أفكار صحفية عبدالله ابوشبيب
بفرح شديد تلقيت هدية كريمة من معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم ، في كتابه الجديد (هذا الأحساء وبلبلها الغريد: حماد الراوية الثاني عبدالله بن فهد ابو شبيب، والكتاب من خلال ترجمة لهذا العلم الهجري المعروف يلقي اضواء كاشفة على زوايا من الحياة الأدبية في الأحساء منذ بداية القرن الرابع عشر الهجري عند مولده .
وهذا الكتاب يؤرخ لتلك الفترة ان لم يكن بالتفاصيل لأن هذا ليس هدف الكتاب ، فهو غني باللمحات الذكية عن واقع الحياة في الأحساء في تلك الفترة ، وعندما يذكر عبدالله ابو شبيب تتداعى الى الذاكرة صور شتى من المواقف النبيلة التي عرف بها الرجل ، ليس في روايته للشعر الفصيح والنبطي فقط ، ولكن في حياته العامة التي منحت أطايبها أهالي الأحساء وما جاورها من الأقاليم , وقد قدر لي أن أعرف الرجل عن قرب أثناء دراستي بالمعهد العلمي بالأحساء حيث كان يعمل مراقباً بهذا المعهد الذي شهدت أروقته بروز عدد كبير من نجوم الثقافة في الأحساء .ومع كل ما قدمه ابوشبيب أو قام به من أعمال جليلة ، فقد طغت على ذلك صفة الراوية لكثرة ما يحفظ من أشعار، وما يروي من محفوظاته، حتى تعلق بسماعه خاصة القوم وعامتهم لما يتمتع به من ذاكرة قوية وصوت رخيم وانشاد لا يدانيه فيه أحد . وقد عرفت الأحساء عددا من شداة الشعر معظمهم من حفظة الشعر النبطي ، لذلك لم يصل الى مكانته واحد منهم ، لأنه تميز عنهم بعلمه وثقافته وشغفه بأمهات القصائد من عيون الشعر العربي الفصيح.وهذا الكتاب (الوثائقي) يمثل جهداً مضنيا ًبذله المؤلف لجمع مادته وتبويبها والعناية بتوثيقها ، مما دعاه الى الرجوع الى عشرات الكتب والدوريات ، مستثمراً في الوقت نفسه , معلوماته الشخصية بالرجل ، حيث عاش في نفس الحي الذي نشأ فيه الراوية (ابوشبيب) ومن من سكان النعاثل لم يعرف الرجل ؟ بل مَن مِن سكان الأحساء وقراها من لم يعرفه إن لم يكن عن قرب ، فقد سمع عنه ، اذ طبقت شهرته الآفاق ، وعطرت روايته للشعر المجالس .وانتشت بإنشاده الأفئدة والقلوب فلم يشأ أن يفارق الأحساء بل ظل هذارها وبلبلها الغريد الى أن لبى نداء الرفيق الأعلى ، فرثاه شعراء الأحساء ، كما لم يرثوا غيره . الكتاب تزيد صفحاته على 280 صفحة من القطع المتوسط ، وهو من منشورات (دارة الدكتور آل ملحم للنشر والتوزيع) وهو مرجع لاغنى عنه للدارسين والباحثين والمهتمين بتاريخ الثقافة في الأحساء ولعل لنا عودة الى هذا الكتاب الزاخر بكل ما هو مفيد للقارئ .
تعليق : عماد العباد البريد : لايوجد التاريخ : 12/09/1420
الكاتب: عماد العباد الناشر: جريدة الرياض – العدد:11587 تاريخ النشر: 15/03/2000م الرابط:
صدر عن دارة الدكتور آل ملحم للنشر والتوزيع كتاب بعنوان “هزار الأحساء وبلبلها الغريد ..حماد الراوية الثاني” من تأليف الدكتور محمد بن عبد اللطيف آل ملحم. يقع الكتاب في 280 صفحة من القطع الكبير، ويتحدث فيه مؤلفه عن “عبد الله بن فهد أبو شبيب” الملقب بحماد الراوية الثاني خلفا لحماد الراوية الأول المخضرم الذي عاصر الدولتين الأموية والعباسية.
تعليق : محمد صالح النعيم البريد : لايوجد التاريخ : 06/07/1421
الكاتب: محمد صالح النعيم الناشر: جريدة اليوم – العدد:9825 تاريخ النشر: 09/05/2000م الرابط:
بلبل الأحساء (أبوشبيب)
يعجز اللسان عن الإفصاح والبيان! ويظل حائرًا، ومحاولاً إيجاد التعبير الذي يليق بمقام معالي “الدكتور محمد بن عبداللطيف آل ملحم” الذي أتحف الأحساء والمكتبة العربية بذخيرة أدبية سيجد فيها القارئ (في رأيي) ضالته التي كان ينشدها منذ سنوات طويلة، ذلك أن الكتاب قد تحدَّث عما كان عليه الآباء بالأمس من نشاط أدبي وعملي، وكم تمنيتُ أن يعود ذلك النشاط من جديد كي يتواصل دون انقطاع في الليالي التي تحلو فيها مجالسة الأدباء والمثقفين والشعراء. والكتاب الذي يحمل عنوان (هزار الأحساء وبلبلها الغريد) وجدته عنوانًا ذا نغمةٍ موسيقيةٍ طالما تردَّدت على الألسن، ونحن حينما ننطق بتلك الكلمات (هزار، والبلبل، والغريد) نجدُها تذكرنا بالأحساء، وما فيها من مسطحات خضراء ذات بهجة، والأحساء بكثرة عيونها وبلابلها وأطيارها ترى لها أصداء فيما كان حماد الراوية الثاني يشنف به آذان أصدقائه وخلاَّنه من أشعار عذبه. وهذا ما يدعو للفخر والإعتزاز نظرًا لما وجده من محاسن طبيعية في واحتهم الخلابة، فلاشك أني وجدت في (هزار الأحساء) رسمًا دقيقًا لوصف ما كان عليه الآباء والأجداد في الماضي، وهم يتنقلون هنا وهناك مع عدد من الشعراء أو مع حماد الراوية الثاني الشيخ (عبدالله بن فهد أبوشبيب) في منتدياتهم ليطرب مسامعهم بصوته الشادي كالبلبل الغريد بين الأغصان متنقلا بهم من قصيدة إلى أخرى منتقاة من جميل القصيد نبطي وفصيح، وللتذوق بما تستهويه أنفسهم من حكم أو طرف أو قصائد تشعر المستمعين بارتياح وهم يتغنون بأبياتهم حينما يرددون معه، كيف لا؟ وهم في واحة بمحاسنها تلهب الأحاسيس المرهفة. نعم فقد كانت هذه أحوالهم في أمسياتهم ومسامراتهم ومجالساتهم الأدبية التي تدعونا إلى التباهي بها بكل فخر
واعتزاز حينما يأتي الحديث أمام اخوان لنا من الضيوف العرب مدرسين وغيرهم، وكم كنتُ في شغف وشوق حين قرأت عنوان الكتاب وهو متوج باسم الأحساء، وهو عنوان يليق بمكانة الأحساء وأدبائها وعلمائها، مما شدني بشكل متواصل لتصفحه وكأنه عقد فريد، أو حديقة غناء تشد عشاقها بنهم وشغف لقطف ورودها وزهورها، وذلك بتنوع قصائدها، وكم سرني بكل اعتزاز أن مؤلفه من أبناء الأحساء البررة الذين إذا كتبوا وفوا بتوثيق دقيق، وذلك فيما يكتبه لتمكنه من إيجاد المعلومة الصحيحة بكل ثقة واقتدار مما يعكس ثقة القارئ فيه. وإني على ثقة أن القارئ الذي يميل إلى الأدب العربي بأصالته وبلاغة ألفاظه وصدق عباراته.. يكون قد اقتنى جوهرة ثمينة مليئة بتنوع ذخائرها كحديقة غناء يقطف من ثمارها ذخائر ذات تنوع فريد.. وهي ذخائر تمثل العصور الإسلامية كلها.
تعليق : عبد الله بن أحمد شباط البريد : لايوجد التاريخ : 12/13/1420
الكاتب: عبد الله بن أحمد شباط الناشر: جريدة اليوم – العدد:9774 تاريخ النشر: 13/12/1420هـ الرابط:
أيام وليالي: أبوشبيب.
“عبدالله بن فهد أبوشبيب” شخصية أدبية معروفة لدى كل من يهتم بالشعر العامي والفصيح من وجهاء الأحساء وأعيانها وروادها من رجال العلم والأدب. وبفضل أدبه الجم وتواضعه مع ما متعه الله به من حافظة جيدة. كان محل الرعاية والإهتمام والتقدير من الجميع، وعندما توفي ظل ذكره يتردد على ألسنة محبيه وصدى صوته يرن في تلك المنتديات العذبة المناهل، المجالس الخاصة بين الأشجار والأنهار. وحرصًا من الدكتور “محمد بن عبداللطيف آلملحم” على تخليد ذكره وإقرار فضله وضع كتابًا رشيقًا في مادته وأسلوبه عنوانه (هزار الأحساء الغريد) عبدالله أبو شبيب حماد الراوية الثاني. تحدث فيه عن حياة هذا العلم، ومحفوظاته، وعلاقته بمن حوله، فورد الكثير من المقطوعات الشعرية التي كان يصدح بها ذلك الغريد. .إن هذا الكتاب مليء بالذكريات، والشخصيات، والقصائد الجميلة، والمواقف الطريفة التي تشد القراء لمعاودة القراءة مرات.. ومرات، ولقد أحسن الدكتور “محمد ال ملحم” عندما اجتهد في جمع هذا التراث الأدبي الذي يعتبر جـزءًا مما حتويه الأحساء من منابع أدبية وينابيع فكرية وصلت اشعاعاتها إلى خارج حدود الوطن. إنني لن أستطيع في هذه الوقفة القصيرة أن أقدم دراسةً عن هذا الكتاب القيم. لكنني وددت الإشارة إليه والإشادة به هذا هو هزار الأحساء وبلبلها الغريد.. أو حماد الراوية الثاني . أو صداح القوافي أو راوية الأحساء. إنه عبدالله بن فهد أبو شبيب ـ يرحمه الله ـ
فشكرًا للدكتور على هديته القيمة، شكرًا له على ما دبَّجه يراعه عن هذا الرجل الذي سيظل في الذاكرة.
تعليق : سمير عبد الرحمن الضامر البريد : لايوجد التاريخ : 06/02/1422
الكاتب: سمير عبد الرحمن الضامر الناشر: جريدة اليوم – العدد:10294 تاريخ النشر: 21/08/2001م الرابط:
الثقافة الشفاهية .. إلى متى؟ بقلم سمير عبد الرحمن الضامرمنشورة في جريدة اليوم، العدد رقم 10294 وتاريخ 2/6/1422 الموافق 21 أغسطس 2001م
لم تكد عيناي تبصران كتاب”هزار الأحساء وبلبلها الغريد” في بداية صدوره (1420هـ-2000م) حتى أخذته وبالرغم من مشاغل السفر التي كانت تتناوشني إلاَّ أنني جعلت هذا الكتاب من ضمن محتويات حقيبتي بل الأثير منها.بكل صدق وصراحة فقد كان هذا الكتاب عبقًا أحسائيًا يظل يغمرني بعبيره طوال فترة الغربة حتى أني كلما اشتقت تناولت الكتاب وجعلته ملء السمع والبصر.كنت أظن أن الكتاب قد أدى قيمته بالنسبة لي، لأني جعلته رفيق سفري فحسب. ولكن وبعد العودة بدأت أتأمل فيه بصورة واعية غير التي كانت تدغدغ مشاعري وتصلني بانتماء كبير لبلد ذات تاريخ وحضارة.مازلت أذكر أنني كنت أتابع هذا الكتاب إبان نشره مسلسلاً في صحيفة (اليوم) لكن لأمور وعوائق لم أستطع المتابعة فانقطعت سلسلة الكتاب مني إلى أن وجدته ماثلاً أمام عيني في كتاب أنيق فاخر. بهذا الجهد القيم فقد قدم الدكتور: محمد بن عبد اللطيف الملحم عملاً مشكورًا ليقوم بوضع أولى اللبنات التوثيقية لمشروع ثقافي ظل ردحًا من الزمن في إطار الثقافة الشفاهية في المجتمع الأحسائي من خلال فئة جيلية من خاصة هذا المجتمع ولا أظن أن الجيل الجديد ذو سابق معرفة بالكم الهائل من التراث الشفاهي الثقافي في الأحساء لأنه ومع ازدياد مشاغل الحياة والانفتاح العالمي الجديد يكاد يتوغل الانفصال بين عدة أجيال في المنطقة سوى ماكانت ذاكرتنا تحتفظ به من حكايات وقصص وأشعار سمعناها من الأجداد
في زمن الطفولة والتي كنا نظن أنها لمجرد التسلية والتفكه فحسب. والدكتور الملحم من خلال عمله التوثيقي هذا وإخراجه لصورة المثقف الأحسائي قبل سبعين سنة تقريبا والذي يتمثل في شخصية “عبدالله بن فهد أبوشبيب” (1317هـ-1403هـ) يعزز لدينا ـ نحن الجيل الجديد ـ المقولة التي كنا نتلقاها ولا نزال نرددها وهي أن الأحساء بقدر ما تحتضن من ثروات ونخيل فإنها تحتفظ بكم هائل من الثقافة والأدب ورموزهما وأذكر أنني وبعض زملائي ـ كذلك ـ نستغرب وتثار بينا العديد من الأسئلة عن هذا المجهول الذي نسمع عنه ولا نراه بل ظللنْا لا نستطيع توجيه أصابع الاتهام إلى أسرار ومخفيات هذا التراث! وهذا مما يجعل الجيل الجديد يكاد يقطع صلته بتراثه في المنطقة عمدا ومن تلقاء نفسه لعدة أسباب:
1. أصبح الجيل الجديد يدرك بكل ألم ومعاناة أن الشفاهية تحتقر عقله وحماسه لأنها ليست بالمستوى الذي ينهض به أدباء المنطقة بكتابته وتوثيقه.
2. أصبح الجيل الجديد لا يروق له الكلام (الماضوي) الذي يدغدغ المشاعر والعواطف لأنه يدرك أن التراث إذا لم يكن حاضرًا وماثلاً بين يديه وله تأثير في حياته المعاصرة لينطلق به نحو المستقبل وإلاَّ فلا خير فيه أو بصورة أدق في وجوده أصلا.وليس في كلامي هذا أي انتقاص من “الشفاهية والتلقي” بل هو منهج من المناهج المعتبرة التي ظلت وفي أمة العرب خاصة تحمل آدابها وفكرها جيلاً بعد جيل لكن الذي أودُّ التأكيد عليه أننا في زمن ـ ولله الحمد ـ لا تنقصنا فيه أي كتابات ومطابع..إلخ بل إذا ظلت مجمل ثقافتنا على الألسن وفي الصدور فإنها تموت بموت أصحابها وتتغير عن مسارها الصحيح مع كثرة الرواية وعدم الدقة في تأديتها.
ولا يخفي عليك ـ عزيزة القارئ ـ ما تقوم به المؤسسات العربية والعالمية بمحاولة تقييد آدابها الشفاهية وتوثيقها علميًا وفنيا وفكريا لتساهم في دعم جوانب المعرفة والفنون كالمسرح والسينما والرواية والقصة والثقافة الحديثة … إلخ وبذل كل المدخرات والطاقات في ذلك لأنها هي الثروة لاسيما في ظروف الصراع مع الآخر العالمي في ظل النظام الدولي الجديد. إضافة إلى ما نسمعه من (الحوادث العلمية) والجناية على التراث! ولا أدري إذا كنت مغاليًا بهذا القول وإلاَّ فماذا تسمي ـ أخي القارئ ـ حكر المخطوط والأثر العلمي والأدبي في ملك الخواص من الناس وجعلها من مآثرهم وممتلكاتهم التي يحلو لهم الحديث عنها فقط دون أن يطلع عليها أي باحث إلاَّ بالعنت والصعوبة وبالواسطة في أحايين كثيرة وتبلغ الطامة أوجها إذا علم أن هذا الأثر الذي يفتخر به ممتلكوه يقبع في عشش بالية وقد يؤول أمرها فيما بعد إلى سلة المهملات لأنها تمثل عبئًا على صاحبها لأنها (قراطيس ما تسوى) على حد التعبير.أبرأ إلى الله أن يكون ما مرَّ ذكره تجنيًا أو مبالغةً على أحد فليس هذا من شأني بل إن الوقائع تشهد والألسن تتحدث بأعظم من ذلك ولو أرنا أن نؤلف فيه كتابًا من تلك القصص لبلغنا فيه شأوًا كبيرا. لقد أطلتُ في الإفصاح عن هذا الخاطر لكن عزائي في ذلك هو الخوف على علوم وشخصيات أن تندثر بأيدي الجهلاء والسفهاء.أعود فأقول إنني فرحت كثيرًا لكتاب الدكتور الملحم فقد خفف وطأة ليست باليسيرة على الغيورين للعلم والثقافة ومصدر الفرح لأن الطريق بدأ ولا بد أن تستعد الأقلام التي في الظل لكي تخرج لنا من كنوزنا الثقافية قبل أن يحين الندم ولو عمل كل مثقف ـ أحسائي ـ جهده في الكتابة عن شخصيات الثقافة ـ في الأحساء ـ ممن مضوا ورحلوا كما فعل الدكتور الملحم مع “أبي شبيب” لاجتمع لدينا كما هائلاً من الدراسات
والكتب ولعرفنا الصورة الثقافية والأحسائية على حقيقتها بل وربما يغير مجرى الثقافة والأدب الحالي عن ما نراه حاليًا من ركود وهبوط إلى حد بائس ومؤلم.إن الواجب ملقى على عاتق مثقفينا الكبار لينقلوا للجيل الجديد في الأحساء صورة قدر المستطاع لمثقفينا في الجيل الماضي، وأن يبادروا لإخراج كتب ومقالات أخرى في نفس هذا الخط لشخصيات مغمورة في الثقافة الأحسائية كان لها أثرها وتأثيرها في ذلك الوقت.
إن كتاب الدكتور الملحم “هزار الأحساء وبلبلها الغريد” بالصورة التي هو عليها من ذكر القصائد التي كان يحفظها هذا الراوي وينشدها في المحافل تعطينا صورةً لذائقته الأدبية ولسعة ثقافته ومحفوظاته بنوعيها الفصيح والعامي والتي تعتبر من أروع ما حمله لنا الأدب العربي قاطبة، بل إني أعتبره أول كتاب في (السيرة الغيرية) في مؤلفات الأحساء لأنه حاول أن يستقصي ويدقق ويعرض لشخصية “أبي شبيب” من خلال ذكر قصصه ومآثره وثقافته وأصدقائه وأعماله وأسفاره بشكل فيه من البسط والاعتماد على أكثر من راوية ومعاصر لشخصية “أبي شبيب” وَخَرَجَ هذا الكتاب عن المنهج التقليدي للتراجم التي تترجم للشخصية بشكل نقاط عامة في حياته دون تسليط الضوء عليها واستكناه ثقافتها ومعارفها وإلى هنا أقف لأتساءل لماذا يخرج هذا الكتاب اليوم بعد مرور أكثر من عشرين عامًا على وفاة “أبي شبيب”؟ وما الذي جنيناه من عدم معرفتنا بمثل هذه الشخصيات طوال هذه الأعوام؟ سؤال أطرحه لمثقفينا الكبار الذين أقول لهم: إن الثقافة الأحسائية التي هي جزء من ثقافة المملكة والعالم العربي والإسلامي استعادت شيئًا من شتاتها ووعيها بهذا الكتاب القيم لكننا على أمل أن نرى جهودًا أخرى في قابل الأيام فيها كثير من التكاتف والمؤازرة لإظهار الوجه الحقيقي للثقافة.فشكرا للدكتور محمد بن عبد اللطيف الملحم عمله هذا وشكرًا للجهود التي ستأتي بإذن الله تعالى.
الكاتب: خليل الفزيع
الناشر: جريدة اليوم
– العدد:9318
تاريخ النشر: 18/12/1998م