بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله “محمد بن عبدالله” وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
ما كنتُ حقيقةً راغبًا أن يكون لي موقعًا على الإنترنت Internet لولا إصرار، بل إلحاح، من إحدى بناتي ممن تخصَّصن في علوم “الشكبة العنكبوتية” ليكون لي موقعًا في هذه الشبكة.
كنتُ أرفضُ.
وكانت تلح.
وسألتها عن سببِ إلحاحها فقالت لي يا والدي:
كلما كنتُ أجتمعُ بك سواء على مائدة الطعام أو في مجلس العائلة كنتَ، من باب العطف عليَّ، وعلى إخواني وأخواتي، تحاولُ، في عاطفةٍ أبويةٍ، أن توجِّه النصح لنا، بدون إصرار أو إلحاح، عمَّا يجب أن نفعله، وكنتَ تدعمُ نصائحكَ بأمثلةٍ، ومواقفَ، وأحزانٍ، ومسرَّاتٍ مرَّت بك شخصيًا خلال مشوار حياتك منذ أن شببت عن الطوق.
كنتُ يا والدي أستمعُ لما تقولُ، وكنتَ، من خلال نصائحك، مداعبًا، ومازحًا، وتخلطُ في نصائحك بين الجد والهزل. ولم يقتصر الأمر في تعليقاتك على أحوالنا كأسرة صغيرة، بل تتعدَّاها إلى أحوال أسرتك الكبيرة، وكانت رغبتك كأب هو في تنشأتنا تنشاةً صالحةً. بل كنتَ، فيما هو أبعد من ذلك، تسرحُ بنا في عالمنا المحلي والعربي والدولي تحدثُّنا عن مرئياتك فيما يجري، أحيانًا هازلاً، وأحيانًا أخرى في جِدٍ، بحيث كنتَ فيما ترويه تخلط بين الحابل والنابل.
لكل هذه الأسباب، لماذا يا والدي لا تسمح لي بأن أضعَ تجربتك العزيزة عليَّ في موقع في الشبكة العنكبوتية، وهي تجربةٌ رُبَّمَا، بل بالتأكيد، سينتفعُ بها من يطلع عليها لا سيما وأنكَ كنتَ تقول لي بأنك قد حقَّقت الكثير من طموحاتك في مشوار حياتك التي تصفُها دائمًا لي بأنها متواضعة.
انتصرتْ إبنتي “سارة” عليَّ،
استسلمتُ لرغبتها،
وكان لها ما أرادت.
هذا هو موقعي على الشبكة العنكبوتية، وأي خطأ فيه فالمسؤولة عنه ابنتي “سارة”، وكان عزائي في انتصارها عليَّ المثل القائل: كُلُّ فتاةٍ بأبيها معجبة. هذا مع العلم أن الموقع موجه في الأساس إلى أبنائي وبناتي وأحفادي وأسباطي..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة
والسلام على نبيه ورسوله الأمين “محمد بن عبدالله” وعلى آله وصحبه أجمعين.
محمد بن عبد اللطيف بن محمد العبدالله آل ملحم