تعليقات حول كتاب قانون الثروة الناضبة لمعالي الدكتور محمد آل ملحم

بشغف كبير أكببت على قراءة هذا الكتاب النفيس الذي ألفه معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم ونشره باللغتين الانجليزية حيث طبع عدة مرات ويتم تداوله في أمريكا والدول الاخرى المعنية بشأن البترول الذي يتدفق من الشرق الاوسط الى اقطار العالم, ثم طبع باللغة العربية ونشرته دارة الدكتور آل ملحم للنشر والتوزيع في طبعته الاولى عام 1424هـ (2003م).وشغفي بهذا الكتاب يأتي لاسباب منها:- ان الكتاب يتطرق الى موضوع حيوي يهمني ان استزيد علما وثقافة عنه وهو بترول الشرق الاوسط والامتيازات والارضية القانونية والسياسية والاقتصادية لاهم مصادر الاقتصاد في الدول المنتجة والدول المستهلكة, والتجاذبات التي دارت منذ ان ظهر البترول في بداية القرن العشرين الميلادي.- انني وغيري من المواطنين في هذه البلاد التي افاء الله عليها الخير بسبب وجود هذه الثروة العظيمة الأثر والتأثير في العلاقات الدولية وفي النهضة والتقدم الهائل الذي تحقق في هذه المملكة وغيرها من دول البترول.- والسبب الاخير ان مؤلفه متخصص في القانون الدولي وعمل وزير دولة لمدة خمس وعشرين سنة شارك في وضع الانظمة والقوانين في المملكة وقد كان هذا الكتاب في الاصل: (اطروحته لنيل درجة الدكتوراة التي حصل على تقدير درجة شرف سنة 1390هـ/1970م) من جامعة بيل بامريكا. ومن كلية القانون فيها, فالكتاب بحث علمي خضع لمعايير البحث ومنهجيته في كلية تحتل المرتبة الاولى بين كليات القانون في امريكا بل في العالم, مما يجعله وثيقة قانونية وعلمية يعتمد عليها في التشريعات المتعلقة بالامتيازات البترولية في العالم. وقد تحدث عن الكتاب استاذ القانون بالكلية بجامعة ييل الامريكية في 1990/1/1م حينما صدر باللغة الانجليزية البروفيسور: (مايرس سميث مكدوقل) الذي قدم للكتاب. قال: حقق الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم من خلال كتابه: (قانون الثروة الناضبة) بترول الشرق الاوسط اسهام مهم في مجال توضيح سياسات المجتمع الانساني حول مجموعة القضايا الحيوية ذات الطبيعة الخاصة, كما قام بالكشف عن تغييرات وشيكة الحدوث في قواعد كل من (القانون الدولي) و(القانون الوطني) ذات العلاقة بتلك القضايا.. واضاف قائلا: وكانت اهم قضية عامة حدد الدكتور آل ملحم معالمها. هي تلك التي تتعلق بتوزيع الرقابة على انتاج البترول والانتفاع من استغلاله باعتباره مصدرا غير قابل للتجدد ولكنه قابل للنفاد في التعامل بين الدول المعنية التي يوجد على اراضيها هذا المصدر وبين الدول الاخرى او لدى مواطني تلك الدول التي ربما يتم فيها تسويق ذلك المصدر الاستهلاكي. واقول ان الكتاب رغم المتغيرات القانونية في العلاقات بين مالكي الامتيازات وبين مالكي البترول قد حدثت خلال الفترة التي اعقبت اعداد الدكتور الملحم لاطروحته الا انه يسهم بقدر كبير في توضيح الرؤية القانونية للمعنيين بهذا الشأن. فالعلاقة على سبيل المثال بين المملكة التي اصبحت تستحوذ على كامل بترولها وعلى مراحل انتاجة وتسويقه منذ الثمانينات الميلادية التي تحول فيها اسم: (شركة الزيت العربية الامريكية) الى شركة الزيت العربية السعودية (ارامكو السعودية) الا ان الكتاب يظل مصدر معلومات قيمة.. تفيد القارىء والباحث والمسئول. وفي هذا الشأن.. يقول المؤلف في (ص: 17): (وبرغم ماقد يتبدى لنا من انقضاء) (نظام الامتيازات) وزواله كلية من الساحة البترولية في بلدان (منطقة الشرق الاوسط) من الناحية القانونية الا ان بوسعي ان قول – في اطار الواقعية – ان هذا النظام لايزال قائما بل وبوسع المرء ان يلمس روحه ويستشعر آثاره من خلال تفشي نفوذه واستمرار استخدام اساليب التشغيل القائمة عليه, وقد اوضح المؤلف اسباب ذلك في ص: (18).لقدر ركزت الاطروحة على فكرتين رئيسيتين هما:- اولاهما تتعلق بالعوامل التالية: السمة الفريدة للمشكلات الاقتصادية والقانونية والسياسية والدستورية المتولدة من الصناعة البترولية بالنسبة لقيم الثروة والسلطة على الاصعدة المحلية والاقليمية والعالمية, والاهمية المتزايدة للبترول, والاعتماد المكثف للتقنية المتقدمة والاهمية البالغة للبترول كمورد استراتيجي لدول الشرق الاوسط المصدرة للبترول.- اما الفكرة الرئيسة الثانية التي استهدفتها (الاطروحة) فقد تصدرت لدراسة نظام الامتيازات في ضوء القانون والعلم والسياسة بغية التوصل لاجابات محددة ذات اطار دستوري وقانوني وسياسي بالنسبة للاسئلة الواردة في الكتاب ص: (15). ورغم مضي اكثر من ثلاثين سنة على اعداد (الاطروحة) الا ان الكتاب لايزال يتداوله المهتمون في امريكا وغيرها الى الآن, ويؤكد المؤلف ان لديه رضا تاما حين مراجعته لما ورد فيها بعد تعديل عنوانها ليصبح: “قانون الثروة الناضبة: بترول الشرق الاوسط” ذلك لان الاحداث والوقائع التي شهدتها الساحة البترولية فيما سبق وحتى ايامنا المعاصرة قد اثبتت صحة رؤيته منذ اكثر من ثلاثين عاما حول اعادة توزيع القيم الناتجة من البترول.وفي صفحات الكتاب البالغة: (589) صفحة توافدت معلومات قانونية وسياسية واقتصادية على درجة بالغة من الاهمية بما فيها السيرة الذاتية.خرجت من الكتاب والقراءة المتأنية بانه عظيم الاهمية لكليات الاقتصاد وللباحث في هذا الميدان وللقراء المهتمين باقتصاديات بلادهم. ولن تفنى اهميته بمرور الزمن لأنه يشكل في موضوعه مصدرا لمعلومات وفيرة تفيد المهتمين.. ويمنح الباحثين فرصة ميسرة لمعرفة القوانين ذات العلاقة. ولاغنى للمكتبات الجامعية ومراكز البحوث من اقتناء كتاب:”قانون الثروة الناضبة بترول الشرق الاوسط”. وشكرا لاخي معالي الدكتور الملحم الذي علمني كتابه ما كنت ارغب في معرفته منذ سنين

تعليق : مَايرِسْ سْمِثْ مَكُدوقِـلْ     البريد : لايوجد التاريخ : 06/04/1410
الكاتب: مَايرِسْ سْمِثْ مَكُدوقِـلْ الناشر: تاريخ النشر: 01/01/1990م الرابط:
مرئيات حول قانون الثروة الناضبة
حقَّق الدكتور “محمد بن عبداللطيف بن محمد بن عبدالله آل مُلحم” من خلال كتابه قانون الثروة الناضبة: بترول الشرق الأوسط إسهامًا مُهِمًا فـي مجـال توضيح سياسات المجتمع الإنسانِي حول مجموعة من القضايا الحيوية ذات الطبيعة الخاصة، كما قام بالكشف عن تغييرات وشيكة الحدوث في قواعد كل من “القانون الدولي” و”القانون الوطنِي” ذات العلاقة بتلك القضايا. وكانت أهم قضية عامة حدَّد الدكتور “آل مُلحم” معالمها في كتابه، وفي ضوء أحداث وفعاليات “المجتمع العالمي” هي تلك التي تتعلق بتوزيع الرقابة على إنتاج البترول والانتفاع من استغلاله باعتباره مصدراً غير قابل للتجدد ولكنه قابل للنفاذ في التعامل بين الدولة المعنية التي يوجد على أراضيها هذا المصدر وبين الدول الأخرى، أو لدى مواطنِي تلك الدول التي ربَّما يتم فيها تسويق ذلك المصدر واستهلاكه. من منطلق هذه القضية العامة انْبعَثت أو تولَّدت كتلة كاملة من القضايا المتميزة في مجالات “القانون الدولي” و”السياسة الدولية” و”القانون الوطنِي”، وهي مجالات شَرَعَ الدكتور “آل مُلحم” في رسم خطوطها الكبرى من أجل التحري عنها واكتشافها. والسياسات العامة الأكثر إلحاحًا التي يعرضها الدكتور “آل مُلحم” في كتابه هي تلك التي تنشأ من “المصالح الشاملة” للجماعة العالمية من جهة، ومن “المصالح المطلقة” لكل دولة وحدها من جهة أخرى. ومن أجل التوازن بينهما فإن كل هذه المصالح هي “مصالح عامة” على حدٍ سواء، ويتعين على القانون احترامها وحمايتها. تتمحور “المصالح الشاملة” للمجتمع العالمي حول إيجاد عرض اقتصادي مستقر لمصدر طاقة لاغنَى عنه حالياً، وذلك مـن خـلال تطبيق إجـراءات سليمة.وتتركز “المصالح المطلقة” لكل دولة على حدة في ممارستها وبنفسها أقصى درجات السيطرة على “نظامها الداخلي العام”، وعلى ما يشتمل عليه هذا النظام من رقابة ملائمة على الاستمتاع بالقيم المحتمل انبثاقها من مصدر ثروة ذي نوعية فريدة يكمن داخل حدودها الإقليمية. ومن أجل التوفيق بين هذه المصالح المتباينة في الأمثلة المطروحة يواجه القانون صعوباته العظمى!وفي مراجعته لما سَبَقَ من أحداث وتوجهات ذات السمة القانونية والقضائية المتعلقة بأوضاع قواعد “القانون الدولي” و”القانون الوطنِي” أَخَذَنَا الدكتور “آل مُلحم” من خلال تاريخ معقد ومتناقض لاتفاقيات أنظمة الامتياز المتغيرة، واتفاقيات التنمية الاقتصادية، وعقود الخدمة، وعقود مشاريع المشاركة في عمليات استغلال الثروات الطبيعية والرقابة عليها وتملكها.لقد شرح الدكتور “آل مُلحم” في وضوحٍ ومهارةٍ فائقةٍ تفاصيل هذه الترتيبات المختلفة في الرقابة والاستغلال وفي توزيع المنافع. وفي مراجعته للعناصر أو الظروف التي أثَّرت في التغير السريع في توازن السياسات والترتيبات ذات الطبيعة التأسيسية في مجال استغلال المصادر الطبيعية دَرَسَ الدكتور “آل مُلحم” هذه العناصر أو ظروفاً منها ـ وعلى سبيل المثال ـ التخلف الاقتصادي، والتَّسَلط السياسِي؛ وعدم النضج السياسي، وتعقد التكنولوجيا، ومطالب تقرير المصير، والآمال والتوقعات للدول المتزايدة في كل “القيم” الناتجة من استغلال مصادر الثروة الطبيعية والمعدنية، وإنشاء منظمات دولية جديدة من أجل المشاركة في تنسيق وتوضيح السياسات، وقرارات منظمة هيئة الأمم المتحدة ذات العلاقة بسيادة الأمم والشعوب على مصادر الثروة الطبيعية والمعدنية، والحقوق الإنسانية للشعوب. كل هذه الأحداث والتوجهات هي ملازمة لنا كثيرًا جدًا لدرجة أنَّها لا يمكن أن تأذن بإجراء تنظيم منهجي شامل لكل التحولات البيئية القابلة لِلتَّكَيُّفِ والتي ما زالت تنتج متغيرات جديدة في القانون والسياسات.وفي توصياته تحت عنوان ـ بدائل للمستقبل ـ تخيَّل الدكتور “آل مُلحم” في كتابه توازناً قوياً للمصالح المختلفة لكل من الدولـة المعنية والمجتمع العالمي. ولا غرابة أن يعبِّر الدكتور “آل مُلحم” عن تعاطف خاص مع مصالح الدولة المصدرة للبترول؛ وإنَّها لمفخرة تُسَجَّلُ له من حيث أنه في تعاطفه لم يكن ذَا نظرة ضيقة التفكير أو منحازة … وكلنا مدينون ـ مهما كانت ولاءاتنا الخاصة ـ للدكتور “آل مُلحم” في هذه “الأطروحة” الناضجة ذات النموذج النفيس حول مشكلة قانونية أو مجموعة من المشكلات ذات الأهمية البالغة للبشرية جمـعاء.
مَايرِسْ سْمِثْ مَكُدوقِـلْأستاذ القانون بكلية حقوق جامعة ييل Yaleالأمريكية 1/يناير/1990م.
نيوهيفن، ولاية كُنكْتِكَتْ،الولايات المتحدة الأمريكية.

الكاتب: د.علي عبدالعزيز العبدالقادر
الناشر: جريدة اليوم –
العدد: 11104
تاريخ النشر: 09/11/2003م
الرابط: http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=11104&P=4

كتاب قانون الثروة الناضبة لمعالي الدكتور محمد آل ملحم

كتاب : قانون الثروة الناضبة: بترول الشرق الأوسط كتاب : قانون الثروة الناضبة: بترول الشرق الأوسط تاريخ الاصدار : 1424هـ الموافق 2003موصف الكتاب : دراسة قانوينة اقتصادية وسياسية عن بترول الشرق الاوسط باعتباره مصدراً غير قابل للتجدد ولكنه قابل للنفاذ في يوم من الأيام القادمة

متوفر في :
1- الدار الوطنية الجديدة للنشر والتوزيع, الدمام – الأحساء
2-مكتبة جرير
3-مكتبة التعاون الثقافي , الأحساء

النسخة المترجمة للكتاب باللغة الانجليزية
Middle East Oile
متوفرة في : مكتبة المريخ , الرياض

كتاب قانون الثروة الناضبة لمعالي د . محمد عبداللطيف الملحم

من اعلام قبيلة مطير المعاصرين

بسم الله الرحمن الرحيم معالي الدكتور محمد الملحم السلام عليكم ورحمة الله
اعزائنا الكرام ســـلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات وبعد ,,كما سبق وان وعدناكم برد بعد زيارتنا لعائلة عريقة من عوائل مطير المتحضره وهي عائلة الملحم وبعد ان قمنا نحن(ابن شلاّح ) ومؤرخونا حمدان الديحاني (ابن مجلي ) ونايف الوسمي (ابن غبن ) بزيارة لمعالي الدكتور محمد بن عبد اللطيف الملحم ليلة البارحه .وها نحن نسطر لكم موضوعا عن اعلام القبيله المعاصرين وعلى راسهم معالى الوزير محمد الملحم الذي نشكره كل الشكر على استضافه لنا والتحدث معنا بما هو لصالح الأمة جمعاء وللرقي بمجتمعاتنا وبدولتنا وبامتنا.
معالي الدكتور محمد بن عبد اللطيف الملحم

ولد معالي الدكتور محمد الملحم بالأحساءتقريبا عام 1357هـ وترعرع ودرس هناك وبعد ان اكمل دراسته ابتعث مع الرعيل الأول من السعوديين المبتعثين الى دولة مصر مهد الحضارة العربية ومنهل علومها ,وواصل دراسته الجامعية بكلية التجاره وتخرج بتفوق على ما يربو على اربعمائة طالب سعودي غير الأف المصريين وحصل على منحة من الرئيس جمال عبد الناصر نظرا لتفوقه العلمي .وبعد تخرجه ورجوعه الى المملكه ابتعث الى الولايات المتحدة الأمريكيه وحصل على الماجستير والدكتوراه عام 1390 هـ من جامعة يال العريقة والتي سبق وان تخرج منها رؤساء امريكا منهم كارتر وكلنتون بوش الأب وبوش الأبن .والتي من المعلوم ان الحصول على قبول للدراسة بها به صعوبة بالغه .
وبعد عودته الى ارض الوطن رغب في التدريس في كلية التجاره وعمل بها استاذا مساعد فاستاذ مشارك ثم استاذ واخير عمل عميدا للكلية مايربو على اربعة اعوام وتخرج من الكلية في تلك الفترة الكثير من وزرائنا ومنهم السليم وووالخ
رشح بعد ذلك الى مرتبة وزير بالدولة ورغبة في الأستفادة من علمه وخبرته وكان من صفاته رجاحة العقل والحلم وسعة الأطلاع ,وعمل وزيرا للدولة ما يربو على سبعة عشر عاما ساهم خلالها في خدمة الوطن والرقي بالمملكة الى مصاف الدول الراقيه .
اما عائلة الملحم فهي عائلة من العقفان من الجغاوين من العبيات من بريه من مطير ,كانت تلك العائله مع القبيلة في الحجاز بين القرن الرابع والثامن وتحولت الى نجد مع القبيله وهناك عاشوا حاضرة الملحم بالجزعه بالرياض واملاكهم لازالت شاهدة هناك ومنهم من رغب بسكنا حفر الباطن ورئيسهم هو الشيخ سلطان بن عامر بن ملحم وهو شيخ الجغاوين من العبيات ومنهم من قطن عيون الجواءبالقصيم ومنهم من سكن الكويت ,اما سكان الجزعه من الملحم فقد نزحوا الى الأحساء وهم عائلة عريقة ويصل عددهم الى ثمانية الاف اسره (بعد التصويب )هناك ومنهم معالي الوزير محمد الملحم الذي سبق ذكره اما عميد الأسرة بالحساء فهو الشيخ عبد المحسن الملحم.
اي ان عائلة الملحم يقطنون حاليا الحساء وحفرالباطن وعيون الجواء والكويت بالأضافة الى الرياض .وكثير من المراجع والمجلات والكتب ذكرتهم وبعضها حصل به شيء من تشابه الأسماء بين الملحم من قبائل اخرى مثل ملحم الزلفي من عتيبه وملحم من الدواسر واخر من قحطان وعائلة من عنزه ولكن العائلة العريقة المعروفة بالأحساء وحفر الباطن والقصيم والكويت هم من العبيات من مطير .

هذه نبذة بسيطة عن علم من اعلام القبيله ورجل نفخربه وتفخر المملكة به وحق علينا ان نشيد بمفكرينا ونجلهم ولو اننا لن نعطيهم حقهم الوافي ولكن لعلنا نورد بعض من امجادهم ,والموضوع مطروح للمداخلات ولإكماله باعلام اخرين ومن ثم سيكتب عنه بالموقع الرسمي للقبيله وذلك تقديرا منا لهم ,.وفي الختام اقدم اعتذاري لمعالي الدكتور محمد وللعائلة الكريمه (الملحم ) اذا كان هناك شيء من الخطاء او النسيان ونحن رهن الأشارة الى التصويب والتعقيب والأكمال والأدلال
والسلام عليكم .بالعلم والمال يبني الناس ملكهم ….لم يبنى ملك على جهل واقلال

والسلام عليكم ورحمة الله

المقالة | من اعلام قبيلة مطير المعاصرينالمقالة | من اعلام قبيلة مطير المعاصرين
الكاتب: الشلاحي
الناشر: كتاب وموقع قبيلة مطير
تاريخ النشر: 22/04/2002م
الرابط: http://www.mutir.com/vbvv/showthread.php?t=817

هجريات

المركز الثقافي الاحسائي
بقلم سمير بن عبد الرحمن الضامن
منذ أن زفَّ إليَّ أستاذنا الدكتور “محمد بن عبداللطيف الملحم” فكرة إنشاء مركز ثقافي أحسائي، وجعل مقره المدرسة الأولى بالهفوف، ومن ثم عزَّز ذلك الزيارة الميمونة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان آل سعود، والأسئلة تتصارع في مخيلتي مع كثير من الآمال، والطموحات لفكرة هذا المركز الوليد في هذه الواحة المعطاءة.ولعلَّ أبرز هذه الأسئلة الحاحًا هو: كيف سيستقبل المجتمع الأحسائي بجميع فئاته هذا المركز كفكرة قبل أن يكون واقعًا فاعلاً في الحياة الثقافية، لا سيما وأن هذا المركز يأتي بإذن الله ليتجاوزً كل طموحات وآمال الثقافة في هذا البلد، وبدلاً من الأمل الذي يحدو رجالاته، ومثقفيه بإنشاء ناد أدبي أصبح أكثر إشراقًا وعطاءًا ونضجًا لأن المركز الثقافي في التصور المعرفي والعلمي أكثر شمولية، وأعمق في جوانب الأطروحات والخدمات من ناد أدبي يقتصر على جوانب الإبداع القولية من شعر ونثر.ولا غرابة في أن تحظى هذه الواحة الوادعة بمثل هذا المركز الثقافي، لأن الثقافة تشكل جزءًا مهما من أجزاء النهضة التنموية في بلادنا الحبيبة، وولاة الأمر ـ حفطهم الله ـ على قدر كبير من الوعي بأهمية وأهداف هذه المراكز، وتفاعلاتها المتعددة، والواسعة في ظل الإنفتاح المعرفي والثقافي على الحضارات واللغات، وأن العمل المؤسساتي المنظم والمدروس من رجال الثقافة المخلصين والغيورين من أقوى الرسائل التي تدفع بالنهضة الحضارية والثقافية في المملكة العربية السعودية حرسها الله.ولو تأملنا العديد من الجهود الفردية ذات الإمكانات المحدودة، والعطاء المتقطع لوجدنا أنها لا توازي بقليل أو كثير الجهد الذي تقوم به الأعمال المؤسساتية المنظمة والمدعومة، وليس في هذا تقليل من شأن العمل الفردي، بل كل عمل فردي يصب في النهاية إلى تكوين مجموعة من الصور والرؤى ذات أهداف، تخدم الصالح الثقافي العام لهذه البلاد.وبما أن هذا المركز لا يزال فكرة لم تتضح الصورة التي سيكون عليها بإذن الله تعالى، فسأتيح لنفسي طرح العديد من الأسئلة التي تهم ثقافة هذه البلاد، والتي من المفترض أن يقوم بها مثل هذا المركز:هل سيكون هذا المركز من الوسائل المعينة على لَمِّ شتات الأدباء والمثقفين وكسر حدة الإختلافات والتوجهات لإبراز صورة وخطة ثقافية شاملة تنهض بالبلاد وثقافتها؟هل سيفعل المركز مشروع الثقافة الشفاهية في الأحساء، ويعمد إلى سبل تدوينها، وتوثيقها، ومسح المناطق، والقرى، وزيارة الرواة والشعراء، وتسجيل ذلك عبر الأشرطة الصوتية، والمرئية؟هل سيحطى المخطط والوثائق والمستندات التاريخية بالحفظ والإحصاء، وتدوين أماكن وجودها، وعمل فهارس لها، والتعاون مع ممثليها؟
إذا أتينا إلى أساتذة الجامعات، ومحاضريها، ومعيديها سيحرك المركز الثقافي ركودهم وعزلتهم عن المجتمع الثقافي، ويحفزهم لتقديم أوراق عمل، وندوات، وبحوث تهتم بالشأن الثقافي، والاجتماعي، والحضاري لوجه المملكة العربية السعودية عامة والأحساء خاصة؟هل سيقدم المركز مراجعات لأبرز التحولات الثقافية، والفكرية في القرن المنصرم، ومناقشة أدبيات النهضة، والحداثة، والفكر الإسلامي، وعوامل الإخفاق والتطور، وماذا جنى العالم الاسلامي من الآخر الغربي، وكيف سيتعامل معه حاليًا من خلال القرية الكونية الواحدة؟هل سيقوم المركز بعمل دورات وحلقات دراسية في مناهج الأدب والنقد والتحليل الإبتكاري والإبداعي للفئات المثقفة وذلك عن طريق الاستفادة من أهل الإختصاص والخبرة؟هل سيقوم المركز بعمل تكريم للشخصيات التي كان لها دور في حركة الفكر والثقافة في الأحساء أمثال الشيخ: أحمد بن على المبارك، ومحمد بن صالح النعيم، وعبد الله بن أحمد المغلوث وغيرهم؟ هل سيقوم المركز بعمل تكريم لكتاب) كانت اشبه بالجامعة) ولمؤلفه الدكتور محمد بن عبد اللطيف الملحم لأن كتابه كان النواة الأولى لهذه الفكرة المباركة؟لو استرسلت كثيرًا في طرح مثل هذه الأسئلة لما اتسعت الصفحات ولكن لا أود كذلك التغافل عن بعض الأمور التي تعين على إنجاح هذا المركز والتي منها:الإطلاع على تجارب المراكز الثقافية في المملكة وفي البلاد المحيطة خليجًا وعربيًا. المركز الثقافي لا بُدَّ وأن يضم كمًا هائلاً من العقول والطاقات والمبدعين في مختلف الجنسيات والمشارب. دعم مشروع (القراءة الثانية) للإبداع والفكر والحضارة والتراث والتاريخ والمجتمع، والخروج من بوتقة الدراسات ذات القراءات التقليدية، وتطوير مناهج البحث في ذلك. ومما يضمن النجاح كذلك، درجات الوعي لدى المثقف في الأدب والثقافة والتراث والمعرفة الموسوعية وأسلوب توظيف هذه المقدرات، وهذا واضحٌ ومشاهد في البلدان المجاورة. وهنا يكمن السؤال: هل المثقف الأحسائي جديرٌ بهذا الوعي الكبير والحاد للثقافة، وتوظيفها في الحياة كل الحياة؟

بقلم سمير بن عبد الرحمن الضامنالمصدر: جريدة اليوم، العدد رقم 10403، ص/5،اليوم 23/9/1422هـ الموافق 8/12/2001م

المقالة | هجريات
الكاتب: سمير بن عبد الرحمن الضامن
الناشر: جريدة اليوم
العدد:10403
تاريخ النشر: 08/12/2001 م

وجهة نظر الدكتور الملحم في “عبدالله الشباط”

وجهة نظر الدكتور الملحم:
وأنا لا أتفق – في واقع الأمر- مع بعض ما ذكره الأستاذ »الشباط» عن نفسه، وإن كان فيما قاله طرافة، ويكفي من وجهة نظري أن أقول: إن «أديب الأحساء» أو «ابن الأحساء البار» لا يزال ملء السمع والبصر في «المنطقة الشرقية» خاصة وفي سائر مناطق المملكة الأخرى بصفة عامة، ناهيك عن مكانته الأدبية في الأوساط الخليجية والعربية.والأستاذ «الشباط» – من منظار علمي مجرد- أديب مبدع ومفكر اجتماعي. ويكفي «أديبنا» ما يعلمه شخصياً من أن هناك من القراء- وهم كثيرون- من يتحفونه بين آونة وأخرى بكلمات تكريم ووفاء، وأخص بالذكر منهم:الأخ الأستاذ «عبدالله بن حمد المطلق» من قرية «الطرف» من قرى «محافظة الأحساء» الذي قال عن الأستاذ «الشباط» ما يلي:«وهذا الأديب لم يزل يجاهد بقلمه من أجل أداء رسالته على أكمل وجه.. فهو صادق الوعد، وَفِيُّ العهد، وقلب يفيض بالمحبة، والوفاء، والإخلاص..» وقال الأستاذ عبداللطيف الملا أحد رجال التعليم ب «الأحساء» عن «أديبنا»: «نعم أيها الأديب القدير ستجد لديَّ تقديراً وتنويهاً بمكانتك الأدبية التي وصلت إليها بجهدك الذاتي بعد أن اجتزت طريقاً، شاقاً وطويلاً، ومررت بدروب شائكة، وكافحت كثيراً في ميدان الثقافة والفكر، فحققت إنجازات أدبية تدعو إلى الاعتزاز، فتأكد أيها الأديب بأن الكثير الكثير ممن استفادوا من تلك الإنجازات القيمة، ومن نتاجك الأدبي الزاخر بالإبداعات، تأكد بأنهم يرجون لك الخير، ويتمنون أن تنال ما تستحقه من تقدير».وتلقيت في 29 جمادى الآخرة عام 1414ه رسالة «شخصية» من الأستاذ المربي «عبداللطيف بن سعد العقيل» نوَّه فيها عن سروره لنشر حلقات كانت أشبه بالجامعة عن «مدرسة الأحساء الابتدائية» التي وسمها الأخ العقيل بالمدرسة «الحبيبة» وعبر في رسالته عن أمله بأن تنشر تلك الحلقات في شكل كتاب حتى تكون في متناول المهتمين برصد تاريخ التعليم في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية منذ بدايتها.ولما نشرت حلقات بحث كانت أشبه بالجامعة في جريدة «اليوم» علق الأستاذ العقيل على هذه الحلقات في مقالة نشرها في جريدة «اليوم» تحت عنوان «الشباط.. وألقاب التكريم» وهي مقالة معبرة فيما تناولته من أفكار وتستحق أن يقطف منها ما من شأنه إعطاء تصور كامل عن اثر الحلقات في الكاتب نفسه، وعن مكانة الأستاذ «الشباط» الأدبية التي تحدث عنها الأستاذ «العقيل» باستفاضة:يقول الأستاذ العقيل في «مقالته»: كنت أتابع باهتمام بالغ ما كتبه معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف آل ملحم عن مدرسة الهفوف الأولى التي أحبها الكاتب فكرمها بالكتابة عنها ولقّبها بأنها «كانت أشبه بالجامعةش ولا زلت أتابع ما يكتبه – الآن- تحت عنوان «هوامش تعليمية»..وفي الحلقة الأولى في يوم الثلاثاء 12 من رجب «من عام» 1413ه سررت كثيراً بالألقاب التي وصف بها الأستاذ الفاضل الأديب «عبدالله بن أحمد الشباط»، فمرة وصفه بأنه «ابن الأحساء البار»، ومرة أخرى وصفه بأنه «أديب الأحساء الكبير». هذا ويسعدني أن أقول شكراً للدكتور «آل ملحم»، وشكراً لأديب الأحساء الكبير وابنها البار «الشباط»…وفي الحقيقة ان الأستاذ «الشباط» أجاد وأبدع في إصدار مجلة «الخليج العربي» وقدم للقراء مادة ممتازة يختارها وينقيها، وكم كان يسعدني أنني شاركت بالكتابة في بعض أعدادها ، والشاهد على بعض المتاعب التي واجهها «الشباط» بالنسبة للمجلة مما أشار إليه معالي الدكتور «آل ملحم» في مقالته المشار إليها حينما كانت جريدة «الخليج العربي» تطبع العدد الممتاز الأسبوعي منها بالقاهرة فقال «وكان الأستاذ «الشباط» خلال إقامته بشقتنا شعلة نشاط، بل أكثر من هذا كان خلال إقامته بشقتنا يتنقل بين مكتبي الدراسي ومكتب الأخ حمود البدر منهمكاً في إعداد وتجهيز العدد الممتاز من جريدة الخليج العربي الأسبوعية للطبع..»محمد عبدالرزاق القشعميشهادة رئيس تحرير صحيفة الخليج العربي عبدالله أحمد الشباطأخي العزيز أبا يعرب…السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:لقد أركبتني بهذا المركب الصعب لأن طلبك جاء في وقت كادت فيه الذاكرة أن تنوء بثقل ما حملت لما تراكم عليها من غبار الزمن فرانت عليها ظلال النسيان وهي ظلال محببة إلى نفسي حتى تمنيت ألا تزول ولا تحول.أما وقد أصررت وشفعت الخطاب بالمقال فدعني أنقب في ظل الزوايا علّي اهتدي إلى بعض ما ترغب معرفته.في عام 1369ه نلت الشهادة الابتدائية من مدرسة الهفوف الأميرية فداخلني شعور بالزهو والاستعلاء ظناً أنني بلغت من العلم غايته وهذا ما دفعني لقبول العمل في سلك التدريس لأتمتع بلقب أستاذ!! وكان ذلك بسعي المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالعزيز التركي معتمد المعارف بالأحساء آنذاك وأمضيت الأعوام من 70 – 1373ه متنقلاً في مهنة التدريس بين الدمام والقطيف حيث التقيت خلال هذه الفترة بكثير من زموز الثقافة والأدب في القطيف والدمام وشهدت بداية نهضة المنطقة الشرقية. وخلال هذه الفترة 73 – 1375ه صدرت عدة جرائد ومجلات في المنطقة الشرقية: أخبار الظهران والفجر الجديد ومجلة قافلة الزيت ومجلة الإشعاع. وفي البحرين : جريدة البحرين والقافلة والوطن، ومجلة صوت البحرين. وكنت اكتب في بعض هذه الصحف والمجلات مقالات أدخلت في روعي أنني اصبحت بحق أستاذاً في الأدب والفكر وفي عام 1373ه عدت للدراسة بالقسم الثانوي بالمعهد العلمي الذي كان يقوم على إدارته الشيخ عبدالله بن محمد بن خميس الذي شهد المعهد خلال فترة إدارته نشاطاً ثقافياً ملحوظاً، محاضرات وأشعاراً وصحف حائط وكان من ثمار تلك الأنشطة مجلة هجر التي كان لي شرف سكرتارية تحريرها. فلماذا لا أمد بصري إلى خارج أسوار المجلةلاتصل بمجلات الهدف في بغداد والعلم الجديد في عمان والسمير في نيويورك.في نهاية عام 1375ه تقدمت بطلب الترخيص بإصدار مجلة ثقافية في الأحساء تحت مسمى «الخليج العربي» وصدرت الموافقة برقياً من الديوان الملكي وبكل غرور الشباب وحماسه أصدرت مجلة الخليج العربي مجلة ثقافية تصدر بالأحساء، مدير تحريرها الشيخ إبراهيم بن عبدالمحسن العبد القادر وسكرتير التحرير: عبدالعزيز بن سليمان العفالق)1(. وكان ذلك أسوأ مقلب شربته في حياتي حيث توقفت المجلة بعد ستة أعداد صدرت غير منتظمة. لأسباب مادية ومهنية لنقص الخبرة وعدم التخطيط للمستقبل وعدم الإلمام أساساً بمهنة الصحافة وكانت المجلة تطبع في المطبعة السعودية التي أسسها المرحوم خالد العرفج بالدمام، توقفت المجلة فذهبت إلى الدمام للبحث عن عمل، فالتقيت بالأستاذ محمد أحمد فقي رئيس المرور بالمنطقة الشرقية آنذاك فعرض علي معاودة إصدار الخليج العربي جريدة أسبوعية تصدر من الخبرعلى أن يتولى رئاسة التحرير مقابل التمويل فقبلت على الفور وحيث كانت مطابع الخط بالدمام مشغولة بطباعة أخبار الظهران توجهت إلى الشيخ حمد الجاسر يرحمه الله طالباً منه العون لطباعة الجريدة في مطابع الرياض بشارع المرقب فمد لي يد العون وأعلن عن استعداده لطباعة الجريدة حيث لا تكلف سوى أجور العمال وقيمة الورق، على أن أوكل شخصاً يشرف عليها ويتولى استلامها بعد الطبع. وكانت لي علاقة بالأخ حمود عبدالعزيز البدر)2( وكان يدرس في الرياض فطلبت منه القيام بهذه المهمة فلم يتأخر فكان يستلم المقالات إما مناولة مني شخصياً عندما أحضر إلى الرياض أو أن أرسلها بواسطة أحد المسافرين في القطار وبعد الطبع يشحنها بالقطار بعد أن يستبقي السنخ المخصصة للرياض ويشحن النسخ المخصصة إلى جدة.وبعد ان ابتعث للدراسة في مصر قام مقامه الكاتب السوداني عثمان شوقي يرحمه الله وفي هذه الفترة بدأت الإعلانات تسلك طريقها إلى الجريدة حيث لم يعد المردود من التوزيع يشغل تفكيرنا.كانت مطابع الرياض تقوم بطباعة الخليج العربي طوال عام 1377 – 1378ه وفي عام 1378ه كان لابد من تحديث الجريدة وإدخال بعض الألوان بناء على طلب بعض المعلمين. وهو أمر لم يكن متوفراً لدى مطابع الرياض لأنها مشغولة بطباعة جريدة اليمامة الأسبوعية فنقلت طباعتها إلى مطابع الأستاذ محمد حسين أصفهاني ابتداءً من أول عام 1379ه تحت إشراف الأستاذ عبدالعزيز فرشوطي واستمر هذا الوضع إلى نهاية العام حيث استطعت توفير بعض المال لشراء مطبعة قديمة طراز 1945م من البحرين واستأجرت القبو الذي تحت بناية البلدية مقراً للمطبعة التي قامت بطباعة الجريدة من بداية عام 1380ه وفي نهاية هذا العام نقل امتياز الجريدة إلى علي أبو خمسين لأسباب شرحتها لك هاتفياً وأهمها اختلافي مع الشيخ عبدالله بلخير مدير عام الإذاعة والصحافة والنشر حول بعض القضايا. وبذلك أفلست. فبعت المطبعة إلى أبو خمسين بمبلغ سددت به ما عليّ من ديون.في أول عام 1381ه رشحت لوظيفة مساعد رئيس بلدية الخبر إلى نهاية عام 1383ه وفي 1/1/1384ه رشح لرئاسة بلديات المنطقة المحايدة «ميناء سعود».
أخوكم عبدالله بن أحمد الشباط13/10/1421ه(1) رئيس الغرفة التجارية بالأحساء حاليا.(2) أمين عام مجلس الشورى حالياً


صحيفة الخليج العربي ـ وجهة نظر الدكتور الملحم في “عبدالله الشباط”صحيفة الخليج العربي ـ وجهة نظر الدكتور الملحم في “عبدالله الشباط”
الناشر: محمد عبدالرزاق القشعمي

تاريخ النشر: 16 صفر 1422هــ

الرابط للمصدر

تعليق على:من أوراقي المبعثرة وتكفي قصيدة واحدة 6ـ 6

الدكتور محمد آل ملحم …. بين الظبية والمها تعليقات على مقصورة ابن دريدبقلم محمد بن عبدالرجمن آل اسماعيل
قرأتُ ما كتبه الدكتور “محمد بن عبداللطيف آل ملحم” عن مقصورة (ابن دريد) تحت عنوان (من أوراقي المبعثرة : لمحات عابرة) في جريدة “اليوم” يوم الخميس 14/11/1421هـ والتي مطلعها يبدأ بقوله:
يَـا ظَبْيَةً أَشْبَهَ شَيْءٍ بِالْمَهَـا ….. تَرْعَى الْخُزَامَى بَيْنَ أَشْجَارِ النَّقَا
وهي قصيدةٌ عصماءُ تضمنت أمثالاً وحكمًا ومواعظ. من أجل ذلك اعتنى بها العلماء، والمربون، وأهل الأدب، وقرَّروا حفظها في المدارس والمعاهد الأزهرية، وفي المعاهد العلمية في المملكة،. وحفظها مشائخنا ومشائخ مشائخنا. وقد كانت مقررةً علينا في المعهد العلمي، وحفظناها وأنسنا بها، وهي كما رأيت شَرَحَهَا عددٌ ليس بالقليل من فحول العلماء والأدباء، وقد ذكر المحقق منهم خمسة وأربعين شارحًا. من هؤلاء الشُّراح العالم العلامة “محمد بن خليل الأحسائي” القاضى المتوفى سنة 1044هـ، وترجمته في خلاصة المحبي، وإسم شرحه ( الوسيلة الأحمدية في شرح المقصورة الدرديرية) في مكتبة “سوهاج” تحت رقم 268، وهي كما قال شارحها “ابن هشام” رحمه الله (فإنني لما رأيت كثيرًا من أهل الأدب الناسلين إليه من كل صوب من أدباء زماننا، والمنتحلين هذه الصناعة في أواننا قد صَرَفُوا إلى مقصورة “أبي بكر بن دريد” رحمه الله عنايتهم، واهتمامهم، وجعلوها أمامَهم في اللغة وأمامهم لسهولة ألفاظها، ونبل أغراضها، وثقة منشئها، واستفادة قارئها، واشتمالها على نحو الثلث من المقصور، واحتوائها على جزء من اللغة كبير، ولما ضمَّنها من المثل السائر، والخبر النادر، والمواعظ الحسنة، والحكم البالغة البينة، وقد عارضه فيها جماعةٌ من الشعراء فما شقوا غباره، ولا بلغوا مضماره، وهو رحمه الله عند أهل الآداب والراسخين في هذا الباب أشعر العلماء وأعلم الشعراء ألخ …فمن الحكم:
إِنَّ الْجَدِيدَيْنِ إِذَا مَا اسْتَوْلَيَا …. عَلَى جَدِيـدٍ أَدْنَيَاهُ لِلْبَلَـى
والجديدان: الليل والنهار.
مَا كُنْتُ أَدْرِي والزَّمَانُ مُوَلَّعٌ …… لِشَتٍ مَلْمُومٍ وَتَنْكِيثِ قُوَى هَلْ أَنَا بِدْعٌ مِنْ عَرَانِينَ عُـلاَ …… جَارَ عَلَيهِمْ حَرْفُ دَهْرٍ وَاعْتَدَىوَصَوْنُ عَرْضِ الْمَرْءِ أَنْ يَبْذُلَ مَا ….. ضُنَّ بِهِ مِمَّا حَوَاهُ وانْتَصَى. وَالنَّاسُ كَالنَّبْتِ فَمِنْهُ رَائِقٌ …… غَضٌّ نَضِيرٌ عُودُهُ مُرُّ الْجَنَىوَالشَّيْخُ إِنْ قَوَّمْتَهُ مِنْ زَيْغِهِ …… فَيَسْتَوي مَا انْعاجَ مِنْهُ وانْحَنَىكَذَلِكَ الغُصْنُ يَسِيرٌ عَطْفُهُ …… لَدْنًا شَدِيدٌ غَمْزُهُ إذَا عَسَاوَمَنْ ظَلَمَ النَّاسَ تحَاشُو ظُلْمَهُ …… وَعَزَّ فِيهِمْ جَانِبَاهُ، وَاحْتَمَىوَالنَّاسُ كُلاً إِنْ فَحَصْتَ عَنْهُمُ …… جَمِيعَ أَقْطارِ الْبِلاَدِ وَالْقُرَىعَبيدُ ذِي الْمَالِِ وَإِنْ لَمْ يَطْمَعُوا …… مِنْ غمْرِهِ في جُرْعَةٍ تُشْفِي الصَّدَىلاَ يَنْفَعُ اللُّبُّ بِلاَ جِدٍّ، وَلاَ …… يَحُطُّكَ الْجَهْلُ إِذَا الْجَدُّ عَلاَمَنْ عَارَضَ الأَطْمَاعَ بِالْيَأَسِ رَنَتْ …… إِلَيْهِ عَيْنُ الْعِزّ مِنْ حَيْثُ رَنَامَنْ لَمْ يَقِفْ عِنْدَ انْتِهَاءِ قَدْرِهِ …… تَقَاصَرَتْ عَنْهُ فُسَيْحَاتِ الْخُطَىمَنْ ضَيَّعَ الْحَزْمَ جَنَى لِنَفْسِهِ …… نَدَامَةً أَلْذَعَ مِنْ سَفْعِ الذَّكَاوَالنَّاسُ أَلْفٌ مِنْهُمُ كَوَاحِدٍ …… وَواحِدٌ كَالأَلْفِ إِنْ أَمْرٌ عَنَاوَلِلْفَتَى مِنْ مَالِهِ مَا قَدَّمَتْ …… يَدَاهُ قَبْلَ مَوْتِهِ لاَ مَا اقْتَنَىوَاللَّوْمُ لِلْحُرِّ مُقِيمٌ رَادِعٌ …… وَالْعَبْدُ لاَ تَرْدَعُهُ إِلاَّ الْعَصَاوَآفةُ الْعَقْلِ الْهَوَى فَمَنْ عَلاَ …… عَلَى هَوَاهُ عَقْلُهُ فَقَدْ نَجَاعَوِّلْ عَلَى الصَّبْرِ الْجَمِيلِ إِنَّهُ …… أَمْتَعُ مَا لاَذَ بِهِ أُولُو الْحِجَافَالدَّهْرُ يَكْبُو بِالْفَتَى وَتَارَةً …… يُنْهِضُهُ مِنْ عَثْرَةٍ إِذَا كَبَالاَ تَعْجَبَنْ مِنْ هَالِكٍ كَيْفَ هَوَى …… بَلْ فَاعْجَبَنْ مِنْ سَالِمٍ كَيْفَ نَجَامِنْ كُلِّ مَا نَالَ الْفَتَى قَدْ نِلْتُهُ …… وَالْمَرْءُ يَبْقَى بَعْدَهُ حُسْنُ الثَّنَافَإِنْ أَمُتْ فَقَـدْ تَنَاهَـتْ لَذَّتِـي …… وَكُلُّ شَيءٍ بَلَـغَ الْحَـدَّ انْتَهَى
وهي كما ترى مليئة بالحكم، فالذي يقرأها بتأنٍ وتمعنٍ وتأملٍ يخرج بثروةٍ لغويةٍ تمكِّنه من فهم أي نصٍ يمر به. كما نظم الطغرائي “لامية العجم” و”الحريري” أنشأ مقاماته هذه كلها حكم وعبر، وكذلك تكون ثروة لغوية وبلاغية لدى طالب العلم. فالأدب كتبوه لأغراضٍ شريفةٍ ساميةٍ، وليس الأدب للأدب كما روَّج له من رَوَّجَ.
المصدر: جريدة اليوم، العدد رقم 10148، وتاريخ 3 محرم 1422هـ.ِ


الناشر: جريدة اليوم

– العدد:10148

تاريخ النشر: 03/01/1422هـ

ما قاله آل اسماعيل ردا على قصيدة (وتكفي قصيدة واحدة) لمعالي د.محمد الملحم

الدكتور محمد آل ملحم …. بين الظبية والمها تعليقات على مقصورة ابن دريدبقلم محمد بن عبدالرجمن آل اسماعيل.

قرأتُ ما كتبه الدكتور “محمد بن عبداللطيف آل ملحم” عن مقصورة (ابن دريد) تحت عنوان (من أوراقي المبعثرة : لمحات عابرة) في جريدة “اليوم” يوم الخميس 14/11/1421هـ والتي مطلعها يبدأ بقوله:
يَـا ظَبْيَةً أَشْبَهَ شَيْءٍ بِالْمَهَـا ….. تَرْعَى الْخُزَامَى بَيْنَ أَشْجَارِ النَّقَا
وهي قصيدةٌ عصماءُ تضمنت أمثالاً وحكمًا ومواعظ. من أجل ذلك اعتنى بها العلماء، والمربون، وأهل الأدب، وقرَّروا حفظها في المدارس والمعاهد الأزهرية، وفي المعاهد العلمية في المملكة،. وحفظها مشائخنا ومشائخ مشائخنا. وقد كانت مقررةً علينا في المعهد العلمي، وحفظناها وأنسنا بها، وهي كما رأيت شَرَحَهَا عددٌ ليس بالقليل من فحول العلماء والأدباء، وقد ذكر المحقق منهم خمسة وأربعين شارحًا. من هؤلاء الشُّراح العالم العلامة “محمد بن خليل الأحسائي” القاضى المتوفى سنة 1044هـ، وترجمته في خلاصة المحبي، وإسم شرحه ( الوسيلة الأحمدية في شرح المقصورة الدرديرية) في مكتبة “سوهاج” تحت رقم 268، وهي كما قال شارحها “ابن هشام” رحمه الله (فإنني لما رأيت كثيرًا من أهل الأدب الناسلين إليه من كل صوب من أدباء زماننا، والمنتحلين هذه الصناعة في أواننا قد صَرَفُوا إلى مقصورة “أبي بكر بن دريد” رحمه الله عنايتهم، واهتمامهم، وجعلوها أمامَهم في اللغة وأمامهم لسهولة ألفاظها، ونبل أغراضها، وثقة منشئها، واستفادة قارئها، واشتمالها على نحو الثلث من المقصور، واحتوائها على جزء من اللغة كبير، ولما ضمَّنها من المثل السائر، والخبر النادر، والمواعظ الحسنة، والحكم البالغة البينة، وقد عارضه فيها جماعةٌ من الشعراء فما شقوا غباره، ولا بلغوا مضماره، وهو رحمه الله عند أهل الآداب والراسخين في هذا الباب أشعر العلماء وأعلم الشعراء ألخ …فمن الحكم:
إِنَّ الْجَدِيدَيْنِ إِذَا مَا اسْتَوْلَيَا …. عَلَى جَدِيـدٍ أَدْنَيَاهُ لِلْبَلَـى
والجديدان: الليل والنهار.
مَا كُنْتُ أَدْرِي والزَّمَانُ مُوَلَّعٌ …… لِشَتٍ مَلْمُومٍ وَتَنْكِيثِ قُوَى هَلْ أَنَا بِدْعٌ مِنْ عَرَانِينَ عُـلاَ …… جَارَ عَلَيهِمْ حَرْفُ دَهْرٍ وَاعْتَدَىوَصَوْنُ عَرْضِ الْمَرْءِ أَنْ يَبْذُلَ مَا ….. ضُنَّ بِهِ مِمَّا حَوَاهُ وانْتَصَى. وَالنَّاسُ كَالنَّبْتِ فَمِنْهُ رَائِقٌ …… غَضٌّ نَضِيرٌ عُودُهُ مُرُّ الْجَنَىوَالشَّيْخُ إِنْ قَوَّمْتَهُ مِنْ زَيْغِهِ …… فَيَسْتَوي مَا انْعاجَ مِنْهُ وانْحَنَىكَذَلِكَ الغُصْنُ يَسِيرٌ عَطْفُهُ …… لَدْنًا شَدِيدٌ غَمْزُهُ إذَا عَسَاوَمَنْ ظَلَمَ النَّاسَ تحَاشُو ظُلْمَهُ …… وَعَزَّ فِيهِمْ جَانِبَاهُ، وَاحْتَمَىوَالنَّاسُ كُلاً إِنْ فَحَصْتَ عَنْهُمُ …… جَمِيعَ أَقْطارِ الْبِلاَدِ وَالْقُرَىعَبيدُ ذِي الْمَالِِ وَإِنْ لَمْ يَطْمَعُوا …… مِنْ غمْرِهِ في جُرْعَةٍ تُشْفِي الصَّدَىلاَ يَنْفَعُ اللُّبُّ بِلاَ جِدٍّ، وَلاَ …… يَحُطُّكَ الْجَهْلُ إِذَا الْجَدُّ عَلاَمَنْ عَارَضَ الأَطْمَاعَ بِالْيَأَسِ رَنَتْ …… إِلَيْهِ عَيْنُ الْعِزّ مِنْ حَيْثُ رَنَامَنْ لَمْ يَقِفْ عِنْدَ انْتِهَاءِ قَدْرِهِ …… تَقَاصَرَتْ عَنْهُ فُسَيْحَاتِ الْخُطَىمَنْ ضَيَّعَ الْحَزْمَ جَنَى لِنَفْسِهِ …… نَدَامَةً أَلْذَعَ مِنْ سَفْعِ الذَّكَاوَالنَّاسُ أَلْفٌ مِنْهُمُ كَوَاحِدٍ …… وَواحِدٌ كَالأَلْفِ إِنْ أَمْرٌ عَنَاوَلِلْفَتَى مِنْ مَالِهِ مَا قَدَّمَتْ …… يَدَاهُ قَبْلَ مَوْتِهِ لاَ مَا اقْتَنَىوَاللَّوْمُ لِلْحُرِّ مُقِيمٌ رَادِعٌ …… وَالْعَبْدُ لاَ تَرْدَعُهُ إِلاَّ الْعَصَاوَآفةُ الْعَقْلِ الْهَوَى فَمَنْ عَلاَ …… عَلَى هَوَاهُ عَقْلُهُ فَقَدْ نَجَاعَوِّلْ عَلَى الصَّبْرِ الْجَمِيلِ إِنَّهُ …… أَمْتَعُ مَا لاَذَ بِهِ أُولُو الْحِجَافَالدَّهْرُ يَكْبُو بِالْفَتَى وَتَارَةً …… يُنْهِضُهُ مِنْ عَثْرَةٍ إِذَا كَبَالاَ تَعْجَبَنْ مِنْ هَالِكٍ كَيْفَ هَوَى …… بَلْ فَاعْجَبَنْ مِنْ سَالِمٍ كَيْفَ نَجَامِنْ كُلِّ مَا نَالَ الْفَتَى قَدْ نِلْتُهُ …… وَالْمَرْءُ يَبْقَى بَعْدَهُ حُسْنُ الثَّنَافَإِنْ أَمُتْ فَقَـدْ تَنَاهَـتْ لَذَّتِـي …… وَكُلُّ شَيءٍ بَلَـغَ الْحَـدَّ انْتَهَى
وهي كما ترى مليئة بالحكم، فالذي يقرأها بتأنٍ وتمعنٍ وتأملٍ يخرج بثروةٍ لغويةٍ تمكِّنه من فهم أي نصٍ يمر به. كما نظم الطغرائي “لامية العجم” و”الحريري” أنشأ مقاماته هذه كلها حكم وعبر، وكذلك تكون ثروة لغوية وبلاغية لدى طالب العلم. فالأدب كتبوه لأغراضٍ شريفةٍ ساميةٍ، وليس الأدب للأدب كما روَّج له من رَوَّجَ.
المصدر: جريدة اليوم، العدد رقم 10148، وتاريخ 3 محرم 1422هـ.

المقالة | من أوراقي المبعثرة وتكفي قصيدة واحدة المقالة | من أوراقي المبعثرة وتكفي قصيدة واحدة
الكاتب: محمد بن عبدالرجمن آل اسماعيل
الناشر: جريدة اليوم
– العدد:10148
تاريخ النشر: 03/01/1422هـ 27/3/2001م

من أوراقي المبعثرة : وتكفي قصيدة واحدة 4-5

 

وإذا كانت “مقصورة بن دريد” ذات أهمية بالغة في علوم اللغة العربية مثل النحو والصرف البلاغة، فإنها في الوقت نفسه ذات أهمية بالغة في الحِكم .والحِكم جزء حيوي لأية لغة، ولا تخلو أية لغة حيوية من الحِكم.والحِكم قنوات اتصال للفهم وإدراك الأمور بين أفراد الأمة.والحِكم معاني مختصرة للغاية في عبارات معبر عنها شعراً أو نثرا. وبالرغم من هذا التميز الذي تعرف به إلاَّ أنها ذات محتويات شمولية كلية لأفكار وتصرفات وحوادث ووقائع لا تعد ولا تحصى. والحِكم مخزن معارف وعلوم وأخبار وحوادث للأمة تتميز بالدقة في الدلالة. إذا استخدمت في مجال مَّا أو مناسبة مَّا، فالمستخدم يعرف تماماً لماذا استخدمها. كما أن المخاطب بها يعرف هو الآخر المراد منها. الحِكم أداة اتصال وتفاهم . قد تستخدم لإيصال معلومة اختصاراً للوقت.وقد تستخدم لجلب منفعة أو دفع مضرة.وقد تستخدم لتنشيط همة أو تهبيط همة.وقد تستخدم للتأسي أو للسلوى أوللتعزية عن خيبة أمل أو للتمني.وقد تستخدم للتذكير بحادثة ماضية أو عابرة أو حالية.و”ابن دريد” شأنه شأن الكثير من الشعراء لم يشذ عن القاعدة. والقاعدة ما تعارف عليه الشعراء في اعتبار استخدام الحِكم بمثابة القواعد الراسية المتينة التي تجعل لشعرهم طعم. وبتعبيرآخر، مفعول الحكم في شعرهم مثل مفعول التوابل في الطعام. و”الدريدية” بيت كبير. وتحتل الحِكم في هذا البيت أفضل أمكنته.ومن هذه الحِكم المصاغة شعراً:ـ
ذكاء بدون حظ لا قيمة له، والعكس صحيح يقول ابن دريد:ـ
لاَ يَنْفَعُ اللُّبُّ بلاَ جَدٍ وَلاَ ….. يَحُطُّكَ الْجَهْلُ إِذَا الْجَدُّ عَلاَ
من لم يعظه دهره لن ينفعه واعظٌ في يومه أو في غده.يقول ابن دريد:ـ
مَنْ لَمْ يَعِظْهُ الدَّهْرُ لَمْ يَنْفَعْهُ مَا ….. رَاحَ بِهِ الْوَاعِظُ يَوْماً أَوْ غَدا
أذل الحرص أعناق الرجاليقول ابن دريد:ـ
مَن مَلَّكَ الْحِرْصَ الْقَيَادَ لَمْ يَزَلْ ….. يَكْرَعُ فيِ مَاءٍ مِنَ الذِّلِّ صَرَى
القناعة كنز لا ينفد.يقول ابن دريد:ـ
مَنْ عَطَفَ النَّفْسَ عَلَى مَكْرُوهِهَا ….. كَانَ الْغِنَى قَرِيِنَهُ حَيْثُ انْتَوَى
الطمع طبعيقول ابن دريد:ـ
مَنْ عَارَضَ الأَطْمَاعَ بِاْليَأْسِ رَنَتْ ….. إلَيْهِ عَيْنُ الْعِزِّ مِنْ حَيْثُ رَنَا
رحم الله امرأً عرف قدر نفسه.يقول ابن دريد:ـ
مَنْ لَمْ يَقِفُ عِنْدَ انْتِهَاءِ قدَرِهِ ….. تَقَاصَرَتْ عَنْهُ فَسِيحَاتُ الْخُطَا
الحزم عزم.يقول ابن دريد:ـ
مَنْ ضّيَعَ الْحَزْمِ جَنَى لِنَفْسِهِ ….. نَدَامَةً أَلْذَعُ مِنْ لَسْعِ الذَّكَا
يقول الرسول عليه السلام:ـ ليس لك من مالك إلاَّ ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت.يقول ابن دريد:ـوَلِلْفَتَى مِنْ مَالِهِ مَا قَدَّمَتْ ….. يَدَاهُ قَبْلَ مَوْتِهِ لاَ مَا اقْتَنَى
أحسن ما يخلفه الإنسان الذكر الحسن.يقول ابن دريد:ـ
وَإِنَّمَا الْمَرْأُ حَدِيثٌ بَعْدَهُ …. فَكُنْ حَدِيثاً حَسَناً لِمَنْ وَعَى
يوم لك ويوم عليك.يقول ابن دريد:ـ
إِنِّي حَلَبْتُ الدَّهْرَ شَطْرَيْهِ فَقَدْ ….. أَمَرَّ لِي حِيناً وَأَحْيَاناً حَلاَ
آفة العقل الهوى.
وَآفَةُ الْعَقْلِ الْهَوَى فَمَنْ عَلاَ….. عَلَى هَوَاهُ عَقْلُهُ فَقَدْ نَجَا
الكمال لله.يقول ابن دريد:ـ
إِذَا تَصَفَّحْتَ أُمُورَ النَّاسِ لَمْ ….. تُلْفِ أُمْرأً حَازَ الْكَمَالَ فَاكْتَفَى
الصبر مفتاح الفرج.يقول ابن دريد:ـ
عَوِّلْ عَلَى الصَّبْرِ الْجَمِيلِ إِنَّهُ ….. أَمْتَعُ مَا لاَذ بِهِ أُولِي الْحِجَا
الدنيا دواليك يوم لك ويوم عليك.يقول ابن دريد:ـ
فَالدَّهْرُ يَكْبُو بِالْفَتَى وَتَارَةً ….. يُنْهِضُهُ مِنْ عَثْرَةٍ إذَا كَبَا
القضاء والقدر بيد الله.يقول ابن دريد:ـ
قُلْتُ الْقَضَاءُ مَاِلكٌ أَمْرَ الْفْتَىَ ….. مِنْ حَيْثُ لاَ يَدْرِي وَمِنْ حَيْثُ دَرَى
ولابن دريد الكثير من الحكم ومنها قوله:ـ
لاَ بُدَّ أَنْ يَلْقَى امْرُئٌ مَا خَطَّهُ ….. ذُو الْعَرْْشِ مِمَّا هَوَ لاقٍ وَوَحَىلاَ غَرْوَ إِنْ لَجَّ زَمَانُ جَائِرٌ ….. فَاعْتَرَقَ الْعَظْمَ الْمُمِخَّ وَانْتَقَىفَقَدْ تَرَى الُقَاحِلَ مُخْضَراً وَقَـدْ ….. تَلْقَى أَخَا الإِقْتَارَ يَوْماً قَدْ نَمَـا


الناشر: جريدة اليوم

– العدد:10107

تاريخ النشر: 15/02/2001م

رئيس دارة الدكتور آل ملحم للتحكيم والاستششارات القانونية

من أوراقي المبعثرة : وتكفي قصيدة واحدة 4-5

وإذا كانت “مقصورة بن دريد” ذات أهمية بالغة في علوم اللغة العربية مثل النحو والصرف البلاغة، فإنها في الوقت نفسه ذات أهمية بالغة في الحِكم .والحِكم جزء حيوي لأية لغة، ولا تخلو أية لغة حيوية من الحِكم.والحِكم قنوات اتصال للفهم وإدراك الأمور بين أفراد الأمة.والحِكم معاني مختصرة للغاية في عبارات معبر عنها شعراً أو نثرا. وبالرغم من هذا التميز الذي تعرف به إلاَّ أنها ذات محتويات شمولية كلية لأفكار وتصرفات وحوادث ووقائع لا تعد ولا تحصى. والحِكم مخزن معارف وعلوم وأخبار وحوادث للأمة تتميز بالدقة في الدلالة. إذا استخدمت في مجال مَّا أو مناسبة مَّا، فالمستخدم يعرف تماماً لماذا استخدمها. كما أن المخاطب بها يعرف هو الآخر المراد منها. الحِكم أداة اتصال وتفاهم . قد تستخدم لإيصال معلومة اختصاراً للوقت.وقد تستخدم لجلب منفعة أو دفع مضرة.وقد تستخدم لتنشيط همة أو تهبيط همة.وقد تستخدم للتأسي أو للسلوى أوللتعزية عن خيبة أمل أو للتمني.وقد تستخدم للتذكير بحادثة ماضية أو عابرة أو حالية.و”ابن دريد” شأنه شأن الكثير من الشعراء لم يشذ عن القاعدة. والقاعدة ما تعارف عليه الشعراء في اعتبار استخدام الحِكم بمثابة القواعد الراسية المتينة التي تجعل لشعرهم طعم. وبتعبيرآخر، مفعول الحكم في شعرهم مثل مفعول التوابل في الطعام. و”الدريدية” بيت كبير. وتحتل الحِكم في هذا البيت أفضل أمكنته.ومن هذه الحِكم المصاغة شعراً:ـ
ذكاء بدون حظ لا قيمة له، والعكس صحيح يقول ابن دريد:ـ
لاَ يَنْفَعُ اللُّبُّ بلاَ جَدٍ وَلاَ ….. يَحُطُّكَ الْجَهْلُ إِذَا الْجَدُّ عَلاَ
من لم يعظه دهره لن ينفعه واعظٌ في يومه أو في غده.يقول ابن دريد:ـ
مَنْ لَمْ يَعِظْهُ الدَّهْرُ لَمْ يَنْفَعْهُ مَا ….. رَاحَ بِهِ الْوَاعِظُ يَوْماً أَوْ غَدا
أذل الحرص أعناق الرجاليقول ابن دريد:ـ
مَن مَلَّكَ الْحِرْصَ الْقَيَادَ لَمْ يَزَلْ ….. يَكْرَعُ فيِ مَاءٍ مِنَ الذِّلِّ صَرَى
القناعة كنز لا ينفد.يقول ابن دريد:ـ
مَنْ عَطَفَ النَّفْسَ عَلَى مَكْرُوهِهَا ….. كَانَ الْغِنَى قَرِيِنَهُ حَيْثُ انْتَوَى
الطمع طبعيقول ابن دريد:ـ
مَنْ عَارَضَ الأَطْمَاعَ بِاْليَأْسِ رَنَتْ ….. إلَيْهِ عَيْنُ الْعِزِّ مِنْ حَيْثُ رَنَا
رحم الله امرأً عرف قدر نفسه.يقول ابن دريد:ـ
مَنْ لَمْ يَقِفُ عِنْدَ انْتِهَاءِ قدَرِهِ ….. تَقَاصَرَتْ عَنْهُ فَسِيحَاتُ الْخُطَا
الحزم عزم.يقول ابن دريد:ـ
مَنْ ضّيَعَ الْحَزْمِ جَنَى لِنَفْسِهِ ….. نَدَامَةً أَلْذَعُ مِنْ لَسْعِ الذَّكَا
يقول الرسول عليه السلام:ـ ليس لك من مالك إلاَّ ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت.يقول ابن دريد:ـوَلِلْفَتَى مِنْ مَالِهِ مَا قَدَّمَتْ ….. يَدَاهُ قَبْلَ مَوْتِهِ لاَ مَا اقْتَنَى
أحسن ما يخلفه الإنسان الذكر الحسن.يقول ابن دريد:ـ
وَإِنَّمَا الْمَرْأُ حَدِيثٌ بَعْدَهُ …. فَكُنْ حَدِيثاً حَسَناً لِمَنْ وَعَى
يوم لك ويوم عليك.يقول ابن دريد:ـ
إِنِّي حَلَبْتُ الدَّهْرَ شَطْرَيْهِ فَقَدْ ….. أَمَرَّ لِي حِيناً وَأَحْيَاناً حَلاَ
آفة العقل الهوى.
وَآفَةُ الْعَقْلِ الْهَوَى فَمَنْ عَلاَ….. عَلَى هَوَاهُ عَقْلُهُ فَقَدْ نَجَا
الكمال لله.يقول ابن دريد:ـ
إِذَا تَصَفَّحْتَ أُمُورَ النَّاسِ لَمْ ….. تُلْفِ أُمْرأً حَازَ الْكَمَالَ فَاكْتَفَى
الصبر مفتاح الفرج.يقول ابن دريد:ـ
عَوِّلْ عَلَى الصَّبْرِ الْجَمِيلِ إِنَّهُ ….. أَمْتَعُ مَا لاَذ بِهِ أُولِي الْحِجَا
الدنيا دواليك يوم لك ويوم عليك.يقول ابن دريد:ـ
فَالدَّهْرُ يَكْبُو بِالْفَتَى وَتَارَةً ….. يُنْهِضُهُ مِنْ عَثْرَةٍ إذَا كَبَا
القضاء والقدر بيد الله.يقول ابن دريد:ـ
قُلْتُ الْقَضَاءُ مَاِلكٌ أَمْرَ الْفْتَىَ ….. مِنْ حَيْثُ لاَ يَدْرِي وَمِنْ حَيْثُ دَرَى
ولابن دريد الكثير من الحكم ومنها قوله:ـ
لاَ بُدَّ أَنْ يَلْقَى امْرُئٌ مَا خَطَّهُ ….. ذُو الْعَرْْشِ مِمَّا هَوَ لاقٍ وَوَحَىلاَ غَرْوَ إِنْ لَجَّ زَمَانُ جَائِرٌ ….. فَاعْتَرَقَ الْعَظْمَ الْمُمِخَّ وَانْتَقَىفَقَدْ تَرَى الُقَاحِلَ مُخْضَراً وَقَـدْ ….. تَلْقَى أَخَا الإِقْتَارَ يَوْماً قَدْ نَمَـا

ــــــــــــــــــــــــــــ* رئيس دارة الدكتور آل ملحم للتحكيم والاستششارات القانونية


الناشر: جريدة اليوم

– العدد:10107

تاريخ النشر: 15/02/2001م

من أوراقي المبعثرة : وتكفي قصيدة واحدة 3-5

ويواصل “ابن دريد” في ذكر بعض الشخصيات العربية في قصيدته ومنهم “عمرو بن عدى اللَّخمي” و”الملكة “نائلة” الملقبة “بالزَّباء”.يقول “ابن دريد”:ـ
وَقَدْ سَمَا عَمْرُو إِلَى أَوْتَارِهِ ….. فَاحْتطَ مِنْهَا كُلَّ عَالِي الْمُسْتَمَىفَاسْتَنْزَلَ الزَّبَاءِ قَسْرَاً وَهْـيَ مِـنْ ….. فَاحْتطَ مِنْهَا كُلَّ عَالِي الْمُسْتَمَى
وكما ذكرتُ في الحلقة السابقة تمكنت “الزباء” من الفتك “ِبجُذيمة الأبرش” قاتل أبيها. وكان “لِجُذيمة” ابن أخت هو “عمرو بن عدي اللَّخمي” وقد تولى الملك فيما بعد حيث كان أول ملوك اللَّخميين بعد قتل خاله. وبعد قتل “جُذيمة” أخذت الشكوك تساور “الزباء” من الثأر منها، فيُقال أنها سألت “كاهنة” عن مستقبلها، فأخبرتها “الكاهنة” أنها ستموت أمام رجل أوصافه مثل أوصاف “عمرو بن عدي” ابن أخت الملك المقتول، وأن حتفها على يدها. لذلك استعلمت “الزَّباء” عن كل حركات وسكنات “عمرو” وما يفعله ليلاً ونهاراً تصويراً ورواية. وكان من درجة حرصها على حياتها أنها اتخذت لها نفقاً أجرت عليه الماء من “الفرات” وذلك من قصرها إلى قصر أختها للهرب من خلاله عند الضرورة. هذا ما كان من شأن “الزباء”. اما ابن أخت الملك المقتول فقد قال “قصير بن سعد اللَّخمي” له بعد أن أحاطه علماً بكل ما كانت “الزَّباء” قد فعلته:ـ ألا تطلب بثأر خالك؟ فقال:ـ وكيف أقدر على “الزَّباء” وهي أمنع من عقاب الجو. وكان يقال عنها:ـ أعز من “الزَّباء”. فقال له قصير:ـ أثائرٌ أنت؟ قال:ـ بل ثائرٌ سائرٌ. ثم قال “قصير” له:ـ اجدع أنفي، واقطع أذني، واضرب ظهري حتى تؤثِّر فيه، ودعني وإياها. رفض “عمرو” فعل ذلك على رواية. وفعل “قصير” بنفسه ذلك. لذا قيل في الأمثالـ “ِلأمر مَّا جدع قصير أنفه”. وتمكن “قصير” بما تمتع به من ذكاء ومكر أن يتقرب إلى “الزَّباء” مدعياً أن “عمرو” قد فعل به ما تَرَى. لذلك أصبح “قصير” محل ثقتها لدرجة أنه زَيَّنَ لها أن له أموالاً كثيرة في “العراق” ويرغب منها أن تساعده على نقلها إلى مملكتها. بعثته “الزَّباء” ليحمل ما له من مال في العراق. ذهب إلى “العراق” وأخبر “الملك “عمرو” بما كان من أمره، فجهزه “عمرو” بكل ما طلبه، وعاد إلى “الزَّباء” التي منحته ثقتها، فأخذ يتاجر باسمها أكثر من مرة. وفي المرة الأخيرة، ولكي يحقق مأرب الملك “عمرو”، جهز “قصير” قافلة محملة بأوعية تسمى “الجواليق” أو “الغرائر”. ولكنه هذه المرة بدلاً من وضع بضائع داخل هذه الجواليق خبَّأ فيها رجالاَ مسلحين، وأخذ معه “عمرو”. دخلت القافلة المدينة، واكتشف الحرس، على رواية، الرجال الذين كانوا بداخل الجواليق فتمكنوا من قتلهم. وفي رواية أخرى، أن “قصير” طلب من “الزَّباء” أن تخرج لتشاهد “القافلة”. فلما خرجت أبصرت الإبل تكاد قوائمها تنوخ في الأرض من ثقل أحمالها، فقالت يا “قصير”:ـ
مَا لِلْجِمَالِ مَشْيُهَا وَئِيداَ ….. أَجَنْدَلاً يَحْمِلْنِ أَمْ حَدِيدَا أَمْ صَرَفَاناً بَارِداً شَدِيـدأ ….. أَجَنْدَلاً يَحْمِلْنِ أَمْ حَدِيدَا
وفي رواية يقال أن “قصيراً” قال في نفسه:ـبَلِ الرِّجَالُ قُبَّضاً قُعُودُا
أما “عمرو” قد وصل إلى باب النفق فعرفته “الزَّباء”، عندها مصَّت “الزباء” فص خاتمها الماسي الذي كان مسموماً وهي تقول:ـ “بيدي لا بيد عمرو”. فأصبحت مقولتها مثلاً مشهوراً. وقتلها “عمرو” بالسيف، وأخذ من مدينة “الزباء” ما أخذ ومن ثم رجع إلى “العراق”. ما سبق مجرد لمحات عابرة عن ظواهر “مقصورة بن دريد” الحضارية في تاريخ العرب،. وهي ظواهر انتقائية الغرض منها إبراز بعض الممارسات العربية في الذود عن الكرامة في لغة أصيلة ذات شموخ دُرَرُهَا أمثالٌ عانقت الزمن في سريانه من عصر إلى عصر ومن جيل إلى جيل.أما علوم اللغة العربية من نحو وصرف وبيان وبلاغة في “المقصورة” فحدث ولا حرج. من يقرأها يجد نفسه أمام قاموس محيط الولوج في أعماقة ليس من السهل. مفردات المقصورة مجرد رموز تحتاج إلى تفكيك وشرح وتوضيح لمعرفة دلالات معانيها بغرض تحديد غرض الشاعر من استخدامها. ولعلي لا أبالغ إذا قلت أنه قل أن تجد قصيدة مثل “المقصورة” لم يتناولها الأدباء منذ زمان تحبيرها وحتى اليوم شرحاً وبحثاً الهدف منه تسهيل معرفة مفرداتها بمفردات أدنى إلى القصد وأقرب إلى المرام.وعلى سبيل المثال احتار محمد بن هشام اللَّخمي [أحد شراح المقصورة] في تحديد المقصود من “المها” التي وردت في مطلع القصيدة [يَا ظَبْيَةً أَشْبَهَ شَئٍ بِالْمَهَا]. يقول في هذا الخصوص:ـ(المها) جمع مهاة ـ وهي الشمس … قال الشاعر:ـ
ثُمَّ يَجْلُو الظَّلاَمَ رَبٌ رَحِيمٌ ….. بِمَهَاةٍ شُعَاعُهَا مَنْثُورُ
والعرب تشبِّه وجه المرأة بالشمس في الإشراق، قال أبوحية:ـ
فَأَلْقَتْ قِنَاعاً دُونَهُ الشَّمْسُ وَاتَّقَتْ ….. بِإَحْسَنِ سِرْبَالٍ وَكَفٍ وَمِعْصَمِ
و(المهاة) أيضاً ـ الدُّرة، والعرب تشبِّه المرأة بها في الضياء، قال الربيع بن ضبع الفزاري:ـ
كَأَنَّهَا دُرَّة مُنَعَّمَةُ ….. مِنْ نِسْوَةٍ كُنَّ قَبْلَهَا دُرَرَا
وقال النابغة:ـ
أَوْ دُرَّةٌ صَدَفِيَّةُ غَوَّاصُهَا….. بَهِجٌ مَتَى يَرَهَا يَهِلُّ وَيَسْجِدُ
و(المهاة) أيضاً من بقر الوحش، والعرب تشبِّه المرأة بها لحسن عينها ومشيتها. قال الشاعر:ـ
لهَاَ مِنْ مَهَاةِ الرُّسْلِ عَيْنٌ مَرِيضَةُ ….. وَمِنْ وَرَقِ الرَّيْحَانِ خُضْرَةُ شَارِبِو(المهاة) أيضاً البلورة، والعرب تشبه المرأة بها في البياض فيحتمل أن يكون أبوبكر [الدُّريدي] يرحمه الله شبَّه هذه المرأة التي نَسَبَ بها، وَجَعَلَهَا ظبية على الإتساع بالشمس في إشراقها، وبالدرة في ضيائها وبريقها، وببقرة الوحش في عينيها ومشيتها، أو بالبلورة في بياضها ونصاعتها، إذ لا دليل في البيت على واحدة مما وصفنا بعينها إلاَّ أن الأظهر ـ والله أعلم بمراده ـ أن يريد بالمها ـ بقر الوحش ـ شبَّه المرأة بها لحسن عيونها، وَجَعَلَهَا ظبيةً على الإتساع لطول جيدها. وأخذ هذا من قول زهير:ـ
تَنَازَعَهَا الْمَهَا شَبَهٌ وَدُرٌ …… النُّحُورُ وَشَاكَهَتْ فِيهَا الظِّبَاءُ
شاكهت: شابهت، قال الأصمعي:ـ قوله تنازعها المها أراد أن فيها من البقر شبهاً، ومن الدر شبهاً، ومن الظباء شبهاً، فالذي يشبهها من البقر العيون، ومن الدر صفاء اللمون، ومن الظباء طول الأعناق، وقد بين ذلك جرير بقوله:ـ
لَوْلاَ مُرَاقَبَةِ الْعُيُونِ أَرَيْنَنَا ….. مُقْلَ الْمَهَا وَسَوالِفِ الآرَامِ
وقال ذو الرمة:ـ
وَتَحْتَ الْعَوَالِي فيِ الْقَنَا مُسْتَظِلَّةٌ ….. ظِبَاءٌ أَعَارَتْهَا الْعُيُونُ الْجَاذِرُ
راجع (محمد بن هشام اللخمي، الفوائد المقصورة في شرح المقصورة، ص/110 ـ 113، تحقيق أحمد عبد الغفور عطار، ط/1400هـ.ـــــــــــــــــــــــــ * رئيس دارة الدكتور آل ملحم للتحكيم والاستششارات القانونية


الناشر: جريدة اليوم

– العدد:10100

تاريخ النشر: 08/02/2001م