دنيا الطلبة : أضواء على شبابنا المتفوقين في الجامعات

قام بالمقابلة “عبدالغني قستي”.
دنيا الطلبة:أضواء على شبابنا المتفوقين في الجامعات الطالب: محمد عبد اللطيف الملحم- كلية الحقوق- جامعة القاهرة
س ـ ما هي الظروف التي جعلتك تتفوق في عامك الدراسي بكلية الحقوق حيث حصلت على الترتيب “الأول”؟ج ـ ليس التفوق بالشئ الجديد بالنسبة لي فلقد حصلتُ علي “الاولية” في أغلب سني الدراسة بالمرحلة الابتدائية والثانوية. أما الظروف التي جعلتني أتفوق فبودي أن أؤكد لك أن هذه الظروف عاديةً ولم تتوفر لي ظروف تميزني عن غيري من الطلاب، كما أعتقد أن كل ظروفنا نحن الطلاب بالقاهرة متساوية مادمنا مرتاحين من الناحية المادية والنفسية والصحية. أما الثقافة الخارجية والمعلومات العامة فهي مهمةٌ، ويجب أن يحرص عليها الطالب ولكنني لا أعتبرها “ظروفا” يتميز بها طالب عن آخر بل هي نوع من الدراسة يتلقاها الطالب من الحياة العامة وبودي أن أنوه أنني في دراستي : (1) كنت أعتمد على الله ثم على نفسي. و(2) كنت أحدث نفسي بالنجاح. أما العنصران الرئيسيان اللذان يجب أن يتوفرا لدى الطالب ليحقق له النجاح فهما في نظري: 1 ـ عنصر الرغبة. 2 ـ عنصر التفرغ.س ـ ماهي الطريقة المثلى التي اتخذتها في مذاكرتك والتي يمكن أن يستفيد منها الآخرون؟ج ـ ليست هناك طريقة مثلى تصلح كقاعدة عامة لكل زمان ومكان، بل هناك طرق كثيرة تحدث عنها رجال علم النفس والاجتماع، ولهذا فالمذاكرة والاستذكار والتذكر تختلف من طالب إلى آخر، بل وتختلف بالنسبة للطالب نفسه من حالة إلى أخرى. وأنا ـ بتجربتي الخاصة ـ أنصح كل طالب أن يختار له الطريقة المثلى التي يراها تناسبه والتي يكشفها بنفسه ويجدها متجاوبةً مع ميوله واستعداده حيث أن كل طالب أثناء مذاكرته يخضع لعوامل شبه نفسية واجتماعية تؤثر في الطريقة التي يختارها لمذاكرته. أما إذا أردت أن أذكر لك الطريقة التي ناسبتني واتبعتها فأفادتني فهي طريقة ـ القراءة الكلية ـ وبعدها مباشرة طريقة ـ القراءة الجزئية ـ مع شيء من التعديل. وأكرر مرة أخرى بأنه على كل طالب أن يذاكر بالطريقة التي تناسبه وتتفق مع ميوله وأمزجته، وأن يترك عنه التقليد، ومحاكاة الآخرين إلاَّ إذا أحس أنه سيستفيد من التجارب التي استفاد منها الآخرون.س ـ ما الأعمال التي ترغب الاشتغال بها وهل ستواصل دراستك بعد الجامعة؟ج ـ حينما التحقت بالمدرسة الثانوية بالاحساء كنت أتمنى أن أواصل دراستي الجامعية والآن وأنا في المرحلة الجامعية أتمنى أن أنهي تعليمي الجامعي لأواصل دراستي العالية. أمَّا العمل الذي أرغب الاشتغال به ـ في بلادي ـ فلا يمكن أن أتكهن به بل يهمني ـ من حيث المبدأ ـ أن أخدم بلادي في حقل تخصصي وأن أجند نفسي لهذه الخدمة.س- ما هي المشاريع التي أعددتها لخدمة الوطن اذا رجعت اليه؟ج- كل طالب ينهي دراسته بالخارج ويعود الى وطنه تجول بخاطره شتى الأفكار والمشاريع، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الفرد الواحد مهما كان لا يستطيع أن يحقق بنفسه مشروعًا ما أو عملاً مَّا ونحن في عصر سئم الفردية
ومقتها. والمشاريع لا بد لها من العمل الجماعي المنظم، وكل ما أريده وأتمناه لبلادي هو أن أراها بلادًا ناميةً.. بلادا منتجة مصدرة.س ـ نرى بعض الجامعيين السعوديين ـ بعد تخرجهم ـ لايعملون على الاندماج في المجتمع الذي يعيشون فيه ولا يحلون مشكلاته.. فما رأيك؟ج ـ أثيرت حول إخواننا الجامعيين القدامى والجدد كثير من المناقشات وتعلقت هذه المناقشات بنشاطهم وما يجب أن يحققوه لمجتمعهم ،بل وعن ظاهرة انعزالهم وترفعهم، والحق أن الطالب الجامعي قبل تخرجه وبعد تخرحه يجد نفسه ملزم بحكم معيشته في مجتمعه أن يندمج مع هذا المجتمع، وأن يناقش مشاكله والآمه، ونحن إذا أردنا أن نتحدث عن اخواننا الجامعيين العاملين فيجب أن يكون حديثنا ـ موضوعيًا وعمليًا ـ فلا ينبغي أن نكيل لهم مر النقد ـ وهم منه براء ـ دون أن نبحث عن أسباب تقصيرهم وعن مواطن الضعف في نشاطهم، والنقد إذا وجهناه فيجب أن يكون نقدًا بناءًا فإذا اتبعنا مثل هذا الاسلوب فإننا لن ننقدهم إذا كانوا يستحقون الثناء. يجب أن توافقني ـ يا أستاذ ـ من حيث المبدأ أن هناك عاملين رئيسيين هما السبب في عدم الاندماج بين بعض شبابنا الجامعي ومجتمعنا وهما: أولا ـ العادات والتقاليد. ثانيا ـ الوظيفة ومسؤوليتها. أما التقاليد والعادات في حد ذاتها فهي تراث أدبي مقدس يجب أن يتوفر له الاجلال والاحترام وما هي إلاَّ الروح العامة التي يتميز بها كل مجتمع. والذي حدث أن هذه التقاليد والعادات التي نعيشها توفر لها الاحترام إلى درجة أننا جمدناها والمفروض ـ حتما ـ أن تتطور حتى تتجاوب مع مقتضيات الزمن، ولاشك أنها اذا جمدت في شكل معين وطبيعة واحدة فان ظاهرة العزلة ستنشأ وستزداد، والحل الذي أراه وأفضله لعلاج مثل هذه الظاهرة أن يعمل الجامعيون على تطوير هذه العادات والتقاليد بادئين بأنفسهم ثم يدخلون في علاقات ايجابية مع مجتمعنا، والجامعيون هم المسؤولون بحكم المركز الاجتماعي الذي يشغلون في المجتمع عن علاج مثل هذه الظاهرة ولا داعي للتفاصيل. أما الوظيفة فلنا معها حديث قصير وهي من عوامل عدم الاندماج فنحن لا ننسى أن شبابنا الجامعي المتخرج مثقل الكاهل بأعباء الوظيفة التي ملكت وقته وفراغه حتى باعدت بينه وبين مجتمعه، وأنا لا أعني بهذا أنني أضع المبررات لهم، أو أكون بجانبهم، أو أدعي أنهم أدوا واجبهم فلا تحاسبهم الصحافة على انعزالهم، إنما أعني أنه يجب عليهم رغم التقاليد التي تقف في وجههم ورغم مسؤوليتهم عن الواجب الوظيفي المناط بهم أن لايتركوا أنفسهم ضحية التقاليد الجامدة، ولا يستسلموا للوظيفة فيتركوها تبتلعهم وتبتلع انتاجهم بل يجب عليهم أن يحاولوا القضاء على ما يدعى ضدهم بالعمل الذي يبرهن على وجودهم وأثرهم. وما دمنا بصدد الوظيفة فيجب أن لاننسى أن إخواننا الجامعيين القدامى والجدد في مجموعهم قد قدَّموا من خلال عملهم الوظيفي جهودًا طيبةً يشكرون عليها في خدمة بلادنا في كثير من المرافق والميادين فتحيةً لهم أينما كانوا.


الناشر: جريدة البلاد

تاريخ النشر: 06/03/1379هـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.