كشف معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف بن محمد آل ملحم وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء السابق، أن المادة (77) من نظام العمل السعودي غير صالحة للتطبيق في بلد يكتظ بالعمالة الوافدة لا سيما إذا كانت العمالة ماهرة، مؤكدًا أن تطبيق هذه المادة في المملكة المكتظة بالعمالة الوافدة عملٌ “مأساوِيٌّ كارثي” في خصوص توطين الوظائف.
وأكد معاليه أن هذه المادة من حيث الصياغة القانونية “مُحْكَمَةُ”، ومن حيث المحتوى القانوني “عَادِلةٌ” إذا نُظِرَ إليها مجردةً من الزمان والمكان أي من البيئة المراد تطبيقها فيها، وأنه لا غبار عليها شكلاً ومحتوى إذا كان الغرض منها تعليم الطلاب في كليات الحقوق، موضحًا أن هذه المادة صالحةٌ للتطبيق في بلد لا توجد فيه عمالة وافدة ماهرة على الإطلاق، مبينًا أن بعض أساطين “قانون العمل” ظلوا ينادون عبر التاريخ بتوطين نص المادة النظامية “القانونية” بالبيئة المراد تطبيقه فيها إذا أريد منها أن تكون ذات فعالية.
وبيّن معاليه أن بعض رجالَ الأعمال من تجار وصناع، يبخلون بدفع القليل للمختصين في مجال الاستشارات القانونية أو الفنية أو المالية، فيقعون في إشكالات ومنازعات حين ممارستهم لأعمالهم التجارية تنتهي بهم إلى ساحات “المحاكم” أو مقار هيئات التحكيم، قائلًا أنه ينصح “التاجر” أو “الصانع” أن يستشير حتى لا يرى نفسه “في خراب مالطة”.. لافتًا إلى مقولة شائعة في عالم الغرب هي: أن كل “تاجر” أو “صانع” خلفه رديف مستتر!!!
وأشار إلى أن تطور وتعقد وتنوع العلاقات والمعاملات التجارية اليوم يجعل من التفاوض نوع من الحوار وتبادل الأفكار والاقتراحات بين طرفين أو أكثر بهدف التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى حسم نزاع أو خلاف بما يحافظ على المصالح المشتركة بين الطرفين، مبينًا أنه عملية تفاعل وتعاون وهو كذلك موهبة، وإذا ما توفرت لهذه الموهبة قدر من العلم والصبر وكذا فهم لمداخل ومخارج لغة التفاوض فالمفاوض حكيم، والمفاوض الناجح هو من يتقن فن الاستماع والإنصات للطرف الآخر، وأن يكون قويًا واضحًا أكثر منه داهية فلا يأخذ دور “الواعظ”.
وقال معالي الدكتور آل ملحم أن غرفة الأحساء كانت ولاتزال واجهة حضارية في الأحساء باعتبارها قد سدّت فراغاً ليس فقط في نشر ثقافة التجارة والمال مما هو في اختصاصها اصلاً وانما ايضاً في نشر ثقافة تراث الأحساء كذلك.
جاء ذلك في حوار انفردت به مجلة (الأحساء) في عددها الجديد (130) الذي صدر مؤخرًا، وتضمن حوارًا وثائقيًا طويلًا أجراه الأستاذ خالد القحطاني رئيس تحرير المجلة مع معاليه وقف من خلاله على سيرة ومسيرة أحد أبناء الأحساء المتميزين الذين برزوا في الحياة السياسية والتنظيمية السعودية، وأصبح من بين كبار مسؤوليها خلال حقبة تاريخية طويلة تجاوزت العقدين من الزمان.
ومعالي الدكتور ال ملحم رجل خبير في الإدارة والسياسة والقانون والاقتصاد والتاريخ والأدب، حيث خدم الوطن الغالي في مناصب عدة، وشرف بعضوية “اللجنة العليا لوضع النظام الأساسي للحكم ونظام مجلس الشورى”، وكذلك المشاركة في وضع “البنية الدستورية” لمملكتنا الغالية، بالإضافة إلى شرف رئاسة اللجنة المشكلة من دول المجلس التعاون الخليجي الست، لوضع “نظام مجلس التعاون الخليجي”، ولا يزال يحظى بتقدير القيادة السياسية – حفظها الله – لما يمتلكه من علم وحكمة ورؤية وخبرة في شتى ميادين العمل.
المقالة | الدكتور محمد آل ملحم: تطبيق المادة (77) من نظام العمل “مأساوِيٌّ كارثي” في خصوص توطين الوظائف
الكاتب: المناطق – الأحساء
الناشر: المناطق – الأحساء
تاريخ النشر: 21 مارس, 2017
الرابط: http://www.almnatiq.net/388463/
لمناطق – الأحساء
ورد في العدد رقم 14980 وتاريخ الجمعة 22 شعبان 1435هـ من جريدة “اليوم” بعنوان “تكريم بالإكراه في نادي الأحساء الأدبي، وكذا رَدُّسعادة الدكتور ظافر الشهري رئيس مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي في العدد رقم 14986 وتاريخ 28 شعبان 1435هـ على مقالة معالي الدكتور شَدَّتْ انتباهي، وأثارت إهتمامي كثيرًا لسببين رئيسين :
الأول: ما ورد فيهما من شؤون وشجون ذات اهتمامات أدبية وثقافية وإدارية
والثاني هو: خروج موضوع المقالةِ وكذا الرَّدِّ، كما أشار معالي الدكتور الملحم، من دائرةالخصوصية لتصبح محل نقاش له صفة العمومية،وبما يخدم المثقفين بصفة عامة.لذا رأيت أن أدلي بدلوي في شأنٍ مفيدٍ أصبح عامًا.
تعتبر مقالة معالي الدكتور الملحم قطعة أدبية بامتياز وذلك بما تضمنته من رموز ذات دلالات فكرية وأدبية!!
وأعتقد أن معالي الدكتور حينما سَّطر تلك الرموز بيراعه أو بقلمه السيَّال لم يكن مُستهدفًا منها،على ما أتوقع،إلاَّالمصلحة العامة في مجال خدمة الفكر والأدب والثقافة.
من هذا الإطار، ومن هذا الإطار وحده لقد وقفتُ كثيرًا أتأمل عبارتَي “تكريم بإكراه” لتفهم المقصود منهما، وما تحتوي عليهما من دلالات ومضامين!!!
فالعبارة الاولى هي:عبارة “تكريم”، والتكريم،لغةً،شيء محببٌ للنفس فهو تشريف وتعظيم! أما العبارة الأخرى فهي:عبارة “بإكراه”، والإكراه، لغةً، الإرغام على القيام بعملٍ مَّا غصبًا، أو الإجبار على التصرف ضد الإرادة.
بين العبارتين تناقض، وتضاد، وتنافر. ولأن للتكريم قواعداً وأصولاً ثار سؤال في ذهني وهو: مَنْ يكره التكريم إذا كان محببًا، وفيه تشريف وتعظيم؟؟؟
واللغة العربية هي لغة القرآن الكريم،وتُسعف من يرغب أن يعبر عن فكرة معينة ذات دلالة معينة وذلك إذا كان مُسْتَخْدِمُهَا على علمٍٍ ودرايةٍ بمخارج اللغة العربية ومداخلها مما هو معروفٌ في علوم البلاغة! ومعالي الدكتور الملحم لا يُشق له غبار في هذا المجال مما قرأتُ له في بعض مؤلفاته المنشورة.
كان الأمر مجرد حَيرة عندي وأنا أتأمل عبارتَي “التكريم بإكراه، ولكن بعد قراءة مقالة معالي الدكتور لم أجد للحَيرة عندي مكانًا.بل تبددت الحيرة…وصارت هباءًا
بيت القصيد كله في المقالة أو في القطعة التي وسمتها بأنها أدبية بامتياز هو أن معاليه، فيما يبدو لي، لم يُستشر إطلاقاً، أو لم يُستمزج أبدًا، ولو بمهاتفة، عن نِيَّةِ مجلس نادي الأحساء الأدبي بتكريمه وذلك قبل أن يتخذ المجلس قراره؟، إذ لو اسْتشير معاليه فعلاً، ووسائل الإتصال متاحة، ربما، وهذا ما أتوقعه،أن يُوافق الدكتور، أو أن يَرفض، أو أن يَطلب،على الأقل، من مجلس النادي تأجيل التكريم لسبب أو آخر كما جَرَتْ يذلك التقاليد والأعراف في هذا الشأن.
ومن قراءتي التأملية لمقالة معاليه تبين لي أن الأمر كله طُبِخَ دون علمه، فهل يَصح هذا؟ ووُضعَ معاليه أمام الأمر الواقع عندما تلقى معاليه دعوة رسمية برقم 280/35/أ وتاريخ 25/5/1435هـ من رئيس النادي لحضور حفل مهرجان، ومن أن التكريم فيه سوف يتم برعايةكريمة من “أمير” وبحضور “وزير” لا ثالث لهما أي وبدون أن يُذْكَرَاسم سمو محافظ محافظة الأحساء باعتباره ولي أمر المحافظةفي الدعوة بتاتًا!!!
لا خيار أمام معاليه إلا الموافقةلسبيبن كما ورد في مقالة معاليه هما!
(1) قَبِلَ معالبه الدعوة لورود اسم “أمير المنطقة”، وقال معاليه عنه في مقالته بالحرف الواحد: “ولأن راعي الحفل داعمٌ رئيس لمثل هذا المهرجان، ويسارع سموه، كعادته، إلى تكريم أهل العلم فيه؛
و(2) قَبِلَ معاليه الدعوة لورود اسم “وزير” وهو وزير الثقافة والإعلام الدكتور “عبدالعزيز خوجة”، وقال معاليه قي مقالته بالحرف الواحد: “كما أن الحفل سيحضره وزير تربطني به علاقة زمالة منذ أن كنَّاأعضاء هيئة تدريس بجامعة الملك سعود في التسعينيات من القرن الهجري الماضي”.
حاول معاليه قبل موعد المهرجان بفترة أن يلتقي بالداعي، وأن يتعرَّف على مضامين المهرجان كما ورد بالمقالة أو بالأحرى القطعة الأدبية. كان مصير محاولاته الفشل!واعتذر معاليه لرئاسة النادي رسميًا (مرتين) عن الحضور بفترة كافية أي قبل إقامة الحفل على بريد النادي الألوكتروني. وورد في المقالة أن الأمور جَرَتْ في حفل المهرجان كما بَرْمَجَ لها رئيس النادي ضاربًا بعرض الحائط ما وراء ذلك، وليكنْ ما يكون!!!
وفي المقالة أو القطعة الأدبية طَرَحَ معاليه سؤالاً، وترك للقراء الإجابة عليه وأنا واحد مهم. والسؤال كالتالي: كيف أحضرُ تكريمًا شخصيًا لي في”بَيْتٍ” لاَ أَعْرِفُ “رَبَّهُ” معرفةً شخصية؟ وبالإضافة إلى ذلك ذكر معاليه ما نصه: “لم تسبق لي معرفة بأعضاء مجلس نادي الأحساء بتاتًا ما عدى واحدًا منهم ذكره بإسمه الكامل.
ومن الطرائف في مقالة معالي الدكتور الملحم “الحوار الظريف”الذي تَمَّ بَيْنَ من أرسل له صورة الدرع بعد إقامة الحفل،وهو في مدينة الدمام، وعليه تعليق: شَكْلُكَ لَمْ تَحْضَرْ؟ وبينه. وَصَفَ معاليه تعليق الْمُرْسِلِبأنه: لطيف رقيق رامز! وأجاب معاليه الْمُرْسِلِ في الحال بقوله: عدم حضوري وراء لغز!!! ولما كان الأمر أصبح في العلن أجاب معاليه نفسه بنفسه في عبارات ذات شفافية نامة وذات مدلومات رامزه وآمرة قائلاً: “ولأن الأمر لم يصبح بعد ذلك “خاصًا جدًا، أو ذا خصوصية خاصة” بيني وبين رئيس النادي رأيتُ اتخاذ [ما ليس منه بد كضرورة ملحة] وهو الكشف عن سر اللغز لمن تفضَّل فأرسل صورة الدرع، وكَتَبَ تحت صورة الدرع: شَكْلُكَ لَمْ تَحْضَرْ؟ ولم يكتف معاليه بما سببق، بل طرح سؤالاً هامًا في المقالة أو القطعة الأدبية، وَتَرَكَ للقراء الإجابة عليه، وأنا واحد مهم، وربما سعادة رئيس النادي كذلك!! والسؤال كالتالي: “هَلَ هَكَذَا يَا سَعْدُ تُوردُ الإِبِلْ؟
وختم معاليه قطعته الأدبية بما مؤداه: أن رئيس النادي شخص مهم لأنه يمثل من موقعه الرسمي فيه كافة الإخوة: مثقفي وأدباء محافظة الأحساء، ناهيك عن كافة الأخوات مثقفات وأديبات المحافظة.
وتبقى لي وقفات حِيال ما ورد في رد الأخ الدكتور ظافرالشهري ذي العنوان: “هدفنا سلامة النوايا والمصلحة العليا وجهتنا”:
الوقفة الأولى: ما ذكره الدكتور الشهري في رَدِّهِ وهو تحت رقم (1) جاء بالنص التالي: “وجه النادي الدعوة لمعالي الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم بالخطاب رقم 280/35/أ وتاريخ 25/5/1435هـ، وبَيَّنَ النادي في الدعوة (تُلاحظ كلمة بَبَّنَ في الدعوة) أنه سيتم تكريم معاليه ضمن الشخصيات المكرمة في حفل الافتتاح الذي سيُقام تحت رعاية كريمة من لدن أمير المنطقة الشرقية وبحضور سمو محافظ الأحساء، ومعالي وزير الثقافة والإعلام. وما ذكره رئيس النادي في رَدِّهِ غير حقيقي إطلاقًا. إذ، وكما سبق ذكره، أنه ورد في الدعوة الرسمية لمعالي الدكتور أن التكريم سوف يتم برعاية كريمة من “أمير”هو أمير المنطقة الشرقية، وبحضور “وزير”وهو وزير الثقافة والإعلام لا ثالث لهما.
الوقفة الثانية: وتتعلق بعبارة “التوجيهات”. لم ترد هذه العبارة في مقالة معالي الدكتور أبدًا حينما طَلَبَ من الدكتور الشهري أن يجتمع به بصفة خاصة في منزله. إذن؟ لماذا يتقوَّل على معاليه ما لم يقله: يقول الدكتور الشهري ما نصه كالتالي تمامًا: “فاجأني الدكتور نبيل المحيش بمكالمة هاتفية مساء الخميس 3/6/1435هـ وقال لي معالي الدكتور محمد يريد التحدث معك، فرحبت وبعد السلام كانت المفاجأة لي بأنه يطلب مني زيارته، واحضار كل ما يتعلق بالمهرجان من برامج وضيوف وغير ذلك للإطلاع عليها ـ فلديه حسب كلامه ـ توجيهات ونصائح يريد أن يسديها لي، أخذتُ الأمر بحسن نية، وأخبرته أنني غدًا الجمعة 4/6/1435هـ مُسافر للرياض في مهمة رسمية ربما تنتهي مساء السبت فإن عدتُ من الرياض مبكرًا من يوم السبت فسأزوره في داره زيارة أخوة ومحبة؛ أما التوجيهات فأنا آخذها من مصادرها الرسمية: وزارة الثقافة والإعلام وأمارة المنطقة الشرقية ومحافظةالأحساء … ” إنتهى كلام الدكتور الشهري……. ألا أن الدكتور الشهري أفاد في مقالته أنه أرسل رسالة نصية عن طريق هاتفه أفاد فيها معالي الدكتور بما مؤداه بأنه سوف يراه بعد حفل الإفتتاح، وبحدد معه موعدًا للاستماع إلى ما وعده معاليه به من التوجيه والنصيحة.
(1) مرة يرفض الدكتور الشهري التوجيهات؛
(2) مرة أخرى يوافق على أخذه التوجيه والنصيحة من معاليه!!؟؟
وبالرجوع إلى ما ورد بمقال معالي الدكتور وجدتُ أنه لم ترد فيها كلمة “توجيهات” أبدًا، وما ورد فيها مجرد طلبات،ومن حق معاليه أن يطلبها عن حفل سيُكرم فيه، ونصها كالتالي: “سوف ألتقي بكم، إن شاء الله، خلال الأيام القليلة القادمة، والغرض من ذلك هو: (1) التعرف على رئيس النادي شخصيًا لعدم معرفتي به، (2) لكي أكون على معرفة تامة بحفل المهرجان وباسماء المكرمين فيه، و(3) لأن للتكريم أصولاً متعارف عليها، و(4) لأن عندي بعض الأمور التي ربما تهم رئيس النادي نفسه عن النادي الذي يرأسه، وأرواق أخرى متعلقة بمركز مماثل تمامًا لما يقوم به النادي الأدبي من مهام أحببتُ أن أطلعه عليها، وهو المركز الثقافي الأحسائي المقام بمقر مدرسة الأحساء الابتدائية، وهي المدرسة التي وسمتُها بأنها “كانت أشبه بالجامعة”. و”المركز الثقافي الأحسائي” لم يُفَعَّلَ نشاطه بعد، وهو المركز الذي يعودُ الفضل. في إنشائه لصاحب السمو الملكي الأمير “سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز” رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ورئيس مؤسسة التراث.
الوقفة الثالثة: ما ذكره الدكتور الشهري في رده وهو تحت رقم (5) جاء بالنص التالي: تفاجأت أنه (أي معالي الدكتور) لم يحضر حفل الإفتتاح، وكانت الأمور قد رُتبت، وظننتُ أنه انشغل بأمر مَّا، وأن في القاعة منسيتسلم التكريم بالنيابة عنه”.
كيف تفاجأت يا سعادة الدكتور بعدم حضوره ومعاليه؟،وأنت تعلم، كما ورد في مقالة معاليه،لأنه قد أرسل اعتذارًا على بريد النادي الرسمي (مرتين) وبوقت كاف باعتذاره عن عدم الحضور.
أليس من المفروض يا سعادة الدكتور أن تراجع أوراقك قبل الحديث عمَّا تفاجإت به؟؟؟؟؟أو عليك أن تفيدنا أن ما ذكره معالي الدكتور من أنه أرسل لك اعتذارًا (مرتين) غير صحيح؟
وباعتبار أن معالي الدكتور “شخصية عامة” فمن حقِّي ومن حق غيري من القراء أن يعرفَ الحقيقة؟!!
الوقفة الرابعة: وَرَدَ في مقالة الدكتور الشهري ما نصه كالتالي: “من الأمور التي أثارت غرابتي في مقالة معالي الدكتور محمد الملحم قوله في أثناء حديثه عني شخصياً (… وطلبتُ منه بعض الأوراق المتعلقة بالمهرجان للتعرف على هويته المهرجان ومضامينه … )، وهذا الكلام يثير الغرابة حقًا، فمهرجان جواثى الثقافي يقام في دورته الرابعة، وقد أقيم قبل ذلك ثلاث مرات، وأصبح علامة مضيئة في سماء الأحساء، ناهيكم عن راعي المهرجان أمير المنطقة الشرقية، فكيف يجهل معاليه هذه المناسبة رغم ما كُتب عنها في الإعلام السعودي بقنواته المختلفة قبل افتتتاح المهرجان وبعده؟سؤال لا أمتلك الإجابة عليه!!”.
الإجابة على سؤالك يا رئيس النادي سهلة. وأنا على سبيل المثال مثل معالي الدكتور لا أعرف عن هذا المهرجان شيئًا إلاَّ إذا افترض من معاليه، ومن غيره، ومني، أن نشاهد جميعًا كافة القنوات ليتم التعرف على هذا المهرجان حتى لا يُوصم أي منا بالجهل!!!
أن يعترفَ معالي الدكتور شخصيًا،وعلنًا، عن حقيقة هامة وهي أنه لا يعلم شيئًا عن أن هذا المهرجان الذي سُيكرم فيه، وأنه يرغبُ أن يتعرَّف عليه عن كثب، وكذا على هويته من قبلكم، كما يرغب كذلك، وهذا مهم، أن يتعرف عليكم شخصيًا باعتباركم رئيسًا للنادي الذي سيًقام المهرجان فيه … فهذا كله، في تصوري، تواضعٌ جم من معاليه حينما كشف عن هذه الحقيقة.
وأختم أنني قرأت، وباستغراب، في وسائل الإعلام المتعلقة بهذا المهرجان وقتها أنكم كرَّمتم أمام الحضور في حفل المهرجان أعضاء مجلس ناديالأحساء الأدبي الذي ترأسونه وهم على رأس العمل، هل يجوز هذا في العمل المؤسساتي؟.
هذا سؤال أطرحه على رؤساء المؤسسات العامة والخاصة إذا كان مثل ما تّمَّ حيال مجلس إدارتكم في خصوص التكريم هو مما تقتضية أصول الإدارة العامة الحديثة؟؟؟
والذي أنا أعلمه أن التكريم يتم بعد انتهاء عضوية العضو، وتبرئة ذمته!!!
الشيخ / محمد بن عبدالله السويلم
القاضي سابقاً ومحامي ومستشار شرعي وقانوني
مؤسس شركة المحامون الدوليون الرياض
المقالة | الأحساء نيوز -تعليق : مقالة المستشار القانوني “السويلم ” : في الأحساء .. التكريم بالإكراه ..!! وصف مقالة معالي الدكتور بالقطعة الأدبية
الكاتب: محمد بن عبدالله السويلم – الأحساء نيوز
الناشر: الأحساء نيوزتاريخ النشر: 18 يوليو 2014
الرابط: http://www.hasanews.com/61678.html
اطلعت على ما نشره أخي الكريم معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم في جريدة اليوم العدد 14980 بتاريخ الجمعة 22 شعبان 1435هـ، وجاءت المقالة تحت عنوان (تكريم بالإكراه في نادي الأحساء الأدبي) والحقيقة ما كنت لأرد لولا أن معاليه صرَّح للجريدة نفسها في العدد 14956 يوم الثلاثاء بتاريخ 28/7/1435هـ قائلا: (تمنيت أن أحظى بتكريم الأمير سعود بن نايف بمهرجان جواثا بالأحساء ـ وذكر في تصريحه ـ انه لم يكن على علم مسبق بترشيح النادي الأدبي له، ولم يتم التنسيق معه أبدا كما جرى العرف بذلك، بل كان مفاجأة له…)
وفي المقالة الثانية المنشورة يوم الجمعة الماضي يشير معاليه (إلى أنه تلقى دعوة النادي، وأنه يشكر أعضاء مجلس الإدارة إلى آخر ما ورد في مقالة معاليه من حيثيات…).
وفي ضوء هذا التناقض الواضح بين المقالتين؛ فإنني أريد أن أبين الحقائق التالية:
1. وجه النادي الدعوة لمعالي الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم بالخطاب رقم 280/35/أ بتاريخ 25/5/1435هـ وبين النادي في الدعوة أنه سيتم تكريم معاليه ضمن الشخصيات المكرمة في حفل الافتتاح الذي سيقام تحت رعاية كريمة من لدن أمير المنطقة الشرقية، وبحضور سمو محافظ الأحساء، ومعالي وزير الثقافة والإعلام (حضر نيابة عنه معالي الدكتور/ عبدالله الجاسر نائب وزير الثقافة والإعلام) وحدَّد النادي في الدعوة الزمان والمكان باليوم والساعة.
2. تلقى النادي ردا من معالي الدكتور محمد الملحم من إيميله الخاص على إيميل النادي بتاريخ 26/5/1435هـ الموافق 27/3/2014م يفيد فيه باستلام الدعوة وقبولها، وأنه سيحضر ويشكر النادي على ذلك، بل إنه اتصل على هاتف النادي الثابت وتكلم مع سكرتير النادي وطلب منه نقل شكره لأعضاء مجلس الإدارة على هذا التكريم، وأنه سيحضر شخصيًّا قبل المهرجان للنادي للقاء أعضاء مجلس الإدارة.
3. فاجأني الدكتور نبيل المحيش بمكالمة هاتفية مساء الخميس 3/6/1435هـ وقال لي معالي الدكتور محمد يريد التحدث معك فرحبت وبعد السلام كانت المفاجأة لي بأنه يطلب مني زيارته في منزلة وإحضار كل ما يتعلق بالمهرجان من برامج وضيوف وغير ذلك للاطلاع عليها؛ فلديه ـ حسب كلامه ـ توجيهات ونصائح يريد أن يسديها لي، أخذت الأمر بحسن نية وأخبرته أنني غدا الجمعة 4/6/1435هـ مسافر للرياض في مهمة رسمية ربما تنتهي مساء السبت، فإن عدت من الرياض مبكرا من يوم السبت فسأزوره في داره زيارة أخوة ومحبة؛ أما التوجيهات فأنا آخذها من مصادرها الرسمية وزارة الثقافة والإعلام وإمارة المنطقة الشرقية ومحافظة الأحساء، وإذا كان لدى معاليه بعض النصائح المفيدة؛ فيمكن أن يزور النادي، ويجتمع بأعضاء مجلس الإدارة ويقول ما لديه، وهو رجل دولة تهمه المصلحة العامة.
4. لم تنته المهة الرسمية التي سافرت من أجلها للرياض، وامتدت حتى يوم الأحد 6/6/1435هـ فتواصلت يوم السبت عصرا مع معاليه فكان هاتفه مغلقا؛ مما دعاني إلى الاتصال بصديقه الدكتور نبيل المحيش وبلغته أن يبلغ معاليه أنني لن أعود للأحساء إلا غدا الأحد وأعتذر عن الحضور، وبالفعل بلغه بذلك، ولا أعرف ما الذي أغضب الدكتور محمد الملحم؟
5. تفاجأت أنه لم يحضر حفل الافتتاح، وكانت الأمور قد رتبت، وظننت أنه انشغل بأمر ما وأن في القاعة من سيتسلم التكريم نيابة عنه، وبعد الحفل وجهت لمعاليه رسالة أخوية أعتذر فيها عن عدم حضوري لمنزله لأسباب وضحتها في الرسالة التي لا تزال محفوظة في هاتفي حتى الآن وهذا نصها: «معالي الأخ الكريم الدكتور محمد الملحم أعتذر جدا عن عدم تمكني من الحضور لمنزلكم العامر حسب الموعد المسبق لسببين (الأول) أنني ما رجعت من الرياض إلا صباحا لامتداد جلسات اللجنة حتى وقت متأخر من مساء السبت 5/6/1435هـ في الرياض وكان موعد اللقاء في منزلكم حسب المخطط له مساء السبت 5/6/1435هـ عند الساعة الثامنة مساء وحاولت التواصل مع معاليكم من الرياض وقتها كي أعتذر ولم أوفق فتواصلت مع أخي نبيل المحيش ليخبركم باعتذاري في وقته ورد علي برسالة نصية بأنه سيبلغكم، (ثانيًا) بعد عودتي من الرياض انشغلت بالإعداد للمهرجان، ولم أتمكن من التواصل معكم في حينه ظنا مني أنني سأراكم في حفل الافتتاح ونحدد موعدا آخر للاستماع إلى ما وعدني به معاليكم من التوجيه والنصيحة، وكان معاليكم أول المكرمين في المهرجان قدرا ومكانة، وقدركم محفوظ وناديكم سيقوم بما يجب عليه تجاهكم، أكرر اعتذاري لكم، ولكم خالص شكري وتقديري».
ومن الأمور التي أثارت غرابتي في مقالة معالي الدكتور محمد الملحم قوله في أثناء حديثه عني شخصيًّا: (… وطلبت منه بعض الأوراق المتعلقة بالمهرجان للتعرف على هوية المهرجان ومضامينه…)، وهذا الكلام يثير الغرابة حقا، فمهرجان جواثى الثقافي يقام في دورته الرابعة، وقد أقيم قبل ذلك ثلاث مرات، وأصبح علامة مضيئة في سماء الأحساء، ناهيكم عن راعي المهرجان أمير المنطقة الشرقية، فكيف يجهل معاليه هذه المناسبة رغم ما كتب عنها في الإعلام السعودي بقنواته المختلفة قبل افتتاح المهرجان وبعده؟ سؤال لا أمتلك الإجابة عليه.
هذه ملابسات الموضوع كلها دون زيادة ولا نقصان، وهدفنا سلامة النوايا وأن تكون المصلحة العليا هي وجهتنا دائما؛ أما محاولة مصادرة الجهود وغمط الحقائق أو تصنيف الأشخاص؛ فإنها لا تبني مجتمعا ولا تنهض بثقافة أمة، ولا ترقى بعلاقات إنسانية صادقة.
وأرجو أن يسمح لي أخي الأكبر معالي الدكتور محمد أن أقول له بأنه سيبقى معاليه الأخ الأكبر مكانة وقدرا.
وشكرا جزيلا لجريدتنا الغراء «جريدة اليوم» التي أتاحت لنا أن نتعاتب، فالعتاب بين الإخوة مقبول انطلاقا من قول الشاعر:
إذا ذهب العتاب فليس ود
ويبقى الود ما بقي العتاب
رئيس مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي
المقالة | د. الشهري: هدفنا سلامة النوايا والمصلحة العليا وجهتناالمقالة | د. الشهري: هدفنا سلامة النوايا والمصلحة العليا وجهتنا
الكاتب: بقلم الدكتور ظافر الشهريالناشر: جريدة اليوم – العدد 14986تاريخ النشر: الخميس الموافق 26 يونيو 2014الرابط: http://www.alyaum.com/article/3147713
اطلعت على ما نشره أخي الكريم معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم في جريدة اليوم العدد 14980 بتاريخ الجمعة 22 شعبان 1435هـ، وجاءت المقالة تحت عنوان (تكريم بالإكراه في نادي الأحساء الأدبي) والحقيقة ما كنت لأرد لولا أن معاليه صرَّح للجريدة نفسها في العدد 14956 يوم الثلاثاء بتاريخ 28/7/1435هـ قائلا: (تمنيت أن أحظى بتكريم الأمير سعود بن نايف بمهرجان جواثا بالأحساء ـ وذكر في تصريحه ـ انه لم يكن على علم مسبق بترشيح النادي الأدبي له، ولم يتم التنسيق معه أبدا كما جرى العرف بذلك، بل كان مفاجأة له…)
وفي المقالة الثانية المنشورة يوم الجمعة الماضي يشير معاليه (إلى أنه تلقى دعوة النادي، وأنه يشكر أعضاء مجلس الإدارة إلى آخر ما ورد في مقالة معاليه من حيثيات…).
وفي ضوء هذا التناقض الواضح بين المقالتين؛ فإنني أريد أن أبين الحقائق التالية:
1. وجه النادي الدعوة لمعالي الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم بالخطاب رقم 280/35/أ بتاريخ 25/5/1435هـ وبين النادي في الدعوة أنه سيتم تكريم معاليه ضمن الشخصيات المكرمة في حفل الافتتاح الذي سيقام تحت رعاية كريمة من لدن أمير المنطقة الشرقية، وبحضور سمو محافظ الأحساء، ومعالي وزير الثقافة والإعلام (حضر نيابة عنه معالي الدكتور/ عبدالله الجاسر نائب وزير الثقافة والإعلام) وحدَّد النادي في الدعوة الزمان والمكان باليوم والساعة.
2. تلقى النادي ردا من معالي الدكتور محمد الملحم من إيميله الخاص على إيميل النادي بتاريخ 26/5/1435هـ الموافق 27/3/2014م يفيد فيه باستلام الدعوة وقبولها، وأنه سيحضر ويشكر النادي على ذلك، بل إنه اتصل على هاتف النادي الثابت وتكلم مع سكرتير النادي وطلب منه نقل شكره لأعضاء مجلس الإدارة على هذا التكريم، وأنه سيحضر شخصيًّا قبل المهرجان للنادي للقاء أعضاء مجلس الإدارة.
3. فاجأني الدكتور نبيل المحيش بمكالمة هاتفية مساء الخميس 3/6/1435هـ وقال لي معالي الدكتور محمد يريد التحدث معك فرحبت وبعد السلام كانت المفاجأة لي بأنه يطلب مني زيارته في منزلة وإحضار كل ما يتعلق بالمهرجان من برامج وضيوف وغير ذلك للاطلاع عليها؛ فلديه ـ حسب كلامه ـ توجيهات ونصائح يريد أن يسديها لي، أخذت الأمر بحسن نية وأخبرته أنني غدا الجمعة 4/6/1435هـ مسافر للرياض في مهمة رسمية ربما تنتهي مساء السبت، فإن عدت من الرياض مبكرا من يوم السبت فسأزوره في داره زيارة أخوة ومحبة؛ أما التوجيهات فأنا آخذها من مصادرها الرسمية وزارة الثقافة والإعلام وإمارة المنطقة الشرقية ومحافظة الأحساء، وإذا كان لدى معاليه بعض النصائح المفيدة؛ فيمكن أن يزور النادي، ويجتمع بأعضاء مجلس الإدارة ويقول ما لديه، وهو رجل دولة تهمه المصلحة العامة.
4. لم تنته المهة الرسمية التي سافرت من أجلها للرياض، وامتدت حتى يوم الأحد 6/6/1435هـ فتواصلت يوم السبت عصرا مع معاليه فكان هاتفه مغلقا؛ مما دعاني إلى الاتصال بصديقه الدكتور نبيل المحيش وبلغته أن يبلغ معاليه أنني لن أعود للأحساء إلا غدا الأحد وأعتذر عن الحضور، وبالفعل بلغه بذلك، ولا أعرف ما الذي أغضب الدكتور محمد الملحم؟
5. تفاجأت أنه لم يحضر حفل الافتتاح، وكانت الأمور قد رتبت، وظننت أنه انشغل بأمر ما وأن في القاعة من سيتسلم التكريم نيابة عنه، وبعد الحفل وجهت لمعاليه رسالة أخوية أعتذر فيها عن عدم حضوري لمنزله لأسباب وضحتها في الرسالة التي لا تزال محفوظة في هاتفي حتى الآن وهذا نصها: «معالي الأخ الكريم الدكتور محمد الملحم أعتذر جدا عن عدم تمكني من الحضور لمنزلكم العامر حسب الموعد المسبق لسببين (الأول) أنني ما رجعت من الرياض إلا صباحا لامتداد جلسات اللجنة حتى وقت متأخر من مساء السبت 5/6/1435هـ في الرياض وكان موعد اللقاء في منزلكم حسب المخطط له مساء السبت 5/6/1435هـ عند الساعة الثامنة مساء وحاولت التواصل مع معاليكم من الرياض وقتها كي أعتذر ولم أوفق فتواصلت مع أخي نبيل المحيش ليخبركم باعتذاري في وقته ورد علي برسالة نصية بأنه سيبلغكم، (ثانيًا) بعد عودتي من الرياض انشغلت بالإعداد للمهرجان، ولم أتمكن من التواصل معكم في حينه ظنا مني أنني سأراكم في حفل الافتتاح ونحدد موعدا آخر للاستماع إلى ما وعدني به معاليكم من التوجيه والنصيحة، وكان معاليكم أول المكرمين في المهرجان قدرا ومكانة، وقدركم محفوظ وناديكم سيقوم بما يجب عليه تجاهكم، أكرر اعتذاري لكم، ولكم خالص شكري وتقديري».
ومن الأمور التي أثارت غرابتي في مقالة معالي الدكتور محمد الملحم قوله في أثناء حديثه عني شخصيًّا: (… وطلبت منه بعض الأوراق المتعلقة بالمهرجان للتعرف على هوية المهرجان ومضامينه…)، وهذا الكلام يثير الغرابة حقا، فمهرجان جواثى الثقافي يقام في دورته الرابعة، وقد أقيم قبل ذلك ثلاث مرات، وأصبح علامة مضيئة في سماء الأحساء، ناهيكم عن راعي المهرجان أمير المنطقة الشرقية، فكيف يجهل معاليه هذه المناسبة رغم ما كتب عنها في الإعلام السعودي بقنواته المختلفة قبل افتتاح المهرجان وبعده؟ سؤال لا أمتلك الإجابة عليه.
هذه ملابسات الموضوع كلها دون زيادة ولا نقصان، وهدفنا سلامة النوايا وأن تكون المصلحة العليا هي وجهتنا دائما؛ أما محاولة مصادرة الجهود وغمط الحقائق أو تصنيف الأشخاص؛ فإنها لا تبني مجتمعا ولا تنهض بثقافة أمة، ولا ترقى بعلاقات إنسانية صادقة.
وأرجو أن يسمح لي أخي الأكبر معالي الدكتور محمد أن أقول له بأنه سيبقى معاليه الأخ الأكبر مكانة وقدرا.
وشكرا جزيلا لجريدتنا الغراء «جريدة اليوم» التي أتاحت لنا أن نتعاتب، فالعتاب بين الإخوة مقبول انطلاقا من قول الشاعر:
إذا ذهب العتاب فليس ود
ويبقى الود ما بقي العتاب
رئيس مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي
نسخة من مقالة د. الشهري: هدفنا سلامة النوايا والمصلحة العليا وجهتنا
الكاتب: بقلم الدكتور ظافر الشهري
الناشر: جريدة اليوم – العدد 14986
تاريخ النشر: الخميس الموافق 26 يونيو 2014 رابط المقال في جريدة اليوم من هنا
في حوار قصير مع الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء السابق عن الثقافة والأدب في المنطقة الشرقية والأحساء نوه إلى أن احتفاء الدولة وتكريمها لرجال الفكر والأدب هو محل تقدير واعتزاز للجميع، خصوصاً أن المنطقة الشرقية والأحساء خاصة بهما العديد من المثقفين والأدباء البارزين الذين قدموا الكثير في سبيل أن تتألق الثقافة لتصبح نهراً متدفقاً.
وذكر الدكتور الملحم أنه تمنى أن يحظى بتكريم «نادي الأحساء الأدبي» في مهرجان «جواثا الثقافي الرابع» الذي رعاه الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، وبحضور الأمير بدر بن محمد بن عبدالله الجلوي آل سعود، والذي ورد فيه اسمه أثناء التكريم إلا أنه لم يكن على علم مسبق بترشيح النادي الأدبي له، ولم يتم التنسيق المسبق معه بشأنه أبداً كما جرى العرف بذلك، بل كان مفاجأة له.
لذا وسَمَهُ الدكتور الملحم بأنه تكريم بالإكراه حيث اعتذر لرئاسة النادي للأسباب المشار إليها عن الحضور قبل موعد إقامة المهرجان بوقت كاف، إلا أنه قد أعلن عن تكريمه في المهرجان رغم غيابه، لذا أسف الدكتور الملحم لما حدث، وأكد على أن تكريم الثقافة والفكر هو تأكيد على مكانة المثقفين في بلادنا.
———————————-
د. الملحم: تمنيت أن أحظى بتكريم الأمير سعود بمهرجان جواثا بالأحساء
الناشر: جريدة اليوم
ألقى الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم، وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء السابق كلمة أمام وزير التربية التعليم الأمير خالد الفيصل مساء أمس الأول في الاحتفالية التي اقامتها الأسرة التعليمية بالشرقية لوزير التربية و التعليم.
الجسر الثقافي نقل الكلمة التي جاءت كما يلي:
ايها الاخوة: سوف اتناول في كلمتي هذه وباختصار، موضوعين: الأول ويتعلق بمدرسة سميتها “كانت اشبه بالجامعة” في “محافظة الأحساء”، والموضوع الثاني له علاقة مباشرة ببعض المهام المناطة، بالمحتفى به في هذا الحفل البهيج.
ولأبدأ بالموضوع الاول، وهو عن “مدرسة الهفوف الابتدائية الاميرية” التي تأسست بمدينة الهفوف في عام 1350هـ وذلك قبل الاعلان الرسمي عن تأسيس “المملكة العربية السعودية بسنة” أي في عام 1351هـ، هذه المدرسة وئدت بعد تأسيسها في مهدها بفعل البعض من اهالي الاحساء الذين لم يحبذوا التعليم الحديث آنذاك، بل حاربوه! وأعيد تأسيس المدرسة في عام 1355هـ، ومن ثم تم تدشينها في عام 1360هـ، وفي 14 جمادى الاولى 1366هـ التحقت بالمدرسة ورقم قيدي في سجلاتها هو “803” وبعدها بخمسة شهور أي في العاشر من شهر شوال/1366هـ التحق بالمدرسة الأمير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، ورقم قيد سموه بسجلاتها هو “817”.
تخرج من المدرسة رجال رواد كان لهم الفضل في نشر التعليم في شرق المملكة ومناطق اخرى بالمملكة خلال عقود من الزمن، ومرت المدرسة بظروف كانت فيها خاوية على عروشها، وكادت المدرسة ان تختطف عن طريق منحها ربما ليقام عليها مركز تجاري، ولأنني رضعت العلم الاولي في ربوعها كانت هي هاجسي الاول خلال عقود من الزمن، وكانت المدرسة بمخيلتي محفورة، وكنت امر عليها بين الحين والآخر كي اتشمم عبير الذكريات فيها، وكيف لا؟ والمدرسة بالنسبة لي “مشهد ملذات، وموطن ذكريات، ومسارح افكار، ومصدر اشعاع، ومنتدى سمار، كنت اردد ابياتا من الشعر حينما ادور حول مبناها المهجور بوسط مدينة الهفوف التاريخية، ومن الابيات:
ولي وطن آليت الا ابيعه وألا ارى غيري له الدهر مالكا
عهدت به شرخ الشباب ونعمة كنعمة قوم اصبحوا في ظلالكا
وحبب اوطان الرجال اليهم مآرب قضاها الشباب هنالكا
اذا ذكروا اوطانهم ذكرتهم عهود الصبا فيها فحنوا لذالكا
وكنت اردد كذلك بيتين هما:
ديار خلت من اهلها وتوحشت
فليس بها مرعى لعين ولا خصب
علاها البلى حتى تعفت رسومها
وانكرها طرفي فأثبتها قلبي
وبالفعل اثبت قلبي مدرستي حيث شرعت بعد تغيير الوزارة التي كنت عضوا بها في عام 1416هـ محاولا تخليد ذكرى هذه المدرسة، وتم ذلك في كتاب ضخم موثق سميته “كانت اشبه بالجامعة: قصة التعليم في مقاطعة الاحساء في عهد الملك عبدالعزيز” وصدر الكتاب بمناسبة احتفال المئوية في 5/شوال/1419هـ وبدون توقع مني حقيقة، بل كان كالمفاجأة، تسلمت رسالة في عام 1421هـ من احد طلبتي بكلية التجارة- جامعة الملك سعود حينما كنت عميدا فيها، افادني هذا الطالب في رسالته انه قد قرأ كتاب “كانت اشبه بالجامعة” وانه سيتخذ من الاجراءات ما من شأنه العناية بالمدرسة ما دام “جدُه” المؤسس- يرحمه الله- هو الذي امر بافتتاح المدرسة المعنية في كتابي، والطالب هو الأمير “سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود” وكان وقتها قد انشأ “مؤسسة التراث” وترأسها بعد عودته من رحلة الفضاء.
وشرع الأمير في تبني ما ارتآه، ونفذت “مؤسسة التراث” توجيهات سموه، وبدعم مالي منها ودعم من بعض خريجي المدرسة من الرعيل الاول بمن فيهم محدثكم تم ترميم المدرسة، وبالفعل دبت الحياة في “مدرسة الاحساء الابتدائية الأميرية” بعدما كانت جثة هامدة! ولما اعلمه من رعاية الأمير “سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز” للمدرسة باعتباره رئيسا لمؤسسة التراث وهو الآن الى جانب رئاسته لمؤسسة التراث، الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والآثار فقد بعثت لي برسالة برقم 1153 وتاريخ 9/صفر/1431هـ حدثني فيها عن وضع المدرسة بعد نقلها الى ممتلكات الهيئة العامة للسياحة والآثار، وكشف لي في رسالته عن هوية المدرسة “كمعلم حضاري” في “محافظة الاحساء” وضمن الرسالة اعتراف الهيئة العامة للسياحة والآثار بأن المدرسة “احد المعالم التاريخية” في “المملكة العربية السعودية” وبالفعل اعتبرت المدرسة من مرافق الهيئة العامة للسياحة والآثار في “محافظة الاحساء” ومن المرافق التي تزار الآن بالمحافظة، وهي مفتوحة لكل زائر للمحافظة، ناهيك عن طلابها وطالباتها، وبالمدرسة انشأ سموه مركزا ثقافيا، سماه “المركز الثقافي الاحسائي” بل واكثر من ذلك ففي حفل بهيج اقيم في ساحة المدرسة في 27/محرم/1434هـ حضره الأمير جلوي بن مساعد بن عبدالعزيز آل جلوي آل سعود نائب أمير المنطقة الشرقية، ومحافظ الاحساء الأمير بدر بن محمد بن عبدالله آل جلوي آل سعود، ولفيف من الرعيل الاول من طلبة المدرسة، وفي الحفل البهيج دشن الأمير سلطان باعتباره رئيسا للهيئة العامة للسياحة والآثار “بيت الثقافة” في المدرسة، واعلن كذلك أن جامعة الملك فيصل ستتبنى “النشاط الثقافي” في “بيت الثقافة” وبالاضافة الى جامعة الملك فيصل فالمساعي تتواصل الآن الى أن يكون “بيت الثقافة” في “مدرسة الاحساء الابتدائية الاميرية” هو المظلة الكبرى “لنادي الاحساء الادبي” وفرع “جمعية الثقافة والفنون” وذلك بعد التفاهم الذي سيتم مع وزارة الاعلام والثقافة التي تعتبر مسؤولة عن “النادي” و”فرع الجمعية”.
وباعتبار ان تأسيس مدرسة للتعليم الحديث ظاهرة غير مألوفة آنذاك في “مقاطعة الاحساء”، فبعد ان تأسست المدرسة، وجدت ادارتها ان تأهيل المدرسين فيها لاستيعاب مناهجها من اهم الاولويات لديها، وتم ذلك في تأسيس مدرسة داخل المدرسة التي كانت “اشبه بالجامعة” وسميت “بمدرسة المعلمين” وكان الغرض من هذه المدرسة اعداد وتدريب وتأهيل المدرسين على طرق التربية والتدريس.
وانطلاقا من الغرض الحيوي الذي أُسست من اجله “مدرسة المعلمين” بمدرسة الاحساء الابتدائية التاريخية سوف اتناول الموضوع الثاني مما له علاقة ببعض مهام المحتفى به في هذا الحفل البهيج، وهو الأمير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود وزير التربية والتعليم.
ما احوجنا هذه الايام، الى انشاء مدارس للمعلمين لتأهيلهم ومدارس للمعلمات لتأهيلهن ليكونوا جميعا معلمين ومعلمات على مستوى مناهج التعليم المطورة الحالية، ولو تم تأهيل المعلمين والمعلمات وفق اسس علمية سليمة على المناهج المطورة لما استدعت الحاجة الى امتحانات اخرى تسمى “امتحانات الجدارة”، و”امتحانات القياس” لخريجي المرحلة الثانوية.
المناهج المطورة برامج رائعة، ولكن المصطحات المستخدمة فيها، التي اطلعت على البعض منها شخصيا، تحتاج الى قواميس لغة لفك رموزها الرئيسة والفرعية حتى تستوعب مضامين موضوعاتها من قبل المكلفين والمكلفات بتدريسها لطلابنا وطالباتنا في مراحل التعليم العام الثلاث؟
وهناك عدم ارتياح عند من كلفوا وكلفن من معلمين ومعلمات بتدريس هذه المناهج ممن التقيت بهم وبهن في مناسبات، وربما لدى سموكم علم بذلك او طرف منه، ربما!
سمو الأمير: رصدت الدولة جزءا كبيرا من مواردها المالية للتعليم العام، وأنتم الآن في قمة هرمه، وأنتم الرجل المناسب في المكان المناسب ولماذا لا؟ “وأنتم أمراء الفكر العربي في الوطن العربي”، وإني أتمنى على سموكم ان يستفاد مما تجمع لديكم من خبرات في مؤسستكم التي من مهامها، كما ذكر في وثيقة تأسيسها، العناية “بمختلف سبل المعرفة من علوم وطب واقتصاد وادارة واعلام وآداب” اقول ان يستفاد من تجربتكم في سبيل ترويض مناهج التعليم المطورة في بلادنا وذلك لتتلاءم وتتوافق مع مدارك المعلمين والمعلمات وذلك كي يتخرج على ايديهم وأيديهن “بنين” متمكنين و”بنات” متمكنات في العلم والمعرفة.
وبخصوص مناهجنا التي ما زلت اتحدث عنها، ولانني اعتبر ان هذه فرصة بالنسبة لي فهناك ثلاثة ثوابت لا يمكن المساس بها في المناهج: الاولى العقيدة، والثانية، الهوية الوطنية، والثالثة اللغة العربية لغة القرآن الكريم، وما عداها، فأرى ان يترك للمعلمين والمعلمات القائمين والقائمات على تطبيق المناهج المطورة الحرية المطلقة في قاعات الدرس مع طلابهم وطالباتهن.ووجهت لي ذات مرة جريدة “الجزيرة” اسئلة منها السؤال التالي:
“هل طلابنا على مستوى تحديات الالفية الثالثة؟” وكان مؤدى اجابتي انهم على مستوى التحديات لو اخذ في الاعتبار غربلة المناهج الحالية بغرض اخراج العقل العربي المسلم من القمقم ليرى النور من جديد، وجعل هذه المناهج تنطلق من فلسفة تعويد الطلاب منذ الصغر على طرح السؤال، وحث الطلاب في جميع مراحل الدراسة على طرح السؤال، وحثهم على طرح الاجابة، اية اجابة في اجواء علمية تسخر فيها الادوات اللازمة الحاثة على طرح السؤال بدون خوف او رهبة.
وأختم بأنني مطمئن، سمو الأمير، بأنه ستكون لكم- ان شاء الله- بصمات تاريخية في مسيرة التعليم العام..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقالة | د. الملحم: رصدت الدولة جزءاً كبيراً من مواردها المالية للتعليم العام
الكاتب: اليوم- الدمام
الناشر: جريدة اليوم – العدد 14930
تاريخ النشر: الخميس الموافق 1 مايو 2014
الرابط: http://www.alyaum.com/article/3136554
اليوم- الدمام
أكد الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم على أهمية تطوير المعلم والمعلمة باعتبارهما الأساس في العملية التعليمية ومنحهما الحوافز التشجيعية، مبيناً أن عليهما واجبات في التدريب والتأهيل والخضوع لقياس سنوي لتطوير كفاءتهما، مشيراً إلى أن لديه خطة استراتيجية للتعليم تركز على ثلاثة عناصر وهي الطالب والمعلم والمدرسة، بحيث نرى الطالب يتشكل ليتحلى بشخصية المواطن القوي الأمين، والمعلم لا بد أن يعطى حقه من التكريم والتحفيز، وأن يكون على مستوى هذا المسمى ويقاس انتاجه ومدى تميزه في عمله فسيكون التحفيز أكبر وأكبر، وكذلك المدرسة فهي الجاذبة أو الطاردة، وكلما كانت ناجحة فهي جاذبة.
وأشار سموه إلى أن المعلم والمعلمة سوف يحظيان بكل الاهتمام في مشاريع الوزارة القادمة، وسوف يحظيان بكل إحترام بالإضافة إلى كل المحفزات التي تليق بهما وبدورهما الريادي في دفع عجلة التنمية التعليمية في المملكة، لافتا إلى أن الوزارة قامت برفع نظام رتب المعلمين على أن تقوم بمتابعته لاعطاء المعلمين المكانة التي يستحقونها.
جاء ذلك خلال لقائه أمس مع قيادات العمل التربوي من منسوبي ومنسوبات الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية، وذلك بمسرح الإدارة العامة بالدمام بحضور نائب وزير التربية والتعليم الدكتور حمد آل الشيخ، ومدير عام التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية الدكتور عبدالرحمن المديرس.
وقال سموه خلال كلمته في اللقاء «نحن لا نحتفل فقط بتقديم مشروع أو مبلغ من المال، ولكن نحتفل بهذه الروح الإسلامية الوطنية السعودية، التي تتجلى في كل وقت وزمان لمساهمتها في مسيرة النهضة التي يقوم بها الإنسان المبدع في هذه البلاد الانسان السعودي. وأقول لزملائي وزميلاتي إنني سعيد جداً بالانتماء إليكم، وبالعمل معكم في أشرف مهنة في هذا الوجود التي لا تعادلها مهنة ولا يضاهيها مجهود، كيف لا وأنتم من يشكل مستقبل هذه البلاد على أيديكم ومساعدة أبناء وبنات هذا المجتمع السعودي الذي يعتز بعقيدته الإسلامية، ويراهن على نجاح التجربة العربية بهذه التجربة ليأخذ مكانه المستحق بين العالم» .
قال مدير عام التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية الدكتور عبدالرحمن المديرس إن زيارة سمو وزير التربية تتزامن مع ذكرى البيعة لخادم الحرمين الشريفين، وتشرفنا في المنطقة الشرقية بالعديد من المبادرات ووضع حجر الأساس لمبنى الإدارة العامة وتوقيع عدد من الشراكات، فنحن أمام تحدي الانتقال من العالم الثالث إلى العالم الأول من خلال الرؤية الشاملة للتحول لمجتمع المعرفة بحلول ٢٠٢٠م وأضاف: «لكم مني أن أكون بجانبكم في كل لحظة، واقفا معكم في خدمة الوطن والمواطن في مجال التعليم، ومهمتكم ليست سهلة، ولكن تصرون معي على أنها ليست مستحيلة نحو بلوغ الآمال والأهداف التي في أذهان كل مواطن ومواطنة في المملكة التي ضربت المثل في انجح وحدة في العصر الحديث، فهنيئا لنا، ونطالب بالاستمرار على ذلك، وسوف أحاول ما استطعت أن نحقق معكم كل الأحلام وكل الطلبات، أرجو أن أكون في مستوى تطلعاتكم».
وفي معرض إجاباته عن المداخلات قال سموه للتحول للعالم الأول: ان الملك عبدالله هو ملك المبادرات وملك الإصلاح والتجديد وملك الإبداع في هذه البلاد، وفي حقل التعليم أمر بمشروع كبير وعظيم، وهو مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام، وان كان أخذ وقتا فالتنفيذ سيكون بكل جد وإخلاص، والوزارة ستقوم بمهمتها كاملة فيما يخص مشروع تطوير التعليم العام، وسيكون هناك برنامج تنفيذي سيعلن عنه قريبا.
وفي إجابته عن أحد التساؤلات التي ذكرت ما يجب العمل به عند ترسية عقود المشاريع التعليمية في إشارة للأمر السامي الذي ينص على العمل بعقدين عند ترسية المشاريع أحدهما فني والآخر مالي دون الأخذ بالعقد الأقل سعرا لضمان جودة المشاريع، بين سموه أن المفهوم السائد في نظام المشتروات بأنه لا يؤخد إلا بأقل الاسعار هو مفهوم خاطئ، والصحيح هو أن يؤخذ بأقل الاسعار إذا تساوت الكفاءة، مؤكدا أن هذا المفهوم التقليدي الذي درجت عليه نظم المشتروات في المؤسسات الحكومية لن يطبق في وزارته.
وعن مداخلة حول اشتراط التخصص لتدريس مواد اللغة العربية في المرحلة الابتدائية ومادة الرياضيات والعلوم وإدخال الحاسب الآلي قال: إن الوزارة سوف يكون لها مجهود في القريب العاجل لتحسين والارتقاء بمستوى المعلم والمعلمة في جميع المجالات، والتخصص واجب، ولا يجب أن يتولى الأطفال الا من هو مؤهل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، مشيراً إلى أن اللغة العربية من الأولويات التي سيوليها اهتماما خاصا فهي لغة القرآن، أما الرياضيات والعلوم فقد بدأ تحديد مناهجها، ولابد من تدريب المعلمين على المناهج الحديثة، أما الحاسب الآلي فهو ضمن أولويات الوزارة في كل مدرسة وفي كل فصل بحول الله.
وطلب سموه من جميع العاملين في الميدان التربوي بمختلف شرائحهم في ختام اللقاء التربوي الذي جمعه وإياهم بأن يزودوه بشكل دائم ومستمر بآرائهم ومقترحاتهم، واعدا إياهم بأنها سوف تخضع للدراسة والمراجعة وتطبيقها في حالة تأكدت صلاحيتها للميدان التربوي والتعليمي.
من جهته، قال مدير عام التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية الدكتور عبدالرحمن المديرس إن زيارة سمو وزير التربية تتزامن مع ذكرى البيعة لخادم الحرمين الشريفين، وتشرفنا في المنطقة الشرقية بالعديد من المبادرات ووضع حجر الأساس لمبنى الإدارة العامة وتوقيع عدد من الشراكات، فنحن أمام تحدي الانتقال من العالم الثالث إلى العالم الاول من خلال الرؤية الشاملة للتحول لمجتمع المعرفة بحلول ٢٠٢٠م.
وشهد سموه خلال اللقاء توقيع اتفاقيتين للشراكة بين الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية وبين مجموعة شركات الشيخ عبدالله فؤاد القابضة لتوقيع جائزة عبدالله فؤاد لتعزيز القيم لدى طلاب وطالبات المنطقة الشرقية، وقعها الشيخ عبدالله فؤاد ومدير عام التربية والتعليم الدكتور عبدالرحمن المديرس، وتوقيع اتفاقية جائزة سمو المجتمع لتطوير النمو لدى القيادات التربوية، وقعها الشيخ الدكتور عايض القحطاني ومدير عام التربية والتعليم الدكتور عبدالرحمن المديرس.
الأمير خالد الفيصل يطلع على مشاريع الطلاب التربوية في مدرسة الأمير جلوي أمس
..ويطلع على مشاريع طلاب ومعلمي 30 مدرسة بالدمام
حمدان سفر – الدمام
قام اﻷمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم بزيارة معرض المشاريع التربوية المتميزة بمدارس تطوير للبنين بالمنطقة الشرقية وذلك أثناء زيارته لمدرسة اﻷمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد الابتدائية بالدمام.
واطلع سموه على المشاريع التي كانت نتاجًا لـ30 مدرسة قام بتنفيذها طلاب ومعلمون، حيث كان من ضمن هذه المشاريع مشروع الطالب المدرب ضمن مجال التحصيل الدراسي ومشروع الشراكة المجتمعية، وكيف استطاعت المدرسة الحصول على شراكات مجتمعية مع المجتمع المحلي، كما اطلع سموه على مجالات التحصيل الدراسي من خلال مشروع جدول الضرب لطلاب المرحلة الابتدائية، وكذلك مشروع مبادئ تعليم الرياضيات وكذلك صناعة اﻷفلام التعليمية.
وكان معرض المشاريع بشكل عام يضمن عدة مجالات هي: القيادة واﻹدارة والنمو المهني والبيئة المدرسية والنشاط الطلابي واﻷسرة والمجتمع والتحصيل الدراسي والسلوك والصحة.
وكانت المشاريع التي اطلع عليها سموه 16 مشروعًا من ضمن المعرض الذي كان عدد مشاريعه 73 مشروعًا يتم عرضها بمدرسة الخبر الثانوية، وتسلم سموه أثناء ذلك دليل المشاريع التربوية الذي نفذتها وحدة تطوير المدارس بالمنطقة الشرقية، كما تجول في قاعات الدراسة، واطلع على عدد من البرامج المنفذة بالمدرسة، كبرنامج السلامة المرورية وحملة فينا خير وغيرها من البرامج الإثرائية والمعرفية.
وقد رافق سموه في هذه الزيارة نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنين الدكتور حمد آل الشيخ ووكيل الوزارة الدكتور عبدالرحمن البراك ووكيل الوزارة للتخطيط والتطوير الدكتور راشد الغياض والمدير التنفيذي لشركة تطوير للخدمات التعليمية الدكتور علي الحكمي ومدير عام التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية الدكتور عبدالرحمن المديرس وقيادات التعليم بالمنطقة.
مشاهدات من اللقاء
• بادر سموه لحظة وصوله بـ«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
• خاطب جميع شرائح المعلمين والمعلمات في بداية اللقاء بصفته زميلا لهم.
• أكد على أهمية العمل على تشكيل عقول الطلاب والطالبات في المدارس.
• اعتبر سموه الطلاب بأنهم المنتج الذي تشترك في تشكيله مختلف الإدارات.
• أوضح بأن الخدمات التعليمية التي تقدم للطالب والطالبة هو ما ستراهن عليه الوزارة.
• أوضح بأنه لن يتهاون مع المدارس الأهلية التي لا ترتقي بخدماتها ولو اضطر لإغلاقها.
• ذكر بأن أرامكو لها نظام خاص ولا ينطبق عليها نظام المشتريات في الوزارات.
• أشار إلى أنه شاهد خلال جولاته التي قام بها في المدارس نماذج يجب أن تحتذى.
• محاسبة كل الطاقم بالمدرسة إذا ثبت أن بيئتها طاردة للطلاب أو متقاعسة.
• عبر عن سعادته بالانتماء لأسرة التعليم التي تعد أشرف مهنة.
• قال للقيادات: سأحاول ما استطعت أن أحقق معكم كل الأحلام.
• أكد أن الإنسان السعودي مبدع وأنه قادر على الوقوف منافسًا.
• وعد بمشاريع وبرامج تعيد للمعلم مكانته وسيعلن عنها قريبا.
• ألمح إلى أنه آن الأوان لقطف ثمار هذا مشروع تطوير التعليم.
• اللغة العربية إحدى الألويات التي ستنال جانبًا من اهتمام سموه.
• استبشرت القيادات التربوية بالتوجهات الجديدة للوزارة في إعادة حقوق المعلم.
• استشعرت القيادات التربوية أهمية الشراكات المجتمعية في الارتقاء بالتعليم.
• النهوض بالتعليم إلى مصاف الدول المتقدمة وتقديم نهضة تعليمية شاملة.
• حرص سموه خلال الزيارة على مصافحة الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
وضع حجر الأساس لمبنى إدارة التربية بالمنطقة
خالد الفيصل: الإعلان عن برنامج تنفيذي لتطوير التعليم العام قريبًا
الكاتب: علي الغانمي – الدمام
الناشر: جريدة اليوم – العدد 14930
تاريخ النشر: الخميس الموافق 1 مايو 2014
الرابط: http://www.alyaum.com/article/3136606
في أمسية زاهدة في التكاليف كبيرة في المعاني، احتفى مدير التعليم بالمنطقة الشرقية وزملاؤه بالأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم. الأمير خالد أينما يكون يكبر المكان معه، شارك في العرضة السعودية، هذه العرضة التي تحولت من رقصة للحرب إلى رمز للسلام، استمع إلى رسالة حب وتقدير من معلمه علي اليمني في المدرسة الأميرية في الهفوف، وكان التاريخ حاضرا بكل معانيه وأبعاده.
استمع الأمير والحضور إلى قصة المدرسة الأميرية من زميله حينئذ الدكتور الكبير النبيل رجل الدولة محمد الملحم، وكانت كلمة تداخلت فيها رصانة استاذ القانون المخضرم مع روح الأرض، كلمة حملت صورة للمسافات الحضارية التي مضى فيها التعليم في الأحساء، من مدرسة واحدة تصارع لأجل البقاء وتقف التحديات أمامها، إلى مدينة عامرة بجامعة كبيرة عريقة متميزة، وعامرة بمراكز الأبحاث، ومئات المدارس والمعاهد، مدينة تولّد الموارد البشرية لحقول الصناعة والزراعة، ومدينة يسجل أبناؤها التفوق والتميز العلمي والعملي كل يوم.
والأكبر في المناسبة هي الكلمة الهامة والتي تضمنت رؤية وتصور وموقف الأمير من العديد من الأمور الحيوية على الصعيدين الوطني والعالمي، وأبحرت في الشأن الفكري والحضاري، واستعادت التاريخ الاسلامي عندما كانت (العولمة إسلامية).
في الكلمة تحدث عن زملائه في وزارة التربية كما يليق برجل كبير نبيل قائلا: « ولا اقول إنني أتيت لاطور التعليم، ولكنني أتيت لأساعد زملائي الذين سبقوني في تطوير التعليم، لأكون شريكا معهم في هذه المرحلة التطويرية». إنها رسالة قائد واثق بالنفس يبعثها إلى جميع العاملين في التعليم، لا تأتي إلا من قلب قائد أصيل، رسالة تأليف للقلوب واستنهاض للهمم، لا تهديد ولا تخويف، وهذه الروح الجامعة هي روح جده الملك المؤسس الكبير عبد العزيز -رحمه الله- الذي جمع القلوب و(أصلح المضغة) قبل اعتبارات السياسة والجغرافيا، وجمع المدن المتحاربة، جمع الناس على كلمة سواء، ووزارة التربية هي حاضن الفكرة الوطنية، والعاملون فيها أمامهم مسؤوليات كبيرة.
حدث الحاضرين عن مسيرته العلمية، بدأ طالبا وهو الآن يعود مديرا لمدرسة، في كلماته: «وهكذا أيها الاخوة.. تجدون أن رحلتي بدأت من المدرسة وانتهت إلى المدرسة، فأنا مدين للمدرسة أينما كانت، ومدين للتعليم، لأنني أؤمن ايمانا تاما بأن المعرفة هي الطريق إلى الرقي والتقدم في هذا العالم، ودلالة ذلك تبني المملكة العربية السعودية لاستراتيجية التحول إلى مجتمع المعرفة، الذي يبدأ مطلع العام المالي القادم، وهو أول عام للخطة العشرية للمملكة. وليس غريبا أن تتخذ المملكة هذه الخطوة في هذا الزمان وفي هذا العام، فلقد قطعت المملكة، انسانا ومكانا، شوطا كبيرا في طريق المعرفة، حيث انتقلت من مجتمع أمي بسيط إلى هذا المجتمع الذي أصبح لا ينافس الدول النامية، بل تخطاها إلى الدول المتقدمة بشبابه وفتياته، في منافساته الدولية، ويحصد الجوائز العلمية والرياضية في كل ناحية من نواحي العالم.»
وتحدث عن قناعاته وثقته ببلادنا، يقول: «فهذا هو الوقت الذي نبدأ فيه المرحلة الحضارية العظيمة، والإنسان السعودي العظيم الذي يقول للعالم أجمع في هذا اليوم.. نعم: الإنسان السعودي قادم لا محالة ليحتل محله المستحق بين شعوب العالم المتقدمة. لقد طرحت قبل سنوات شعار «نحو العالم الأول» ولقد سخر مني البعض عندما ذكرت العالم الأول، ولكن هذا أنتم اليوم، ولقد تبنت دولتكم هذا التحول إلى العالم الأول كاستراتيجية من استراتيجيات المملكة العربية السعودية.»
وقال أيضا: «لا استطيع أن أتحدث بالتفصيل عن هذا الموضوع، ولكن الأيام والأسابيع والأشهر القادمة ستثبت لكم جميعا بالفعل مرحلة جديدة من التعليم في المملكة العربية السعودية، وأنا أقصد التعليم العام الذي هو من مسؤوليات زملائي وأنا معهم بوزارة التربية والتعليم.»
لقد كانت كلمة، لا نقول تاريخية، ولكن هي تستشرف مستقبل بلادنا، والأمير خالد يعتز بالنجاح الذي حققته بلادنا، « في هذا العهد الزاهر عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك الابداع والتطوير والابتكار، والذي سابق عصره في تحقيق الأحلام التي كانت تداعب أبناء شعبه، وهم اليوم يعملون في طريق تحقيقها.»
هذا عنوان كتاب وضعه وأسهم فيه بدر بن حمود بن عبدالعزيز البدر، والصديق الأستاذ محمد بن عبد الرزاق القشعمي، وهو عبارة عن وثائق وملامح سيرة ذلك الإنسان الذي كان لي شرف معرفته، حيث التقيت به وعمل معي في جريدة الخليج العربي التي صدرت في العقد السابع من القرن الماضي، حيث رجوته أن يقوم بالإشراف على طبع الجريدة في مطابع الرياض الوطنية بعد أن رحب أستاذنا وشيخنا حمد الجاسر -يرحمه الله- بمد يد المساعدة لي في هذا الشأن، فكان الدكتور حمود يشرف على الطبع ويستلم المواد، ويشحن النسخ إلى المنطقة الشرقية، كما يدير مكتب الخليج الذي افتتح في شارع (البطحاء) لتلقي الإعلانات التجارية.. وقد استمرت هذه العلاقة وهي علاقة أخوة وصداقة حتى أذن الله أن يبعث الأخ العزيز حمود إلى مصر لإكمال دراستة الجامعية، وقد امتدت تلك الصداقة بيني وبينه، وبعد الجريدة التي جعلته يختار تخصصه العلمي في الإعلام، حيث كان مدير مكتب (جريدة) الخليج العربي وليس لمدير (مجلة) الخليج العربي كما جاء في صفحة 9 – لأن مجلة الخليج قد توقفت آنذاك، ولقد لفت انتباهي قوله ص 44: «أما العدد الأخير من الخليج العربي فهو العدد الرابع السنه الأولى 15 رجب 1376هـ الموافق 15 فبراير 1957م وقد تحولت من صحيفة نصف شهرية إلى مجلة شهرية وصفحاتها 34 صفحة، تطبع بمطابع الرياض وكان الأجدر أن يكون العكس»، وهنا أعتقد أن الأمر اختلط عليه لطول الفترة لأن المجلة هي التي صدرت بالأحساء، وطبعت بالمطبعة السعودية، وإن الجريدة هي التي طبعت بمطابع الرياض، وبعد أن سافر الأخ حمود إلى مصر التقى الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم الذي كتب مايلي: (قبل أن نسافر حمود البدر وأنا الى أرض الكنانة في عام 1378هـ للدراسة كنا على معرفة تامة، بل وثيقة برجل مهنة المتاعب الصحفي الشباط، وفي عام 1381هـ حل أديبنا ضيفًا علينا -حمود وأنا بشقتنا المتواضعة بشارع الخطيب بحي الدقي بمنطقة الجيزة في القاهرة – الجمهورية العربية المتحدة. ولم يكن صاحب مهنة المتاعب سائحًا، كان الهدف من زيارته للقاهرة وإلى مصر هو إعداد عدد خاص من جريدة الخليج العربي الأسبوعية، ومن حسن الصدف أن الزميل حمود كان طالبًا بقسم الصحافة بكلية الآداب، وكم كنت مسروراً أن أكون بين صحفيين) وقفة في تعرف ذلك الزمن الفضفاض الذي لم نستغله كما الآخرين كثيراً حتى أنهكنا التعب.. ولقد صدق الدكتور محمد الملحم -وفقه الله- في روايته التي أعادت الذهن إلى عصر مضى باستثناء بعض الذكريات، وما تحمله من أطياف عصر النهضة المزدوجة، نهضة الأمة ونهض الشباب وطموحاته، وأعود إلى معالي الدكتور حمود بن عبدالعزيز البدر رفيق الصبا، وزميل المهنة فقد كانت لنا أيام مليئة بالفرح رغم المعوقات والعقبات، وقد استمر فرح الدكتور حمود وابتسامته العذبة ابتداءً من شقة الدقي بالقاهرة حتى الآن يتجاوزها كل العقبات، على العديد من صفحات الفخر التي تكتب له في صحائف الخلود، وهكذا استثار الدكتور محمد بقية ذكريات أيام الصبا والفتوة العذبة كعذوبة ابتسامة حمود البدر التي لم تفارقه منذ عرفته، وحتى التقيت به بعد مرور نصف قرن من الزمان، تلك الابتسامة التي لم تتغير تفاصيلها، ومعناها العميق في قلب ذلك الإنسان المحب المحبوب، ولقد أحسن الأخ محمد القشعمي بتوثيق هذا السجل الحاوي لكل المسارات التي سلكها ذلك البدر الذي لم يأل جهداً في مواصلة التعليم، ونشر والمعرفة والمشاركة في خدمة المجتمع ثقافياً واجتماعياً إلى جانب أعمال البر والإحسان، والله أسأل أن يوفقنا وإياه إلى كل خير وبر، وأن يحسن لنا وله الختام إنه عفور رحيم.
إن هذا السجل ليس خاصًا بمسيرة الدكتور حمد البدر الذي أكن له في قلبي كل ود ومحبة، بل هو جزء من سجل التعليم والنهضة لوطننا الكبير.
تلَقىَّ عنواني، في غيابي عن الرياض، كتاباً قيّماً ألفه معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم، اختار له عنواناً هو “أيام في حياتي”، حقوق الطبع لدارة آل ملحم للنشر، في طبعته الأولى عام 1433هـ 2012م، والكتاب من القطع الكبير، ويقع في 555 صفحة. ومن وفاء المؤلف لأقرب الناس إليه، فقد استفتحه بالإهداء في سطرين بارزين:
الأول لوالده عبداللطيف بن محمد بن عبدالله آل ملحم (رحمه الله)، والثاني لزوجته نعيمة بنت محمد بن عبدالرحمن العدساني.
جاء الكتاب على هيئة السرد، وبدون عناوين تشوّق القارئ، ولكثرة التأبين فيه لأفراد يعزهم وتربطه بهم صلة وثيقة: صداقة أو قرابة أو زمالة، فإنه يُتْعِبُ القارئ، الذي يحب المعرفة، لأنّه يندبه باللقب، وهذا من محاسن الموتى الذين قد يرتاحون لذلك، لأنه من خيرة الأسماء بالنسبة لهم، لكن القارئ مثلى، لا يجد الجواب، إلا بعد قراءة الموضوع، حيث يُكْشَفُ النقاب عن اسم المقصود بهذا الندب صريحاً في الآخر. وقد يكون للمؤلف منهج، يريد منه إجبار من بيده هذا الكتاب أن يحرص على قراءته بالوفاء، واستكماله لِيُدركَ منهجه في كتابه. وأجدادنا المؤلفون من العرب ينتقدون أنفسهم في تأليفهم، لأن من ألف فقد استُهدِف.
بدأ الكتاب بتقديم، يوضح فيه ما يريد وراء هذا المسمى حتى يُدرك وفاءه الرفقاء دربه في الحياة، وهو يلتقط بكل مناسبة محطة يستروح فيها، نسيم الذكريات، والترحم على من سبق لدار الخلود. وهذه منقبة يحمد عليها، لأن كل تأبين أورده، يجزل في الدعاء والثناء على صاحبه، وهذا من ذكر محاسن الأموات، الذي حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أذكروا محاسن موتاكم”.
ولم يعنْوِنْ لبعض الموضوعات التي طرح، لأنه أحياناً يرمز بأرقام، 1، 2، 3 وهكذا، خاصة وإن جرى عند المؤلف وضع العنوان حتى يعرف القارئ.. أو يرجع للفهارس، ولكنَّ الفهارس في كتابه هذا قد جاءت في ص477 مع أن الكتاب في 555 صفحة، والمعتاد أن الفهارس في آخر الكتاب.
أما التقديم فقد شغل صفحتين إلاّ فراغاً شغله بثلاثة أبيات أعجبته هي من إحدى الأغنيات المصرية، وقد بيّن في هذه المقدمة: بأنّما هو لمسة وفاء منه لرفقائه ولِداته، وهذا هو الغرض الذي استهدفه حينما عزم على تسجيل وقائع هذه الأيام ص10.
ثم بدأ في ص11-13 عن رحيل عملاق هو واحد من أساتذته الذي اغتيل، والذي يدرسه في كلية الحقوق بالقاهرة في مادة مبادئ الاقتصاد، وقد أثنى عليه كثيراً (ص11-13)، ولما علم باغتياله نشر تأبيناً له في عام 1411هـ، وقال: ولما علمت باغتياله نشرت التأبين في جريدة الرياض العدد 8190 ديسمبر 1990م، ثم أورده في 5 صفحات (14-18).
أتبع ذلك بجائزة يوسف نحاس التي منحتها له جامعة القاهرة بكلية الحقوق لحصوله على أعلى مجموع في مواد الاقتصاد السياسي، بالسنتين الأولى والثانية، في امتحانات العامين الجامعيين 58، 59 و59-1960م للطالب: محمد عبداللطيف الملحم (ص19).
ولم يشر إلى ما جاء في الصفحة بعدها، رسالة تهنئة من مدير معهد أنجال جلالة الملك بالمناسبة ذاتها في 26-11-1378هـ، وفي ص21 عنوان رقمه: 2 ضربة معلم، ذكر في الحاشية أنه مقال نشر بجريدة الرياض العدد 9197/ 12 ربيع الأول بمحليات ص5 بمناسبة تعيين الدكتور حمود البدر أميناً لمجلس الشورى، فقد كان زميلاً له في الدراسة الجامعية بجامعة القاهرة، واشتركا في السكن سوياً، وإن اختلفت الكليتان، فالموضوع عن كل منهما وميوله، وعما بينهما في العلاقة. أخذ المقال 8 صفات، وقد علق عليه الصحفي الصديق محمد الوعيل بالجزيرة عدد 7793 في 18 شعبان عام 1414هـ (ص21-31).
وفي ص32 رصد تأبين لأبي ناصر الذي لم يسمه إلا في النهاية الدكتور عبدالله الوهيبي، فقد أثنى عليه وعرفه في لندن فترة الدراسة، وفي هذه تتبعه في سيرته كلها، ومدح خصاله الحميدة، وزملاءهما سوياً، وذكر منهم 8 وذكرياتهم أيام الطّلب (32-42).
وفي ص 43 رقم 4 تأبين آخر بعنوان: ومتى أجد البديل، وقد نشر التأبين في جريدة اليوم عدد 10002 الخميس 6 شعبان 1421هـ، ويرمز لهذا الأخ الذي مات سريعاً، وآخر لقاء معه كان قبل أسبوع، وهذا الخدين ابن عمه: محمد بن عبدالعزيز الملحم، الذي كان يندبه في رثائه بأبي عبد العزيز يكررها في ترحمه وذكر خصاله الحميدة، بعد تولهه عليه في 3 صفحات وترحمه عليه وتذكر ما بينهما وصديقهما عبدالله الراشد. لكنه بالغ في صفات أسبغها على ممدوحه، وهي الشهامة.. ولم يستثن بإن شاء الله- عندما قال: في ص45: يا أبو عبدالعزيز إذا كان للشهامة تاج فأنت تاجها، وإذا كان للشهامة بيت فأنت رب البيت.
وكان وفياً في تأبينه الأصدقاء، ويتذكر معارفه، ويأسى على ذوي قرابته في وفاتهم وربطهم بالأسرة، ففي ص54 في تأبينه قريبه الشاعر الموهوب محمد بن عبدالله بن حمد الملحم، وفي ص60 في تأبينه صديقه وقريبه وإيراد نماذج من أشعاره، منها ما قال في زوجته منيرة، التي يتساءل لماذا لا تشاركني.. ومما قال فيها:
شريكتي مسرّتي
وفرحتي وترحتي
ومسكني وسكني
وموئل الذّرّية
تصون مني نظرتي
حقا وسوء الخطرةِ
مليكة لمنزلي
تديره بحكْمة
وصىّ عليها المصطفى
بأبلغ الوصيّةِ
أمّ البنين والبنات
أصلح تلك الدوحة
أحبّها من كل قلبي من سويدا مهجتي
وهي قصيدة تبلغ 15 بيتاً، إلى جانب أشعار كثيرة له (ص56-62).
وكان محباً للشعر ويقوله في الرثاء وفي الإخوانيات والتعازي، سواء كان شعراً مقفى، أو شعراً حديثاً، ولذا فقد امتلأ كتابه بأبيات شعرية وقصائد مقفاة، ومن الشعر المنثور، وبعد أن نثر كنانته في ابن عمه الفقيد، فقد أعجبه مطارحة شعرية بين الشيخ عثمان الصالح -رحمه الله- والشيخ اليحيا وأورد نماذج من ذلك، وقال في هامش ص50 لمزيد من المطارحات الشعرية -الذي هو معجب به- لدى شعراء الأحساء يراجع كتابنا: كانت أشبه بالجامعة، قصة التعليم في الأحساء، في عهد الملك عبدالعزيز ص365 وما بعدها طبع عام 1419هـ.
كما أورد قصيدتين، بين الشيخ اليحيا والشيخ عثمان الصالح، وهما من المطارحات.. وشواهده يأتي بها بمناسبة الحديث عن شخص، ومن ذلك ما نشره في ص63 وما بعدها، حيث نشر رثاء بعنوان: شاعر موهوب ونُشر في الجزيرة عدد 5814 تاريخ 17 محرم عام 1409هـ، وقد توسع نوعاً ما في ذلك لأن هذا مما يحلو له. حيث زيارته للشيخ اليحيا فتح شجونه، وتحصل منه على التحفة وبعض الأشعار وأنس كل منهما بصاحبه مع أن التعارف لم يتم إلا متأخراً، وكل منهما مقيم في الأحساء.
وقد حقق لواحد من أقاربه، أمنيته في الصلاة داخل الكعبة، وعبر عن ذلك في هامش ص61 عندما قال: وتفاصيل هذه الرحلة المقدسة مذكورة في كتاب له بعنوان: تأملات في الرحلة المقدسة ص 62 وما بعدها، وكان معجباً بالشيخ الأديب: عثمان الصالح رحمه الله، ولذا يمدحه نثراً ويثني عليه في ص217، خاصة بعد رسالة له يهنئه بالجائزة التي نالها في دراسته السنة الأولى والثانية، في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، التي كانت ملء السمع والبصر وتناولتها صحفنا ص(218-224).
وكان محباً لمدرسته الابتدائية، في الأحساء ويطلق عليها لقب الجامعة، وقد هاج عندما قال عنها د. الغامدي إنها كالمحنطة، ورد عليه رداً قاسياً، حيث أعطى هذه المدرسة ومكانتها كل حب وتقدير، وهي أول مدرسة ابتدائية في منطقة نجد والأحساء، وهن باكورة التعليم ست مدارس، أمر الملك عبدالعزيز رحمه الله بفتحها في عام 1356 وهن: المدرسة الأميرية في كل من الأحساء والمجمعة وشقراء، وبريدة وعنيزة وحائل.
وأوافقه على الاهتمام والترميم والبناء لهذه المدارس، لأنهن أول صروح المعرفة في إقليمي الأحساء ونجد، وقد ربط هذه المدرسة بالحديث عن النحاس وصحح الملابسات عن أول مجيء النحاس إلى الأحساء، وربط ذلك بمعرفة الشيخ حمد الجاسر للنحاس أول ما جاء للمملكة في الوجه (ص225)، ولا يلام في وفائه لمدرسته.
كما كان يحب الشغل في شركة الزيت -أرامكو- في الصيف عندما كان طالباً ليكسب خبرة ويشغل فراغاً ص213-314.
وقد مدحه الدكتور عبدالرحمن العصيل في وفائه لمدرسته في رده على الدكتور الغامدي (ص310-316).
وللتأيخ عنده مكانة، فقد خرج قبل فترة كتاب: لمع الشهاب في تاريخ الشيخ محمد بن عبدالوهاب لمؤلف مجهول، لكن الدكتور الملحم، كان له رأي خاص، دونه في هذا الكتاب من ص351-357، وقد ردت عليه الدارة.
فالوقت لا يتسع للزيادة، ومع المعلومات الكثيرة، فحبذا لو نظمه بالعناوين وذكر أسماء من تعرض لهم بالنص دون اللقب الذي لا يدركه إلا قلة من الناس، ولو ميزه بطابع خاص يدركه الناس على المدى لأن الكاتب والمؤلف لا يكتب لفئة خاصة، بل يخاطب جماهير متلونة المشارب، وهذا مما يزيل الغموض ويعطي للكتاب شهرة وقابلية، ومن ذلك الفهارس التي وضعها في الوسط ص476 وبعدها تعريف بالمؤلف وغير ذلك مما رصد، ومن العنوان يتطلع القارئ إلى أن المؤلف سيجعل كتابه على هيئة اليوميات.
جريدة الجزيرة العدد 14631 , 3 ذو الحجة 1433 هـ
المقالة | جولة في كتاب: أيام في حياتي
الكاتب: د. محمد بن سعد الشويعر
الناشر: جريدة الجزيرة العدد 14631 , 3 ذو الحجة 1433 هـ
تاريخ النشر: 3 ذو الحجة 1433 هــ
الرابط: http://www.al-jazirah.com/2012/20121019/ar6.htm
جولة في كتاب: أيام في حياتي
تلَقىَّ عنواني، في غيابي عن الرياض، كتاباً قيّماً ألفه معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم، اختار له عنواناً هو “أيام في حياتي”، حقوق الطبع لدارة آل ملحم للنشر، في طبعته الأولى عام 1433هـ 2012م، والكتاب من القطع الكبير، ويقع في 555 صفحة. ومن وفاء المؤلف لأقرب الناس إليه، فقد استفتحه بالإهداء في سطرين بارزين:
الأول لوالده عبداللطيف بن محمد بن عبدالله آل ملحم (رحمه الله)، والثاني لزوجته نعيمة بنت محمد بن عبدالرحمن العدساني.
جاء الكتاب على هيئة السرد، وبدون عناوين تشوّق القارئ، ولكثرة التأبين فيه لأفراد يعزهم وتربطه بهم صلة وثيقة: صداقة أو قرابة أو زمالة، فإنه يُتْعِبُ القارئ، الذي يحب المعرفة، لأنّه يندبه باللقب، وهذا من محاسن الموتى الذين قد يرتاحون لذلك، لأنه من خيرة الأسماء بالنسبة لهم، لكن القارئ مثلى، لا يجد الجواب، إلا بعد قراءة الموضوع، حيث يُكْشَفُ النقاب عن اسم المقصود بهذا الندب صريحاً في الآخر. وقد يكون للمؤلف منهج، يريد منه إجبار من بيده هذا الكتاب أن يحرص على قراءته بالوفاء، واستكماله لِيُدركَ منهجه في كتابه. وأجدادنا المؤلفون من العرب ينتقدون أنفسهم في تأليفهم، لأن من ألف فقد استُهدِف.
بدأ الكتاب بتقديم، يوضح فيه ما يريد وراء هذا المسمى حتى يُدرك وفاءه الرفقاء دربه في الحياة، وهو يلتقط بكل مناسبة محطة يستروح فيها، نسيم الذكريات، والترحم على من سبق لدار الخلود. وهذه منقبة يحمد عليها، لأن كل تأبين أورده، يجزل في الدعاء والثناء على صاحبه، وهذا من ذكر محاسن الأموات، الذي حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أذكروا محاسن موتاكم”.
ولم يعنْوِنْ لبعض الموضوعات التي طرح، لأنه أحياناً يرمز بأرقام، 1، 2، 3 وهكذا، خاصة وإن جرى عند المؤلف وضع العنوان حتى يعرف القارئ.. أو يرجع للفهارس، ولكنَّ الفهارس في كتابه هذا قد جاءت في ص477 مع أن الكتاب في 555 صفحة، والمعتاد أن الفهارس في آخر الكتاب.
أما التقديم فقد شغل صفحتين إلاّ فراغاً شغله بثلاثة أبيات أعجبته هي من إحدى الأغنيات المصرية، وقد بيّن في هذه المقدمة: بأنّما هو لمسة وفاء منه لرفقائه ولِداته، وهذا هو الغرض الذي استهدفه حينما عزم على تسجيل وقائع هذه الأيام ص10.
ثم بدأ في ص11-13 عن رحيل عملاق هو واحد من أساتذته الذي اغتيل، والذي يدرسه في كلية الحقوق بالقاهرة في مادة مبادئ الاقتصاد، وقد أثنى عليه كثيراً (ص11-13)، ولما علم باغتياله نشر تأبيناً له في عام 1411هـ، وقال: ولما علمت باغتياله نشرت التأبين في جريدة الرياض العدد 8190 ديسمبر 1990م، ثم أورده في 5 صفحات (14-18).
أتبع ذلك بجائزة يوسف نحاس التي منحتها له جامعة القاهرة بكلية الحقوق لحصوله على أعلى مجموع في مواد الاقتصاد السياسي، بالسنتين الأولى والثانية، في امتحانات العامين الجامعيين 58، 59 و59-1960م للطالب: محمد عبداللطيف الملحم (ص19).
ولم يشر إلى ما جاء في الصفحة بعدها، رسالة تهنئة من مدير معهد أنجال جلالة الملك بالمناسبة ذاتها في 26-11-1378هـ، وفي ص21 عنوان رقمه: 2 ضربة معلم، ذكر في الحاشية أنه مقال نشر بجريدة الرياض العدد 9197/ 12 ربيع الأول بمحليات ص5 بمناسبة تعيين الدكتور حمود البدر أميناً لمجلس الشورى، فقد كان زميلاً له في الدراسة الجامعية بجامعة القاهرة، واشتركا في السكن سوياً، وإن اختلفت الكليتان، فالموضوع عن كل منهما وميوله، وعما بينهما في العلاقة. أخذ المقال 8 صفات، وقد علق عليه الصحفي الصديق محمد الوعيل بالجزيرة عدد 7793 في 18 شعبان عام 1414هـ (ص21-31).
وفي ص32 رصد تأبين لأبي ناصر الذي لم يسمه إلا في النهاية الدكتور عبدالله الوهيبي، فقد أثنى عليه وعرفه في لندن فترة الدراسة، وفي هذه تتبعه في سيرته كلها، ومدح خصاله الحميدة، وزملاءهما سوياً، وذكر منهم 8 وذكرياتهم أيام الطّلب (32-42).
وفي ص 43 رقم 4 تأبين آخر بعنوان: ومتى أجد البديل، وقد نشر التأبين في جريدة اليوم عدد 10002 الخميس 6 شعبان 1421هـ، ويرمز لهذا الأخ الذي مات سريعاً، وآخر لقاء معه كان قبل أسبوع، وهذا الخدين ابن عمه: محمد بن عبدالعزيز الملحم، الذي كان يندبه في رثائه بأبي عبد العزيز يكررها في ترحمه وذكر خصاله الحميدة، بعد تولهه عليه في 3 صفحات وترحمه عليه وتذكر ما بينهما وصديقهما عبدالله الراشد. لكنه بالغ في صفات أسبغها على ممدوحه، وهي الشهامة.. ولم يستثن بإن شاء الله- عندما قال: في ص45: يا أبو عبدالعزيز إذا كان للشهامة تاج فأنت تاجها، وإذا كان للشهامة بيت فأنت رب البيت.
وكان وفياً في تأبينه الأصدقاء، ويتذكر معارفه، ويأسى على ذوي قرابته في وفاتهم وربطهم بالأسرة، ففي ص54 في تأبينه قريبه الشاعر الموهوب محمد بن عبدالله بن حمد الملحم، وفي ص60 في تأبينه صديقه وقريبه وإيراد نماذج من أشعاره، منها ما قال في زوجته منيرة، التي يتساءل لماذا لا تشاركني.. ومما قال فيها:
شريكتي مسرّتي
وفرحتي وترحتي
ومسكني وسكني
وموئل الذّرّية
تصون مني نظرتي
حقا وسوء الخطرةِ
مليكة لمنزلي
تديره بحكْمة
وصىّ عليها المصطفى
بأبلغ الوصيّةِ
أمّ البنين والبنات
أصلح تلك الدوحة
أحبّها من كل قلبي من سويدا مهجتي
وهي قصيدة تبلغ 15 بيتاً، إلى جانب أشعار كثيرة له (ص56-62).
وكان محباً للشعر ويقوله في الرثاء وفي الإخوانيات والتعازي، سواء كان شعراً مقفى، أو شعراً حديثاً، ولذا فقد امتلأ كتابه بأبيات شعرية وقصائد مقفاة، ومن الشعر المنثور، وبعد أن نثر كنانته في ابن عمه الفقيد، فقد أعجبه مطارحة شعرية بين الشيخ عثمان الصالح -رحمه الله- والشيخ اليحيا وأورد نماذج من ذلك، وقال في هامش ص50 لمزيد من المطارحات الشعرية -الذي هو معجب به- لدى شعراء الأحساء يراجع كتابنا: كانت أشبه بالجامعة، قصة التعليم في الأحساء، في عهد الملك عبدالعزيز ص365 وما بعدها طبع عام 1419هـ.
كما أورد قصيدتين، بين الشيخ اليحيا والشيخ عثمان الصالح، وهما من المطارحات.. وشواهده يأتي بها بمناسبة الحديث عن شخص، ومن ذلك ما نشره في ص63 وما بعدها، حيث نشر رثاء بعنوان: شاعر موهوب ونُشر في الجزيرة عدد 5814 تاريخ 17 محرم عام 1409هـ، وقد توسع نوعاً ما في ذلك لأن هذا مما يحلو له. حيث زيارته للشيخ اليحيا فتح شجونه، وتحصل منه على التحفة وبعض الأشعار وأنس كل منهما بصاحبه مع أن التعارف لم يتم إلا متأخراً، وكل منهما مقيم في الأحساء.
وقد حقق لواحد من أقاربه، أمنيته في الصلاة داخل الكعبة، وعبر عن ذلك في هامش ص61 عندما قال: وتفاصيل هذه الرحلة المقدسة مذكورة في كتاب له بعنوان: تأملات في الرحلة المقدسة ص 62 وما بعدها، وكان معجباً بالشيخ الأديب: عثمان الصالح رحمه الله، ولذا يمدحه نثراً ويثني عليه في ص217، خاصة بعد رسالة له يهنئه بالجائزة التي نالها في دراسته السنة الأولى والثانية، في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، التي كانت ملء السمع والبصر وتناولتها صحفنا ص(218-224).
وكان محباً لمدرسته الابتدائية، في الأحساء ويطلق عليها لقب الجامعة، وقد هاج عندما قال عنها د. الغامدي إنها كالمحنطة، ورد عليه رداً قاسياً، حيث أعطى هذه المدرسة ومكانتها كل حب وتقدير، وهي أول مدرسة ابتدائية في منطقة نجد والأحساء، وهن باكورة التعليم ست مدارس، أمر الملك عبدالعزيز رحمه الله بفتحها في عام 1356 وهن: المدرسة الأميرية في كل من الأحساء والمجمعة وشقراء، وبريدة وعنيزة وحائل.
وأوافقه على الاهتمام والترميم والبناء لهذه المدارس، لأنهن أول صروح المعرفة في إقليمي الأحساء ونجد، وقد ربط هذه المدرسة بالحديث عن النحاس وصحح الملابسات عن أول مجيء النحاس إلى الأحساء، وربط ذلك بمعرفة الشيخ حمد الجاسر للنحاس أول ما جاء للمملكة في الوجه (ص225)، ولا يلام في وفائه لمدرسته.
كما كان يحب الشغل في شركة الزيت -أرامكو- في الصيف عندما كان طالباً ليكسب خبرة ويشغل فراغاً ص213-314.
وقد مدحه الدكتور عبدالرحمن العصيل في وفائه لمدرسته في رده على الدكتور الغامدي (ص310-316).
وللتأيخ عنده مكانة، فقد خرج قبل فترة كتاب: لمع الشهاب في تاريخ الشيخ محمد بن عبدالوهاب لمؤلف مجهول، لكن الدكتور الملحم، كان له رأي خاص، دونه في هذا الكتاب من ص351-357، وقد ردت عليه الدارة.
فالوقت لا يتسع للزيادة، ومع المعلومات الكثيرة، فحبذا لو نظمه بالعناوين وذكر أسماء من تعرض لهم بالنص دون اللقب الذي لا يدركه إلا قلة من الناس، ولو ميزه بطابع خاص يدركه الناس على المدى لأن الكاتب والمؤلف لا يكتب لفئة خاصة، بل يخاطب جماهير متلونة المشارب، وهذا مما يزيل الغموض ويعطي للكتاب شهرة وقابلية، ومن ذلك الفهارس التي وضعها في الوسط ص476 وبعدها تعريف بالمؤلف وغير ذلك مما رصد، ومن العنوان يتطلع القارئ إلى أن المؤلف سيجعل كتابه على هيئة اليوميات.
جريدة الجزيرة العدد 14631 , 3 ذو الحجة 1433 هـ
الرابط : http://www.al-jazirah.com/2012/20121019/ar6.htm
تعليق : فيصل العواضي البريد : — التاريخ : 12/04/1433
أيام في حياتي عنوان كتاب صدر أخيراً عن دارة الدكتور آل ملحم للنشر لمعالي الوزير والكاتب المثقف والمحامي القانوني الحصيف الدكتور محمد بن عبد اللطيف الملحم في خمسمائة وخمسة وخمسين صفحة وقد أهداه المؤلف لوالده يرحمه الله ولزوجته.
حفل الكتاب بأيام ومواقف ووقفات مع شخصيات ارتبط بها المؤلف وعرفها، ولكي نقدم الكتاب للقارئ نستعير من تقديم المؤلف للكتاب ذاته حيث يقول (أيام حياتي والحمد لله ذات سعادة وبهجة غير فقداني أمي وأنا صغير السن أي قبل الاستمتاع بملذات بريق شبابي وريعان صباي معها وكذا فيما بعد فقدان أبي بعد ما تقدمت بي السنون، وفيما بين هذه الأيام وتلك أيام أعتز بها وهي أيام قضيتها مع زملاء في مراحل مختلفة من حياتي يستوي في ذلك مرحلة الطفولة أو مرحلة الشباب أو مرحلة عنفوان الشباب أو بعد ما تقدمت بي سنون الشيخوخة، هؤلاء الزملاء فريقان، الفريق الأول «لداتي» أي من عاصرتهم منذ الولادة وحتى إعداد هذا الكتاب والفريق الثاني «رفاقي» وهم من عشت معهم في مسيرة حياتي حتى سن الشيخوخة من غير اللدات.
ويستطرد المؤلف: (وبدون شك أن ما سأرويه من هذه الذكريات عن أيام أثيرة هي ذكريات صداها يتردد عندي حال اليقظة بل وحتى بين أطياف نومي وبعبارة أخرى هي ذكريات أعتبرها في حقيقة الأمر جزءاً من حياتي ولأنها كذلك رأيت ملاءمة توثيقها في كتاب، وليكون هذا الكتاب بمثابة هدية مني لأبنائي وحفدتي وأسباطي لعل فيها ما يستفيدون منها، وهي من أحسن الهدايا مني لهم لأنها تكشف عن أحوال عشتها مع من أحبهم من لدات ورفاق ناهيك عن اعتبارها جزءاً من كياني في حواس الحياة عندي، إنها لمسة وفاء مني لهؤلاء اللدات والرفاق وهذا هو الغرض الذي استهدفته حينما عزمت على تسجيل وقائع هذه الأيام وذلك من خلال حياة هؤلاء اللدات والرفاق مما له علاقة بمشوار حياتي وذلك بالقدر الذي أعرفه عنهم بحكم احتكاكي بهم عن قرب وكذا عن بعد. جمع الكتاب بين الأسلوب الشيق للمؤلف في سرد الذكريات وبين المعلومة الدقيقة عمن كتب عنهم مما يجعل الإنسان يعيش متعة القراءة في كتاب كهذا يطوف بنا في حدائق غناء من تاريخ المملكة وأمتنا العربية عبر شخوص رجالها ممن تناولهم المؤلف.
واستطاع الدكتور الملحم أن يختلط أسلوباً جديداً من أساليب السيرة الذاتية وهو الكتابة عن الذات من خلال الآخرين لكننا نستطيع أن نتبين بوضوح من خلال هذه الكتابة مسيرة حياة الدكتور الملحم في كتابه «أيام في حياتي» لكنه كان عادلاً فلم يضخم من شخصيته وأدواره على حساب أدوار الآخرين ولم يخف تأثره برجال عظماء سبقوه في ميادين مختلفة ولم يغمط حق أحد في علمه أو ثقافته أو نضاله.
ولئن كان المؤلف قد قال في مقدمته إنه يهدي الكتاب لأبنائه وحفدته وأسباطه فإننا نستأذنه في أن نهديه لجيل الشباب من أبناء المملكة ليطالعوا ما فيه من سير ومواقف وتجارب ربما تلهمهم ما يفيدهم في حياتهم العلمية أو العملية وهي مسؤولية تقع على عاتق جيل الرواد من الذين عايشوا فترات تأسيس النهضة التي تعيشها المملكة بكل ما زخرت به هذه الفترات من تجارب قد لا تتكرر في تاريخ جيل آخر.
نأمل أن يكون «أيام في حياتي» إضافة لأدب السير وتجارب الرواد ونتمنى لمؤلفه مزيداً من الصحه ليتحفنا بمزيد من إبداعاته.