لقد تلقيتُ خبر صدور قرار صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب باختيار الأديب عبدالرحمن بن عبدالكريم العبيد رئيسًا للنادي الأدبي بالمنطقة الشرقية بارتياح وسرور بالغين. وهذا الاختيار جاء موفقًا ومطابقًا لقاعدة “اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب”.ولقد كانت لديَّ النية في توجيه تهنئة للأستاذ العبيد، والذي دفعني وبشدة أكثر إلى تنفيذ ما عقدتُ العزم عليه هو عثوري أثناء تصفحي لأوراقي القديمة على قصاصةٍ كنتُ أحتفظ بها منذ ثلاثة وثلاثين عامًا.وتتعلق هذه القصاصة بحفلة تكريم باسم “دار الخليج العربي” أقامتها الدار مساء يوم الأحد الموافق الثاني من شهر محرم عام 1377هـ للأخ الأستاذ العبيد وذلك بمناسبة تأليفه لكتاب “الأدب في الخليج العربي”. ونشرت مجلة الخليج العربي الأسبوعية آنذاك والتي كان يرأس تحريرها أستاذنا الأديب الأخ عبدالله بن أحمد الشباط خبر حفل التكريم في الثالث عشر من شهر صفر عام 1377هـ. وجاء في الخبر ما مؤدَّاه أن “دار الخليج العربي” تحتفل بقدوم الأستاذ العبيد مؤلف كتاب “الأدب في الخليج العربي”. وكان الاحتفال في حديقة “فندق الشرق” بالدمام، وشارك في حفل التكريم الزملاء التالية أسماؤهم مع احتفاظي بألقابهم: عبدالله أحمد شباط، وعبدالعزيز السماهيجي، وعبداللطيف العفالق، وعبدالعزيز أبوسند، وابراهيم محمد رشاد، وسعود المرشد العقيلي، ومحمد بن عبداللطيف آل ملحم.وهكذا وبالأمس .. أي منذ ثلاثة وثلاثين عامًا شاركتُ في حفل تكريمٍ متواضعٍ بعيدٍ عن الأضواء قام به شباب في عمر الزهور. وكنتُ وقت مشاركتي في ذلك التكريم أعملُ بالصيف في إدارة التعليم بالدمام وذلك بعد نجاحي إلى السنة السادسة ـ قسم أدبي في المدرسة الثانوية بالرياض. وتم ذلك التكريم بمبادرةٍ من الأستاذ الشباط. وقد توخَّينا في ذلك التكريم ما سيكون للمحتفى به من مستقبلٍ أدبيٍ مرموقٍ حيث نوَّهنا عن هذه الحقيقة بما ألقيناه وقتها من أحاديث تناولت في مجملها مدى إسهامات المحتفى به في الحركة الأدبية في جزء غالي من بلادنا العزيزة.والآن وبعد هذه المدة تحقق ما كنا توخيناه والحمد لله.وبما أن الأستاذ العبيد الآن هو صاحب الولاية في رعاية الحركة الأدبية في المنطقة الشرقية، وهي ولايةٌ شاقةٌ ومضنيةٌ ومشرفةٌ فإنه لا يخفى عليه أن المنطقة الشرقية من مملكتنا الحبيبة ممثلة في “أحسائها” و”قطيفها” و”جبيلها” وسائر مدنها تزخر بمخزونٍ أدبيٍ مطمور، وأنها الآن مهمته مع زملائه أعضاء النادي في إخراج هذا المخزون. ولقد نوَّه عن هذه الحقيقة، وباستفاضةٍ، صديقنا الأستاذ الشباط في جريدة “اليوم” الغراء بتاريخ 3 شعبان عام 1410هـ، والتي أرى بعد استئذانه، ملاءمة اختتام هذه السطور بفقرة واحدة منها: “إن هذه المنطقة كانت ولا تزال مركزًا من مراكز الإشعاع، وموئلاً لمكان الثقافة والأدب منذ العصور الموغلة في القدم زاخرة برجال الأدب والفكر المهتمين بالعلم والتعليم والثقافة، ولهم مشاركات في النشر والتأليف قبل أن تنتشر وسائل الطباعة بها ..”أما عن خبر التكريم فقد أوردته مجلة الخليج العربي على النحو التالي:في مساء يوم الأحد 2/1/77هـ احتفلت دار الخليج العربي بقدوم الأستاذ عبدالرحمن العبدالكريم العبيد مؤلف كتاب “الأدب في الخليج العربي”، وكان الاحتفال في حديقة فندق الشرق بالدمام، وقد حضر الحفل لفيفٌ من الأدباء والشعراء والكتاب. وقد افتتح الحفل الأستاذ عبدالله أحمد الشباط رئيس تحرير مجلة الخليج العربي بكلمة ترحيبية شكر فيها الذين تفضلوا بالحضور، وأشاد بمجهودات الأستاذ عبدالرحمن، وما يبذله في سبيل الأدب، ثم أتبعه الأستاذ عبدالعزيز السماهيجي بمقتطفات من قصائده الوطنية، ثم تلاه السيد عبداللطيف العفالق بقراءة مختارات من كتاب الأدب في الخليج العربي، ثم قام الأستاذ عبدالعزيز أبوسنيد فارتجل كلمة مطولة عن الأدب للحياة، ثم قدم السيد إبراهيم رشاد باقة من النكت والطرائف تَلاَه بعد ذلك الشاب الأديب محمد عبداللطيف الملحم فارتجل كلمة (عن الصحافة والأدب ورسالة الأدباء) وقد ناقش خلالها ما ألقي من آراء، ثم تلاه الأستاذ سعود مرشد العقيلي بكلمةٍ أثنى فيها على “دار الخليج العربي”، وما تقوم به من خدمة للأدب، ثم قام المحتفى به فألقى كلمة قصيرة شكر فيها الذين تفضلوا بالمشاركة في تكريمه والذين فكروا في إقامة هذا الحفل. المصدر: جريدة اليوم، صفحة الرأي، العدد رقم 6129، ص/7،التاريخ: 1/9/1410هـ الموافق 27/3/1990م.
الناشر: جريدة اليوم
– العدد:6129
تاريخ النشر: 27/3/1990م