يشهد فندق الاحساء انتركونتننتال اللقاء السنوي السابع للرعيل الأول من خريجي مدرسة الهفوف الاولى بالاحساء (ابتدائي – اعدادي – ثانوي) اليوم الخميس باستضافة رجل الأعمال وأحد خريجي المدرسة عبدالرحمن بن سعد الراشد. وقال منسق اللقاء فهد السلطان ان اللقاء سيشهد حضورا متميزا من طلاب الرعيل الأول يتبادلون خلاله ذكرياتهم ومواقفهم خلال الدراسة في السابق وانشطتهم المختلفة مع الزملاء والأصدقاء. واوضح أن اللقاء يهدف لاستعادة ذكريات الماضي وان اللقاء يتضمن كلمات بهذه المناسبة وكلمة لأحد طلاب الرعيل الأول وقصائد وتوزيع كتيبات عن اللقاءات السابقة. واكد عبداللطيف بن حمد السليم احد طلاب المدرسة ان اللقاء يعد من اللقاءت الثقافية الهامة حيث يحرص على الحضور للالتقاء بالاصدقاء واستعادة الذكريات .
ووصف الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم مدرسة الهفوف الاولى بأنها بمثابة الأم للأبناء واذا كان حنان الأم على طفلها تبدأ معالمه قبل ولادته وتظهر هذه المعالم في وجدان الأم حال ولادة الطفل, وبعد ان يستقبل اول نفس له في الحياة فان المعالم تتزايد في ذهن الأم حالما يكون في حضنها أكثر من مرة في اليوم والليلة عند رضاعه لرحيق الحياة وعيناه شاخصتان الى أعلى تحاولان تدريجيا ابصار وجه المخلوق الذي يغذيه باللبن المصفى وتدريجيا ومع مرور الزمن ترتسم معالم صورة الأم في ذاكرة الطفل لدرجة انه وبعد ان يقوى بصره ويعرف من حوله يجد ان تلك الصورة مرسومة في ذاكرته لانها مصدر الحنان الذي يحس به ويبتسم له ويجد فيه دفء الحياة فضلا عن حلاوة الأمن والأمان وتبقى معه هذه الصورة الى ان يشب عن الطوق والى أن يبلغ الشيخوخة, وحتى يفارق الحياة. حال الأم بكل عواطفها وأحاسيسها ومشاعرها نحو طفلها هو حال طلاب دخلوا مدرسة بعد ان شبوا عن الطوق لتلقي مبادىء العلم الاساسية بمختلف اطيافه. وقال رجل الأعمال واحد طلاب المدرسة أنذاك عبدالله بن سعد الراشد هذا الصرح الشامخ (مدرسة الهفوف الأولى) أسست كنواة للتعليم الحكومي في المنطقة الشرقية بأسرها ليحتوي أول مدرسة ابتدائية عام 1360هـ وهذا هو غاية الأمل في ذلك الوقت إلا أنه بعد مضى سبع سنوات تطلع خريجو المدرسة الابتدائية الى مواصلة الدراسة للمرحلة الثانوية و في عام 1377هـ أحدث فصل أولى ثانوي وهو ما يعادل أولى متوسط في الوقت الحاضر ملحقا بالمدرسة الابتدائية والتحق به عدد محدود من الطلاب يدرسهم معلم من مصر يدريس جميع المواد الا ان سير الدراسة تعثر في ذلك العام وقد يكون تسرب بعض الطلاب سببا في ذلك. واضاف في العام الثاني 1378هـ تمكن الطلاب وهم واحد أو اثنان من مواصلة الدراسة مع زملائهم الجدد في ذلك العام وأحضر لهم معلمين من مصر هما احمد الأزهري ومصطفى عمايمي وكانا يكلفان بالتدريس للصفين الخامس والسادس الابتدائي إضافة الى عملهما بالصف الأول الثانوي. وقال تطورت المدرسة الثانوية وشيدت لها فصول على سطوح المدرسة الابتدائية كان عددها اربعة ثم تمت زيادتها إلى أن أصبحت أكثر من 10 فصول واصبح عدد الطلاب في العام 1371هـ 35 طالبا يقوم بتدريسهم نخبة من المعلمين المصريين الأوائل الذين حضروا عن طرق الإعارة من الحكومة المصرية بينما تعاقب الأساتذة السعوديون محمد الجنيدل وعبدالرحمن الحقيل وعبدالله بن علي المبارك وعبدالله الباز وعثمان الاحمد على القيام بالأعمال الإدارية إضافة الى تدريس المواد الدينية وكان بالمدرسة قسم داخلي لإيواء الطلاب الوافدين من الدمام والخبر والقطيف ولتشجيع الشباب على الالتحاق بالمدرسة الثانوية كانت تصرف للطالب مكافأة شهرية بدأت من 60 ريالا في العام 1370هـ و 100 و 150 ريالا في العام 1374هـ ومن وسائل تشجيع الطلاب على مواصلة الدراسة سعى عبدالعزيز منصور التركي معتمد وزارة المعارف آنذاك وقائد مسيرة التعليم في المنطقة الشرقية – رحمه الله – الى توظيف بعض الطلاب في فرع وزارة المالية بالاحساء حيث يداومون اكثر من ساعتين يوميا وفي العطلة الصيفية دوام كامل و بلغ عدد الملتحقين بالعمل لدى المالية من الطلاب 20 طالبا وكان مجموع ما يتقاضاه الطالب الموظف لدى المالية 400 ريال وهذا مبلغ يفوق راتب بعض موظفي الدولة آنذاك إذ كانوا معينين على وظائف رسمية استفادوا منها حين التقاعد بعد مواصلة دراستهم وعملهم لدى الدولة بعد تخرجهم في الجامعة وتجلى حرص عبدالعزيز التركي – رحمه الله – على مواصلة الطلاب دراستهم وكان يقوم بمتابعة من ينقطع عن الدراسة بنفسه ويقوم بإقناع والده الذي قد يكون بحاجته للعمل بجانبه إلى اعادته للمدرسة.
*لمشاهدة الصور إضغط على الرابط أعلاه.
المقالة | الرعيل الأول لخريجي الثانوية الأولى بالأحساء يلتقون اليوم ـ اللقاء السابع
الكاتب: عبداللطيف المحيسن-الاحساء
الناشر: جريدة اليوم، العدد: 13054
تاريخ النشر: 12/3/2009
الرابط: http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=13054&P=26