شمس وظلبقلم عبد الرحيم نصاردرس في التعامل: منشر في مجلة اليمامة، العدد رقم 293، تاريخ 28/2/1394 هـ
نشرنا في الأسبوع الماضي ردًا للدكتور محمد الملحم عميد كلية التجارة بعنوان”درس في الاعلام”، وليسمح لي الصديق الدكتور محمد الملحم بأن أفيد سعادته بأن الدرس الإعلامي لم يكن للأسف “مفيدا” لأنه أغفل الموضوع الأساسي “موضوع الرد على الشعر الحر” .. وراح يحوم حول مسألة بعيدة عن صلب الموضوع.. وأعني بها الأمساك بحلق زميله الدكتور غازي القصيبي.. وهو ما عجبتُ له وَعَجَبَ لهُ القراء.. حيث استشف الجميع من كلام الدكتور الملحم بأن الدكتور غازي القصيبي هو الذي يكتب الأخبار عن الدكتور الملحم ويتحرَّش به.. وهذا لعمري فيه الكثير من التجنِّي..يقول الدكتور الملحم “وليسمح لي الدكتور القصيبي إذا كان في هذه التسمية “أي سياسة التحرش” شئ من الإنحراف الأكاديمي”، وهذه السياسة معروفة، وليست بالأمر الجديد في حقل الإعلام.. ثم يضيف لكن هذه السياسة غير قانونية ولكي تكون منتجة وفعالة فيجب وهنا موطن الشرعية.. أن يكون استخدامها بريئًا، وتخدم الصالح العام”. وقد حيَّرتني كلمة “بريئًا”!! فهل يتصور الدكتور الملحم أننا بملاحقتنا إياه واستحثاثنا له للكتابة حول الشعر الحر الذي يهاجمه ويسفهه هل يتصور أن في ذلك تحرشًا به وإساءةً إليه أو حتى خطأ إعلاميًا؟نحب أن نؤكد للدكتور الملحم أولاً أن “اليمامة” هي التي كتبت جميع الأخبار عن رد سعادته على “الشعر الحر” أولاً وثانيًا وثالثًا.. وأننا نعتقد أن الدكتور الملحم هو الذي وقع في فخ “سياسة التحرش!!” كما سماها، ونرجو أن تكون النوايا الطيبة هي رائدنا إلى الحق والثبات عليه.والدكتور الملحم الذي يهاجم “الشعر الحر” لم نسأله أن يلقي علينا درسًا في الإعلام وإنما طالبناه بأن يحاول البحث في “الشعر الحر”، ويقول رأيه فيه ولو بطريقة قانونية إن عز غيرها!! لكن الدكتور الملحم تهرب من ذلك كله.. ليخلص بسرعة إلى دعابة لطيفة وهو أن هدفه من الهجوم على “الشعر الحر” كان من أجل المساهمة في حل “أزمة الورق” التي تعاني منها الصحف عن طريق توفير الأعمدة التي تخصص لهذا الكلام المنثور للأمور الأكثر أهمية!!”ثم يطالبنا الدكتور بأن تهدي “اليمامة” إليه أحسن ديوان أو ديوانين يتضمنان هذا اللون من الكلام.. وعندئذ سيكتب رأيه في الوقت الذي يراه مناسبًا!!وأخيرا يصف الدكتور الملحم “الشعر الحر” بأنه كالزبد الذي “سيذهب جفاء” وهكذا يضع القضية على الرف ويستريح.هناك ثلاث نقاط نرجو من الدكتور أن يفتح صدره لها.. الشعر الحر “موجود” وكسب الجولة في محاكم المثقفين في العالم العربي.. وما زال يقوى ويشتد ويرسخ في الميدان وليس أدل على ذلك من أنه موضوع عشرات الأطروحات التي تقدم بها الأدباء والمثقفون لنيل الدكتوراه، وربما تأتت أزمة الورق التي يتحدث عنها الدكتور من هذه الطروحات، والبحوث الأدبية!! اليمامة تعد الدكتور الملحم بأن تهدي إليه ديوانا من “الشعر الحر” على شرط أن يكتب عنه نقدًا وبسرعةٍ وأن يثبت خلال بحثه أن “الشعر الحر” خال من الموسيقى “الوزن” وخال من المضامين الثقافية والفكرية والإنسانية..إن وصف الشعر الحر وبمنتهى البساطة بأنه زبد وسيذهب جفاء فيه كثير من التلقائية و الإرتجالية واليأس والعجز!!أخيرًا أود أن أهمس في إذن الدكتور بأنه لم يقرأ ديوانًا واحدًا من الشعر الحر” بتروٍ ولو فعل لما خفي عليه الوزن فيه بصفته أحد الذين ينظمون الشعر.المسألة في اعتقادي هي مسألة إعراض كامل عن هذا اللون من الأدب.. دون محاولة للبحث الفاحص.. ولكن هذه السلبية في “كره” الشعر الحر لأنه شعر بدون قافية مستمرة.. لا يمكن أن تطمس حقيقة واضحة كالشمس وهي أن “الشعر الحر” موجود.. موجوووود..!!
الناشر: مجلة اليمامة
– العدد:293ت
اريخ النشر: 28/2/1394 هـ