لا يتصدى للحديث عن المبرزين إلا النقاد الكبار، ولا يقوم الشعراء إلا من أدركتهم «حرفة الأدب»، ولكل فن أهله، ومقالة واحدة لا تكفي في نظري للحديث عن سفر أدبي كبير في «ثلاثة أجزاء» لم يسبق أن طرحه أحد من قبل فيما أعلم، سطره ببراعه السيال.. أديب يحسن اختيار الكلمة، ويتذوق الأشعار، تطاوعه الحروف، وتنقاد له كالحمل الوديع كما قال الشاعر:
ما كُلُ من هز الحسام بضاربٍ ** ولا كُلُ من أجرى اليراع بكاتبٍ
اختار المؤلف الأديب الكتابة عن الشاعر البطل، وسيرته المقترنة بتاريخ دولة أبناء عمومته عام ٤٧٠هـ، وكما يحلو للكاتب أن ينعته «بالشاعر المعجزة»، وأحيانا «بالشاعر المغمور»، وتارة «بابن خلدون الأحساء» ليكون منارة للأجيال الحاضرة والمستقبلة، يدق فيها النواقيس، ويشير فيها إلى النواميس وذلك لمن ألقى السمع وهو شهيد.
وبحق، لقد أنصف المؤلف هذا الشاعر العملاق المغمور، وجلى أفكاره، وترجم له، وكشف عن مكنوناته النفسية، وتضحياته، ومعاناته، وتطلعاته نحو المجد الذي لم يبلغه. وذلك بالرغم مما لاقاه من حرمان، وتشريد، وكان النصر حليفه في نهاية المطاف لكن بعد وفاته.
ومما قاله المؤلف عن هذا «الشاعر العملاق»: إنه كان ذكيا بالفطرة، وتمحور هذا الذكاء في موهبة شعرية أصيلة فذة ولدت عنده الإحساس بالعظمة، والكبرياء، وعزة النفس، والتطلع إلى منازل المجد العليا.
وكان للبطل من وجهة نظر المؤلف قضية محورية ذات طبيعة سياسية. ومرامي هذه القضية وملامحها مبثوثة في ثنايا شعره من مديح وفخر وحماسة وهجاء، وهو الشعر الذي ألقاه أمام علية القوم من أبناء عمومته وبثه أمام غيرهم خارج ديار وطنه. وتتلخص «قضيته» في تطلعه إلى الرئاسة والقيادة، وهو تطلع لم يلق ترحيبا من أبناء عمومته، وهو تطلع أجج من وهجه، بين الفينة والأخرى، حقدا دفينا ضده من أعداء ألداء لدولة أبناء عمومته لدرجة أن أبناء عمومته أنفسهم، وبتأثير من هؤلاء الأعداء، توجسوا منه خيفة.
كان حساد «الشاعر المعجزة» من الكثرة في «الأحساء» وخارجها لدرجة أنهم تمكنوا منه، وأودوا به، عن طريق أبناء عمومته الذين كانوا أُذُنا مصغية للواشين والحاسدين والحاقدين. وهؤلاء الواشون والحاسدون والحاقدون من الكثرة في كل زمان ومكان.
وهكذا ضاعت طموحات البطل في زوايا دسائس البلاط، وما كان يكتنفها، ويحيط بها من كيد ونميمة وحسد.
ترك الشاعر المعجزة بعد وفاته إرثا ضخما في تراث أدبي…. ولقد كاد أن يندثر هذا التراث الضخم لولا أن الله قيض له من ينبشه، وينشره في قدرين:
القدر الأول: حين تم العثور على هذا الكنز الدفين وذلك في القرن الرابع عشر الهجري.
والقدر الثاني: هيأ لهذا التراث العظيم أحد أبرز جهابذة الفكر والأدب والسياسة ليبرز الكنز من قعر التاريخ، وينشره في الآفاق لمحبي شعراء السياسة والحكمة وأغراض أخرى من مديح وفخر وحماسة وهجاء خاض غمارها هذا الشاعر الفحل بدون كلل أو تعب.
أما المؤلف فهو الأديب، أستاذ القانون، والسياسي المحنك، د. محمد بن عبداللطيف الملحم وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء السابق.
وأما الشاعر البطل فهو «علي ابن المقرب العيوني»، الذي يُعد في طليعة شعراء العروبة في شبه الجزيرة العربية منذ العصر الجاهلي حتى عصرنا هذا، والكتاب محل التقريض هو كما سماه مؤلفه (سقوط دولة وصعود شاعر)
أراد الكاتب المبدع أن ينفض الغبار الذي ران على دولة عريقة في حقبة مهمة في تاريخ «الأحساء» أبادت عام ٤٧٠هـ حكم «القرامطة» الذي عُرف بالإجرام والفتك والفساد العريض، وحبر هذا الشاعر في ديوانه تاريخ دولة أبناء عمومته، وأخبارها، وأحوالها، وعما اكتنف حياتها من إيجابيات وسلبيات.. ولولاه لكانت تلك الدولة نسيا منسيا، وصدقت فيه مقولة (الشعر ديوان العرب)، وربما يكون عنوان الكتاب وهو «سقوط دولة وصعود شاعر» مثار جدل، وهو جدل تتسربل مضامينه ومداخله ومخارجه في ثنايا هذا السفر بأجزائه الثلاثة لمن يبحر في أعماقه ليجتني درره وجواهره.. لا شك لدي أن من يمم وجهه شطر هذا السفر أن يعود محملا بالمتعة والثراء المعرفي.
غلاف الكتاب (اليوم)
توثيق سجال “تكريم بالإكراه” بين د. الملحم وبين المجتمع
في حفل أقامه النادي الأدبي بتاريخ 2014، أمر القائمون عليه بتكريم معالي د. محمد الملحم الذي لم يحضر الحفل، ودار هذا السجال لاحقا في وسائل الإعلام نتعلم من خلاله أدبا وفقها وردا وإلجاما. ولوضع الموضوع في سياقه، نُشر عن معالي د. الملحم خبرا سابقا مفاده التالي”
وما أن انتشر خبر تكريمه، نشر معالي د. الملحم قصة ورواية ما خلف كواليس الحفل مما فجر التساؤلات التي نتج عنها مكاشفة لواقع النادي الأدبي، يستمتع بها من أحب الأدب والفقه وجمال التعبير والوصف بالعنوان “تكريم بالإكراه”!
وقام بعد ذلك مدير النادي الأدبي في الأحساء بالرد في غضون أيام برد أتى فيه بعجائب كان الأولى الستر عليها:
ودخل في سلك السجال المستشار السويلم ليلقي الضوء على المساجلة ووصفها بالقطعة الأدبية، نتمنى أن تعجبكم!
يصفها ب “القطعة الأدبية” – تعليق المستشار “السويلم”: في الأحساء .. التكريم بالإكراه ..!!
لا أدري ما السر في عدم نشرها المقالة الأخيرة في جريدة اليوم حيث وقعت المساجلة الأولى!
نسخة من سجل الزوار القديم لموقع معالي د. قبل التحديث
هذه نسخة من سجل الزوار للموقع السابق قبل التحديث والانتقال للموقع الجديد.
مشاركة من | الرحيمي ![]() |
||||||
التاريخ | 6/21/2010 | ||||||
الله يوفقنا و يوفقك ياولد العم ابنك الطالب :يوسف الرحيمي طالب جامعي “حاسب” |
||||||
![]() |
مشاركة من | محمد بن فهد بن عبدالله أبوشبيب ![]() |
|||||
التاريخ | 6/7/2010 | ||||||
شكراً من الأعماق لك يامعالي الدكتور بما تقدمه من معلمومات اظهرت كثيراً مما يجهله الكثير من أفراد المجتمع | ||||||
![]() |
مشاركة من | ابو فيصل العبيوي ![]() |
|||||
التاريخ | 6/2/2010 | ||||||
اشكر القائمين على موقع معالى الدكتور محمد بن عبداللطيف ال ملحم وتقبلوا تحياتى | ||||||
![]() |
مشاركة من | محمد بن فهد بن عبدالله أبوشبيب ![]() |
|||||
التاريخ | 5/29/2010 | ||||||
شكراً من الأعماق لك يامعالي الدكتور بما تقدمه من معلمومات اظهرت كثيراً مما يجهله الكثير من أفراد المجتمع | ||||||
![]() |
مشاركة من | عبدالله علي عبدالله الزبيدي ![]() |
|||||
التاريخ | 1/10/2010 | ||||||
اتمنى التعرف الى الدكتور والجلوس معه اطالة الله عزجل في عمره وفقه الى خير مايحبه ويرضاه وجعله ذخرا لأهل الاحساء | ||||||
![]() |
مشاركة من | ابراهيم بن ![]() |
|||||
التاريخ | 11/23/2009 | ||||||
الف مبروك يا دكتور على هذا الموقع الرائع ونتمنى لك الصحه والعافيه وطولت العمر والمزيد من الانجازات المشرفه .
تحياتي لك |
||||||
![]() |
مشاركة من | محمد بن سليمان الأحمد ![]() |
|||||
التاريخ | 9/25/2009 | ||||||
زرت اليوم موقعكم على النت بالصدفة أحببت أن أحييكم مع تمنياتي لكم بالصحة والعافية وأسلم لتلميذكم |
||||||
![]() |
مشاركة من | منصور العس ![]() |
|||||
التاريخ | 9/3/2009 | ||||||
ونعم الرجل والمنبت الوالد ابو عبد العزيز ..اثابك الله على قلبك الطاهر واصالتك ورجولتك | ||||||
![]() |
مشاركة من | فرات معن شوكت المحيسن ![]() |
|||||
التاريخ | 7/4/2009 | ||||||
مقالات رائعة جدا اتمنى لكم طول العمر ان شاء الله | ||||||
![]() |
مشاركة من | عبدالله العمرو ![]() |
|||||
التاريخ | 5/7/2009 | ||||||
سيرة ذاتية عطرة أدعوا لكم بالتوفيق | ||||||
![]() |
مشاركة من | سارة بنت عبدالعزيز ![]() |
|||||
التاريخ | 3/23/2009 | ||||||
ان تعريفك لاصل اسرة الملحم هو مرجع رئسي لكل من يهمة | ||||||
![]() |
مشاركة من | alnooor ![]() |
|||||
التاريخ | 9/10/2008 | ||||||
لكم جزيل الشكر على الكلام الرائع عن والدى أحمد المانع رحمه الله ابنة احمد المانع |
||||||
![]() |
مشاركة من | ياسر سعود المدلج الميزاني المطيري ![]() |
|||||
التاريخ | 7/5/2008 | ||||||
أرجو من الله التوفيق لأبن العم نعالي الدكتور محمد عبد اللطيف الملحم وأطال الله بعمره | ||||||
![]() |
مشاركة من | مازن محمد يونس السنيري ![]() |
|||||
التاريخ | 3/30/2008 | ||||||
مع تمنيات النجاح والتقدم | ||||||
![]() |
مشاركة من | نصرالله فريد ![]() |
|||||
التاريخ | 3/27/2008 | ||||||
نتمنى أن تزور الجزائر و نحضي بلقائكم على قرب | ||||||
![]() |
مشاركة من | T.Al mulhim ![]() |
|||||
التاريخ | 1/14/2008 | ||||||
مبروك الموقع ..والله يطول بعمرك ان شاء الله..
ويكثر من أمثالك وشكر خاص لمن قامت بعمل هذا الموقع “الرائع”…شكراً جزيلاً |
||||||
![]() |
مشاركة من | خالد بن ملحم الملحم ![]() |
|||||
التاريخ | 12/17/2007 | ||||||
حفظكم الله ياعم يامعالي الدكتور ونفع بكم |
||||||
![]() |
مشاركة من | Brearrori ![]() |
|||||
التاريخ | 12/6/2007 | ||||||
hey.. very nice | ||||||
![]() |
مشاركة من | ABDULAZIZ AL-MULHIM ![]() |
|||||
التاريخ | 10/17/2007 | ||||||
لمن دواعي سروري وابتهاجي وغبطتي ان اتشرف با لاطلاع وقراءة هذا الموقع الجميل والشكر الموصول لمن قام بهذا العمل الرائع | ||||||
![]() |
مشاركة من | يوسف إبراهيم السليمان الملحم(القصيم-عيون الجواء) ![]() |
|||||
التاريخ | 10/17/2007 | ||||||
مبرووكـ افتتاح الموقع والدكتور محمد يستاهل كل خير
أخوكــم يوسف إيراهيم السليمان الملحم المطيري (القصيم – عيون الجواء) |
||||||
![]() |
مشاركة من | بنــــات ال ملحم ![]() |
|||||
التاريخ | 10/15/2007 | ||||||
الف الف الف مبروك للخال محمد على افتتاح الموقع الجديد وبالتوفيق ان شاء الله | ||||||
![]() |
مشاركة من | ثامر بن عبدالعزيز بن عبدالمحسن بن احمد الملحم ![]() |
|||||
التاريخ | 10/14/2007 | ||||||
الف مبروك على افتتاح الموقع الذي انتظرناه بفارغ الصبر والى الامام يادكتور محمد | ||||||
![]() |
مشاركة من | ام عزام ![]() |
|||||
التاريخ | 08/10/2007 | ||||||
تهنئه من ام عزام الى الخال بمناسبة افتتاح الموقع مع تمنياتي له بمزيد من التقدرم وكل عام وانتم بخير | ||||||
![]() |
مشاركة من | ام فهد ![]() |
|||||
التاريخ | 06/10/2007 | ||||||
ألف مبروك افتتاح الموقع | ||||||
![]() |
مشاركة من | فهد بن صالح الملحم ![]() |
|||||
التاريخ | 06/10/2007 | ||||||
السلام عليكم موقع رائع لشخص أكثر من رائع قدم الكثير ونتأمل أن يتحفنا بأكثر |
||||||
![]() |
مشاركة من | أحمد عبدالله عبدالمحسن الأحمد الملحم ![]() |
|||||
التاريخ | 03/10/2007 | ||||||
موفق انشاء اللة | ||||||
![]() |
مشاركة من | باسم حمد الملحم ![]() |
|||||
التاريخ | 03/10/2007 | ||||||
ادامك الله لفعل الخير وجزى الله خير من فام على هذى الموقع وانشاء الله إاى الأمام ابنك / باسم الملحم |
||||||
تحديث الموقع وانتقال الإدارة وشكر وتقدير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في ظل ازدياد مكونات موقع معالي د محمد بن عبداللطيف الملحم.، تم تطوير الموقع لاستخدام أحدث الوسائل لجمع وثائق وكتيبات وأعمال الأستاذ ليسهل البحث فيها وقراءتها ونشرها وتصنيفها. ويقوم على إنشاء الجديد فريق متعاون لنقل الملفات والصور كما يجب، سائلين الله تعالى التوفيق في هذا العمل المبارك.
وأشكر هنا الأخت سارة “أم بدر” ابنة معاليه على قيامها بإنشاء الموقع لمعاليه منذ عام 2005 وحتى يوليو 2017 وأن يبارك في استثمارها بوقتها وعملها المتفاني.

صور معالي د. محمد عبداللطيف آل ملحم أيام العمل كوزير للدولة
عبده خال: “البند 77 بنت الإيه” – عكاظ
عبده خال – نشر في عكاظ
ما زلنا في حالة استرجاع لما أحدثه بند 105 من أضرار طالت عشرات الآلاف من الموظفين، وقد ظل هذا البند يُلاك في وسائل الإعلام وفي أروقة مجلس الشورى من أجل تثبيت أصحابه على وظائف رسمية، ومع أنه بند جاء لنقل العاطل من رقدته إلى فضاء العمل وإن كانت الحقوق غير كاملة إلا أن مادة 77 التي أوجدتها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية جاءت لأخذ الموظف من وظيفته وإلقائه في فضاء البطالة، وهذه المادة (77) أخذت دورها في اللف والدوران بين وسائل الإعلام ومجلس الشورى، ويظهر الفرق بين البند والمادة وإن تشابها في بعض الإجراءات والمطالبات بالحقوق، وقد امتازت مادة (77) بنوعية المطالبين بإلغائها لأن ضررها يزيد البلد أزمة على أزمة، فإن كانت أزمة العاطلين تمثل ضغطا سياسيا واجتماعيا فإن هذه المادة ترفع نسبة العاطلين وتطلق يد القطاع الخاص في ممارسة (عنجهيته) من غير أن يقع تحت طولة القانون لتعنته في استخدام حق وظيفي.
وكانت وزارة العمل في حالة غياب عندما أقرت هذه المادة من غير دراسة الآثار المترتبة على النسيج الاجتماعي والاقتصادي معا، وحين يقول الدكتور محمد بن عبداللطيف آل ملحم (وزير الدولة) إن المادة (77) من نظام العمل السعودي غير صالحة للتطبيق في بلد يكتظ بالعمالة الوافدة لا سيما إذا كانت العمالة ماهرة، مؤكدا أن تطبيق هذه المادة في المملكة المكتظة بالعمالة الوافدة عملٌ «مأساوِيٌّ كارثي» في خصوص توطين الوظائف.
فهذا القول قد أشار اليه الكتّاب والمتخصصون والقانونيون ومع ذلك ظلت وزارة العمل تضع رجلا على رجل وتنفخ هواء رئتيها، وفي وضعها هذا أرادت أن تريح نفسها من تراكم شكوى الموظفين في القطاع الخاص في اللجان العمالية فإذا بها تحول البلد إلى عاطلين وشاكين..
وأي تطبيق لأي قرار لم يكن مدروسا وظهرت آثاره السلبية يجعل صانع القرار سريع التراجع عن قراراته وهذه هي حكمة الإداري الناجح ويبدو أن إدارة وزارة العمل رسبت في امتحان منهج الإدارة العامة وألحقته برسوب مريع في منهج إدارة الأعمال.
ويبدو أن الموظفين المفصولين من القرار التعسفي الذي حملته مادة (77) سيدورون (كعب داير) إلى أن يصلوا لبوابة مجلس الوزراء كي تتم رحمتهم من العطالة وقلة الحيلة في مواجهة حياة مكلفة.
المصدر
“آل ملحم” : تطبيق المادة 77 من نظام العمل “مأساوِيٌّ كارثي” – تقرير الإخبارية مباشر
الاخبارية مباشر – التحرير
كشف معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف بن محمد آل ملحم وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء السابق، أن المادة (77) من نظام العمل السعودي غير صالحة للتطبيق في بلد يكتظ بالعمالة الوافدة لا سيما إذا كانت العمالة ماهرة، مؤكدًا أن تطبيق هذه المادة في المملكة المكتظة بالعمالة الوافدة عملٌ “مأساوِيٌّ كارثي” في خصوص توطين الوظائف.
وأكد معاليه أن هذه المادة من حيث الصياغة القانونية “مُحْكَمَةُ”، ومن حيث المحتوى القانوني “عَادِلةٌ” إذا نُظِرَ إليها مجردةً من الزمان والمكان أي من البيئة المراد تطبيقها فيها، وأنه لا غبار عليها شكلاً ومحتوى إذا كان الغرض منها تعليم الطلاب في كليات الحقوق، موضحًا أن هذه المادة صالحةٌ للتطبيق في بلد لا توجد فيه عمالة وافدة ماهرة على الإطلاق، مبينًا أن بعض أساطين “قانون العمل” ظلوا ينادون عبر التاريخ بتوطين نص المادة النظامية “القانونية” بالبيئة المراد تطبيقه فيها إذا أريد منها أن تكون ذات فعالية.
وبيّن معاليه أن بعض رجالَ الأعمال من تجار وصناع، يبخلون بدفع القليل للمختصين في مجال الاستشارات القانونية أو الفنية أو المالية، فيقعون في إشكالات ومنازعات حين ممارستهم لأعمالهم التجارية تنتهي بهم إلى ساحات “المحاكم” أو مقار هيئات التحكيم، قائلًا أنه ينصح “التاجر” أو “الصانع” أن يستشير حتى لا يرى نفسه “في خراب مالطة”.. لافتًا إلى مقولة شائعة في عالم الغرب هي: أن كل “تاجر” أو “صانع” خلفه رديف مستتر!!!
وأشار إلى أن تطور وتعقد وتنوع العلاقات والمعاملات التجارية اليوم يجعل من التفاوض نوع من الحوار وتبادل الأفكار والاقتراحات بين طرفين أو أكثر بهدف التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى حسم نزاع أو خلاف بما يحافظ على المصالح المشتركة بين الطرفين، مبينًا أنه عملية تفاعل وتعاون وهو كذلك موهبة، وإذا ما توفرت لهذه الموهبة قدر من العلم والصبر وكذا فهم لمداخل ومخارج لغة التفاوض فالمفاوض حكيم، والمفاوض الناجح هو من يتقن فن الاستماع والإنصات للطرف الآخر، وأن يكون قويًا واضحًا أكثر منه داهية فلا يأخذ دور “الواعظ”.
وقال معالي الدكتور آل ملحم أن غرفة الأحساء كانت ولاتزال واجهة حضارية في الأحساء باعتبارها قد سدّت فراغاً ليس فقط في نشر ثقافة التجارة والمال مما هو في اختصاصها اصلاً وانما ايضاً في نشر ثقافة تراث الأحساء كذلك.
جاء ذلك في حوار انفردت به مجلة (الأحساء) الصادرة من الغرفة التجارية الصناعية في عددها الجديد (130) الذي صدر مؤخرًا، وتضمن حوارًا وثائقيًا مطولاً أجراه الزميل الأستاذ خالد القحطاني رئيس تحرير المجلة مع معاليه وقف من خلاله على سيرة ومسيرة أحد أبناء الأحساء المتميزين الذين برزوا في الحياة السياسية والتنظيمية السعودية، وأصبح من بين كبار مسؤوليها خلال حقبة تاريخية طويلة تجاوزت العقدين من الزمان.
ومعالي الدكتور ال ملحم رجل خبير في الإدارة والسياسة والقانون والاقتصاد والتاريخ والأدب، حيث خدم الوطن الغالي في مناصب عدة، وشرف بعضوية “اللجنة العليا لوضع النظام الأساسي للحكم ونظام مجلس الشورى”، وكذلك المشاركة في وضع “البنية الدستورية” لمملكتنا الغالية، بالإضافة إلى شرف رئاسة اللجنة المشكلة من دول المجلس التعاون الخليجي الست، لوضع “نظام مجلس التعاون الخليجي”، ولا يزال يحظى بتقدير القيادة السياسية – حفظها الله – لما يمتلكه من علم وحكمة ورؤية وخبرة في شتى ميادين العمل.
مقابلة معالي د. محمد الملحم مع غرفة الأحساء
أسئلة خاصة وُجهت لمعالي د. الملحم حول التقاعد، وتاريخ حياته، وكيف كان يقود من خلف الكواليس كجندي مجهول. وهو نفس المقال الذي فجر قضية البند 77 من نظام العمل والذي يشير إليه معاليه بأنه يضر الدولة وأنه ينبغي تغييره. وكان للمدرسة الأميرية نصيبا في الأحساء من اللقاء، ومما فيها، أسعار الأراضي، ووظيفة المحاماة إن كانت مربحة، ونصائح للتجار، وعلاقته مع وزراء آخرين من بينهم معالي د. غازي القصيبي!
وصلة مباشرة PDF للمقابلة من مجلة الغرفة التجارية، وللتصفح في الأسفل
مقابلة معالي د. محمد الملحم مع غرفة الأحساء
كتاب ابن مقرب سقوط دولة وصعود شاعر لمعالي الدكتور محمد آل ملحم
كتاب : ابن مقرب – سقوط دولة وصعود شاعر
تاريخ الاصدار : 2016 م -1437 هـوصف
الكتاب : دراسة محورية عن صعود بطل وسقوط دولة
(مؤلف من 3 أجزاء)
متوفر في :
1- الدار الوطنية الجديدة للنشر والتوزيع, الدمام – الأحساء
2-مكتبة جرير
3- -مكتبة التعاون الثقافي , الأحساء

تعليقات حول كتاب أيام في حياتي لمعالي الدكتور محمد آل ملحم
جولة في كتاب: أيام في حياتي
تلَقىَّ عنواني، في غيابي عن الرياض، كتاباً قيّماً ألفه معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم، اختار له عنواناً هو “أيام في حياتي”، حقوق الطبع لدارة آل ملحم للنشر، في طبعته الأولى عام 1433هـ 2012م، والكتاب من القطع الكبير، ويقع في 555 صفحة. ومن وفاء المؤلف لأقرب الناس إليه، فقد استفتحه بالإهداء في سطرين بارزين:
الأول لوالده عبداللطيف بن محمد بن عبدالله آل ملحم (رحمه الله)، والثاني لزوجته نعيمة بنت محمد بن عبدالرحمن العدساني.
جاء الكتاب على هيئة السرد، وبدون عناوين تشوّق القارئ، ولكثرة التأبين فيه لأفراد يعزهم وتربطه بهم صلة وثيقة: صداقة أو قرابة أو زمالة، فإنه يُتْعِبُ القارئ، الذي يحب المعرفة، لأنّه يندبه باللقب، وهذا من محاسن الموتى الذين قد يرتاحون لذلك، لأنه من خيرة الأسماء بالنسبة لهم، لكن القارئ مثلى، لا يجد الجواب، إلا بعد قراءة الموضوع، حيث يُكْشَفُ النقاب عن اسم المقصود بهذا الندب صريحاً في الآخر. وقد يكون للمؤلف منهج، يريد منه إجبار من بيده هذا الكتاب أن يحرص على قراءته بالوفاء، واستكماله لِيُدركَ منهجه في كتابه. وأجدادنا المؤلفون من العرب ينتقدون أنفسهم في تأليفهم، لأن من ألف فقد استُهدِف.
بدأ الكتاب بتقديم، يوضح فيه ما يريد وراء هذا المسمى حتى يُدرك وفاءه الرفقاء دربه في الحياة، وهو يلتقط بكل مناسبة محطة يستروح فيها، نسيم الذكريات، والترحم على من سبق لدار الخلود. وهذه منقبة يحمد عليها، لأن كل تأبين أورده، يجزل في الدعاء والثناء على صاحبه، وهذا من ذكر محاسن الأموات، الذي حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أذكروا محاسن موتاكم”.
ولم يعنْوِنْ لبعض الموضوعات التي طرح، لأنه أحياناً يرمز بأرقام، 1، 2، 3 وهكذا، خاصة وإن جرى عند المؤلف وضع العنوان حتى يعرف القارئ.. أو يرجع للفهارس، ولكنَّ الفهارس في كتابه هذا قد جاءت في ص477 مع أن الكتاب في 555 صفحة، والمعتاد أن الفهارس في آخر الكتاب.
أما التقديم فقد شغل صفحتين إلاّ فراغاً شغله بثلاثة أبيات أعجبته هي من إحدى الأغنيات المصرية، وقد بيّن في هذه المقدمة: بأنّما هو لمسة وفاء منه لرفقائه ولِداته، وهذا هو الغرض الذي استهدفه حينما عزم على تسجيل وقائع هذه الأيام ص10.
ثم بدأ في ص11-13 عن رحيل عملاق هو واحد من أساتذته الذي اغتيل، والذي يدرسه في كلية الحقوق بالقاهرة في مادة مبادئ الاقتصاد، وقد أثنى عليه كثيراً (ص11-13)، ولما علم باغتياله نشر تأبيناً له في عام 1411هـ، وقال: ولما علمت باغتياله نشرت التأبين في جريدة الرياض العدد 8190 ديسمبر 1990م، ثم أورده في 5 صفحات (14-18).
أتبع ذلك بجائزة يوسف نحاس التي منحتها له جامعة القاهرة بكلية الحقوق لحصوله على أعلى مجموع في مواد الاقتصاد السياسي، بالسنتين الأولى والثانية، في امتحانات العامين الجامعيين 58، 59 و59-1960م للطالب: محمد عبداللطيف الملحم (ص19).
ولم يشر إلى ما جاء في الصفحة بعدها، رسالة تهنئة من مدير معهد أنجال جلالة الملك بالمناسبة ذاتها في 26-11-1378هـ، وفي ص21 عنوان رقمه: 2 ضربة معلم، ذكر في الحاشية أنه مقال نشر بجريدة الرياض العدد 9197/ 12 ربيع الأول بمحليات ص5 بمناسبة تعيين الدكتور حمود البدر أميناً لمجلس الشورى، فقد كان زميلاً له في الدراسة الجامعية بجامعة القاهرة، واشتركا في السكن سوياً، وإن اختلفت الكليتان، فالموضوع عن كل منهما وميوله، وعما بينهما في العلاقة. أخذ المقال 8 صفات، وقد علق عليه الصحفي الصديق محمد الوعيل بالجزيرة عدد 7793 في 18 شعبان عام 1414هـ (ص21-31).
وفي ص32 رصد تأبين لأبي ناصر الذي لم يسمه إلا في النهاية الدكتور عبدالله الوهيبي، فقد أثنى عليه وعرفه في لندن فترة الدراسة، وفي هذه تتبعه في سيرته كلها، ومدح خصاله الحميدة، وزملاءهما سوياً، وذكر منهم 8 وذكرياتهم أيام الطّلب (32-42).
وفي ص 43 رقم 4 تأبين آخر بعنوان: ومتى أجد البديل، وقد نشر التأبين في جريدة اليوم عدد 10002 الخميس 6 شعبان 1421هـ، ويرمز لهذا الأخ الذي مات سريعاً، وآخر لقاء معه كان قبل أسبوع، وهذا الخدين ابن عمه: محمد بن عبدالعزيز الملحم، الذي كان يندبه في رثائه بأبي عبد العزيز يكررها في ترحمه وذكر خصاله الحميدة، بعد تولهه عليه في 3 صفحات وترحمه عليه وتذكر ما بينهما وصديقهما عبدالله الراشد. لكنه بالغ في صفات أسبغها على ممدوحه، وهي الشهامة.. ولم يستثن بإن شاء الله- عندما قال: في ص45: يا أبو عبدالعزيز إذا كان للشهامة تاج فأنت تاجها، وإذا كان للشهامة بيت فأنت رب البيت.
وكان وفياً في تأبينه الأصدقاء، ويتذكر معارفه، ويأسى على ذوي قرابته في وفاتهم وربطهم بالأسرة، ففي ص54 في تأبينه قريبه الشاعر الموهوب محمد بن عبدالله بن حمد الملحم، وفي ص60 في تأبينه صديقه وقريبه وإيراد نماذج من أشعاره، منها ما قال في زوجته منيرة، التي يتساءل لماذا لا تشاركني.. ومما قال فيها:
شريكتي مسرّتي
وفرحتي وترحتي
ومسكني وسكني
وموئل الذّرّية
تصون مني نظرتي
حقا وسوء الخطرةِ
مليكة لمنزلي
تديره بحكْمة
وصىّ عليها المصطفى
بأبلغ الوصيّةِ
أمّ البنين والبنات
أصلح تلك الدوحة
أحبّها من كل قلبي من سويدا مهجتي
وهي قصيدة تبلغ 15 بيتاً، إلى جانب أشعار كثيرة له (ص56-62).
وكان محباً للشعر ويقوله في الرثاء وفي الإخوانيات والتعازي، سواء كان شعراً مقفى، أو شعراً حديثاً، ولذا فقد امتلأ كتابه بأبيات شعرية وقصائد مقفاة، ومن الشعر المنثور، وبعد أن نثر كنانته في ابن عمه الفقيد، فقد أعجبه مطارحة شعرية بين الشيخ عثمان الصالح -رحمه الله- والشيخ اليحيا وأورد نماذج من ذلك، وقال في هامش ص50 لمزيد من المطارحات الشعرية -الذي هو معجب به- لدى شعراء الأحساء يراجع كتابنا: كانت أشبه بالجامعة، قصة التعليم في الأحساء، في عهد الملك عبدالعزيز ص365 وما بعدها طبع عام 1419هـ.
كما أورد قصيدتين، بين الشيخ اليحيا والشيخ عثمان الصالح، وهما من المطارحات.. وشواهده يأتي بها بمناسبة الحديث عن شخص، ومن ذلك ما نشره في ص63 وما بعدها، حيث نشر رثاء بعنوان: شاعر موهوب ونُشر في الجزيرة عدد 5814 تاريخ 17 محرم عام 1409هـ، وقد توسع نوعاً ما في ذلك لأن هذا مما يحلو له. حيث زيارته للشيخ اليحيا فتح شجونه، وتحصل منه على التحفة وبعض الأشعار وأنس كل منهما بصاحبه مع أن التعارف لم يتم إلا متأخراً، وكل منهما مقيم في الأحساء.
وقد حقق لواحد من أقاربه، أمنيته في الصلاة داخل الكعبة، وعبر عن ذلك في هامش ص61 عندما قال: وتفاصيل هذه الرحلة المقدسة مذكورة في كتاب له بعنوان: تأملات في الرحلة المقدسة ص 62 وما بعدها، وكان معجباً بالشيخ الأديب: عثمان الصالح رحمه الله، ولذا يمدحه نثراً ويثني عليه في ص217، خاصة بعد رسالة له يهنئه بالجائزة التي نالها في دراسته السنة الأولى والثانية، في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، التي كانت ملء السمع والبصر وتناولتها صحفنا ص(218-224).
وكان محباً لمدرسته الابتدائية، في الأحساء ويطلق عليها لقب الجامعة، وقد هاج عندما قال عنها د. الغامدي إنها كالمحنطة، ورد عليه رداً قاسياً، حيث أعطى هذه المدرسة ومكانتها كل حب وتقدير، وهي أول مدرسة ابتدائية في منطقة نجد والأحساء، وهن باكورة التعليم ست مدارس، أمر الملك عبدالعزيز رحمه الله بفتحها في عام 1356 وهن: المدرسة الأميرية في كل من الأحساء والمجمعة وشقراء، وبريدة وعنيزة وحائل.
وأوافقه على الاهتمام والترميم والبناء لهذه المدارس، لأنهن أول صروح المعرفة في إقليمي الأحساء ونجد، وقد ربط هذه المدرسة بالحديث عن النحاس وصحح الملابسات عن أول مجيء النحاس إلى الأحساء، وربط ذلك بمعرفة الشيخ حمد الجاسر للنحاس أول ما جاء للمملكة في الوجه (ص225)، ولا يلام في وفائه لمدرسته.
كما كان يحب الشغل في شركة الزيت -أرامكو- في الصيف عندما كان طالباً ليكسب خبرة ويشغل فراغاً ص213-314.
وقد مدحه الدكتور عبدالرحمن العصيل في وفائه لمدرسته في رده على الدكتور الغامدي (ص310-316).
وللتأيخ عنده مكانة، فقد خرج قبل فترة كتاب: لمع الشهاب في تاريخ الشيخ محمد بن عبدالوهاب لمؤلف مجهول، لكن الدكتور الملحم، كان له رأي خاص، دونه في هذا الكتاب من ص351-357، وقد ردت عليه الدارة.
فالوقت لا يتسع للزيادة، ومع المعلومات الكثيرة، فحبذا لو نظمه بالعناوين وذكر أسماء من تعرض لهم بالنص دون اللقب الذي لا يدركه إلا قلة من الناس، ولو ميزه بطابع خاص يدركه الناس على المدى لأن الكاتب والمؤلف لا يكتب لفئة خاصة، بل يخاطب جماهير متلونة المشارب، وهذا مما يزيل الغموض ويعطي للكتاب شهرة وقابلية، ومن ذلك الفهارس التي وضعها في الوسط ص476 وبعدها تعريف بالمؤلف وغير ذلك مما رصد، ومن العنوان يتطلع القارئ إلى أن المؤلف سيجعل كتابه على هيئة اليوميات.
جريدة الجزيرة العدد 14631 , 3 ذو الحجة 1433 هـ
الرابط : http://www.al-jazirah.com/2012/20121019/ar6.htm
تعليق : فيصل العواضي البريد : — التاريخ : 12/04/1433
أيام في حياتي عنوان كتاب صدر أخيراً عن دارة الدكتور آل ملحم للنشر لمعالي الوزير والكاتب المثقف والمحامي القانوني الحصيف الدكتور محمد بن عبد اللطيف الملحم في خمسمائة وخمسة وخمسين صفحة وقد أهداه المؤلف لوالده يرحمه الله ولزوجته.
حفل الكتاب بأيام ومواقف ووقفات مع شخصيات ارتبط بها المؤلف وعرفها، ولكي نقدم الكتاب للقارئ نستعير من تقديم المؤلف للكتاب ذاته حيث يقول (أيام حياتي والحمد لله ذات سعادة وبهجة غير فقداني أمي وأنا صغير السن أي قبل الاستمتاع بملذات بريق شبابي وريعان صباي معها وكذا فيما بعد فقدان أبي بعد ما تقدمت بي السنون، وفيما بين هذه الأيام وتلك أيام أعتز بها وهي أيام قضيتها مع زملاء في مراحل مختلفة من حياتي يستوي في ذلك مرحلة الطفولة أو مرحلة الشباب أو مرحلة عنفوان الشباب أو بعد ما تقدمت بي سنون الشيخوخة، هؤلاء الزملاء فريقان، الفريق الأول «لداتي» أي من عاصرتهم منذ الولادة وحتى إعداد هذا الكتاب والفريق الثاني «رفاقي» وهم من عشت معهم في مسيرة حياتي حتى سن الشيخوخة من غير اللدات.
ويستطرد المؤلف: (وبدون شك أن ما سأرويه من هذه الذكريات عن أيام أثيرة هي ذكريات صداها يتردد عندي حال اليقظة بل وحتى بين أطياف نومي وبعبارة أخرى هي ذكريات أعتبرها في حقيقة الأمر جزءاً من حياتي ولأنها كذلك رأيت ملاءمة توثيقها في كتاب، وليكون هذا الكتاب بمثابة هدية مني لأبنائي وحفدتي وأسباطي لعل فيها ما يستفيدون منها، وهي من أحسن الهدايا مني لهم لأنها تكشف عن أحوال عشتها مع من أحبهم من لدات ورفاق ناهيك عن اعتبارها جزءاً من كياني في حواس الحياة عندي، إنها لمسة وفاء مني لهؤلاء اللدات والرفاق وهذا هو الغرض الذي استهدفته حينما عزمت على تسجيل وقائع هذه الأيام وذلك من خلال حياة هؤلاء اللدات والرفاق مما له علاقة بمشوار حياتي وذلك بالقدر الذي أعرفه عنهم بحكم احتكاكي بهم عن قرب وكذا عن بعد. جمع الكتاب بين الأسلوب الشيق للمؤلف في سرد الذكريات وبين المعلومة الدقيقة عمن كتب عنهم مما يجعل الإنسان يعيش متعة القراءة في كتاب كهذا يطوف بنا في حدائق غناء من تاريخ المملكة وأمتنا العربية عبر شخوص رجالها ممن تناولهم المؤلف.
واستطاع الدكتور الملحم أن يختلط أسلوباً جديداً من أساليب السيرة الذاتية وهو الكتابة عن الذات من خلال الآخرين لكننا نستطيع أن نتبين بوضوح من خلال هذه الكتابة مسيرة حياة الدكتور الملحم في كتابه «أيام في حياتي» لكنه كان عادلاً فلم يضخم من شخصيته وأدواره على حساب أدوار الآخرين ولم يخف تأثره برجال عظماء سبقوه في ميادين مختلفة ولم يغمط حق أحد في علمه أو ثقافته أو نضاله.
ولئن كان المؤلف قد قال في مقدمته إنه يهدي الكتاب لأبنائه وحفدته وأسباطه فإننا نستأذنه في أن نهديه لجيل الشباب من أبناء المملكة ليطالعوا ما فيه من سير ومواقف وتجارب ربما تلهمهم ما يفيدهم في حياتهم العلمية أو العملية وهي مسؤولية تقع على عاتق جيل الرواد من الذين عايشوا فترات تأسيس النهضة التي تعيشها المملكة بكل ما زخرت به هذه الفترات من تجارب قد لا تتكرر في تاريخ جيل آخر.
نأمل أن يكون «أيام في حياتي» إضافة لأدب السير وتجارب الرواد ونتمنى لمؤلفه مزيداً من الصحه ليتحفنا بمزيد من إبداعاته.
14468 الاربعاء 18 جمادى الآخرة 1433 العدد
الرابط: http://www.al-jazirah.com/2012/20120509/cu2.htm