مقابلة معالي د. محمد الملحم مع غرفة الأحساء

أسئلة خاصة وُجهت لمعالي د. الملحم حول التقاعد، وتاريخ حياته، وكيف كان يقود من خلف الكواليس كجندي مجهول. وهو نفس المقال الذي فجر قضية البند 77 من نظام العمل والذي يشير إليه معاليه بأنه يضر الدولة وأنه ينبغي تغييره. وكان للمدرسة الأميرية نصيبا في الأحساء من اللقاء، ومما فيها، أسعار الأراضي، ووظيفة المحاماة إن كانت مربحة، ونصائح للتجار، وعلاقته مع وزراء آخرين من بينهم معالي د. غازي القصيبي!

وصلة مباشرة PDF للمقابلة من مجلة الغرفة التجارية، وللتصفح في الأسفل

مقابلة معالي د. محمد الملحم مع غرفة الأحساء

 

 

خطاب د. الملحم في اللقاء الثالث للرعيل الاول من خريجي مدرسة الهفوف الأولى

الكاتب: د. محمد بن عبداللطيف الملحم
الناشر: جريدة اليوم – العدد: 11660
تاريخ النشر: 18/05/2005م الرابط هنا

كانت اشبه بالجامعة
التاريخ يعيد نفسه مجددا عبق التعليم في هجر
معلم حضاري وسط مدينة تتوسد التاريخ
د. محمد عبد اللطيف الملحم

التعليم هاجس يرى كل مواطن عربي مسلم وكأنه مسئوليته الشخصية في عالم معاصر لم يعبأ الكثير فيه بأهمية عبارة “اقرأ” وانا احد الذين اولعوا بالعملية التعليمية لمعاصرته لها منذ بدايتها.منذ عهد “الكتاتيب” والواحد منا يتفاخر بانه من الصبية الذين هداهم الله عز وجل لكي يبدأ بتعلم قراءة القرآن الكريم ومن ثم البدء بتعلم مبادئ الكتابة واتذكر ولا ازال انني كنت ألطخ ثيابي بالحبر الازرق دلالة على انني قادر على الكتابة في وسط مجتمع امي اغلبه لا يعرف القراءة والكتابة والجود من الماجود كما يقول المثل آنذاك.هكذا كانت بدايات التعليم في الخمسينيات والستينيات من القرن الهجري الماضي وفي ذلك العهد كان خريج مدرسة الهفوف الابتدائية الاولى اشبه ما يكون في مستوى خريج الجامعة في ايامنا المعاصرة.كان خريج المدرسة الابتدائية مثل العروسة – آنذاك – كثير خطابها من الحكومة او القطاع الخاص على حد سواء.
اللقاء الثالث للرعيل الاول من خريجي مدرسة الهفوف الاولى في قـلب مــــدينة الهـفـوف في 11/ 4/ 1426هـذكريات التعليم تمر على الدوام بخاطري والذكريات صدى السنين الحاكي ومن اجل الاحتفاظ بهذه الذكريات وحتى لا يعفى عليها الزمن ولدت لدى فكرة الكتابة عنها منذ ان كنت طالبا في السنة الخامسة الابتدائية عام 1370هـ وتحققت هذه الفكرة ضمن دفتي كتاب تحت مسمى “كانت اشبه بالجامعة” الذي صدرت طبعته الاولى في الخامس من شوال عام 1419هـ صدرت الطبعة من الكتاب في التاريخ المشار اليه وتلقاه القراء. والقراء يختلفون في مشاربهم واذواقهم ومداركهم كما يختلفون في قدرتهم على التأمل والفهم والاستيعاب.وبالرغم مما قيل اننا نعيش في زمن هجر فيه الكتاب البتة واستغني عنه ببدائل له: هذا القول مردود من وجهة نظري اذ سيظل الكتاب حتى في زمن ثورة الاتصالات الحديثة كالطود الشامخ وسيبقى للابد الصديق المخلص لنوع خاص من القراء وهم الذين يجدون في القراءة متعة ذهنية يستحيل وجود بديل لها لديهم.وهناك طائفة من القراء يقرؤون في تأمل ومن يتأمل يستطيع ان ينتج اثرا ويبدع فكرا.ورغم مرور حين من الزمن على صدور كتابي “كانت اشبه بالجامعة” الا ان هذا الكتاب قد وجد من يقرؤه ومن قرأه وجد نفسه مدفوعا ومتفاعلا مع متعة القراءة حيث لم تهدأ له عاطفة حتى يسجل انطباعاته اما نثرا او شعرا.(1) من هؤلاء معالي الاستاذ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر الذي جعل من التعليم هاجسا له يتلقف ما يكتب عنه في تلهف قال معاليه عن كتاب “كانت اشبه بالجامعة”:-“كتاب الدكتور الملحم روضة من الرياض المزهرة سوف يجد من يتنزه فيه متعة وسيعرف جزءا من بلده غاليا وعزيز ا معرفة تجعله يشعر بالعزة والفخر ويعرف الفضل لاناس مضوا الى ربهم واناس لا يزالون يؤدون واجبهم. شكرا للدكتور محمد الملحم فقد انست بكتابه واستفدت مما فيه وسوف يجد غيري انه وثيقة لا غنى عنها لمن اراد ان يعرف عن التعليم في الاحساء خصوصا وفي المملكة عموما”.(2) ومن هؤلاء امام جامع الامام فيصل بن تركي الشيخ الاديب محمد بن عبدالله بن عبداللطيف المبارك تغمده الله برحمته – الذي لم يتمالك بعد فراغه من قراءة الكتاب حتى حبر في الحال قصيدة شعرية جميلة نشرها في جريدة (اليوم) وتقرأ كالتالي:-
قرأت لاشبه بالجامعة …. لمدسة هيأت جامعه لمدرسة كان مجموعها….. نواة لجامعة جامعه فها نحن في “هجر” نحظى بأن ….. اقام بها “الفيصل” الجامعه(محمد) يا ابن الاولى أنشؤوا ….. صروحا لامجادنا ساطعهويا “ابن ملحم” شكرا على ….. اياديكم البرة الواسعه كتابك هذا كتاب نفيس ….. حوى ثروة ثرة ضائعه كتاب يوثق تاريخنا….. اساليبه حلوة رائعه وينساب للقارىء المستنير….. بالفاظه السهلة المانعهحوى حقبة كاد فيها الزمان ….. ليستر اخبارها الناصعهوانت بحق كشفت القناع ….. وابرزتها درة بارعه تحدثت كيف يكون الرجال ….. اشادوا وانفسهم وادعه جزاك الإله بخير الجزاء ….. لقولك: (اشبه بالجامعه)

(3) ومنهم خريج مدرسة الهفوف الابتدائية الاولى الاستاذ الشاعر الاديب “سعد بن عبدالرحمن البراهيم” الذي لم يتمالك بعد قراءته الكتاب الا ان يثني لا على الكتاب فحسب وانما على معالي الاستاذ الدكتور “عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر” الذي اثنى فيه على “الاحساء” واهلها عند تقويم معاليه لكتاب “كانت اشبه بالجامعة”. كان ذلك في قصيدة بعنوان “ومع اشبه بالجامعة” نشرها بجريدة الجزيرة ومن ابيات القصيدة:
اقيلي عثاري ربة الخز والورد ….. اذا لم اجد عونا اقول الذي عندي وطوفي بي الدنيا جمالا وبهجة ….. وداوي هيامي فالمدى شاهد وجدي فمن ذاق طعم الشهد من ثغرك انحنى ….. خشوعا له قلب يعب من الشهد تناهت لك الابصار حسنا ومتعة ….. فيا ويح من لا يبصر الحسن في القد ومن يثن جيد الود عما تريننا ….. فهذا وأيم الله ناء عن الرشد اذا هبت الانسام بالعطر والندى ….. نقول نفحت العطر مع هبة البرد وان شاغل السمار في الليل مؤنس ….. لأنت مجال الانس في بهجت السهد حنانا بنا يا خود يكفي صبابة ….. فما كان في الوجدان اعصى على العد فما طرفت عين تزهت بنظرة ….. الى مرجك الفينان والسلسل الفرد كاني بها اصفتك ودا احسه ….. على باسقات النخل من اندر الود الا يا ربى “الاحساء” يا مجتلى الرؤى ….. ومرقى غطاريف تخطوا الى المجد اعيرى بياني مكنة من فصاحة ….. فاخشى اذا بينت عن فضلهم اكدي لانى وجدت السفر وفي فعالهم ….. بما هم له اهل فما ذا عسى ابدي رجال اذا ما انشق صبح عن الوفا….. وجدت لهم صبحا يدوم بلا فقد واذ ما قرأت الشعر في الكتب تلقه ….. مضيئا على “الاحساء” كالبدر في وقد فهذا كتاب “لابن ملحم” ناشر….. به ذلك الدكتور اشيا من المجد فأنبا عن التعليم في سالف مضى ….. ووفى عن العلام ما كان من جهد ففي “دارة الهفوف” مرفى انتهاضه ….. كما الجامعات استرسل العلم في جد وجال بنا “ابن الخويطر” جولة ….. فطاف بنا “الاحساء” في موكب الحمد نعم يا “معالي الشيخ” يا من به زهت ….. صروح من التعليم للامس والبعد تثني بخير للذي قال آنفا ….. واسردت ما يزهو به الطرس في السرد ابنتم عن الرواد والسادة الاولى ….. بنوا نهضة التعليم في سالف العهد فكان انبهارا نرفع الرأس عنده ….. وكان افتخارا واصل البعد بالبعد وكم من رباط في “الحسا” قام ناشرا ….. صنوفا من التعليم للمقتدي تهدي تمشوا بها “ال المبارك” مثلما ….. مشوا “ال ملا” و”العمير” بلا حد ورودا لها الطلاب من كل بلدة ….. فكانت لهم اذ ذاك من افضل الورد ذكرتم كثيرا فاستطبنا لذكره …. وفاء وقل اليوم من بالوفا يهدي سوى فاضل قد قال يا موطن الهنا ….. ففي عطاءاتي نامي على زندي الا يا “هجير” العلم والحلم والوفا ….. فانت بما تبغين فوق الذي عندي عديني امني بالوصال تلهفي ….. فهذا بريق الشوق مسترسل الوقد كفى الحرف تشتيتا ويكفي تغاضيا ….. عن المنهل الفياض والخير والسعد

ما سبق مجرد مقتطفات اقتضتها ضرورة المناسبة عن مدرسة الهفوف الاولى التي كانت ولا تزال (في ذاكرة من رضع العلم بها) معهد علم, ومصدر اشعاع ومخزن ذكريات. وهي مناسبة تعبر عن لمسة وفاء لمدرسة لا تزال حسا ومعنى محفورة في ذاكرتي. فمبناها, واروقتها, وحجراتها, ومداخلها لا تزال في حضور تام عندي. اما اساتذتها وطلابها فهم الذين يمثلون دم الحياة بالنسبة لها. ومع توالي السنين ظل مبناها شامخا, وكان بمثابة معلم حضاري في وسط مدينة الهفوف العريقة. وبسبب كتاب “كانت اشبه بالجامعة” قيض الله لهذه المدرسة احد احفاد الملك المؤسس صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز فتبنت مؤسسته “مؤسسة التراث”, وبدعم من بعض خريجي المدرسة, العناية بالمدرسة.والمدرسة بعد العناية بها الان طود شامخ. والتاريخ يعيد نفسه مجددا عبق تاريخ التعليم في بلاد “هجر”, البلاد التي كانت ملتقى حضارات ومصدرا من مصادر الوقود للانسان والحيوان والجماد.ولم يقف التاريخ عند هذا الحد.خريجو المدرسة في عصرها الزاهر ما زالوا على العهد, وحسبك بهم.شرفت بهم المدرسة حينما كانوا في اروقتها وحجراتها في عمر الزهور.وكم شرفا ازدادت به المدرسة حينما تقدمت السن بخريجها، فكان منهم في ذاكرة التاريخ وزراء، ووكلاء وزارات، ورجال علم وادب وشعراء، ورجال مال يشار اليهم بالبنان.وحان موعد الوفاء، وفاء الخريجين لمدرستهم يجددون ذكراها لأنها كانت المدرسة الام، الأم الحنون التي قدمت ما تملك من حنان وعاطفة ممثلة في ثدييها لأبنها، والابناء اليوم بررة.وحان موعد الوفاء وحان موعد اللقاء.وكان اللقاء الاول لمن بقي على قيد الحياة من خريجي المدرسة وبمبادرة من احد خريجي المدرسة الطالب (رجل الاعمال) الزميل “سعد بن عبدالعزيز الحسين” في مزرعته الواقعة في قلب الواحة بتاريخ 5 ربيع الاخر 1424هـ، وكان لقاء تعارف لزملاء تفرقوا بعد تخرجهم لحين من الزمن، وكان اهم مكسب ظفروا به في هذا اللقاء تجديد الذكريات التي كاد يعفو عليها الزمن: والذكريات صدى السنين الحاكي، وكان اللقاء الثاني، وهو بمبادرة من الطلاب الزملاء: عبدالعزيز بن محمد الجندان، وحمد بن صالح الحواس، ومحمد بن عبدالله بوعائشة، بتاريخ 22 ربيع الاخر 1425هـ، في فندق “كارلتون المعيبد” الكائن بطريق الدمام وكان لقاء فيه من الحرارة والحيوية انه عاد بالخريجين الى ايام الهوى والصبا، لم يقتصر الامر على تجديد الذكريات فحسب، وانما تجلى في هذا اللقاء اهم رمز من رموز الوفاء: تجلى في هذا اللقاء ما عناه الشاعر حين قال: “قم للعلم وفه التبجيلا” حضر في هذا اللقاء ثلة او كوكبة من مدرسي المدرسة الذين لا يزالون على قيد الحياة.وكان اللقاء في اروع صوره لقاء طلاب بمدرسيهم، كما كان وضع هؤلاء الطلاب حينما كانوا في عمر الزهور امام مدرسيهم بالامس وما هو وضعهم الآن بعد ان بلغ بهم العمر مبلغه وهم يصافحون مدرسي الامس؟ كان التواضع والاحترام، كما شاهدته، السمة الغالبة لدى هؤلاء الخريجين حينما كانوا في مواجهة معلميهم، وكم كان الموقف رائعا، بل وربما كان مؤثرا، حينما قدم الخريجون لمعلميهم هدايا رمزية عبروا بها عما كانوا ولا يزالون يكنون لهم من احترام، والمثل يقول: من علمني حرفا كنت له عبدا.وعبر خريج المدرسة الزميل “محمد بوعائشة” في اللقاء الثاني في كلمات، عن تقديرنا لناقلي العلم لنا نحن الطلبة، وهي كلمات تنم عن مصداقية وعفوية، من ضمن ما جاء فيها مخاطبا معلمي المدرسة ما يلي:لقد عهدنا فيكم الجد والاخلاص في تأدية الواجب، والحرص الشديد على تربية ابنائهم الطلاب التربية الصالحة، فكان نهجهم السوي وسيرتهم العطرة نبراسا يضيء الطريق للاجيال على ممر السنين، ونحن على يقين بأنهم يشعرون بالفخر والاعتزاز وهم يرون النبت الذي غرسوه قد اينع وآتى اكله، فها هم ابناؤكم طلاب الامس ورجال اليوم وقد حصلوا الدرجات العلمية، وتقلدوا المراكز في الدولة والمؤسسات والشركات العامة والخاصة في المجالات المختلفة يساهمون بما وهب الله لهم من علم غزير وخبرات راسخة – كل في مجال تخصصه – في مسيرة التنمية والبناء بهذا الوطن العزيز.ويأبى خريج المدرسة الطالب (رجل الاعمال) الزميل عبدالعزيز بن سليمان العفالق الا ان يواصل المسيرة فيصر على تجديد اللقاء وسيكون اللقاء الثالث في اشهر وارقى فندق بمدينة الهفوف القريب من المدرسة التي كان اشبه بالجامعة يوم الخميس الموافق 11 من شهر ربيع الاخر 1426هـ وفي نهاية هذا اللقاء سيتوجه الجميع الى مدرستهم الابتدائية الاولى لمشاهدتها بعد تجدد عمرها، وبعد ان اصبحت في ابهى حللها.والمسيرة ستتواصل – ان شاء الله – ليتنسم الجميع عبق تاريخ هجر ولكن المسيرة لكي تبقى فهي، في تصوري بمثابة سفينة تشق عباب البحر، ولكي لا تتعرض هذه السفينة للعواصف، ناهيك عن الكوارث، فالسفينة تحتاج الى تنظي