هذا عنوان كتاب وضعه وأسهم فيه بدر بن حمود بن عبدالعزيز البدر، والصديق الأستاذ محمد بن عبد الرزاق القشعمي، وهو عبارة عن وثائق وملامح سيرة ذلك الإنسان الذي كان لي شرف معرفته، حيث التقيت به وعمل معي في جريدة الخليج العربي التي صدرت في العقد السابع من القرن الماضي، حيث رجوته أن يقوم بالإشراف على طبع الجريدة في مطابع الرياض الوطنية بعد أن رحب أستاذنا وشيخنا حمد الجاسر -يرحمه الله- بمد يد المساعدة لي في هذا الشأن، فكان الدكتور حمود يشرف على الطبع ويستلم المواد، ويشحن النسخ إلى المنطقة الشرقية، كما يدير مكتب الخليج الذي افتتح في شارع (البطحاء) لتلقي الإعلانات التجارية.. وقد استمرت هذه العلاقة وهي علاقة أخوة وصداقة حتى أذن الله أن يبعث الأخ العزيز حمود إلى مصر لإكمال دراستة الجامعية، وقد امتدت تلك الصداقة بيني وبينه، وبعد الجريدة التي جعلته يختار تخصصه العلمي في الإعلام، حيث كان مدير مكتب (جريدة) الخليج العربي وليس لمدير (مجلة) الخليج العربي كما جاء في صفحة 9 – لأن مجلة الخليج قد توقفت آنذاك، ولقد لفت انتباهي قوله ص 44: «أما العدد الأخير من الخليج العربي فهو العدد الرابع السنه الأولى 15 رجب 1376هـ الموافق 15 فبراير 1957م وقد تحولت من صحيفة نصف شهرية إلى مجلة شهرية وصفحاتها 34 صفحة، تطبع بمطابع الرياض وكان الأجدر أن يكون العكس»، وهنا أعتقد أن الأمر اختلط عليه لطول الفترة لأن المجلة هي التي صدرت بالأحساء، وطبعت بالمطبعة السعودية، وإن الجريدة هي التي طبعت بمطابع الرياض، وبعد أن سافر الأخ حمود إلى مصر التقى الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم الذي كتب مايلي: (قبل أن نسافر حمود البدر وأنا الى أرض الكنانة في عام 1378هـ للدراسة كنا على معرفة تامة، بل وثيقة برجل مهنة المتاعب الصحفي الشباط، وفي عام 1381هـ حل أديبنا ضيفًا علينا -حمود وأنا بشقتنا المتواضعة بشارع الخطيب بحي الدقي بمنطقة الجيزة في القاهرة – الجمهورية العربية المتحدة. ولم يكن صاحب مهنة المتاعب سائحًا، كان الهدف من زيارته للقاهرة وإلى مصر هو إعداد عدد خاص من جريدة الخليج العربي الأسبوعية، ومن حسن الصدف أن الزميل حمود كان طالبًا بقسم الصحافة بكلية الآداب، وكم كنت مسروراً أن أكون بين صحفيين) وقفة في تعرف ذلك الزمن الفضفاض الذي لم نستغله كما الآخرين كثيراً حتى أنهكنا التعب.. ولقد صدق الدكتور محمد الملحم -وفقه الله- في روايته التي أعادت الذهن إلى عصر مضى باستثناء بعض الذكريات، وما تحمله من أطياف عصر النهضة المزدوجة، نهضة الأمة ونهض الشباب وطموحاته، وأعود إلى معالي الدكتور حمود بن عبدالعزيز البدر رفيق الصبا، وزميل المهنة فقد كانت لنا أيام مليئة بالفرح رغم المعوقات والعقبات، وقد استمر فرح الدكتور حمود وابتسامته العذبة ابتداءً من شقة الدقي بالقاهرة حتى الآن يتجاوزها كل العقبات، على العديد من صفحات الفخر التي تكتب له في صحائف الخلود، وهكذا استثار الدكتور محمد بقية ذكريات أيام الصبا والفتوة العذبة كعذوبة ابتسامة حمود البدر التي لم تفارقه منذ عرفته، وحتى التقيت به بعد مرور نصف قرن من الزمان، تلك الابتسامة التي لم تتغير تفاصيلها، ومعناها العميق في قلب ذلك الإنسان المحب المحبوب، ولقد أحسن الأخ محمد القشعمي بتوثيق هذا السجل الحاوي لكل المسارات التي سلكها ذلك البدر الذي لم يأل جهداً في مواصلة التعليم، ونشر والمعرفة والمشاركة في خدمة المجتمع ثقافياً واجتماعياً إلى جانب أعمال البر والإحسان، والله أسأل أن يوفقنا وإياه إلى كل خير وبر، وأن يحسن لنا وله الختام إنه عفور رحيم.
إن هذا السجل ليس خاصًا بمسيرة الدكتور حمد البدر الذي أكن له في قلبي كل ود ومحبة، بل هو جزء من سجل التعليم والنهضة لوطننا الكبير.
حمود البدر .. البر الكريم
الكاتب: عبدالله الشباط
الناشر: جريدة الجريدة – العدد
تاريخ النشر: 31 مارس 2014
الرابط: http://www.alyaum.com/News/art/130187.html