كانت أشبه بالجامعة(3)

كنت قد انتهيت في الحلقة الثانية من استعراضي كتاب (كانت أشبه بالجامعة) عند الوقفة السابعة من الوقفات التي تحدثت فيها عن الحركة الأدبية الواعدة في الاحساء, واتابع شرح بقية الوقفات فيهذه الحلقة
الوقفة الثامنة . وللحركة الأدبية والثقافية نصيب وافر في كتاب “كانت أشبه بالجامعة”. ومن رواد هذه الحركة أستاذ الجيل الشيخ الجليل “عبدالله بن عبدالرحمن الملا”. كان معلِّماً “بمدرسة الأحساء الابتدائية”، وكان ناشراً للثقافة والمعرفة “بمقاطعة الأحساء” بلا منازع. أسس “مكتبة التعاون الثقافي” وأدارها بنفسه، وكانت تدار من قبل زائري المكتبة معاركُ أدبية عصر كل يوم أمام دكان المكتبة الصغبر في حجمه، الشاهق والسامي في معناه ورسالته حينما كان موقعها في سوق القصيرية التاريخي. كان هذا وضع مكتبة هذا “الرائد” في جيل مضى، والسؤال هو ما هو وضع هذه المكتبة الفاتحة أبوابها حتى الآن في جيلنا المعاصر؟. ومن هم الذين يرتادونها؟ ألا تستحق هذه الظاهرة التنويه عنها في زمن تم فيه هجر الكتاب. يقول أحد خريجي “مدرسة الأحساء الابتدائية” أديب الأحساء الكبير الأستاذ “عبدالله بن أحمد الشباط” عن هذا الرائد:ـ هذا الرجل هو حامل مشعل الثقافة في الأحساء . . إذ نذر نفسه أكثر من نصف قرن من الزمن لخدمة المعرفة، فتجشم المتاعب، وعرَّض نفسه للخسارة المادية، وأضاع الكثير من وقته ليقدم للطلبة والمثقفين وأنصاف المتعلمين زادهم الثقافي من الكتب والمجلات والأدوات المدرسية منذ عام 1354هـ أي منذ كان التعليم يدور في حلقات الذكر، ولا يتعدى مدارس الحديث، ومجالس الوعظ والإرشاد في المساجد.وإضافة لما سبق، أود أن أحيي “جمعية الثقافة والفنون السعودية ـ فرع الأحساء” حينما كرمت هذا الرجل في “مهرجان هجر الثقافي الثاني” هذا العام باعتباره من رواد الحركة الثقافية في “محافظة الأحساء”. كذلك كان من رواد هذه الحركة رجل أحبَّ “الأحساء”، وله لمسات لا تنكر على تقويم العملية التعليمية في “الأحساء”. أنه فقيد العرب وعلامة الجزيرة العربية الشيخ “حمد بن محمد الجاسر” الذي غادرنا إلى مثواه المؤقت منذ شهر. ماذا في إمكاني أن أتحدث لكم عن هذا الرجل العملاق, يكفي أنه كان شاهداً على ما أحرزته المدرسة التي “كانت أشبه بالجامعة” من مجد حيث كان مدرساً بها، وكان له تطلعات فيها ولكن قصر إقامته في “الأحساء” أفقد هذه المدرسة “معلماً” كان في إمكانه إن يضيف لها الشئ الكثير. ويكفي هذا الرائد أنه كان ملء السمع البصر قبل وبعد وفاته. زرته ذات مرة في المستشفى وكان رغم مرضه يسألني عن “الأحساء” وعن بعض رجالاتها. علمت بوفاته وأنا في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان لنبأ وفاته وقع الصدمة بالنسبة لي. ويكفي ـ وأنا أفتخر الآن أمامكم ـ أنه احتل المكان اللائق به في فصل مستقل بكتاب “كانت أشبه بالجامعة”. الوقفة التاسعة . تحدَّثتُ في اقتضاب عن رواد التعليم الحديث في الأحساء فيما سبق ذاكراً أسماءهم. ويستحق هؤلاء الرواد أكثر من حديث عابر. وهذه مهمة طلاب البحث في الجامعة والكلية والمعهد والمدرسة لكي يعدوا دراسات عنهم وعن أسرهم وأحوالها. ما سبق من وقفات، هي وقفات عابرة، وبالكتاب لمن هم مولعون “بهجر” وقفات أخرى لا يتسع المجال لذكرها. ولكنها كلها تصب في معين واحد وهو أنها كلها معالم تدعو أبناء جيلنا المعاصر في “محافظة الأحساء” ليدركوا ما كان عليه جيلنا السابق. هذا مع العلم أن العملية التعليمية عملية متواصلة مع اختلاف الظروف والامكانيات والوسائل التعليمية.ولا يفوتني في هذا المجال أن أنوه عن جهود الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن ابراهيم المديرس التعليمية، وهي الجهود التي أتابعها عن كثب والتي تصب كلها في معين واحد وهو تطوير العملية التعليمية في محافظة الأحساء والأخذ بها إلى آفاق المستقبل الرحبة.وتبقى من هذه المحاضرة “كلمة” و”خاتمة”..أما “الكلمة” فهي استجابة لما طلبه الدكتور “المديرس” وهي التحدث عن أبرز طلاب المدرسة التي “كانت أشبه بالجامعة”. هؤلاء الطلاب كثيرون. وسأكتفي بذكر اثنين منهم. أما الأول فهو الطالب “يوسف بن عبداللطيف أوسعد” الذي برز فيما بعد
شاعراً متالقاً. وسأكتفي بكلمات الأستاذ “مبارك بوبشيت” في الذكرى الثانية لوفاة “أبوسعد”. يقـول الأستاذ “بوبشيت”:ـ وتمضي الذكرى الثانية لوفاة “بحتري الأحساء” “يوسف أبوسعد”. إن الشاعر “أبوسعد” يرحمه الله شاعرٌ له تجربته الفريدة والمتميزة في عالم الشعر والكلمة. فهو علاوة على كونه شاعراً إلا أن لغته العربية ومفرداته نقية من الشوائب والدخيل، وأسلوبه يمتاز بالجزالة والصياغة الصحيحة في تركيب جمله الشعرية. من بين قصائد الشاعر “أبوسعد” أخترت أبياتاً من قصيدة “نداء القدس”، وهي قصيدة تحكي حال “القدس” هذه الأيام:ـ
دَعِي الْقَيْثَارَةَ فُاتِنُ وَالرَّبَابَا ….. فَقَدْ عَظُمَتْ حَشَاشَتُنَا مُصَابَادَعِي الُقَيْثَارَ نَارُ الثَّأْرِ ضَجَّتْ ….. بِأَضْلاَعِي وَهَاتيِ لِي الْحِرَابَافَمَا طَرُبَتْ لِهَذَا الْعَزْفِ أُذْنِي ….. وَمَا اسْتَهْوَتْ مَسَامِعِيَ (الْعِتَابَا)وَمَا هَزَّ الْغِنَاءُ شِغَافَ قَلْبِيِ ….. وَهَذِي الْقُدْسً تُغْتَصَبُ اغْتِصَابَاتَقَولُ لأُمَّةِ الإِسْلاَمِ هُبُّوا ….. سِرَاعاَ، وَاثْأَرُوا أُسْداً غِضَابَا بَنُوصُهْيُونَ قَدْ شَدُّوا وِثَاقِي ….. وَكَالُوا لِي الرَّزَايَاْ وَالْعَذَابَاأَبَاحُوا حُرْمَتِي، وَعَثَوْا بِأَرْضِي ….. فَسَاداَ مَا اسْتَطْعْتُ لَهُ حِجَابَابُغَاثٌ إِنْ رَأَوْا وَجْهاً عَبُوساً ….. وَأَشْرَارٌ إِذَا أَمِنُوا الْعِقَابَاوَلَوْلاَ الْغَرْبُ يُسْعِفُهُمْ دَوَاماً ….. بِأَسْلِحَةٍ لَمَا نَبَحُوا كِلاَبَاأَنَطْلُبُ حَقَّنَا باِللِّينِ مِنْهُمْ ….. إِذَنْ فَالْحَقُّ قَدْ ضَلَّ الصَّوَابَابِغَيْرِ الْحَرب لَنْ نَحْظَى بِحَقٍ ….. وِيُصْبِحُ شَعْبُنَا شَعْباً مُهَابَاوَمَنْ رَامَ الْحَيَاةَ بِلاَ كِفَاحٍ ….. فَقَدْ خَسِرَ الْحَيَاةَ غَذاً وَخَابَا !أَقُولُ لَكُمْ وَفِي قَلْبِي ضِرَامٌ ….. وَرَأْسِي مِنْ صُرُوفِ الدَّهْرِ شَابَا!كَمَا قَالَ (الأَمِيَرُ) لَكُمْ قَدِيماً ….. وَلَكِنْ أَيْنَ مَنْ حَفِظَ الْخِطَابَا”وَمَا نَيْلُ الْمَطَالِبِ بِالتَّمّنِّي ….. وَلَكْن تُؤْخَذُ الدُّنْيَا غِلاَبَا”وَمَا اسْتَعْصَى عَلَى قَوْمٍ مُنَاهُمْ ….. إِذَا الإِقْدَامِ كَانَ لَهُمْ رِْكَابَا”بَكَى فِي قَبْرِهِ عُمَرٌ عَلَيْهَا ….. وَعَمْرٌو وَدَّ لَوْ شَدَّ الرِّكَابَالِيَجْلِيَ سَيْفَهُ الْمَسْلُولُ عَنْهَا ….. يَهُوداً دَنَّسُوا فِيهَا التُّرَابَاصَلاَحُ الدِّينَ أَفْزَعَهُ بُكَاهَا ….. وَرَامَ رُفَاتَهُ الْبَالِي إِيَابَالِمَاذَا لَمْ يَكُنْ فِينَا صَلاَحٌ ؟ ….. أَمَاتَ الْعَزْمُ، وَالإِقْدَامُ غَابَا؟أَعِدُّوا مَا اسْتَطْعُتمْ مِنْ سِلاَحٍ ….. لَهُمْ، وَدَعُوا التَّغَابِي وَالْعِتابَافَإِحْدَى الُحُسنَيَيْنِ لَكُمْ جَزَاءٌ ….. وَمَنْ أَمَّ الْجِهَادَ فَقَدْ أَصَابَافَلاَ لَذَّ الْكَرَى وَيَضِيعُ حَقٌ ….. ولاَ عَيْشٌ بِغَيْرِ الْقُدْسِ طَابَاوَلاَ عِــزٌ لَنَا نَرْجُـــوهُ إِلاَّ ….. إِذَا خُــذِلَ الْعِـدَا وَالْحَقُّ آبا
أما خريج “مدرسة الأحساء الابتدائية” رفيق دربي أبن عمي الشاعر “محمد بن عبدالله بن حمد آل ملحم” فشهادتي في شعره مجروحة. ولذا أكتفي بإنشادكم قصيدة شعرية له بعنوان “ذِكْرِيَاتُ عَاشِقٍ”ـ:
رُوَيْدَكِ فِي هَجْرِهِ فَاقْصِرِي ….. فَلَيْسَ عَلَى الْهَجْرِ بِالْقَادِرِوَرُدِّي عَلَيْهِ الْفُؤَادَ الَّذِي ….. سَلَبْتِهِ ظُلْمَاً وَلاَ تُنْكِرِي!تَقُولِينَ: فِي الْحُبِّ أَخْطَا فَإِنْ ….. يَكُنْ مِنْهُ ذَاكَ جَرَى فَاغْفِرِيوَرِقِّي عَلَى عَاشِقٍ مُغْرَمٍ ….. تَحَمَّلَ فَوْقَ الْفَتَى “الْعَامِرِي”!وَلاَ تُسْرِفِي مِنْ مَلاَمِ الْفَتَى ….. وَلَكِنْ لِمَوْقِفِهِ قَدِّرِيكَتَمْتُ الُغَرَامَ فَلَمْ يَنْكَتِمْ ….. وَنَمَّ عَلَى بَاطِنِي ظَاهِرِيوَقَدْ ضُقْتُ ذَرْعَاً بِحُمْلاَنِهِ ….. فَإِنْ بُحْتُ بِالْحُبِّ فَلاَ تُنْكِرِيأُحِبُّكِ حُبَّاً يُعِلُّ الْفُؤَادَ ….. فَرُحمْاَكِ بِالْعَاشِقِ الصَّابِرِحَبِيبَةَ قَلْبِيَ لَوْ تَهْجِرِينَ ر أُحِبُّكِ فِي الْوَصْلِ وَالْمَهْجَرِفَإِنَّ الْهَوَى فِي فُؤَادِي ثَوَى ….. وَلَيْسَ لِغَيْرِكِ بِالصَّابِرِوَكَيْفَ أَعَافُ الْهَوَىَ بَعْدَ مَا ….. تَجَرَّعْتُ مِنْ نَبْعِهِ الطَّاهِرِ؟فَإِنْ تَـتْرِكِينِي وَإِنْ تَهْجُرِينِي ….. فَلَيْسَ مُحِبُّكِ بِالْهَاجِرِوَإِنْ تَغْدُرِينِي وَإِنْ تُسْرِفِي ر فَلَسْتُ مَدَى الْعُمْر بِالغَادِرِفَإِنَّ سَنَا الذِّكْريَاتِ الْحِسَانِ ….. هِـيَ النُّورُ مَا عِشْتُ لِلنَّاظِرِوَإِنَّ صَـدَاهَا الرَّنِينَ الْجَمِيلَ ….. يَعِيشُ بِنَفْسِي وَفِي خاَطِرِيحَبِيبَةَ قَلْبِيَ: هَلْ تَعْلَمِينَ ….. بِإِنَّ الْغَرَامَ مِنَ الأَكْثَرِخُدَاعٌ؟ وَأَنَّ الغَرَامَ الصَّحِيحَ ….. قَلِيلٌ وَأَنْدَرُ مِنْ النَّادِرِ!فَلاَ تَسْمَعِي لِلأُولَى زَيَّفُوْا ….. فَهُمْ “كَالمُعَيْدِيِّ “إِنْ تَشْعُرِيوَمَبْدءُ “عُرْقَوبَ” مِنْهَاجُهُمْ ….. فَبِئْسَ أُولَئِكَ مِنْ مَعْشَرِ فَلَيْسَفَسِيرِي بِنَهْجِ الْغَرَامِ الصَّحِيحِ ….. الْمُنَوَّرُ كَالْحَائِرِحَبِيبَةَ قَلْبِيَ: لِمَاذَا الْجَفَا ….. وَحَتَّى مَتَى الْهَجْرُ لِلصَّابِرِ؟أَحِبَّةَ قَلْبِي وَرَيْحَانَهُ ….. أَمَا تَذْكِرِينَ هَوَانَا الْبَرِي؟وَأَوْقَاتَ مَرَّتْ بِنَا حُلْوَةً ….. تَضَمَّخْنَ بِالطَّيَّبِ والْعَنْبَرِ بِظِلِّجَنَيْنَا بِهِنَّ قُطُوفَ الْمُنَى ….. الْبَسَاتِينِ وَالأَنْهُرِأَخِلاَّءُ: أَرْخَى عَلَيْنَا الدُّجَى ….. غِشَاءً مِنَ الْغَسَقِ الْعَبْقَرِيأَلاَ تَذْكُرُونَ الزُّروُعَ بِهَا ….. وَغَضَّ نَبَاتٍ بِهَا أَخْضَرِوَتِلْكَ الْفُرُوعُ التِي لَمْ تَزَلْ ….. تَمُدُّ يَدَيْهَا إِلَى الأَنْهُرِتَرَاءَى بِهِنَّ شُعَاعُ الْغُرُوبِ ….. مَرَايَا مِنَ الذَّهَبِ الأَصْفَرِ فَتِلْكَ الطَّبِيعَةُ نَلْهُوْ بِهَا ….. وَنَمْرَحُ فِي جَوِّهَا الْعَامِرِ مَعَاهِدُفَعَيْنُ “الْخَدُودِ” وَ”بَابُ الْهَوَى” ….. ذِكْرَى هَـوَانَا الُبَرِيأَجَلْ! فَالْمَعَايِشُ فِيهَا غَدَتْ ….. أَلَذُّ كَثِيَراً مِنَ الْحَاضِرِ أَلاَ فَاذْكُرُوْا الذِّكْرَيَاتَ الَّتِي ….. صَدَاهُنَّ مَا زَالَ فِي الْخَاطِرِ سَكَنَّ بِقَلْبِي وَسَمْعِي مَعَاً ….. وَمَا غِبْنَ يَوْمَاً عَنِ النَّاظِرِ تَقُولُونَ: أَيْنَ الْعَرِيشُ الْجَمِيلُ ….. وَأَيْنَ شَذَى نفحه العبهرِي؟وَتِلْكَ الْجَدَاوِلُ مِنْ تَحْتِهِ ….. أَشُدُّ صَفَاءً مِنَ الْجَوْهَرِوَأَيْنَ الضَّوَاحِي وَأَطْيَارُهَا ….. تُغَرِّدُ فِي الْحَقْلِ وَالْبَيْدَرِوَ”عَيْنُ الْخَدُودِ” بِهَا الْمُلْتَقَى ….. بِتِلْكَ الْجَدَاوِلِ وَالأَنْهُرِيُنَافِسُهَا “الْحَقْلُ” فِي مَدِّهَا ….. وَفِي شَكْلِهَا الْبَاهِرِ السَّاحِرِوَعَيْنُ “الْبُحَيْرَةِ” تِلْكَ الَّتِي ….. بِهَا ذِكْرَيَاتُ الصِّبَا الْعَامِرِوَتِلْكَ الْعُيُونُ تَرُوقُ الْعُيُـونَ ….. بِمَنْظِرِهَا السَّاحِرِ الشَّاعِرِيكَأَنَّ الضَّوَاحِي بِشُطْآنِهَا ….. بِسَاطٌ مِنَ السُّنْدِسِ الأَخْضَرِيَقُولُونَ: أَيْنَ الْعَرِيشُ الْجَمِيلُ ….. وَأَيْنَ شَذَى نَفْحِهِ الْوَافِرِ؟فَقُلْتُ: تَوَلَّى الْعَرِيشُ وَمَا ….. سَأَلْتُمُ عَنْهُ مَعَ الْمَعْشَرِتَوَلَّى الْقَدِيمُ الَّذِي تَعْهَدُونَ ….. وَجَاءَ الْجَدِيدُ بِلاَ مَخْبَرِوَسَوْفَ يَعُودُ الْقَدِيمُ وَمَا ….. عَلَى اللهِ شَئٌ بِمُسْتَنْكَرِفَمَا هِيَ إِلاَّ ظُرُوف تَمُرُّ ….. وَلَيْسَ عَلَيْهَا بِمُسْتَأْخِرِ

أما خاتمة المحاضرة فتتعلق باقتراح مني أرغب أن أطرحه لسائر المهتمين بالحركة العلمية والتعليمية والثقافية والأدبية والتاريخية في “محافظة الأحساء”. وهذا الاقتراح الذي سأرسم معالمه في عبارات مبسطة هو على النحو التالي:ـأن ينشأ مركز مستقل تحت عنوان “مركز الأحساء الثقافي”. وأن يكون من الأعضاء المؤسسين لهذا المركز:ـ كلية التربية بجامعة الملك فيصل, وكلية المعلمين التابعة لوزارة المعارف، وجمعية الثقافة والفنون السعودية ـ فرع الأحساء، والغرفة التجارية والصناعية في محافظة الأحساء، وكلية الشريعة بمحافظة الأحساء، ومعاهد التدريب الصناعي والفني بمحافظة الأحساء، ومن يهمهم الأمر من أدباء ورجال علم وأعمال وأصحاب حرف وحتى أميون بمحافظة الأحساء. وأنا مستعد أن أكون من المؤسسين. على أن يمول هذا المركز من قبل هؤلاء المؤسسين وتكون به قاعة كبرى للمحاضرات وكذلك قاعات للبحوث والدراسات . أما مهمة هذا المركز فتنحصر بالعناية بتاريخ “محافظة الأحساء” وتراثها بما في ذلك حركة التعليم والثقافة والأدب بها منذ العهد الجاهلي وحتى هذا العصر الزاهر. كما أن يقوم المركز خلال عملية تنفيذ مهمته بجمع كل ما أُلِّفَ عن “الأحساء” من الناحية التاريخية والأدبية والتراثية والجغرافية والاجتماعية والدينية سواء أكانت هذه المطبوعات باللغة العربية أو بلغات أخرى مع إخضاع سائر هذه المطبوعات للدراسة العلمية بغرض تصحيح ما بها من أخطاء مع الحرص على التوثيق بقدر الإمكان عن طريق التعاون مع المراكز المماثلة الأخرى بداخل المملكة وخارجها.وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه،،،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الناشر: جريدة اليوم

– العدد: 10058

 

تاريخ النشر: 28/12/2000م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.