كلمة باسم طلاب المدرسة الثانوية في الحفل الذي أقيم تكريما لسعادة وكيل وزارة المعارفالشيخ عبدالعزيز بن حسن آل الشيخكلمة باسم طلاب المدرسة الثانويةفي الحفل الذي أقيم تكريما لسعادة وكيل وزارة المعارفالشيخ عبدالعزيز بن حسن آل الشيخ
الناشر: كتاب من النشاط المدرسي ص64-66تاريخ النشر: 1375هـ
صاحب الفضيلة. حضرات السادةأهلاً بكم، ومرحبًا.يا صاحب السعادة.أهلاً بكم، في أعمالكم، أهلاً بكم وبمن معكم يا كتيبةَ العلم، ويا موجهي النهضة، وحاملي رسالة التعليم.إننا إذ نحتفل بكم ـ في زيارتكم هذه ـ لايدفعنا لذلك إلاَّ فضلكم الكبير الذي نحاول أن نكافئه وأعمالكم الجليلة التي نحاول قدر المستطاع أن نشكركم عليها.يا صاحب الفضيلة. إن المدرسة الثانوية ممثلةً في أبنائها الطلاب قد عقدت الآمال بعد الله عليكم، فأنتم محطَّ رجائها في تحقيق مطالبها وأهدافها في حقول التربية والتعليم، وإنها لِفيض أعمالكم تحي فيكم هذه الروح الطيبة، وهذا العزم الكبير في البناء والتشييد الذي تسهرون عليه متجشمين في سبيله الصعاب والمتاعب.حقا إنكم بذرتم للعلم حقوله وتريدون- إتماما لذلك- أن تتعهدوه بالرعاية والقيادة، وتمسكوا بزمام ركبه وتوجهوه حتى يصل إلي غايته ولا سيما هذه المدرسة التي كان لها نصيب من تلك البذرات، والتي كانت منذ أن توليتم مهام أعمالكم وهي باكورة إنتاجكم الجيد، وإبداع أعمالكم العظيمة، ولا أقول ذلك إلاَّ حقيقة، ففي عهدكم وجدت نشاطا ممهد السبل: في هذا النشاط قوةٌ، وفي قوته اندفاعٌ، وفي اندفاعه عملٌ وإنتاج.يا صاحب الفضيلة: إن العلم يكرم رجل العلم، وإن الأعمال تتحدث عن صاحبها، وبقدر الإنتاج تعرف شخصية المنتج، وإننا طلاب المدرسة أمام أعمالكم نكبر في شخصكم الجليل الوعود الصادقة والآمال الكبيرة التي ضربتموها لنا في العام الماضي، وفعلاً عزمتم على تحقيقها وحققتموها. لقد كنا نظن أن تلك الوعود خيالٌ للمستقبل وأفكارٌ للمستقبل ولكننا فوجئنا بها فوجدناها قد أصبحت في هذا العام حقائق اليوم. ولا شك أن هذا التجاوب الصادق، وتلك الاحساسات الكريمة التي تحدثنا عنها ـ نحن الطلاب ـ منذ عامنا الدراسي المنصرم، لا شك أن ذلك ينبئ عن خير جليل ظهر فيه أولاً الشعور المتبادل بين مرب مخلص وبين أبناء مطيعين، وظهر فيه ثانيًا الأعمال التي حققتها فضيلتكم يا صاحب الفضيلة.إن الوحدة الصحية التي فاجأتمونا بها في هذا العام لدليل صادق، وبرهان واضح على مدى الاهتمام الفذ والتشجيع الحار لهذه المدرسة بالذات. هذه المدرسة التي تحفظ لكم أعز الذكريات، وتسجل لفضيلتكم تقديرها العظيم. إن الصحة، وهي كما يقول المثل، تاجٌ على رؤوس الأصحاء لا يشعر بها إلاَّ المرضى، عندما كانت موضع عنايتكم لا زالت في هذا العام تؤدي رسالتها كاملة، وكان لهذا الأثر الجليل في مساعدة الطلاب، وتخفيف أعباء الأمراض والآلام عنهم مما جعلهم ينشدون العمل، ويسعون وراء الإصلاح محققين نشاطًا حيويًا ناطقًا في مختلف المرافق لم تشهده المدرسة في تاريخها، وإذا كانت الوحدة الصحية قوةً فعالةً، لا ننسى ما للنشاط الصحي الثقافي الذي أوليتموه عنايتكم الخاصة من مفعول كبير في توجيه الطلاب أنفسهم إلى العناية والنظافة بواسطة الرموز والإشارات والتصوير.يا صاحب الفضيلة. إن ما تقدم ذكره هو بعض من الأعمال الكثيرة التي تحققت في هذا العام لمدرستنا، والآن سأتحدث لفضيلتكم عن ثلاثة مطالب أرجو منكم أن تحققوها لنا. فأولها الكتب الدراسية التي لا تزال مشكلتنا المستمرة. المشكلة التي لاقينا منها المشاق. ولا يخفى على فضيلتكم ما للكتب من أثر فإنها تشجعنا على مواصلة الجهود في الدرس والمذاكرة والتحصيل. إن الكتب مشكلةٌ صعبةٌ بالنسبة لنا نحن الطلاب، وتأمينها سهل بالنسبة لكم. إننا في انتظارها بفارغ الصبر في مطلع عامنا الدراسي الجديد وإن أملنا وطيد في إجابة طلبنا.يا صاحب الفضيلة: إن تجهيز المعمل هو مطلبنا الثاني وهو لا يقل أهمية عن الكتب. ولقد شق طريقه، وبرهن على وجوده في شكله ومظهره فقط في هذا العام. أما مخبره فلاَ. وإنه يحتاج إلى مواد خام، وإلى وقود، وإن ذلك يعتبر بالنسبة له غذاءه اللازم الذي لا يستطيع أن يؤدي رسالته إلاَّ به، وإن إخواني طلاب المدرسة الثانوية ليرفعون إلى فضيلتكم شكواهم من المتاعب التي يلاقونها لعدم وجود معمل كامل في مظهره وجوهره يتمشى مع الدروس جنبًا إلى جنب في الدراسة العملية.يا صاحب الفضيلة: لأحدثنك بعد عن وسيلة تافهة وحتى الآن لم تأخذ مجراها الطبيعي. إنها المكافأة. إنها عرجاء. إنها مريضة. إنها تتعثر في طريقها. حقًا إنها وسيلة أمام الحياة وغاياتها، وإنني أرجو أن تأخذ طريقها حتى لا تصبح عند أصحابها غاية، ولكي لا تؤثر في مصيرهم ولاَ تعرقل هممهم، وما دامت المكافأة وسيلة، وهذا عملها في الحياة، فَلِمَ لا تكون وسيلةً حقًا حتى يدرج الطلاب ـ بناة المستقبل ـ إلى أهدافهم وغاياتهم؟يا صاحب الفضيلة: إن الطلاب يحسون بالفرح لأنهم وجدوا فيك الأب المخلص، مجيبًا لمطالبهم، ومحققًا لأهدافهم، وإن حديثهم اليوم أنهم لن يلاقوا متاعب، ولن يصادفـوا عقبات لأنهم قد أحسوا من قرارة نفوسهم أن قائدهم يقظٌ، و موجهُ ركبهم مخلص، ولذلك فمبدؤهم في حياتهم الدراسية “إن الرائد لا يكذب أهله”.يا صاحب الفضيلة: إن الطلاب في هذه المملكة يعبئون الجهود لنهضة، ويجمعون القوى لوثبة، فما تسرح بالطرف في كل ناحية إلاَّ وتجد فيها شبابًا ينبض بالقوة وهو جوهرها. ولا شك أن هذه الطلائع المتقدمة الباسمة ستكون باكورةً لإنتاج جبار، وتمهيدًا لأعمال عظيمة ونواةً صالحة لنهضةٍ علميةٍ شاملةً تمهد لما بعدها حتى تنشأ في وسطها جامعات تكون منهلاً عذبًا، وموردًا فياضًا تمثل هذه الجزيرة في ماضيها الحافل وتاريخها المجيد إن شاء الله.يا صاحب الفضيلة: مادامت المبادئ التي تسيرون عليها تتجاوب أصداؤها مع رغبات أبنائكم، فلا شك أن المستقبل يبشر بنهضةٍ قويةٍ أساسها الإسلام فكرةً وعقيدةً. نهضة تكتسح الخمول والكسل والجهل. نهضة ترفع راية الجزيرة العربية مجددة لها أيامها الإسلامية الخالدة. تلك الأيام التي كانت بسمةً في فم الزمان. نهضة تنبع حيث أشرقت شمس الهدى على عالم حيران يخبط في ديجور الضلالة والجهالة فبددتها وحطمت دعائم أفكارها العمياء مطهرة الإنسانية من أوهام الخرافة، ومخرجة زعماء وقادة أخذوا بالأمة العربية إلى مدارج المجد والخلود، فسجل لهم التاريخ صفحات مشرقة تقرأ على جبين الدهر. وأخيرا كل ذلك ليس ببعيد على ذي العزائم الصادقة.وإليك يا صاحب الفضيلة شكر إخواني الطلاب، وإليك دعاءهم الحار أن يحفظك الله في حلك وترحالك.
محمد بن عبداللطيف آل ملحمطالب ثالث كفاءة بثانوية الأحساء ـ نظام قديم، 1374هـ.
المصدر: كتاب من النشاط المدرسي-ص64-66المدرسة الثانوية بالأحساء، عام/1375هـ، دار مصر للطباعة.