شهد فندق الأحساء انتركونتنتال أمس اللقاء السنوي السابع للرعيل الاول لخريجي مدرسة الهفوف الاولى بالأحساء « ابتدائي _ اعدادي _ ثانوي» باستضافة رجل الاعمال وأحد خريجي المدرسة عبدالرحمن بن سعد الراشد والذي علق بقوله: ان هذا الحفل السابع يدل على حرص الجميع على الالتقاء حيث يسود جو من الحميمية والألفة بين الجميع واكد انه يجب ان يكون هناك لجنة للتبرعات أو صندوق لهذا الغرض ونوه بتلبية الجميع للدعوة وتحمل عناء السفر والحضور للاحساء وطلب من العلي القدير ان يديم على الجميع الصحة والعافية وطوال العمر وكان الراشد في مقدمة استقبال الحضور والترحيب بهم بحفاوة وتكريم وقال في كلمة خاصة باليوم: انه يقترح انشاء جمعية للزملاء تكون بمثابة المرجع للجميع وذلك لتنسيق اللقاءات بينهم.
فقرات منوعة
وكان الحفل بدئ بالقرآن الكريم ثم أعلن عبدالعزيز بن سليمان العفالق استضافة رجل الاعمال عبدالله بن محمد السلطان حفل الرعيل الأول للعام القادم بمحافظة الاحساء ثم كلمة محمد بوعائشة القاها نيابة عن الحضور نوه خلالها بالتواصل بين الجميع وشكر خلالها عبدالرحمن بن سعد الراشد لاستضافة هذا اللقاء وقال: اننا نلتقي في هذا اللقاء وفي هذا الوقت من كل عام لنتجاذب اطراف الحديث واستعادة ذكريات الماضي الجميل ونصغي لأعذب الشعر واحلى الكلام ولكن اتمنى ان يتمخض هذا اللقاء عن توصيات محددة وقرارات ملزمة وكان بودنا ان يتحقق ذلك عبر اللقاءات السابقة ولكنها لم تبصر النور حتى الآن نظرا لعدم وجود الجهة التي تتبنى هذه الاقتراحات والتوصيات كما وزعنا في العام الماضي استبيانا . ونوه بوعائشة بان الاغلبية لا يفضلون ان تكون اللقاءات فردية بل جماعية.
المحافظة على التواصل
ثم ألقى رجل الاعمال عبدالله بن سلطان السلطان كلمة رحب خلالها بالجميع في العام القادم واستضافته للقاء مقدما الشكر لمن سبقوه من الإخوان بالحفاظ على التواصل في اقامة هذا الحفل السنوي الذي ان دل على شيء فانما يدل على الوفاء والحب المتبادل فيما بيننا والاخلاص الدءوب في رفعة شأن هذا الوطن ومثل هذه الصفات الكريمة ليست بالجديدة على اهالي الاحساء فهم شعب متقارب ويشد بعضه بعضا وادعوكم للقاء الحفل العام القادم لعامه الثامن واكون شاكرا ومقدرا تلبية دعوتي هذه سلفا وذلك في هذا المكان وسوف نذكركم بموعد هذا اللقاء في بطاقة الدعوة راجيا من الله ان يجمعنا دائما على الخير .بعد ذلك ألقى احد طلاب الرعيل الاول الاستاذ عبداللطيف السليم قصيدة شعرية بهذه المناسبة السعيدة بعد ذلك ألقى الشاعر النبطي على الطبيلي تفاعل معها الحضور ثم ألقى الاديب عبداللطيف العقيل كلمة بهذه المناسبة تحدث خلالها عن الرعيل ثم عن كتابه حول مدير التعليم بالاحساء سابقا عبدالعزيز التركي. من جهة ثانية أكد معالي الدكتور يوسف الجندان مدير جامعة الملك فيصل ان هذا اللقاء يحمل خصوصية خاصة جدا وله طابع خاص جدا يتمثل بلقاء الاخوة في جو اخوي وهي محطة هامة للجميع لن ننساها مدى الحياة ولا نريدها أن تأخذ الجانب الرسمي بل الابتعاد عن الروتين وهناك عفوية في هذه اللقاءات تسودها الحميمية والدفء.
ذكريات جميلة
كما نوه عبدالله جمعة رئيس شركة رامكو السابق بان هذا اللقاء يتذكر خلاله ذكريات جميلة تجمعه باصدقاء العمر والدراسة. وقال: « التقيت بمعالي الدكتور يوسف الجندان الذي درست معه في الصف الاول الاعدادي وكذلك الزميل محمد الملا ونحن اليوم نلتقي بعد هذا العمر الطويل فمنا المدير والمهندس والمسئول وتمنى من الاجيال الحالية المحافظة على مثل هذه الصداقة التي اثبتت نجاحا كبيرا في تاريخ الصداقة والاخوة ونتمنى من الشباب الحضور هنا لرؤية هذه الحميمية بين ذلك الجيل ويرون صورنا على مقاعد الدراسة. كما نوه عبدالرحمن الراشد رئيس الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية بهذه اللقاءات وقال: اتمتع عندما احضر هذه اللقاءات فهي تعبر عن مدى صدق المشاعر الجميلة بين هذه الاجيال.
حنان الأم
من جانبه وصف الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم مدرسة الهفوف الاولى بأنها بمثابة الأم لجميع الخريجين وقال: « حنان هؤلاء الطلاب نحو مدرستهم ظل عالقا بذاكرتهم, وبخلدهم طيلة حياتهم ومع مرور الزمن ظل هؤلاء الطلبة يرددون مقولة من علمني حرفا صرت له عبدا وتنصرف مقولتهم لكوكبة من مدرسي المدرسة قل ان يوجد مثلهم وقت تـأسيس المدرسة والمدرسة التي أعنيها هي كما سبق القول مدرسة فريدة في وقتها تأسست في بلدة «هجر».وتختلف عن كل المدارس بل ولا تتكافأ من حيث المستوى التعليمي مع مدارس أيامنا المعاصرة كانت هذه المدرسة هي الوحيدة في بيئة كانت الأمية فيها هي صاحبة السيادة مدرسة كانت في أيامها ذات شأن يذكر, وهذا الشأن لعظمته لا يزال يقاوم النسيان لانه يجسم في وجوده واثره وتأثيره ذكرى خالدة في فم التاريخ.
ذكريات لا تنسى
وتحدث أحد طلاب المدرسة آنذاك رجل الأعمال المعروف عبدالله بن سعد الراشد بقول: «المدرسة هي الاولى في المنطقة الشرقية بأسرها حيث تأسست عام 1360هـ وكانت غاية الأمل في ذلك الوقت إلا أنه بعد مضى ما يقارب سبع سنوات تطلع خريجو المدرسة الابتدائية الى مواصلة الدراسة للمرحلة الثانوية وفي عام 1377هـ أحدث فصل أولى ثانوي وهو ما يعادل أولى متوسط في الوقت الحاضر ملحقا بالمدرسة الابتدائية والتحق به عدد محدود من الطلاب احضر لهم معلم مصري يقوم بتدريس جميع المواد الا ان سير الدراسة قد تعثر في ذلك العام وقد يكون تسرب بعض الطلاب سببا في ذلك.وفي العام الثاني 1378هـ تمكن المتبقون من الطلاب وهم واحد أو اثنان من مواصلة الدراسة مع زملائهم الجدد في ذلك العام وأحضر لهم معلمان مصريان هما احمد الأزهري ومصطفى عمايمي وكانا يكلفان بالتدريس للصفين الخامس والسادس الابتدائي إضافة الى عملهما بالصف الأول الثانوي.وتطورت المدرسة الثانوية وشيدت لها فصول على سطوح المدرسة الابتدائية كان عددها اربعة ثم تمت زيادتها إلى أن أصبحت أكثر من عشرة فصول وتطور عدد الطلاب حتى أصبح في عام 1371هـ خمسة وثلاثين طالبا يقوم بتدريسهم نخبة من المعلمين المصريين الأوائل الذين حضروا عن طريق الإعارة من الحكومة المصرية بينما تعاقب الأساتذة السعوديون محمد الجنيدل وعبدالرحمن الحقيل وعبدالله بن علي المبارك وعبدالله الباز وعثمان الاحمد على القيام بالأعمال الإدارية إضافة الى تدريس المواد الدينية وكان بالمدرسة قسم داخلي لإيواء الطلاب الوافدين من الدمام والخبر والقطيف ولتشجيع الشباب على الالتحاق بالمدرسة الثانوية كانت تصرف للطالب مكافأة شهرية بدأت من ستين ريالا في العام 1370هـ إلى مائة ريال ثم بلغت مائة وخمسين ريالا في عام 1374هـ وتم توظيف بعض الطلاب في فرع وزارة المالية بالاحساء حيث يداومون أكثر من ساعتين يوميا وفي العطلة الصيفية دوام كامل وقد بلغ عدد الملتحقين بالعمل لدى المالية من الطلاب عشرين طالبا كلما نجح فوج حل محله فوج آخر مقابل راتب وقدره مائتان وخمسون ريالا شهريا فكان مجموع ما يتقاضاه الطالب الموظف لدى المالية اربعمائة ريال وهذا مبلغ يفوق راتب بعض موظفي الدولة آنذاك إذ كانوا معينين على وظائف رسمية استفادوا منها حين التقاعد بعد مواصلة دراستهم وعملهم لدى الدولة بعد تخرجهم في الجامعة. وفي عام 1372هـ أنهت الدفعة الأولى دراستها للمرحلة الرابعة الثانوية ما يعادل أولى ثانوي في وقتنا الحاضر ولم تكن هناك امكانية لفتح فصل خامس ثانوي فابتعثوا لاكمال الدراسة بمدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة وهم: عبدالله البخيت, سعود أحمد الضويحي, إبراهيم ناصر المنقور, فهد عبدالله الحواس, محمد عبدالرحمن الباز. وبعد أن أنهوا دراستهم الثانوية في مكة المكرمة تم ابتعاثهم الى مصر لمواصلة الدراسة الجامعية وكانوا أول فوج من مدرسة الأحساء الثانوية يبتعث الى مصر وفي عام 1374هـ بذل عبدالمحسن حمد المنقور مدير المدرسة آنذاك جهودا طيبة أثمرت عن افتتاح فصل خامس ثانوي وكان عدد الملتحقين به سبعة طلاب هم: عبدالله محمد العمران , عبدالله المهاوش , علي ابراهيم السلمان , عبدالرحمن المشاري , خالد العجاجي رحمه الله ، احمد الماجد وسليمان الغنيم.وبعد بداية الدراسة بفترة وجيزة خير الطلاب في التخصص الذي يرغبون في دراسته علمي أو أدبي فاختار المشاري والعجاجي والغنيم القسم العلمي وطلب منهم التوجه الى مكة المكرمة لإكمال الدراسة هناك أما الذين اختاروا القسم الأدبي فواصلوا دراستهم بالاحساء.وفي عام 1375هـ تم افتتاح الفصل السادس الثانوية (التوجيهي) والتحق الناجحون من الفصل الخامس واكملوا دراستهم الثانوية واصبحوا أول فوج يكمل الدراسة الثانوية بالاحساء بعد ان أدوا الامتحان النهائي في مدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة بعد أربعة أيام من المعاناة في مدينة الظهران لعدم وجود أماكن على الطائرة الوحيدة التي تسافر الى جدة حيث شهر شعبان موسم عمرة ولم يتمكن الطلاب من الحصول على مقاعد بالطائرة الا بعد ان طلب عبدالعزيز التركي – رحمه الله- من سمو الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي أمير المنطقة الشرقية آنذاك – رحمه الله- أن يصدر أمره لمطار الظهران لإيجاد أماكن للطلاب حيث لم يتبق على الامتحان سوى يومين واستغرقت الرحلة سبع ساعات من الظهران الى جدة حيث هبطت الطائرة في عدة مطارات داخلية وكان عدد الناجحين في ذلك العام 1375هـ في امتحان الشهادة التوجيهية ستين طالبا على مستوى المملكة القسم الأدبي منهم خمسة طلاب من مدرسة الاحساء الثانوية وكانوا يمثلون اول دفعة تكمل دراستها الثانوية بالاحساء وتعتبر المدرسة الثانوية بالاحساء رابع مدرسة بعد مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة يشترك طلابها في الامتحان النهائي للثانوية العامة في ذلك العام 1375هـ.
وكان عدد خريجي الدفعة الأولى من مدرسة الأحساء الثانوية خمسة طلاب تم ابتعاثهم الى مصر لاكمال دراستهم هناك وهم عبدالله محمد العمران عبدالله المهاوش علي السليمان قسم التخصص تاريخ واحمد على الماجد تخصص جغرافيا وناصر محمد بونهية منازل. وهانحن الآن بعد مرور اكثر من نصف قرن نرى ما انعم الله به على هذه البلاد وانتشار التعليم تحت قيادة حكومتنا الرشيدة – أعزها الله – حيث اصبحت المدارس بجميع مراحلها منتشرة في المدن والقرى والهجر كما ان الجامعات عمت جميع ارجاء المملكة وأصبح الطلاب يعدون بالملايين.
لقطــات من اللقـاء
• استقبل رجل الاعمال عبدالرحمن الراشد الحضور بحفاوة ولم يجلس طوال الحفل وقد تجوّل بين رفاقه مرحّبا بهم وسط ابتسامات واحاديث سريعة وتنظيم واعداد متميز بإشراف منسق الحفل فهد بن محمد السلطان ، وطاهر عبدالعزيز الحنوش.
• حرص جميع الزملاء الاعلاميين على تغطية هذا الحدث الذي كان متميزا في روح الاخاء والمحبة من قبل طلاب الرعيل الأول.
• قدم الحفل الزميل عبداللطيف المحيسن.
• ساد المكان جو من الالفة والحميمية بين الجميع.
• قام راعي الحفل عبدالرحمن بن سعد الراشد بطباعة كتاب فاخر بهذه المناسبة .
• حرص عدد من المشائخ ورجال الاعمال على حضور هذه المناسبة ومنهم الشيخ عبدالرحمن محمد الحواس الذي حضر على كرسي متحرك برفقة ابنه كما حضر الشيخ عبدالمحسن البنيان وعدد من الشخصيات منهم عبدالرحمن اليمني، عبدالله الصويغ ، ابراهيم الطوق، عبدالعزيز العبدالقادر، عبدالله الراشد، راشد الراشد، سعد الحسين ، عبداللطيف البشير، عبدالرحمن العفالق، عبدالعزيز العفالق ، عبدالرحمن البطاط، خالد يونس ، عبدالرحمن الشهيل، حمد الحواس، محمد بوعائشة، عبدالعزيز الجندان، احمد ابوالسعود ، خليفه الحواس، الدكتور عبدالعزيز المانع، الدكتور يوسف الجندان، عبدالله جمعه، عدنان جمعة، عبدالعزيز القاضي، عبدالله ناصر الشعيبي، ابراهيم الملحم، عبدالرحمن الماجد، عبدالله الصويغ، عبدالرحمن الراشد رئيس غرفة الشرقية وعدد من الشخصيات.
• بدأ البرنامج الساعة الواحدة ظهرا واستمر حتى الساعة الثانية ظهرا وتناول الجميع طعام الغداء بهذه المناسبة.
*لمشاهدة الصور إضغط على رابط الجريدة.
المقالة | الرعيل الأول لخريجي مدرسة الهفوف بالأحساء يستعيدون ماضيهم في لقائهم السابع
الكاتب: عبداللطيف المحسين وابراهيم المبرزي ـ الاحساء
الناشر: جريدة اليوم، العدد: 13055
تاريخ النشر: 12/3/2009
الرابط: http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=13055&P=1&G=2