شبابنا في الجامعة صفحة نصف شهرية بجريدة “قريش”يحررها الطالبان: أسامة السباعي ومحمد سعيد الخالدي.
مقابلة في جريدة “قريش”، العدد رقم 6، وتاريخ 7/جمادى الثاني/1379هـ الموافق 7 ديسمبر 1959م بعنوان:
فنجان قهوة مع المتوفقين الجامعيين بجامعات الجمهورية العربية المتحدة الطالب/محمد بن عبداللطيف آل ملحم : بكلية الحقوق ـ جامعة القاهرةاستهل المشرفان على الصفحة بمقدمة جاء فيها: استطاعت الصفحة أن تزور الأربعة الطلاب السعوديين المتفوقين بتقدير (جيد جدً) في منازلهم، وتشرب مع كل منهم فنجان قهوة .. تصاعد بخار القهوة حاملاً هذا التحقيق .. يسرنا أن ننشر في هذا العدد حديثًا دار مع اثنين منهم، وسننشر في العدد القادم ما دار مع الآخرين. إننا نهدي هذا التحقيق إلى شبابنا الجامعي متمنين لهم التوفيق والسداد وللمتفوقين مزيد النجاح.
دارت عجلة الحديث بين “قريش” وبين الطالب محمد بن عبدللطيف آل ملحم على النحو التالي: استرسلنا في الحديث مع الطالب محمد بن عبد اللطيف الملحم والحديث ذو شجون… تحدثنا عن القوانين والنظم العالمية وتناولنا في مقدمتها الشريعة الاسلامية وعلاقتها بالنظم الاخرى، وتمخض الحديث فولد السؤال الآتي:س ـ إننا نؤمن بأن الشريعة الاسلامية كاملة، فهل هناك اذا من أسباب تدعو الى دراسة الشرائع الاجنبية والقوانين الوضعية؟ج ـ الطالب بكلية الحقوق أو كلية الشريعة يدرس بجانب الشريعة الاسلامية الشرائع العالمية ليكون على علم بها، وليأخذ منها فكرة عامة، ولا ينافي الشريعة الإسلامية أو يقلل من أهميتها أن يدرس بجانبها قوانينًا وضعية مهما كان مصدرها. فالشريعة الإسلامية من حيث المبدأ .. شريعة عالمية تقوم على نظام قانوني متجانس، ويرفع من شأنها أن مصدرها سماوي يميزها عن التشريعات التى من وضع الانسان. أمَّا الفائدة الكبرى التي يجدها دارس التشريعات الأجنبية هو اطلاعه على تلك النزعات الهدامة التي أخذت تنال من الشريعة الاسلامية في الصميم، وتغذي هذه النَّزعات حركات التشريع ورواد الاستشراق أمثال المستشرق الالماني (فولدزهر) الذي يدعي ـ كذبًا وافتراء ـ بأن الفقهاء المسلمين أخذوا شريعتهم في البحث والقياس من الفقهاء الرومان، ويضيق المجال حينما نتحدث عن افتراءاتهم وادعاءاتهم، ولكن هذا يستلزم بالضرورة أن ندرس الشرائع الاجنبية لسببين أولهما حماية للشريعة الاسلامية والثاني العلم بهذه الشرائع.س ـ من أبواب العمل الحر بالنسبة “لخريجي كلية الحقوق” المحاماه، هذا النوع من العمل لايوجد في بلادنا، فهل سيوجد؟ج ـ من المعروف أن المحاماة كأي عمل حر لا يمكن أن يتوافر إلاَّ إذا توافرت الظروف التي تسمح بها، والمحاماة بمعناها الواسع نظام لا يوجد ببلادنا حيث قضاء المحاكم يسير على نظام معين، واطردت أحكامه وفقًا لإجراءات معينة، ويوم لا يجد خريج الحقوق والتربية من العمل إلاَّ باب المحاماة فمما لاشك فيه أنه عمل شريف. وأتذكر مثلاً أنه يوجد “بالاحساء” و”الهفوف” بالذات بعض أفراد اتخذوا من المحاماة الشرعية والتجارية مهنة لهم تخصصوا لها، ولقد كان لهم أثر في أنجاز كثير من القضايا والمحاماة وسيلة من الوسائل التي يلجأ اليها الناس في انهاء مشاكلهم وأقضيتهم أمام القضاء. وقد تنتشر المحاماة في المستقبل إذا رغب العمل بها طلاب هذا النوع من العمال.س ـ وما هي طريقتك في الاستذكار؟
ج ـ طريقتي التي استفدت منها هي طريقة القراءة الكلية، ثم القراءة الجزئية التفصيلية الموضوعية، وقد لا تفيد هذه الطريقة حيث لكل طالب طريقته. وأنا بدوري أنصح كل طالب أن يسلك الطريقة التي تتلاءم معه، وينال بواسطتها النجاح، وقد أعتقد أن طريقتي أفضل الطرق، وقد لايشاركني غيري في هذا الاعتقاد.وختاما للحديث “مع محامي المستقبل” طلبنا إليه أن يهدي إلى الزملاء العبرة التي استخلصها من هذه النتيحة المشرفة فكانت هي الجد والعمل والصبر إذ قال: ليست هناك عبرة استخلصتها أو اكتسبتها ويمكن أن تكون منطقيةً وصادقةً لأوجهها إلى زملائي فأنا معهم لا نزال في أول الطريق، ولا شك أنهم يشاركونني في رأيي أن النجاح يتطلب الجد والعمل والصبر.
الناشر: جريدة قريش
– العدد: 6تاريخ
النشر: 01/12/1959م