاز، التي كانت بها مدارس اهلية لمحو الامية، واحدثت في ميزانية المدرسة الام وظيفتا مدرس وخادم للمدرسة الليلية لتعليم العوام. وشرعت (مدرسة العوام) تستقبل طلابها.وكانت المدرسة الليلية (الثانية) مدرسة تعليم اللغة الانجليزية، واتخذت هذه المدرسة من مبنى مدرسة الاحساء الابتدائية مقرا لها كذلك، وشهدت هذه المدرسة الليلية اقبالا لم تتوقعه مدرسة الاحساء الابتدائية. ولكن كم كان مقدار مكافآت الهيئة الادارية بهذه المدرسة آنذاك. ورد في احدى الوثائق برقم 1935 وتاريخ 15 من رجب من عام 1370هـ ان مكافأة المشرف الاستاذ عبدالمحسن المنقور على مدرسة تعليم اللغة الانجليزية خمسون ريالا ومكافأة مدرس اللغة الانجليزية عبدالسلام ابو العينين من المملكة المصرية مائة ريال ومكافأة خادم المدرسة علي عبدالرحمن السلطان ثلاثون ريالا ونظرا للجهد الذي كان المنقور يبذله فقد زيدت مكافأته بموجب مراسلات مع مديرية المعارف بمكة المكرمة بموجب وثيقة رقم 2137 وتاريخ 27 من شعبان من عام 1370هـ جاء فيها صدور الامر الوزاري الى (مالية الاحساء) برقم 70/7/3/2/3/27656 بانشاء (مدرسة لتعليم اللغة الانجليزية) ومكافأة المدير السنوية فيها 600 ريال بينما لا تزال المدرسة الليلة لتعليم اللغة الانجليزية بالاحساء تدار بواسطة مشرف ومكافأته الشهرية 50 ريالا.وتأسست كذلك مدرسة ثالثة تحت اسم (مدرسة المعلمين) واتخذت هذه المدرسة من مبنى المدرسة الابتدائية مقرا لها، وكان الغرض منها اعداد وتدريب المعلمين بالمدرسة الابتدائية على طرق التربية والتدريس، وكان المراقب بهذه المدرسة ـ التي سميت فيما بعد بـ (معهد المعلمين) ـ محمد بن عبدالرحمن بن عبداللطيف الطويل النعيم يرحمه الله.ترتب على المدرسة الام وما تفرع عنها من مدارس تخرج الكثير من الطلبة بحيث كانت الفرصة مواتية لمعتمدية المعارف العامة بالاحساء بان تؤسس مدارس ابتدائية في بعض احياء وفرقان مدينة الهفوف مثل حي الكوت وحي الرفعة وحي الرقيقة وكذلك قرى الاحساء مثل العيون والجشة والشقيق والطرف والمراح وان تزرع الكثير من خريجي مدرسة الاحساء الابتدائية في هذه المدارس اما بصفتهم مدرسين او مديرين وكان من هؤلاء المدرسين التالية اسماؤهم: حمد عبدالرحمن العمر وخالد بوعنقة وعبدالله عبدالرحمن الشعيبي ومحمد عبدالرحمن السلطان وعبدالله الدرويش وعبدالوهاب عبداللطيف ابوسعد وعبدالمحسن المحسن وابراهيم السماعيل وعبدالرحمن بودي.مدارس أخرىوارتبط بالمدرسة الام مدارس خارج مقاطعة الاحساء وهي مدارس (نجد) و(القصيم) منذ اواخر الخمسينيات وحتى بدايات السبعينيات من القرن الهجري الماضي اي حتى عهد المنقور وهي المدارس التي كانت في كل من حائل وبريدة وعنيزة والمجمعة وشقراء والرياض ماعدا مدرسة (الامراء) وكانت مصروفات هذه المدارس ومرتبات مدرسيها ترسل من ادارة مدرسة الاحساء الابتدائية عن طريق البريد العربي.ففي وثيقة رقم 6285 وتاريخ 11 من جمادى الاولى عام 1370 طلب من صاحب السمو الملكي النائب العام لجلالة الملك المعظم الامير فيصل بن عبدالعزيز ان يأذن بتركيب تلفون بدار مدير مدرسة الهفوف الاستاذ المنقور بمناسبة اسناد استلام رواتب مدارس نجد اليه.وفي وثيقة ثانية طلب فيها صرف اجرة نقل مرتبات مدارس نجد. ومما جاء في الوثيقة رقم 2513 وتاريخ 23 من رمضان عام 1370هـ الموجهة من معتمد المعارف بالاحساء الى مدير المعارف العام بمكة المكرمة: (حينما تسلمنا رواتب مدارس نجد للاربعة الشهور حولناها الى فضيلة معتمد المعارف بنجد ـ وكان وقتها آنذاك الشيخ حمد الجاسر ـ بطريق الاجرة وابعث مع هذا مذكرة مدير مدرسة الهفوف رقم 70/9/23/298 ومشفوعها السند الممثل لمبلغ 320 ريالا وذلك اجرة نقل مائة وثمانية وستين الف ريال، ارجو الكتابة لمن يلزم بصرف المبلغ المذكور لمدير مدرسة الهفوف لقاء ما صرفه على ترحيل رواتب مدارس نجد، مع العلم بان السند مصدق من لجنة المشتريات والمبيعات بالاحساء بالاعتدال، ولسعادتكم وافر الاحترام).وفي وثيقة خطية ثالثة مؤرخة في 19 من جمادى الاخرة عام1370هـ من معتمد المعارف بالاحساء الاستاذ عبدالعزيز بن منصور التركي موجهة الى مدير مدرسة الهفوف الاستاذ عبدالمحسن المنقور مما جاء فيها: ارجو ان تكون بخير وسعادة ثم ارجو ان يكون كل شيء على ما يرام وقد سبق ان ابرقت لك مستعجلا اياك في ارسال التحويل برواتب نجد. فعسى ان تكون فعلت.ولقد اسهم الاستاذ المنقور باعتباره مديرا للمدرسة ومدرسا بها في كل الجهود التي بذلت لنشر التعليم في احياء مدينتي الهفوف والمبرز وسائر قرى الاحساء قاطبة واعتادت مدرسة الاحساء الابتدائية في عهد المنقور على اقامة مهرجانات او احتفالات عند اختتام عامها الدراسي وكانت تفتخر بتخريج طلبة فيها حاملين شهادات دالة على حوزهم للعلم والادب وكان يحضر هذه المهرجانات اعيان الاحساء واباء الطلاب وكانت هذه المهرجانات بالنسبة للاحساء حدثا عظيما. وتحدث احد طلاب المدرسة في قصيدة طويلة عن مدرسته وهو الشاعر محمد بن عبدالله بن حمد ال ملحم ومن أبيات هذه القصيدة المعبرة عن خواطر الشاعر عن مدرسته:
الا ان ايام ابتدائية خلت….. وقد اسرعت ايامها بذهوبلها في حنايانا حنين نكنه….. فليس صداها مؤذنا بغيوبتذكرت فيها اخوتي وحديثنا ….. لبعض باسلوب الصفاء رطيبعليك سلام الله عهدا نحبه ….. نحن الى ازمانه بنحيبسقيناه ماء الود والحب والوفا ….. فانتج عطرا فاق كل طيوب

وعن بعض مدرسي المدرسة الذين ذكر الشاعر محمد بن عبدالله ال ملحم اسماءهم بما فيهم الاستاذ عبدالمحسن المنقور قال بالقصيدة نفسها:
فحسبك بـ (القاضي) قرانا يجيده ….. وبالسيد السابي بلحن جذوبوبالشيخ (عبدالله ال مبارك) ….. و(عبداللطيف) الصنو خير قريب(ابو نهية) الخطاط ثم ابن عمه ….. اذا ما تلا اجرى دموع قلوبو(بودي) و(الجيبان) فاضا معارفا …… على كل فن في الفنون عجيبولا تنس (عثمان المعارك) شيخنا …… وانعم به من عالم واديبمعلمنا درس الحساب وانني …… لاكره ما القى لقاء حسيبوذا (حمد) في بيته الفذ غرة …… (بأل عمر) يدعون فاق بطيبكأني ارى (التركي) قام مديرنا …… بالقا خطاب في الجموع مهيبوانظر (للمنقور) قام بجنبه …… عليه ثياب اشرقت كحليبويحمل في الكف العصا متوكئا …… عليها اعتمادا شأن كل خطيبيسمونه ايامنا (بمتعاون) …… فأكرم به من حاذق واريب

لم يقتصر استاذ المنقور بعد تخرجه في المدرسة ومواصلة التعليم فيها على حصر نشاطه في التدرس فيها. بل شارك مع رفاق له في المدرسة هم: عبدالله بن عبدالرحمن الملا وعبدالله بن عبدالرحمن الباز وابراهيم الحسيني وعبدالله بن محمد بونهية في تأسيس مكتبة هي (مكتبة التعاون الثقافي) الشهيرة لبيع الكتب الادبية والمجلات لطلاب المدرسة واهالي الاحساء ممن كانوا يعملون في بعض المرافق الحكومية مثل المالية والمحكمة والشرطة. وتخلى المشاركون في تكوين المكتبة عنها حيث صار مالكها الوحيد الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الملا.سفير المدرسةولم يحصر المنقور نشاطه التربوي والتعليمي داخل اروقة المدرسة فحسب، بل كان بمثابة سفير للمدرسة لدى اهالي الاحساء وبتعبير اخر، كان المنقور على صلات قوية واسعة بالكثير من الاسر في الاحساء من موقعه باعتباره مديرا للمدرسة، كما كان البعض ممن فيهم الكفاءة من اعيان الاحساء يشاركون في العملية التعليمية نفسها كاعضاء في مجلس معارف الاحساء مثلا، او متعاونين بتقديم خدمات تعليمية للمدرسة نفسها، وكان منهم ابراهيم بن محمد بن جندان وخليفة بن عبدالله ال ملحم اللذان كان لهما دور في دعم العملية التعليمية كما عملا على توطيد علاقتهما ليس بمدير المدرسة فحسب وانما بمعتمد المعارف الاستاذ عبدالعزيز بن منصور التركي كذلك.وبالنظر الى مشاركة الشيخ خليفة بن عبدالله ال ملحم في لجنة الامتحان الشفوي للمدرسة الابتدائية فقد اخذت علاقته بالاستاذ المنقور تزداد توطدا مع مرور الايام وتحولت العلاقة بينهما الى صداقة حميمة حتى بعد ان ترك المنقور العملية التعليمية في الاحساء وغادرها الى مواقع اخرى. وكان المنقور يعرف عن خلال ومناقب الشيخ خليفة الكثير. لذلك حينما توفاه الله في عام 1417هـ شارك المنقور اسرة ال ملحم احزانهم بل وواساهم في مصابهم. وجاء في كلمته التأبينية بعنوان (ان المهمات فيها يعرف الرجل) ثناء على الشيخ خليفة، وثناؤه هذا ان دل على شيء فانما يدل على خلق جم ووفاء لصداقة حميمة. ومما جاء في هذا التأبين: (لقد ترددت كثيرا عن الكتابة عن رجل لا ككل الرجال لثقتي في ان كثيرين سيتحدثون عن هذا الرجل، الرجل الكبير بكل ما تعنيه الكلمة، الرجل الذي ملأ مكانته في مجتمعه، وقدم الكثير لبلده، الرجل الاخ للكبير والاب للصغير، الرجل الذي يملك الشجاعة عند اللزوم، والمروءة في وقتها، والعطف الاخوي بكل معاني الانسانية: انه خليفة عبدالله الملحم الغني بشهرته عن التعريف، الرجل الذي تعرفه المواقف الرسمية، وتعرفه المنابر عند اللزوم ويعرفه المجتمع عند الحاجة، الرجل الذي لا كبير عنده الا الله ثم ولي الامر، ولا صغير عنده قط فهو ينظر الى الجميع نظرة المساواة في الحقوق والواجبات: (خليفة بن عبدالله الملحم) الذي عرفته صادقا فيما يقول، مؤمنا بما يعمل، تسلم المناصب الكبيرة في المنطقة الشرقية في الجبيل وفي الاحساء فلم يتعال بمنصبه ولم تأخذه مكانته بين قومه بالغرور. لقد كان الرجل الذي ملؤه الشهامة والنخوة والكرم والمروءة، فهو الحاضر دائما لنجدة ملهوف وتقديم القرى لكل محتاج وكل قادم لمنطقة الاحساء).وبالنظر لما بذله استاذنا المنقور مع رفاقه من جهود في سبيل نشر التعليم بالمدرسة الابتدائية فقد كوفىء بتعيينه مديرا لمدرسة الاحساء الثانوية في عام 1373هـ وكانت المدرسة الثانوية قد تأسست في عام 1367هـ وكانت تحتل منذ انشائها الطابق الثاني من مبنى المدرسة واشرف عليها معتمد المعارف بالاحساء الاستاذ عبدالعزيز التركي وانتدب لها مدرس مصري اسمه محمد مختار الزقزوقي. وتعثرت المدرسة في بدايات تأسيسها الا انها منذ عام 1371هـ وهو العام الذي دخلت فيه المدرسة قد تحسنت احوالها. وكان يديرها وقت تسجيلي فيها وكيلا هو الشيخ محمد الجنيدل وبعده ـ اي بعد الشيخ الجنيدل ـ تولى ادارة المدرسة بالوكالة كذلك عثمان بن احمد خريج كلية شريعة بمكة المكرمة يرحمه الله. وكان اول مدرس وطني يعين بالمدرسة هو عبدالله بن عبدالرحمن الباز كما كان اول مراقب وطني يعين بالمدرسة هو عبدالرحمن بن ابراهيم الحقيل وكان اول سكرتير بادارة المدرسة محمد بن عبدالرحمن الطويل النعيم وكما سبق القول كوفىء الاستاذ المنقور بتعيينه مديرا للمدرسة الاحساء الثانوية في عام 1373هـ وكنت وقتها طالبا في السنة الثالثة في المدرسة (نظام قديم) اي شهادة الكفاءة نظام جديد.شعلة من النشاطوكما كان الوضع في المدرسة الابتدائية في عهد الاستاذ المنقور بالنسبة لحفلات ناديها الادبي كانت تقام في عهده حينما كان مديرا للمدرسة الثانوية الندوات الادبية والمناظرات بل واكثر من ذلك كان المنقور في حقيقة الامر شعلة من النشاط الدؤوب. وفي عهده كانت هيئة التدريس تتكون من مدرسين اوائل من الكفاءات الممتازة من مصر منهم محمد عكاشة وابراهيم داوود حساب وعبدالمنعم حسين ومحمد عبدالرحمن الساهي ومحمد احمد خفاجي وابراهيم عمر بيعي وعصام معوض وابراهيم فتحي البرماوي وعبدالرؤوف نعمة وابراهيم عمر ربيعي واحمد محمد حنة، وخالد الكرداني وحامد حامد عبدالقادر وعبدالمنعم محمد الطوخي ومحمد حسن غنيم وصالح محمد الجزار ومحمود فهمي رعية. ويكفي ان المنقور قد تمكن من تسجيل فعاليات الفترة التي كان فيها مديرا في كتاب وثائقي عن نشاط المدرسة في عام 1375هـ. قال استاذنا المنقور في تصدير هذا الكتاب: (هذا هو كتاب “الوان من النشاط” بالمدرسة الثانوية لقد ترددت كثيرا في اخراج هذا الكتاب الى حيز الوجود، فهو في نظري مجهود متواضع ومحاولة اولى، وايضاح لخطوات بدائية في تاريخ النشاط بالمدرسة الثانوية. ولقد بقيت مواده عندي اكثر من اربعة اشهر تلقيت بعدها عدة رسائل من زملاء وطلاب يسألوني فيها عن مصير هذا الكتاب، وعن الخطوات التي تمت حيال طبعه. ازاء ذلك رأيت ان لابد لي من الاقدام على طبعه وفاء بوعدي لطلابي الاعزاء، وتمهيدا للطريق الطويل امام الناشئة في كل مكان. كما انني اؤمن بان بداية كل شيء من ضعف. انني اقدمه وكلي امل ان يقرأه العلماء والادباء والاساتذة فيتفضلوا بابداء آرائهم السديدة، وتوجيهاتهم الرشيدة، ونصائحهم القيمة، لتكون لابنائهم نبراسا يهتدون به، ونورا يضيء لهم الطريق، وقوة تنفعهم الى بلوغ غاياتهم النبيلة، وتحقيق الهدف الاسمى، اقدمه للطلاب الاعزاء ـ شباب اليوم ورجال الغد ـ ليكون الدرجة الاولى في سلم التقدم والرقى، واللبنة الاولى لبناء صرح النشاط العلمي الادبي في جميع ميادينه، اقدمه وانا فخور بآراء الشباب معجب بصراحته معتز باقدامه وشجاعته).اما عن فلسفة التعليم التي بناها استاذنا المنقور في ادارة المدرسة الثانوية فقد شرحها في الكتاب كما يلي: قارئي العزيز.. سوف نرى في هذا الكتاب ان المدرسة لم تعد تقتصر على تلقين المواد في حدودها الضيقة، ولم تعد تقف عند المناهج المحددة، بل حاولت المدرسة ان تتمشى مع التربية الحديثة وتحقق ما تنشده الوزارة من تعميم النشاط، وتوسيع مدارك الطلاب وانماء تفكيرهم، وتغذية عقولهم بالنافع من العلوم والاعمال، وتدريبهم على الحياة العملية.ولاهمية هذا الكتاب الصادر في عام 1375هـ فقد اهديته في عام 1412هـ للمربي الفاضل الاستاذ عثمان بن ناصر الصالح يرحمه الله للاطلاع عليه فنال اعجابه، وقرأه اكثر من مرة وعلق عليه وبعث لي بتعليقاته وكانت تعليقاته قيمة. ولقد نشرتها ضمن حلقات (ورحل عملاق: عثمان بن ناصر الصالح) في جريدة الجزيرة في الاسبوع الماضي.وظل استاذنا المنقور منذ تخرجه من مدرسة الاحساء الابتدائية في عام 1362هـ وحتى عام 1376 يواصل مسيرته التعليمية في الاحساء وفي عام 1367هـ انتقل استاذنا الى موقع جديد حيث عين ملحقا تعليميا ببيروت. وكان لخبر نقل المنقور الى عمل جديد لدى اساتذة المدرسة وطلابها صدى متباين الاثر والتأثير عندهم. ووصف (دليل نشاط المدرسة الثانوية لعام 1375هـ) ذلك الصدى كما يلي: (عندما طرق مسامع اساتذة المدرسة الثانوية بالاحساء خبر نقل مدير المدرسة عبدالمحسن الحمد المنقور الى ادارة البعثات السعودية بسوريا ولبنان احس الاساتذة عندئذ بشعور متباين الاثر فهم يحبون الاستاذ ويقدرون فضله ولا يتصورون ان يفارق المدرسة التي تدين له بالرقي والنهضة ولكنهم في الوقت نفسه يعلمون ما لنقله من اثر في رفع اسم وطنه خارج الحدود فهو شخصية آسرة تعمل جهدها لتحقيق ما يصبو اليه الوطن من رفعة وعظمة. كان الاساتذة اذا يشعرون بألم فراقه ولكنهم كانوا يشعرون بالبهجة لنجاحه المتوقع في مهمته الثقافية في سوريا ولبنان. اما فيما يتعلق بمشاعر الطلبة وكذلك اهالي الاحساء فقد ورد بالدليل ما يلي: (ولم يكن الاساتذة وحدهم الذين يشعرون بهذا الاحساس، ولكنهم كانوا في الواقع يعبرون عن شعور الطلبة بل عن شعور ابناء الاحساء قاطبة لعرفانهم بفضله وتقديرهم لأياديه البيضاء على العلم والتعليم بهذه المنطقة. وورد بالدليل كذلك ومن اخص صفات الاستاذ عبدالمحسن التواضع الجم شأن العاملين المخلصين، ولذلك ما ان توجه الاساتذة الى سيادته يطلبون ان يقيموا له حفل تكريم ووداع حتى بادر بالاعتذار في تواضعه المعهود مكتفيا بما تتبادله القلوب من حب ومودة). وبالفعل اقيمت له حفلة تكريم ووداع في اليوم الثالث من شهر جمادى الاخرة عام 1376هـ.وفي الدليل الذي اصدرته المدرسة عن نشاطها لعام 1376 ورد تحت عنوان (ثانوية الهفوف بين عامين) ما يلي: (في العام الماضي لوحظ تقدم كبير عن ذي قبل في المدرسة وصار العمل يجري على قدم وساق فلقد اسست الجماعات المتنوعة واثمرت بما هو نافع ومفيد للطلبة وكان يدفع هذا النشاط ويوجهه شاب فتى هو الاستاذ عبدالمحسن المنقور الذي رفع اسم المدرسة الثانوية عاليا وعمل بكل قواه في تحقيق ما فيه اعداد الجيل الجديد وتغذية النشء بما يعده لكي يحمل اعباء امته ويسعد وطنه، ولكن الاقدار شاءت ونقل الاستاذ عبدالمحسن الى مدير للبعثات السعودية في الجمهوريتين السورية واللبنانية. والحقيقة انه آلمنا بذلك كثيرا وحز في نفوسنا غير ان هذا الحزن قد انطوى على سرور خفي لعلمنا بان الاستاذ الفاضل سيرفع اسم وطنه حيث يكون وانه سيواصل جهوده المشكورة في سبيل العلم والثقافة).توظيف التجربةاحب استاذنا المنقور عمله الجديد في بيروت بل لقد صادف هوى في نفسه لانه لم يباعد بينه وبين ما كان يمارسه من عمل سابق. كلا العملين من معين واحد ولهذا تمكن، وبجدارة، ان يوظف تجربته وخبرته في العملية التربوية والتعليمية في مدرستي الاحساء الابتدائية والثانوية في عمله الجديد فحقق في بيروت من النجاح ما شهد له به ممن عاصروه هناك. اما عن كرمه وفزعته لاصحاب الحاجات فتحدث عنها الكثير، وسأكتفي هنا بروايتين ممن شاهد وعايش فعاليات استاذنا ـ يرحمه الله ـ الذي كان بمثابة خلية نحل في الملحقية الثقافية ببيروت.يقول في هذا الخصوص استاذي محمد بن عبدالهادي العبدالهادي واحد طلبة المنقور في مدرسة الاحساء الابتدائية في كلمة تأبين بعنوان (المنقور.. الرمز) كنت التقي به يوميا تقريبا عندما اكون متواجدا في لبنان في مهمات عمل للمدارس التي بنتها ارامكو في المنطقة او خلال تدريبي في الجامعة الامريكية ببيروت او سائحا ولا اغالي اذا قلت انني لا اجد مقعدا في مكتبه المكتظ بالزائرين واصحاب الحاجات احيانا. لقد كان ـ رحمه الله ـ لا يملك شيئا من وقته لنفسه، فهو اما مستقبلا او مودعا او مضيفا او مشغولا بقضاء حاجات المحتاجين الذين لا يجد بعضهم غضاضة في الاستعانة به ـ بعد الله ـ في امور يمكن قضاءها دون معونة سعادته، اضافة الى مهمات عمله الرسمي، فلقد كان مرهقا وبشكل يدعو للشفقة. واجدني صادقا ـ ان شاء الله ـ اذا قلت ان شخصيته اكثر بريقا لدى السعوديين واللبنانيين من بعض السفراء العرب هناك.اما الدكتور علي عبدالعزيز العبدالقادر احد طلبة استاذنا المنقور بمدرسة الاحساء الابتدائية فيقول عن نشاط المنقور في بيروت في كلمة تأبين بعنوان (عبدالمحسن المنقور رجل النبل والكرم): (عين الفقيد ملحقا ثفافيا في سفارة المملكة في بيروت، وابتعثت للدراسة في مركز اليونسكو لتخطيط التربية وادارتها عام 1967م وحين ذهبت الى مكتبة في الملحقية لاسلم عليه واكمل الوثائق المطلوبة رحب بي ترحيبا اشعرني بمكانتي وقيمتي، واجلسني عن يمينه، وسألني عن مؤهلي، وكنت قد حصلت على البكالوريوس من جامعة الملك سعود بالرياض، وعن عملي، وكنت اعمل مديرا لثانوية الهفوف، وقد افرحه ان يصير احد طلابه مديرا لها. وتذكر المنقور تلك الايام التي كان فيها اول مدير للمدرسة. واصلت الدراسة بالمركز، وكنا نزوره بين فترة واخرى للاطلاع على مستوى اعضاء الوفد السعودي، كما كان يتفقد الطلبة السعوديين المبتعثين للجامعات اللبنانية ويرعى شؤونهم الدراسية والاجتماعية والثقافية وكان للجميع كالاخ والاب والموجه الحريص على رعايتهم وتوفير متطلباتهم. وفي نهاية الدورة طلب الي عبدالعزيز القوصي مدير المركز ان اذهب الى مكتب الملحق الثقافي لمقابلة الشيخ عبدالمحسن فوجلت خشية ان اكون قد قصرت في الدراسة. ورأيت في مكتبه الشيخ حمد الجاسر والسفير محمد الخيال وكان الموقف مهيبا. فقدمني اليهما، وكلاهما على علاقة بفضيلة الشيخ محمد العبدالقادر قاضي المبزر ورئيس مجلس المعارف بالاحساء ثم تحدث عن تقرير مدير مركز اليونسكو المتضمن معلومات عن اعضاء الوفد واخبرني بان المدير اوصى بابتعاثي للحصول على درجة الماجستير وانه اي الملحق يبارك لي ذلك، وسيوصي الوزارة بابتعاثي، وكان منزل الاستاذ عبدالمحسن المنقور مقر ضيافة وكرم للوافدين عليه ومقصدا للسفراء والوجهاء والزوار والمثقفين. فكان وجها مشرقا للمملكة العربية السعودية وقد فاق الدبلوماسيين والسفراء في علاقاته العامة وحكمته وحسن استقباله للناس.ذكرى لاتنسىوتمضي السنون وذكرى المدرس والمدير المنقور عالقة بذهني. التقيت به في امسية بمزرعة اخيه (سعد) بالاحساء الذي غمرني هو الاخر بكرمه. وفي تلك الامسية اجتررت مع استاذي عبدالمحسن ذكريات الماضي في ابتدائية وثانوية الاحساء. كما التقيت به مرة ثانية حينما كان عضوا فاعلا بنادي المنطقة الشرقية الادبي حيث افتتحت موسمه الثقافي لعام 1413هـ بمحاضرة بعنوان (ادبيات البترول) ولقد لقيت من الترحاب منه ما يفوق الوصف لقد غمرني بتواضعه وحسن معاملته ودماثة خلقه وليس ذلك بغريب عليه فهو صاحب الخلق الرفيع والادب الجم.لقاءات متباعدة في مشوار حياته معي ولكنها كانت ذات دفء وحرارة، وكان اخر مرة قابلت فيها استاذ المنقور في الاسبوع الثالث من شهر ربيع الاول عام 1425هـ في مدينة الخبر وكان مناسبة هذه المقابلة ان الرعيل الاول من خريجي (مدرسة الاحساء الابتدائية) قد قرروا عقد لقاء سنوي لهم يجددون فيه ذكرياتهم في مدرسة لا تزال ذكراها عالقة في اذهانهم ليس لانها اول مدرسة ابتدائية نمطية تؤسس في الاحساء ولكن لانها مدرسة كانت لها شهرة وخرجت رجالا كان لهم شأن في مسارات حياتهم بعد تخرجهم فيها. وعقدت اربعة لقاءات يهمني منها اللقاء الثاني الذي عقد في فندق كارلتون المعيبد بالخبر يوم الخميس 22 من ربيع الثاني 425هـ وهو اللقاء الثاني الذي كان على رأس الحاضرين فيه استاذنا المنقور وكانت لجنة التنسيق النائبة عن الداعين للقاء تتكون من عبدالعزيز محمد الجندان وحمد صالح الحواس ومحمد عبدالله بوعائشة وكان من ضمن من حضروا اللقاء الاساتذة الكبار الاوائل وهم عبدالله محمد بونهية وعبدالله عبدالرحمن الباز وعبدالله عبدالرحمن بونهية وابراهيم محمد الحسيني ومحمد عبدالهادي العبدالهادي وكان اللقاء رائعا وكان حفله بهيجا تخللته كلمات ترحيب واحاديث ذكريات وقصائد شعرية. والقيت في الحفل كلمة شكرت فيها القائمين على تنظيم الحفل، واشدت بالمدرسة التي خرجت هذه الاجيال، وتعتبر معلما من معالم الاحساء، كما تناولت التفاوت في العمر بين طلاب المدرسة موضحا انه عندما كنا في الصف السادس في المدرسة مثلا يسجل في المدرسة طالب في الصف الاول بالمدرسة فالزمالة بالمدرسة تجمعنا مع فارق العمر، وطالبت بان يكون اللقاء سنويا وعلى مدار يومين لتذكر الايام الخوالي في ربوع المدرسة، ويتخللها ندوات تربوية، والقى في الحفل الاستاذ الباز كلمة بالانابة عن الاساتذة شكر فيها المنظمين للقاء واكد على ضرورة تواصل مثل هذه اللقاءات التي تجمع اساتذة مدرسة الاحساء الاولى مع طلابها ويتم خلالها نقل الخبرات لتعليم افضل وتربية مثلى. ولقد غطت جريدة (اليوم) فعاليات اللقاء وفي نهايته سلمت دروع تذكارية للاساتذة وعلى رأسهم الاستاذ المنقور. وبالرغم من الحياة الحافلة بالعطاء التي عاشها المنقور سواء في الاحساء او بيروت وحتى بعد ان عاد من بيروت الا انه كان زاهدا في الشهرة متجنبا مداخلها ومخارجها مع ان ابوابها كانت مفتوحة له. اعني بذلك انه لم يسع الى ابواب الدعاية طمعا في الشهرة ومباهج البهرجة، ولم يبحث (كما فعل اخرون ـ انصاف الرجال) عمن يسلط الاضواء على ما قام به من اعمال جليلة تفاني في ادائها منذ ان شب عن الطوق مع انه في امكانه ان يطلب ذلك من طلبة تعلموا على يديه في ابتدائية وثانوية الاحساء، وطلبة اشرف على تعليمهم حينما كان ملحقا تعليميا ببيروت.عزوف استاذنا المنقور عن الشهرة حسمها بقوله: (الشهرة قاصمة الظهر، وهي تفرض نفسها على اشخاص معينين، ويدفعون ضريبتها، وانا لا احب الشهرة) ولذا لم يحاول اعطاء مقابلات الصحفية او البحث عنها حسب علمي الا ان ذلك لم يمنع الصحفي الموهوب محمد الوعيل من شد المنقور للصحافة فاجرى معه مقابلة مطولة في لقاء (ضيف الجزيرة) الشهير بجريدة (الجزيرة) تحدث فيها المنقور باقتضاب ـ اقول باقتضاب ـ عن بعض من ذكرياته وتجاربه. والمقابلة التي اجراها الوعيل في حقيقة الامر لا تشفي غلة الصادي بما يطفىء لهبه حيث كانت تحتوي على اشارات عابرة وسريعة من المنقور عن محطات نشاطه بعد ولادته في حوطة سدير وتعلمه في الاحساء ومزاولته للتعليم في الاحساء وعمله ببيروت ملحقا تعليميا ومن ثم وكيلا للحرس الوطني بالمنطقة الشرقية وبعد تقاعده من المنصب الاخير حيث شارك في سائر اوجه نشاطه منها عضويته بنادي المنطقة الشرقية الادبي واخيرا في جريدة (اليوم) عن طريق عضويته في مجلس ادارتها.قدسية المهنةوقراءة عابرة للمقابلة نجد فيها ما افاد به استاذنا المنقور من ان اسرته تميمية الاصل كما ذكر اسماء بعض زملائه، واسماء بعض طلبته وانا منهم. وتحدث استاذنا المنقور عن شعوره حينما عين مدرسا ذلك ان مهنته كمدرس قد فرضت عليه تبني سلوك نمط معين يتمشى وقدسية المهنة، وهو سلوك كم اتمنى ان يتامله من يمارس مهنة التدريس في ايامنا المعاصرة. يقول استاذنا المنقور: (بعد ان توظفت وجدت انني اعطيت ثوبا فضفاضا كبيرا علي، ووجدت انني يجب ان احافظ عليه، لهذا حرمت من كل وسائل الترفيه الاولى كالالعاب وما يتصل بها، وابتعدت عن جيلي الذي كان يجب ان اعيش معه، وارتبطت بجيل اكبر مني بكثير بسبب الوظيفة التي اعطيت اياها بدءا من مدرس الى ان اصبحت مساعد مدير مدرسة ثم مدير مدرسة، كل هذه وجدت انها تفرض علي اسلوبا معينا في الحياة والارتباط بجيل اكبر مني بكثير، حتى استفيد منه واتعايش معه، وآخذ من خبراته ما يعينني على اداء الواجب. اما الاحساء التي ترعرع وعاش، وتعلم فيها فيقول عنها: (الدولة وفرت ولله الحمد كل الحاجات التي يتمناها الانسان في الاحساء، ومن ثم ازدهرت مقومات الحياة وتطورت المشاريع الزراعية، وانشئت مصانع التمور، وضمان عائد مجز للزراع وهذا قرار بلاشك سليم لان اهالي الاحساء يعتمدون على الزراعة وعلى التمور بصفة خاصة كمصدر دخل جيد. واتمنى تنفيذ مشروع الحدائق العامة والمنتزهات لتوفير اماكن تلجأ اليها العوائل لقضاء وقت الفراغ وكمتنفس للمدينة. ولكن اتمنى في نفس الوقت المحافظة على الثروة الزراعية، وعلى الاثار التي تحكي تاريخنا العريق). وعبر عن تمنيات له مطالبا ان تتحقق في الاحساء قائلا: (رغم التطور الذي حدث في الاحساء الا انني اتمنى ان لا تهدم بعض البيوت الاثرية في تلك المدينة فهي جزء من تاريخها، واقدر للمسؤولين في وزارة المعارف واقول لهم ان في مدينة الاحساء اماكن تستحق العناية).العواطف الجياشةوفي المقابلة عبر استاذنا المنقور عن خواطر له كان منها: انه لا يشعر بغضاضة عندما يقول ان مؤهله الشهادة الابتدائية فقط، وانه يجب ان يكون التقدير لعطاء الانسان وليس لشهادته التي يحملها، وضرب مثلا بابن عمه عبدالعزيز بن محمد المنقور الذي قال عنه، وبحق، ان تجربته في العمل تشابه الى حد كبير تجربته حيث عاش في امريكا 17 عاما كملحق تعليمي، واعتبره نموذجا للسفير الناجح في خدمة بلده عندما كان ملحقا تعليميا في امريكا بشهادة طلابه ومعارفه، وان ما قاله استاذنا ـ يرحمه الله ـ في ابن عمه عبدالعزيز شهادة حق وانا من طلابه حينما كنت في امريكا، وتتمثل في عبدالعزيز اطال الله في عمره كل صفات الشهامة والنبل، ناهيك عن تفانيه في تذليل الكثير من الصعاب التي كانت تواجه طلابه واعلم الكثير منها انذاك ويواصل استاذنا عبدالمحسن حديثه من ان في المنطقة الشرقية من طلابه الان في جميع الدوائر الحكومية وكثيرون منهم مشهورون لهذا لم يشعر بانه غريب عندما رجع من بيروت الى المنطقة الشرقية وان اقرب الاعمال الى قلبه التعليم لانه ارتبط به 32 عاما، 15 عاما في التعليم في الاحساء و17 عاما ملحقا تعليميا في بيروت وانه عرف الشيخ حمد الجاسر عندما كان مساعدا لمدير مدرسة الاحساء الابتدائية وانه كان يقرأ له ويعتبره منعطفا فكريا ومثقفا ولا يمكن ان يتحول الى رجل اخر من حرفة الكتابة والاطلاع، وانه تعلم من الحياة اشياء كثيرة اولها تقبل الواقعية اي تقبل الحياة بواقعها والتصرف فيها بالواقع وان الشيء الذي خرج به من بيروت واعتز به مكتبة تحتوي على خمسة الاف كتاب.واشارك الصديق الاستاذ الدكتور راشد بن عبدالعزيز المبارك طالب الامس وزميلي في مدرسة ثانوية الاحساء حينما كان استاذنا المنقور مديرا لها عواطفه الجياشة الحزينة التي عبر عنها في كلمته القيمة وهي كلمة ترجمت ليس مشاعري فحسب وانما مشاعر الكثير من طلبته ومحبيه ومعارفه. قال الدكتور المبارك في كلمته: (عبدالمحسن المنقور. الشعاع الذي غاب: (في يوم امس فجعت المروءة في عطائها ووفائها بفقد فرد من القلة القليلة من العاشقين للوفاء والعطاء وهو الاستاذ عبدالمحسن المنقور والايمان بقضاء الله الذي لا يرد وقدره الذي لا يحد ولا يمنع ولا يدفع الاحساء بألم المصاب وبلاغة الجرح في فقد حبيب او الثكل في قريب. واكثر الاحداث ايلاما حدث نتوقع حدوثه، ولا نستطيع دفعه ونثق من حتمية وقوعه ولايد لنا في منعه والموت اشد هذه الاحداث واوجعها اذ هو الفراق الذي لا لقاء بعده، والرحيل الذي لا عودة منه الى هذه الدار، وتتسع دائرة الالم بقدر اتساع مكانة الفقيد في قلوب ذويه ونفوس عارفيه، وللفقيد في قلوب ذويه مكانة، وفي نفوس محبيه منزلة على ان الفقيد عاش معروفا مجهولا من باب:
ولقد عرفت وما عرفت حقيقة …. ولقد جهلت وما جهلت خمولا
ولقد زرت احد رموز مدرسة الاحساء الابتدائية التاريخية في منزله العامر في الرياض هو استاذي عبدالله بن عبدالرحمن الباز متعه الله بالصحة وطول العمر وكان الباز زميل استاذنا المنقور في الدراسة وفي التدريس وعزيته في رفيق دربه ولقد تحدث معه في امور من بينها ما تركه الفقيد (بوحمد) من اعمال جليلة في مجال التربية والتعليم. وكان من رأي الاستاذ الباز في زميل دربه انه كان متفانيا في خدمة التعليم وانه كان محبا للاحساء واهلها وانه كان كريما، كما كان وفيا مع اصدقائه ومحبيه.تغمد الله الفقيد (بوحمد) بواسع رحمته ونسأله ان يسكنه فسيح جناته وان يلهم ذويه ذكورا واناثا واخويه معالي الشيخ ناصر والصديق سعد ومحبيه ومعارفه الصبر والسلوان و(انا لله وانا اليه راجعون).


ورحل رمز.. من رموز مدرسة الأحساء الابتدائية التاريخية عبدالمحسن بن حمد المنقور
الناشر: جريدة اليوم

– العدد : 12014

تاريخ النشر: 07/04/2006م

الرابط للمصدر 

ما ذكره الخماس والمحيسن عن معالي الدكتور محمد

لحظات غامرة بالمودة والتواصل
اللقاء الرابع يجمع الرعيل الأول من خريجي مدرسة الهفوف الثانوية
الراشد: نتذكر الآن أيام الشباب والنشاط والشكر للتركي والمنقور والحقيل وابن أحمد

عقد الرعيل الاول من خريجي مدرسة الهفوف الثانوية الاولى لقاءهم السنوي الرابع بفندق انتكروننتنال الاحساء ظهر امس باستضافة الشيخ عبدالله بن سعد الراشد رجل الاعمال المعروف واحد خريجي المدرسة حيث كان في استقبال الحضور مع أبنائه عبدالعزيز وعمران وفيصل واحمد وشقيقيه عبدالرحمن وراشد ابنى سعد الراشد وسط حضور متميز من طلاب الرعيل الاول حيث تبادلوا ذكرياتهم ومواقفهم خلال الدراسة في السابق ونشاطاتهم المختلفة مع الزملاء والاصدقاء.وكان اللقاء قد بدأ بآيات من الذكر الحكيم تلاها الطالب عبدالعزيز الحميني ثم القى الشيخ عبدالعزيز بن سليمان العفالق كلمة رحب فيها بالجميع وشكر الشيخ عبدالله على هذه الاستضافة متمنيا ان يكون هذا اللقاء بشكل دائم في كل سنة ثم دعا جميع زملائه الذين يحتفظون بالكتب والسجلات القديمة والاوراق التي كانوا يدرسون بها سابقا إلى ان يجمعوها ثم يتعاون الجميع على اعادة طباعتها.واشار الى ان عمران محمد العمران دعا الجميع لهذا اللقاء في العام القادم ثم في السنوات التي تليها سيكون التنظيم لدى جماعة الدمام وابراهيم ومحمد عيسى الماجد, بعدها القى راعي الحفل رجل الاعمال عبدالله بن سعد الراشد كلمة بهذه المناسبة حيث قال: اننا نلتقي في هذا اليوم الغالي والعزيز على نفوسنا جميعا لنتذكر ايام الشباب والنشاط والجد والاجتهاد واود ان اخص بالشكر والتقدير معتمد المعارف سعادة عبدالعزيز التركي – يرحمه الله – وسعادة استاذنا الكبير والمربي القدير عبدالمحسن المنقور متعه الله بالصحة والعافية وأمده بطول العمر الذي غرس باخلاقة الفاضلة في نفوس ابنائه الطلاب عميق المحبة وعظيم المودة والتقدير والاحترام والشكر موصول لوكيلي المدرسة عبدالرحمن بن ابراهيم الحقيل وعثمان بن احمد يرحمه الله والى جميع أساتذتنا يرحمهم الله منهم الاحياء والاموات.واضاف الراشد: ان تحملكم مشقة السفر لتلبية دعوتنا للقاء هذا العام اعده قمة الوفاء والاخلاص متمنيا لكم طول العمر وموفور الصحة ودوام المسرات اما هذا اللقاء فيذكرنا جميعا بروح الحيوية وحماس الشباب في تلك الفصول الدراسية وما كان يتخللها من فسح جميلة وسماع ما يذاع في اذاعة المدرسة كل صباح وما يلقى من خطب ومناظرات علمية وادبية وشعرية وما يطرح علينا اساتذتنا الأفاضل من تساؤلات حول ما نتمنى ان نكون عليه مستقبلا فتأتي الاجابات من الزملاء مختلفة الاماني والطموحات فذاك الطبيب وهذا المهندس وذاك محام واخر رجل اعمال وماهي الا بضع سنوات حتى تحققت تلك الاماني والاهداف وعاد اولئك الشباب ليحققوا لوطنهم وحكومتهم وامتهم ما كانت ترجوه منهم.كما اشار الراشد الى ان فكرة انشاء الجمعية التعاونية لمدرسة الاحساء الثانوية (شركة مساهمة عن العام الدراسي 1375 هجرية الموافق 1956م) والتي انتخب مجلس ادارتها في جمعية عمومية قبل اكثر من 50 عاما من الطلاب سليمان بن محمد بالغنيم مديرا للجمعية وعبدالعزيز بن صالح الحواس أمينا للصندوق وعبدالله بن سعد الراشد محاسبا اول للجمعية وابراهيم رشاد محاسبا ثانيا للجمعية برأس مال قدرة الف ريال حدد ثمن السهم 5 ريالات لكل مساهم والتي بلغت ارباحها خلال 4 اشهر فقط من 4 – 5 الى 15/8/1375هجرية تسعمائة واربعة وستين ريالا وخمسة وأربعين هللة اي بنسبة 96.45 بالمائة تم توزيعها على المساهمين بنسبة 60 بالمائة بعد اقتطاع 346 ريالا تبرعا لمكتبة المدرسة لعلكم تتفقون معي بان نسبة ارباح تلك الشركة قبل اكثر من خمسين عاما فاقت اكبر نسبة ارباح لاكبر وانجح مصرف سعودي في العام 2005م زملائي ان دلت هذه التجربة على شيء فإنما تدل على كفاءة اساتذة الثانوية الاولى ونضوج طلابها, وبين الراشد انه من حسن طالع هذا العام ان تزامن مع مناسبة عزيزة شرفني بها صاحب السمو الملكي الامير الشاب سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مؤسسة التراث رئيس الهيئة العليا للسياحة لرعاية ترجمة وطباعة كتاب (قصة المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية) للمؤلف وليم فيسي ليضاف الى ما سبقه من المؤلفات العلمية والادبية والتاريخية والشعرية القيمة التي تتحدث عن عراقة الاحساء وكرم اهلها وتاريخها ومياهها وتمورها وثرواتها البترولية والصناعية التي ساهمت ولاتزال تساهم بخبراتها في نهضة وحضارة وطننا الغالي في ظل حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين ولقد كان من حسن الصدف اثناء زياتي للولايات المتحدة لحضور حفل تخرج الابن المهندس سعد بعد حصوله على الماجستير من جامعة ستانفرد ان اجد في مكتبتها كتابا بعنوان (المدرسة الثانوية بالاحساء تقدم الوانا من النشاط المدرسي) في العام 1375 هجرية تحتفظ به الجامعة في قسم خصص لوزارة المعارف السعودية فيها وتمكنت من اخذ نسخة واعدت طباعتها كما هو دون حذف او تغير والذي يبدو لقارئه ان المدرسة الثانوية ليست أشبه بالجامعة كما وصفها معالي الدكتور محمد الملحم فحسب بل تكاد تكون جامعة في زمان شح فيه التعليم ووجود الجامعات وطرق المواصلات، والاتصالات ووسائل الاعلام في بلادنا في تلك الايام مشيرا الى ان العم عمران بن محمد العمران سيستضيف اللقاء القادم.ثم القى الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم كلمة اكد فيها ان يوم اللقاء يمثل ذكرى طيبة للجميع مشيرا الى انه تم تجديد مدرسة الهفوف الاولى وهي الآن في طور التأثيث حيث ستتم اقامة العديد من الفعاليات واللقاءات فيها في المستقبل وسيعلن عنها لاحقا مضيفا انه لابد ان تكون مدرسة الهفوف معلما حضاريا وكذلك سياحي وتكون من خلالها سمة التواصل بين الخريجين وأبنائهم واحفادهم.بعد ذلك القى سعد بن عبدالرحمن البراهيم قصيدة شعرية بعنوان (واستبشرت اولى المدارس) أعقبتها كلمة للشاعر عبدالرحمن بن محمد الحواس الذي ذكر ان هذا اللقاء يدل على المحبة والاخاء الصادق بين الخريجين وشعور فياض ودافع عظيم تردد صداه في نفوس الجميع.ثم القى الشاعر عامر بن عبدالله العامر قصيدة بعنوان (يا بوسعد) بعدها قدم الشاعر العامر درعا تذكارية للشيخ عبدالله، بعد القصيدة الشعرية للشاعر عامر العامر القى هاشم السيد ابراهيم كلمة اشار فيها الى انه ما اشبه الليلة بالبارحة حيث كان اللقاء الثالث في الحادي عشر من ربيع الثاني في العام المنصرم وجاء اللقاء الرابع في السادس عشر من ربيع الأول في العام الحالي ثم قام هاشم السيد بالقاء قصيدة شعرية بهذه المناسبة. واعاد المربي والمعلق الرياضي (صديق جمال الليل) ذكريات الماضي بكلمة اكد فيها على عظم الاخاء والمحبة بين الخريجين سابقا وحرصهم الشديد على العلم والتعليم والتواصل المستمر واللقاءات العزيزة على الجميع التي تقام كل سنة لجمع طلاب الرعيل الاول في مكان واحد للتواصل وتذكر ايام الماضي وختم المربي صديق الليل كلمته بطرفة جميلة اضحكت الحضور وقام الشيخ عبدالله الراشد بتكريم صديق جمال الليل بدرع تذكارية، اعقب تلك الكلمة تقديم درع تذكارية من علي بوهميل للشيخ عبدالله بن سعد الراشد. وبعد ذلك تم عرض فيلم وثائقي يتحدث عن الاحساء (لمدة 17 دقيقة) اعدته شركة ارامكو السعودية في عام 1381هـ، ثم التقطت الصور الجماعية للحضور تلاها تشريفهم لحفل الغداء الذي اقيم بهذه المناسبة الذي اقامه الشيخ عبدالله بن سعد الراشد على شرف جميع الحضور.وحضر اللقاء عدد من رجال الاعمال وبعض مديري الدوائر الحكومية منهم مدير التربية والتعليم للبنين بالمنطقة الشرقية عبدالرحمن بن ابراهيم المديرس ومدير التربية والتعليم للبنين بالاحساء احمد بن محمد بالغنيم ومدير تربية وتعليم البنات محمد بن ابراهيم الملحم.لقطات من اللقاءـ استقبل الشيخ عبدالله بن سعد الراشد الحضور بحفاوة بجانب أبنائه والذين حرصوا على تحية الجميع وسط تنظيم واعداد متميز وقد قدم اللقاء الزميل عادل بن سعد الذكر الله.ـ حرص جميع الزملاء الاعلاميين على تغطية هذا الحدث الذي كان متميزا في روح الاخاء والمحبة من قبل طلاب الرعيل الأول.ـ تمت طباعة كتاب (المدرسة الثانوية بالاحساء تقدم الوانا من النشاط المدرسي في عامها الدراسي 1375هـ) وتم اهداء نسخ من هذا الكتاب لجميع الحضور.

المقالة | اللقاء الرابع يجمع الرعيل الأول من خريجي مدرسة الهفوف الثانوية
الكاتب: عبدالله الخماس – عبداللطيف المحيسن
الناشر: جريدة اليوم
– العدد:11963
تاريخ النشر: 17/03/2006م
الرابط: http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=11963&P=1

والذكريات صدى السنين الحاكي

الناشر: جريدة اليوم

– العدد: 11962

تاريخ النشر: 16/03/2006 م

الرابط للمصدر

ويلتقي الصحب من جديد. انهم طلبة الامس, رجال اليوم والغد, في جو بهيج ملؤه الحبور والسرور في بلدة “هجر” الواحة الخضراء ذات الخير والعطاء. في البلدة ذات التاريخ المجيد التي عاصرت حضارات وثقافات قبل الاسلام وبعده. ولكن لماذا هذا التجمع؟ انه لتجديد ذكريات الأمس العبقة التي ظلت ولا تزال عالقة باذهانهم مهما تغيرت الأحوال وتعاقب الليل والنهار. تجديد ذكرى مدرسة يحنون إليها وهو اشبه بحنان الام على طفلها, وما اروعه من حنان! يقال ان الام مدرسة, وفي حقيقة الامر, ان مدرسة الاحساء الابتدائية الاولى هي بمثابة الام بالنسبة لابناء بررة. واذا كان حنان الأم على طفلها تبدأ معالمه قبل ولادته, وتترسم هذه المعالم في وجدان الأم حال ولادة الطفل, وبعد ان يستقبل اول نفس له في الحياة خارج بطن امه, فانها اي هذه المعالم تتزايد في ذهن الأم حالما يكون في حضنها لاكثر من مرة في اليوم والليلة عند رضاعه لرحيق الحياة وعيناه شاخصتان الى اعلى تحاولان تدريجيا ابصار وجه المخلوق الذي يغذيه باللبن المصفى. وتدريجيا, ومع مرور الزمن, ترتسم معالم صورة هذا المخلوق في ذاكرة الطفل لدرجة انه, وبعد ان يقوى بصره, ويفقه من حوله, يجد ان تلك الصورة مرسومة في ذاكرته لانها مصدر الحنان الذي يحس به, ويبتسم له, ويجد فيه دفء الحياة, ناهيك عن حلاوة الامن والامان, وتبقى معه هذه الصورة الى ان يشب عن الطوق, والى ان يبلغ الشيخوخة, وحتى يفارق الحياة. حال الأم بكل عواطفها واحاسيسها ومشاعرها نحو طفلها هو حال طلاب دخلوا مدرسة, بعد ان شبوا عن الطوق, لتلقي مبادىء العلم الاساسية بمختلف اطيافه. حنان هؤلاء الطلاب نحو مدرستهم ظل عالقا بذاكرتهم, وبخلدهم طيلة حياتهم. ومع مرور الزمن ظل هؤلاء الطلبة يرددون مقولة: من علمني حرفا كنت له عبدا, وتنصرف مقولتهم لكوكبة من مدرسي المدرسة قل ان يوجد مثلهم وقت تـأسيس المدرسة. والمدرسة التي اعنيها هي, كما سبق القول, مدرسة فريدة في وقتها تأسست في بلدة “هجر”, وتختلف عن كل المدارس, بل ولا تتكافأ من حيث المستوى التعليمي مع مدارس ايامنا المعاصرة. كانت هذه المدرسة هي الوحيدة في بيئة كانت الامية فيها هي صاحبة السيادة. مدرسة كانت في ايامها ذات شأن يذكر, وهذا الشأن لعظمته لا يزال يقاوم النسيان لانه يجسم في وجوده واثره وتأثيره ذكرى خالدة في فم التاريخ. وخلد هذا الشأن سجل موثق رفع فيه المدرسة, وهي مدرسة ابتدائية متواضعة تقتات على حد الكفاف, وفي مستوى خط الفقر, الى مستوى الجامعة, فكانت المدرسة, اشبه بالجامعة. وبالفعل كانت كذلك. ويأبى الرعيل الاول من خريجي المدرسة الا ان يبقوا هذه المدرسة معلما حضاريا في بلدة “هجر”. البلدة التي تضم الآن مئات المدارس, وكثيرا من ابناء هذه المدرسة العتيدة واعني بهم من بقي منهم على قيد الحياة قد آلو على انفسهم ان تبقى المدرسة موطن ذكرى متجددة مهما تغيرت الاحوال, وتوالى الملوان. وكيف لا! والمدرسة بالنسبة لهم مشهد ملذات, وموطن ذكريات, ومطامح انظار, ومسارح افكار, ومعارج همم, ومصدر اشعاع, ومنتدى سمار. وكأني بهذا الرعيل ينشد معي ابيات “ابن الرومي” في ذكرى مدرستهم التي يعتبرونها في مستوى الوطن ان لم يكن اكبر: ولي وطن آليت ان لا ابيعه …… وان لا ارى غيري له الدهر مالكا فقد ألفته النفس حتى كأنه …… له جسد ان بان غودرت هالكا وحبب اوطان الرجال اليهم ….. مآرب قضاها الشباب هنالكا اذا ذكروا اوطانهم ذكرتهم ….. عهود الصبا فيها فحنوا لذالكا ولقد تم تجديد المدرسة على شكل ونحو ينبىء عن ماضيها التليد, وعن احوال البيئة التي تأسست فيها منذ اكثر من سبعة عقود من الزمن. وبعد تجديدها سوف تباشر فيها الكثير من الفعاليات المبرمجة التي اعلم عنها, ولعل الوقت لم يحن, وهو قريب, للكشف عنها للرعيل الاول من خريجيها وكذلك لابنائهم واحفادهم واسباطهم. ولكل حادثة حديث. وتحية من الرعيل الاول ازفها باسمهم لراعي الحفل الرابع لهذا العام عام 1427هـ الزميل خريج المدرسة, رجل الاعمال, عبدالله بن سعد الراشد.


http://www.alyaum.com/issue/p

كلمة الموقع

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله “محمد بن عبدالله” وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

ما كنتُ حقيقةً راغبًا أن يكون لي موقعًا على الإنترنت Internet لولا إصرار، بل إلحاح، من إحدى بناتي ممن تخصَّصن في علوم “الشكبة العنكبوتية” ليكون لي موقعًا في هذه الشبكة.

كنتُ أرفضُ.

وكانت تلح.

وسألتها عن سببِ إلحاحها فقالت لي يا والدي:

كلما كنتُ أجتمعُ بك سواء على مائدة الطعام أو في مجلس العائلة كنتَ، من باب العطف عليَّ، وعلى إخواني وأخواتي، تحاولُ، في عاطفةٍ أبويةٍ، أن توجِّه النصح لنا، بدون إصرار أو إلحاح، عمَّا يجب أن نفعله، وكنتَ تدعمُ نصائحكَ بأمثلةٍ، ومواقفَ، وأحزانٍ، ومسرَّاتٍ مرَّت بك شخصيًا خلال مشوار حياتك منذ أن شببت عن الطوق.

كنتُ يا والدي أستمعُ لما تقولُ، وكنتَ، من خلال نصائحك، مداعبًا، ومازحًا، وتخلطُ في نصائحك بين الجد والهزل. ولم يقتصر الأمر في تعليقاتك على أحوالنا كأسرة صغيرة، بل تتعدَّاها إلى أحوال أسرتك الكبيرة، وكانت رغبتك كأب هو في تنشأتنا تنشاةً صالحةً. بل كنتَ، فيما هو أبعد من ذلك، تسرحُ بنا في عالمنا المحلي والعربي والدولي تحدثُّنا عن مرئياتك فيما يجري، أحيانًا هازلاً، وأحيانًا أخرى في جِدٍ، بحيث كنتَ فيما ترويه تخلط بين الحابل والنابل.

لكل هذه الأسباب، لماذا يا والدي لا تسمح لي بأن أضعَ تجربتك العزيزة عليَّ في موقع في الشبكة العنكبوتية، وهي تجربةٌ رُبَّمَا، بل بالتأكيد، سينتفعُ بها من يطلع عليها لا سيما وأنكَ كنتَ تقول لي بأنك قد حقَّقت الكثير من طموحاتك في مشوار حياتك التي تصفُها دائمًا لي بأنها متواضعة.

انتصرتْ إبنتي “سارة” عليَّ، 
استسلمتُ لرغبتها، 
وكان لها ما أرادت.

هذا هو موقعي على الشبكة العنكبوتية، وأي خطأ فيه فالمسؤولة عنه ابنتي “سارة”، وكان عزائي في انتصارها عليَّ المثل القائل: كُلُّ فتاةٍ بأبيها معجبة. هذا مع العلم أن الموقع موجه في الأساس إلى أبنائي وبناتي وأحفادي وأسباطي..

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة
 والسلام على نبيه ورسوله الأمين “محمد بن عبدالله” وعلى آله وصحبه أجمعين.


محمد بن عبد اللطيف بن محمد العبدالله آل ملحم  

من جهل شيئا انكره

 

اطلعت على مقالة المدعو محمد بن حامد الغامدي بعنوان (الاحتفالات بتحنيط مدرسة بوسط الهفوف) بجريدة (اليوم) بتاريخ 28 ربيع الآخر 1426هـ الموافق 5 يونيه 2005م. ولذا اود الافادة بالتالي:
روي لي اولا (والعهدة على الراوي) ان والد كاتب المقال من مواليد الاحساء, وهذا يعني ان والده اذا كان على قيد الحياة (اطال الله في عمره واذا كان قد توفاه الله فيرحمه الله) ربما كان من الرعيل الاول من خريجي مدرسة الهفوف الاولى المؤسسة عام 1356هـ. وروي لي ثانيا (والعهدة على الراوي) ان كاتب المقال نفسه من مواليد الاحساء, وهذا الوضع يفترض انه ـ اي كاتب المقال ـ ربما قد تلقى العلم في مدرسة الهفوف الاولى.
اذا ثبتت الروايتان (وكاتب المقال) هو المعني باثباتهما او نفيهما بالطبع فالامر لن يخرج من وضعين قانونيين في حالة الاثبات او في حالة النفي. في حالة الاثبات يعتبر كاتب المقال في الرواية الاولى عديم الوفاء لابيه وللمدرسة التي تلقى ابوه العلم بها, ناهيك عن العقوق منه لمدرسة هو نفسه تلقى العلم بها! وفي حالة النفي يعتبر كاتب المقال في الرواية الثانية (وهنا المصيبة الاعظم) متدخلا في شأن عزيز لدى اهل الاحساء لا يعنيه ابدا, وهو يعيش الآن – مع الاسف – في كنف الاحساء وبين اهلها الذين جرح مشاعرهم! رب كلمة قالت لصاحبها دعني. لماذا يتدخل كاتب المقال بين الظفر واللحم في شأن هو الآن محل تقدير رواد بعضهم لا يزال على قيد الحياة في شأن مدرسة لا ناقة له فيها ولا جمل, ولا يمكن ان يدعي كاتب المقال انه ينشد المصلحة العامة فيما كتبه ذلك ان المصلحة العامة منتفية هنا. وما هو موقف كاتب المقال امام بعض ابناء وحفدة بعض خريجي مدرسة الهفوف الاولى وهم طلابه الآن في قاعة الدرس بالجامعة التي يقال انه مدرس بها بينما هو يتنكر لمدرسة تخرج فيها اجدادهم ان لم يكن ابناؤهم. وهل سيثق الحفدة, ناهيك عن الابناء, فيما يرد في محاضراته لهم! ماذا يلاقي من يتدخل فيما لا يعنيه؟ مدرسة الهفوف الاولى, باسم خريجيها الرواد, حال لسانها يقول: واذا اتتك مذمتي..


الناشر: جريدة اليوم

– العدد: 11687

تاريخ النشر: 14/06/2005م

الرابط للمصدر

من أعلام مطير المعاصرين: معالي الوزير السابق الدكتور محمد آل ملحم

نشــــأته ودراســـته
ولد معالي الدكتور محمد آل ملحم بالأحساءتقريبا عام 1357هـ وترعرع ودرس هناك وبعد ان اكمل دراسته الثانوية في مدينة الرياض ابتعث مع الرعيل الأول من السعوديين المبتعثين الى دولة مصر مهد الحضارة العربية ومنهل علومها ,وواصل دراسته الجامعية بكلية حقوق القاهرة وتخرج بتفوق على ما يربو الأف المصريين ودرس مجاناً على حساب الجمهورية العربية المصرية نظراً لتفوقه العلمي بأمر من الرئيس جمال عبد الناصر من ضمن الطلبة العرب المتفوقين .وبعد تخرجه أبتعث الى الولايات المتحده الأمريكية وحصل على الماجستير والدكتوراه عام 1390 هـ من جامعة يـــال ( yale) العريقة وهي الجامعة التي تخرج منها تخرج منها رؤساء امريكا منهم فورد وكلنتون بوش الأب وبوش الأبن .ومعظم قضاة المحكمة الفدرالية العليا , وأكثر من ثلث حكام الولايات . والتي من المعلوم ان الحصول على قبول للدراسة بها به صعوبة بالغة .

 

الأعمال التي قام بها
وبعد عودته الى ارض الوطن رغب في التدريس في كلية التجاره – جامعة الرياض آنذاك فدرّس بها سنتين واخير أنتخب عميدا للكلية وبعد ذلك صار وزير دولة وعضو بمجلس الوزراء في حكومتي الملكين ” خالد ” و ” فهد ” لمدة واحد وعشرين عاماً , ولقد أستفادت الدولة من علمه وخبرته , وكان من صفاته رجاحة العقل والعلم وسعة الأطلاع ,.

 

نبذة عن عائلة آل ملحـم
اما عائلة آل ملحم فهي العقفان من الجغاوين من العبيات من واصل من بريه من مطير ,كانت تلك العائله مع القبيلة في الحجاز بين القرن الرابع والثامن وتحولت الى نجد مع القبيله وهناك عاشوا حاضرة آل ملحم بالجزعه جنوب الرياض واملاكهم لازالت شاهدة على ذلك , ومنهم من سكن بحفر الباطن ورئيسهم هو الشيخ سلطان بن عامر بن ملحم وهو شيخ الجغاوين من العبيات ومن آل ملحم من قطن عيون الجواءبالقصيم , ومنهم من سكن الكويت ,اما سكان الجزعه من آل ملحم فقد نزحوا الى الأحساء وهم عائلة عريقة ويصل عددهم الى ثمانية الاف فرد ذكور ومنهم معالي الوزير محمد آل ملحم . وعائلة آل ملحم يقطنون حاليا كما سبق القول , في الرياض والأحساء والدمام وحفرالباطن وعيون الجواء والكويت .وكثير من المراجع و الكتب والمجلات حصل بها خلط نتيجة تماثل الأسماء بين ” لآل ملحم ” من قبيلة مطير ومن قبائل اخرى مثل آل ملحم الزلفي من عتيبه وآل ملحم في قبيلة الدواسر وآل ملحم في قبيلة عنزه وآل ملحم في قبيلة قحطان ولكن العائلة العريقة المعروفة في الرياض والأحساء والدمام وحفر الباطن وعيون الجواء بالقصيم والكويت هم من العبيات من بريه من مطير .

 

مؤلفات معالي الدكتور محمد آل ملحم
1- كانت أشبه بالجامعة : قصة التعليم في مقاطعة الأحساء في عهد الملك عبد العزيز , ودراسة في علم التاريخ الأجتماعي ط/أولى /عام 1419هـ .2- هزار الأحساء وبلبلها الغريد : حماد الرواية الثاني . ط/أولى /عام 1420 هـ .3- قانون الثروة النابضة : بترول الشرق الأوسط .ط/أولى /1424هـ .4- أبن مقــرب الشاعر المغرور ( تحت الطبع ) .5- رحلة مع شاعر :محمد بن عبد الله بن حمد آل ملحم ( تحت الطبع ) .6- حياة في كلية التجارة ( تحت الطبع ) .7- مشوار حياتي ( تحت الطبع ) .

 

كلمة ختــام
هذه نبذة عن علم من اعلام القبيله ورجل نفخربه وتفخر المملكة به وحق علينا ان نشيد بمفكرينا ونجلهم ولو اننا لن نعطيهم حقهم الوافي ولكن لعلنا نورد بعض من امجادهم ,وفي الختام اقدم اعتذاري لمعالي الدكتور محمد آل ملحم وللعائلة الكريمه (الملحم ) اذا كان هناك شيء من الخطاء او النسيان ونحن رهن الأشارة الى التصويب والتعقيب والأكمال والأدلال

 

اعتــذار
وفي الختام اقدم اعتذاري لمعالي الدكتور محمد آل ملحم وللعائلة الكريمه (آل ملحم ) اذا كان هناك شيء من الخطأ او النسيان ونحن رهن الأشارة الى التصويب والتعقيب والأكمال والأدلال

المقالة | من أعلام مطير المعاصرين: معالي الوزير السابق الدكتور محمد آل ملحم
الكاتب: محمد الشلاَّحي: منسق موقع قبيلة مطير على الانترنت
الناشر:
تاريخ النشر:
الرابط: http://www.mutair.ws/fares.html
الكاتب: محمد الشلاَّحي

خطاب د. الملحم في اللقاء الثالث للرعيل الاول من خريجي مدرسة الهفوف الأولى

الكاتب: د. محمد بن عبداللطيف الملحم
الناشر: جريدة اليوم – العدد: 11660
تاريخ النشر: 18/05/2005م الرابط هنا

كانت اشبه بالجامعة
التاريخ يعيد نفسه مجددا عبق التعليم في هجر
معلم حضاري وسط مدينة تتوسد التاريخ
د. محمد عبد اللطيف الملحم

التعليم هاجس يرى كل مواطن عربي مسلم وكأنه مسئوليته الشخصية في عالم معاصر لم يعبأ الكثير فيه بأهمية عبارة “اقرأ” وانا احد الذين اولعوا بالعملية التعليمية لمعاصرته لها منذ بدايتها.منذ عهد “الكتاتيب” والواحد منا يتفاخر بانه من الصبية الذين هداهم الله عز وجل لكي يبدأ بتعلم قراءة القرآن الكريم ومن ثم البدء بتعلم مبادئ الكتابة واتذكر ولا ازال انني كنت ألطخ ثيابي بالحبر الازرق دلالة على انني قادر على الكتابة في وسط مجتمع امي اغلبه لا يعرف القراءة والكتابة والجود من الماجود كما يقول المثل آنذاك.هكذا كانت بدايات التعليم في الخمسينيات والستينيات من القرن الهجري الماضي وفي ذلك العهد كان خريج مدرسة الهفوف الابتدائية الاولى اشبه ما يكون في مستوى خريج الجامعة في ايامنا المعاصرة.كان خريج المدرسة الابتدائية مثل العروسة – آنذاك – كثير خطابها من الحكومة او القطاع الخاص على حد سواء.
اللقاء الثالث للرعيل الاول من خريجي مدرسة الهفوف الاولى في قـلب مــــدينة الهـفـوف في 11/ 4/ 1426هـذكريات التعليم تمر على الدوام بخاطري والذكريات صدى السنين الحاكي ومن اجل الاحتفاظ بهذه الذكريات وحتى لا يعفى عليها الزمن ولدت لدى فكرة الكتابة عنها منذ ان كنت طالبا في السنة الخامسة الابتدائية عام 1370هـ وتحققت هذه الفكرة ضمن دفتي كتاب تحت مسمى “كانت اشبه بالجامعة” الذي صدرت طبعته الاولى في الخامس من شوال عام 1419هـ صدرت الطبعة من الكتاب في التاريخ المشار اليه وتلقاه القراء. والقراء يختلفون في مشاربهم واذواقهم ومداركهم كما يختلفون في قدرتهم على التأمل والفهم والاستيعاب.وبالرغم مما قيل اننا نعيش في زمن هجر فيه الكتاب البتة واستغني عنه ببدائل له: هذا القول مردود من وجهة نظري اذ سيظل الكتاب حتى في زمن ثورة الاتصالات الحديثة كالطود الشامخ وسيبقى للابد الصديق المخلص لنوع خاص من القراء وهم الذين يجدون في القراءة متعة ذهنية يستحيل وجود بديل لها لديهم.وهناك طائفة من القراء يقرؤون في تأمل ومن يتأمل يستطيع ان ينتج اثرا ويبدع فكرا.ورغم مرور حين من الزمن على صدور كتابي “كانت اشبه بالجامعة” الا ان هذا الكتاب قد وجد من يقرؤه ومن قرأه وجد نفسه مدفوعا ومتفاعلا مع متعة القراءة حيث لم تهدأ له عاطفة حتى يسجل انطباعاته اما نثرا او شعرا.(1) من هؤلاء معالي الاستاذ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر الذي جعل من التعليم هاجسا له يتلقف ما يكتب عنه في تلهف قال معاليه عن كتاب “كانت اشبه بالجامعة”:-“كتاب الدكتور الملحم روضة من الرياض المزهرة سوف يجد من يتنزه فيه متعة وسيعرف جزءا من بلده غاليا وعزيز ا معرفة تجعله يشعر بالعزة والفخر ويعرف الفضل لاناس مضوا الى ربهم واناس لا يزالون يؤدون واجبهم. شكرا للدكتور محمد الملحم فقد انست بكتابه واستفدت مما فيه وسوف يجد غيري انه وثيقة لا غنى عنها لمن اراد ان يعرف عن التعليم في الاحساء خصوصا وفي المملكة عموما”.(2) ومن هؤلاء امام جامع الامام فيصل بن تركي الشيخ الاديب محمد بن عبدالله بن عبداللطيف المبارك تغمده الله برحمته – الذي لم يتمالك بعد فراغه من قراءة الكتاب حتى حبر في الحال قصيدة شعرية جميلة نشرها في جريدة (اليوم) وتقرأ كالتالي:-
قرأت لاشبه بالجامعة …. لمدسة هيأت جامعه لمدرسة كان مجموعها….. نواة لجامعة جامعه فها نحن في “هجر” نحظى بأن ….. اقام بها “الفيصل” الجامعه(محمد) يا ابن الاولى أنشؤوا ….. صروحا لامجادنا ساطعهويا “ابن ملحم” شكرا على ….. اياديكم البرة الواسعه كتابك هذا كتاب نفيس ….. حوى ثروة ثرة ضائعه كتاب يوثق تاريخنا….. اساليبه حلوة رائعه وينساب للقارىء المستنير….. بالفاظه السهلة المانعهحوى حقبة كاد فيها الزمان ….. ليستر اخبارها الناصعهوانت بحق كشفت القناع ….. وابرزتها درة بارعه تحدثت كيف يكون الرجال ….. اشادوا وانفسهم وادعه جزاك الإله بخير الجزاء ….. لقولك: (اشبه بالجامعه)

(3) ومنهم خريج مدرسة الهفوف الابتدائية الاولى الاستاذ الشاعر الاديب “سعد بن عبدالرحمن البراهيم” الذي لم يتمالك بعد قراءته الكتاب الا ان يثني لا على الكتاب فحسب وانما على معالي الاستاذ الدكتور “عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر” الذي اثنى فيه على “الاحساء” واهلها عند تقويم معاليه لكتاب “كانت اشبه بالجامعة”. كان ذلك في قصيدة بعنوان “ومع اشبه بالجامعة” نشرها بجريدة الجزيرة ومن ابيات القصيدة:
اقيلي عثاري ربة الخز والورد ….. اذا لم اجد عونا اقول الذي عندي وطوفي بي الدنيا جمالا وبهجة ….. وداوي هيامي فالمدى شاهد وجدي فمن ذاق طعم الشهد من ثغرك انحنى ….. خشوعا له قلب يعب من الشهد تناهت لك الابصار حسنا ومتعة ….. فيا ويح من لا يبصر الحسن في القد ومن يثن جيد الود عما تريننا ….. فهذا وأيم الله ناء عن الرشد اذا هبت الانسام بالعطر والندى ….. نقول نفحت العطر مع هبة البرد وان شاغل السمار في الليل مؤنس ….. لأنت مجال الانس في بهجت السهد حنانا بنا يا خود يكفي صبابة ….. فما كان في الوجدان اعصى على العد فما طرفت عين تزهت بنظرة ….. الى مرجك الفينان والسلسل الفرد كاني بها اصفتك ودا احسه ….. على باسقات النخل من اندر الود الا يا ربى “الاحساء” يا مجتلى الرؤى ….. ومرقى غطاريف تخطوا الى المجد اعيرى بياني مكنة من فصاحة ….. فاخشى اذا بينت عن فضلهم اكدي لانى وجدت السفر وفي فعالهم ….. بما هم له اهل فما ذا عسى ابدي رجال اذا ما انشق صبح عن الوفا….. وجدت لهم صبحا يدوم بلا فقد واذ ما قرأت الشعر في الكتب تلقه ….. مضيئا على “الاحساء” كالبدر في وقد فهذا كتاب “لابن ملحم” ناشر….. به ذلك الدكتور اشيا من المجد فأنبا عن التعليم في سالف مضى ….. ووفى عن العلام ما كان من جهد ففي “دارة الهفوف” مرفى انتهاضه ….. كما الجامعات استرسل العلم في جد وجال بنا “ابن الخويطر” جولة ….. فطاف بنا “الاحساء” في موكب الحمد نعم يا “معالي الشيخ” يا من به زهت ….. صروح من التعليم للامس والبعد تثني بخير للذي قال آنفا ….. واسردت ما يزهو به الطرس في السرد ابنتم عن الرواد والسادة الاولى ….. بنوا نهضة التعليم في سالف العهد فكان انبهارا نرفع الرأس عنده ….. وكان افتخارا واصل البعد بالبعد وكم من رباط في “الحسا” قام ناشرا ….. صنوفا من التعليم للمقتدي تهدي تمشوا بها “ال المبارك” مثلما ….. مشوا “ال ملا” و”العمير” بلا حد ورودا لها الطلاب من كل بلدة ….. فكانت لهم اذ ذاك من افضل الورد ذكرتم كثيرا فاستطبنا لذكره …. وفاء وقل اليوم من بالوفا يهدي سوى فاضل قد قال يا موطن الهنا ….. ففي عطاءاتي نامي على زندي الا يا “هجير” العلم والحلم والوفا ….. فانت بما تبغين فوق الذي عندي عديني امني بالوصال تلهفي ….. فهذا بريق الشوق مسترسل الوقد كفى الحرف تشتيتا ويكفي تغاضيا ….. عن المنهل الفياض والخير والسعد

ما سبق مجرد مقتطفات اقتضتها ضرورة المناسبة عن مدرسة الهفوف الاولى التي كانت ولا تزال (في ذاكرة من رضع العلم بها) معهد علم, ومصدر اشعاع ومخزن ذكريات. وهي مناسبة تعبر عن لمسة وفاء لمدرسة لا تزال حسا ومعنى محفورة في ذاكرتي. فمبناها, واروقتها, وحجراتها, ومداخلها لا تزال في حضور تام عندي. اما اساتذتها وطلابها فهم الذين يمثلون دم الحياة بالنسبة لها. ومع توالي السنين ظل مبناها شامخا, وكان بمثابة معلم حضاري في وسط مدينة الهفوف العريقة. وبسبب كتاب “كانت اشبه بالجامعة” قيض الله لهذه المدرسة احد احفاد الملك المؤسس صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز فتبنت مؤسسته “مؤسسة التراث”, وبدعم من بعض خريجي المدرسة, العناية بالمدرسة.والمدرسة بعد العناية بها الان طود شامخ. والتاريخ يعيد نفسه مجددا عبق تاريخ التعليم في بلاد “هجر”, البلاد التي كانت ملتقى حضارات ومصدرا من مصادر الوقود للانسان والحيوان والجماد.ولم يقف التاريخ عند هذا الحد.خريجو المدرسة في عصرها الزاهر ما زالوا على العهد, وحسبك بهم.شرفت بهم المدرسة حينما كانوا في اروقتها وحجراتها في عمر الزهور.وكم شرفا ازدادت به المدرسة حينما تقدمت السن بخريجها، فكان منهم في ذاكرة التاريخ وزراء، ووكلاء وزارات، ورجال علم وادب وشعراء، ورجال مال يشار اليهم بالبنان.وحان موعد الوفاء، وفاء الخريجين لمدرستهم يجددون ذكراها لأنها كانت المدرسة الام، الأم الحنون التي قدمت ما تملك من حنان وعاطفة ممثلة في ثدييها لأبنها، والابناء اليوم بررة.وحان موعد الوفاء وحان موعد اللقاء.وكان اللقاء الاول لمن بقي على قيد الحياة من خريجي المدرسة وبمبادرة من احد خريجي المدرسة الطالب (رجل الاعمال) الزميل “سعد بن عبدالعزيز الحسين” في مزرعته الواقعة في قلب الواحة بتاريخ 5 ربيع الاخر 1424هـ، وكان لقاء تعارف لزملاء تفرقوا بعد تخرجهم لحين من الزمن، وكان اهم مكسب ظفروا به في هذا اللقاء تجديد الذكريات التي كاد يعفو عليها الزمن: والذكريات صدى السنين الحاكي، وكان اللقاء الثاني، وهو بمبادرة من الطلاب الزملاء: عبدالعزيز بن محمد الجندان، وحمد بن صالح الحواس، ومحمد بن عبدالله بوعائشة، بتاريخ 22 ربيع الاخر 1425هـ، في فندق “كارلتون المعيبد” الكائن بطريق الدمام وكان لقاء فيه من الحرارة والحيوية انه عاد بالخريجين الى ايام الهوى والصبا، لم يقتصر الامر على تجديد الذكريات فحسب، وانما تجلى في هذا اللقاء اهم رمز من رموز الوفاء: تجلى في هذا اللقاء ما عناه الشاعر حين قال: “قم للعلم وفه التبجيلا” حضر في هذا اللقاء ثلة او كوكبة من مدرسي المدرسة الذين لا يزالون على قيد الحياة.وكان اللقاء في اروع صوره لقاء طلاب بمدرسيهم، كما كان وضع هؤلاء الطلاب حينما كانوا في عمر الزهور امام مدرسيهم بالامس وما هو وضعهم الآن بعد ان بلغ بهم العمر مبلغه وهم يصافحون مدرسي الامس؟ كان التواضع والاحترام، كما شاهدته، السمة الغالبة لدى هؤلاء الخريجين حينما كانوا في مواجهة معلميهم، وكم كان الموقف رائعا، بل وربما كان مؤثرا، حينما قدم الخريجون لمعلميهم هدايا رمزية عبروا بها عما كانوا ولا يزالون يكنون لهم من احترام، والمثل يقول: من علمني حرفا كنت له عبدا.وعبر خريج المدرسة الزميل “محمد بوعائشة” في اللقاء الثاني في كلمات، عن تقديرنا لناقلي العلم لنا نحن الطلبة، وهي كلمات تنم عن مصداقية وعفوية، من ضمن ما جاء فيها مخاطبا معلمي المدرسة ما يلي:لقد عهدنا فيكم الجد والاخلاص في تأدية الواجب، والحرص الشديد على تربية ابنائهم الطلاب التربية الصالحة، فكان نهجهم السوي وسيرتهم العطرة نبراسا يضيء الطريق للاجيال على ممر السنين، ونحن على يقين بأنهم يشعرون بالفخر والاعتزاز وهم يرون النبت الذي غرسوه قد اينع وآتى اكله، فها هم ابناؤكم طلاب الامس ورجال اليوم وقد حصلوا الدرجات العلمية، وتقلدوا المراكز في الدولة والمؤسسات والشركات العامة والخاصة في المجالات المختلفة يساهمون بما وهب الله لهم من علم غزير وخبرات راسخة – كل في مجال تخصصه – في مسيرة التنمية والبناء بهذا الوطن العزيز.ويأبى خريج المدرسة الطالب (رجل الاعمال) الزميل عبدالعزيز بن سليمان العفالق الا ان يواصل المسيرة فيصر على تجديد اللقاء وسيكون اللقاء الثالث في اشهر وارقى فندق بمدينة الهفوف القريب من المدرسة التي كان اشبه بالجامعة يوم الخميس الموافق 11 من شهر ربيع الاخر 1426هـ وفي نهاية هذا اللقاء سيتوجه الجميع الى مدرستهم الابتدائية الاولى لمشاهدتها بعد تجدد عمرها، وبعد ان اصبحت في ابهى حللها.والمسيرة ستتواصل – ان شاء الله – ليتنسم الجميع عبق تاريخ هجر ولكن المسيرة لكي تبقى فهي، في تصوري بمثابة سفينة تشق عباب البحر، ولكي لا تتعرض هذه السفينة للعواصف، ناهيك عن الكوارث، فالسفينة تحتاج الى تنظي

ويبقى أبو ناصر في الذاكرة

لقد ألمّ بي حزن بالغ لدى علمي بنبأ وفاة صديق عهدتُه متعاطفا للغاية مع فتية كلية التجارة الثمانية – جامعة الرياض، وذلك منذ أربعة وثلاثين عاماً مضتْ.تميَّز هذا الفقيد أنه:طالب علممتواضعشجاعٌشهمٌمحبٌ للخيرذو ثقافةٍ عاليةٍ، ودرايةٍ واسعةٍ بواقع المجتمع،يعيش هموم مجتمعه: سلبياته وإيجابياته،مستمع لافت للنظر،يشجعُ طلاب العلم على المثابرة، ومواصلة التحصيل العلمي،يحبُّ الصمت،إذا تحدثت معه يحْسسك أنك أنت المعلم وهو الطالب،يتكلم إذا وجدَ أن هناك ضرورة للكلام،إذا صافحك فإنه يترك أثر المصافحة في ظهر يدك للحظات، بل وربما لدقائق!والفقيد من الرعيل الأول الذين توجَّهوا لعاصمة (المعز) لتلقي التعليم الجامعي.كنتُ أسمع عن الفقيد، وأنا طالب في (مدرسة الرياض الثانوية) في عام 1377هـ، وكانت المدرسة تحتل بيت (ابن جبر) بحي (شلقة) المجاور لشارع الوزير، أحد الشوارع الرئيسة في الرياض آنذاك.وكنتُ أسمعُ عن نشاط الفقيد، وأنا في مقاعد الدرس بكلية الحقوق – جامعة القاهرة بحكم عمله بوزارة المعارف، ومن ثمَّ في (جامعة الرياض)،كان الفقيد في وزارة المعارف متألقاً في جهوده وعطائه حينما كان (مديراً عاماً للتعليم الابتدائي)، ومن ثم (مديراً عاما للتعليم) بالوزارة،واحتل الفقيد في (جامعة الرياض) (جامعة الملك سعود حالياً) منصب الأمين العام بها.كان مكافحاً في مشواره التعليمي ومن ثم العلمي، ولا غرابة حيث عاش وترعرع في بيت علمٍ، وابن الوزِّ عوَّام.كان المنصب لا يهمه بقدر اهتمامه بطلب العلم والتشجيع على طلبه، وكان لطبيعة المناصب التعليمية التي تولاَّها الأثر الكبير في توجهاته.بعد تخرجي في كلية الحقوق – جامعة القاهرة في عام 1382هـ قررتُ الالتحاق بجامعة الملك سعود (معيداً)، فقابلت في (الملحقية التعليمية) بالقاهرة في صيف عام 1382هـ سعادة (وكيل جامعة الملك سعود) آنذاك (معالي الأستاذ الجليل الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر) الذي كان في مهمة التعاقد مع أساتذة مصريين للعمل بالجامعة، وعرضتُ عليه رغبتي في التدريس بالجامعة فوافق حالاً.وبعد سنة من بقائي بكلية التجارة (معيداً) سافرتُ إلى (أمريكا) للدراسة العالية بكلية حقوق جامعة ييل Yale الأمريكية على حساب الجامعة.ولأن الفقيد، كما سبق القول، يشجع طلاب العلم على المثابرة، ومواصلة التحصيل العلمي، رأى أن يبدأ بنفسه في هذا المجال، وليكون القدوة لغيره من محبيه.ترك منصبه (بجامعة الرياض) إلى (حين) ليواصل دراسته العالية في بريطانيا.حصل الفقيد على شهادة الدكتوراة في عام 1389هـ في الأدب العربي في جامعة لندن (مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية) في موضوع يتعلق بكتابات الجغرافيين العرب عن شمال الحجاز حتى القرن الرابع الهجري.وزرتُه أثناء دراسته في بريطانيا مرةً واحدةً في منزله في ضواحي (لندن) وكان الحديث معه (في كثير من الأمور العامة) شيقاً، وأثناء مغادرتي منزله حثني على مواصلة الدراسة.كان الفقيد في حديثه معي ذا بصرٍ وبصيرة!عاد الفقيد بعدها إلى أرض الوطن ليحتل منصبه السابق مع قيامه بالتدريس بكلية آداب الجامعة نفسها، ومن ثم انتقل إلى هيئة التدريس بها.أمَّا أنا فقد حصلتُ على درجة الدكتوراة في علم القانون من كلية حقوق جامعة ييل Yale الأمريكية بعد سنة من حصول الفقيد على الدكتوراة (أي كان حصولي على الدرجة العلمية في عام 1390هـ).وعدتُ (للرياض)، وقابلتُ (سعادة وكيل الجامعة) في مكتبه بإدارة الجامعة (بحي المَلَز)، وكنا بالمكتب ثلاثة: سعادة الوكيل والفقيد وأنا.فاجأني الفقيد بثناءٍ عاطرٍ عليَّ أمام (سعادة الوكيل) لدرجة أنني خجلت من ثنائه.التزمتُ الصمتَ، إذ لم أتمكن من الردِّ عليه، إلاِّ أن الفقيد قال وقتها مخاطباً (سعادة الوكيل) وبالحرف الواحد:الحمد لله: سَيَسُدُّ الأخ الدكتور (محمد آل ملحم) ثغرةً مهمةً في هيئة التدريس بكلية التجارة.لن أتحدث عما قمت به (في عام 1382هـ، ومن ثم بعد عام 1390هـ مع زملاء متعاونين معي للغاية من حملة الدكتوراة من أبناء الوطن) من أعمال وجهود بكلية التجارة وبالجامعة، هذا ليس هنا محله، وإنما محلُّه في كتابي (حياة في كلية التجارة) تحت الطبع.وبالجامعة اكتشفت أن الفقيد شعلةٌ متوقدةٌ في منصبه بالجامعة، وكذا لمَّا كان يدرِّس بكلية آداب الجامعة.كان الفقيد يتفانى، وفي حماس شديد، في التعرف على أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، يحثهم على التحصيل، ناهيك عن توقعاته لبعضهم باحتلال مراكز مرموقة بالجامعة وخارجها.وتمكن الفقيد، وهو بالجامعة – وخاصة بكلية الآداب – أن يحيط نفسه بمجموعة من المثقفين من داخل الجامعة وخارجها، ناهيك عمَّن تخرج على يديه من طلبة أوفياء له.وحتى بعد أن ترك الفقيد الجامعة، وتقلَّد مهامّ أخرى من طبيعة تنموية وخيرية، ظل الأصدقاء – من حوله – يتكاثرون، ويتكاثرون!كان الفقيد ذا بريقٍ!وكان الفقيدُ ذا شفافيةٍ!على سبيل المثال: (وهذا موضوع مهم وحيوي لابد لي من تناوله، من الناحية التاريخية، في حياة الفقيد).حينما كنتُ في (كلية التجارة) (أستاذا مساعدا) كان معي من أعضاء هيئة التدريس من أبناء الوطن الذين انضموا للكلية من (حملة الدكتوراة) حسب تواريخ وصولهم للكلية منذ عام 1387هـ، وحتى عام 1391هـ ثمانية وأسماؤهم كما يلي:- يوسف نعمة الله.- محسون جلال – رحمه الله -.- أنا.- أسامة عبدالرحمن عثمان.- محمد الهوشان.- سليمان السليم.- غازي القصيبي.- ومنصور التركي.أمَّا قيادة الكلية فكانت العمادة وقتها للأستاذ (حسين بن محمد السيد) المصري الجنسية – آنذاك – والسعودي الجنسية فيما بعد – رحمه الله -.ومنذ عام 1382هـ حينما كنتُ معيداً بكلية التجارة وحتى التحاقي بالكلية بعد الدكتوراة – في عام 1390هـ كان العميد – لا يزال – الأستاذ (حسين بن محمد السيد)، وكان معه أساتذة آخرون من العرب الوافدين يدرِّسون بالكلية.كان معظم الأساتذة في (كلية التجارة) من إخواننا العرب.وكانت (كلية التجارة) وقتها ملء السمع والبصر في (مجتمع الرياض) إن لم تكن في سائر أنحاء المملكة.وبعد سنةٍ من التحاقي بالكلية (أي في عام 1391هـ) تقريباً فاجأنا معالي الشيخ الجليل – (حسن بن عبدالله آل الشيخ) – رحمه الله – وزير المعارف والمشرف الأعلى على (جامعة الرياض) – آنذاك – بتوجيهاتٍ مهمةٍ.وكان مقتضى تلك التوجيهات أن يتولَّى أعضاء هيئة التدريس من أبناء الوطن قيادة كليتي (الآداب والتجارة).ولاقت تلك التعليمات ارتياحاً منقطع النظير ليس لدى كافة أعضاء هيئة التدريس بالجامعة من أبناء الوطن فحسب، وإنما لدى الفقيد، إذ صادفت تلك التعليمات هوىً جامحاً في نفسه لأنه كان محباً للوطن وأبنائه.ووفقاً للتوجيهات ذات الرمز الوطني عُيِّنَ – فجأة- معالي الأخ الصديق الدكتور (غازي القصيبي) عميداً (لكلية التجارة).وفي صبيحة اليوم الذي تولَّى فيه الأخ الصديق (القصيبي) منصبه الجديد جاء الفقيد – بكل ما يملكُ من حزمٍ وأناةٍ وبعدِ نظرٍ، وبحكم موقعه بالجامعة – إلى (كلية التجارة) محاولاً لمَّ الشمل بالكلية – ما أمْكَنَ – بعد أن تصاعدت الخلافات بها إثر تعيين الدكتور غازي، ولكن فات الأوان، حيث إنَّ منْ يتولَّى (عمادة الكلية) حسب الأعراف الجامعية يعتبرُ (الأول) بين متساويين وهو ما لم يكن ، وكان العميد الجديد يجهل هذه الأعراف!ودعاني الفقيد ذات مرة إلى منزله الأول الكائن (بحي الملز) مع ثلة من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة وآخرين وكنتُ وقتها (بكلية التجارة) لتناول طعام العشاء على شرف (صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز) وزير الدفاع والطيران والمفتش العام (آنذاك).وبعد تناول طعام العشاء أخذ الفقيد سمو الأمير، وبعض المدعوين وكنتُ من بينهم، على جولة في مكتبته التي كانت تضم عشرات الآلاف من الكتب في مختلف الفنون والآداب.وقد أهدى الفقيد لسمو الأمير كتاباً نادراً من الكتب التي كانت تحتوي عليها المكتبة.والشاهدُ في إيراد هذه المناسبة التي لا تزال عالقةً بمخيلتي هو أنني كنت من بين الذين ودَّعهم الفقيد بعد توديع سمو الأمير.وفي تواضعٍ جمِّ يصعب وصفه سايرني الفقيد حتى عتبة بابه، وأتذكَّر أنه قال لي عند عتبة الباب بالحرف الواحد:يا دكتور: آمل أن أراك، آمل التواصل، وكم أودُّ أن تكون معنا في بعض رحلات البرِّ التي اعتدنا على القيام بها مع إخوة من أساتذة الجامعة وخارجها.كلمات لا تزال محفورة في الذاكرة.كلمات صادرة من صميم قلب رجل محب لطلاب العلم يتفاعل مع طموحاتهم، بل ويشجعهم على العطاء.وكنتُ ألتقي بالفقيد في بعض المناسبات العامة كمناسبات الزواج وغيرها فأجدُهُ الرجل نفسه لم يتغير رغم تقدم السن:متواضعاً.ذا نفس أبية.صاحب رأي.يتفقدُ الأحوال.وبودي أن أشارك الأستاذ الأديب ذا العطاء المتميز (سعد البواردي) رثاءه المعبر المؤثر في الفقيد، وهو رثاءٌ شدَّ مشاعري!وليسمح لي أخي (سعد)، وبدون إذن سابق منه، نقل فقرات من هذا الرثاء معتبراً أنني كما لو كنتُ مسطِّراً هذه الفقرات:(افتقدناك منظِّر ثقافةٍ أصيلةٍ ترفض ثقافة السخافة.. لا ترضى عن أصالة الرسالة بديلاً).(افتقدناك متواضعاً رغم شموخك.. علو همتك.. وسمو قامتك).(جافيت الشهرة التي يلهثُ خلفها أنصاف الرجال.. لأنك الرجل.. والرجل ترفعٌ وتواضعٌ).(علمتَ فكان لك المريدون الكثر، وأنا واحد منهم، كنت لي خير مثل).(علمتنا دروس الأخلاق دون نفاق فحفظناها.. وما حفَّظناها..).(علمتنا وأنت المعلم أن العطاء في صمتٍ هو جوهر العمل وإكسيره.. محركه..).(علمتنا أن نخطو خطواتنا في تواضعٍ غير مبهورين.. ولا مختالين.. ولا متخاذلين).(كثيرة هي الاشياء الجميلة التي أودعتها حياتك الثرة، وودَّعتنا راحلةً معك..).وأقولُ في ختام رثائي:رحم الله الفقيد الأستاذ الدكتور (عبدالله بن ناصر بن محمد الوهيبي)، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وأبناءه وبناته وإخوانه الصبر والسلوان،(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)


ويبقى الفقيد (أبوناصر) في الذاكرة.(مقتطفات مختصرة من كتاب (حياة في كلية التجارة) تحت الطبع)ويبقى الفقيد (أبوناصر) في الذاكرة.(مقتطفات مختصرة من كتاب (حياة في كلية التجارة) تحت الطبع)
الناشر: جريدة الجزيرة

– العدد: 11815

تاريخ النشر: 02/02/2005م

الرابط للمصدر

تقرير “القو” حول د. الملحم ومدرسة الأحساء

في لقائهم السنوي الثاني
أيام لها تاريخ يتذكرها خريجو مدرسة الهفوف الاولى

“عقد معلم و وخريجو مدرسة الهفوف الأولى بالهفوف من خريجي 1374هـ وحتى 1380هـ لقاءهم السنوي الثاني في فندق كارلتون المعيبد بالخبر.وقد اجتمع في هذا اللقاء مجموعة كبيرة من كبار الشخصيات التربوية والتي تخرجت من المدرسة.وبدأ اللقاء بآي من الذكر الحكيم للقارئ يوسف العبدالهادي فكلمة ترحيبية للاستاذ محمد بوعايشة.ثم القى الاستاذ احمد السيد خليفة قصيدة معبرة عن مشاعره تجاه زملائه خريجي المدرسة.لمسة وفاء:بعدها القى معالي الدكتور محمد عبداللطيف الملحم وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء كلمة تناول فيها اربع نقاط وهي: شكر القائمين على تنظيم الحفل وما قدموه للتعليم في بلادنا الحبيبة واشاد بكفاحهم في سبيل تنمية المجتمع، كما اشاد بالمدرسة التي خرجت هذه الاجيال وتعتبر معلما من معالم الاحساء، كما تناول التفاوت في العمر بين طلاب المدرسة حيث قال انه عندما كنا في الصف السادس ويأتي طالب في الصف الأول في المدرسة فزمالة المدرسة تجمعهم مع فرق العمر، وطالب الملحم بان يكون اللقاء سنويا وعلى مدار يومين لتذكر الايام الخوالي في ربوع المدرسة ويتخللها ندوات تربوية.بعد ذلك القى الاستاذ عبدالله الباز احد مديري المدرسة كلمة شكر فيها المنظمين للقاء والحضور على حضورهم، واكد على ضرورة تواصل مثل هذه اللقاءات التي تجمع الرعيل الاول في هذه المدرسة مع طلابها، ويتم خلالها نقل الخبرات والكفاءات لتعليم افضل وتربية مثلى.ذكريات جميلةبعد ذلك القى الاستاذ محمد عبدالله الملاء كلمة ترحيبية تعرض فيها لذكريات المعلمين في عام 1380هـ فكلمة للدكتور عبدالرحمن المديرس شكر فيها القائمين على الحفل واثنى على تنظيم مثل هذه اللقاءات.وحضر الحفل الشيخ عبدالمحسن المنقور والدكتور محمد عبداللطيف الملحم والشيخ عبدالله بن محمد بونهية والشيخ عبدالله الباز الاستاذ عبدالله بن عبدالرحمن بونهية والاستاذ ابراهيم الحسيني والشيخ فارس الحامد والدكتور عبدالله المبارك والدكتور صالح جاسم الدوسري مدير عام التربية والتعليم بالشرقية بنين والدكتور عبدالرحمن المديرس مدير تربية وتعليم الاحساء والاستاذ عبدالرحمن الملحم مدير فرع وزارة الاعلام بالشرقية والزميل محمد الوعيل رئيس التحرير وعدد كبير من المهتمين بالتعليم بالشرقية.كما حضر اللقاء عبدالله صالح جمعة رئيس ارامكو السعودية والشيخ عبدالله سعد الراشد والشيخ عبدالرحمن سعد الراشد والشيخ عمران محمد العمران والشيخ عبدالله الغانم من كبار موظفي ارامكو سابقا.والشيخ سعد الحسين والشيخ عبدالعزيز العفالق والشيخ سعد اليمني والشيخ عبدالله فرج والشيخ عبدالرحمن الشهيل والشيخ عبدالرحمن السيف والدكتور علي العبدالقادر والشيخ محمد الماجد.@ اللجنة المنظمة للقاء تكونت من حمد صالح الحواس وعبدالعزيز حمد الجندان وحمد عبدالله بوعايشة واحمد ابو السعود وعبدالرحمن السيف وعبدالرحمن الجبر ومحمد عبدالله الملاء.بعدها قام الدكتور محمد عبداللطيف الملحم وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء السابق والدكتور صالح جاسم الدوسري مدير عام التربية والتعليم بالشرقية بتكريم الاساتدة القدامى وهم:الاستاذ الفاضل عبدالله محمد بونهية، والاستاذ عبدالله الباز، والاستاذ عبدالله عبدالرحمن بونهية، والدكتور عبدالله علي المبارك، والاستاذ عبدالمحسن الملحم، والاستاذ ابراهيم الحسيني، والاستاذ محمد العبدالهادي، والاستاذ فارس الحامد. ثم التقطت صورة تذكارية للمكرمين ثم تناول الجميع طعام الغداء.أحضر معه شهادة تخرجه من التوجيهي@ الاستاذ هاشم السيد ابراهيم من خريجي 1374هـ أحضر معه شهادة تخرجه وكان محل تقدير الجميع حيث رجعوا بذاكرتهم للوراء وتذكروا تلك الشهادات التي كانوا يتسلمونها.@ الشيخ عبدالله محمد بونهية قال انه في فترة من فترات المدرسة كان الاب يدرس في فصل ابنه.* سيكون اللقاء السنوي الثالث ان شاء الله في العام القادم بالاحساء بناء على طلب الشيخ عبدالعزيز العفالق رئيس الغرفة التجارية الصناعية بالاحساء سابقا.”

الكاتب: الخبر – عبدالعزيز القو
الناشر: جريدة اليوم – العدد:11320
تاريخ النشر: 12/06/2004م
وصلة المقال الأصلي في جريدة اليوم

ندوة القضاء والأنظمة العدلية

بمناسبة انعقاد “ندوة القضاء والأنظمة العدلية” التي افتتح فعالياتها صاحب السمو الملكي الأمير “سلطان بن عبدالعزيز” النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والمفتش العام في شهر صفر عام 1425هـ الموافق أبريل عام 2004هـ توجَّه مندوب مجلة الدعوة بأسئلة ذات علاقة بهذه الندوة لمعالي الدكتور “محمد بن عبداللطيف آلملحم” الذي أجاب عليها. ومعظم الأسئلة والأجوية قد تم نشرها بصفحة 8، من النشرة اليومية (العدد الثالث) الصادرة من قبل إدارة الإعلام والنشر بوزارة العدل بتاريخ الثلاثاء 16 صفر 1425هـ الموافق 6 أبريل 2004م.. والنص الكامل للأسئلة والأجوبة كما يلي:

السؤال الأول كيف تنظرون إلى صدور الأنظمة العدلية الجديدة؟وماذا أضافت لعلمكم في هذه المجال؟
صدرت الأنظمة العدلية الجديدة [نظام المرافعات الشرعية ونظام الإجراءات الجزائية ونظام المحاماة]في وقتها المناسب. ولو صدرت هذه الأنظمة في الوقت الذي صَدَرَ فيه “تنظيم الأعمال الإدارية في الدوائر الشرعية” في عام 1391هـ كبديل عنه لكانت ترفًا أو ثوبًا فضفافًا أو حبرًا على ورق. ولو تأخَّر صدور هذه الأنظمة عن هذا الوقت المناسب لكانت الفرصة سانحةً، كما كانت في الماضي، للأعداء قبل الأصدقاء لمواصلة اتهام العملية القضائية بأنها في ظلمات بعضها فوق بعض. وجاء صدور هذه الأنظمة في هذا الوقت متمشيًا مع توجهات الدولة بالأخذ بأسباب الحياة الحديثة، وهي أسباب من شأنها إعلاء كلمة الله، وإنزال حكمه بين الناس. وهي أنظمة رأى خادم الحرمين الشرفين أن يتوج بها عهدة لتأخذ مكانها في منظمومة “نظام الحكم الأساسي” و”نظام مجلس الشورى” و”نظام المقاطعات”.وباختصار يعتبر صدور هذه الأنظمة نقلة نوعية في العملية القضائية من شأنها نقل أوضاع المحاكم ببلادنا من عهدٍ إلى عهدٍ، وهو عهدٌ نأمل أن يكون رجالها في مستوى التحديات التي أتت بها بهذه الأنظمة. أما السؤال عما أضافته لعلمي هذه الأنظمة فإنه من المفيد التنويه عن حقيقتين:ـالأولى: أن علمي بمضامين هذه الأنظمة يعود إلى ما قبل ثلاثة وأربعين عامًا أي حينما كنتُ في مقاعد الدرس في بدايات الثمانينيات من القرن الهجري الماضي. كنتُ أسهر الليالي لدراسة هذه الأنظمة حينما كنت طالبًا بكلية حقوق جامعة القاهرة. وكان بطلا هذه الأنظمة أستاذين من أساطين القانون في عالمنا العربـي. كان الأول الأستاذ الدكتور (محمود محمود مصطفى) أستاذ قانون الإجراءات الجنائية وعميد كلية الحقوق آنذاك. وكان الثانِي الأستاذ الدكتور (رمزي سيف) الرائد الأول في علم قانون المرافعات المدنية ووكيل الكلية آتذاك. ويتذكر زملائي ممن كانو معي من أبناء بلادي في مدرج العميد (بدر) كيف كان هذان الأستاذان، وفي طوعهما مفاتيح أو مقاليد اللغة العربية، يشنفان مسامع طلبتهم وهما يفككان طلاسم ومضامين قانونـي الإجراءات والمرافعات. كان الطلبة في صمتٍ، بل وكأنما على رؤوسهم الطير، يستوعبون طلاسم ومضامين أعقد مادتين من بين المواد القانونية على الإطلاق. وهما بالفعل كانا كذلك في قاعات المحاكم. ويدرك ذلك من مارسوهما في قاعات المحاكم، يستوي في ذلك الجالسون في منصات الحكم أو الواقفون أمامهم أو المدعون والمدعى عليهم أو المتهمون وأهل توجيه الاتهام، ناهيك عن كتبة المحاكم وهو عدة فئات. وقاعدتا مقولة أن العدل أساس الملك هما قانونا [أو نظاما] المرافعات والإجراءات إذا تم تطبيقهما على نحو موضوعي ومجرد من مظنة الهوى الجامح أو الطيش البين.والحقيقة الثانية. هي أنني شاركتُ في مناقشة “نظام المرافعات الشرعية” وهو في مراحله النهائية بمعية صاحب الفضيلة معالي الشيخ “محمد بن ابراهيم بن جبير” حينما كان “وزيرًا للعدل”، وبتكليف من “اللجنة العامة لمجلس الوزراء”. وصدر بمشروع هذه النظام مرسوم ملكي إلاَّ أن النظام ألغيَ فيما بعد بمرسوم ملكي آخر. ومن ثم أُعِيدَ النظر في مشروع النظام بعد عشر سنوات تقريبًا من إلغائه، ودُرِسَ من قبل مجلس الشورى آنذاك، ومن حسن الصدف أن مناقشة المشروع تمت في عهد صاحب الفضيلة معالي الشيخ “محمد بن جببر” رئيس مجلس الشورى. وأتذكرُ أنني زرتُ فضيلته بالمجلس، وأطلعني على محضر إقرار المجلس لمشروع النظام قائلاً لي: أن المجلس لم يجر إلاَّ تعديلات طفيفة علية. وكان وهو يحدثني في منتهى السعادة. وصدر بمشروع النظام مرسوم ملكي. وللحقيقة والتاريخ من المهم التنويه عن الجهود المكثفة التي بذلها معالي الشيخ “ابن جبير” يرحمه الله في جعل هذا النظام يرى النور. وهي جهود تجد خلفيتها في ما اكتسبه من خبرة حينما كان رئيسًا “لديوان المظالم” ذلك أن خبرته بالديوان جعلته يحث الخطى من أجل إنجاز هذا النظام.
السؤال الثانـيهل هناك ثمة صعوبات في تطبيق نظام المحاماة عمليًا؟ وما هي أبرز المقترحات لتفاديها؟
أبدًا، أبدًا، لا توجد أية صعوبات في تطبيق نظام المحاماة. الصعوبات توجد في تطبيق نظامي[أي قانونِي]الإجراءات والمرافعات. ونظام المحاماة[وقد شاركتُ في دراسته حينما كان معروضًا على اللجنة الوطنية للمحامين التابعة لمجلس الغرف التجارية قبل صدوره]هو نظام أهم أغراضه[إن لم يكن الغرض الوحيد]وهو الاعتراف، من الناحية القانونية، بالمحامي في ساحات المحاكم. أمَّا أحكام النظام فهي تتناول أحوال المحامي بعد أن تم الإعتراف بمهمته النبيلة التي سيقوم بأدائها. والمحامي، كما سبق أن ذكرتُ في أحد المناسبات، هو ذلك الذي يعتبر نفسه قاضيًا مع نفسه أي مع ضميره وذلك قبل أن يكون مرتبطًا للدفاع عن موكله. والمحامي باعتباره “حالف قسم” يجب أن يكون أمينًا مع موكله. ومن مقتضيات هذه الأمانة أن يتأمل بتجرد قضية موكله، ومن ثم يصدر الحكم لصالح موكله أو ضده وذلك قبل أن يرفع قضيته للجهة المختصة. والقيد الوحيد على موكله هو أن يكون أمينًا كذلك مع وكيله. ومن مقتضيات هذه الإمانة أَلاًّ يُخفيَ أية واقعة مهما كانت تافهة في نظره على وكيله وذلك تمشيًا مع مقولة لفيلسوف يونانِي حكيم “أنبئني بالوقائع أخبرك بحكم القانون”. هذا هو وضع نظام المحاماة ووضع المخاطبين به. أما الصعوبات المتساءل عنها فهي تكمن في كيفية تعايش المحامي[وبالأحرى القاضي]مع نظامي [أي قانونِي]المرافعات والإجراءات. وهنا المحك. وكما سبق أن ذكرتُ لا توجد صعوبات عملية يمكن التنوية عنها في تطبيق نظام المحاماة.
السؤل الثالث ما هي الآثار المتوخاة على المستوى المحلي والدوليمن جراء إصدار الأنظمة العدلية الجديدة؟
من الصعب التكهن بالآثار المتوخاة. هذه الآثار إمَّا أن تكون سلبيةً أو تكون إيجابيةً. والمدار هو على التطبيق إذ هو بيت القصيد. والمؤمل، إن شاء الله، أن تكون الآثار إيجابية. ومناط الحكم على إيجابية أو سلبية هذه الآثار تكمن في نمط الأحكام التي ستصدر والتي سوف تنشر للكافة. هل ستكشف هذه الأحكام بعد نشرها عن جوهر القواعد الشرعية مصاغة في قوالب مؤصلة تتمشى دون المساس بجوهرها مع ما أفرزته أحوال الحضارة المعارة من حيث ضبط القاعدة القانونية وتحديد معالمها وإنزال حكمها على القضية المعروضة وفقًا لنظامي [أي قانونِي]الإجراءات أو المرافعات دون إفراط أو تفريط أم لا؟ وإن من شأن نشر الأحكام هو الحكم عليها من قبل المحلل المنصف على العملية القضائية من حيث قربها من العدل أو بعدها عنه. وللإجتهاد، إذا لم يتعد على القواعد القطعية، دور كبير في تكوين العملية القضائية.
السؤال الرابعهل ترون أن مخرَّجات كليات الشريعة والقانونفي جامعاتنا مؤهلة للتعامل مع الأنظمة الجديدة؟
من الصعب أن تكون الإجابة في الوقت الحالي إيجابية. الأمر يحتاج إلى وقت. ربما، وأقول ربما، يكون طلاب كليات الشريعة والقانون الحاليون بعد عشر سنوات من صدور هذه الأنظمة مؤهلون. وأنا لست متشائمًا فيما ذكرته، وإن كان مصدر التشاؤم هو هذه الإزدواجية التي ذُكِرَتْ في السؤال عن مخرَّجات من طبيعة شرعية يقابلها مخرجات من طبيعة قانونية. ما لم تحسم هذه الإزدواجية فكأننا سنواجه ما يسمى بصدام الحضارات. الموضوع واحد والحوار مطلوب ولكن المسميات ذات الطيبعة الشكلية ألقت بِظِلِّهَا فسببت المتاهات في هذه الكليات ووضعتها على مفترق الطرق! وذكرتُ في أحد المناسبات أنني رغم التأمل والبحث لم أتبين الحكمة بين مسمَّيي”القانون “و”النظام” وما ترتب عليه من مسميات في الحياة العملية والحياة الوظيفية ومنها: “قاضي شرعي”، و”مستشار قانونـي”، و”مستشار شرعي”، و”مستشار نظامي”، و”باحث قانونـي”، و”باحث شرعي” وخريج “كلية قانون”، وخريج “كلية شريعة”. لم أتمكن بعد البحث الجاد من التعرف على أصل أو مصدر هذه المسميات الدخيلة التي باعدت الشقة وأثرت على صفاء ونقاء الشريعة الإسلامية.. القرآن الكريم هو قانون الله في أرضه للإنس والجن. وتسمع أنت أيها الساؤل، وأسمع أنا، ما يقوله ولاة الأمر أو بأسمهم، وهم الحارسون على إقامة شرع الله في أرضنا، في المنتديات الدينية والسياسية بأن دستورنا” هو القرآن الكريم. لذا ما هـو الفرق بين “الدستور” والقانونو”النظام” إذا عُلِمَ بأن جهابذة القانون يعتبرون “الدستور” أَبَ القوانين. آمل أن يأتي اليوم الذي نجد فيه مسمًى واحدًا لكل الخريجين المخاطبين بقول الله سبحانه وتعال:ـ “إن الله يأمركم أن يؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل”. “القاضي الشرعي”، و”المستشار القانونِيي”، و”المستشار النظامي”، و”الباحث الشرعي”، و”الباحث القانونـي” و”الباحث النظامي”. الكل سواسية في حكم الأية الكريمة. كل في موقعه مخول بأمر من “ولي الأمر” أن يحكم بين الناس بالعدل.
السؤال الخامسكيف نعمق مستوى الوعي لدى المواطن العاديبحقوقه وواجباته القانونية والنظامية داخل المحكمة؟
هـذا سؤال أجدُ صعوبة في الإجابة عليه. ومع ذلك فهناك مـؤشرات لعلهاتؤدي إلى إيجاد، مجرد إيجاد، وعي لدى المواطن العادي بأن هناك حقوق وواجبات يجب أن يلتزم بها داخل المحكمة. إيجاد الوعي مسألة مهمة. أمَّا تعميق هذا الوعي فمسألة أخرى. إيجاد هذا الوعي يبدأ في البيت، وفي المدرسة، وفي العلاقات الاجتماعية. دعني أسألك: هل المواطن العادي يعلم بأن هناك “نظام حكم أساسي” نُصَّ فيه على حقوقه وواجباته؟ إذا بَدَأَ الطالب يتعلم بأن هناك “نظام حكم أساسي” في المدرسة الإبندائية فربما تسهل الإجابة على هذه السؤال الصعب. الأمور تبدأ من الصفر. وهكذا. المواطن العادي لَمْ وَلَنْ يتعمق مستوى الوعي لديه بمجرد صدور أنظمة متطورة تضاهي ما لدى أمم أخرى. والمسألة، إن شاء الله، مسألة وقت، وتحتاج إلى صبرٍ وجلدٍ.

السؤال السادسألا ترون ضرورة تدريس الأنظمة والقوانين المحلية والدولية للمتخصصين في الشريعة والقانون بجامعاتنا؟
ويطرح السائل في السؤال نفسه ـ مرةً أخرى ـ التفرقة بين المتخصصين في الشريعة والمتخصصين في القانون. وهي تفرقةٌ، كما سبق أن ذكرتٌ يجب النظر فيها. ومن المعروف أن الضرورة تقدر بقدرها. وهي ضرورةٌ نسبية بالنسبة للمتخصصين في كل من “الشريعة” و”القانون” بجامعاتنا. هذه الفئة [وأعني بها المتخصصين في الشريعة أوالقانون]سوف تقدر هذه الضرورة لدرجة أنها لا تحتاج إلى العودة إلى مقاعد الدرس لتدرس هذه الأنظمة. إنها بقدر ما حَصُلَتْ عليه من علم قادرة على تفهم أغراض ومضامين هذه الأنظمة من تلقاء نفسها مع مرور الوقت ومع الممارسة الدؤوبة. أمَّا الضرورة في حدودها القصوى في تدريس هذه الأنظمة فتجد موطنها في مناهج التعليم بالكليات ذات العلاقة بحيث يعطى تدريس هذه الأنظمة أولية من طبيعة إلزامية في هذه المناهج. وهضم هذه الأنظمة بغرض تطبيقها لا يمكن أن تتم بين يوم وليلة. ومن أجل تطبيق هذه الأنظمة فالأمر، من وجهة نظري، يحتاج إلى تعاقب أجيال.

السؤال السابعكيف تنظرون لقرار مجلس التعليم العالي الصادر مؤخرًاحول تدريس أنظمة وقوانين الدول الأخرى فيمرحلة الدراسات العليا بكليات الشريعة؟
القرار سليمٌ ولكنه يحتاج إلى نظرة، وموقعهُ في مرحلة واحدة من مراحل التدريس غير سليم، وإن كان من الأفضل البدأ بتنفيذه في المرحلة الجامعية مع حسن الاختيار، ومن أجل المقارنه فحسب.
السؤال الثامنما أثر عقد ندوة الأنظمة العدلية في تمتين أوصر العلاقةبين المهتمين بالعمل القضائي سواء كانواقضاة أو أساتذة شريعة أو مستشارين قانونيين؟
هذا سؤال مهم. ومهما حاولت شرح أثر عقد ندوة الأنظمة فلن أُوفيَ هذا السؤال حقه. إن عقد هذه الندوة في حد ذاتها مهمة للغاية إذ هي تجمع أبناء مهنة واحدة ـ ـ القاضي والمحامي والمستشار والأستاذ الجامعي ـ ـ والهدف الأساس من تجمعهم هو البحث عن كيفية تحقيق العدل. لا أقول العدال المطلق، ولكن أقول العدال النسبي. إن تبادل الرأي والمشورة في هذا الشأن من شأنه إزالة العقبات وتمهيد الطرق من أجل أداء المهمة الجليلة التي نوَّهت عنها أَلاَ وهي تحقيق العدل بين الناس. والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم:ـ إن الله يأمر بالعدل. قد يوجد نص معوق في إجراء مَّا في أي من الأنظمة الثلاثة، ليناقش في مثل هذه الندوة، فإذا اقتضت المصلحة تعديله فليعدل، وإذا اقتضت المصلحة تفسيره فليفسر، وإذا اقتضت المصلحة إلغائه أو أيجاد بديل له فليلغى أو يبدل. المشاركة في الرأي من أجل بحث قاعدة مَّا في أي من اللأنظمة الثلاثة مهم خصوصًا إذا أقرت هذه القاعدة فإنه يجب أن يضمن لها الاستقرار والثبات والاستمرار والاحترام لأنها تخاطب إمَّا الكافة أو فئة مخصوصة من البشر. وتبادل الرأي والمشورة ضرورية كذلك، وذلك حتى لا تتعرض القاعدة على أساس فردي للهوى الجامح أو الطيش البين من حيث التفسير أو التعديل أو الإلغاء..


الناشر: مجلة الدعوة

– العدد:3 ص9

تاريخ النشر: 06/04/2004م