هؤلاء الرواد حان الوقت لرد الجميل لهم بقلم عبدالله الصالح الرشيد
عزيزتي الجزيرة:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،في عدد مضى من هذه الجريدة الغراء وقبل أسبوعين تقريبًا كتب معالي الدكتور محمد الملحم في زاوية مساحة للتفكير مقالاً ضافيًا عن المربي الجليل عثمان الصالح ضمنه ذكريات، وموجزًا عن السوابق البيضاء لهذا المربي القدير في مجال التربية والتعليم، وهذا الذي كتبه معالي الدكتور الملحم أعادني إلى الماضي .. وبالذات ما سبق أن تطرقت إليه قبل عشرين عامًا في مجال المنهل حيث كتبت موضوعًا تحت عنوان عثمان الصالح الكاتب المثالي والمربي الناجح .. وذلك بمناسبة قرب تقاعده من عمله آنذاك كمدير لمعهد العاصمة النموذجي وذروة نشاطه في الكتابة بالصحف والمجلات في ذلك الوقت، وفي مختلف المواضيع التربوية والاجتماعية، وقد طلبت في الموضوع المشار إليه أن يتفرغ الشيخ عثمان بعد تقاعده إلى كتابة مذكرات وذكريات عن بواكير نهضتنا التعليمية المباركة، والذي له المساهمة الفعالة والقدر الملموس في غرسها وتنميتها، ويكتب عن خبراته وتجاربه كواحد من الرواد الأفذاذ في هذا المجال لتكون هذه الكتابة المفعمة بالخبرة الناضجة والمضمخة بعاطر التجارب الحية الصادقة نبراسًا لأجيالنا الجديدة المتعطشة للتوجيهات، ولمن يأخذ بيدها إلى الأكمل والأجمل لتسير على هدى وبصيرة في حياتها العلمية، كما تكون درسًا ومثالاً لبعض العاملين في إدارة مدارسنا ومعاهدنا ليستفيدوا من ثمارها اليانعة.ولا أدري حتى كتابة هذه السطور هل تحقق شيىء مما طلبناه من أستاذنا الفاضل قبل عشرين عامًا. ظني والله أعلم أن ظروف الحياة المتشابكة قد دخلت في الخط فلم تحقق مناشدتي ثمارها. ولعل مناسبة التذكير ما كتبه الدكتور الملحم أولاً .. وثانيًا هو ما يتطرق إليه الحديث بين حين وآخر في أوساطنا التربوية ومنابرنا الإجتماعية وهو حول إنصافنا لرجال التربية في بلادنا ممن عاصروا وساهموا خلال نصف قرن مضى وحتى الآن في نهضتنا التعليمية كرواد مبرزين أضاؤا معالم الطريق، وأناروا مشاعل الثقافة على قدر جهودهم واجتهادهم، وهل تم يا ترى تكريم هؤلاء، وإعطائهم ما يستحقون من تقدير معنوي أو تاريخي على الأقل ممن هم على قيد الحياة أو انتقلوا إلى الرفيق الأعلى .. إن التكريم المعنوي مطلوب حتى تبقى صورهم وسيرة حياتهم ماثلة أمام الأجيال في الحاضر والمستقبل كأساتذة جيل ورواد نهضة تعليمية في بلادنا بمختلف مدنها وقراها .. إن مبدأ عرفان الجميل وغرس القدوة الصالحة، كل هذه الأهداف تفرض وتحتم أن نطلق أسماء المبرزين منهم على بعض مدارسنا الإبتدائية والمتوسطة والثانوية التي تنتشر بالآلاف في طول البلاد وعرضها. فكل رائد تعليم، وصاحب جهد سباق في التربية والتعليم تسمى إحدى المدارس في منطقته بإسمه كرمز للوفاء، ومشعل باق للقدوة الصالحة.وتقديرًا لجميل هؤلاء الأفذاذ أود أن أشير إلى أن تكريم بعض الأسماء التي كان لأصحابها الأثر الملموس في حياتنا التعليمية والثقافية والاجتماعية شيء بسيط نقدمه لهم في حياتهم. أرجو أن ينال هذا الاقتراح العناية والتنفيذ من قبل المسؤولين والله والموفق.
المصدر: صحيفة الجزيزرة، العدد رقم 6694، ص/19،التاريخ: 11/7/1411هـ الموافق 26/1/1991م.
الناشر: جريدة الجزيرة
– العدد:6694
تاريخ النشر: 26/1/1991م