مقابلة معالي د. محمد الملحم مع غرفة الأحساء

أسئلة خاصة وُجهت لمعالي د. الملحم حول التقاعد، وتاريخ حياته، وكيف كان يقود من خلف الكواليس كجندي مجهول. وهو نفس المقال الذي فجر قضية البند 77 من نظام العمل والذي يشير إليه معاليه بأنه يضر الدولة وأنه ينبغي تغييره. وكان للمدرسة الأميرية نصيبا في الأحساء من اللقاء، ومما فيها، أسعار الأراضي، ووظيفة المحاماة إن كانت مربحة، ونصائح للتجار، وعلاقته مع وزراء آخرين من بينهم معالي د. غازي القصيبي!

وصلة مباشرة PDF للمقابلة من مجلة الغرفة التجارية، وللتصفح في الأسفل

مقابلة معالي د. محمد الملحم مع غرفة الأحساء

 

 

 د. الملحم: رصدت الدولة جزءاً كبيراً من مواردها المالية للتعليم العام 

ألقى الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم، وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء السابق كلمة أمام وزير التربية التعليم الأمير خالد الفيصل مساء أمس الأول في الاحتفالية التي اقامتها الأسرة التعليمية بالشرقية لوزير التربية و التعليم.

الجسر الثقافي نقل الكلمة التي جاءت كما يلي:ايها الاخوة: سوف اتناول في كلمتي هذه وباختصار، موضوعين: الأول ويتعلق بمدرسة سميتها “كانت اشبه بالجامعة” في “محافظة الأحساء”، والموضوع الثاني له علاقة مباشرة ببعض المهام المناطة، بالمحتفى به في هذا الحفل البهيج.ولأبدأ بالموضوع الاول، وهو عن “مدرسة الهفوف الابتدائية الاميرية” التي تأسست بمدينة الهفوف في عام 1350هـ وذلك قبل الاعلان الرسمي عن تأسيس “المملكة العربية السعودية بسنة” أي في عام 1351هـ، هذه المدرسة وئدت بعد تأسيسها في مهدها بفعل البعض من اهالي الاحساء الذين لم يحبذوا التعليم الحديث آنذاك، بل حاربوه! وأعيد تأسيس المدرسة في عام 1355هـ، ومن ثم تم تدشينها في عام 1360هـ، وفي 14 جمادى الاولى 1366هـ التحقت بالمدرسة ورقم قيدي في سجلاتها هو “803” وبعدها بخمسة شهور أي في العاشر من شهر شوال/1366هـ التحق بالمدرسة الأمير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، ورقم قيد سموه بسجلاتها هو “817”.تخرج من المدرسة رجال رواد كان لهم الفضل في نشر التعليم في شرق المملكة ومناطق اخرى بالمملكة خلال عقود من الزمن، ومرت المدرسة بظروف كانت فيها خاوية على عروشها، وكادت المدرسة ان تختطف عن طريق منحها ربما ليقام عليها مركز تجاري، ولأنني رضعت العلم الاولي في ربوعها كانت هي هاجسي الاول خلال عقود من الزمن، وكانت المدرسة بمخيلتي محفورة، وكنت امر عليها بين الحين والآخر كي اتشمم عبير الذكريات فيها، وكيف لا؟ والمدرسة بالنسبة لي “مشهد ملذات، وموطن ذكريات، ومسارح افكار، ومصدر اشعاع، ومنتدى سمار، كنت اردد ابياتا من الشعر حينما ادور حول مبناها المهجور بوسط مدينة الهفوف التاريخية، ومن الابيات:ولي وطن آليت الا ابيعه وألا ارى غيري له الدهر مالكاعهدت به شرخ الشباب ونعمة كنعمة قوم اصبحوا في ظلالكاوحبب اوطان الرجال اليهم مآرب قضاها الشباب هنالكااذا ذكروا اوطانهم ذكرتهم عهود الصبا فيها فحنوا لذالكاوكنت اردد كذلك بيتين هما:ديار خلت من اهلها وتوحشت فليس بها مرعى لعين ولا خصبعلاها البلى حتى تعفت رسومها وانكرها طرفي فأثبتها قلبي وبالفعل اثبت قلبي مدرستي حيث شرعت بعد تغيير الوزارة التي كنت عضوا بها في عام 1416هـ محاولا تخليد ذكرى هذه المدرسة، وتم ذلك في كتاب ضخم موثق سميته “كانت اشبه بالجامعة: قصة التعليم في مقاطعة الاحساء في عهد الملك عبدالعزيز” وصدر الكتاب بمناسبة احتفال المئوية في 5/شوال/1419هـ وبدون توقع مني حقيقة، بل كان كالمفاجأة، تسلمت رسالة في عام 1421هـ من احد طلبتي بكلية التجارة- جامعة الملك سعود حينما كنت عميدا فيها، افادني هذا الطالب في رسالته انه قد قرأ كتاب “كانت اشبه بالجامعة” وانه سيتخذ من الاجراءات ما من شأنه العناية بالمدرسة ما دام “جدُه” المؤسس- يرحمه الله- هو الذي امر بافتتاح المدرسة المعنية في كتابي، والطالب هو الأمير “سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود” وكان وقتها قد انشأ “مؤسسة التراث” وترأسها بعد عودته من رحلة الفضاء.وشرع الأمير في تبني ما ارتآه، ونفذت “مؤسسة التراث” توجيهات سموه، وبدعم مالي منها ودعم من بعض خريجي المدرسة من الرعيل الاول بمن فيهم محدثكم تم ترميم المدرسة، وبالفعل دبت الحياة في “مدرسة الاحساء الابتدائية الأميرية” بعدما كانت جثة هامدة! ولما اعلمه من رعاية الأمير “سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز” للمدرسة باعتباره رئيسا لمؤسسة التراث وهو الآن الى جانب رئاسته لمؤسسة التراث، الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والآثار فقد بعثت لي برسالة برقم 1153 وتاريخ 9/صفر/1431هـ حدثني فيها عن وضع المدرسة بعد نقلها الى ممتلكات الهيئة العامة للسياحة والآثار، وكشف لي في رسالته عن هوية المدرسة “كمعلم حضاري” في “محافظة الاحساء” وضمن الرسالة اعتراف الهيئة العامة للسياحة والآثار بأن المدرسة “احد المعالم التاريخية” في “المملكة العربية السعودية” وبالفعل اعتبرت المدرسة من مرافق الهيئة العامة للسياحة والآثار في “محافظة الاحساء” ومن المرافق التي تزار الآن بالمحافظة، وهي مفتوحة لكل زائر للمحافظة، ناهيك عن طلابها وطالباتها، وبالمدرسة انشأ سموه مركزا ثقافيا، سماه “المركز الثقافي الاحسائي” بل واكثر من ذلك ففي حفل بهيج اقيم في ساحة المدرسة في 27/محرم/1434هـ حضره الأمير جلوي بن مساعد بن عبدالعزيز آل جلوي آل سعود نائب أمير المنطقة الشرقية، ومحافظ الاحساء الأمير بدر بن محمد بن عبدالله آل جلوي آل سعود، ولفيف من الرعيل الاول من طلبة المدرسة، وفي الحفل البهيج دشن الأمير سلطان باعتباره رئيسا للهيئة العامة للسياحة والآثار “بيت الثقافة” في المدرسة، واعلن كذلك أن جامعة الملك فيصل ستتبنى “النشاط الثقافي” في “بيت الثقافة” وبالاضافة الى جامعة الملك فيصل فالمساعي تتواصل الآن الى أن يكون “بيت الثقافة” في “مدرسة الاحساء الابتدائية الاميرية” هو المظلة الكبرى “لنادي الاحساء الادبي” وفرع “جمعية الثقافة والفنون” وذلك بعد التفاهم الذي سيتم مع وزارة الاعلام والثقافة التي تعتبر مسؤولة عن “النادي” و”فرع الجمعية”.وباعتبار ان تأسيس مدرسة للتعليم الحديث ظاهرة غير مألوفة آنذاك في “مقاطعة الاحساء”، فبعد ان تأسست المدرسة، وجدت ادارتها ان تأهيل المدرسين فيها لاستيعاب مناهجها من اهم الاولويات لديها، وتم ذلك في تأسيس مدرسة داخل المدرسة التي كانت “اشبه بالجامعة” وسميت “بمدرسة المعلمين” وكان الغرض من هذه المدرسة اعداد وتدريب وتأهيل المدرسين على طرق التربية والتدريس.وانطلاقا من الغرض الحيوي الذي أُسست من اجله “مدرسة المعلمين” بمدرسة الاحساء الابتدائية التاريخية سوف اتناول الموضوع الثاني مما له علاقة ببعض مهام المحتفى به في هذا الحفل البهيج، وهو الأمير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود وزير التربية والتعليم.ما احوجنا هذه الايام، الى انشاء مدارس للمعلمين لتأهيلهم ومدارس للمعلمات لتأهيلهن ليكونوا جميعا معلمين ومعلمات على مستوى مناهج التعليم المطورة الحالية، ولو تم تأهيل المعلمين والمعلمات وفق اسس علمية سليمة على المناهج المطورة لما استدعت الحاجة الى امتحانات اخرى تسمى “امتحانات الجدارة”، و”امتحانات القياس” لخريجي المرحلة الثانوية.المناهج المطورة برامج رائعة، ولكن المصطحات المستخدمة فيها، التي اطلعت على البعض منها شخصيا، تحتاج الى قواميس لغة لفك رموزها الرئيسة والفرعية حتى تستوعب مضامين موضوعاتها من قبل المكلفين والمكلفات بتدريسها لطلابنا وطالباتنا في مراحل التعليم العام الثلاث؟وهناك عدم ارتياح عند من كلفوا وكلفن من معلمين ومعلمات بتدريس هذه المناهج ممن التقيت بهم وبهن في مناسبات، وربما لدى سموكم علم بذلك او طرف منه، ربما!سمو الأمير: رصدت الدولة جزءا كبيرا من مواردها المالية للتعليم العام، وأنتم الآن في قمة هرمه، وأنتم الرجل المناسب في المكان المناسب ولماذا لا؟ “وأنتم أمراء الفكر العربي في الوطن العربي”، وإني أتمنى على سموكم ان يستفاد مما تجمع لديكم من خبرات في مؤسستكم التي من مهامها، كما ذكر في وثيقة تأسيسها، العناية “بمختلف سبل المعرفة من علوم وطب واقتصاد وادارة واعلام وآداب” اقول ان يستفاد من تجربتكم في سبيل ترويض مناهج التعليم المطورة في بلادنا وذلك لتتلاءم وتتوافق مع مدارك المعلمين والمعلمات وذلك كي يتخرج على ايديهم وأيديهن “بنين” متمكنين و”بنات” متمكنات في العلم والمعرفة.وبخصوص مناهجنا التي ما زلت اتحدث عنها، ولانني اعتبر ان هذه فرصة بالنسبة لي فهناك ثلاثة ثوابت لا يمكن المساس بها في المناهج: الاولى العقيدة، والثانية، الهوية الوطنية، والثالثة اللغة العربية لغة القرآن الكريم، وما عداها، فأرى ان يترك للمعلمين والمعلمات القائمين والقائمات على تطبيق المناهج المطورة الحرية المطلقة في قاعات الدرس مع طلابهم وطالباتهن.ووجهت لي ذات مرة جريدة “الجزيرة” اسئلة منها السؤال التالي:”هل طلابنا على مستوى تحديات الالفية الثالثة؟” وكان مؤدى اجابتي انهم على مستوى التحديات لو اخذ في الاعتبار غربلة المناهج الحالية بغرض اخراج العقل العربي المسلم من القمقم ليرى النور من جديد، وجعل هذه المناهج تنطلق من فلسفة تعويد الطلاب منذ الصغر على طرح السؤال، وحث الطلاب في جميع مراحل الدراسة على طرح السؤال، وحثهم على طرح الاجابة، اية اجابة في اجواء علمية تسخر فيها الادوات اللازمة الحاثة على طرح السؤال بدون خوف او رهبة.وأختم بأنني مطمئن، سمو الأمير، بأنه ستكون لكم- ان شاء الله- بصمات تاريخية في مسيرة التعليم العام..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اطبع المقالةالتعليقات   تعليق : عبدالوهاب الفايز     البريد : لايوجد التاريخ : 07/04/1435
خالد الفيصل.. رؤية في التعليم

في أمسية زاهدة في التكاليف كبيرة في المعاني، احتفى مدير التعليم بالمنطقة الشرقية وزملاؤه بالأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم. الأمير خالد أينما يكون يكبر المكان معه، شارك في العرضة السعودية، هذه العرضة التي تحولت من رقصة للحرب إلى رمز للسلام، استمع إلى رسالة حب وتقدير من معلمه علي اليمني في المدرسة الأميرية في الهفوف، وكان التاريخ حاضرا بكل معانيه وأبعاده.
استمع الأمير والحضور إلى قصة المدرسة الأميرية من زميله حينئذ الدكتور الكبير النبيل رجل الدولة محمد الملحم، وكانت كلمة تداخلت فيها رصانة استاذ القانون المخضرم مع روح الأرض، كلمة حملت صورة للمسافات الحضارية التي مضى فيها التعليم في الأحساء، من مدرسة واحدة تصارع لأجل البقاء وتقف التحديات أمامها، إلى مدينة عامرة بجامعة كبيرة عريقة متميزة، وعامرة بمراكز الأبحاث، ومئات المدارس والمعاهد، مدينة تولّد الموارد البشرية لحقول الصناعة والزراعة، ومدينة يسجل أبناؤها التفوق والتميز العلمي والعملي كل يوم.والأكبر في المناسبة هي الكلمة الهامة والتي تضمنت رؤية وتصور وموقف الأمير من العديد من الأمور الحيوية على الصعيدين الوطني والعالمي، وأبحرت في الشأن الفكري والحضاري، واستعادت التاريخ الاسلامي عندما كانت (العولمة إسلامية).في الكلمة تحدث عن زملائه في وزارة التربية كما يليق برجل كبير نبيل قائلا: « ولا اقول إنني أتيت لاطور التعليم، ولكنني أتيت لأساعد زملائي الذين سبقوني في تطوير التعليم، لأكون شريكا معهم في هذه المرحلة التطويرية». إنها رسالة قائد واثق بالنفس يبعثها إلى جميع العاملين في التعليم، لا تأتي إلا من قلب قائد أصيل، رسالة تأليف للقلوب واستنهاض للهمم، لا تهديد ولا تخويف، وهذه الروح الجامعة هي روح جده الملك المؤسس الكبير عبد العزيز -رحمه الله- الذي جمع القلوب و(أصلح المضغة) قبل اعتبارات السياسة والجغرافيا، وجمع المدن المتحاربة، جمع الناس على كلمة سواء، ووزارة التربية هي حاضن الفكرة الوطنية، والعاملون فيها أمامهم مسؤوليات كبيرة. حدث الحاضرين عن مسيرته العلمية، بدأ طالبا وهو الآن يعود مديرا لمدرسة، في كلماته: «وهكذا أيها الاخوة.. تجدون أن رحلتي بدأت من المدرسة وانتهت إلى المدرسة، فأنا مدين للمدرسة أينما كانت، ومدين للتعليم، لأنني أؤمن ايمانا تاما بأن المعرفة هي الطريق إلى الرقي والتقدم في هذا العالم، ودلالة ذلك تبني المملكة العربية السعودية لاستراتيجية التحول إلى مجتمع المعرفة، الذي يبدأ مطلع العام المالي القادم، وهو أول عام للخطة العشرية للمملكة. وليس غريبا أن تتخذ المملكة هذه الخطوة في هذا الزمان وفي هذا العام، فلقد قطعت المملكة، انسانا ومكانا، شوطا كبيرا في طريق المعرفة، حيث انتقلت من مجتمع أمي بسيط إلى هذا المجتمع الذي أصبح لا ينافس الدول النامية، بل تخطاها إلى الدول المتقدمة بشبابه وفتياته، في منافساته الدولية، ويحصد الجوائز العلمية والرياضية في كل ناحية من نواحي العالم.»وتحدث عن قناعاته وثقته ببلادنا، يقول: «فهذا هو الوقت الذي نبدأ فيه المرحلة الحضارية العظيمة، والإنسان السعودي العظيم الذي يقول للعالم أجمع في هذا اليوم.. نعم: الإنسان السعودي قادم لا محالة ليحتل محله المستحق بين شعوب العالم المتقدمة. لقد طرحت قبل سنوات شعار «نحو العالم الأول» ولقد سخر مني البعض عندما ذكرت العالم الأول، ولكن هذا أنتم اليوم، ولقد تبنت دولتكم هذا التحول إلى العالم الأول كاستراتيجية من استراتيجيات المملكة العربية السعودية.»وقال أيضا: «لا استطيع أن أتحدث بالتفصيل عن هذا الموضوع، ولكن الأيام والأسابيع والأشهر القادمة ستثبت لكم جميعا بالفعل مرحلة جديدة من التعليم في المملكة العربية السعودية، وأنا أقصد التعليم العام الذي هو من مسؤوليات زملائي وأنا معهم بوزارة التربية والتعليم.»لقد كانت كلمة، لا نقول تاريخية، ولكن هي تستشرف مستقبل بلادنا، والأمير خالد يعتز بالنجاح الذي حققته بلادنا، « في هذا العهد الزاهر عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك الابداع والتطوير والابتكار، والذي سابق عصره في تحقيق الأحلام التي كانت تداعب أبناء شعبه، وهم اليوم يعملون في طريق تحقيقها.»

——————————-

الناشر: جريدة اليوم

– العدد:تاريخ النشر: 1 مايو 2014

الرابط للمصدر

كلمة د. الملحم أمام لقاء الرعيل الأول لخريجي مدرسة الأحساء الابتدائية الثامن

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وأصحابه، وبعد:الأخوة الزملاء “الرعيل الأول” وأبناءهم وأحفادهم وأسباطهم
الأخوة الحاضرون من الضيوف من غير خريجي المدرسة:
الأخ الزميل/عبدالله بن سلطان السلطان راعي اللقاء الثامن:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أودُ أن أبدأ كلمتي بأبيات للشاعر الجاهلي الْجُشَمِي “دريد بن الصمة” من قصيدةٍ يرثي فيها أخاه: يقول “دريد”:أَمَرْتُهُمُ أَمْرِي بِمُنْعَرَجِ اللِّوَى ــــ فَلَمْ يَسْتَبِينُوا النُّصْحَ إِلاَّ ضُحَى الْغَدِفَلَمَّا عَصُونِي كُنْتُ مِنْهُمْ وَقَدْ أَرَى ـــ غِوَايَتُهُمْ وَأَنَّنِي غَيْرُ مُهْتَدِوَمَـا أَنَا إِلاَّ مِنْ “غُزَيَّةَ” إِنْ غَـوَتْ ـــــ غَوْيتُ وَإِنْ تَرْشُدْ “غُزَيَّةَ” أََرْشُــدِ
ومناسبة إيراد هذه الأبيات هي أنها ذات صدىً للسنين الخوالي.
لقد ألقيتُ في اللقاء الخامس للرعيل الأول كلمة بعنوان: الماضي والحاضر والمستقبل حلقاتٌ ثلاثٌ تتداخل ولا تنفصل، وقلتُ فيها: وصلُ الماضي بالحاضر مهمةٌ صعبةٌ، وأصعبُ منها وصل الماضي بالمستقبل.
وتساءلتُ: هل من الممكن أن يتم ذلك الوصل عبر الحاضر بما يمثله من نشاط وحيوية ومتاهات لا حدود لها؟
الماضي والحاضر والمستقبل حلقات ثلاث بعضها يكملُ البعضَ الاخر.
ونحن الرعيل الأول جيل الحاضر ما هو الدور المطلوب منَّا عمله حتى نُفعِّلَ عملية الوصل والتواصل بين جيل مضى وهو جيل آبائنا بكل ما يمثله من ايجابيات وسلبيات، والجيل الحاضر وهو جيلنا الذي نمثله وما يزخر به من نشاط وحيويه ومتاهات لاحدود لها، وجيل المستقبل وهو جيل أبنائنا وحفدتنا وأسباطنا وهو الجيل الذي يحتاج إلى رؤيةٍ مستندةٍ على تجارب الماضي وتفاعلات الحاضر؟
أليس من واجبنا ونحن نمثل جيل الحاضر، ومن باب الوفاء لجيل الماضي، أن ننقل لجيل المستقبل أحوال الحياة وقيمها التي عاشها وتعايش معها جيل الماضي جيل الآباء والأجداد؟إن استمرارية التواصل تقتضي من الجيل الحاضر أن ينخرط في عملية من طبيعة تأسيسية تتسم بالثبات لربط الحلقات الثلاث ـ الماضي والحاضر والمستقبل ـ بعضها ببعض .
وقلتُ بمناسبة اللقاء الرابع لهذا الرعيل: ويلتقي الصحب من جديد. إنهم طلبة الأمس، ورجال اليوم والغد في جوٍ بهيجٍ ملؤهُ الحبُّ والسرورُ في بلدة “هجر” [الواحة الخضراء ذات الخير والعطاء]، البلدة ذات التاريخ المجيد التي عاصرتْ حضاراتٍ وثقافاتٍ قبل الاسلام وبعده، وتساءلتُ لماذا هذا التجمع؟ وأجبتُ أنه لتجديـد ذكريات الأمس العبقة التي ظلَّت ولا تزال عالقةً بأذهاننا مهما تغيرت الأحوال، وتعاقب الليل والنهار.
إنه لتجديد ذكرى مدرسة نحنو عليها وهو حنانٌ أشبه بحنان الأمِ على أطفالها، ورأيتُ أنه من المهم أن أتحدث آنذاك عن حقيقة ذات وجهين: الوجه الأول إيجابي: ويتمثل هذا الوجه في هذا التجمع الذي لا يزال صامدًا سنة بعد أخرى منذ أن أُعْلِنَ عن تجمعه الأول، ولأول مرة، في مزرعة الزميل “سعد الحسين”، والوجه السلبي: ويتمثل في الاعلان بعد حين، وإن كنتُ آمل أن لا يحدث ذلك، عن إقامة مأتم عزاء أخير يَتُمُّ فيه تأبين هذا التجمع، ووضع نهاية له وذلك لأسباب منها، ولعل من أهمها، أن هذا التجمع قـد ابتعد عن أساس وجوده فهو يلتقي الآن في مكانٍ بعيدٍ عن المكان الذي رَضَعَ فيه العلم، وهو مبنى مدرسة الهفوف الأولى الذي كان من المفروض من هذا التجمع أن يكون حاضرًا في ساحتها، وبين جدرانها، وفي قاعاتها يرصد أحوالها ذات الماضي العريق، ويضيف إليها أمجادًا جديدة من عنده.وكنتُ دعوتُ عن تأسيس لجنة تسمى “رابطة خريجي مدرسة الهفوف الأولى إبتدائي ومتوسط وثانوي”، وأعلنتُ ميثاقها أمام تجمع الرعيل في لقائه الرابع في هذه القاعة لتتحمل هذه الرابطة مسؤولية التواصل في مقر المدرسة نفسها، ولا مكان غيره كبديل عنها، وبمعنى حتى لو التقينا بها فلا مانع من استخدام المداد والزل والدواشك والمساند والسفر كرموز لتاريخ عبق.
ونُشِرَ ميثاقُ الرابطة بجريدة اليوم العدد رقم 11662 وتاريخ 12/ ربيع الأول/1426هـ. ما كنتُ أتصورُ أن مجرد الحديث عن هذه اللجنة وميثاقها لم يكن إلاَّ كالحلم العابر، أو كان بمثابة كلام الليل يمحوه النهار. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا تُفَعَّل هذه الرابطة إذا كان هدف الوصل والتواصل قائمًا في أذهان هذا الرعيل؟
لماذا يكتفي هذا الرعيل عند تجمعه بلقاءٍ عابرٍ خلال ساعات تُتبادلُ فيه التحيات، ويُتناولُ فيه الطعام والمرطبات بعيدًا عن مقر المدرسة الأم؟
وكان آخر لقاء حضرتُه شخصيًا هو اللقاء الخامس. أما اللقاء السادس والسابع فلم أحضرهما للأسباب الواردة أعلاه، وأعتذرُ في ذلك للأخوين الزميلين: “إبراهيم بن عبدالعزيز الطوق” رمز اللقاء السادس، و”عبدالرحمن بن سعد الراشد” رمز اللقاء السابع.واليومُ أَحضرُ اللقاء الثامن الذي دعى له الزميل “عبدالله بن سلطان السلطان” على سبيل الإستثناء، وللأسباب التالية:
1 ـ وضعُِ مدرسة الهفوف الأولى الحزين منذ صدور كتابي “كانت أشبه بالجامعة” هَمٌ شغل بالي.
2 ـ إلحاح الإخوة الزملاء: محمد بوعايشة، وحمد بن صالح الحواس، وعبدالعزيز بن محمد الجندان وغيرهم لعملِ شئٍٍ مَّا من أجل المدرسة أجَّج كوامن الرغبة في نفسي للإستجابةِ لما طلبوه.
3 ـ زرت المدرسة في 21 من شهر الحجة الماضي عام 1430هـ، فوجدتُها أُمًا ثكلى خاويةً على عروشها قد فقدتْ فلذات كبدها.
4 ـ ولما أعلمه من رعاية صاحب السمو الملكي الأمير “سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز” للمدرسة باعتباره رئيسًا لمؤسسة التراث وهو الآن، إلى جانب مؤسسة التراث، الرئس العام لمؤسسة السياحة والآثار فلقد بعثتُ له برسالة ذات رقم وتاريخ عن وضع المدرسة بعد نقلها إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومستفسرًا عن مآل هويتها القانونية كمعلم حضاري. استجاب سموه متصلاً بي على الفور حيث هاتفني منوهًا عن أمور عن المدرسة أثلجتْ صدري كما يقال في المثل. ولم يكتف سموه بذلك حيث بعث لي برسالة رسمية برقم 1153 وتاريخ 9/2/1431هـ ضمَّنها اعترافًا منه باعتباره الرئيس للهيئة العامة للسياحة والآثار، وكذا بتعهدين من سموه. وكلها، من وجهة نظري، لها دلالات قانونية بالنسبة للوضع القانوني للمدرسة. أما الإعتراف فهو اعتبار مدرسة الهفوف الإبتدائية أحد المعالم التاريخية في المملكة العربية السعودية. وأعتبرُ شخصيًا أن هذا إنجازٌ كبيرٌ ليس لصالح المدرسة، بل وتتويجًا لكتابي “كانت أشبه بالجامعة” عن المدرسة التاريخية العتيدة نفسها. أما التعهد الأول فهـو أن المدرسة محل اهتمام سموه الشخصي. ومغـزى هذا التعهد هو أن المدرسة كانت فيما سبق محل رعاية مؤسسة التراث التي كان يرأسها سموه ولا يزال يرأسها. ومحتوى التعهد الثاني، وهو غال وثمين ومهم للغاية للمدرسة، فمحتواه هو أن “الهيئة العامة السياحة والآثار” مهتمةٌ بترميم المدرسة وتأهيلها. أيها الرعيل الأول لعلكم تسألون عماذا بقيَ؟
ما بقيَ هو أن سموه أنهى رسالته قائلاً لي: وستزال كافة العقبات التي تحول دون إنجاز هذا المشروع الذي صفه سموه بأنه هام.
وهكذا أصبحت مدرستنا على لسان مسؤول: مشروع مهم ومعلم تاريخي.ولِيعلمَ الرعيل الأول أن اتصلاتي مع سمو الأمير سلطان متواصلة شخصيًا ورسميًا بشأن أمور أخرى تتعلق بالمدرسة، وسيُعلن عن هذه الأمور في حينها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،

_____________________

المقالة | كلمة أمام لقاء الرعيل الأول لخريجي مدرسة الأحساء اإبتدائية الثامن المقالة | كلمة أمام لقاء الرعيل الأول لخريجي مدرسة الأحساء اإبتدائية الثامن
الكاتب: معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف آلملحم
الناشر: تاريخ النشر: 4/3/2010م
الرابط:

الكلمة التي ألقاها معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف آل ملحم وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء السابق وخريج مدرسة الهفوف الإبتدائية عام 1371هـ أمام اللقاء السنوي الثامن للرعيل الأول لخريجي مدرسة الهفوف الأولى بفندق الأنتر بمحافظة الأحساءفي يوم الخميس 18/3/1431هـ الموافق 4/3/2010م

الذكر الله يعلق على اللقاء الاول لخريجي مدرسة الأحساء الاولى بكونه تاريخا حافلا بالعلم

لقاء الرعيل الأول لخريجي مدرسة الأحساءالأولى يعيد للذاكرة تاريخا حافلا بالعلم والأدب والمعرفة
الملحم : الماضي والحاضر والمستقبل حلقات ثلاث تتداخل ولا تنفصل
عادل الذكرالله -عبداللطيف المحيسن – الاحساء( تصوير يوسف نجاد- ابرهيم السقوفي)
الاجتماع السنوي للمتخرجين من مدرسة الاحساء الاولى
عقد الرعيل الأول من خريجي مدرسة الهفوف الثانوية الأولى لقاءهم السنوي الخامس بفندق انتركونتننتال الاحساء ظهر امس الخميس باستضافة رجل الاعمال المعروف واحد خريجي المدرسة عمران بن محمد العمران وكان في استقبال الحضور وسط حضور متميز من طلاب الرعيل الاول ، حيث تبادلوا ذكرياتهم ومواقفهم خلال الدراسة في السابق ونشاطاتهم المختلفة مع الزملاء والاصدقاء اباء وابناء. وكان اللقاء قد بدأ بآيات من الذكر الحكيم تلاها الطالب راغب عبدالله السعد ثم القى معالي وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء السابق الدكتور محمد بن عبداللطيف ال ملحم كلمة قال فيها : « وصل الماضي ايها الرعيل الاول بالحاضر مهمة صعبة واصعب منها وصل الماضي بالمستقبل وهل من الممكن ان يتم ذلك الوصل عبر الحاضر بما يمثله من زخم وحيوية ومتاهات لاحدود لها ، الماضي والحاضر والمستقبل ، حلقات ثلاث بعضها يكمل البعض الاخر ونحن الرعيل الاول جيل الحاضر , ما هو الدور المطلوب منا عمله حتى نفعل عملية الوصل والتواصل بين جيل مضى وجيل ابائنا بكل مايمثله من ايجابيات وسلبيات ، والجيل الحاضر هو جيلنا الذي نمثله وما يزخر به من زخم وحيويه ومتاهات لاحدود لها ، وجيل المستقبل وهو جيل ابنائنا واحفادنا وهو الجيل الذي يحتاج الى رؤية مستندة على تجارب الماضي وتفاعلات الحاضر ، أليس من واجبنا ونحن نمثل جيل الحاضر ومن باب الوفاء لجيل الماضي ان ننقل لجيل المستقبل احوال الحياة وقيمها التي عاشها وتعايش معها جيل الماضي جيل الاباء والاجداد ، فاستمرارية التواصل تقتضي من الجيل الحاضر ان ينخرط في عملية من طبيعة تأسيسية تتسم بالثبات لربط الحلقات الثلاث _ الماضي والحاضر والمستقبل بعضها ببعض . وقلت بمناسبة اللقاء الرابع لهذا الرعيل في العام الماضي ويلتقي الصحب من جديد انهم طلبة الامس ورجال اليوم والغد في جو بهيج ملؤه الحب والسرور في بلدة هجر ( الواحة الخضراء ذات الخير والعطاء ) في البلدة ذات التاريخ المجيد التي عاصرت حضارات وثقافات قبل الاسلام وبعده ، وقلت لكن لماذا هذا التجمع انه لتجديد ذكريات الامس العقبه التي ظلت ولا تزال عالقة بأذهانهم مهما تغيرت الاحوال وتعاقب الليل والنهار تجديد ذكرى مدرسة يحنو عليها وهو اشبه بحنان الام على طفلها وحتى لا اكون في سفن الهوى تجري بي في عالم من الخيالات والمتاهات والمعوقات ومملوءا من جهة اخرى بالتفاعل والحيوية واطياف النشاط رأيت انه من المهم ان اتحدث من امام هذا الرعيل عن حقيقة ذات وجهين الوجه الاول ايجابي ويتمثل هذا الوجه في هذا التجمع الذي لايزال صامدا سنة بعد اخرى منذ ان اعلن عن تجمعه الأول لأول مرة في مزرعة الطالب سعد الحسين منذ اربع سنوات ، والوجه السلبي ويتمثل في الاعلان بعد حين وان كنت آمل ان لايحدث ذلك عن اقامة محفل اخير يتم فيه تأبين هذا التجمع ووضع نهاية له وذلك لاسباب منها ولعل من اهمها ان هذا التجمع قد ابتعد عن اساس وجوده فهو يلتقي الان في مكان بعيد عن المكان الذي وضع فيه العلم وهو مبنى مدرسة الهفوف الاولى الذي كان من المفروض من هذا التجمع ان يكون حاضرا بين جدرانها وفي قاعاتها يرصد احوالها ذات الماضي العريق ويضيف اليها امجادا جديدة ، كنت دعوت منذ سنتين عن تأسيس لجنة تسمى ( رابطة خريجي مدرسة الهفوف الاولى ابتدائي متوسط ثانوي واعلنت ميثاقها امام تجمع الرعيل في لقائه الرابع في هذه القاعة لتتحمل هذه الرابطة مسؤولية التواصل ونشر ميثاق الرابطة بجريدة اليوم العدد رقم 11662 وتاريخ 12/ ربيع الاول/1426هـ ماكنت اتصور ان مجرد الحديث عن هذه اللجنة وميثاقها ليس الا حلما عابرا او كان بمثابة كلام الليل يمحوه النهار والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لاتفعل هذه الرابطة اذا كان هدف الوصل والتواصل قائما في اذهان هذا الرعيل لماذا يكتفي هذا الرعيل عند تجمعه بلقاء عابر خلال ساعات تتبادل فيه التحيات ويتناول فيه الطعام والمرطبات وما اقترحته بخصوص هذه الرابطة ليس بالجديد فلها مثيل في الفترة التي كانت فيها مدرسة الهفوف الاولى منذ مايزيد على نصف قرن كان هناك بالرياض مدرسة الامراء التي تحولت فيما بعد لتكون معهد انجال بقيادة الاستاذ المربي عثمان بن ناصر الصالح وقد عاصرت المعهد شخصيا حينما كنت طالبا بمدرسة الرياض الثانويةالوحيدة انذاك كما نوهت عن ذلك في كتابي ( كانت اشبه بالجامعة ) ومن ثم ليتحول معهدالانجال الى معهد العاصمة النموذجي هذا المعهد له الآن رابطة موثقة كما اخبرني سعادة الاستاذ الدكتور ابراهيم محمد القريشي ويرأس الرابطة خريج المعهد الطالب صاحب السمو الملكي الأمير احمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية ورئيس مجلس ادارة خريجي معهد العاصمة النموذجي ، وبالمناسبة فإن للمعهد مناسبة هامة بالامس حضرها سمو الامير احمد رئيس الرابطة ، دعوني احدثكم وفي عجالة عن طيف من اطياف الماضي الذي عشنا فيه حينما كنا فيه في عمر الزهور نتلقى العلم وهي احوال عاشها وتعايش معها اباؤنا جيل الماضي الجيل الذي تعايش مع احوال الفقر الغرض من هذا الطيف تذكير ابنائنا جيل الطفرات المعاصرة بما كنا عليه في الايام الخوالي ، زار مدرسة الاحساء الثانوية الوحيدة المنبثقة من مدرسة الاحساء الابتدائية التاريخية التي كانت اشبه بالجامعه في عام 1375هـ أي منذ ثلاث وخمسين عاما أي اكثر من نصف قرن سعادة وكيل وزارة المعارف انذاك معالي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ال الشيخ ، واقيم له في ساحة المدرسة الابتدائية التاريخية حفل بهيج مشهود حضره اعيان الاحساء واباء الطلاب والطلاب وباسم المدرسة التي لم تكن ثانوية بل كانت مدرسة متوسطة وحيدة القيت كلمة تناولت فيها احوال مدرستنا وهي في حقيقة الامر احوالنا حينما كنا على مقاعد الدرس وتعتبر هذه الكلمة وثيقة تاريخية تكشف تلك الاحوال على حقيقتها وكان مما جاء في الكلمة ما يلي : « ياصاحب الفضيلة الان سأتحدث لفضيلتكم عن ثلاثة مطالب ارجو منكم تحقيقها لنا فأولها الكتب الدراسية التي لاتزال مشكلتنا المستمرة المشكلة التي لاقينا منها المشاق ولا يخفى على فضيلتكم ما للكتب من اثر فهى تشجعنا على مواصلة الجهود في الدراسة والمذاكرة والتحصيل ، لكن الحصول على هذه الكتب مشكلة صعبة بالنسبة لنا نحن الطلاب وتأمينها سهل بالنسبة لكم ، فاننا بانتطارها بفارغ الصبر في مطلع عامنا الدراسي الجديد ، وان أملنا وطيد في اجابة طلبنا ياصاحب الفضيلة ان تجهيز المعمل مطلبنا الثاني وهو لايقل اهمية عن الكتب ولقد شق طريقه وبرهن على وجوده في شكله ومظهره فقط في هذا العام اما مخبره فلا وانه يحتاج الى مواد خام والى وقود وان ذلك يعتبر بالنسبة له غذاءه اللازم الذي لايستطيع ان يؤدي رسالته الا به ، وان اخواني طلاب المدرسة الثانوية اعني المدرسة المتوسطة ليرفعون الى فضيلتكم شكواهم من المتاعب التي يلاقونها لعدم وجود معمل كامل في مظهره ومخبره يتمشى مع الدروس جنبا الى جنب في الدراسة العلمية ، ياصاحب الفضيلة لاحدثكم بعد عن وسيلة تافهة وحتى الان لو تأخذ مجراها الطبيعي انها مشكلة المكافأة انها عرجاء مريضة انهاتتعثر في طريقها حقا انها وسيله امام الحياة وغايتها وانني ارجو ان تأخذ طريقها حتى لاتصبح عند اصحابها غاية ولكي لاتؤثر في مصيرهم ولاتعرقل همهم وما دامت المكافأة وسيلة وهذا عملها في الحياة فلم لا تكون وسيلة حقا حتى لا يدرج الطلاب بناة المستقبل الى اهدافهم وغايتهم هذا مانوهت عنه من بين امور اخرى امام سعادة وكيل الوزارة انذاك وارغب ان يعلم ابناؤنا واحفادنا جيل المستقبل كيف كنا في مدرسة نتلقى العلم بها وهي مدرسة كانت تفتقر الى الكتب المدرسية مع وجود معمل بها ولكنه كان بمثابة هيكل خشبي كان في شكل معمل ولكنه كان مفرغا من كل شيئ ومدرستنا التي كانت سبب تجمعنا في أيامنا المعاصرة وفي هذا اليوم بالذات قلت عنها بأنها مشهد ملذات وموطن ذكريات ومطامع انظار ومسارح افكار ومعارج همم ومصدر ازعاج ومنتدى سمار وبالفعل كانت كذلك وتبقى نقطتان هامتان لابد من الاشارة اليهما في هذه الكلمة النقطة الاولى وتتعلق برجل رحل عنا في العام الماضي كان رمزا من رموز مدرسة الهفوف الاولى التاريخية الا وهو الاستاذ عبدالمحسن بن حمد المنقور . والمنقور غني عن التعريف عندكم عرفت هذا المعلم عن قرب كما عرفتموه كان ذا طلعة بهية وكان طلق اللسان ومحدثا لبقا يأسر سامعيه اذا تكلم بل ويشدهم اليه كان وقورا بشوشا مهابا وكان ذا بصر لماح كنت الاحظ ذلك فيه رغم صغر سني اما طلبة المدرسة وانا منهم فكانوا يحترمونه بل يهابونه وينفذون توجيهاته كان يبتسم له في حاله الرضا وكان يتجهم بوجهه امامهم عند اللزوم كان قويا ولكنه لايعرف القسوة وكان متواضعا ولكن دون ضعف كان يستعمل العصا للتأديب عند اللزوم كان انيقا في لبسه وكان احيانا يستعمل معطفا اخضر فوق ثوبه وتميز به انذاك عند اللزوم احب الاحساء واهلها حبا جما منذ ان غادر حوطة سدير مسقط رأسه شابا في مقتبل عمره وكيف لا وقد عاش فيها ووضع العلم على ترابها واكتفى بمقتطفات تحدث بها بعض اترابه واولهم استاذي عبدالله عبدالرحمن الباز الذي قال لي عنه انه كان متفانيا في خدمة التعليم وانه كان محبا للاحساء واهلها وانه كان كريما كما كان وفيا مع اصدقائه ومحبيه اما استاذي محمد عبدالهادي العبدالهادي احد طلبة المنقور فقال عنه كنت التقي به يوميا تقريبا عندما كنت متواجدا في لبنان في مهمات معمل للمدارس التي بنتها ارامكو في المنطقة أو خلال تدريبي في الجامعة الامريكية ببيروت ولا أغالي إذا قلت أنني لا أجد مقعدا في المكتبة المكتظة بالزائرين وأصحاب الحاجات أحيانا لقد كان رحمه الله والقول للاستاذ العبدالهادي لا يملك شيئا من وقته لنفسه فهو إما مستقبلا او مودعا او مضيفا او مشغولا بقضاء حاجات المحتاجين الذين لا يجدبعضهم غضاضة في الاستعانة به بعدالله في قضائها دون معونة سعادته اضافة الى مهمات عمله الرسمي فلقد كان مرهقا وبشكل يدعو للشفقة واجدني صادقا إذا قلت ان شخصيته اكثر بريقا لدى السعوديين واللبنانيين من بعض السفراء العرب هناك .مواقف طريفةوالنقطة الثانية تتعلق براعي هذا اللقاء زميل الدرب الطالب الصديق ورجل الاعمال الناجح الاخ عمران بن محمد بن عبدالرحمن العمران . وشهادتي في بو محمد مجروحة ومع ذلك فانني ساترك لخواطري عنها لتتحدث عن هذا الزميل فهو منذ عرفتة وهو دمث الاخلاق ترتاح لحديثة واذا تعرفت عليه لاول مرة يتخيل لك انك تعرفه منذ مدة طويلة ويحب مداعبة اصحابه لايحمل في نفسة حقدا وصاحب فزعة ، ولي مع عمران مواقف طريفة حينما كنا زملاء في ثانوية الاحساء ، ومن هذه المواقف اني كنت في صراع محتدم معه فيما يتعلق بانشاء قسم ادبي في السنة الرابعة الثانوية نظام قديم فانتصر علي وبموعونة بعض الزملاء الذين انحازوا الى جانبه ولم يفتتح القسم الادبي الذي كان يتكون في البداية انذاك من ثلاثة طلاب انا واحد منهم ورغم انتصاره وانضمامه للقسم العلمي لم تكن الدراسة العلمية سبيلا له في مشوار حياته والسر انه كان ذا مواهب ادبية ولكنه لم يوظفها ومن يطلع على الوان النشاط المدرسي لمدرستنا الاعدادية الصادر عام 1375 هجرية يجد له دراسة ادبية جادة تحت مسمى رسالة الغفران لابي العلاء المعري واعتبره استاذنا عبدالله الباز في مقالته الحياة الفكرية والادبية في الاحساء المنشور في الوان من النشاط المدرسي من الطلبة الموهوبين ادبيا قال استاذنا عبدالله الباز ما نصه « ومن طلاب المدرسة الثانوية الذين سيكون لهم مستقبل ادبي لامع ان شاء الله راشد بن عبدالعزيز المبارك ومحمد بن عبداللطيف الملحم وعمران العمران وبدلا من ان يصبح الزميل العمران اديبا لامعا او طبيبا ناجحا او كيميا ئيا لامعا اصبح من كبار رجال المال والاعمال وفي المحصلة النهائية من انتصر في ذلك الصراع واخيرا اشكر الزميل العمران في رعاية هذا الحفل الذي جمع فيه الصحب والأحبابدعوات جماعيةبعد ذلك جاءت كلمة محمد بن عبدالله ابوعائشة طالب من خلاها بالحاح على استضافة اللقاء القادم لعام 2008 من قبل مجموعة الدمام بدلا من الاستاذ ابراهيم الطوق وقال في كلمته اننا نجل الدعوات الفردية الا اننا نرى ان تكون الدعوة جماعية لكي يشعر كل عضو بانه مساهم في اللقاء وانه الداعي وليس المدعو مقدما عددا من الاقتراحات ومن بينها تفعيل الرابطة والتي قدمها الدكتور محمد الملحم بعقد اجتماع سنوي وتكريم رجال التعليم ممن لهم بصمات راسخة على مسيرة التعليم في المنطقة بحيث يشمل التكريم ممن رحلوا عنا الى الدار الاخرة ورفع توصيات الى مدير تعليم الاحساء للبنين احمد بالغنيم باطلاق اسماء رجال التعليم بعد تجديد مبانيها تخليدا لذكراهم ومنهم حمد محمد النعيم مؤسس مدرسة النجاح والاستاذ محمد النحاس والمرحوم عبدالعزيز منصور التركي واستحداث صندوق لدعم اللقاءات السنوية يتكفل بتمويله للدارسين والخريجين عن طريق اشتركات سنوية وتبرعات تساهم في مساعدة المحتاجين من الزملاء حيث تم في الدمام انشاء صندوق لهذا الغرض ثم كلمة للدكتور على العبدالقادر قدم من خلاها الشكر لمستضيف اللقاء رجل الاعمال عمران العمران وللحضور .تاريخ التعليمثم كلمة للاستاذ محمد العمر اشاد من خلالها بتاريخ التعليم في الاحساء والدور الكبير الذي قام به محمد النحاس رحمه الله وجهوده في هذا الاطار وادخاله التعليم النظامي في عام 1356 هجرية ثم قصيدة للشاعر عامر بن عبدالله العامر وقصيدة للشاعر المعروف عبداللطيف السليم ثم قصيدة للشاعر عبدالله بن نادر النادر وقصيدة للشاعر ابراهيم بن هاشم السالم ثم اختتم اللقاء بتناول الجميع طعام الغذاء بهذه المناسبة .
لقطات من اللقاءاستقبل رجل الاعمال عمران العمران الحضور بحفاوة حيث لم يجلس طوال الحفل وقد تجول بين رفاقة هنا وهناك مرحبا بهم وسط ابتسامات واحاديث سريعة وسط تنظيم واعداد متميز باشراف منسق الحفل فهد بن محمد السلطان.حرص جميع الزملاء الاعلاميين على تغطية هذا الحدث الذي كان متميزا في روح الاخاء والمحبة من قبل طلاب الرعيل الأول.الزميل رئيس التحرير محمد الوعيل حرص على حضور اللقاء.ا تفق الجميع على ان يكون اللقاء السادس في السنة القادمة 2008 م باذن الله مستضيفا الاستاذ ابراهيم بن عبدالله الطوق.تمت طباعة كتاب (المدرسة الثانوية بالاحساء) بطباعة متميزة وتقدم الوانا من النشاط المدرسي في عامها الدراسي 1375هـ وتم اهداء نسخ من هذا الكتاب لجميع الحضور حيث حرص الجميع على تصفح الكتاب.حرص الكثير من المشاركين على مشاركة ابنائهم في الحفل.الشيخ عبدالرحمن الحواس شارك في اللقاء على عربة متحركة حيث حرص الجميع على السلام عليه وتبادل الاحاديث الودية.تعتبر كلمة معالي الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم اطول كلمة في اللقاء حيث استغرقت 25 دقيقة وقد تفاعل الحضور معها

 

الكلمة التي ألقاها معالي وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء السابق الدكتور/محمد بن عبداللطيف آل ملحم في اللقاء الخامس للرعيل الأول من خريجي مدرسة الأحساء الأولى [ابتدائي ـ إعدادي ـ ثانوني] في فندق الأحساء انتركونتننتال بتاريخ 18/2/1428هـ الموافق 8/مارس/2007م
وصلُ الماضي، أيها الرعيل الأول، بالحاضر مهمةٌ صعبةٌ، وأصعبُ منها وصلُ الماضي بالمستقبل. وهل من الممكن أن يتم ذلك الوصل عبر الحاضر بما يمثله من زخم وحيوية ومتاهات لا حدود لها؟الماضي والحاضر والمستقبل حلقات ثلاث بعضها يكمل البعض الآخر. ونحن الرعيل الأول جيل الحاضر، ما هو الدور المطلوب منا عمله حتى نُفَعِّلَ عملية الوصل والتواصل بين جيل مضى وهو جيل آبائنا بكل ما يمثله من إيجابيات وسلبيات، والجيل الحاضر وهو جيلنا الذي نمثله وما يزخر به من زخم وحيوية ومتاهات لا حدود لها، وجيل المستقبل وهو جيل أبنائنا وأحفادنا، وهو الجيل الذي يحتاج إلى رؤية مستندة على تجارب الماضي وتفاعلات الحاضر. أليس من واجبنا ونحن نمثل جيل الحاضر، ومن باب الوفاء لجيل الماضي، أن ننقل لجيل المستقبل أحوال الحياة وقيمها التي عاشها وتعايش معها جيل الماضي جيل الآباء والأجداد.استمرارية التواصل تقتضي من الجيل الحاضر أن ينخرط في عمليةٍ من طبيعيةٍ تأسيسيةٍ تتسم بالثبات لربط الحلقات الثلاث ـ الماضي والحاضر والمستقبل ـ بعضها ببعض.وقلتُ بمناسبة اللقاء الرابع لهذا الرعيل في العام الماضي: ويلتقي الصحب من جديد. إنهم طلبة الأمس، ورجال اليوم والغد، في جو بهيجٍ ملؤهُ الحبور والسرور في بلدة “هجر” الواحة الخضراء ذات الخير والعطاء. في البلدة ذات التاريخ المجيد التي عاصرت حضارات وثقافات قبل الإسلام وبعده. وقلت: لكن لماذا هذا التجمع؟ إنه لتجديد ذكريات الأمس العبقة التي ظلت ولاتزال عالقةً بأذهانهم مهما تغيرت الأحوال، وتعاقب الليل والنهار. تجديدُ ذكرى مدرسة يحنُون عليها وهو أشبه بحنان الأم على طفلها. وحتى لا أكون في سفن الهوى تجري بي في عالمٍ من الخيالات والمتاهات، ولكي أكون برقماتيًا عائشًا في عالمٍ مملوءٍ، من جهةٍ، بالشوك والعقبات والمعوقات، ومملوء، من جهةٍ أخرى، بالتفاعل والحيوية وأطياف النشاط رأيتُ أنه من المهم أن أتحدث هنا أمام هذا الرعيل عن حقيقةٍ ذات وجهين: الوجه الأول إيجابي، ويتثمل هذا الوجه في هذا التجمع الذي لا يزال صامدًا سنة بعد أخرى منذ أن أُعْلِنَ عن تجمعه الأول ـ لأول مرة ـ في مزرعة الطالب “سعد الحسين” منذ أربع سنوات. والوجه السلبي، ويتمثلُ في الإعلان بعد حين، وإن كنتُ آمل أن لا يحدث ذلك، عن إقامةِ محفلٍ أخير يَتِمُّ فيه تأبين هذا التجمع، ووضع نهاية له، وذلك لأسباب منها، ولعل من أهمها، أن هذا التجمع قد ابتعد عن أساس وجوده. فهو يلتقي الآن في مكانٍ بعيدٍ عن المكان الذي رَضَعَ فيه العلم. وهو المكان ـ مبنى مدرسة الهفوف الأولى ـ الذي كان من المفروض من هذا التجمع أن يكون حاضرًا بين جدرانها وفي قاعاتها يرصد أحوالها ذات الماضي العريق، ويُضيفُ إليها أمجادًا جديدة من عنديَّاته. كنتُ دعوتُ منذ سَنتَين عن تأسيس لجنة تسمى (رابطة خريجي مدرسة الهفوف الأولى ـ ابتدائي، متوسط، ثانوني ـ، وأعلنتُ ميثاقها أمام تجمع الرعيل في لقائه الرابع في هذه القاعة، لتتحمل هذه الرابطة مسئولية التواصل، وَنُشِرَ ميثاق الرابطة بجريدة “اليوم”، العدد رقم 11662 وتاريخ 12 ربيع الآخر 1426هـ. ما كنتُ أتصورُ أن مجرد الحديث عن هذه اللجنة وميثاقها ليس إلاَّ حلمًا عابرًا، أو كان بمثابة كلام الليل يمحوه النهار. والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا لا تُفَعَّلُ هذه الرابطة إذا كان هدف الوصل والتواصل قائمًا في أذهان هذا الرعيل؟ لماذا يكتفِي هذا الرعيل عند تجمعه بلقاء عابر خلال ساعات تُتَبَادَلُ فيه التحيات، ويُتناولُ فيه الطعام والمرطبات.وما اقترحته بخصوص هذه الرابطة ليس بالجديد فلها مثيل. في الفترة التي كانت فيها “مدرسة الهفوف الأولى” متألقةً منذ ما يزيد على نصف قرن كان هناك بالرياض “مدرسة الأمراء” التي تحوَّلت فيما بعد لتكون “معهد أنجال” بقيادة الأستاذ المربي “عثمان بن ناصر الصالح”، وقد عاصرتُ المعهد شخصيًا حينما كنتُ طالبًا “بمدرسة الرياض الثانوية” الوحيدة آنذاك كما نوَّهتُ عن ذلك في كتابي “كانت أشبه بالجامعة”، ومن ثم ليتحوَّل معهد الأنجال” إلى “معهد العاصمة النموذجي”. هذا المعهد له الآن رابطةٌ موثقةٌ كما أخبرني سعادة الأستاذ الدكتور”ابراهيم بن محمد القريشي”. ويرأس الرابطة خريج المعهد الطالب صاحب السمو الملكي الأمير “أحمد بن عبدالعزيز” نائب وزير الداخلية ورئيس مجلس إدارة خريجي “معهد العاصمة النموذجي”. ومن باب الصدف أن للمعهد مناسبة هامة بالأمس حَضَرَهَا سمو الأمير “أحمد” رئيس الرابطة.(1) دعوني أحدثكم، وفي عجالة، عن طيفٍ من أطيافِ أحوال الماضي الذي عشنا فيه حينما كنا فيه في عمر الزهور نتلقى العلم، وهي أحوالٌ عاشها وتعايش معها آباؤنا جيل الماضي، الجيل الذي تعايش مع أحوال الفقر والعوز. والغرض من هذا الطَّيف تذكيرُ أبنائنا جيلُ الطفرات المعاصرة بما كُنَّا عليه في الأيَّام الخوالي حيث لا طفرات ولا يحزنون!زار مدرسة الأحساء الثانوية الوحيدة المنبثقة من مدرسة الأحساء الابتدائية التاريخية التي كانت أشبه بالجامعة في عام 1375هـ أي منذ ثلاثة وخمسون عامًا أي أكثر من نصف قرن سعادة وكيل وزارة المعارف آنذاك معالي الشيخ “عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ”، وأُقيمَ له في ساحة المدرسة الابتدائية التاريخية حفلاً بهيجًا مشهودًا حضره أعيان الأحساء، وآباء الطلاب، والطلاب. وباسم طلاب المدرسة التي لم تكن ثانوية بل كانت مدرسةً متوسطة وحيدة ألقيتُ كلمةً تناولتُ فيها أحوال مدرستنا، وهي في حقيقة الأمر أحوالنا حينما كنا على مقاعد الدرس، وتعتبر هذه الكلمة وثيقةً تاريخيةً تكشف تلك الأحوال على حقيقتها: وكان مما جاء في الكلمة بالحرف الواحد ما يلي:يا صاحب الفضيلة: والآن سأتحدثُ لفضيلتكم عن ثلاث مطالب أرجو منكم تحقيقها لنا. فأولها الكتب الدراسية التي لا تزال مشكلتنا المستمرة. المشكلة التي لاقينا منها المشاق. ولا يخفى على فضيلتكم ما للكتب من أثر فإنها تشجعنا على مواصلة الجهود في الدراسة والمذاكرة والتحصيل. إن الكتب مشكلةٌ صعبةٌ بالنسبة لنا نحن الطلاب. وتأمينها سهل بالنسبة لكم. فإننا في انتظارها بفارق الصبر في مطلع عامنا الدراسي الجديد، وإن أملنا وطيد في إجابة طلبنا.يا صاحب الفضيلة. إن تجهيز المعمل هو مطلبنا الثاني، وهو لا يقل أهمية عن الكتب، ولقد شق طريقه وبرهن على وجوده في شكله ومظهره فقط في هذا العام. أما مخبره فلا. وإنه يحتاج إلى مواد خام، وإلى وقود، وإن ذلك يعتبر بالنسبة له غذاءه اللازم الذي لا بيستطيع أن يؤدي رسالته إلاَّ به، وإن إخواني طلاب المدرسة الثانوية [أعني المدرسة المتوسطة]ليرفعو إلى فضيلتكم شكواهم من المتاعب التي يلاقونها لعدم وجود معمل كامل في مظهره ومخبره يتمشى مع الدروس جنبًا إلى جنب في الدراسة العلمية.يا صاحب الفضيلة. لأحدثك بَعْدُ عن وسيلةٍ تافهةٍ وحتى الآن لم تأخذ مجراها الطبيعي. إنها مشكلة المكآفأة. إنها عرجاء، إنها مريضة, إنها تتعثر في طريقها. حقًا أنها وسيلة أمام الحياة وغاياتها، وإنني أرجو أن تأخذ طريقها حتى لا تصبح عند أصحابها غاية، ولكي لا تؤثر في مصيرهم ولا تعرقل هممهم. وما دامت المكآفأة وسيلة وهذا عملها في الحياة، فلم لا تكون وسيلة حقًا حتى يَدْرُجَ الطلاب ـ بناة المستقبل ـ إلى أهدافهم وغاياتهم.هذا ما نوَّهت عنه، من بين أمور أخرى، أمام سعادة وكيل الوزارة آنذاك، وأرغبُ أن يعلم أبناءها وأحفادنا جيل المستقبل كيف كنا في مدرسة نتلقى العلم بها، وهي مدرسة كانت تفتقر إلى الكتب المدرسية مع وجود معمل بها ولكنه كان بمثابة هيكل خشبي، كان في شكل معمل ولكنه كان مفرغًا من كل شيء، ناهيك عن طلاب المدرسة الذين كان أغلب آبائهم في حالة عوز.ومدرستنا التي كانت سبب تجمعنا في أيامنا المعاصرة وفي هذا اليوم بالذت قلت عنها: بأنها مشهدُ ملذات، وموطنُ ذكريات، ومطامحُ أنظار، ومسارحُ أفكار، ومعارجُ همم، ومصدرُ إشعاع، ومنتدى سمار. وبالفعل كانت كذلك.وتبقى نقطتان هامتان لا بد من الإشارة إليهما في هذه الكلمة:النقطة الأولى، وتتعلق برجل رَحَلَ عنَّا في العام الماضي. كان رمزًا من رموز مدرسة الهفوف الأولى التاريخية، أَلاَ وهو الأستاذ “عبدالمحسن بن حمد المنقور”. والمنقور غنيٌ عن التعريف عندكم. عرفتُ هذا المعلم عن قرب كما عرفتموه. كان ذا طلعة بهية، وكان طلق اللسان، ومحدثًا لبقًا يأسر سامعيه إذا تكلم، بل ويشدهم إليه. كان وقورًا، بشوشًا، مهابًا، وكان ذا بصر لماح، كنت أُلاحظُ ذلك فيه رغم صغر سني. أما طلبة المدرسة، وأنا منهم، فكانوا يحترمونه، بل يهابونه وينفذون توجيهاته. كان يبتسم لهم في حالة الرضا، وكان يتجهم بوجهه أمامهم عند اللزوم. كان قويًّا ولكنه لا يعرف القسوة، وكان متواضعًا ولكن دون ضعف، كان يستعمل العصا للتأديب عند اللزوم، كان أنيقًا في لباسه، وكان يستعمل أحيانًا معطفًا أخضر فوق ثوبه، وتميز به آنذاك عند اللزوم. أحبَّ الأحساء وأهلها حبًا جمًا منذ أن غادر “حوطة سدير” مسقط رأسه شابًا في مقتبل عمره. وكف لا؟ وقد عاش فيها، ورضع العلم على ترابها. وأكتفي بمقتطفات تحدث بها عنه بعض أترابه. وأولهما أستاذي “عبدالله بن عبدالرحمن الباز” الذي قال لي عنه: أنه كان متفانيًا في خدمة التعليم، وأنه كان محبًا للأحساء وأهلها، وأنه كان كريما، كما كان وفيًا مع أصدقائه ومحبيه. أما أستاذي “محمد بن عبدالهادي العبدالهادي” أحد طلبة “المنقور” فقال عنه: كنتُ ألتقي به يوميًا تقريبًا عندما كنت متواجدًا في لبنان في مهمات عمل للمدارس التي بنتها أرامكو في المنطقة، أو خلال تدريبي في الجامعة الأمريكية ببيروت، أو سائحًا، ولا أغالي إذا قلت أنني لا أجد مقعدًا في مكتبه المكتظ بالزائرين وأصحاب الحاجات أحيانًا. لقد كان، رحمه الله، والقول للأستاذ “العبدالهادي”، لا يملك شيئًا من وقته لنفسه، فهو إما مستقبلاً أو مودعًا أو مُضَيِّفًا أو مشغولاً بقضاء حاجات المحتاجين الذين لا يجد بعضهم غضاضة في الاستعانة به ـ بعد لله ـ في أمور يمكن قضاءها دون معونة سعادته، إضافةً إلى مهمات عمله الرسمي، فلقد كان مُرهقًا وبشكل يدعو للشفقة. وأجدني صادقًا ـ إنشاء الله ـ إذا قلت أن شخصيته أكثر بريقًا لدى السعوديين واللبنانيين من بعض السفراء العرب هناك.والنقطة الثانية تتعلق براعي هذا اللقاء زميل الدرب، الطالب، الصديق، ورجل الأعمال الناجح الأخ “عمران بن محمد بن عبدالرحمن العمران”.شهادتي في “بومحمد” ربما تكون مجروحة. ومع ذلك فإنني سأترك لخواطري عنانها لتتحدَّث عن هذا الزميل. الأخ عمران منذ عرفته وهو دمث الأخلاق، ترتاح لحديثه، وإذا تعرَّفتَ عليه لأول مرة يتخيل لك أنك تعرفه منذ مدة طويلة، مرحًا، ويحب مداعبة أصحابه، لا يحمل في نفسه حقدًا، وصاحب فزعة.لي مع “عمران” مواقف طريفة حينما كنا زملاء في ثانوية الأحساء، وهي مواقفٌ سأتحدَّث عنها في مؤلف تحت الإعداد، وتعهد لي بطبع الكتاب على حسابه. وكنتُ في صراع محتدم معه فيما يتعلق بإنشاء قسم أدبي في السنة الرابعة الثانوية [نظام قديم]، فانتصر عليَّ وبمعونة بعض من الزملاء الذين انحازوا إلى جانبه، ولم يفتح القسم الأدبي، وانخرط هو في القسم العلمي، وتوجهتُ أنا لمدينة الرياض لمتابعة دراستي في القسم الأدبي الذي كان يتكون في البداية آنذاك من ثلاثة طلابٍ أنا واحد منهم. ورغم انتصاره، وانضمامه للقسم العلمي لم تكن الدراسة العلمية سبيلاً له في مشوار حياته, والسر أنه كان ذا مواهب أدبية ولكنه لم يوظفها. ومن يطلع على “ألوان من النشاط المدرسي” لمدرستنا الإعدادية الصادر عام 1375هـ يجد له دراسةً أدبيةً جادةً تحت مُسمَّى “رسالة الغفران” لأبي العلا المعري. واعتبره أستاذنا الفاضل “عبدالله الباز” في مقالته “قصة الحياة الفكرية والأدبية في الأحساء” المنشورة في “ألوان من النشاط المدرسي” مـن الطلبة الموهوبين أدبيًا. قال أستاذنا “عبدالله الباز” ما نصه: “ومن طلاب المدرسة الثانوية الذين سيكون لهم مستقبل أدبيٌّ لامعٌ إن شاء الله: راشد بن عبدالعزيز المبارك، ومحمد بن عبداللطيف الملحم، وعمران العمران.وبدلاً من أن يصبح الزميل “العمـران” أديبًا لامعًا، أو طبيبًا ناجحًا، أو كيميائيًا لامعًا أصبح من كبار رجال المال والأعمال. وفي المحصلة النهائية من انتصر في ذلك الصراع؟وأخيرًا أشكر للزميل “العمران” أريحيته وشهامته في رعاية هذا الحفل الذي جمع فيه الصحب والأحباب.

المقالة: اللقاء السنوي الخامس يجمع زملاء الدراسة بمدرسة الأحساء الأولى
الكاتب: عادل الذكرالله -عبداللطيف المحيسن
الناشر: جريدة اليوم
– العدد: 12320
تاريخ النشر: 09/03/2007م
الرابط: http://www.alyaum.com/issue/article.php?IN=12320&I=470891

ما ذكره الخماس والمحيسن عن معالي الدكتور محمد

لحظات غامرة بالمودة والتواصل
اللقاء الرابع يجمع الرعيل الأول من خريجي مدرسة الهفوف الثانوية
الراشد: نتذكر الآن أيام الشباب والنشاط والشكر للتركي والمنقور والحقيل وابن أحمد

عقد الرعيل الاول من خريجي مدرسة الهفوف الثانوية الاولى لقاءهم السنوي الرابع بفندق انتكروننتنال الاحساء ظهر امس باستضافة الشيخ عبدالله بن سعد الراشد رجل الاعمال المعروف واحد خريجي المدرسة حيث كان في استقبال الحضور مع أبنائه عبدالعزيز وعمران وفيصل واحمد وشقيقيه عبدالرحمن وراشد ابنى سعد الراشد وسط حضور متميز من طلاب الرعيل الاول حيث تبادلوا ذكرياتهم ومواقفهم خلال الدراسة في السابق ونشاطاتهم المختلفة مع الزملاء والاصدقاء.وكان اللقاء قد بدأ بآيات من الذكر الحكيم تلاها الطالب عبدالعزيز الحميني ثم القى الشيخ عبدالعزيز بن سليمان العفالق كلمة رحب فيها بالجميع وشكر الشيخ عبدالله على هذه الاستضافة متمنيا ان يكون هذا اللقاء بشكل دائم في كل سنة ثم دعا جميع زملائه الذين يحتفظون بالكتب والسجلات القديمة والاوراق التي كانوا يدرسون بها سابقا إلى ان يجمعوها ثم يتعاون الجميع على اعادة طباعتها.واشار الى ان عمران محمد العمران دعا الجميع لهذا اللقاء في العام القادم ثم في السنوات التي تليها سيكون التنظيم لدى جماعة الدمام وابراهيم ومحمد عيسى الماجد, بعدها القى راعي الحفل رجل الاعمال عبدالله بن سعد الراشد كلمة بهذه المناسبة حيث قال: اننا نلتقي في هذا اليوم الغالي والعزيز على نفوسنا جميعا لنتذكر ايام الشباب والنشاط والجد والاجتهاد واود ان اخص بالشكر والتقدير معتمد المعارف سعادة عبدالعزيز التركي – يرحمه الله – وسعادة استاذنا الكبير والمربي القدير عبدالمحسن المنقور متعه الله بالصحة والعافية وأمده بطول العمر الذي غرس باخلاقة الفاضلة في نفوس ابنائه الطلاب عميق المحبة وعظيم المودة والتقدير والاحترام والشكر موصول لوكيلي المدرسة عبدالرحمن بن ابراهيم الحقيل وعثمان بن احمد يرحمه الله والى جميع أساتذتنا يرحمهم الله منهم الاحياء والاموات.واضاف الراشد: ان تحملكم مشقة السفر لتلبية دعوتنا للقاء هذا العام اعده قمة الوفاء والاخلاص متمنيا لكم طول العمر وموفور الصحة ودوام المسرات اما هذا اللقاء فيذكرنا جميعا بروح الحيوية وحماس الشباب في تلك الفصول الدراسية وما كان يتخللها من فسح جميلة وسماع ما يذاع في اذاعة المدرسة كل صباح وما يلقى من خطب ومناظرات علمية وادبية وشعرية وما يطرح علينا اساتذتنا الأفاضل من تساؤلات حول ما نتمنى ان نكون عليه مستقبلا فتأتي الاجابات من الزملاء مختلفة الاماني والطموحات فذاك الطبيب وهذا المهندس وذاك محام واخر رجل اعمال وماهي الا بضع سنوات حتى تحققت تلك الاماني والاهداف وعاد اولئك الشباب ليحققوا لوطنهم وحكومتهم وامتهم ما كانت ترجوه منهم.كما اشار الراشد الى ان فكرة انشاء الجمعية التعاونية لمدرسة الاحساء الثانوية (شركة مساهمة عن العام الدراسي 1375 هجرية الموافق 1956م) والتي انتخب مجلس ادارتها في جمعية عمومية قبل اكثر من 50 عاما من الطلاب سليمان بن محمد بالغنيم مديرا للجمعية وعبدالعزيز بن صالح الحواس أمينا للصندوق وعبدالله بن سعد الراشد محاسبا اول للجمعية وابراهيم رشاد محاسبا ثانيا للجمعية برأس مال قدرة الف ريال حدد ثمن السهم 5 ريالات لكل مساهم والتي بلغت ارباحها خلال 4 اشهر فقط من 4 – 5 الى 15/8/1375هجرية تسعمائة واربعة وستين ريالا وخمسة وأربعين هللة اي بنسبة 96.45 بالمائة تم توزيعها على المساهمين بنسبة 60 بالمائة بعد اقتطاع 346 ريالا تبرعا لمكتبة المدرسة لعلكم تتفقون معي بان نسبة ارباح تلك الشركة قبل اكثر من خمسين عاما فاقت اكبر نسبة ارباح لاكبر وانجح مصرف سعودي في العام 2005م زملائي ان دلت هذه التجربة على شيء فإنما تدل على كفاءة اساتذة الثانوية الاولى ونضوج طلابها, وبين الراشد انه من حسن طالع هذا العام ان تزامن مع مناسبة عزيزة شرفني بها صاحب السمو الملكي الامير الشاب سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مؤسسة التراث رئيس الهيئة العليا للسياحة لرعاية ترجمة وطباعة كتاب (قصة المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية) للمؤلف وليم فيسي ليضاف الى ما سبقه من المؤلفات العلمية والادبية والتاريخية والشعرية القيمة التي تتحدث عن عراقة الاحساء وكرم اهلها وتاريخها ومياهها وتمورها وثرواتها البترولية والصناعية التي ساهمت ولاتزال تساهم بخبراتها في نهضة وحضارة وطننا الغالي في ظل حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين ولقد كان من حسن الصدف اثناء زياتي للولايات المتحدة لحضور حفل تخرج الابن المهندس سعد بعد حصوله على الماجستير من جامعة ستانفرد ان اجد في مكتبتها كتابا بعنوان (المدرسة الثانوية بالاحساء تقدم الوانا من النشاط المدرسي) في العام 1375 هجرية تحتفظ به الجامعة في قسم خصص لوزارة المعارف السعودية فيها وتمكنت من اخذ نسخة واعدت طباعتها كما هو دون حذف او تغير والذي يبدو لقارئه ان المدرسة الثانوية ليست أشبه بالجامعة كما وصفها معالي الدكتور محمد الملحم فحسب بل تكاد تكون جامعة في زمان شح فيه التعليم ووجود الجامعات وطرق المواصلات، والاتصالات ووسائل الاعلام في بلادنا في تلك الايام مشيرا الى ان العم عمران بن محمد العمران سيستضيف اللقاء القادم.ثم القى الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم كلمة اكد فيها ان يوم اللقاء يمثل ذكرى طيبة للجميع مشيرا الى انه تم تجديد مدرسة الهفوف الاولى وهي الآن في طور التأثيث حيث ستتم اقامة العديد من الفعاليات واللقاءات فيها في المستقبل وسيعلن عنها لاحقا مضيفا انه لابد ان تكون مدرسة الهفوف معلما حضاريا وكذلك سياحي وتكون من خلالها سمة التواصل بين الخريجين وأبنائهم واحفادهم.بعد ذلك القى سعد بن عبدالرحمن البراهيم قصيدة شعرية بعنوان (واستبشرت اولى المدارس) أعقبتها كلمة للشاعر عبدالرحمن بن محمد الحواس الذي ذكر ان هذا اللقاء يدل على المحبة والاخاء الصادق بين الخريجين وشعور فياض ودافع عظيم تردد صداه في نفوس الجميع.ثم القى الشاعر عامر بن عبدالله العامر قصيدة بعنوان (يا بوسعد) بعدها قدم الشاعر العامر درعا تذكارية للشيخ عبدالله، بعد القصيدة الشعرية للشاعر عامر العامر القى هاشم السيد ابراهيم كلمة اشار فيها الى انه ما اشبه الليلة بالبارحة حيث كان اللقاء الثالث في الحادي عشر من ربيع الثاني في العام المنصرم وجاء اللقاء الرابع في السادس عشر من ربيع الأول في العام الحالي ثم قام هاشم السيد بالقاء قصيدة شعرية بهذه المناسبة. واعاد المربي والمعلق الرياضي (صديق جمال الليل) ذكريات الماضي بكلمة اكد فيها على عظم الاخاء والمحبة بين الخريجين سابقا وحرصهم الشديد على العلم والتعليم والتواصل المستمر واللقاءات العزيزة على الجميع التي تقام كل سنة لجمع طلاب الرعيل الاول في مكان واحد للتواصل وتذكر ايام الماضي وختم المربي صديق الليل كلمته بطرفة جميلة اضحكت الحضور وقام الشيخ عبدالله الراشد بتكريم صديق جمال الليل بدرع تذكارية، اعقب تلك الكلمة تقديم درع تذكارية من علي بوهميل للشيخ عبدالله بن سعد الراشد. وبعد ذلك تم عرض فيلم وثائقي يتحدث عن الاحساء (لمدة 17 دقيقة) اعدته شركة ارامكو السعودية في عام 1381هـ، ثم التقطت الصور الجماعية للحضور تلاها تشريفهم لحفل الغداء الذي اقيم بهذه المناسبة الذي اقامه الشيخ عبدالله بن سعد الراشد على شرف جميع الحضور.وحضر اللقاء عدد من رجال الاعمال وبعض مديري الدوائر الحكومية منهم مدير التربية والتعليم للبنين بالمنطقة الشرقية عبدالرحمن بن ابراهيم المديرس ومدير التربية والتعليم للبنين بالاحساء احمد بن محمد بالغنيم ومدير تربية وتعليم البنات محمد بن ابراهيم الملحم.لقطات من اللقاءـ استقبل الشيخ عبدالله بن سعد الراشد الحضور بحفاوة بجانب أبنائه والذين حرصوا على تحية الجميع وسط تنظيم واعداد متميز وقد قدم اللقاء الزميل عادل بن سعد الذكر الله.ـ حرص جميع الزملاء الاعلاميين على تغطية هذا الحدث الذي كان متميزا في روح الاخاء والمحبة من قبل طلاب الرعيل الأول.ـ تمت طباعة كتاب (المدرسة الثانوية بالاحساء تقدم الوانا من النشاط المدرسي في عامها الدراسي 1375هـ) وتم اهداء نسخ من هذا الكتاب لجميع الحضور.

المقالة | اللقاء الرابع يجمع الرعيل الأول من خريجي مدرسة الهفوف الثانوية
الكاتب: عبدالله الخماس – عبداللطيف المحيسن
الناشر: جريدة اليوم
– العدد:11963
تاريخ النشر: 17/03/2006م
الرابط: http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=11963&P=1

خطاب د. الملحم في اللقاء الثالث للرعيل الاول من خريجي مدرسة الهفوف الأولى

الكاتب: د. محمد بن عبداللطيف الملحم
الناشر: جريدة اليوم – العدد: 11660
تاريخ النشر: 18/05/2005م الرابط هنا

كانت اشبه بالجامعة
التاريخ يعيد نفسه مجددا عبق التعليم في هجر
معلم حضاري وسط مدينة تتوسد التاريخ
د. محمد عبد اللطيف الملحم

التعليم هاجس يرى كل مواطن عربي مسلم وكأنه مسئوليته الشخصية في عالم معاصر لم يعبأ الكثير فيه بأهمية عبارة “اقرأ” وانا احد الذين اولعوا بالعملية التعليمية لمعاصرته لها منذ بدايتها.منذ عهد “الكتاتيب” والواحد منا يتفاخر بانه من الصبية الذين هداهم الله عز وجل لكي يبدأ بتعلم قراءة القرآن الكريم ومن ثم البدء بتعلم مبادئ الكتابة واتذكر ولا ازال انني كنت ألطخ ثيابي بالحبر الازرق دلالة على انني قادر على الكتابة في وسط مجتمع امي اغلبه لا يعرف القراءة والكتابة والجود من الماجود كما يقول المثل آنذاك.هكذا كانت بدايات التعليم في الخمسينيات والستينيات من القرن الهجري الماضي وفي ذلك العهد كان خريج مدرسة الهفوف الابتدائية الاولى اشبه ما يكون في مستوى خريج الجامعة في ايامنا المعاصرة.كان خريج المدرسة الابتدائية مثل العروسة – آنذاك – كثير خطابها من الحكومة او القطاع الخاص على حد سواء.
اللقاء الثالث للرعيل الاول من خريجي مدرسة الهفوف الاولى في قـلب مــــدينة الهـفـوف في 11/ 4/ 1426هـذكريات التعليم تمر على الدوام بخاطري والذكريات صدى السنين الحاكي ومن اجل الاحتفاظ بهذه الذكريات وحتى لا يعفى عليها الزمن ولدت لدى فكرة الكتابة عنها منذ ان كنت طالبا في السنة الخامسة الابتدائية عام 1370هـ وتحققت هذه الفكرة ضمن دفتي كتاب تحت مسمى “كانت اشبه بالجامعة” الذي صدرت طبعته الاولى في الخامس من شوال عام 1419هـ صدرت الطبعة من الكتاب في التاريخ المشار اليه وتلقاه القراء. والقراء يختلفون في مشاربهم واذواقهم ومداركهم كما يختلفون في قدرتهم على التأمل والفهم والاستيعاب.وبالرغم مما قيل اننا نعيش في زمن هجر فيه الكتاب البتة واستغني عنه ببدائل له: هذا القول مردود من وجهة نظري اذ سيظل الكتاب حتى في زمن ثورة الاتصالات الحديثة كالطود الشامخ وسيبقى للابد الصديق المخلص لنوع خاص من القراء وهم الذين يجدون في القراءة متعة ذهنية يستحيل وجود بديل لها لديهم.وهناك طائفة من القراء يقرؤون في تأمل ومن يتأمل يستطيع ان ينتج اثرا ويبدع فكرا.ورغم مرور حين من الزمن على صدور كتابي “كانت اشبه بالجامعة” الا ان هذا الكتاب قد وجد من يقرؤه ومن قرأه وجد نفسه مدفوعا ومتفاعلا مع متعة القراءة حيث لم تهدأ له عاطفة حتى يسجل انطباعاته اما نثرا او شعرا.(1) من هؤلاء معالي الاستاذ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر الذي جعل من التعليم هاجسا له يتلقف ما يكتب عنه في تلهف قال معاليه عن كتاب “كانت اشبه بالجامعة”:-“كتاب الدكتور الملحم روضة من الرياض المزهرة سوف يجد من يتنزه فيه متعة وسيعرف جزءا من بلده غاليا وعزيز ا معرفة تجعله يشعر بالعزة والفخر ويعرف الفضل لاناس مضوا الى ربهم واناس لا يزالون يؤدون واجبهم. شكرا للدكتور محمد الملحم فقد انست بكتابه واستفدت مما فيه وسوف يجد غيري انه وثيقة لا غنى عنها لمن اراد ان يعرف عن التعليم في الاحساء خصوصا وفي المملكة عموما”.(2) ومن هؤلاء امام جامع الامام فيصل بن تركي الشيخ الاديب محمد بن عبدالله بن عبداللطيف المبارك تغمده الله برحمته – الذي لم يتمالك بعد فراغه من قراءة الكتاب حتى حبر في الحال قصيدة شعرية جميلة نشرها في جريدة (اليوم) وتقرأ كالتالي:-
قرأت لاشبه بالجامعة …. لمدسة هيأت جامعه لمدرسة كان مجموعها….. نواة لجامعة جامعه فها نحن في “هجر” نحظى بأن ….. اقام بها “الفيصل” الجامعه(محمد) يا ابن الاولى أنشؤوا ….. صروحا لامجادنا ساطعهويا “ابن ملحم” شكرا على ….. اياديكم البرة الواسعه كتابك هذا كتاب نفيس ….. حوى ثروة ثرة ضائعه كتاب يوثق تاريخنا….. اساليبه حلوة رائعه وينساب للقارىء المستنير….. بالفاظه السهلة المانعهحوى حقبة كاد فيها الزمان ….. ليستر اخبارها الناصعهوانت بحق كشفت القناع ….. وابرزتها درة بارعه تحدثت كيف يكون الرجال ….. اشادوا وانفسهم وادعه جزاك الإله بخير الجزاء ….. لقولك: (اشبه بالجامعه)

(3) ومنهم خريج مدرسة الهفوف الابتدائية الاولى الاستاذ الشاعر الاديب “سعد بن عبدالرحمن البراهيم” الذي لم يتمالك بعد قراءته الكتاب الا ان يثني لا على الكتاب فحسب وانما على معالي الاستاذ الدكتور “عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر” الذي اثنى فيه على “الاحساء” واهلها عند تقويم معاليه لكتاب “كانت اشبه بالجامعة”. كان ذلك في قصيدة بعنوان “ومع اشبه بالجامعة” نشرها بجريدة الجزيرة ومن ابيات القصيدة:
اقيلي عثاري ربة الخز والورد ….. اذا لم اجد عونا اقول الذي عندي وطوفي بي الدنيا جمالا وبهجة ….. وداوي هيامي فالمدى شاهد وجدي فمن ذاق طعم الشهد من ثغرك انحنى ….. خشوعا له قلب يعب من الشهد تناهت لك الابصار حسنا ومتعة ….. فيا ويح من لا يبصر الحسن في القد ومن يثن جيد الود عما تريننا ….. فهذا وأيم الله ناء عن الرشد اذا هبت الانسام بالعطر والندى ….. نقول نفحت العطر مع هبة البرد وان شاغل السمار في الليل مؤنس ….. لأنت مجال الانس في بهجت السهد حنانا بنا يا خود يكفي صبابة ….. فما كان في الوجدان اعصى على العد فما طرفت عين تزهت بنظرة ….. الى مرجك الفينان والسلسل الفرد كاني بها اصفتك ودا احسه ….. على باسقات النخل من اندر الود الا يا ربى “الاحساء” يا مجتلى الرؤى ….. ومرقى غطاريف تخطوا الى المجد اعيرى بياني مكنة من فصاحة ….. فاخشى اذا بينت عن فضلهم اكدي لانى وجدت السفر وفي فعالهم ….. بما هم له اهل فما ذا عسى ابدي رجال اذا ما انشق صبح عن الوفا….. وجدت لهم صبحا يدوم بلا فقد واذ ما قرأت الشعر في الكتب تلقه ….. مضيئا على “الاحساء” كالبدر في وقد فهذا كتاب “لابن ملحم” ناشر….. به ذلك الدكتور اشيا من المجد فأنبا عن التعليم في سالف مضى ….. ووفى عن العلام ما كان من جهد ففي “دارة الهفوف” مرفى انتهاضه ….. كما الجامعات استرسل العلم في جد وجال بنا “ابن الخويطر” جولة ….. فطاف بنا “الاحساء” في موكب الحمد نعم يا “معالي الشيخ” يا من به زهت ….. صروح من التعليم للامس والبعد تثني بخير للذي قال آنفا ….. واسردت ما يزهو به الطرس في السرد ابنتم عن الرواد والسادة الاولى ….. بنوا نهضة التعليم في سالف العهد فكان انبهارا نرفع الرأس عنده ….. وكان افتخارا واصل البعد بالبعد وكم من رباط في “الحسا” قام ناشرا ….. صنوفا من التعليم للمقتدي تهدي تمشوا بها “ال المبارك” مثلما ….. مشوا “ال ملا” و”العمير” بلا حد ورودا لها الطلاب من كل بلدة ….. فكانت لهم اذ ذاك من افضل الورد ذكرتم كثيرا فاستطبنا لذكره …. وفاء وقل اليوم من بالوفا يهدي سوى فاضل قد قال يا موطن الهنا ….. ففي عطاءاتي نامي على زندي الا يا “هجير” العلم والحلم والوفا ….. فانت بما تبغين فوق الذي عندي عديني امني بالوصال تلهفي ….. فهذا بريق الشوق مسترسل الوقد كفى الحرف تشتيتا ويكفي تغاضيا ….. عن المنهل الفياض والخير والسعد

ما سبق مجرد مقتطفات اقتضتها ضرورة المناسبة عن مدرسة الهفوف الاولى التي كانت ولا تزال (في ذاكرة من رضع العلم بها) معهد علم, ومصدر اشعاع ومخزن ذكريات. وهي مناسبة تعبر عن لمسة وفاء لمدرسة لا تزال حسا ومعنى محفورة في ذاكرتي. فمبناها, واروقتها, وحجراتها, ومداخلها لا تزال في حضور تام عندي. اما اساتذتها وطلابها فهم الذين يمثلون دم الحياة بالنسبة لها. ومع توالي السنين ظل مبناها شامخا, وكان بمثابة معلم حضاري في وسط مدينة الهفوف العريقة. وبسبب كتاب “كانت اشبه بالجامعة” قيض الله لهذه المدرسة احد احفاد الملك المؤسس صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز فتبنت مؤسسته “مؤسسة التراث”, وبدعم من بعض خريجي المدرسة, العناية بالمدرسة.والمدرسة بعد العناية بها الان طود شامخ. والتاريخ يعيد نفسه مجددا عبق تاريخ التعليم في بلاد “هجر”, البلاد التي كانت ملتقى حضارات ومصدرا من مصادر الوقود للانسان والحيوان والجماد.ولم يقف التاريخ عند هذا الحد.خريجو المدرسة في عصرها الزاهر ما زالوا على العهد, وحسبك بهم.شرفت بهم المدرسة حينما كانوا في اروقتها وحجراتها في عمر الزهور.وكم شرفا ازدادت به المدرسة حينما تقدمت السن بخريجها، فكان منهم في ذاكرة التاريخ وزراء، ووكلاء وزارات، ورجال علم وادب وشعراء، ورجال مال يشار اليهم بالبنان.وحان موعد الوفاء، وفاء الخريجين لمدرستهم يجددون ذكراها لأنها كانت المدرسة الام، الأم الحنون التي قدمت ما تملك من حنان وعاطفة ممثلة في ثدييها لأبنها، والابناء اليوم بررة.وحان موعد الوفاء وحان موعد اللقاء.وكان اللقاء الاول لمن بقي على قيد الحياة من خريجي المدرسة وبمبادرة من احد خريجي المدرسة الطالب (رجل الاعمال) الزميل “سعد بن عبدالعزيز الحسين” في مزرعته الواقعة في قلب الواحة بتاريخ 5 ربيع الاخر 1424هـ، وكان لقاء تعارف لزملاء تفرقوا بعد تخرجهم لحين من الزمن، وكان اهم مكسب ظفروا به في هذا اللقاء تجديد الذكريات التي كاد يعفو عليها الزمن: والذكريات صدى السنين الحاكي، وكان اللقاء الثاني، وهو بمبادرة من الطلاب الزملاء: عبدالعزيز بن محمد الجندان، وحمد بن صالح الحواس، ومحمد بن عبدالله بوعائشة، بتاريخ 22 ربيع الاخر 1425هـ، في فندق “كارلتون المعيبد” الكائن بطريق الدمام وكان لقاء فيه من الحرارة والحيوية انه عاد بالخريجين الى ايام الهوى والصبا، لم يقتصر الامر على تجديد الذكريات فحسب، وانما تجلى في هذا اللقاء اهم رمز من رموز الوفاء: تجلى في هذا اللقاء ما عناه الشاعر حين قال: “قم للعلم وفه التبجيلا” حضر في هذا اللقاء ثلة او كوكبة من مدرسي المدرسة الذين لا يزالون على قيد الحياة.وكان اللقاء في اروع صوره لقاء طلاب بمدرسيهم، كما كان وضع هؤلاء الطلاب حينما كانوا في عمر الزهور امام مدرسيهم بالامس وما هو وضعهم الآن بعد ان بلغ بهم العمر مبلغه وهم يصافحون مدرسي الامس؟ كان التواضع والاحترام، كما شاهدته، السمة الغالبة لدى هؤلاء الخريجين حينما كانوا في مواجهة معلميهم، وكم كان الموقف رائعا، بل وربما كان مؤثرا، حينما قدم الخريجون لمعلميهم هدايا رمزية عبروا بها عما كانوا ولا يزالون يكنون لهم من احترام، والمثل يقول: من علمني حرفا كنت له عبدا.وعبر خريج المدرسة الزميل “محمد بوعائشة” في اللقاء الثاني في كلمات، عن تقديرنا لناقلي العلم لنا نحن الطلبة، وهي كلمات تنم عن مصداقية وعفوية، من ضمن ما جاء فيها مخاطبا معلمي المدرسة ما يلي:لقد عهدنا فيكم الجد والاخلاص في تأدية الواجب، والحرص الشديد على تربية ابنائهم الطلاب التربية الصالحة، فكان نهجهم السوي وسيرتهم العطرة نبراسا يضيء الطريق للاجيال على ممر السنين، ونحن على يقين بأنهم يشعرون بالفخر والاعتزاز وهم يرون النبت الذي غرسوه قد اينع وآتى اكله، فها هم ابناؤكم طلاب الامس ورجال اليوم وقد حصلوا الدرجات العلمية، وتقلدوا المراكز في الدولة والمؤسسات والشركات العامة والخاصة في المجالات المختلفة يساهمون بما وهب الله لهم من علم غزير وخبرات راسخة – كل في مجال تخصصه – في مسيرة التنمية والبناء بهذا الوطن العزيز.ويأبى خريج المدرسة الطالب (رجل الاعمال) الزميل عبدالعزيز بن سليمان العفالق الا ان يواصل المسيرة فيصر على تجديد اللقاء وسيكون اللقاء الثالث في اشهر وارقى فندق بمدينة الهفوف القريب من المدرسة التي كان اشبه بالجامعة يوم الخميس الموافق 11 من شهر ربيع الاخر 1426هـ وفي نهاية هذا اللقاء سيتوجه الجميع الى مدرستهم الابتدائية الاولى لمشاهدتها بعد تجدد عمرها، وبعد ان اصبحت في ابهى حللها.والمسيرة ستتواصل – ان شاء الله – ليتنسم الجميع عبق تاريخ هجر ولكن المسيرة لكي تبقى فهي، في تصوري بمثابة سفينة تشق عباب البحر، ولكي لا تتعرض هذه السفينة للعواصف، ناهيك عن الكوارث، فالسفينة تحتاج الى تنظي

تقرير “القو” حول د. الملحم ومدرسة الأحساء

في لقائهم السنوي الثاني
أيام لها تاريخ يتذكرها خريجو مدرسة الهفوف الاولى

“عقد معلم و وخريجو مدرسة الهفوف الأولى بالهفوف من خريجي 1374هـ وحتى 1380هـ لقاءهم السنوي الثاني في فندق كارلتون المعيبد بالخبر.وقد اجتمع في هذا اللقاء مجموعة كبيرة من كبار الشخصيات التربوية والتي تخرجت من المدرسة.وبدأ اللقاء بآي من الذكر الحكيم للقارئ يوسف العبدالهادي فكلمة ترحيبية للاستاذ محمد بوعايشة.ثم القى الاستاذ احمد السيد خليفة قصيدة معبرة عن مشاعره تجاه زملائه خريجي المدرسة.لمسة وفاء:بعدها القى معالي الدكتور محمد عبداللطيف الملحم وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء كلمة تناول فيها اربع نقاط وهي: شكر القائمين على تنظيم الحفل وما قدموه للتعليم في بلادنا الحبيبة واشاد بكفاحهم في سبيل تنمية المجتمع، كما اشاد بالمدرسة التي خرجت هذه الاجيال وتعتبر معلما من معالم الاحساء، كما تناول التفاوت في العمر بين طلاب المدرسة حيث قال انه عندما كنا في الصف السادس ويأتي طالب في الصف الأول في المدرسة فزمالة المدرسة تجمعهم مع فرق العمر، وطالب الملحم بان يكون اللقاء سنويا وعلى مدار يومين لتذكر الايام الخوالي في ربوع المدرسة ويتخللها ندوات تربوية.بعد ذلك القى الاستاذ عبدالله الباز احد مديري المدرسة كلمة شكر فيها المنظمين للقاء والحضور على حضورهم، واكد على ضرورة تواصل مثل هذه اللقاءات التي تجمع الرعيل الاول في هذه المدرسة مع طلابها، ويتم خلالها نقل الخبرات والكفاءات لتعليم افضل وتربية مثلى.ذكريات جميلةبعد ذلك القى الاستاذ محمد عبدالله الملاء كلمة ترحيبية تعرض فيها لذكريات المعلمين في عام 1380هـ فكلمة للدكتور عبدالرحمن المديرس شكر فيها القائمين على الحفل واثنى على تنظيم مثل هذه اللقاءات.وحضر الحفل الشيخ عبدالمحسن المنقور والدكتور محمد عبداللطيف الملحم والشيخ عبدالله بن محمد بونهية والشيخ عبدالله الباز الاستاذ عبدالله بن عبدالرحمن بونهية والاستاذ ابراهيم الحسيني والشيخ فارس الحامد والدكتور عبدالله المبارك والدكتور صالح جاسم الدوسري مدير عام التربية والتعليم بالشرقية بنين والدكتور عبدالرحمن المديرس مدير تربية وتعليم الاحساء والاستاذ عبدالرحمن الملحم مدير فرع وزارة الاعلام بالشرقية والزميل محمد الوعيل رئيس التحرير وعدد كبير من المهتمين بالتعليم بالشرقية.كما حضر اللقاء عبدالله صالح جمعة رئيس ارامكو السعودية والشيخ عبدالله سعد الراشد والشيخ عبدالرحمن سعد الراشد والشيخ عمران محمد العمران والشيخ عبدالله الغانم من كبار موظفي ارامكو سابقا.والشيخ سعد الحسين والشيخ عبدالعزيز العفالق والشيخ سعد اليمني والشيخ عبدالله فرج والشيخ عبدالرحمن الشهيل والشيخ عبدالرحمن السيف والدكتور علي العبدالقادر والشيخ محمد الماجد.@ اللجنة المنظمة للقاء تكونت من حمد صالح الحواس وعبدالعزيز حمد الجندان وحمد عبدالله بوعايشة واحمد ابو السعود وعبدالرحمن السيف وعبدالرحمن الجبر ومحمد عبدالله الملاء.بعدها قام الدكتور محمد عبداللطيف الملحم وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء السابق والدكتور صالح جاسم الدوسري مدير عام التربية والتعليم بالشرقية بتكريم الاساتدة القدامى وهم:الاستاذ الفاضل عبدالله محمد بونهية، والاستاذ عبدالله الباز، والاستاذ عبدالله عبدالرحمن بونهية، والدكتور عبدالله علي المبارك، والاستاذ عبدالمحسن الملحم، والاستاذ ابراهيم الحسيني، والاستاذ محمد العبدالهادي، والاستاذ فارس الحامد. ثم التقطت صورة تذكارية للمكرمين ثم تناول الجميع طعام الغداء.أحضر معه شهادة تخرجه من التوجيهي@ الاستاذ هاشم السيد ابراهيم من خريجي 1374هـ أحضر معه شهادة تخرجه وكان محل تقدير الجميع حيث رجعوا بذاكرتهم للوراء وتذكروا تلك الشهادات التي كانوا يتسلمونها.@ الشيخ عبدالله محمد بونهية قال انه في فترة من فترات المدرسة كان الاب يدرس في فصل ابنه.* سيكون اللقاء السنوي الثالث ان شاء الله في العام القادم بالاحساء بناء على طلب الشيخ عبدالعزيز العفالق رئيس الغرفة التجارية الصناعية بالاحساء سابقا.”

الكاتب: الخبر – عبدالعزيز القو
الناشر: جريدة اليوم – العدد:11320
تاريخ النشر: 12/06/2004م
وصلة المقال الأصلي في جريدة اليوم

كتاب كانت أشبه بالجامعة

كتاب : كانت أشبه بالجامعة تاريخ الاصدار : 1419هـ الموافق 1999موصف الكتاب : قصة التعليم في مقاطعة الأحساء في عهد الملك عبد العزيز (دراسة في علم التاريخ الاجتماعي

متوفر في :

1- الدار الوطنية الجديدة للنشر والتوزيع, الدمام – الأحساء

2-مكتبة جرير

3-مكتبة التعاون الثقافي , الأحساء

كتاب كانت أشبه بالجامعة لمعالي د. محمد عبداللطيف الملحم