إلى وزارة المعارف .. وجامعاتنا السبعهذا الشكل التكريمي .. واجب لتخليد المضيئين بقلم عبدالله صالح الرشيدإدارة التعليم ـ الرياض
في عددٍ مضى من جريدة الجزيرة كتب معالي الدكتور محمد الملحم في زاوية ـ مساحة للتفكير مقالاَ ضافيًا عن المربي الجليل عثمان الصالح ضمنه بعض ذكرياته عنه، وموجزًا عن الخطوات الخيرة لهذا المربي القدير في مجال التربية والتعليم .. وهذا الذي كتبه معالي الوزير الملحم أعادني إلى الماضي، وبالذات وإلى ما سبق وأن تطرقت إليه قبل عشرين عامًا في مجلة المنهل حيث كتبت موضوعًا تحت عنوان ـ عثمان الصالح الكاتب المثالي والمربي الناجح .. وذلك بمناسبة قرب تقاعده من عمله آنذاك كمدير لمعهد العاصمة النموذجي وذروة نشاطه في الكتابة بالصحف والمجلات في ذلك الوقت، وفي مختلف المواضيع التربوية والاجتماعية، وقد طلبت في الموضوع المشار إليه أن يتفرغ الشيخ عثمان بعد تقاعده إلى كتابة مذكراته وذكرياته عن بواكير نهضتنا التعليمية المباركة، والذي له المساهمة الفعالة والقدر الملموس في غرسها وتنميتها. ويكتب عن خبراته وتجاربه كواحد من الرواد الأفذاذ في هذا المجال لتكون هذه الكتابة المفعمة بالخبرة الناضجة والمضمخة بعاطر التجارب الحية الصادقة نبراسًا لأجيالنا الجديدة المتعطشة للتوجيهات، ولمن يأخذ بيدها إلى الأكمل والأجمل في معالي الأمور لتسير على هدى وبصيرة في حياتها العلمية، كما تكون درسًا ومثالاً لبعض العاملين في إدارة مدارسنا ومعاهدنا اليانعة. ولا أدري حتى كتابة هذه السطور هل تحقق شىء مما طلبناه من أستاذنا الفاضل قبل عشرين عامًا. ظني والله أعلم أن ظروف الحياة المتشابكة وعامل السن قد دخلت في الخط فلم تحقق مناشدتي ثمارها كلها. ولعل مناسبة التذكير هو ما كتبه الدكتور الملحم أولاً .. وثانيًا هو ما يتطرق إليه الحديث بين حين وآخر في أوساطنا التربوبة ومنابرنا الاجتماعية وهو حول إنصافنا لرجال التربية في بلادنا ممن عاصروا وساهموا خلال نصف قرن مضى وحتى الآن في نهضتنا التعليمية كرواد مبرزين أضاؤا معالم الطريق، وأناروا مشاعل الثقافة على قدر جهودهم واجتهادهم. وهل تم يا ترى تكريم هؤلاء بإعطائهم ما يستحقون من تقدير معنوي أو تاريخي على الأقل ممن هم على قيد الحياة أو انتقلوا إلى الرفيق الأعلى؟إن التكريم المعنوي مطلوب ومرغوب حتى تبقى صورهم وسيرة حياتهم ماثلة أمام الأجيال في الحاضر والمستقبل كأساتذة جيل ورواد نهضة تعليمية في بلادنا بمختلف مدنها وقراها.إن مبدأ عرفان الجميل وغرس القدوة الصالحة، كل هذه الأهداف تفرض وتحتم أن نطلق أسماء المبرزين منهم على بعض مدارسنا الابتدائية والمتوسطة والثانوية التي تنتشر بالآلاف في طول البلاد وعرضها. فكل رائد تعليم وجهد سباق في التربية والتعليم تسمى إحدى المدارس في منطقته بإسمه كرمز للوفاء، ومشعلاً باقيًا للقدوة الصالحة.لقد عاصرت تقريبًا وزارة المعارف منذ أن كانت مديرية كطالب ومعلم وإداري أخيرًا، وعرفت ولمحت إبداعات وجهود نخبة من رجالاتها، ولمست جهودهم في ترسيخ قواعد التعليم، وغرس التربية الصالحة الواعية في حياة أجيالنا الحاضرة ممن يضطلعون الآن بمهام خطط التنمية وتنفيذها، والتي أثمرت سبع جامعات عملاقة وآلاف المدارس والمعاهد بمختلف المراحل التعليمية وأنواعها.هؤلاء الرواد منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر بعد عمر مديد إنشاء الله.لذا رأيت من واجبي، ومن منطلق إنساني دافعه الغيرة الصادقة وتقدير الجميل لهؤلاء الأفذاذ إلى أن أشير إلى بعض الأسماء التي كان لأصحابها الأثر الملموس في حياتنا التعليمية والثقافية والاجتماعية .. نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر المشائخ والأساتذة الآتية أسماءهم: محمد بن مانع، وأحمد العربي، وحامد دمنهوري، وناصر المنقور، وحسن آل الشيخ، وأحمد علي أسد الله وعبدالله الخزيم، وسعيد بوقري، وعبدالرحمن التونسي، وعبدالعزيز الربيع، وعبدالله خياط، وعبدالعزيز فطاني، وعمرعبدالجبار، وعثمان الصالح، وعبدالله العريفج، وهاشم النعمي، وسعيد بن عائض بن سرحان، ومحسن باروم، وعبدالله العلي النعيم، وعباس حدادي، وعبدالله بن سليم، وعبدالعزيز الخالد السليم، وعلي الصالح الضلعان، وعبدالرحمن العليان، وسليمان الشلاش، وإبراهيم الحجي، ومصطفى بديوي، وعثمان قاري، ومحمد الزنان، ومحمد العميل، وصالح العمري، والسناري والسكيت وغيرهم كثير. إن هؤلاء وأمثالهم وحتى لا يغيبوا عن الذاكرة يجب أن تبادر وزارة المعارف وجامعاتنا السبع فتطلق أسماءهم على بعض المدارس وبعض الصالات والمدرجات الثقافية والمكتبات مع وضع نبذة وافية عن مشوار حياتهم في ميدان التربية والتعليم في لوحة بارزة في مدخل كل مدرسة تسمى باسمه، وهذا هو أضعف ما يجب أن يعطى لهؤلاء الصفوة المختارة. فهل يا ترى نتدارك ذلك، ونعمل على تحقيقه؟ أم نمر عليه مرورًا عابرًا، ونسدل عليه ستار النسيان مع أن الأمر وتنفيذه لا يحتاج إلى أي جهد مادي، بل هو معنوي لا أكثر ولا أقل.فهل يا ترى تقوم وزارة المعارف بتحقيقه، وكذلك جامعاتنا السبع وهي تحتضن من مدرسيها من هم تلامذة لهؤلاء الرواد ـ هنا نقف، وننتظر، والله الموفق.
المصدر: صحيفة عكاظ، العدد رقم 9127، ص/11،التاريخ : 8/1/1412هـ الموافق 19/7/1991م.
الناشر: جريدة الجزيرة
– العدد:9127
تاريخ النشر: 19/7/1991م